قتل ثلاثة أطفال وامرأتين جراء قصف طائرات أميركية بدون طيار منطقة شمال وزيرستان القبلية الباكستانية المحاذية للحدود الأفغانية، وفق ما أكدت مصادر عسكرية وأمنية باكستانية، وذلك في ثالث هجوم من نوعه خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وقالت مصادرمطلعة في إسلام آباد " إن القصف الأخير أثار ردود فعل غاضبة ومظاهرات عفوية خرجت خاصة في مناطق القبائل للتنديد بالهجوم، مشيرا إلى أن أهالي المنطقة القبلية يتخوفون من التجمهر بأعداد كبيرة خشية تعرضهم للقصف.
ووصفت المصادرالمرحلة الحالية بالخطيرة، وأنها تشهد تحولا جذريا في تعامل الحكومة مع المسلحين في مناطق القبائل المحاذية للحدود مع أفغانستان، مشيرا إلى أن الحكومة رغم تحدثها عن عواقب وخيمة في حال تكرر القصف الأميركي في ردها على هجوم الأربعاء، فإن الأمر تكرر مرتين أخريين دون تحرك أو رد فعل من السلطات تجاه هذه التطورات.
واستهدف القصف الأخير -وفق المصادر الأمنية- منزلين في قرية (غورويك بيبالي)، سقطت عليها ثلاثة صواريخ صباح أمس الجمعة.
وسبق أن نقلت وكالتا رويترز وأسوشيتد برس في وقت سابق اليوم عن مسؤولين أمنيين قولهم إن القصف أسفر عن مقتل خمسة أشخاص يشتبه في أنهم أجانب إضافة إلى جرح اثنين آخرين، ورجح ممسؤول أمني آخر ارتفاع عدد القتلى عندما يتم انتشال جثث الضحايا من تحت الركام.
وأكد المتحدث باسم الجيش الباكستاني الجنرال أظهر عباس الهجوم، مشيرا إلى إرسال فريق للتحقيق في الأمر.
ويعد هذا القصف الأميركي ثاني هجوم من نوعه في غضون يومين والثالث في شمال وزيرستان منذ فجر الأربعاء الماضي.
ويأتي بعد قصف مماثل أمس استهدف منزل رحمن والي القيادي القبلي في منطقة محمد خيل شمالي منطقة وزيرستان القبلية موقعا أربعة قتلى أجانب وخمسة جرحى وفق مراسل الجزيرة في باكستان.
ولم يتسن الحصول على تعليق مسؤولين عسكريين، ولم يعرف ما إذا كان أي من كبار قادة تنظيم القاعدة بين القتلى أو المصابين.
كما جاء هذا القصف عقب غارة شنتها القوات الأميركية فجر الأربعاء على قرية (أنغور أدا) في منطقة جنوب وزيرستان على الحدود الأفغانية قضى خلالها نحو عشرين مدنيا بينهم نساء وأطفال.
واعترف مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس بأن قوات كوماندوز أميركية دخلت باكستان هذا الأسبوع لمهاجمة ما وصفته هدفا لتنظيم القاعدة قرب الحدود الأفغانية في عملية قد تكون إيذانا بشن هجمات أميركية أخرى داخل الأراضي الباكستانية.
وجاءت هذه الغارة بعد مشاعر متزايدة بخيبة الأمل بين المسؤولين الأميركيين الذين يقولون إن باكستان لم تفعل ما يكفي لقتال المسلحين بالرغم من الزيادة التي طرأت في الآونة الأخيرة في عمليات الجيش الباكستاني وأدت إلى أعمال عنف انتقامية.<