قدم ليفربول نفسه كمنافس حقيقي على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، بعدما سحق مضيفه مانشستر يونايتد بخماسية نظيفة مساء الأحد، في قمة مباريات الجولة التاسعة.

في المقابل، لم يحترم لاعبو مانشستر يونايتد تاريخ النادي ومكانته بين الكبار، ليتلقوا خسارة مهينة، من شأنها زيادة الضغط على المدرب النرويجي أولي جونار سولسكاير.

حفلت المباراة بالكثير من الدروس والعبر، لخصتها صحيفة "ميرور" في تقرير لها على النحو التالي:

كيتا يتألق قبل الإصابة

كانت هناك شكوك حول إمكانية مشاركة الغيني نابي كيتا في تشكيلة ليفربول أمام يونايتد، بعدما قدم أداء ضعيفا في المباراة الماضية بمسابقة دوري أبطال أوروبا أمام أتلتيكو مدريد مساء الثلاثاء.

ورغم تسجيله هدفا رائعا في مرمى أتلتيكو، لعب كيتا دورا في تلقي مرمى فريقه هدفين، الأمر الذي دفع مدربه يورجن كلوب لاستبداله بين الشوطين. 

لكن مع غياب تياجو ألكانتارا وفابينيو عن تشكيلة ليفربول للإصابة، عاد كلوب للاستعانة بكيتا أمام يونايتد، فسجل الغيني هدف فريقه الأول كلاعب وسط متقدم، قبل أن يمرر إلى ترينت ألكسندر أرنولد الذي صنع الهدف الثاني لديوجو جوتا.

لكن فرحة كيتا بأدائه لم تكتمل، حيث خرج من الملعب مصابا في الشوط الثاني، بعد مخالفة بحقه من لاعب وسط مانشستر يونايتد بول بوجبا الذي خرج على إثرها مطرودا.

الضغط الفاشل

ماذا حصل بشكل خاطئ في يونايتد؟ الإجابة على هذا السؤال تحتاج لحديث مطول، لكن يتوجب إبراز عشوائية الفريق في ممارسة الضغط العالي عند فقدان الكرة، كمشكلة الفريق الأولى.

وهناك أيضا فشل دفاع يونايتد في التعامل مع هجوم ليفربول المرتد مع سرعة طرفي ليفربول في التقدم للأمام، واستغلال المساحات الشاسعة التي وفرها الدفاع للفريق الضيف.

نضيف إلى ذلك، غياب الفاعلية في خط الوسط، وتقديم المهاجمين لمباراة هادئة، لا سيما برونو فرنانديز، في وقت لم يظهر فيه التفاهم بين ماركوس راشفورد ومايسون جرينوود وكريستيانو رونالدو.

طرد بوجبا يلخص حال يونايتد

العشوائية التي ظهر عليها يونايتد، لخصها لاعب وسطه بوجبا الذي خاض 15 دقيقة فقط من المباراة في شوطها الثاني، قبل أن يتعرض للضغط إثر خشونة زائدة بحق كيتا.

كان تدخلا مبالغا فيه من قبل بوجبا، وهو ما يشكل ترجمة لواقع حال مانشستر يونايتد في المباراة، اندفاع غير مدروس وتحركات عابها التفاهم، إلى جانب خطة لعب غير مناسبة لأحداث اللقاء.

نجاح مقامرة كلوب

في الجانب الآخر، ظهرت تساؤلات عند الكشف عن تشكيلة الفريقين، حول هدف مدرب ليفربول يورجن كلوب، من إشراك البرتغالي ديوجو جوتا مكان السنغالي ساديو ماني في الخط الامامي.

شكل الأمر مفاجأة لجمهور ليفربول، لا سيما وأن ماني سجل 5 أهداف في آخر 7 مباريات له بالدوري الإنجليزي الممتاز، بيد أن كلوب فضل جوتا، ليسجل البرتغالي هدف المباراة الثاني، علما بأنها ليست المرة الأولى التي يشرك فيها المدرب الألماني جوتا مكان ماني في التشكيل الأساسي أمام يونايتد، حيث فعل الأمر ذاته في الموسم الماضي، عندما فاز ليفربول 4-2.

صلاح من عالم آخر

الحديث عن دروس المباراة لا يجب أن يمر دون الإشادة بنجم ليفربول محمد صلاح الذي أحرز ثلاثية، رفعت رصيده إلى 15 هدفا في 12 مباراة بكافة المسابقات هذا الموسم.

لا توجد كلمات كافية لوصف تأثير ما يفعله صلاح هذا الموسم، وهو ما يضع الضغط على إدارة ليفربول، لتحقيق مطالب اللاعب المصري، بغية تجديد عقده لضمان بقائه في "أنفيلد".

سولسكاير.. ماذا بعد؟

ليس معيبا أن يخسر فريقا كبيرا أمام منافس له بنتيجة ثقيلة، لكن المشكلة في يونايتد أنه يفتقر لهوية فنية وشكل ثابت يجعله مهيئا للمنافسة على الألقاب هذا الموسم.

كل هذا يتحمل المدرب النرويجي أولي جونار سولسكاير مسؤوليته، حيث يتعرض لضغط لم يتعرض لمثله منذ توليه المسؤولية في كانون الأول/ديسمبر العام 2018، ويبقى على إدارة مانشستر يونايتد، اتخذا قرار حاسم، فهل تمنح سولسكاير فرصة جديدة؟ أم ترضخ أخيرا لحقيقة عدم جدوى بقائه؟