اعتبر الإعلان عن «تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية» رمزياً ولا ينعكس على أرض الواقع د. الطريفي: سقوط الصومال في أيدي جماعات أصولية يهدد اليمن ويمنح القاعدة موطىء قدم

2009-01-27 23:16:09

أخبار اليوم/خاص

في الوقت الذي كانت أوامر الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما المتعلقة بمعتقل ومعتقلي غوانتانامو والسياسة الأميركية التي سيتبعها أوباما تجاه المعتقل قد سرقت الأضواء وشغلت وسائل الإعلام والمحللين والمفكرين بعد أن وجه بأن يتم وضع خطة من شأنها أن تغلق هذا السجن بعد عام وتوجيهه أيضاً بإيقاف محاكمة معتقلي غوانتانامو لمدة "120" يوماً إلا أن ثمة مستجدات حولت مسار هذا الأضواء والانشغالات في اتجاه عكسي تماماً حيث تولى إعلان تنظيم

القاعدة وسرقة الأضواء

القاعدة في الجزيرة العربية سرقة هذه الأضواء من إجراءات الرئيس الأميركي باراك أوباما وتكفل هذا الإعلان أيضاً بشغل المتابعين والمحللين والمتخصصين بأسباب توقيت إعلان هذا التنظيم وكذا ظهور تسجيلات إعلامية لقيادات هذا التنظيم وتولي كل من "ناصر الوحيشي" "يمني الجنسية" رئيساً لهذه الجماعة وسعيد الشهري "سعودي الجنسية" نائباً له في قيادة هذا التنظيم اللذان ظهرا مؤخراً ومدهما شخصين آخرين "باسم الريمي" يمني الجنسية القائد العسكري للمجموعة و"محمد العوفي" سعودي الجنسية قائداً ميدانياً للمجموعة في كلمات تسجييلية أكدوا فيها تحول تنظيم جند اليمن إلى تنظيم أوسع اندمجت فيه قيادات قاعدية يمنية وسعودية وسمي "تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية" واعلنوا خلالها توسيع نشاطهم والزحف إلى بيت المقدس.

وفي هذا السياق وعلى صعيد تباين وجهات النظر من محللين ومتخصصين حول رؤيتهم لهذا الظهور اعتبر الباحث السعودي المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية الدكتور/ عادل الطريفي أن هذه المرحلة مرحلة حساسة جداً حيث اختلف توصيفها في أن تكون نهاية عهد وبداية عهد جديد فيما يخص الحرب على الإرهاب أم أنها مرحلة جديدة للإرهاب نفسه.

واعتبر الطريفي إعلان تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية من اليمن أشبه بمسرحية حدث جديد يبرزون فيه كونهم يعتقدون أنهم لم يستطيعوا إبراز مجموعة من اليمن والسعودية بسبب أهمية هذه البلدين بالجزيرة العربية وارتباطهما القوي ومحاولة لهذا التنظيم لأثبات أنهم قادرون على الحركة بين البلدين.

وقال الطريفي في تصريح ل "أخبار اليوم" ما نستطيع أن نقوله اليوم أن الأمر ما زال مفتوحاً فيما إذا كان نهاية أو بداية عهد في انحسار تنظيم القاعدة أو قدرة القاعدة على التأثير في كل من اليمن والسعودية، وهذا يعود مباشرة على الجهود المشتركة بين البلدين في التعاون على الصعيد الأمني وملاحقة هذه الجماعات.

وحول رؤيته عن الأطراف المستفيدة لإعلان هذا الاندماج والظهور الجديد واللافات للقاعدة اعتبر الطريفي أنه يعد بمثابة عمل رمزي يريدون من خلاله تقديم صورة للتنظيم بأنه ما زال قوياً وفاعلاً وأفضل وسيلة لذلك استخدام رمزية السعودية ورمزية اليمن في إعادة الاهتمام بهذا التنظيم مجدداً مستدركاً بالقول: لكن هذا قد لا ينعكس على واقع

الأرض فواقع الأرض يقول بأن اليمن والسعودية خطت خطوات كبيرة جداً في مكافحة الإرهاب على الصعيد الأمني كأقل تقدير، ويبقى التساؤل فيما إذا كانت برامج الإصلاح وإعادة التأهيل التي تقوم بها البلدين ستتماسك ويتماسك نجاحها في المستقبل أو لا، والجميع يتمنى أن تتماسك نجاحاتها من خلال تجميد البلدين الهجمات الإرهابية على أرضها وفتح مجال للانفتاح للبلدين كون مصيرهما مرتبطاً جداً وقد تعرضا لنفس التهديدات الماضية مشيراً إلى أنه في حال انحسار وخفوت نشاط هذه الجماعات فإن ذلك سيساهم في عودة اليمن إلى التنمية وتزايد النشاط السياحي فيها.

وحول ما إذا كان هذا التنظيم بمقدوره أن يعكس أنشطته على المستوى الإقليمي والدولي أشار الطريفي إلى أن هذا الظهور محاولة للتشكيك في أن القيادات القاعدية في اليمن استطاعوا الهروب من السجون اليمنية وعاودوا الظهور في تسجيلات وهو كذلك بالنسبة للسعودية حيث أن المعلومات تشير أن الاثنين السعوديين يعتقد بأنهما كانا يخضعان لبرامج إعادة التأهيل بعد الإفراج عنها من معتقل غوانتانامو وأضاف : لا نستطيع الآن الحكم على النجاح الذي سيحققه هذا التنظيم في المستقبل وسيتأتى ذلك من خلال إذا ما تمكن هذا التنظيم من رفع قدرته العددية والزيادة من أعضائه سواءً ممن خضعوا لبرامج إعادة التأهيل في كلاً من اليمن والسعودية أو من الشباب المغرر بهم.

أحداث الصومال وظهور القاعدة. . !

وعما إذا كانت ثمة بوابط في الظهور الجديد لتنظيم قاعدة جديدة وبروز سيطرة جماعات إسلامية مسحلة في الصومال على مجريات الأحداث وعودتها للواجهة قال الدكتور الطريقي : هذا الكلام صحيح، فبالنسبة لليمن والسعودية ودول القرن الأفريقي بشكل عام ستواجه تحديات خطيرة إذا ما تمكنت جماعات أصولية من إعادة إحكام سيطرتها على الصومال ، كون التنظيمات الأصولية المتطرفة كانت تبحث على مواقع لها ولكنها لم تستطع، خصوصاً بعد ضربها في إفغانستان ومن ثم المناطق القبلية في باكستان ونتيجة للضغوط الشديدة التي واجهتها في العراق ولذلك فهذه الجماعات تبحث عن ملجأ آمن يستطيعون من خلاله إعادة التدريب والتمركز ، والصومال في الوقت الراهن تعتبر مؤهلة لذلك للأسف وهذا سيشكل تهديداً على دول القرن الأفريقي واليمن بشكل خاص من الدول العربية القلقة - بحسب ما يراه كثيرون- من سقوط الصومال بيد جماعات إرهابية وسقوط المياه ولا سيما القريبة من خليج عدن بأيدي بحارة وقراصنة الأمر الذي يعطل من فرص التنمية والاستثمار في اليمن مستقبلاً.

القاعدة وفتح شهية التدخلات الخارجية

وفي السياق ذاته وحول ما إذا كان ظهور القاعدة بهذه الصورة سيعمل على فتح شهية الدول الغربية للتدخل في الشؤون اليمنية والسعودية بذريعة مكافحة الإرهاب. . أكد الدكتور الطريفي أنه من المبكر الحكم على ذلك كون ما تم إعلانه يعد إعلاناً ضمنياً لكنه لا ينعكس على أرض الواقع، والتوقع لهذا الخصوص يحتاج إلى مزيد من الوقت للتدقيق في هذه التصريحات ، مضيفاً: وبلا شك فالأمريكان سيقرؤون الرسالة واضحة فيما إذا كانت هذه المحاولة الرمزية هي واقعة أم لا. وما إذا كان هذا التنظيم سينفذ أية عمليات في اليمن والسعودية وسيستطيع إعادة ترتيب وتدريب أعضائه وسحب كثير من المؤيدين وهذا إن تم سيدفع بالولايات المتحدة الأميركية وأطراف دولية أخرى للدخول على هذا الخطب وهذا ما لا نأمل أن يحدث كون الدول العربية ليست بحاجة إلى تدخلات أجنبية في أراضيها أو في سياساتها، كما نأمل بألا تخرج هذه التسجيلات عن إطار الإعلانات وتسجيل الظهور لإفراد تنظيم بدا صوته يخفت وينحسر نشاطه في دول المنطقة ولا نعرف حالياً فيما إذا كان هذا الانحسار مؤقتاً أو انحساراً حقيقياً.

وتأتي تصريحات الدكتور الطريفي في وقت أبدى البعض من المحللين بأن استراتيجية الحرب على الإرهاب قد تنحدر إلى أدنى مستوياتها، في حين يرى آخرون أن هذه الإستراتيجية ستزداد تفاقماً وتتسع رقعتها وأهدافها خاصة إذا ما وضع في الاعتبار ما تناقلته المؤسسات البحثية الأميركية وكانت "راند" أبرزها في وضع إستراتيجية الحرب الطويلة ضد الجماعات الإسلامية. <

 

 

 

 

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد