استبعد فوز «بن شملان» وأگد أن الإصلاح يسعى للتفرد بالحكم وأن خلافه مع المؤتمر برامجي والاشتراكي منهجي ..الشيخ المهدي : هذا اللقاء لن يدوم وجمع الكلمة لايكون إلا باتباع ولي أمر المسلمين

2006-08-29 02:31:58

أخبار اليوم/ خاص

سعت «أخبار اليوم» منذ ان بدأت تطرح قضية الاختلاف الايدلوجي لاحزاب اللقاءالمشترك ومدى توافقها وقدرتها على عدد من الاقطار العربية. ومعارضة وموالية، ولهذا ناقشتها مع عدد من الشخصيات المثقفة والمفكرة والباحثة في عدد من الاقطار العربية«أخبار اليوم» ناقشت هذه القضية يوم امس مع شخصية فكرية محايدة ولكنها لم تذهب إلى طرحها على احد الساسة أو المفكرين أو المثقفين العرب في اي من الدول العربية، حيث كان ضيف الصحيفة هو الشيخ محمد المهدي وهو احد علماء اليمن المشاهير فتواجده كإمام وخطيب مسجد الرحمن بإب بالإضافة إلى انه رئيس فرع جمعية الحكمة اليمانية الخيرية ورئىس مجلس امناء مؤسسة الإمام الشوكاني للدراسات والبحوث الثقافية والعلمية واحد ابرز مشائخ وعلماء التيار السلفي في اليمن كل ذلك اكسبه إلى جانب غزارة علمه وورعه مكانة رفيعة في اليمن. الشيخ محمد المهدي رأى بأنه اذا ما فاز مرشح اللقاء المشترك وهذا توقع، فإنه يتوقع ان الانشقاق سيكون حاصلاً بين احزاب اللقاء المشترك، وتوقع الشيخ المهدي مبني على ابحاث ودراسات، عوضاً على ما هو حاصل من انشقاق بين هذه الاحزاب. وفي هذا الاطار قال الشيخ محمد المهدي: هناك من يتوقع فوز مرشح اللقاء في الانتخابات الرئاسية وهناك من يتوقع خلاف ذلك وهو البقاء على الاصل بمعنى فوز الرئيس علي عبدالله صالح، ولكن ليكن هذا افتراضاً مع ان هذا الافتراض افتراض وارد يقابله يقين ان الناس قد جربوا خلال 28 عاماً حكم الرئىس علي عبدالله صالح وتأكد ان لديهم قناعة ان للرجل خبرته الطويلة وحنكته السياسية في ادارة البلاد، ومع ذلك لا يمكن لأحد ان ينكر الاخطاء التي رافقت مسيرة الحكم والتي تضرر منها المجتمع المدني، ونحن انما تتحدث عن الانفع والاصلح لاسيما ونحن نعيش عصر التشرذم والتمزق ومؤامرات التقسيم للمجتمعات والدول الاسلامية زيادة على ما هي عليه، ويضيف: فبقاؤنا على ما نحن عليه هو اخف الضررين. واوضح الشيخ المهدي انه ومن خلال متابعته للواقع وجد ان اللقاء المشترك جمع خليطاً من الاحزاب والتوجهات المتباينة ايدلوجياً ابتداء من أكبر هذه الاحزاب «الاصلاح» ذو التوجه الاسلامي والحزب الاشتراكي ذو التوجه الشيوعي والوحدوي الناصري ذو التوجه القومي ثم حزبي الحق واتحاد القوى الشعبية ذوا التوجه الشيعي، وفي ظل هذه التناقضات الايدلوجية لكل حزب في هذا التكتل اكد المهدي أنه لا ريب هناك اختلافات في التصور من جهة ومن جهة ثانية ما بين هذه الاحزاب من عداوات تاريخية. . مذكراً بأحداث المناطق الوسطى وما جرى من اختلاف ايام الوحدة اليمنية بين الاخوان المسلمين «الاصلاح» والحزب الاشتراكي ومن معه من الاحزاب العلمانية وما تلاها من صراع بعد الوحدة متمثلاً بحرب صيف 94م ليأتي بعد ذلك على الصعيد الثاني الخلاف الذي يعرفه الجميع بين الاصلاح «الاخوان المسلمين» وبين الشباب في حزب الحق واتحاد القوى الشعبية، مع عدم الانكار بأن هناك اتفاقاً حول قضايا معينة حسبما يقولون كمواجهة الفساد والظلم ونحو ذلك. الشيخ المهدي الذي كان يتحدث ل«أخبار اليوم» تطرق إلى نقاط ومحاور كثيرة ابتداء من الخلاف مع الاشتراكي ومروراً بهدف الاخوان المسلمين التفرد بالحكم وصولاً إلى السجالات الاعلامية بين فرقاء الامس والمتلاقين اليوم، موضحاً ذلك بقوله: وانا عندما اتحدث عن الحزب الاشتراكي فليس لأن لديّ مشكلة مع احد الاشتراكيين على مال أو قطعة ارض وانما لأن الخلاف كان منهجياً ونستبشر اذا كان هناك جديد في الامر وان الحزب الاشتراكي تخلى عن المبادئ التي كان الخلاف معه قائماً من اجلها، منوهاً إلى ان تفرد الاصلاح «الاخوان المسلمين» بالحكم هو المبدأ الاساسي الذي قام الاخوان المسلمون من اجله وهو لإعادة الحكم الاسلامي والخلافة الاسلامية حتى لو تكلموا عن الديمقراطية والتعددية والرأي والرأي الاخر وان الخلاف لايجوز ان يفسد للود قضية وهم في الاخير يريدون تطبيق الشريعة الاسلامية، وهو الامر الذي لا يمكن ان تقبل به الاحزاب العلمانية، مستبعداً ان يُقبل هذا الامر وان يتحرك العالم والاخوان المسلمون ليحكموا بالشريعة فيما لو فعلوا، مؤكداً بأن ما حصل للاخوة في فلسطين عبرة، واضاف : وأنا اقول ذلك ليس لتستسلم ولكن لنعلم ان هذا هو الواقع وإلا فالواجب علينا جميعاً ان نسعى لتطبيق الاسلام مهما طال الزمان، معتبراً انه عند الحديث عن العلاقة بين الاصلاح وحزبي الحق والقوى الشعبية فإنه يجب التفريق بين الزيدية والشيعة كون البون شاسعاً، معرباً عن اسفه من اطروحات الحق والقوى الشعبية في صحفهم كونه لا يبشر بخير لأنه يصب في خدمة الاثنى عشرية أو الجناح الجارودي من الزيدية في احسن الاحوال لاسيما ما يتعلق بمخاطبتهم لاهل السنة. وقال: وترتيباً على هذا فإن العلاقة لن تدوم إلا اذا تنازل احد الطرفين للاخر وسلم له زمام الامور منقاداً لا يناقش أو يعترض على شيء، وإلا فسيقع الخلاف وقد وقع الخلاف في بعض المواقف واتوقع ان الوصول للحكم ادعى لبروز الخلافات. وعن الآراء التي ترى بأن التيار السلفي في اليمن يقف إلى جانب الرئىس ويعتبر بأن منافسته خروج عن ولي الامر قال الشيخ المهدي: لا يفوتني وأنا اتحدث عن توقعاتي وهي غير توقعاتكم ان اذكر بأن احزاب المعارضة في منافستها للرئيس لا نعتبرها شقت الصف أو اعلنت الخروج عن ولي الامر كما يتوهم بعض المنتسبين للسلفية لانها طريقة سلمية، داعياً كل المتنافسين على منصب الرئاسة ألا يتأثروا بالضغوط الخارجية وألا يتسابق كل منهم لإرضاء الغرب بتقديم التنازلات ليكون اولى بالحكم وان يستفيد من الدول التي بنت نفسها كإيران رغم الاختلاف العقائدي، مبدياً اسفه من معاملة ايران السيئة لاهل السنة وتجنيدها الميليشيات الشيعية بحق اهل السنة، مؤكداً أنه قد تحمّل اتهامات وجهت له شخصياً وللسلفيين عامة من البعض لاسيما في اللقاءالمشترك بأن لديهم مصالح من الحكومة وانهم اي السلفيين في اجندة النظام. واضاف: وعندما نتحدث عن الرئيس انما ننطلق من منطلق مصلحة الامة في جمع الكلمة، وجمع الكلمة لا يكون إلا باتباع ولي امر المسلمين وهذا لا يعني اقراره على الظلم لا، بل ينصح ويحذّر من الظلم، اما الخروج عن ولي الامر فقد اثبتت التجارب التي مرت بها الامة بدءً من خروج ابن الزبير إلى خروج الفراء إلى خروج الحسين وخروج زيد وخروج النفس الزكية إلى غيرهم، فمن خرجوا لم ينجحوا بل زادت الامور تعقيداً وإلى الاسوأ، وهذا هو الفقه الاسلامي فليست هي رؤية السلفيين كما يتوهم البعض بل هو فقه المذاهب الاربعة، واقول هذا ليس بدافع انتماء حزبي فأنا ليس لديّ انتماء حزبي ولا ارضى لنفسي ذلك وانصح كل طالب علم وكل عالم بأن لا يربط نفسه بالاحزاب لانه سيضطر في كثير من الحالات ان يقيد نفسه مع مصلحة الحزب وقد يخطئ وقد يصيب، وخلص الشيخ المهدي إلى ان الانشقاق سيكون حاصلاً بين احزاب اللقاء المشترك، منوهاً إلى ان الانشقاق قد حصل، مستشهداً بالانقسامات التي حدثت اثناء فتنة الصريع الحوثي وقال: وعلى سبيل المثال اثناء فتنة الحوثي فقد كان منهم المحرضون على الدولة كالحزب الاشتراكي ومنهم الذين استغلوها من زاوية معينة كالناصريين وكان الاخوة في الاصلاح لهم تصريحات غير متوافقة وكان المندفعون أو المدافعون عن التمرد هم الشيعة في حزبي الحق واتحاد القوى الشعبية. وعن القواسم المشتركة بين تجمع الاصلاح وحزب المؤتمر، وفيما اذا كانت اكثر منها ما بين احدهما مع بقية الاحزاب الموجودة على الساحة مع الوضع في الاعتبار التحالف الذي انفرط فيما بين الحزبين اكد الشيخ المهدي ان علاقة الاخوان المسلمين بالرئيس علي عبدالله صالح كانت علاقة جيدة منذ توليه الحكم، موضحاً ذلك بقوله: علاقة الاخوان المسلمين بالرئىس كانت علاقة جيدة منذ توليه الحكم بل منذ ايام الغشمي رحمه الله، ولازلتُ اذكر انه عندما نصب علي عبدالله صالح رئىساً كانت لي علاقة اخوية-اي ليست تنظيمية- وعلاقة عمل مع الاخوان المسلمين في مكتب الارشاد، وكانوا يديرون المكتب وكنت احضر واسمع ما يقال ثم جاءت احداث المناطق الوسطى واحداث «مقبنة» وشرعب بمحافظة تعز ويريم والقفر وخبان وغيرها، وكان الاخوان المسلمون فيها مدعومين من الاخ الرئىس لمواجهة ما كان يسمى ب«الجبهات» والمد الشيوعي، واستمر هذا الحلف إلى ايام الوحدة ثم تضعضع قليلاً مع بداية الوحدة وعاد الحلف عندما لم يحصل الحزب الاشتراكي على النتيجة المطلوبة في انتخابات 93م وبدأ يتذمر وجاءت حرب الانفصال وقدم الاصلاح فيها قوافلاً من خيرة شبابه للدفاع عن الوحدة كما كانت المعاهد العلمية مشجعة من قبل الرئىس وكان للاصلاح وجود كبير في مختلف قطاعات الدولة اعني كمسؤولين، مشيراً إلى انه حتى الميثاق الوطني كان للاخوان المسلمين يد فيه. وارجع الشيخ المهدي حصول الاختلاف بين الاصلاح والمؤتمر إلى بعض الاشخاص الذين سعوا إلى تعميق الخلاف، منوهاً إلى أن حزب المؤتمر الشعبي العام مظلة واسعة يدخل فيه من شاء، واضاف: ولعله دخل فيه من دخل لغرض توسيع الهوة بين المؤتمر والاصلاح، ومهما حصل من امر فكم كنا نتمنى ان يصبر الاخوة في الاصلاح يصبروا مهما هضموا لانه لا يمكن ابداً لعاقل ان يقول ان ثمة مساواة ومقارنة بين حزب المؤتمر والحزب الاشتراكي مثلاً حتى في وضع المؤتمر الآن، مؤكداً بأن هناك قيادات في المؤتمر فيها الخير وان التعامل معهم اولى من التعامل مع غيرهم. ويضيف الشيخ المهدي: هذا من جهة ومن جهة ثانية لا يصح ولن يكون مقبولاً عند الناس ان تقول اليوم ان فلاناً الاشتراكي عدو للاسلام ويحارب الله ورسوله ويرفض تطبيق الشريعة، وفي اليوم الثاني ندعو الناس إلى انتخابه لانه مستقيم وان اختياره من اداء الامانة إلى اهلها إلا بعد ان يعرف الناس ان الرجل هذا قد غيَّر فكره وعقيدته السابقة التي كان الخلاف معه من قبل قائماً بسببها، مشيراً إلى ان الاختلاف بين المؤتمر والاصلاح هو اختلاف برامج على العكس مع الحزب الاشتراكي فاختلاف الاصلاح مع الاشتراكي اختلاف مناهج. هذا وكان الشيخ محمد المهدي قد بدأ حديثه ل«أخبار اليوم» بالمديح لدور مؤسسة «الشموع» حيث قال: بادئ ذي بدء نشكر الله عز وجل ثم نشكر الاخوة في مؤسسة «الشموع» على جهودهم في بيان كلمة الحق، وبالمناسبة فإن لي قصة مع مؤسسة «الشموع» فمنذ بدأت متابعة صحف ومطبوعات هذه المؤسسة صارت لديَّ معالم واضحة في منهجها من خلال مواجهتها لموجة التغريب والعلمنة ومواجهتها كذلك للتدخلات الاجنبية في هذا البلد وكذا من خلال وضوح الموقف من الباطنية والرافضة الذين زادوا الخلافات الموجودة في الساحة خلافات اخرى اضر واخطر، وايضاً دفاعها عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيان الخطر الباطني والتمدد الفارسي الذي يطمح لالتهام جزيرة العرب، وهذه محاسن للمؤسسة ينبغي الاشادة بها ناهيك عن كونها لم تنطلق من منطلق القيود الحزبية والتي تلفعت بها كثير من الصحف والمجلات.

 


الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد