تحولت العاصفة الاستوائية غوستاف إلى إعصار ما استدعى إعلان حالة الطوارئ في كوبا وعدد من الولايات الأميركية بعد مقتل أكثر من سبعين شخصا في الكاريبي وجرح العشرات وتشريد الآلاف. وقال المركز القومي الأميركي للأعاصير في نشرة خاصة إن المعطيات تشير إلى تحول غوستاف مجددا لإعصار، متوقعا أن يتحول لإعصار كبير لدى مروره بالساحل بالساحل الغربي لكوبا.
وحدد مركز الإعصار على بعد 160 كلم شرق جزر كايمان وعلى بعد 610 كلم من الساحل الغربي لكوبا، ثم يتجه إلى الشمال الغربي بسرعة 19 كلم في الساعة.
وأشار إلى أن غوستاف سيعبر جزر كايمان ومنطقة غير بعيدة من الساحل الغربي لجزيرة كوبا السبت، والمنطقة الجنوبية من خليج المكسيك مساء السبت أو الأحد، على أن يجتاح الاثنين أو الثلاثاء لويزيانا جنوبي الولايات المتحدة. وقالت مصادر مطلعة في دنفر " إن الإعصار يغطي مساحة كبيرة، وهو الآن من درجة الثالثة بسرعة رياح تبلغ مائتي كلم في الساعة، وأشار إلى أن إعصار كاترينا المدمر الذي ضرب الولايات المتحدة عام 2005 كان بنفس القوة. وذكر أن الخبراء حذروا من تحوله لإعصار من الدرجة الرابعة لدى عبوره خليج المكسيك تصاحبه رياح بقوة 217 كلم في الساعة، مشيرا إلى أن السلطات أعلنت حالة الطوارئ في ولاية ميسيسبي ولويزيانا وتكساس، وستبدأ إجلاء السكان اعتبارا من أمس السبت.
وكان الرئيس الأميركي جورج بوش -الذي تعرض لانتقادات عديدة عقب إعصار كاترينا- أعلن حالة الطوارئ في لويزيانا وأمر بمساعدات اتحادية استثنائية.
أما السلطات الكوبية فقد أطلقت إنذارا وأعلنت حالة الاستنفار في عدد من المقاطعات الغربية. واتجه غوستاف نحو مياه شديدة السخونة جنوبي كوبا حيث يمكن أن يحصل على طاقة كافية لتحويله إلى إعصار مدمر قبل أن يتجه إلى منصات النفط والغاز الطبيعي الأميركية قبالة لويزيانا.
ودفعت المخاوف من إعصار غوستاف شركات النفط والغاز الطبيعي في شتى أنحاء الخليج لإيقاف الإنتاج وإبعاد العمال عن مساره.
وكانت وزارة الطاقة الأميركية أعلنت الجمعة استعدادها الاستعانة بالاحتياطي الاستراتيجي للنفط الأميركي في حال أثر إعصار غوستاف بشكل كبير على إنتاج النفط الوطني.
واعتبر محللون أن مرور إعصار غوستاف في خليج المكسيك -الذي يوجد به نحو ربع إنتاج النفط الأميركي و15% من إنتاج الغاز الطبيعي- قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الوقود في الولايات المتحدة بنسبة 30%.
وخلف غوستاف حتى الآن 59 قتيلا في هاييتي وثمانية قتلى في الدومينيكان وما لا يقل عن 11 قتيلا في جامايكا، فضلا عن عشرات الجرحى والمفقودين، وآلاف المشردين.
كما دمر منازل ومدارس وقطع طرقا وأغرق جسورا وقرى وأحدث أضرارا كبيرة في البنى التحتية في المناطق التي اجتاحها.<