الفنانون الليبيون يلتحمون مع ثوار طبرق

2011-08-15 17:01:30 متابعة وتصوير: عبدالرحمن سلامة


قام خلال الأيام الماضية وفد من الفنانين الليبيين من المناطق المحررة بزيارة إلى مدينة طبرق تلاحماً مع ثوار شباب 17 فبراير بطبرق وتأتي هذه الزيارة في إطار المجهودات التي يقيمها مجلس شباب حماية ثورة 17 فبراير والذي وجه الدعوة لهم بالتنسيق مع المجلس المحلي وبالتعاون مع جمعية ليبيا الحرة، حيث أقيم لهم حفلان، الأول حفل استقبال بميدان الشهداء حضره رئيس المجلس المحلي طبرق ونائبه وعدد من المسؤولين بالمجلس ومجموعة من أعضاء مجلس شباب حماية ثورة 17 فبراير ولفيف من ثوار طبرق المجاهدة ولقد استهل حفل الاستقبال بآيات بينات من الذكر الحكيم ثم وقف الجميع تحية للنشيد الوطني كما ألقيت عدة كلمات أشادت بثورة 17 فبراير وبالشباب الذين صنعوها وجاءت هذه الكلمات من كل من: مجلس شباب حماية 17 فبراير، المجلس المحلي طبرق، الجمعيات الأهلية بطبرق، الفنانين الليبيين، وتخلل الحفل عدة فقرات غنائية وشعرية ومسابقة لأفضل رسم على أجسام الأطفال المشاركين باسم مثلث التحرير، كما تم تكريم الفنانين الليبيين المشاركين في هذه التظاهرة ووزعت عليهم الهدايا وشهادات التقدير، أما الحفل الثاني كان حفلاً ساهراً بذات المكان حيث ألقى قدم خلاله بعض من الفنانين الزوار فقرات فنية وكلمات عبرت عن امتنانهم لهذه الثورة، كما أشاد الجميع بميدان الشهداء وبشباب طبرق الذين أثبتوا أنهم في المستوى.
كما قام الفنانون الليبيون بزيارة لعائلة الشهيد عميد طيار علي عطية الله حدوث المنصوري والذي استشهد الأيام الماضية في مدينة مصراتة ولقد ألقى الفنان صلاح الشيخي كلمة باسم الفنانين ترحم خلالها على الشهيد وهنأ ذويه بشجاعته وتضحيته من أجل تحرير مصراتة، كما ألقى شقيق الشهيد إدريس حدوث كلمة شكر فيها الفنانين وأكد أن آل حدوث سعداء بهذه الزيارة والتي في إطار المواساة لهم ولمدينة طبرق بفراق الشهيد ذاكراً إصراره على الشهادة في سبيل الله والوطن عندما زاره الأيام الماضية طالباً منه الرجوع معه إلى طبرق.
وقام الفنانون الزوار بزيارة لمركز البطنان الطبي وتجولوا داخل أقسامه وزاروا المرضى والجرحى في لفتة إنسانية تعبر عن تلاحم صادق بهذه الثورة.
وعلى هامش هذه الزيارة قام الفنانون بالتقاط الصور التذكارية عند جزيرة العلم بمدخل مدينة طبرق ورددوا بصوت عال النشيد الوطني .
واحة الجغبوب كانت المحطة الأخيرة في رحلة التلاحم هذه فقد استقبل هؤلاء الفنانون بكل ترحاب وفخر في ساحة الترحيب والتي امتلأت عن بكرة أبيها بشباب الجغبوب الثوار، وكانت هذه الزيارة دافعاً لهم لمواصلة اعتصامهم وعملهم من أجل إنجاح هذه الثورة، كما أقيمت حفلة فنية أحياها الفنانون الزوار، كما قاموا بزيارة للمناطق الأثرية كقصر الثني والقلعة وأيضا زاروا بحيرة الملفا.
وكان لنا لقاء مع الفنان عبدالباسط الجارد حيث استهل حديثه قائلا:
- أنا سعيد جداً بوجودي في طبرق وسعيد لإتاحة هذه الفرصة لأحيي أهل طبرق لاستقبالهم أهلنا في اجدابيا الذين فروا من القصف الوحشي لكتائب القذافي وهذا الكرم ليس بغريب عليهم ، وعرب اجدابيا وجدوا في طبرق الصدر الحنون ، وكانت هذه حقيقة لمسة إنسانية رائعة ، وبالنسبة لهذه الزيارة فهي تأتي في إطار رفع معنويات الثوار في طبرق ولدعم هذه الثورة العملاقة والتي أتمنى لها الانتصار قريبا.
- هل هناك أعمال جديدة ستنفذها شركة البدوية للإنتاج الفني؟
- بإذن الله ستكون هناك أعمالاً في القريب العاجل وسيتغير النسق بالكامل لأننا سننطلق بكل حرية ولن تكون هناك قيوداً ورقابة مثل ما كانت في السابق فأعمالنا ستكون بطعم الحرية، ففي الثمانينات بدأ ظهور النجوم في العديد من الأعمال مثل : مكتب مفتوح ، والسوس ، وغيرها من الأعمال وبعد شهرة أصحاب هذه الأعمال بدأت الحرب على النجوم وطمسهم مثلما طمس نجوم الرياضة وغيرها من المجالات ، ولكن المستقبل المشرق ينتظرنا بعد أن تحررنا ، فالعمل الفني إذا لم يجد براحاً من الحرية سيذبل ويختنق ويموت ، لكن الحياة وهبها شباب 17 فبراير لكل الليبيين.

أما المخرج عزالدين المهدي والذي كان أول الواصلين إلى طبرق فقد قال:
- بداية أحيي طبرق وسكانها وأنا حقيقة كانت لي تجربة سابقة في هذه المدينة من خلال عمل مسرحي ، فطبرق من المدن التي أحبها كثيراً وأنا سعيد جداً للمرة الألف أن أكون في طبرق في هذا الوقت البهيج.
- وماذا عن مستقبل الفن في ليبيا؟
- الفنان في ليبيا يحتاج إلى خلق بنية تحتية فنية كالاستوديوهات للأعمال المسموعة والمرئية والمسارح المتطورة وغيرها من احتياجات العمل الفني فإذا ما توفرت كل هذه الإمكانيات سترون الفنان الليبي ليس فقط محلياً وإنما عربياً وعالميا.
- كلمة أخيرا :
- أخيراً أحب أن أحيي كل زملائي الفنانين الموجودين في طبرق والذين سعدت بهم وشكراً جزيلاً لطبرق على استضافتها ، ويعتبر هذا اللقاء الأول بالفنانين الليبيين بعد ثورة 17 فبراير وجميل أن هذا اللقاء في مدينة طبرق التي أحبها .

ما التقينا الفنان عبدالعزيز الزني والذي كان لقائه وزملائه الفنانين دعماً معنوياً لثوار طبرق، وصرح لنا قائلاً:
- أنا سعيد جداً بهذه اللحظات الجميلة التي في نظري وفي نظر كل الليبيين، إنها لحظات تاريخية سنفخر بها كثيراً وستفخر بها كل الأجيال التي ستأتي بعدنا، الأجيال التي نرجو لها بكل صدق أن تكون أكثر حظاً منا ، وأن تكون أكثر فرصاً من أجل تحقيق نجاحات يستحقونها كأناس يعيشون على أرض عانت كثيرا، وآن الأوان أن يعيش الشعب الليبي على أرضه كريماً كما تعيش بقية شعوب العالم .
- وماذا عن أعمالك الفنية؟
- الحقيقة إن ما حدث في سجن أبي سليم من مجزرة لم أقرأ في التاريخ عن مجزرة مثلها وبالكيفية التي تمت بها وبالعنجهية التي كانوا يتعاملون بها ، فهذه العنجهية لم يعرف التاريخ مثلها على الإطلاق ، فكانوا يتعاملون مع البشر بشكل يثير الخوف ويثير الرعب، إن هذا الحدث بدأ يعشعش في رأسي وأحركه يميناً وشمالاً وأتعامل معه في خيالاتي فوجدت نفسي قد بدأت في كتابة مشهد من خمس صفحات وإذ بي أكتب عملا مسرحياً كاملاً وأتمنى أن يتم إخراج هذا العمل وعرضه في كل المدن الليبية المحررة.

كذلك التقينا الفنان الكوميدي عبدالباسط الحداد والذي بدأ تصريحه لنا قائلا:
- شرف عظيم لي أن أكون ضيفاً على صحيفتكم كما أترحم على شهداء ثورة 17 فبراير وأسأل الله أن يكون مثواهم الجنة ، كما يشرفني أن أكون ضمن الفنانيين الليبيين المشاركين في هذه التظاهرة الفنية بطبرق، وبصراحة يعجز اللسان عن شكر أهالي طبرق على كرمهم وحسن استقبالهم لنا، ونحن جئنا لهدف واحد وهو حث الناس على مواصلة الاعتصام حتى يسقط النظام، ونرجو من الله أن يحرر كامل تراب الوطن .
- كيف تتطلع للحركة الفنية الليبية؟
- نحن كفنانين في مدينة بنغازي كنا ننقد ونقول على ركح المسرح ما يرغب في قوله المواطن الذي لا يستطيع التعبير عنه في الشارع ونحن كنا نطرح كل هذه القضايا على خشبة المسرح على الرغم من الضغوطات الأمنية التي كانت تواجهنا ، فالأمن كان يتدخل حتى في النصوص وفي الدعاية والملصقات ويمنعوننا حتى من نشر صور كبيرة للفنانين في ملصقات الدعاية ، ولكن بفضل الله هذه الضغوطات ولت إلى غير رجعة، والفن الليبي بدأ يتنفس الحرية ، وأخيراً أرجو من الله أن يكون النصر قريباً ويتحرر كامل التراب الليبي ، ببركة دعاء الأمهات والآباء فالنصر قريب النصر قريب.
-
أيضاً كان لنا هذا اللقاء مع الفنان صلاح الشيخي والذي قال:
- الفرحة الليبية لن تكتمل إلا بتحرير كامل تراب الوطن وعندها سيكون عملنا الفني بشكل كامل لأن الأعمال الفنية وخصوصاً التمثيل لن تؤتي أكلها إلا وليبيا كلها محررة ، فنحن كل يوم نسمع عن استشهاد ثوارنا وقصف لمدننا.
- كيف ترى ثورة 17 فبراير بعيون فنية؟
- بعد ثورة 17 فبراير لاحظنا تغيير كلي في حياة الليبيين حتى الأخلاق في الشارع قد تغيرت ، فنلاحظ أن هناك احتراماً بين الرجال والنساء فلا ترى على سبيل المثال معاكسات في الشارع مثلما كنا نراه في السابق، لاحظنا أن هناك تواصلاً بين المواطنين فالليبي يساعد الليبي ويقتسمان اللقمة، وعلى الصعيد الفني فإن ثورة 17 فبراير أهدت لنا الحرية وحرية التعبير هو شئ مهم للفن فنحن مللنا الرقابة والكبت والقيود الأمنية، ونحن حقيقة انضمينا كفنانيين لثورة الشباب هذه ورأينا أنهم ضربوا أروع الأمثلة في التضحية بأنفسهم ومواجهة الرصاص بصدور عارية فخرجت صحبة كثير من الفنانيين في المناطق المحررة في المسيرة الأولى في بنغازي مع بداية هذه الثورة المجيدة ، وأنا جد شاكر طبرق وعرب طبرق على هذا الاستقبال ، وطبرق هى مدينة الأبطال وعلى هامش هذه التظاهرة قمنا بتأدية واجب العزاء في الشهيد عميد ركن طيار علي حدوث والذي استشهد في مدينة بنغازي وفضل ان يضحي بنفسه في مدينة مصراتة .

وختام هذه اللقاءات فكان مسكاً تصريح للفنان ونجم الكوميديا ميلود العمروني الذي تغنى به ثوار طبرق وطلبوا منه كلمات بالمناسبة وتقاطروا عليه لالتقاط الصور التذكارية وسألناه عن ثورة 17 فبراير فجاء رده على النحو الآتي:

- - بداية أنا سعيد بوجودي في طبرق وأشكر ثوار طبرق على هذا الاستقبال وهذه الحفاوة ، كما أتمنى أولاً النصر القريب للثوار وأن تتحرر كامل ليبيا ، وأن ننسى كل الأحقاد والمصالح الشخصية ونعمل بسرعة جميعاً من أجل بناء ليبيا البناء الصحيح ، وعلى صعيد الفن أتمنى أن لا نعمل بالطريقة السابقة وهى أن يتم قبول أي شخص في الفن لمجرد أنه يرغب في ذلك وان يتم تسجيل الكثيرين في الفرق الفنية والمسرحية بل أتمنى أن يخضع المحبون للفن إلى امتحانات قبول ومن ثم يوجه المتميزون منهم إلى معاهد فنية ودراسية من أجل أن نؤسس حركة فنية حقيقية ، أما بقية الفنانين السابقين فعلينا أن نحترم خبرتهم طيلة السنوات السابقة والأجيال الجديدة يجب أن لا نوقعها في الظلم الذي وقعنا فيه نحن لأن العمل الارتجالي لا يأتي بثمار على مستوى الفن في ليبيا ولا ينجح فقط إلا بمهارة النجوم وهذا النجاح يجنيه الفنان بمفرده بعيداً عن استفادة حقيقية للحركة الفنية ، أتمنى الاهتمام بالبنية التحتية الفنية من خلال بناء المسارح ودور العرض والمعاهد والكليات الفنية والاهتمام بالمكتبة الفنية وأيضا فتح المجال أمام القطاع الخاص .

تظاهرة فنية أعطت طابعاً مميزاً لميدان الشهداء بطبرق والذي تزين بهؤلاء الفنانين الذين احتضنوا الثورة واحتضنتهم وسط تكبير الثوار الذين كانت سعادتهم غامرة بهذا الالتحام.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد