وسط اتهامات للجان المشكلة بخيانة دورها في تهدئة الوضع.. الشيخ شاكر: ما يحدث في ردفان والحبيلين وراءه قيادات في السلطة ..الشيخ محمود: عدم الاستماع لمشاكل المواطن وتلبية مطالبه وراء ما يحدث

2009-05-03 02:45:18



تقرير/ إياد البحيري

قلق وخوف وزخات رصاص...قطع للطريق واستهداف منازل المواطنين بالقنابل ليلاً...

استحداثات لنقاط عسكرية متعددة في مناطق مختلفة ....لجان رئاسية ومحلية تشكلت ودارت حولها الشكوك.. شعارات متنوعة ومختلفة.. إدانات واستنكارات واسعة.. ترقب حذر يعيشه المواطنون في المنطقة.

هذه الأجواء والمناخات التي تعيشها بعض مديريات محافظتي لحج والضالع هذه الأيام بذرائع وحجج مختلفة ولدت جماعات مسلحة أثارت الرعب ونشرت الجريمة وأحدثت شرخاً واسعاً في أمن واستقرار المنطقة.

ونحن نعيش الأحداث التي تشهدها ردفان والحبيلين دفعنا ضميرنا الوطني وفضولنا الصحفي إلى عرض جزء من واقع قد يوصف بالمؤلم يعيشه المواطنون ورجال الأمن على حد سواء في تلك المناطق.

وفي الحديث عن العصابات المسلحة التي تستهدف النقاط العسكرية في الحبيلين وردفان وتلقي بالقنابل على منازل المواطنين ليلاً أكد الشيخ محمود عمر سيف أحد مشائخ واعيان الحبيلين وعضو المجلس المحلي فيها- أكد أن هذه الأمور فرضت عليهم في المديرية نتيجة تراكمات لمشاكل ومطالب وهموم وقضايا أدت إلى هذه المشاكل.

وبدى الشيخ سيف أكثر قلقاً وهو يتحدث عن عجز السلطة المحلية عن إحتواء ما يحدث قائلاً: أكثر من مرة نعرض هموم ومشاكل المواطنين على السلطة لكن لا مجيب ولا مستجيب.

وقال عضو المجلس المحلي إنه ومع بقية أعضاء المجلس وعدد من المشائخ لأكثر من مرة يلتقون بالمواطنين خاصة المسلحين لتهدئة الوضع لكنهم يربطونها بمطالبهم التي عجزنا عن تحقيقها لأننا كلما رفعناها إلى السلطة لا تلبيها ولا تستجيب لها.

مستعرضاً أبسط المشاكل التي يعيشها المواطنون في الحبيلين وهي مشكلة المياه رغم تجاوز عمر مشاريع المياه أكثر من 15 عاماً وحتى الآن لم تستكمل ولم يصل المواطن منها شربة ماء الأمر الذي يدفع المواطن إلى شراء " البوزة" الوائت الماء بعشرة آلاف ريال.

وأضاف : قرعت أبواب السلطة في المديرية لكنها لا تملك شيئاً ولا يوجد استجابة لمطالبنا.

وأكد الشيخ محمود أنه إذا كان هناك استجابات لمطالب المواطنين لما وصل الأمر إلى ما هو عليه.

وظلت مشكلة المياه التي تعاني منها المنطقة ترافق الشيخ محمود عمر في كل سؤال حيث قال إن المجلس المحلي لا يملك موازنات وبنود كوارث لمعالجة المشكلات الطارئة بل كل ما يستطيع القيام به من باب المعالجات السريعة هو التحويل من بند إلى بند آخر لمعالجة المشاكل الطارئة مثلاً نحول بند بناء خزان للمياه إلى شراء بوز " وائتات ماء" لمواجهة أزمة المياه ومع ذلك لا نستطيع تنفيذها رغم توجيهات المحافظ منذ أكثر من خمسة أشهر.

وعن حوادث قطع الطريق وانتشار العصابات المسلحة قال الشيخ شاكر محمود العبدلي أحد مشائخ ردفان إنه إذا كان هناك حوادث قطع طريق أو غيرها من المشاكل فإن مشائخ وأبناء ردفان والسلطة المحلية معنيون أكثر من القيادات العسكرية والقوات المسلحة وسبق وأن عالجنا مثل هذه القضايا.

وحمل الشيخ شاكر ممارسات وتصرفات السلطة مسؤولية ما يجري في ردفان الحبيلين.

وأكد شاكر رفض المظاهر المسلحة وقطع الطرقات باعتبارها دخيلة على مجتمعاتنا وليست من سماتنا وصفاتنا لكن حواراتنا مع السلطة ضعيفة جداً ولم نجد منها مصداقية ولا خطوات عملية لحل مشاكل الناس، وتساءل شاكر عن الدوافع التي قد تجعل المواطن يفجر منزل مواطن آخر أو يقطع الطريق أمامه مجيباًً على نفسه بالقول : إن 95% من المشاكل والظواهر السلبية التي تحدث في ردفان وراءها قيادات في السلطة أما المواطن فهو يطالب العمل بموجب دستور الجمهورية اليمنية والقوانين النافذة.

وأضاف العبدلي أن دورهم وواجبهم الوطني يفرض عليهم المحافظة على الأمن والاستقرار لكنهم لم يجدوا المساعدة من السلطة في ذلك ولم يجدوا يداً منها تمتد إليهم للتعاون على تهدئة الوضع فهناك مشائخ وسلطة محلية وقنوات مختلفة يمكن من خلالها معالجة المشاكل بعيداً عن منطق القوة.

وعودة إلى الشيخ محمود عمر سيف الذي حمل مماطلة السلطة وتسويفها مسؤولية تراكم المشاكل لدى المواطنين أدان الشيخ محمود وبشدة ما يحدث في الحبيلين وفي ردفان من قبل المواطنين السلطة قائلاً: "نريد مدينة آمنة".

وعن استفسار ما إذا كانت هذه "الأعمال قطع الطريق، الاعتداء على المواطنين وتفجير المنازل" من شأنها حل مشاكل المديرية قال الشيخ محمود عمر إن هذه التصرفات ليست معالجات وهي أعمال سيئة لا أحد يقبلها ولا عقل ولا منطق محذراً من تفاقم الأمور أكثر فأكثر.

ووجه محمود عمر نداءً للسلطة والحكومة بالاستجابة لمطالبهم وسرعة تشكيل لجنة تعمل على حل المشكلات.

وبمناسبة الحديث عن تشكيل لجان رئاسية لحل مشاكل المنطقة كان للشيخ محمود سيف وقفة غاضبة من اللجان التي تم تشكيلها وقال: لا فائدة من لجان رئاسية تأتي وتلتقي ببعض المشائخ وترحل دون أن تعلم بها السلطة المحلية أو يلمس دورها المواطن ولا تأتي المنازل من أبوابها أو بالطرق الرسمية بل نسمع أن هناك لجنة رئاسية نزلت إلى المنطقة ولا نسمع عن أي نتائج لها.

وطالب رئيس الجمهورية بضرورة إرسال لجنة صادقة بصورة مباشرة إلى المجلس المحلي وإلى مدراء العموم باعتبارهم الأقرب من المواطنين ومن همومهم ومشاكلهم وتأتي لمعالجتها ليس لإثارتها وتحقيق مآرب ومصالح شخصية.

وبالمقابل وافق الشيخ شاكر الشيخ محمود الرأي وأضاف بضرورة تفعيل مبدأ الحساب والعقاب للجاني والمخالف وبهذا يمكن تصلح البلاد، متسائلاً عن مليارات الدولارات والعقارات التي امتلكها بعض الأشخاص هل هي من رواتبهم؟

وتساءل شاكر مع من يتعامل المواطن في تلك المناطق لأنه لا يوجد سلطة تعمل على استراتيجية ونظام وقانون بل هناك دعاة حرب كل واحد يعمل وفقاً لمصلحته.

وأكد شاكر في تعليقه على دور المجلس المحلي أن المسائل ما زالت ممركزة والتعامل ما زال مركزياً في كل اليمن ولا يوجد سلطة محلية بل هي شلة وتبدأ من علاقتك ووجاهتك وقربك من السلطة صاحبة القرار.

لقطات سريعة :

محمد عمر : استحداث نقاط عسكرية تطل على منازل المواطنين واثارتهم وأعتبرها استفزازية لهم.

شاكر : أبناء ردفان سواء كانوا في السلطة أو خارجها فتركيبتهم الوطنية لا تسمح لهم أن يعملوا ضد الوطن وضد إخوانهم .

- الوحدوي من يملك سلوكيات وتصرفات تنطلق من المحبة والإخاء والشعور بالمواطنة المتساوية

- الشعب ضحية في الشمال والجنوب وكل الآلام والمآسي مصدرها السلطة.

- لو كانت تحققت مطالب المواطنين البسيطة لما وصل الوضع إلى ما هو عليه الآن.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد