روابي... هدية إماراتية تنقذ انكسارات الحوثيين في مأرب وشبوة.

2022-01-05 10:16:30 اخبار اليوم/ تقرير خاص

 

 



أثار استيلاء الحوثيين على السفينة روابي التي تحمل علم دولة الإمارات جدلًا واسعًا وفتحت أمام اليمنيين الكثير من التساؤلات، لاسيما وأنها ليست المرة الأولى التي يحصل بها الحوثيين على دعم إماراتي.. فما الذي قد يدفع بسفينة إماراتية للإبحار قبالة سواحل الحديدة المسيطر عليها من قبل جماعة الحوثيين...؟

ما حقيقة حمولة السفينة روابي؟ وكيف استولى عليها الحوثيين؟ لماذا حدث ذلك في هذا التوقيت تحديدً؟ وأين كان التحالف العربي بقوته الاستخباراتية في اليمن أثناء السيطرة على السفينة؟ وهل تدفع الإمارات بدعم لوجستي للجماعة مرة أخرى لتنقذ مصيرهم في مأرب وشبوة؟ أم أن ما حدث كان قرصنة فعلًا؟

كلها تساؤلات منطقة، لاسيما مع النظر الى طبيعة التواجد الإماراتي في اليمن، وكذا مشاريعها المشبوهة التي اعتادت تقدم الدعم للحوثيين اما عسكريًا ماديًا او استخباراتيًا، ناهيك عن قصفها لمواقع الجيش الوطني في جبهات الجوف في وقت سابق، وكذا القصف الجوي لتجمعات الجيش مرة أخرى في شبوة قبل أيام وأثناء عملية عسكرية في منطقة مرخة العليا.

ليست الهدية الأولى.

منذ اندلاع حرب الانقلاب الحوثية في اليمن، ومع إعلان الرياض وأبوظبي عن تحالف عربي لإستعادة الشرعية اليمنية والتصدي للحوثيين واخراجهم من العاصمة صنعاء، استخدمت دولة الإمارات سياسة قذرة لإدارة الملف اليمني، فبقدر ما قدمت للحكومة الشرعية من دعم عسكري، كانت تقدم أضعافه لمعسكرات الحوثيين.

اعتادت جماعة الحوثيين منذ بداية حربها في اليمن على تفجير وإحراق الآليات العسكرية التي تغنمها من حربها ضد السعودية في مناطق حدودية، وحتى ما تغنمه من مدرعات واطقم عسكرية في جبهاتها الداخلية كانت تتعمد احراقها واتلافها بشكل كلي، وذلك كاحتراز أمني تتخذه الجماعة حتى لا تتعرض للقصف الجوي في وقت لآحق.

تكررت المشاهد التي يبثها ما يعرف بالإعلام الحربي التابع لجماعة الحوثيين وهم يقومون بإحراق المركبات العسكرية، وبوجه الخصوص المركبات التابعة للتحالف العربي، أو التي زود بها التحالف العربي معسكرات الشرعية.

هذا ليس مهمًا، وانما تبقى في المفاجأة الكبرى والتي صدمت اليمنيين مطلع شهر سبتمبر/ أيلول 2017، وتحديدًا مع خروج جماعة الحوثيين الى ميداني السبعين وسط أمانة العاصمة صنعاء، بعرض عسكري لمدرعات وآليات عسكرية تابعة لدولة الإمارات القائد الثاني لتحالف دعم الشرعية بعد الرياض.

السفينة روابي حاملة العلم الإماراتي والتي أعلن تحالف دعم الشرعية تعرضها لقرصنة حوثية قبالة سواحل الحديدة أمس الأول الاثنين، تعود بالذاكرة الى العام 2017 وتترك امام اليمنيين الكثير من التساؤلات حول ما يحدث في بلدهم من عبث إماراتي، لاسيما وقد فقدت ابوظبي ثقة اليمنيين مع تجلي نواياها المشبوهة في الداخل اليمني، ومحاولة تفكيك اليمن وتقسيمه بين شمال وجنوب، وانشاءها معسكرات ملشاوية انتهت بانقلاب آخر في العاصمة المؤقتة عدن، وسيطرتها على أهم موارد البلاد.

سياسة الإمارات المشبوهة التي عملت بدرجة أساسية على السيطرة اللا مشروعة على الخطوط الساحلية اليمنية، والسيطرة على جزيرة سقطرى وتنفيذها مشاريع مريبة متجاهلة بذلك وجود حكومة مركزية تستمد شرعيتها من الشعب اليمني ويعترف بها المجتمع الدولي، كانت جزء من فساد وخيانة تمارسها بحق اليمن.

كما تمرر دولة الإمارات أجندة تخدم معركة الحوثيين في الوقت الذي تواجدت فيه لإستعادة الحكومة وطرد انقلاب صنعاء، كلها كانت سبب ليفقد اليمنيين ثقتهم بدعمها، وليعلموا حقيقتها بعد ان تعمدت اطالة الحرب والقضاء على أمل الحسم العسكري من خلال تقزيمها للجيش ودعمها للانقلابات في الشمال والجنوب، كلها اجتمعت لتترك اليمنيين أمام حقيقة المشروع الإماراتي الخبيث.

طبخة مفضوحة.

في الوقت الذي أعلن فيه الناطق الرسمي باسم التحالف العربي تركي المالكي أن سفينة الشحن "كانت تقوم بمهمة بحرية من جزيرة سقطرى" اليمنية إلى ميناء جازان جنوب السعودية، وتحمل على متنها "معدات ميدانية خاصة بتشغيل المستشفى السعودي الميداني بالجزيرة بعد انتهاء مهمته وإنشاء مستشفى بالجزيرة".

أوضح المالكي أيضًا، أن حمولة السفينة تشمل "عربات إسعاف، ومعدات طبية، وأجهزة اتصالات، وخيام، ومطبخا ميدانيا، ومغسلة ميدان، وملحقات مساندة فنية وأمنية".

الا أن المتحدث باسم الحوثيين يحيى سريع أوضح من جهته في تغريدة على تويتر إن قوات الحوثيين "ضبطت سفينة شحن عسكرية إماراتية على متنها معدات عسكرية دخلت المياه اليمنية بدون أي ترخيص وتمارس أعمالا عدائية تستهدف أمن واستقرار الشعب اليمني".

ونشر الحوثيون لاحقاً مقاطع وصوراً أظهرت عرباتٍ عسكرية تحمل شعار القوات البرية الملكية السعودية، وزوارق تحمل شعار حرس الحدود الإماراتي، إضافة لعربات تحمل شعار القوات الإماراتية.

أبوظبي تنتقي الهدية والرياض تغلفها، والحوثيين يستقبلون شاكرين، فيما معركة الجيش الوطني في مأرب تفتقر لأبسط مقومات المرحلة.

مغالطات التحالف العربي بشأن السفينة روابي فضحها الحوثيون، وكشفوا بذلك تورط الرياض بصفقة الأسلحة التي وصلتهم وان بصورة غير مباشرة، وهو ما يكشف جليًا حقيقة علاقة الرياض وأبوظبي مع الحوثيين.

ماذا قال اليمنيين؟

ينظرون اليمنيين إلى أن العملية كانت مجرد "مسرحية" لتسليم هذه الأسلحة للحوثيين بطريقة توحي بأنها عملية قرصنة، خصوصاً وأن قناة "المهرية" كانت قد نشرت قبل أيام صورة وصفتها "بالحصرية"، للسفينة وهي تحمل معدات عسكرية أثناء مغادرتها جزيرة سقطرى اليمنية. وهي رواية معاكسة لرواية التحالف، الذي قال إنها كانت متجهة إلى جزيرة سقطرى.

واتهم الصحفي "عبدالله دوبله" التحالف بالتواطؤ في تسليم السفينة للحوثيين. وقال: "المكان الذي اختطفت منه السفينة الإماراتية يثير الكثير من الأسئلة من الهدف من تسليم هذه السفينة للحوثي، وما إذا كانت تقل أسلحة".

وأشار الصحفي، الذي ينتمي إلى ذات المحافظة التي اختطفت قبالها السفينة، إلى أنها "اختطفت من قرب جزر الزبير التي تتواجد بها قوات سعودية وتملك من اجهزة الرادار ما يمكنها من تمشيط كل تلك المياه بالقرب منها حتى الساحل".

وأيّد الصحفي "علي الفقيه"، تحليل دوبله، معتبراً أن: رواية سطو الحوثي على سفينة تابعة لتحالف عسكري ضخم، قواته موجودة في جزر "الزبير" على بعد بضعة كيلومترات من موقع السفينة، تبدو سخيفة.

من جانبه علّق الصحفي "صلاح بن عمر بابقي"، بالقول: هذه حمولة السفينة الإماراتية التي غنمها الحوثيون في الحديدة. وتساءل "بابقي" ساخرا: ليش ما جاءها ضربة جوية "خاطئة" على غرار الضربات التي يتعرض لها جيش الشرعية؟!.

مراوغة سياسية.

في السياق يقول السياسي والكاتب الصحفي صدام الحربي "لم يمنح الجيش اليمني حتى ولو إطار من الإطارات الظاهرة على المركبات في الصور المنتشرة لحمولة روابي" مشيرًا الى أن "الحوثي تصل إليه الأسلحة الثقيلة المتطورة بسلام وبدون تعب من هؤلاء".

وأضاف الحريبي "أصبحت إيران ليست بحاجة إلى دعم الحوثي عسكريا، فالإمارات تقوم بالواجب والسعودية تبرر وتحاول تغطية الخيانات".

ويرى الحريبي أنه بعدما انكشفت فضيحة الإمارات في دعم الحوثي في بيحان وخيانتها، رأت، أو أن هناك من نصحها بعمل إجراء من شأنه نفي ذلك وتثبت فكرة أن علاقتها بالحوثيين عدائية وأنها _العلاقة بينهما _ غاية في الخلاف والتعقيد، فكانت فكرة "سفينة روابي" ليتم الترتيب على النحو الآتي:

"ينفي الحوثي عن نفسه صفة القرصنة من خلال الإعلان أن السفينة على متنها أسلحة ويحق له ضبطها، وتنفي الإمارات خيانتها لليمن من خلال إثارة القضية وأن الحوثي يهاجمها، إلى جانب الحديث عن أن السفينة تحمل معدات طبية سعودية من أجل الضغط على الحوثي بإعادة السفينة، فيردها الحوثي إن كان الترتيب هو ردها استجابة للضغوطات فقط، مع أنني أظن أنه لن يردها؟"

وأوضح الحريبي "وإلا لماذا لم يتم التعامل مع السفينة بنفس الوقت من خلال الطيران أو السفن الحربية، كونهم يعلمون علم اليقين أن الحوثي لن يردها لهم حتى وإن خرجوا من جلودهم". مؤكدًا إن" الحوثيين صوروا لهم السفينة ومكان تواجدها بشكل دقيق وهذه خدمة كبيرة إن كان هناك عداء بينهما بالفعل".

وفي السياق، قال الحريبي "أحيانا القدر يعمي أبصار الكاذبين والخائنين كي يتركوا فجوات يكشفون أنفسهم من خلالها".

واستثنى قائلًا " الا أن الحقيقة التي لا مفر منها ولا يمكن لهم أن يغيروها هي أن الحوثي قرصان وقاتل وانقلابي، والنظام الإمارات خائن لم تسلم منه أرواح المظلومين في كل الدول".

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد