الأمم المتحدة تصف قطع المياه عن دمشق بجريمة حرب وتركيا تقتل 21 من "الدولة"

60 قتيلا بتفجير في إعزاز شمالي حلب وهدوء ببردى ومكاسب للمعارضة بالقلمون

2017-01-08 02:41:44 أخبار اليوم/وكالات

ارتفع عدد ضحايا التفجير الانتحاري الذي ضرب وسط مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي مساء أمس السبت إلى أكثر من 60 قتيلا ومئة جريح، بينما لا يزال الكثير من المصابين تحت الأنقاض.
وحدث الهجوم جراء تفجير سيارة ملغمة يقودها انتحاري وسط المدينة المزدحم بالناس وفي ساعة الذروة، فأحدث دمارا كبيرا عطل عدة منشآت، منها مقر المحكمة المركزية ومركز الهلال الأحمر والبريد ودار البلدية.
ومن مدينة إعزاز المحاذية للحدود مع تركيا، قالت مصادر إعلامية إن هناك عددا كبيرا من الجرحى الذين ما زالوا تحت الأنقاض، وإن المستشفيات التركية في مدينة كيليس الحدودية امتلأت بالجرحى.
في الأثناء، قال مصدر طبي لوكالة الأناضول إن الهجوم أسفر عن مقتل ستين مدنيا -على الأقل- وإصابة أكثر من خمسين آخرين بجروح متفاوتة.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير في المدينة التي تعرضت عدة مرات لتفجيرات مشابهة من قبل تنظيم الدولة الإسلامية، كما تتنازع السيطرة على المدينة الحدودية المهمة قوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية، والمعارضة المسلحة التي سيطرت عليها في منتصف 2012، فضلا عن قوات النظام.
وفي سياق أخر فقد أفادت مصادر ميدانية بأن منطقة وادي بردى بريف دمشق شهدت أمس السبت هدوءا بعد تعرضها للقصف من قبل قوات النظام طيلة الأيام الماضية، بينما حققت المعارضة المسلحة مكاسب مهمة في منطقة القلمون.
وقال مسؤول التفاوض عن المعارضة السورية المسلحة في وادي بردى صافي علم الدين إن المنطقة شهدت يوم أمس حالة هدوء.
وأضاف أن الوفد الروسي الذي زار بردى توقف عند حاجز للنظام السوري بأطراف المنطقة، ولم يدخلها. وقال إن الوفد التقى شخصيات مرتبطة بالنظام، واتهمه بإعطاء القوات الحكومية مهلة لإقرار مشروع معين بعد فشلها في التقدم إلى مواقع مهمة في وادي بردى.
وأوضح أنه لم يتم إبلاغهم باتفاق لوقف إطلاق النار، مما ينفي تصريحات من حزب الله والنظام حول التوصل لهدنة جديدة في وادي بردى.
وقال مسؤول التفاوض في وادي بردى إن الطرفين الروسي والإيراني يتسابقان لتقديم مبادرات للمعارضة لتهجير السكان، على غرار ما حصل في قدسيا والتل.
لكن رئيس الجناح السياسي لحركة أحرار الشام منير السيال أبلغ رويترز بأن الحديث عن التوصل للهدنة "كذب وافتراء".
وقال إن "ما يتداوله إعلام النظام أمس السبت عن الوصول لاتفاق يقضي بإيقاف إطلاق النار محض كذب وافتراء ولا أساس له من الصحة".
من جهة ثانية، سيطرت المعارضة السورية المسلحة على أجزاءٍ واسعة من الجبل الشرقي في منطقة القلمون بريف دمشق بعد اشتباكات عنيفة مع تنظيم الدولة الإسلامية.
وسيطرت المعارضة على مواقع مهمة، منها سدي الزلف وأبو خشبة وسيس وبير الهيل.
ويطل الجبل الشرقي على الطريق الدولي دمشق-بغداد، مما يمثل أهمية إستراتيجية للمكاسب الميدانية التي حققتها المعارضة المسلحة.
وقالت مصادر محلية في ريف دمشق إن المناطق التي سيطرت عليها المعارضة تمثل أهمية إستراتيجية, وأشار إلى أن المعارك العنيفة بين الجانبين استمرت حتى أمس السبت.
في سياق متصل، استمرت انتهاكات النظام لاتفاق وقف إطلاق النار في العديد من الجبهات؛ مما أدى إلى سقوط بعض القتلى والجرحى من المدنيين.
وقتل قناصة من قوات النظام السوري ثلاثة مدنيين وجرحوا آخرين في قرية بسيمة بوادي بردى بريف دمشق الغربي فجر أمس السبت.
وأفادت المصادر بمقتل مدنيين اثنين في قصف جوي استهدف قرية أبو الظهور في ريف إدلب الشرقي.
كما قصفت مدفعية النظام قرى في جبل الزاوية بريف إدلب، واستهدفت محيط مدينة مورك وقرية العطشان؛ مما ألحق إصابات بالمدنيين.
وفي درعا، قالت مصادر أعلامية إن المعارضة المسلحة صدت هجوما لقوات النظام حاولت خلاله التقدم بهدف إحكام الحصار على بلدة محجة في ريف درعا الشمالي.
وأفاد بأن قوات النظام قصفت لليوم الثالث على التوالي مواقع في ريف حلب الجنوبي، بينها قرى تل الضمان, وقنيطرات, وسرج فارع, والسميرية, وبنان الحص.
من جانبه قال مستشار المبعوث الأممي إلى سوريا يان إيغلاند إن هناك خمسة ملايين وخمسمئة ألف شخص في دمشق وحدها حرموا من المياه على خلفية الأزمة الناتجة عن قصف وادي بردى، مشيرا إلى أن قطع المياه عن المدنيين يعد جريمة حرب.
وأكد إيغلاند خلال مؤتمر صحفي في جنيف إن هناك خمسة ملايين وخمسمئة ألف شخص في دمشق وحدها حرموا من المياه أو تلقوا كميات أقل، لأن موارد وادي بردى غير قابلة للاستخدام بسبب المعارك وأعمال التخريب.
وقال المبعوث الأممي إن المنظمة الأممية تريد التوجه إلى هناك والتحقيق فيما حدث، لكن قبل كل شيء تريد إعادة ضخ المياه، لأن المدنيين يشربونها، ولأنهم هم الذين سيصابون بالأمراض في حال عدم توفرها مجددا، وأكد أن قطع المياه عن المدنيين يشكل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية.
وقالت المعارضة السورية أمس الأول إن قصف النظام السوري ومليشياته لوادي بردى في ريف دمشق الغربي أدى إلى تدمير مضخات المياه وتلويثها في بلدة عين الفيجة، حيث يسعى النظام للسيطرة على المنطقة وخاصة على البلدة.
وتعيش دمشق منذ 23 ديسمبر/كانون الأول الماضي أطول انقطاع مستمر للمياه أثناء السنوات الأخيرة، إثر خروج أجزاء من نبع عين الفيجة الذي يغذيها بمياه الشرب عن الخدمة.
وتقول مصادر المعارضة إنه بسبب قصف قوات النظام النبع بـالبراميل المتفجرة خرج عن مجراه وملأ شوارع العاصمة بالمياه التي اختلطت مع النفايات.
وبعد تفاقم أزمة المياه، أعلنت وزارة الموارد المائية التابعة للنظام خطة لتقنين ضخ المياه للعاصمة، وقالت إن كمية المياه التي تُضح لسكان دمشق لا تتعدى 40% من حاجتهم.
ويقع النبع في منطقة وادي بردى في ريف دمشق الشمالي الغربي، التي تضم 13 قرية تسيطر فصائل المعارضة على معظمها، مما يجعل الوادي عرضة للاستهداف من قبل قوات النظام، وسلاحا استخدم مرات عدة أثناء السنوات الأخيرة من قبل أحد الطرفين المتحاربين للضغط على الطرف الآخر.
وعلى صعيد منفصل أعلن الجيش التركي قتل 21 من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية وتدمير 12 هدفا له في مدينتي الباب وبزاعة وقريتي السفلانية وقبر المقري شمال حلب خلال اليومين الماضيين، ضمن عملية درع الفرات التي تدعم فيها القوات التركية الجيش السوري الحر المعارض ضد تنظيم الدولة.
وأشار بيان لرئاسة الأركان التركية إلى تدمير تحصينات ونقاط تفتيش، وسيارات ومواقع أسلحة تابعة للتنظيم.
وأضاف البيان أنه جرى إسقاط طائرتي استطلاع دون طيار للتنظيم في منطقتي زرزور وأبو طلطل.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء الماضي "سوف ننهي عملية درع الفرات وتحرير مدينة الباب (شرق حلب) خلال فترة قصيرة إن شاء الله.. ثم سنتوجه إلى مدينة منبج لضرب أوكار التنظيمات الإرهابية وتحريرها أيضا".
من جهة أخرى، نقل عن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أن بلاده عرضت على تركيا تقديم دعم من قبيل طائرات من دون طيار ودعم جوي وذخائر للمعارضة السورية "المعتدلة" ضد تنظيم الدولة، مقابل شرط عدم مواجهة عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد