الفساد عندما يتواجد في مرفق من مرافق الدولة ، تجده يستعصي حتى على الذين لديهم الرغبة الجامحة في إزالته ، قيادة محافظة البيضاء بشقيها تتصارع على أوهام ، بينما نسيت أو تناست مخازن الدواء التابعة لمكتب الصحة العامة والسكان بالمحافظة.
حال مخزن الدواء بمكتب الصحة
عند دخولي أنا وأحد المواطنين إلى هذا المخزن تساءل هذا المواطن المغترب في ظني عن الوطن فقال لي أنظر إلى هذا فقلت له هذا لا يصلح حتى أن يكون زريبة للأغنام فهو غير لا ئق وحالة المكان ترحم الكلام حصل بعد خروجنا من داخل المخزن تبعنا أحد الموظفين فتكلمنا معه بما رأيناه من سوء تنظيم وتخزين فقال أنهم في إطار تحسين عملية التخزين. ولكم أن تتخيلوا عدم وجود ثلاثة في مخزن مخصص للدواء.
الزيارة التي ذهبت من أجلها
كانت زيارتي هي عقب أن تلقيت مجموعة اتصالات تقول جميعها إذهب أنظر الأدوية التي هي من أغلى الأدوية مبيعاً في الأسواق المحلية ، إن مكتب الصحة اليوم سيقوم بإتلاف هذه الأدوية ، عند وصولي وجدت ثلاثة قلابات تابعة لصندوق النظافة وتحسين المدينة وإذا بمجموعة من العمال يحملون هذه الأدوية التالفة وخلال ذلك التقينا بالدكتور توفيق المريسي وعند سؤالنا له حول ما سيقوم به المكتب أكد لنا أن هذه الأدوية عبارة عن مضبوطات مزورة وفاسدة وكذا أدوية مهربة تم العثور عليها في المحافظة ، لكننا قلنا له أن هذه الأدوية معظمها حكومي فقال يا أخي تعال لنريك وصعدت أنا وهو على القلابين المحملين فوجدنا أدوية تالفة بسبب عدم وجود ثلاجة حافظة ولبان جنسي وأدوية أخرى ممنوعة ومهربة بل أن بعض هذه العلاجات تنتهي في عام 2013م وكذا وجهنا له سؤالاً حول آخر مرة تم فيها إتلاف علاجات فأكد لنا أن آخر مره كانت في نهاية عام 2006م مع بداية العام 2007م.
شهادات من أمام مكتب الصحة
التقيت أحد المواطنين فقال لي يا أخي هؤلاء يقصد مكتب الصحة يحتفظ بهذه العلاجات حتى تنتهي والناس في هذه المحافظة في أمس الحاجة إليها، وأكد لي بأن المريض يأتي ويجلس أمام بوابة مكتب الصحة ولا ينظر إليه أحد ، وقال أن مكب النفايات صار أحوج من المرضى.
أما أحد الموظفين أكد لي عدم ذكر اسمه فقال أن صندوق الدواء يرسل لنا بكمية كبيرة من العلاجات وهي لا يتبقى على انتهائها سوى أشهر قليلة فيقوم المكتب بتوزيعها على الوحدات الصحية والمراكز وما تبقى لابد أن يتلف لأن لا يوجد لديهم أي فرصة لتوزيعه.
أما مواطن آخر فجاء يصرخ غاضباً فتكلم إليه الدكتور المريسي وبدأ يفهمه أن هذه العلاجات فاسدة مهربة وبدأ يريه أنها ليست للدولة فقدم شكره لمكتب الصحة لكن مواطناً آخر يجلس بعيداً قليلاً فبدأ يتكلم هو وهذا المواطن فقال له يا أخي هذا يريك الذي في أعلى القلابات لكن اذهب معهم وسترى أن معظم ما بداخل القلابات هو من الأدوية التي تصرفها الوزارة لهم وهم لا يقومون بتوزيعها على المرضى المحتاجين لها.
الدكتور عيدروس شيخ عمر تنبه لوجود ثلاثة كراتين كمامات وهذه لا تنتهي فأمر بإرجاعهن إلى الزريبة أقصد (مخزن المكتب ) يشكر على الإهتمام.
مركز الأمومة والطفولة بمدينة البيضاء
وضمن هذه الجولة قمنا بزيارة لمركز الأمومة والطفولة الواقع ضمن مبنى مكتب الصحة والسكان أي في الدور الأرضي التقينا بالدكتور / عبد الله المظفري فسألناه حول توفر المحاليل ومستلزمات المختبر فأكد لنا أن المركز يعاني من تأخر معاملاته لشراء المحاليل والمستلزمات لدى المالية والوحدة الحسابية مما يوقف عمله أحياناً وطالب قيادة المحافظة ومكتب الصحة بتسهيل الإجراءات أو إيجاد صندوق يتم من خلاله شراء المستلزمات ومن ثم إخلاء العهدة كما شكى من وجود متنفذين بالمدينة يقومون بأخذ مبالغ مالية على أن يقوموا بتوقيعات هنا وهناك.
وأخيراً فإن مكتب الصحة يتحمل هو و الوزارة الجرم الكبير في إلتهام النيران لهذه الكمية الكبيرة من العلاجات فكان الأولى أن الوزارة ترسل هذه الأدوية عند وصولها لا أن تأخذ إلى قبل الانتهاء بعام على الأقل ثم ترسل إلى المحافظة ليتسنى للمكتب توزيعها لا تكديسها.
الجدير بالذكر أن مستشفى الثورة العام بالبيضاء هو الآخر كانت لديه أدوية من أغلى الأدوية تم إتلافها أيضاً قبل فترة ليست بالكثيرة وذلك لعدم وجود حريصين على العمل الصحي.
