روسيا تطالب النظام بالالتزام بالهدنة وتقصف تنظيم الدولة بدير الزور..

الأسد يواصل القصف والاقتحام بمدن سورية وسط توتر وتباعد للمواقف في مفاوضات أستانا

2017-01-24 02:12:59 اخبار اليوم / وكالات

أكدت مصادر إعلامية أن قوات النظام جددت قصف وادي بردى بريف دمشق ومحاولة اقتحامه رغم انعقاد مفاوضات أستانا للسلام، كما أكد ناشطون أن قوات النظام قصفت مناطق في الغوطة الشرقية ومحافظات حمص ودرعا وحماة وحلب واللاذقية.
وأفادت المصادر بأن قصفا مدفعيا وصاروخيا استهدف قرى في منطقة وادي بردى غربي دمشق، وأن القصف تزامن مع محاولة لقوات النظام مدعومة من مجموعات تابعة لحزب الله لاقتحام المنطقة من محوري عين الفيجة ودير مقرن، بينما أكد ناشطون أن مقاتلي المعارضة تصدوا للهجوم وقتلوا وجرحوا عناصر من القوات المقتحمة.
وكانت المعارضة السورية المسلحة المشاركة في المفاوضات الجارية في العاصمة الكزاخية أستانا قالت إن روسيا أبلغتها بأنه جرى توجيه طلب صارم للنظام السوري بوقف هجماته في وادي بردى قبيل انطلاق المفاوضات.
وبحسب مصادر محلية شنت مليشيات أجنبية موالية للنظام هجوما بريا على الغوطة الشرقية وحي جوبر بدمشق، وبث ناشطون صورا لقصف قالوا إنه من قبل حزب الله على بلدة مضايا.
وفي الأثناء، أكدت المصادر ذاتها أن غارات لطائرات قوات النظام استهدفت مدينتي الرستن والحولة بريف حمص الشمالي.
وذكر ناشطون أن مدينة نوى بمحافظة درعا، ومنطقة سان بمحافظة حماة، وبلدات عندان وحريتان وحيان شمال غرب حلب تعرضت أيضا لغارات من قِبل طائرات النظام، ما تسبب بسقوط جرحى.
كما تعرض جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي منذ ساعات الصباح لهجوم بري وجوي، بينما تشهد بلدات وأحياء خاضعة لتنظيم الدولة الإسلامية في دير الزور قصفا جويا متقطعا.
من جانبها طالبت روسيا أمس الاثنين قوات النظام السوري بضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار، وأبلغت قيادة النظام بأن أي خرق له غير مقبول.
وفي وقت سابق أمس الاثنين عبر "المركز الروسي للمصالحة" عن قلقه من تكرار انتهاكات النظام السوري لوقف إطلاق النار الساري منذ أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي بموجب اتفاق رعته روسيا وتركيا.
وكان مصدر من المعارضة السورية أكد أن روسيا وجهت تحذيرا صارما إلى النظام بوقف الأعمال القتالية في وادي بردى.
وقال مصدر في المعارضة السورية المشارك في مفاوضات أستانا عاصمة كزاخستان أن روسيا أقرت بعدم وجود جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) في وادي بردى.
وتأتي مطالبة موسكو للنظام السوري بالكف عن انتهاك الهدنة بالتزامن مع بدء مفاوضات غير مباشرة في أستانا بين وفد يمثل المعارضة السورية المسلحة وآخر يمثل النظام السوري.
إلى ذلك قصف الطيران الروسي أمس الاثنين مواقع لتنظيم الدولة في مدينة دير الزور (شرق سوريا).
ونقلت وكالات أنباء روسية عن وزارة الدفاع في روسيا أن ست قاذفات روسية إستراتيجية من طراز توبوليف-22 شنت ضربات جوية على أهداف لتنظيم الدولة الإسلامية قرب المدينة.
وذكر موقع "روسيا اليوم" أن القاذفات الروسية استهدفت مراكز قيادة ومستودعات أسلحة وذخيرة لمسلحي التنظيم.
وأشار إلى أن الطائرات الروسية دخلت عبر أجواء إيران والعراق، وأنها عادت إلى مطاراتها بعد تنفيذ المهمة بنجاح.
وتواصلت أمس الأول الاشتباكات بين تنظيم الدولة وقوات النظام بمحيط مطار دير الزور العسكري.
وعلى صعيد أخر فقد ساد التوتر الاجتماعات الفعلية في مفاوضات أستانا بشأن سوريا، التي بدأت مساء أمس الاثنين بين الوفود المشاركة بعد جلسة افتتاحية عند الظهيرة وتصريحات تلتها عبرت عن تباعد المواقف بين النظام والمعارضة.
وقالت مصادر إعلامية في أستانا إن الاجتماعات الفعلية بدأت مساء أمس الاثنين، وإن أجواء من التوتر تسود المفاوضات التي تعقد على مدى يومين (الاثنين والثلاثاء) عقب تصريحات وفدي المعارضة والنظام. وأضافت أن وفد المعارضة التقى المبعوث الأممي إلى سوريا ستفان دي ميستورا، الذي دعا الطرفين إلى القبول بآلية لمراقبة الهدنة.
وأكدت الفصائل السورية المسلحة أنها ستستأنف القتال إذا فشلت المفاوضات، وطالبت بوقف شامل لإطلاق النار في سوريا ورحيل نظام بشار الأسد ضمن أي تسوية سياسية، في حين تدعو مسودة البيان ختامي إلى إنشاء آلية روسية تركية إيرانية لمراقبة الهدنة الهشة السارية منذ نحو شهر.
وقال أسامة أبو زيد المتحدث باسم وفد الفصائل السورية في أستانا لوكالة الصحافة الفرنسية "إذا نجحت الطاولة نحن مع الطاولة، لكن إذا لم تنجح، للأسف لا يكون لنا خيار غير استمرار القتال".
وفي تصريحات منفصلة لوسائل الإعلام قال أبو زيد إنه جرى الاتفاق مع الجهات الضامنة بأن تكون هذه المرحلة لبحث تثبيت وقف إطلاق النار.
ووصف إيران بأنها دولة عدو ساهمت في التغيير الديمغرافي بسوريا، وارتكبت جرائم ضد الشعب السوري، مؤكدا أنه لا ينبغي القبول بدورها كبلد ضامن لأي اتفاق.
وكانت المصادر قد أفاد الليلة الماضية بأن وفد المعارضة رفض ذكر إيران في البيان الختامي بوصفها ضامنا لاتفاق الهدنة.
وفي كلمة ألقاها أمس الاثنين في افتتاح المفاوضات بالعاصمة الكزاخية طالب رئيس وفد الفصائل السورية محمد علوش بوقف فوري وشامل للعمليات العسكرية في كامل الأراضي السورية، وأضاف في كلمة ألقاها خلال الجلسة المغلقة وبثها ناشطون في الإنترنت بعد قطع البث التلفزيوني أنه لا بد من حل يؤدي إلى انتقال سياسي يبدأ برحيل الأسد ونظامه.
وطالب علوش في كلمته بضم المليشيات المسلحة التابعة لإيران مثل حزب الله اللبناني والمليشيات العراقية وغيرها إلى قائمة الكيانات الإرهابية في سوريا جنبا إلى جنب مع تنظيم الدولة الإسلامية. وقال إن وجود تلك المليشيات المقاتلة مع النظام يعرقل أي فرصة لوقف إطلاق النار في سوريا.
في الإطار نفسه، أكد مصدر بالمعارضة السورية أن روسيا وجهت تحذيرا صارما إلى النظام بوقف الأعمال القتالية في وادي بردى.
وقد حصلت بعض وسائل الإعلام على مسودة بيان الدول الراعية لمفاوضات أستانا، وأكدت روسيا وإيران وتركيا في هذه المسودة التزامها بسيادة واستقلال أراضي الجمهورية السورية "كجمهورية متعددة الإثنيات والأديان، وكدولة غير طائفية وديمقراطية وعلمانية".
وعبر البيان عن اقتناع الدول الثلاث بعدم وجود حل عسكري، وعن الرغبة في إحلال تسوية استنادا إلى القرار الدولي 2254، واستنادا إلى أن السوريين يقررون المرحلة الانتقالية السياسية التي وحدها تقود إلى حل النزاع في سوريا.
وشددت مسودة البيان على السعي لاتخاذ خطوات ملموسة للتأثير في الأطراف لتثبيت وقف إطلاق النار الموقع عليه في ديسمبر/كانون الأول الماضي عبر إنشاء آلية ثلاثية للمراقبة والحد من الانتهاكات. كما أكدت بناء الثقة وتأمين المساعدات الإنسانية بالتعاون مع مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
وعبرت كل من تركيا وروسيا وإيران عن رغبتها في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة فتح الشام وفصلهما عن فصائل المعارضة الأخرى، وقالت الدول الثلاث إن مفاوضات أستانا هي أرضية جيدة لحوار مباشر بين الحكومة والمعارضة.
كما أعلنت -في مسودة البيان- تأييدها رغبة فصائل المعارضة بالمشاركة في مفاوضات جنيف التي ستعقد في الثامن من فبراير/شباط القادم كحوار داخلي بين الأطراف السورية.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد