كان إبراهيم عبد القادر المازنى شاعرا وروائيا وناقدا من رواد النهضة الأدبية العربية في العصر الحديث، واستطاع أن يجد لنفسه مَكانا متميزا بين أقطاب مفكرى عصرِه.

وأسس المازنى عباس محمود العَقَّاد وعبد الرحمن شكري "مدرسة الديوان" التي قدمت مفاهيم أدبية ونقدية جديدة، استوحت روحها من المدرسة الإنجليزية فى الأدب.

سل الخلصاء ما صنعوا بعهدى

أضاعوه وكم هزلوا بجدى

ركبت إليهم ظهر الأمانى

على ثقة فعدت أذم وخدى

وصلت بحبلهم حبلى فلما

نأوا عنى قطعت حبال ودي

ولد إبراهيم المازنى في القاهرة عام ١٨٩٠م، ويرجع أصله إلى قرية "كوم مازن" بمُحافظةِ المُنوفية، تخرَّج من مَدرسة المُعلِّمين عام ١٩٠٩م، وعمل بالتدريسِ لكنه ما لبثَ أنْ تركه ليعمل بالصحافة، حيث عمل بجريدة الأخبار، وجريدةِ السياسة الأُسبوعية، وجريدةِ البلاغ، بالإضافةِ إلى صُحف أُخرى، كما انتُخب عُضوًا فى كلٍّ مِن مجمعِ اللغةِ العربيةِ بالقاهرةِ والمجمعِ العلمي العربي بدمشق، وساعَدَه دُخولُه إلى عالمِ الصحافةِ على انتشارِ كتاباتِه ومقالاتِه بينَ الناس.

وقد رحل المازنى عن عالمنا فى شهر أغسطس من عام ١٩٤٩م.

وكانوا حليتى فعطلت منها

وغمدى فالحسام بغير غمد

أذم العيش بعدهم ومن لي

بمن يدري أذموا العيش بعدى

وما راجعت صبرى غير أنى

أكتم لوعتى فى الشوق جهدى

ولو أطلقت شوقى بل نحرى

وروى وبل غاديتيه خدي

جفاءٌ فى مطاويه حفاظٌ

كحسن القد فى أسمال برد

وكم من نزوةٍ للقلب عندى

وهجعة سلوةٍ وقيام وجد

على أنى وإن أطرب لقربٍ

ليعجبني عن المخفار بعدى

إذا ما ضن بالتسليم قومٍ

فإن الجود بالتوديع ردى

لكلٍّ فى احتمال الناس طبعٌ

ولست على تملقهم بجلد

وغر ماضغ بالغيب لحمى

خلاه الذم إذ جدنا بحمد

صفوت له على العلات دهراً

فرنق بالسفاهة ماء وردى

وكنت إذا هتفت به أتتنى

قوارص شر ما يحبو ويهدى

وإني حين تغشانى أذاةٌ

ليشفع للمسيء الود عندى

فإن يسبق إلى كفر وظلم

فقد سبقت يداي له برفد

ظلمتك أن تخذتك لي وليّاً

ولو أنصفت كان سواك قصدى

غروراً كان ما وعدت ظنونى

وأشقى الناس مغرور بوعد

أيغضبه السكوت وقد سكتنا

ولو قلنا لما أرضاه نقدى

وجهلٌ بين فى غير شاكٍ

تعرضه لشاك مستعد

مضى زمن التسامع والتغاضى

وذا زمن الترامى والتحدى

لئن أعلى خسيستهم سكوتى

فسوف يحطها بدئى وعودى

وإن أثمر لهم ذماً كثيراً

فهم غرسوا بذور الذم عندى