بدعم من منظمة الأمم المتحدة للطفولة .. برنامج (غسل اليدين) هل سيحقق أهدافه في مدارس طور الباحة ؟

2010-06-12 04:12:14

تحقيق / أبوبكر الصبيحي

تردي مجمل الأوضاع الخدمية في طور الباحة وشحة المياه لم يمنع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من الاهتمام بالطفولة ودعم التعليم، ولا سيما تشجيع الفتاة على التعليم، ولم يقتصر هذا الدعم على بناء الصفوف الدراسية وملاحقها وإنما تعداه إلى مجالات ووسائل مختلفة أبرزها: توزيع الحقيبة المدرسية سنوياً، الدعم المالي لطالبات بعض المدارس،المكتبة المدرسية،تدريب المعلمين ومجالس الآباء والأمهات، التعاقد مع 30معلمة ،التوعية المجتمعية،دعم المدارس الصديقة للطفل وتنفيذ برنامج (راعي الطفل). . . إلخ.

مؤخراً ومع انتشار حمى الضنك شرعت المنظمة في دعم تنفيذ برنامج جديد محوره النظافة الشخصية للتلميذ والإصحاح البيئي ،أطلق عليه برنامج (غسل اليدين). . (أخبار اليوم) زارت عدداً من المدارس المستهدفة للاطلاع على البرنامج ومعرفة ماهيته وإليكم الحصيلة:

البرنامج اتخذ عددً من السبل والوسائل منها تشكيل نادي النظافة من التلاميذ والتلميذات والمعلمين والمعلمات في كل مدرسة مستهدفة،يتولى النادي دوراً رئيساً في تنفيذ برنامج النظافة (غسل اليدين) عن ماهية برنامج (غسل اليدين) وأهدافه تحدث حميد علي سعيد مدير مدرسة أبي موسى الأشعري للتعليم الأساسي قائلاً (يهدف برنامج غسل الأيدي إلى الاهتمام بالنظافة الشخصية للتلميذ ونظافة البيئة المدرسية كي يقوم التلميذ بعكس ما تلقاه في المدرسة بين أفراد أسرته ومجتمعه).

نوادٍ للنظافة

ويصف عبدالمؤمن أحمد البالي مدير مدرسة خديجة للتعليم الأساسي والثانوي( بنات ) نادي النظافة في مدرسته قائلاً (يتكون نادي النظافة في مدرستنا من 30 تلميذة ومعلمة في الفترتين الصباحية والمسائية تحت إشراف مدير المدرس، يتولى النادي نشاطات مختلفة في تنفيذ برنامج النظافة، التوعية الإعلامية بأهمية النظافة الشخصية ونظافة البيئة المدرسية وخارج أسوارها ).

وعن نادي النظافة في مدرسة (أبي موسى الاشعري) قال مدير المدرسة (يتكون النادي من 3 تلميذات و5 معلمين ).

لا تختلف كثيرا مهام نادي النظافة في أبي موسى عن بقية أندية النظافة في المدارس المستهدفة وفق مدير المدرسة حميد علي سعيد(حصر أمكنة التبرز في العراء ووضع إرشادات عليها تنصح بعدم التبرز في العراء ، إضافة إلى توثيقها ، الإشراف على فرق النظافة داخل المدرسة والصفوف الدراسية وتقديم النصائح والإرشادات في طابور الصباح والتي تحث على النظافة الشخصية ونظافة البيئة)، كتابة إرشادات على الجدران وداخل الصفوف الدراسية وإصدار وتوزيع المطويات الإرشادية على المساجد تحث على النظافة حسب مدير أبي موسى.

المعلمة المشرفة على نادي النظافة بمدرسة خديجة تضيف المزيد عن مهام نادي مدرستها بالقول: (إلى جانب إسهام المعلمات والمربيات في إرشاد التلميذات لدى النادي خطة شهرية تشتمل على التوعية داخل الصفوف بكيفية غسل اليدين بالماء والصابون،كما يتولى زيارة مركز الأمومة والطفولة كل يوم أربعاء لتوزيع ملصقات ومطويات اليونيسيف على الأمهات والزائرات ،ويوم الخميس خصصناه لرصد أماكن التبرز في العراء أو في الأماكن القريبة من محيط المدرسة،نرصدها ويوثقها ونضع عليها نصائح تحذر من مخاطر هذه العادة )كما ( نشرف على إعداد نشرات جدارية تعدها تلميذات ومعلمات الصف، وإصدار نشرات شهرية خاصة ببرنامج النظافة (غسل اليدين ) ، وأضافت (نشرف على فرق النظافة في ساحة المدرسة والصفوف الدراسية ونقدم الإرشاد والنصائح في طابور الصباح إلى جانب ما تقدمه إدارة المدرسة والمربيات).

وعن أنشطة الإدارة المدرسية بمدرسة (أبي موسى) في تنفيذ برنامج النظافة قال مدير المدرسة(أقمنا ندوة توعوية حضرها بعض الآباء،إلى جانب إشرافنا اليومي على أنشطة نادي النظافة، لدينا خطة شهرية تشمل برنامج العمل المتواصل للنادي ومنها إشراف نادي النظافة والمربين على مساعدة التلاميذ الصغار بكيفية غسل اليدين وفق المعارف التي تلقاها أعضاء النادي من مدربي اليونيسيف وكذا كتابة الإرشادات وطبع الرسوم والملصقات على جدران المدرسة، وتشجير ساحتها والحفاظ على الأشجار وسقيها.

لليونيسيف حضور

وعن التشجيع الذي يمنح لنادي النظافة وتلاميذ مدرسة أبي موسى للتفاعل مع برنامج النظافة ( غسل اليدين ) قال المدير ( بدعم اليونيسيف وزعت المدرسة مناشف وصابون لكل تلميذ من تلاميذ المدرسة البالغ عددهم 470 تلميذاً، منح نادي النظافة بطائق توضع على الجهة اليسرى من الصدر لتعرف بهم وتسهل تأدية مهامهم ، كما وزعت المنظمة لأعضاء النادي صدريات ( جرامات) مميزة عليها صفة النادي ومهام أعضائه في النظافة والإصحاح البيئي،أقيمت دورات تدريبية لأعضاء النادي تلقوا خلالها المهارات والإرشادات بكيفية تنفيذ نشاطاتهم،إضافة إلى الحوافز المالية لتشجيع أعضاء النادي).

وفي مدرسة خديجة للتعليم الأساسي والثانوي (بنات) والتي ينفذ فيها برنامج النظافة ضمن عدد من المدارس الصديقة للطفل قال عبدالمؤمن احمد سعيد البالي مدير المدرسة ( بداية العام الدراسي الحالي دشن برنامج ( غسل اليدين ) بدعم منظمة اليونيسيف) تمثل بأدوات النظافة والمطهرات والتوعية الإعلامية وإقامة دورات لنادي النظافة وبعض المعلمين والآباء). وتصف زميلته سنية هزاع عبد القادر عضو نادي النظافة مظاهر دعم اليونيسيف لناديها (لليونيسيف دور فاعل في دعم تنفيذ برنامج النظافة من خلال تنفيذ دورات لنادي النظافة من تلميذات ومعلمات مكرسة لكيفية تنفيذ مهام التوعية ببرنامج النظافة والنظافة الشخصية والبيئية ،أو من خلال ما تقدمه من حوافز ماليه لعضوات النادي عند زياراتهن لأماكن خارج المدرسة). وتضيف ( منحت اليونيسيف عضوات النادي رموز وشعارات على الصدر والرأس مميزة لناشطات النادي،كما وفرت أدوات النظافة من مطهرات وأدوات تنظيف ورفع المخلفات ،اضافة الى مواد التوعية الإعلامية.

وبدعم اليونيسيف وزعت المدرسة المناشف والصابون لكل تلميذة من تلميذات الصفوف ( 1_6) وعددهن قرابة 600 تلميذة).

تنسيق صحي

وعما إذا كان للمدرسة تنسيق مع جهات صحية تتولى تعريف التلاميذ بمخاطر إهمال النظافة والأمراض التي تسببها قال (أقام مكتب الصحة عدداً من الدورات التدريبية في المدرسة نفذها أطباء بإشراف منظمة اليونيسيف استهدفت نادي النظافة ومعلمين وإدارة المدرسة وبعض الآباء كرست للتوعية بالنظافة الشخصية ونظافة البيئية تلقوا خلالها عدداً من المعارف ومن ثم يقوم نادي النظافة والمعلمون بعكسها بين تلاميذ المدرسة والبيئة المحلية، كما استعنا بخبرات صحية للتعريف بالأمراض التي يسببها إهمال نظافة الأيدي وسبل الوقاية منها).

بيد أن مدير مدرسة خديجة ما زال يطمح في الاستفادة من المعارف الصحية لتنفيذ هذا النشاط ( لدينا طموح للاستفادة من الخبرات الطبية خلال الفترة القادمة).

الماء عقبة أمام الطموحات

ثمة صعوبات مختلفة يلمسها زائر مدارس طور الباحة عموماً والمدارس المستهدفة ببرنامج النظافة والإصحاح البيئي،غير أن مشكلة انعدام المياه تعد الأعقد ،وتتفق حولها شكاوى القيادات التربوية في كل المدارس بل وأهالي المنطقة جميعاً، إذ تعيش طور الباحة تحت خط الظمأ منذ توقف مشروع المياه منذ أكثر من 17 شهراً وإلى غير رجعة) وعن صعوبات توفر المياه التي تواجه برنامج النظافة ( غسل اليدين ) قال مدير مدرسة أبي موسى (الماء مشكلتنا المؤلمة ،مشكلة الماء معقدة تعاني منها المنطقة برمتها وتكلفنا أكثر من عشرة آلاف ريال شهريا أما بقية المصاعب فتهون)

ويشاطره الهم مدير مدرسة خديجة (هذه المشكلة تحملنا ما لا طاقة لنا به وتعثر أنشطة المدارس وتكبد مدرستنا التي يصل عدد طالباتها إلى 1200 طالبة أكثر من 17200 ريال شهرياً لشراء الماء من سيارات بيعه،ولا نعرف هل صالحة للشرب أم لا ومع ذلك ليس أمامنا سوى شربها واستخدامها). الهم ذاته عند زميلهما وحيد محمد علي دبا مدير مدرسة حطين ( مشكلة الماء تكلفنا نحو 13 ألف ريال شهرياً، لأن في المدرسة أكثر من 900 طالب وطالبة في التعليم الأساسي والثانوي ولفترتين صباحية ومسائية).

خلال تنفيذ نادي النظافة بمدرسة أبي موسى الأشعري أحد أنشطته بساحة المدرسة سألنا عضو النادي أيمن سلطان عما حققه برنامج (غسل الأيدي) قال (مدرستنا أصبحت نظيفة وعرفنا كثيراً عن النظافة الشخصية ونظافة البيئة،عرفنا كثيراً من الإرشادات ، منظمة اليونيسيف منحت مدرستنا أدوات ووسائل النظافة، النادي يشرف على التنظيف داخل المدرسة والصفوف ونضع جداول تنظيف أسبوعي ويومي).

تعلمنا أشياء كثيرة

تنفيذ البرنامج في مدرسة حطين للتعليم الأساسي والثانوي المختلط لا يختلف كثيراً عن بقية المدارس المستهدفة يقول وحيد دبا مدير المدرسة (يتكون نادي النظافة في حطين من12تلميذة و3 تلاميذ ومعلمة واحدة ،تشرف الإدارة على أنشطة النادي في تنظيف المدرسة والصفوف الدراسية، وإلى جانب ما تقدمه الإدارة المدرسية يقدم النادي ومسئول الأنشطة الإرشادات والنصائح عن النظافة في طابور الصباح ،كما تشرف الإدارة على طبع رسومات وملصقات وإرشادات على الورق المقوى وجدران المدرسة والصفوف الدراسية تحث على غسل الأيدي والنظافة الشخصية ونظافة البيئة) وعما تحقق في مدرسة حطين من أنشطة نادي النظافة قالت هاجر عنيف عضو النادي (تعلمنا أشياء كثيرة ومفيدة عن النظافة الشخصية ونظافة مدرستنا ومنازلنا) (لأول مرة ننظف ساحات مدرستنا وحماماتها بالمطهرات. . مدرستنا أصبحت نظيفة ونحافظ على نظافتها، عرفنا أشياء كثيرة عن الأمراض التي يسببها إهمال النظافة.

عتاب

وتضيف المربية المشرفة على النادي في مدرسة حطين (نرصد أماكن التبرز في العراء ونضع عليها إرشادات ورموزاً تدعو إلى عدم التبرز في العراء). وعن مظاهر دعم اليونيسيف لتنفيذ برنامج النظافة قالت ( منحت اليونيسيف عضوات النادي رموزاً وشعارات على الرأس ودروعاً صدرية مميزة لناشطات النادي،كما وفرت أدوات النظافة من مطهرات وأدوات تنظيف ورفع المخلفات ومواد التوعية الإعلامية من ملصقات ومطويات، إضافة إلى تدريب نادي النظافة) بدعم اليونيسيف وزعت المدرسة منشفة وقطعة صابون لكل وتلميذة وتلميذ في الصفوف ( 1_8) وعددهم قرابة يفوق 540 تلميذ وتلميذة.

لكن ثمة عتاب من المربية إخلاص (مدرستنا حرمت من التكريم مع أنها أجمل وأنظف مدرسة). عضو النادي أما بلقيس عبده غرسان أضافت عن نشاط النادي الذي تنتسب إليه (نتولى إرشاد وتدريب التلميذات الصغيرات على غسل اليدين والنظافة الشخصية والإصحاح البيئي ونشرف على فرق التنظيف داخل الصفوف ،نكتب شعارات ورموز على الورق المقوى وجدران المدرسة وداخل الصفوف الدراسية وننظف حماماتنا بالماء والمطهرات غير أن شحة الماء تشكل لنا مشكلة).

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد