من يخدم نتنياهو وبشار؟

2012-09-16 02:32:06 علي حماده


عاد مسرعاً من أمام السفارة الأميركية وهو يشعر بنشوة انتصار تتملكه. فقد نجح مع رفاقه الأشاوس في إنزال العلم الأميركي وتقطيعه إرباً إرباً ثم حرقه مستخدماً ولاعة الـZippo الفاخرة. وقد داس العلم بحذائه الـNike وهو يرتدي سرواله الـLevis Strauss. ولم ينس أن يأخذ بعض الصور بهاتفه الـiPhone 5 الجديد.
وصل إلى منزله مسرعاً، دخل غرفته، أغلق الباب، ثم فتح حاسوبه المحمول "Apple" ليتابع التغطية الإعلامية لما حدث.
كتب في محرك البحث الأميركي Google: سفارة + علم + حرق.
خرجت له نتائج كثيرة، أخرج علبة سجائره الـ Marlboro وضغط على أحد الروابط ليرى مشهد حرق العلم على موقع الـYoutube الأميركي. أعجبه المشهد فضغط على رابط المشاركة ليضعه على صفحته الشخصية على موقع الـFacebook الأميركي أيضاً ثم استرخى قليلاً وهو يهمس لنفسه: "فلتسقط التبعية". سنقاطع المنتجات الأميركية!".
هذا نص وجدته البارحة على الـ" نيوز فيد" في حسابي على الفايسبوك، كتبه شاب أردني ليصف على طريقته الواقع العربي العجيب الذي نشهده منذ ثلاثة أيام مع تفجر ردود فعل شعبية شعبوية على الفيلم المسيء الى الاسلام والنبي محمد. ومما وجدته أيضا في الفايسبوك دعوات عربية وإسلامية للغضب جاءت على النحو الآتي: "اغضب ولكن بأخلاق محمد (صلعم)"!
يأتي هذا وشوارع عدد من العواصم العربية تلتهب بتظاهرات تهاجم السفارات الاميركية على خلفية الفيلم. ويحاول المتظاهرون النيل من البعثات الديبلوماسية الغربية أيضاً، ويصبون جام غضبهم كما في مدينة طرابلس البارحة على مؤسسات وطنية جل ذنبها أنها تحمل أسماء أميركية! ويغيب عن بال الجموع الغاضبة في الاتجاه الخطأ انها مملوكة من لبنانيين ويعمل فيها لبنانيون من أبناء المدينة، وأنهم سيفقدون وظائفهم لأن ثمة جهات حركت شبانا بسطاء لافتعال واقع سياسي يخدم أول من يخدم اسرائيل والمدافعين عن الديكتاتوريات العربية البائدة، وخصوصا الديكتاتوريات التي لا تزال تقاتل للبقاء كما هو حال قتلة الأطفال في سوريا.
أما جريمة قتل السفير الاميركي في ليبيا إثر الهجوم المسلح على مبنى القنصلية في بنغازي، فأمر يستحيل فهمه وخصوصا ان الضحية كانت من أقوى المدافعين عن الربيع العربي في الإدارة الأميركية، وادى دوراً مركزياً في معركة إسقاط معمر القذافي ليتحرر الشعب الليبي من أربعين عاماً قضاها في سجن كبير.
إن معارضتنا للسياسة الأميركية شيء، والشعبوية والعنف المؤذيين لنا أولاً وآخراً شيء آخر.
إن الرد على استفزازات المتطرفين في الغرب أياً كانوا، يكون بترسيخ أساليب التعبير السلمية عن الرأي، وبدفع تجربتنا الديموقراطية الفتية الى الأمام، بحمايتها من التطرف الغبي، الذي لا يجد صدى طيباً إلا في أروقة الصهيونية في تل أبيب أو في قاعات قتلة الأطفال في سوريا المقفلة. تأكدوا ان الليلة ثمة من يحتفل بكم في تل أبيب وفي قصر فوق قاسيون...

* نقلاً عن "النهار" اللبنانية

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد