الحكم المحلي بإب .. عندما تغيب السلطة ويحضر الشيخ!!

2009-07-01 03:55:37


عبدالوارث النجري

وصل مؤخراً عدد وكلاء محافظة إب من مساعدين وغير مساعدين إلى أحدة عشر وكيلا ً تسعة مشائخ واثنين رعيه "ما لهمش" صلاحية ، كان هذا تعليق لأقدم وكيل في المحافظة ، ومع ذلك فإن الزائر لمبنى ديوان عام المحافظة نادراً ما يلاحظ حضوراً كاملاً لقيادة السلطة المحلية في المحافظة إلا أيام الاجتماعات أو المهرجانات أو الفعاليات الأخرى الرسمية، حتى اجتماعات المكتب التنفيذي فإنها ليست على انتظام، وأحياناً يقترح أصحاب الرأي والبطانة الناصحة عقد الاجتماعات في مكتب المحافظ أو ما يسمى بدار الضيافة - حسب ما ورد في الخطة الاستثمارية للعيد ال17 خاصة إذا كانت تلك الاجتماعات ذات حساسية أو حامية الوطيس حتى لا يستطيع بعض الصحفيين التسلل إلى قاعة الإجتماعات والاطلاع على ما يحدث ،لكن خلال هذا الأسبوع يلاحظ الزائر لمبنى ديوان المحافظة تواجد مكثف وشبه يومي للمشائخ والرعية أكثر من قيادات السلطة المحلية، حيث يحضر كل شيخ ومعه من "10-20" ما بين مشاريع ومرافق وغيرهم خاصة هذه الأيام بعد اتخاذ إجراءات بمنع وقف عمل الحفارات خاصة في منطقة السحول حيث كشفت هذه الإجراءات أن المستفيدين الحقيقيين من آبار السحول ال"150" بئر، هم المشائخ وليس الرعية وأصحاب مزارع القات ، الحضور بلا شك مكثف من قبل المشائخ وغياب ملحوظ لقيادة السلطة المحلية خاصة الوكلاء الأجلاء الذين تظل أبواب مكاتبهم مغلقة حتى إشعار آخر ، لكن البعض يرى أن إلتفاف المواطنين مؤخراً حول المشائخ والاستعانة بهم جاء بعد أن لاحظوا عجز وفشل أعضاء المجالس المحلية في المديريات وممثليها في المحافظة.

صحيح أن هذا الوضع هو السائد في مختلف محافظات الجمهورية،لكن حضور المشائخ في محافظة إب يطغى على كافة شؤون المحافظة وبصورة مكثفة فأعضاء المجلس المحلي بالمحافظة أكثر من النصف مشائخ وكذلك هو الحال بالنسبة للمجالس المحلية في المديريات وحتى أعضاء مجلس الشورى وحتى قيادات فروع الحزب الحاكم في المديريات إلى غير ذلك إلى أن وصلت المسميات كالآتي "العميد. . الشيخ عضو مجلس النواب،والعقيد الشيخ عضو المجلس المحلي ، واللواء الركن الشيخ عضو مجلس الشورى وهكذا" وما دام الوضع في هذه المحافظة كما سبق وخاصة بعد فشل المجالس المحلية السابقة واللاحقة في المحافظة والمديرايات في مهامها وواجباتها حسب قانون السلطة المحلية وأهمها عدم محاسبة الفاسدين لماذا لا يتحول الحكم المحلي في هذه المحافظة "الواسع أو الكامل الصلاحيات" إلى مشيخة بدلاً من المحليات "وعدال وهجر" وقبيلة بدلاً من المساءلة وسحب الثقة وغيرها وهذا ما ظل أبناء المحافظة يشكون منه خلال المائة السنة الماضية "قبل وبعد الثورة والوحدة" لذا فإن هناك من يرى في هذه المحافظة التمسك بالمركزية بدلاً عن المحلية في ظل غياب دور السلطة المحلية وحضور المشخية الممزوجة بالمحلية ، فالمركزية في نظرهم أهون من "مشيخة المحلية" كون الشيخ في بعض الأوقات يخاف من القرارات المركزية.

في معظم مديريات إب لا تزال "الدجاج والبيضة والبقرة ملكاً للشيخ" وحتى الأصوات الانتخابية وبسبب ذلك تولدت عقد لدى بعض المسيسين والمثقفين وحتى المشائخ أنفسهم ، فهذا يقول أصلي من برط وذاك يقول أصلنا من حاشد وثالث يقول نحن نقيله من وائلة، ومن وجهة نظري أرى أن غياب هيبة الدولة وقوة القانون هما سبب ما نحن عليه في إب البطلة وغيرها ولو كان النظام والقانون هما الفيصل في المعاملات والإجراءات داخل مختلف المرافق الحكومية ، لكن للأسف نجد أن الشيخ يتدخل حتى في مهام النيابات والمحاكم حيث لا تخلو أي مؤسسة أو مرفق حكومي من المحسوبية والمجاملات والمحابات،وهنا فقط يتعرض القانون للانتهاك واللوائح للتجاهل والإهمال وحينها تدخل الدولة في ارتباك ودوامة وعجز عن حماية الحقوق والحريات وحتى حماية قراراتها وخططها وبرامجها وهذا ما أوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد