في تقرير هام صادر عن مركز أبعاد للدراسات تنشره أخبار اليوم: (1)

الحوثيون استخدموا مدرعات أمريكية في حرب مأرب كانت خاصة ببرنامج مكافحة الإرهاب!

2021-05-24 08:42:50 أخبار اليوم/تقرير خاص

   

كشف مركز أبعاد للدراسات ان جماعة الحوثي استخدمت مدرعات أمريكية في حربها على محافظة مأرب كانت خاصة ببرنامج مكافحة الإرهاب وايضا مدرعات أمريكية اخرى مسجلة باسم الجيش الإماراتي سيطر عليها الحوثيين .

 

وكشف تقرير صادر عن المركز – حصلت أخبار اليوم على نسخة منه – وتنشره اليوم وغدا عن تمكن إيران من اختراق الأجهزة العسكرية النوعية .

 

ويقول التقرير " أن أغلب المدرعات الأمريكية تلك هي من النوع المضاد للألغام الذي ينتج عبر شركة (Navistar) ، حيث أدخلت في ورش التصنيع لتكثيف تدريعها بإشراف دائرة التأمين الفني التابعة للحوثيين. وتم استعراض بعضها في ميدان السبعين تحت مسمى مدرعات (بأس ( BAAS1 ، وتؤكد مصادر عسكرية تابعة للجيش الحكومي أنهم واجهوا صعوبات في استهداف هذا النوع من المدرعات بالصواريخ المضادة للدروع .

 

ويضيف التقرير "إلى جانب فشل واشنطن في الحفاظ على أسلحتها في اليمن، بالذات تلك المتعلقة بمكافحة الإرهاب، والتي يبدو أن الحوثيين نقلوا تقنيتها لإيران، فإن المجتمع الدولي بشكل عام وخاصة الولايات المتحدة والتحالف العربي بقيادة السعودية فشلوا في منع وصول السلاح المتطور من إيران إلى الحوثيين، كما لم يرغبوا في إحداث توازن عسكري من خلال دعم الجيش اليمني لإرغام الحوثيين على إنهاء الحرب وبدء مفاوضات لتحقيق سلام مستدام .

 

وفيما يلي تنشر اخبار اليوم الحلقة الاولى  : 

  يقول  التقرير : فيما تتزايد التنديدات الدولية بهجوم جماعة الحوثيين على مأرب، تصر الجماعة المدعومة من إيران على الخيار العسكري للوصول إلى أهم محافظة للحكومة الشرعية والغنية بالغاز والنفط، في محاولة منها لفرض واقع عسكري جديد يرفع من سقف مفاوضاتها مع الحكومة اليمنية وحليفتها السعودية التي فتحت هي الأخرى نافذتي حوار الأولى مع الحوثيين في مسقط، والثانية مع إيران في بغداد، كما أن أي انجاز عسكري للحوثيين في مأرب ستتضرر منه الرياض الحليف المهم لواشنطن في المنطقة وبذلك يعطي سقفا إضافيا لطهران في مفاوضاتها مع الأمريكان في فينا .

ويضيف التقرير: في 20 مايو أعلنت الخارجية الأمريكية عن إجراءات عقابية ضد اثنين من قيادات الحوثي العسكرية بسبب ما وصفته " الهجوم الوحشي ضد مأرب الذي يعرض أكثر من مليون نازح للخطر ويفاقم الأزمة الإنسانية " إضافة إلى استمرار الهجمات ضد السعودية

 

ومنذ احكام قبضتهم على العاصمة صنعاء في انقلاب 21 سبتمبر 2014 مدعومين من نظام الرئيس السابق، ظل الحوثيون يخططون للسيطرة على مأرب باعتبارها مصدر إلهام القبيلة في اليمن قبل أن تكون مصدر ثروات الطاقة ( النفط والغاز ومحطة الكهرباء الوطنية)، ولذلك يشعرون أن اجتياح مأرب سيمكنهم من فرض شروطهم على أي اتفاق سلام (محتمل)، لكن بعد تدخل التحالف العربي بقيادة السعودية في مارس 2015 زادت أهمية مارب لديهم ولدى حلفائهم الإيرانيين كونها أصبحت مرتكزا سياسيا وعسكريا لخصومهم الحكومة الشرعية والتحالف، ولذلك يعتبرون أن هذه المعركة قد تؤسس لـنفوذ جديد لما يسمى "محور المقاومة" على حدود السعودية ، مع إدعائهم أن بعد مارب ستبدأ المفاوضات لإنهاء الحرب، وهو ادعاء تكرر في دماج بصعدة وعمران وصنعاء، وظهر عدم مصداقية الحوثيين في مثل هذه الفرضيات، فبعد كل توسع لهم تخلق حروب جديدة أكثر تداخلا وتعقيدا .

  

مأرب وأزمات إنسانية  

ويؤكد التقرير أن " المجتمع الدولي أيضا ينظر إلى أن نجاح الحوثيين بالسيطرة على مارب سيؤدي إلى أزمات إنسانية وحروب متعددة وسيفتح ذلك شهيتهم للعودة جنوبا والتوجه شرقا لإكمال سيطرتهم على كل اليمن، لأن مثل هذا الحدث يسهل عليهم الحصول على المال والجنود والسلاح باعتبارهم القوة المسلحة المتبقية في الساحة تمتلك امكانيات دولة، وهذا ما يدركه الحوثيون ويسعون لتحقيقه بكل الإمكانيات، فقد اضطر الحوثيون في معاركهم الأخيرة في مارب إلى استدعاء أسلحة حديثة ومتطورة من تلك التي كانت تابعة لقوات (النخبة اليمنية) سابقا وسيطروا عليها كليا بعد تصفية شريكهم في الانقلاب الرئيس السابق علي عبد الله صالح في ديسمبر 2017 .

  

            إختراق إيران للأجهزة العسكرية النوعية  

يقول التقرير" منذ خروج اليمنيين في انتفاضة شبابية 2011 تطالب بإسقاط نظام الرئيس صالح تحت مسمى ( الثورة السلمية)، وضع صالح وأتباعه استراتيجية للتقارب مع جماعة الحوثي، ومن خلال ذلك التحالف تمكنت الجماعة من النفاذ إلى عمق القوة العسكرية النوعية التي بناها خلال عقود حكمه، من بينها الحرس الجمهوري والقوات الخاصة وقوات مكافحة الإرهاب، والأمن المركزي وأجهزة المخابرات والاستخبارات العسكرية، وما إن سلم صالح الحكم لنائبه الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي إلا وقد تمكن الحوثيون من الوصول إلى أماكن مهمة في الأجهزة العسكرية والأمنية وتدربوا على استخدام أسلحة من بينها أسلحة أمريكية أعطيت لليمن في إطار برنامج مكافحة الإرهاب، وأهمها منظومة أمنية نقلها الحوثيون إلى إيران تحتوي على معلومات وتقنيات سرية أضرت بالأمريكيين وشركائهم في برنامج مكافحة الارهاب في المنطقة. واستحوذ الحوثيون -بدعم من علي عبدالله صالح- على معظم أسلحة الجيش اليمني، من بينها الأسلحة الثقيلة والنوعية الحديثة التي امتلكتها قوات "الحرس الجمهوري" و"القوات الخاصة " و"قوات مكافحة الإرهاب" والأخيرة دربتها ودعمتها الولايات المتحدة الأمريكية .

   

        اختفاء أسلحة أمريكية بقيمة 500 مليون دولار  

يؤكد التقرير انه " في عام 2015 أعلنت وسائل إعلام أمريكية اختفاء أسلحة أمريكية بقيمة 500 مليون دولار في اليمن يبدو أنها كانت تتبع قوات مكافحة الإرهاب بينها: أربع طائرات بدون طيار من طراز ريفن (Raven ) مطلقة باليد، و160 عربة (Humvees) ، إلى جانب أسلحة يدوية وطائرات مروحية وطائرات نقل .

 

وكانت جميع الوحدات اليمنية التي دربتها الولايات المتحدة تحت قيادة أو إشراف أقارب "صالح"، الرئيس السابق، لكن بعد إجبار صالح على التنحي في عام 2012 تم تغيير بعضهم أو إبعاد البعض الآخر، لكن أقر مسؤولون أمريكيون بأن بعض الوحدات حافظت على ولائها لصالح وعائلته، والآن تشير المعلومات إلى أن بعض الوحدات انخرطت مع الحوثيين بعد مقتل "صالح" على أيديهم، ومن رفض تغيير ولاءه سجنه الحوثيون، أو عاد إلى منزله وأوقف الحوثيون راتبه، أو تم تهريبه إلى مناطق سيطرة الحكومة الشرعية والبعض توجه إلى الساحل الغربي حيث أنشأ قائد القوات الخاصة السابق طارق صالح هناك قوة عسكرية مناوئة للحوثيين، تاركين ورائهم ترسانة للأسلحة المتطورة .

 

ويقول التقرير " بحسب تقرير استقصائي أصدرته لجنة تابعة للأمم المتحدة في فبراير2015، اتهم نجل الرئيس السابق، أحمد علي صالح، بنقل ترسانة أسلحة من الحرس الجمهوري بعد إقالته من منصب قائد وحدة النخبة في 2013 إلى قاعدة عسكرية خاصة في معسكر "ريمة حميد" الذي يقع في بلدة "سنحان" خارج صنعاء، تسيطر عليها "عائلة صالح" والتي أصبحت في يد الحوثيين بعد مقتله .

 

ويضيف التقرير " ليست "أسلحة الجيش" هي مصدر الحوثيين الوحيد للحصول على الأسلحة والذخائر إذا أن مصادر خارجية مثل إيران، وتُجار الأسلحة مثل "فارس مناع" مصدران لا يستغني عنهما الحوثيون للحصول على ما يحتاجونه من سلاح . لكن هذه المصادر يصعب عليها إيصال مدرعات ودبابات وبقية أنواع الآليات الثقيلة إلى الحوثيين الذي أنشأوا ورش خاصة لتحويل سيارات رباعية الدفع إلى مدرعات، إضافة إلى إصلاح وتحديث الآليات المنهوبة من معسكرات الجيش اليمني للتغلب على تلك المشكلات .

  

ضعف الجيش الحكومي في التسليح  

ويواصل التقرير " على عكس ذلك تعاني القوات الحكومية في مأرب من ضعف في "التسليح " إذ أنها تمتلك عدد قليل من الآليات الثقيلة وتعتبر قديمة مقارنة بأسلحة الحوثيين، بل إن سلاح الجيش غالبا في كثير من الجبهات هو سلاح خفيف ومتوسط خاصة مع شحة الحصول على الذخائر وعدم وجود ورش تصنيع إلى جانب تهالك بعض الآليات لقدمها، فبعض الدبابات 55 T شاركت في عدة حروب من بينها حروب صعدة الست مع الحوثيين، ومثل هذه الدبابات لم تعد تستخدم ضمن قوات الحوثي .

  

     أسلحة مكافحة الإرهاب الأمريكية في يد مليشيات إيران  

ويؤكد التقرير " تشير المعلومات إلى أن الحوثيين الذين أخفوا بعض الآليات الحديثة منذ 2015م، بدأوا باستخدامها في معارك مأرب الأخيرة حيث استأنف الحوثيون هجومهم في فبراير 2021م، وفشلوا في تحقيق تقدم يعطيهم أفضلية في السيطرة على مدينة مارب، فقد وجدوا مقاومة عنيفة من الجيش اليمني المدعوم من رجال القبائل الذين يطلق عليهم "المقاومة الشعبية ".

 

وبعض هذه الأسلحة التي استخدمها الحوثيون في جبهات القِتال الداخلية ضد القوات الحكومية من بينها، دبابات نوع : T 72 ، T 82. ومدرعات: 80 BM 202 ، BTR. ومدافع ذاتية الحركة، وصواريخ كاتيوشا، وصواريخ أرض-أرض، وصواريخ أرض جو - جرى تعديل بعض هذه الصواريخ لتصبح صواريخ أرض-أرض ، وصواريخ سكود، ومنظومة دفاعية، إلى جانب أنواع الصواريخ الإيرانية .

  

             انفجار صنعاء  

يقول التقرير " في 26 أبريل 2021 هز شمال شرق العاصمة صنعاء انفجار عنيف تحدثت الصحافة انه لمخزن سلاح خلف المستشفى اليمني الألماني، ويعتقد البعض أنه كان ناجما عن استهداف طائرة تتبع التحالف العربي، لكن لم نقرأ رواية ثابتة لما حصل أو تحقيق رسمي في الحادث، فقد كان الجو ممطرا والغيوم تغطي أجواء صنعاء، كما أن المواطنين لم يسمعوا صوت الطيران، ما جعل البعض يعتقد أن تفجير المخزن كان لحادث عرضي، لكن مسؤولا عسكريا رجح أن يكون المخزن ضرب بطائرة درونز أمريكية ، يقول لباحث( أبعاد) " قبل أيام من الضربة نقل الحوثيون اسلحة نوعية من مخازن في جنوب العاصمة كانت تابعة للرئيس السابق إلى عدة مخازن داخل وخارج العاصمة، ومن بينها ذلك المخزن، وقد يكون من بين تلك الأسلحة صواريخ موجهة أو ما تسمى (الصواريخ الذكية) الخاصة بمكافحة الارهاب"، وهي صواريخ قصيرة المدى ودقيقة مهمتها الاغتيال، لكن يبدو أن الحوثيين أخضعوها للتعديلات لتكون مسافتها أطول وقدرة التفجير أكبر.

 

لكن احتمال المسؤول العسكري يصطدم بشكوى الجيش اليمني من عدم استهداف الدرونز الأمريكي لمدرعات أمريكية كانت ضمن برنامج مكافحة الارهاب وأصبحت تحت سيطرة الحوثيين وأشركت في معارك مأرب بعد تطويرها في ورش صيانة وتصنيع خاصة بالتدريع يشرف عليها قيادات حوثية، خاصة وأن التحالف العربي بقيادة السعودية رفض استهدافها- حسب مصادر عسكرية لباحث (أبعاد) .

   

30 مدرعة أمريكية استخدمها الحوثي في حرب مأرب  

ويؤكد التقرير " حصل مركز أبعاد على تقرير أمني غير رسمي يفيد أن جماعة الحوثي استخدمت 30 مدرعة أمريكية في حربها الأخيرة بمأرب بينها 12 مدرعة خاصة ببرنامج مكافحة الإرهاب الذي توقف بعد سقوط صنعاء بيد الحوثيين، ومدرعات أمريكية أخرى مسجلة باسم الجيش الإماراتي وقعت في يد الحوثيين أثناء الحرب .

  

وتقول المعلومات أن أغلب المدرعات الأمريكية تلك هي من النوع المضاد للألغام الذي ينتج عبر شركة (Navistar) ، حيث أدخلت في ورش التصنيع لتكثيف تدريعها بإشراف دائرة التأمين الفني التابعة للحوثيين. وتم استعراض بعضها في ميدان السبعين تحت مسمى مدرعات ( بأس BAAS1) ، وتؤكد مصادر عسكرية تابعة للجيش الحكومي أنهم واجهوا صعوبات في استهداف هذا النوع من المدرعات بالصواريخ المضادة للدروع .

  

ومنذ شن الحوثيون هجومهم على مأرب في فبراير 2021 تمكنوا من استقطاب ثلاث دفع صغيرة من المجندين في الساحل الغربي الذين التحقوا بمعسكرات طارق صالح بعد مقتل الرئيس السابق، بينهم خبراء عسكريين مهمين كانوا ضمن قوات ( النخبة) للاستفادة منهم في تشغيل بعض الأسلحة المتطورة، بينها أسلحة متعلقة بمكافحة الإرهاب مثل النواظير الحرارية المتطورة وبعض أنواع الصواريخ الذكية وفك شفرات المدرعات وبرامج أمنية أخرى، وقد حاول الحوثيون أكثر من مرة استهداف وزير الدفاع اليمني وقائد الأركان وقادة عسكريون بصواريخ موجهة أطلقت من اقرب نقطة تمركز لقواتهم في مأرب .

 

وإلى جانب فشل واشنطن في الحفاظ على أسلحتها في اليمن، بالذات تلك المتعلقة بمكافحة الإرهاب، والتي يبدو أن الحوثيين نقلوا تقنيتها لإيران، فإن المجتمع الدولي بشكل عام وخاصة الولايات المتحدة والتحالف العربي بقيادة السعودية فشلوا في منع وصول السلاح المتطور من إيران إلى الحوثيين، كما لم يرغبوا في إحداث توازن عسكري من خلال دعم الجيش اليمني لإرغام الحوثيين على إنهاء الحرب وبدء مفاوضات لتحقيق سلام مستدام .

 

ويتساءل التقرير: إذن ماهي ما خطة الرئيس الأمريكي جون بايدن لتحقيق السلام في اليمن ؟ خاصة أن أول قراراته كان من ضمنها رفع جماعة الحوثي من قوائم الإرهاب تشجيعا لبدء مفاوضات جدية لإنهاء حرب اليمن !

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد