"أخبار اليوم" تواصل رحلتها بمديرية الصلو في ظل انتشار الأمراض المختلفة وخوف المواطنين مما تحمله الرياح إليهم .. كسارة المشجب بالصلو تثير بغبارها القلق

2009-12-20 07:16:41


تقرير / جميل العريقي

بينما العالم يحرص على مكافحة تلوث البيئة ويعقد المؤتمرات المختلفة في كل الدول لوضع حد لهذا التلوث الذي دمر الكون وخلف أضراراً عديدة ألحقت بالكرة الأرضية نتيجة لهذه الغازات التي تنبعث من المصانع والسيارات والآلات المختلفة التي أفرط باستخدامها الإنسان دون أن يدرك مدى خطورتها على الطبيعة وعلى البشرية.

اليوم أصبحت هذه التلوثات البيئية تمتد وتتوسع حتى وصلت إلى القرى والأرياف في بلادنا وصارت تثير القلق والفزع في نفوس المواطنين بعد ما أصبحت تحمل الأمراض والأوبئة منها "السرطان والربو وحمى الضنك وأنفلونزا الخنازير" وغيرها من الأمراض المستعصية التي باتت تحصد أرواح البشر في عموم محافظات الجمهورية اليمنية فتنتقل عبر الهواء الملوث بالغبار والأتربة والدخان الذي تحمله الرياح من منطقة إلى أخرى وفي ظل غياب الدور لوزارة الصحة في بلادنا والتي إلى الآن لن تقوم بدورها الفعال من خلال إنزال الحملات الخاصة وتوعية المواطنين، فبعد الشكاوي التي تلقيناها قامت "أخبار اليوم" بزيارة عزلة المشجب بمديرية "الصلو" في محافظة تعز التقت بعدد من الأهالي الذين عبروا عن استيائهم وتضررهم من أحدى الكسارات التابعة لشركة "سبأ" والتي دخلت في الآونة الأخيرة المنطقة لغرض طحن الأحجار وتحويلها إلى دقيق ناعم وحصى صغيرة تستخدم لردم الطرقات قبل السفلتة والتي أثارت الخوف والقلق في نفوس الأهالي وذلك من جراء الغبار والدخان الذي ينبعث منها عند عملية طحن الأحجار وبفضل الرياح تتشكل سحب من الغبار والدخان الذي يملأ سماء المنطقة ويعتبر من الأسباب الرئيسية لإنتشار الأوبئة والأمراض المختلفة إلى جانب تدمير الأراضي الزراعية والقضاء على كل ما هو أخضر تقع عليه هذه الأتربة والغبار ومخلفات الكسارة.

فكل هذه المعانات والهموم سننقلها لأعزائنا القراء في هذه الحلقة فإلى البداية:

* الأفندم / عبدالسلام النشات برضوة من سكان قرية "نجد حمار" بعزلة المشجب بالصلو تحدث إلينا قائلاً: والله إننا قد أخبرنا وأبلغنا المجلس المحلي بالأمر والذي وما زلنا ننتظر الرد منهم وماذا سوف يعملون من حلول مناسبة لهذه الكسارة التي ستلحق الضرر بالكل إذا لم يوضع لها حلول من قبل المجلس المحلي لأن الضرر سيلحق بنا نحن وليس بسكان "م/ خدير" فنحن الأقرب لها بمنازلنا ومدارسنا وأراضينا وآبارنا وكل شيء لأن موقع الكسارة هذه في شرق العزلة تماماً وعلى مهب الرياح، فعندما تهب الرياح من الشرق تحمل الغبار والدخان تجاه منازلنا وهذه المخلفات خطيرة جداً على الإنسان والحيوان والأراضي الزراعية وآبار مياه الشرب والمفروض المجلس المحلي يقوم بوضع الحلول المناسبة السريعة لهذه الكسارة حتى لا تنقل لنا الأمراض المختلفة وخاصة هذه الأيام مع انتشار حمى الضنك وأنفلونزا الخنازير والسرطانات وغيرها من الأمراض الخبيثة التي تنتقل عبر الهواء الملوث.

فنحن أهالي عزلة "المشجب" بأكمله نناشد المجالس المحلية ووزارة الصحة والبيئة ونطالبهم بالإسراع ووضع حلول مناسبة لهذه الكسارة قبل أن تسبب تلوثاً للعزلة بأكملها وتكون سبباً لتدمير أراضينا الزراعية ومصالحنا العامة.

يابانية الصنع. . كسارة صحية:

أما المهندس الفني للكسارة الأخ/ عبدالقوي ناصر عوض تحدث ل"أخبار اليوم" فقال: أنه لا توجد أي أضرار من هذه الكسارة لا على الإنسان ولا على الحيوان ولا على الأراضي الزراعية لأن هذه الكسارة من النوع الياباني الأصيل والتي اسمها "بركر".

أما تلك الكسارات التي تتسبب بتلوث البيئة تكون من النوع الإيراني وغيرها والذي هي الأكثر ضرراً هي الكسارات القديمة ولكن هذا النوع حديث ولا تسبب أي ضرر.

وعندما سألناه لماذا تستخدم هذه الكسارة؟ فقال: هي الآن تقوم بطحن هذه الأحجار كما ترى وتحولها إلى دقيق ناعم يستخدم لأغراض أخرى والقسم الآخر يفرم الأحجار ويحولها إلى كري لردم الطرقات قبل عملية السفلتة.

المواطن بشير الجراش من أهالي قريبة الدهنة خدير واحد من المتضررين من أذى الكسارة والذي تحدث إلينا قائلاً "نحن نعاني من خطورة الدخان والغبار الذي بعض الأوقات يغطي سماء المنطقة وخاصة عند هبوب الرياح الذي يحمل مخلفات الأحجار المطحونة تجاه القرية طالما والكسارة تقع في الجهة الشرقية للمنطقة ولهذا كل ما هبت الرياح تحمل إلينا النصيب الأكبر من هذا الغبار المخلوط بالدخان ودخان المكينات الخاصة بالطحن والفصل ولهذا قد يتسبب هذا الغبار بتلوث البيئة والقضاء على الأراضي الزراعية وانتشار بعض الأمراض وتفشي الأوبئة إذا لم يوضع حد لهذه الكسارة وخاصة في هذه الأيام وبلادنا تعيش حالة من الخوف والقلق بسبب انتشار مرض حمى الضنك وانفلونزا الخنازير والسرطانات بأنواعها وغيرها ولهذا أريد أن أعرف أين دور عقال المنطقة والمجالس المحلية الفعال في وضع حد أدنى لهذه الكسارة؟

أما المواطن / أمين أحمد غالب الصلو قال "إن خطر هذه الكسارات كبير من بينها تلوث الهواء وتدمير الأراضي الزراعية والقضاء على أي شيء أخضر يجاور هذه الكسارات حيث إن مخلفات الكسارات من الأحجار والصخور المتنوعة إلى جانب ما تحمله الرياح من غبار ورذاذ على القرى له أيضاً أضرار كبيرة على صحة الإنسان والحيوان والنبات ومثل هذه الكسارات المفروض أن تكون بعيدة عن القرى والأراضي الزراعية وتخصص لها أماكن خاصة مثل الصحاري والأماكن الغير ما هو له حتى لا تتسبب بكوارث ما لم تحمد عقابه إلى جانب إن هذه الكسارات لا يعود نفعها على المواطنين بقدر الضرر الذي تحدثه أين ما تعمل.

الأخ فكري محمد عبدالله الصلوي مواطن بقرية نجد حُمار بعزلة المشجب بالصلو أردف قائلاً: يجب أن يكون موقع الكسارات بعيداً عن التجمعات السكانية وعن الطرق العامة وأن يكون مرخصاً لها من قبل الجهات المسؤولة وذلك لما تسببه من أضرار ومخلفات بيئية تضر بصحة الإنسان والحيوان والنبات وتقوم بتدمير الأراضي الزراعية وذلك نتيجة للأتربة والدخان والغبار التي تنبعث منها أثناء العمل وخاصة أوقات هبوب الرياح وهذه تعد من أخطر التلوثات البيئية التي ستلحق بأبناء عزلة المشجب في وخصوص لما موقع الكسارة قريب من المدرسة ومن آبار المياه وهذا سوف يؤثر تأثيراً كبيراً على الطلاب والمدرسين والنساء اللاتي يجلبن المياه من الآبار المجاورة للكسارة فلذا لابد ما يقوم المجالس المحلية بوضع حلول مناسبة لهذه الكسارة قبل أن تتسبب في كارثة بيئية وما لا تحمد عقباه.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد