سامي عبدالدائم عبدالله
ربما أعرف أكثر من غيري أو مثلما يعرف الكثيرون غيري حجم الامل الذي صنعتم منه مدرسة الربيع المتفتح زهراً وعطراً يسري مع انسام الفجر الاولى وينشر عبيره على الرغم من تقيح عقلية الجلاد، ويواصل مسيرته حتى شرفة المساء الذي يودع الشمس سر بارئها ويواصل الحياة غير آبه بمن يدفعونه للانتحار اليومي أو اللحظي.
يا من يقبعون خلف قضبان سجون الاحتلال الصهيوني البغيض اعلنتم في غير مرة كيف انكم تصنعون الحلم كما تصنع امهاتنا خبز الطابون، كيف تحشدون الأمل في نفوسكم وكأنكم اباؤنا في موسم الزيتون الذي لطالما حاولوا طمس الخضرة من على اغصانه وما استطاعوا ولن يستطيعوا معكم، وكيف يستطيعون وانتم بحر زيته وحقله.
يا أيها القابعون خلف قضبان الاحتلال البغيض! لا زال يومكم يومنا واحلامكم احلامنا وكوابيسكم التي اطاحت بروح الامل لا زالت كوابيسنا، لا زلنا نردف انفسنا بصلابتكم وبصبركم، ولا زلنا نتذكر الملح الاسود الذي حول اجسادكم إلى بارود متمرد على قيود لم تنل من ارواح عزائمكم، لا زلنا نتذكر الامل المفقود في جسد الانسانية حينما نتذكر قهركم للقهر الذي تقوقع على ذاته رهبة من جبهاتكم الشامخة وعيونكم التي تشتعل املاً فتدوس بانفاسها الملتهبة تمثال حريتهم الذي يتطاولون باسمه زيفاً تعلو رقابكم وتشرئب طرباً لالحان الاسطورة التي حفرتموها في القواميس الخالدة ابد الدهر، فمنكم انتم ووحدكم نبع اقدم مناضلي الحرية على وجه الارض فخبا الرمز المانديلي امام رمزكم.
ايها القابعون خلف قضبان الاحتلال! رسالتكم للجلاد اسطع من الشمس في حرب سندفع ايها الجلاد عرشك إلى الانتحار على اسوار قلوبنا التي تعشق الحرية على اسوار آمالنا التي ترمق ساعة الفجر القادم لا محالة على اسوار عقولنا التي ستبقى ترسم للوطن حرية وعزا واباء، وعلى اسوار عيوننا التي ستنظر غدها وستبصر واقعها وسترصد مستقبلها، اسرانا خلف قضبان الاحتلال البغيض نداعبكم كامواج الماء حينما تداعب سطح البحر وكأسماك ملونة تسر الناظرين فتدغدغ فيهم العواطف ما ظهر منها وما بطن، نتسلق معكم الجبال وقد قلنا في نفوسنا بأن ذلك سهل عليكم فانتم الجبال ونحن الصخور على اهدابها وهضابها.
