في تقارير صحف دولية وحديث الحارس الشخصي لـ "بن لادن".. ضغوطات أميركية وراء تفريخ جيل للقاعدة وتضاريس اليمن وثقافتها هيأت الحضن الآمن للتنظيم

2009-02-01 01:35:47

أخبار اليوم/تقرير

من صحف دولية تتهم تقاريرها اليمن معقل آمن لتنظيم القاعدة معتبرة تضاريس البلاد وطبيعتها وثقافتها القبلية تثبت صحة اتهامات تلك الصحف في تقارير تحليلية إلى لقاء مع الحارس الشخصي ل "بن لادن" الذي تحدث في متنفس مترامي الأطراف حيث خرج عن صمته المعهود في مقابلات وراء القضبان واعتبر الوجيه في لقاء صحفي أعمال أعضاء القاعدة الجدد ثورة انتقامية وليست مركزية البتة، لنبدأ تقريرنا من محاكمة خلية السنينه المتهمة بالإرهاب في اليمن.

حددت المحكمة الجزائية المتخصصة بصنعاء يوم 24 فبراير جلسة للنطق بالحكم في قضية محاولة استهداف السياح ومنشآت أجنبية في العاصمة صنعاء من قبل ما يدعى ب "خلية السنينة المتهمة بصلتها بتنظيم القاعدة".

وأفاد الإدعاء العام للمحكمة أنه ضبط بحوزة المتهمين أسلحة ومعدات تفجير مجهزة للاستخدام منها عبوات ناسفة بالتفجير بعد وقنابل يدوية وأسلحة رشاشة وغيرها وذلك في منزل تم استئجاره من قبل المتهمين بمنطقة السنينة.

كما طلبت هيئة الدفاع عن المتهمين في مرافعتها الختامية من المحكمة الحكم ببراءة المتهمين ورد اعتبارهم، لافتين إلى أن النيابة لم تستطع إثبات أي تهمة منسوبة إليهم، وأن غرض النيابة من تقديم القضية للمحكمة للتشهير بهم وحتى لا يرفعوا دعوى بالمدة التي احتبسوا فيها.

ومن محاكمة خلية السنينة المتهمة بالإرهاب إلى التوجه الجديد للقاعدة التي تبدو أنها تشد الرحال صوب اليمن بعد اندماج فرعي القاعدة في اليمن والسعودية حسب إعلان جهاديين.

إلى ذلك ذكرت صحيفة "ذا إيكونومست" الدولية تحت عنوان اليمن معقل آمن لاحتضان جهاديي القاعدة وقالت في مقدمة تقريرها: عندما يغلق معتقل غوانتانامو فإن الكثير من المعتقلين سيعرفون إلى أين يذهبون، مشيرة إلى ما نشر في مواقع تابعة لتنظيم القاعدة في رسالة إلى أعضائها تحثهم على التوجه إلى اليمن، في الركن الجنوبي الوعر من شبه الجزيرة العربية. على ما يبدو فإن تلك الدعوة قد تمت الاستجابة لها حسب الصحيفة.

وتطرقت الصحيفة إلى شريط فيديو يظهر فيه جهاديون سعوديون فارين ومستضيفهم اليمنيين معلنين عن اندماج فرعي القاعدة في اليمن والسعودية، بالإضافة إلى صور للتدريب على القتال في الجبال الوعرة في اليمن مخمنة أن بعد هذا الشريط، ربما يتم مشاهدة أصدقاء آخرين لهم ينضمون إلى المقاتلين في مسار جديد مختلف تماما.

وأضاف التقرير أن الحكومة اليمنية تتوقع عودة قريبة لمعظم المائة معتقل من اليمنيين الذين مازالوا محتجزين في معسكر الاعتقال الأمريكي في غوانتانامو، حيث يشكلون الآن أكبر مجموعة من السجناء. وتبني لهم معسكراً خاصاً حيث سيسمح للجهاديين بالعيش فيه مع عائلاتهم ، في حين سيخضعون لبرنامج تأهيل يهيئهم لعودة سلمية إلى المجتمع.

مع ذلك ولإثارة استياء الحكومتين اليمنية والسعودية وكذلك إدارة أوباما التي تريد إغلاق غوانتانامو، ظهر سعوديان في الشريط وكليهما من خريجي برنامج لإعادة التأهيل يتبجح به السعوديون.

وكانت السلطات السعودية قد أطلقت سراحهم في العام الماضي وتم جمع شملهم مع أسرهم وتلقوا دعما ماليا من الدولة مثل غيرهم من عدة مئات من الجهاديين التائبين يهدف إلى تسهيل العودة إلى الحياة المدنية.

لكن الاثنان اختفيا قبل عدة أشهر ليتم الظهور في شريط الفيديو مقللين من قدر البرنامج السعودي وتعهدا بمواصلة الجهاد مضيفة أن الأمير الجديد للجزيرة العربية ناصر الوحيشي كان نفسه أحد الفارين مع 23 من المشتبهين بانتمائهم للقاعدة من سجن بالعاصمة اليمنية صنعاء في عام 2006.

وأشار التقرير إلى أن اليمن تثبت أنها معقل آمن نسبياً لتنظيم القاعدة وذلك بطبيعتها الوعرة ومركزيتها الضعيفة وثقافتها القبلية المستندة على البندقية، وقال: إن التنظيم تعرض لضربات كبيرة في أماكن مثل العراق ولبنان وبصفة خاصة في السعودية، حيث لم تشن أي هجوم خطير منذ عام 2006.

الهدوء النسبي في اليمن، والذي يعزوه بعض المنتقدين لليمن إلى الغموض الذي بدأ يتآكل في دعم جهاديين سنيين للحكومة ضد تمرد شيعي في شمال البلاد.

ولعل موجات من الاعتقالات المدفوعة جزئيا من ضغوط سعودية وغربية أدت إلى تصعيد هجمات القاعدة التي توجت بتفجير سيارتين مفخختين خارج السفارة الأمريكية بصنعاء في سبتمبر الماضي، وهو الهجوم الذي فشل في اختراق مجمع السفارة المحصن لكنه أدى إلى مقتل 16 شخصا، وإن كان دبلوماسي غربي في صنعاء يصف تهديد تنظيم القاعدة هناك بالقاسي جدا، وجهود الحكومة لإحباط ذلك التهديد بأنها جهود مؤقتة، مؤكداً أن السعودية هي الهدف الرئيسي للتنظيم.

مستدركاً بالقول: لكن الواقع يكشف أن اضطرار فرع القاعدة بالسعودية إلى إعادة تجميع أعضائه في مكان آخر تحت قيادة يمنية، قد يكون علامة على الضعف وليس القوة.

أما بالنسبة لليمن أفاد التقرير أنه حتى لو كان الخطر من بضع مئات من المقاتلين الجهاديين هو حقيقية، فإن اليمنيين قد يعانون من ذلك الخطر أكثر من آثار غيره من الآفات المحلية المتمثلة في التوسع المخيف للفساد والفقر وسوء التغذية ونفاذ المياه وتدهور عائدات النفط والحرب القبيحة التي بلغت أربع سنوات في الشمال وتصاعد المشاعر الانفصالية في الجنوب والاضطرابات القبلية المستمرة والصراعات الشرسة على السلطة بين النخبة الحاكمة.

الضغوط الأميركية وراء تفريخ أجيال للقاعدة

وفي صعيد القاعدة وعلى ما له صلة بالجهاديين والإرهاب تحدث الحارس الشخصي الأسبق للشيخ/ أسامة بن لادن فوزي الوجيه في لقاء مع "القدس العربي" عن واقع تنظيم القاعدة في اليمن والصومال وذلك في متنفس مترامي الأطراف خرج فيه عن صمته المعهود في مقابلات صحفية وراء القضبان، وأشار الوجيه إلى كيفية عمله مع زعيم القاعدة/ أسامة بن لادن وكيفية انضمامه إلى التنظيم متطرقاً إلى كيفية إلقاء القبض عليه في السعودية وترحيله إلى اليمن وايداعه سجن المخابرات حتى هروبه ومن معه عبر نفق تم حفره بملاعق الطعام يوصل إلى مسجد قريب حد قوله.

وحول تسليم نفسه أشار الوجيه إلى أنه بعد أن أخذ الأمان من الرئيس صالح نافياً أن يكون حراس السجن قد تعاونوا معهم آنذاك.

وأضاف: أنه لم تكن هناك أية شروط لتسليم أنفسهم لا من جهة السلطة ولا من جهتهم مشيراً إلى أن التسليم جاء لإظهار حسن النوايا تجاه البلد والشعب والتأكيد أن التوجه الجهادي صار معتدلاً وهادفاً.

وحول الاندماج في المجتمع مقابل التخلي عن العنف قال الوجيه: المسألة ليست مقايضة بقدر ما هي قناعات نابعة عن تجارب من ميدان الواقع عشناها وعاشتها الدولة، والكل وصل إلى قناعات في التعامل مع الآخر، مشيراً إلى أن من ضمن هذه القناعات توحيد صف أبناء الوطن الواحد وعدم الإضرار بمصالح البلد والشعب، وأن كل ما هو مطروح من أفكار من الساحة الجهادية أو السياسية ليست قرآناً بل هو قابل لإعادة النظر.

وأضاف: أن الحوار مع العائدين من القاعدة لم يكن بحجم تلك الضجة الإعلامية متسائلاً فأي حوار وأنت وراء القضبان معتبراً الحوار تحصيل حاصل ومخرجاً للطرفين.

وحول تنظيم القاعدة والجيل الجديد قال: كانت هناك مركزية في اختيار الأهداف وزمنها وكان القصد إعلام الشعوب أن أراضيها محتلة وقد انتهى دورهم لأن التغيير الفعلي بأيدي الشعوب وساستها وأما شباب ما بعد 11 سبتمبر اعتبر أن ثورة من الأعمال الانتقامية اللامركزية سببها الضغوط الأميركية على الحكومات العربية التي ولدت تصادماً بينها وبين هؤلاء الشباب.

 

 

 

 

 

 

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد