المشهور يعتبر مشاكلنا خارجية يجب التصدي لها وبكير يدعو لتفعيل دور العلماء لمعالجة الأزمات.. د/ المغلس: لو خدم العلماء اليمن كخدمتهم أفغانستان لما عانت من خطر الحوثي وفوضى الحراك

2010-11-01 03:08:56 تقرير/ عبدالحافظ الصمدي


وسط انتقادات تطارد العلماء ككابوس مزعج لتقاعسهم حيال القضايا الوطنية والتي لو عمل العلماء بصدق وإخلاص حيالها كما كان صدقهم وإخلاصهم في عملهم لصالح أفغانستان لما كان هناك تمرد حوثي ولا حراك انفصالي ـ حسب ما يراه البعض من المفكرين الإسلاميين.
"أخبار اليوم" التقت بعدد من الشخصيات الدينية تحدثت معهم حول الدور الغائب لـ"عالم" يتبنى الربانية ويفشل فيما

يملي عليه واجبه حيال القضايا الوطنية.
 
الدكتور/ أحمد غالب المفلس ـ أستاذ الفكر الإسلامي المشارك بجامعة عدن ـ أحد المدعويين لندوة "الربانيون وراثة النبوة وعظم المسؤولية" التي انعقدت في محافظة سيئون ـ تحدث حول دور العلماء حيال قضايا الوطن مؤكداً أنهم تخلوا عن هذه المسؤولية ولم يقوموا بأدنى مسؤولياتهم تجاه حمايةا لوطن والمجتمع من خطر الحوثي أو من عبث وفوضوية الحراك، بدليل أنهم انسحبوا إما إلى أحزابهم أو إلى مصالحهم وأغراضهم.
 وقال: ولا أعتقد أن هناك عالم تكلم أو ندد وخاطب الناس من خلال خطبة في جمعة أو حلقة بين صلاتين ليحذروهم ويخوفوهم من خطر الحوثي أو العبث الذي يمارسه الحراك في الجنوب، لم نلق أحداً من العلماء قام بذلك، وإنما كانوا يتحدثون إذا ما طلب منهم ذلك سواء من السلطة أو من أحزاب المعارضة الذين ينتمون إليها أي أنهم يشتغلون حسب الطلب، واعتقد أن هذا يتنافى مع علمهم تجاه مسؤولياتهم مشيراً إلى أن المجتمع اليمني والمجتمع يحتاج من علمائنا أن يتصدوا للحوثي من حيث الفكر أو التمرد بحيث أنه تمدد فكره في وجود العلماء ولم نجد عالماً منهم حذر من ذلك أو سعى لمواجهة هذا الفكر بفكر مستنير وسطي ومعتدل بحيث يقارعوا الكلمة بالكلمة والحجة بالحجة والرأي بالرأي.
مؤكداً أن العلماء غيبوا أنفسهم إما بالانشغال بمصالحهم الخاصة أو بانشغالهم بالتنظير الحزبي الذي أكل علينا العلماء وحنطهم وأبعدهم عن حراك المجتمع وقضاياه..وقال: كنت أتمنى أن يشتغل علماؤنا بعبث الحوثي وفوضى الحراك كما عملوا واشتغلوا وجمعوا تبرعات لخدمة أفغانستان من تجنيد الشباب وسعوا في كل مسجد وكل نادٍ في الوقت الذي كانوا يعملون مع أميركا ولم يكن لمصلحة الإسلام في شيء ولا المسلمين ، فلو أن هذا العمل قاموا به من أجل اليمن فوالله لكانت اليمن في أمن وسلام واستقرار تحسد عليه.
وأضاف: أقول لمشائخنا الأفاضل بأن الربانية هي سلوك وتفاني في محبة الله ومحبة خلقه وتفاني في محبة الله وخدمة خلقه في محبة الله وتنوير الخلق وتغير الخلق بنسيان الذات، نكران الذات، أنزلوا من أبراجكم وقللوا من المصالح التي تجذبكم بعيدا عن الناس والمجتمع وحاولوا أن توازنوا بين الحق الشخصي والأمانة التي تحملونها.
عندها سنحترمهم ونقدرهم فكل علماء اليمن في الزمن السابق كانوا أعلاماً ربوا ولينوا وغيروا فالبناء لا يحتاج إلى انتظار أو أوامر من أحد.
ووصف الدكتور المغلس، العالم بأنه كالطبيب، مؤكدا أنه كان المفروض أن يكون للعلماء دوراً في رفع السلطة والمعارضة لتتبنى الحوار بشكل دائم ليس من اليوم وإنما من بداية 1990م وبعد قيام الوحدة، كان على العلماء أن يسعوا لتحفيز السلطة وتحفيز المعارضة لاستخدام الحوار ولعدم اللجوء إلى العنف لإصلاح الحياة السياسية فلا أحد قام بدوره أو نصح السلطة أو المعارضة ليس من خلال الصحف بل يسعى جاهداً ليوجه من خلال مقابلاته الصحيفة أو البرامج التلفزيونية ومن خلال الخطبة، لابد أن يدعوا سواء السلطة أو المعارضة إلى إيجاد حل للقضايا العالقة ولو أنهم قاموا بدورهم لما توصلنا إلى عنق الزجاجة وانحبسنا فيها.
* العلماء أقصوا أنفسهم عن السياسة
ولفت إلى أنه ليس بمقدور أي حاكم أن يقصي العلماء عن ممارسة عملهم سواء السياسي أو الديني لولا أن العلماء أقصوا أنفسهم وقال: فمهما حاولت السلطات أن تقصي العلماء فلا يزدادوا إلا قوة وحضوراً بين الناس، فمحاولة إسكاتهم تزيد من شعبيتهم والحقيقة هم من أقصوا أنفسهم وانسحبوا إلى مقرات الأحزاب والجمعيات الخاصة التي تدار بالريموت هنا وهناك، انسحابهم أفرغهم من عملهم والتأثير على من حولهم فمهما سجنهم الحاكم أو زنزنهم في غياهب السجون بل أنه في غياهب السجون سيكون بما لديه من ربانية وما لديه من إخلاص وتفاني سيكون لديه القدرة على التغيير والتأثير والقدرة على أن يحدث ثورات، وحول هل يصح لنا أن نطلق عليهم علماء في ظل هذا الفشل؟ ، وأشار إلى أنه يمكن إطلاقه مجازاً لأن الحقيقة تريد برهان.
* كيف توعظ شعباً وهو الضحية
ـ من جانبه قال مفتي تريم الشيخ / علي سالم سعيد بكير ـ عضو مجلس الشورى: أن قضية الأزمة السياسية بين الفرقاء السياسيين ليست في الجمهور، مشيراً إلى أن الوعظ قد لا يجدي نفعاً مع الفرقاء كون معظم الساسة من الوعاض أنفسهم وليسو من أعالي القوم أو من الجمهور المستمع ـ حسب تعبيره ـ.
وأضاف مفتي تريم: القضية ليست قضية الجمهور الذي يتلقى ويستمع ويعاني.. الآن الجمهور في الشارع هو الذي يعاني ويلات الخلافات التي قد تكون إما بين العلماء أنفسهم أو بين السياسيين، فيما عامة الشعب يذهب ضحية التصادم في وجهات نظر الكبراء، متسائلاً: ترى بماذا نذكر الضحية؟!.
* لجنة العلماء لا تنفع في الحوار
"بكير" لم يبد أي حماساً لتشكيل لجنة العلماء من قبل الرئيس بشأن الحوار حيث أشار إلى أن هناك جمعية للعلماء قائمة، متسائلاً: ترى ما صبغة تلك اللجنة التي تم تشكيلها من العلماء؟..
* التعجيل بالحل ووضوح الرؤية:
وشدد بكير على أن القضايا الوطنية يجب أن تحاور فيها علماء اليمن ويعقد لها أكثر من ندوة واجتماع بشكل دائم لولاة الأمر، مضيفاًُ أنه ينبغي أن يفعل دور جمعية العلماء لمعالجة القضايا الوطنية التي أثرت على اليمن مستقبلها والتنمية.
وقال إن الحل للمشكلات التي تواجها البلاد يكمن في اجتماع أهل الرأي والمشورة أهل الحل والعقد في حوارات لإنقاذ الوطن، مشدداً على التفكير بالحل قبل أن تزداد القضايا تعقيداً، مشيراً إلى ندوات واجتماعات سابقة للعلماء إلا أن التحاور يعقبه اختلافاً دائماً وذلك لعدم وجود وضوح في الرؤية.
* مشاكلنا الخارجية لن نتصدى لها:
إلى ذلك أعتبر الشيخ/ أبوبكر العدني بن علي المشهور ـ كافة المشاكل الوطنية منبعها من الخارج الساعي لتفتيت المنطقة العربية، مشدداً على العلماء أن يقوموا بدورهم في التصدي للمخططات الخارجية وأن يتكاتفوا فيما بينهم على أساس القواسم المشتركة بين المذاهب الإسلامية المتباينة.
??

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد