عندما يثار الحديث عن أدوار الأحزاب السياسية في بلادنا خلال الفترة الماضية بلا شك سيكون الحديث ذو شجون اذ ان الأحزاب السياسية برمتها باتت في حالة يرثى لها وبعيدة كل البعد عن أدوارها المطلوبة وارتباطها بالواقع وبقواعدها والسير وفق سياساتها المعلنة وبرامجها وخططها وأهدافها ذلك ان كل هذه العناوين التي ظلت كلافتات وعناوين لكل الأحزاب السياسية اختفت وانتهت وباتت من الماضي القريب للأسف الشديد، وخلال السنوات السابقات انكشفت وبوضوح الصورة الحقيقية لأحزابنا السياسية وعمق فشلها وبعدها عن واقعنا بل والادهى والامر ان هذه الأحزاب تحولت الى مطايا للأخرين لتحقيق مصالحهم الشخصية وأهدافهم الخاصة والجري خلف المناصب والأموال والابتعاد عن مصالح الوطن والشعب الجمعية وليست الخاصة ...!! 

وكشفت الحرب اللعينة عن هشاشة هذه الاحزاب وتقوقعها وفشل قيادتها في شتى الجوانب وعجزها عن ممارسة السياسة في الحرب ومحاربة الجماعة الحوثية سياسيا بل وخسرت امامهم في أكثر من معركة وجولة ..

_ أ دوار منعدمة وغائبة  

ولا يخفى على اي متابع ان ادوار الأحزاب السياسية المؤيدة للشرعية والحكومة باتت منعدمة وغائبة وتغيب مع مرور الوقت والسنوات ومواقفها تختفي وتطير مع الرياح حتى باتت الاحزاب ومواقفها مجرد ذكريات واطلال من الماضي ذلك ان الأدوار الأساسية للأحزاب السياسية في التحرك الفاعل على الأرض وممارسة العمل السياسي النشط كدور حقيقي لاي حزب أصبح الواقع غير موجود على أرض الواقع وباتت الأحزاب كلها مغيبة تماما عن العمل الميداني مع قواعدها وأعضائها وكل من ينتمي لها وبالتالي فقدت الاحزاب كليا تأثيراتها المعتادة وفقدت ارتباطاتها بقواعدها وانعدمت كل علاقاتها وانتهت كل سياساتها وصولا الى ان اصبحت بلا مواقف سياسية تعبر عنها وبقوة وأصبح صوتها ضعيفا بعد ان فقدت عملها الميداني وارتباطها السياسي وادوارها الفاعلية لتتحول الاحزاب خلال سنوات الحرب الى مجرد كيانات هشة واحزاب بلا تأثير وسياسة خاملة ومواقف ضعيفة وعمل حزبي لم يعد كما كان ليلقي بضلالة على العملية السياسية في بلادنا فاذا كانت الاحزاب بهذا الضعف والهشاشة واصبحت مجرد اصوات بلا تأثير فبالتأكيد فان لذلك تأثيرات كبرى على مجريات العملية السياسية برمتها مع الاخذ في الاعتبار ان اهناك موقفا استثنائيا لحزب الاصلاح في المواجهة مع مليشيا الحوثي فالإصلاح له حضوره القوي في الميدان وفي جبهات القتال ولا يخفى على أحد ذلك .

  حرب وفشل سياسي  

وفي خضم الحرب وانقلاب مليشيا الحوثي على الدولة ونهب مؤسسات الدولة بقوة السلاح واعلنت الحرب على كل المحافظات وكل ابناء الوطن كان موقف الاحزاب السياسية هشا في مواجهة المليشيا الحوثية الكهنوتية العميلة لإيران والتي دمرت الوطن وعاثت فيه نهبا وتدميرا ..

أدوار الأحزاب السياسية في مواجهة المليشيا الحوثية الان يكاد يكون منعدما او غائبا ما منح المليشيا الحوثية مساحة أكبر للتحرك الدولي وممارسة سياستها وتحقيق مصالحها واهدافها، فيما الاحزاب السياسية المؤيدة للشرعية انكفأت ونامت عل نفسها تاركة المجال مفتوحا على مصراعيه لمليشيات الحوثي ولم تقم الاحزاب السياسية باي ادوار مطلوبة لمواجهة التحرك الحوثي لكشف خطرها وممارسة

السياسة في عمليات التواصل العربي والدولي لفضح المليشيات الحوثية وما تسببت به من دمار وتدمير لليمن والكثير من الحقائق والوقائع التي تمتلكها الاحزاب في تحركاتها بيد انها للأسف الشديد لم تعمل او تقوم باي دور او مواقف فاعلة في هذا الملف والصعيد الهام، ولعل اخره قرار وزارة الخارجية

الامريكية برفع الجماعة الحوثية من قائمة الارهاب اذ ان الاحزاب السياسية لم يكن لها اي دور او تحرك فاعل ازاء هذه القضية المصيرية التي تهم كل اليمنيين بل ان الاحزاب كشفت أكثر وأكثر انها اصبحت مجرد عالة على الوطن ...!! 

_ الأحزاب و رحلة البحث عن المكاسب

وعلى الرغم من الجمود والفشل الذريع للأحزاب السياسية فيما يخص ممارسة العمل السياسي الصحيح وادوارها ومواقعها المواجهة للعدو الحوثي غير ان هذه الاحزاب يرتفع صوتها بقوة ويكون مواقفها شديدة الصرامة والجدية في رحلة البحث عن المكاسب والمناصب في كل مواقع الدولة اذ ترتفع اصوات الاحزاب عند البدء او الحديث عن تشكيل حكومة جديدة للمطالبة بمقاعد وزارية او الحصول

على مقاعد هنا او هناك وايضا للمطالبة بتعيين شخصيات محسوبة على هذه الاحزاب في مناصب معينة، ولهذا فان الاحزاب تظهر بقوة وفي هذه الحالة فقط تعود الاحزاب للواجهة من جديد رغم انه يكون اخر موقف للأحزاب او تصريح لقيادي فيها او بيان حزبي قد مر عليه شهور طويلة ويكاد يكون نسيا منسيا ...!!

_ التحالف الصندقة ...!!

عند انشاء التحالف الوطني للأحزاب السياسية ساد تفاؤل كبير لدى الاوساط السياسية والمجتمعية بان يكون لهذا التحالف دور كبير في استنهاض الاحزاب من موتها السريري، والقيام بتحركات أكثر فاعلية لإعادة الحياة للمشهد السياسي اليمني الخامل والنائم بيد انه للأسف الشديد فقد تحول التحالف الوطني للأحزاب السياسية الى مجرد(صندقة) لإصدار البيانات وقت اللزوم وحسب الطلب وكيان ميت او ولد ميتا بلا اي فاعلية او ادوار عملية.. فأضحى هذا التحالف مجرد عبئ أكثر ولم يقدم او يقوم بالأدوار التي راودت كل اليمنيين والسياسيين الذين تفاءلوا بهذا التحالف، ومنذ تأسيسه واشهاره اكتفى التحالف الوطني للأحزاب السياسية بإصدار البيانات من (الصندقة) والعودة الى النوم والاستغراق في الغياب والاختفاء حتى يعاد تفعيله للخروج من الصندقة لإصدار بيان جديد ...!!!

ماذا قدم التحالف في الحرب ضد الحوثي.. لا شيء !! 

هل قام بأعمال عملية او مواقف معلنة وواضحة لتعرية جرائم المليشيات.. لا.. لم يعمل اي شيء ..!!

_ أ حزاب انتهازية  

من المؤسف ان هذه الاحزاب تعيش دور الانتظار لما سيحققه ابطال الجيش الوطني ورجال المقاومة من انتصارات على مليشيا الحوثي في جبهات العزة والشرف لأجل القفز الى الصفوف الامامية وتخييره لها.. كما يفعل ذلك الانتهازيون في كل المراحل ..

تصمت هذه الاحزاب عما يعانيه الجيش وأبطاله والمقاومة ورجالها من خذلان كبير طيلة شهور طويلة وعدم صرف رواتبها او ما يتعلق باحتياجاتها لاستمرار المعركة الجمهورية ضد المليشيات الحوثية الكهنوتية وكعادتها في الصمت والانكفاء والهروب من مواجهة الاحداث تستمر الاحزاب السياسية في رحلة البحث عن المكاسب والمناصب.. وتفضل الخروج من اي خسائر قد تتكبدها او تتعرض لها وهذه حالة حقيقية واضحة للأحزاب السياسية في بلادنا ...!!