قبل أشهر علت على السطح أخبار تتداول عن، غزو جراد قادم من المملكة العربية السعودية، بعض من المحافظات اليمنية، القريبة من السعودية، ورافق ذلك تحذيرات من تمكن الجراد القادم هذا، من تدمير البيئة والمحاصيل الزراعية، ثم خفت الحديث عن هذا القادم الذي يصنفه العالم من أخطر العوامل التي تهدد البيئة والزراعة.
وعاود الاسبوع الماضي الحديث عن تكاثر الجراد الصحراوي في سها تهامة، وذكرت مصادر أن مناطق التكاثر الشتوية في اليمن تشهد انتشارا واسعا للجراد الصحراوي خاصة في منطقة تهامة بمحافظة الحديدة الساحلية، مشيراً أنه انتقل من بعض المواقع في مناطق التكاثر الصيفية في حضرموت وشبوة ومأرب والجوف، الأمر الذي يشكل خطرا يهدد بخسائر اقتصادية وتراجع الانتاجية الزراعية في تلك المناطق.
ولم تخفي وزارة الزراعة هذه انتشار هذه الجائحة، إذ أكد وكيل وزارة الزراعة والري لقطاع الخدمات الزراعية الدكتور محمد الغشم أن منطقة تهامة تشهد هذه الأيام انتشار واسع للجراد الصحراوي وبشكل كثيف في حالة تنذر بكارثة اقتصادية على الوضع الزراعي إذا لم يتم السيطرة على الجراد قبل انتشاره على نطاق واسع خاصة في حالة توفر الظروف الملائمة لتكاثره.
وتوقع الوكيل الغشم في سياق تصريحه استمرار تكاثر الجراد في مناطق التكاثر الشتوية نتيجة لاستمرار الغطاء النباتي فيها وهو ما تؤكده نتائج المسح الميداني التي تشير الى توفر البيئة المناسبة لتكاثر الجراد والمتمثل في وجود رطوبة عالية وتربة ذات غطاء نباتي كثيف، ما يدعوا الى تكثيف أنشطة المراقبة لتكاثر الجراد، وتستعد وزارته لتنفيذ غرفة عمليات خاصة بمكافحة ومراقبة الجراد الصحراوي في مديرية عبس لتكون نقطة انطلاق للفرق الميدانية وبهدف تسهيل مهام واعمال تنفيذ أعمال مكافحة ومراقبة الجراد في مناطق التكاثر الشتوية والمناطق المجاورة وسيتم تزويدها بكافة الوسائل والمعدات وامكانيات المكافحة.
ولكن جهود مكافحة هذه الجائحة، وفق وكيل قطاع الخدمات، تواجهها العديد من الصعوبات أبرزها الجوانب الأمنية والمالية، وهو ما يستدعي قيام وزارة الداخلية والدفاع بتحمل مسئولياتها في توفير الجوانب الأمنية وحماية الفرق الميدانية والمعدات والمستلزمات والسيارات الخاصة بأعمال المكافحة كونها تتعرض للنهب والتقطعات، وبين الوكيل الغشم ان الجراد تسبب في خسائر اقتصادية في المحاصيل الزراعية في المناطق التي انتشر فيها في شمال تهامة خاصة في مناطق المراوعة والقطيع ووادي حيران وعبس.