أيهما التقية في سياسة أبوظبي.. الحرب على إيران في اليمن أم عودة العلاقات مع طهران

2019-08-01 07:06:58 أخبار اليوم/ خاص


استقبلت إيران- الثلاثاء- وفداً من دولة الإمارات العربية المتحدة، على الرغم من التوتر المتصاعد بين إيران من جهة، والولايات المتحدة الأميركية وحلفائها في الخلج العربية من جهة أخرى، لبحث قضايا التعاون الحدودي بين البلدين، رغم التوترات المتصاعدة في الخليج على وقع أزمات الناقلات والتصعيد الأميركي ضد طهران.
وأصدر الطرفان بيانا مشتركاً بعد لقاء بين قائد قوات حرس الحدود الإيراني قاسم رضائي، مع قائد قوات خفر السواحل الإماراتي محمد علي مصلح الأحبابي، نشرته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، مع إبراز صورة لهما وهما يتصافحان.
وبحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إيرنا"، فإن اللقاء تم بين خفر السواحل الإماراتيين بهدف "إعادة إحياء محادثات أمن الملاحة المتوقفة منذ العام 2013.
ونقلت الوكالة عن بيان لوزارة الخارجية الإيرانية، جاء فيها أن اللقاء جرى بين قائد قوات حرس الحدود الإيراني العميد قاسم رضائي وقائد خفر السواحل الإماراتي العميد محمد علي مصلح الأحبابي والوفد المرافق له، لـ"بحث سبل توسيع العلاقات الدبلوماسية وتعزيز أمن الحدود بين البلدين".
وأضافت إن "الاجتماع السادس المشترك لخفر السواحل بين إيران ووفد زائر، يضم سبعة أشخاص من الإمارات العربية المتحدة، سيعقد في طهران من أجل مناقشة التعاون الحدودي بين الدولتين".
وقال العميد رضائي: "موضوع حماية الحدود يحظى بأهمية خاصية ويشكل جسراً بين الجانبين، وأن النهوض بمستوى العلاقات الثنائية يسهم في توفير الأمن المستدام لشعبي البلدين"، بحسب ما نقلت عنه إرنا.
وأضاف: "منطقة الخليج الاستراتيجية وبحر عمان تعود إلى شعوبها؛ وينبغي لنا ألا نسمح لسائر الدول أن تمسّ بأمننا الإقليمي"، مشدداً على "ضرورة تعزيز التعاون في مجال إدارة الحدود المشتركة وتأمين هذه المنطقة".
وقال: "نستطيع- من خلال النهوض بمستوى التعاون الثنائي- أن نقيم ملتقيين سنوياً في طهران وأبوظبي، فضلاً عن لقاءات ميدانية في المناطق الحدودية بين قادة البلدين لاحتواء المشاكل الحدودية والعمل على حلها"، مضيفا: "رغم الفتن الراهنة في الدول المجاورة، لكن بلادنا آمنة تماما والشعور بالأمان يغمر الشعب على صعيد البلاد والمناطق الحدودية".
كما نقلت الوكالة عن المسؤول الإماراتي إشادته بـ"ريادة إيران في مكافحة تهريب المخدرات"، مؤكدا "ضرورة تعزيز العلاقات الحدودية بين البلدين".
وتابع: "إيران رائدة في مكافحة تهريب المخدرات، ونحن بوصفنا خفر السواحل الإماراتي، نثمن إجراءات الجمهورية الإسلامية في هذا الخصوص، والأمن الذي تنعم به إيران في ضوء حدودها المشتركة والممتدة بمساحة 8 آلاف و755 كم، يدل على أسلوبها الصحيح في إدارة مناطقها الحدودية".
وكشفت وسائل إعلام- في وقت سابق- أن هذا الوفد الأمني الإماراتي هو الثاني الذي يزور طهران في غضون أسبوعين، فقبله عقد وفد أمني إماراتي لقاءات مع مسؤولين إيرانيين في طهران، وكانت الرسائل الإيرانية واضحة وصريحة للجانب الإماراتي، وتضمنت تذكيراً بحالات تشير إلى أن الإمارات أصبحت مركزاً ومقراً لاستهداف الأمن القومي الإيراني، ومنها أن شبكة التجسس التي أعلنت طهران كشفها كانت تعمل من الإمارات، وأن الطائرة الأميركية المسيرة التي أسقطتها إيران انطلقت هي الأخرى من الإمارات.
وتصاعد التوتر في مياه الخليج في أعقاب سلسلة من الهجمات الغامضة على ناقلات قبالة ساحل دول الإمارات وخليج عمان.
يذكر أن الاجتماع المشترك الخامس لخفر السواحل الإيراني والإماراتي انعقد في طهران في أكتوبر/تشرين الأول 2013، حسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا).
هذا وتشهد العلاقات الإماراتية الإيرانية توتراً مستمراً بسبب الجزر الثلاث "طنب الكبرى" و"طنب الصغرى"، و"أبو موسى" المتنازع عليها بين أبوظبي وطهران، والتي تقول الأولى إنها محتلة من قبل الثانية.
لإمارات تعلق
إلى ذلك علقت وزارة الخارجية والتعاون الدولي بالإمارات، الأربعاء، على زيارة وفد عسكري إماراتي للعاصمة طهران، ولقاء مسؤولين إيرانيين هناك.
وقال مدير إدارة التعاون الأمني الدولية بوزارة الخارجية الإماراتية/ سالم محمد الزعابي، إن "الاجتماعي يأتي استكمالا للقاءات الدورية السابقة للجنة المشتركة بين البلدين، والتي تم تشكيلها لبحث مسائل تجاوز الصيادين للحدود البحرية للبلدين، وحل مسائل الإفراج عن المخالفين لقواعد الصيد، ومكافحة عمليات التهريب"، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الإماراتية "وام".
وأشار الزعابي إلى أن "الاجتماع يأتي أيضاً في سياق حرص الإمارات على شؤون مواطنيها، بمن فيهم الصيادون"، معربا عن ارتياحه للنتائج التي أسفر عنها الاجتماع، الذي اقتصر حسب جدول الأعمال على ما يتصل بشؤون الصيادين ووسائل الصيد المملوكة لهم.
وشدد المسؤول الإماراتي على أهمية هذه الاجتماعات، في ظل ما أسماها "الاحتياجات العملية" المتعلقة بالحدود البحرية بين البلدين.
*اليمن على طاولة التقاربات
على صعيد متصل بالشأن اليمني، قالت الرئاسة الإيرانية، الأربعاء، إن الإمارات العربية المتحدة "تقوم بإعادة النظر في نهجها الحاد تجاه اليمن".
جاء ذلك على لسان رئيس مكتب الرئاسة محمود واعظي، في تصريحات للصحفيين بالعاصمة طهران، الأربعاء، بحسب ما أفادت به وكالة "تسنيم" شبه الرسمية.
وحول عقد وفدي البلدين اجتماعا حول أمن الخليج، قال واعظي: "الإمارات تغير موقعها الحاد من اليمن".
وأشار إلى وجود اختلاف في وجهات النظر بين الإمارات والسعودية حول مسألة اليمن.
ولفت إلى أن الإمارات تشعر بالقلق بشأن أمن الخليج، مضيفا: "الإمارات تريد أن تبقى على اتصال مع إيران بشأن هذه المسألة (أمن الخليج)".
لم تعقب السلطات الإماراتية على ما ذكرته الوكالة الإيرانية.
في المقابل أعربت جماعة الحوثي الانقلابية عن ارتياحها للنتائج المترتبة، على زيارة وفد عسكري إماراتي لطهران أمس الثلاثاء، ولقائه بقيادات عسكرية إيرانية.
وقال عضو ما يعرف بالمجلس السياسي لجماعة الحوثي، "محمد علي الحوثي": إن" رسالة الإمارات من إيران رسالة إيجابية".
* طهران تشترط
في خضم التقاربات الإيرانية الخليجية أعلن وزير الخارجية الإيراني/ محمد جواد ظريف الأربعاء، استعداد بلاده للحوار مع السعودية، في حال كانت الأخيرة جاهزة لذلك.
وأضاف ظريف إنه "في حال غيرت السعودية والبحرين والإمارات سياساتها، وتوقفت عن التدخل في شؤون الدول الأخرى، فإننا مستعدون لإقامة علاقات جيدة معها".
وشدد على أن "باب الحوار مع دول الجوار مفتوح، وإيران لم ولن تغلقه مطلقا".
وهذا التصريح هو الثاني رداً على التصريحات التي أطلقها السفير السعودي لدى الأمم المتحدة بشأن الرغبة في إنهاء حرب اليمن ووصفتها الخارجية الإيرانية بـ"الإيجابية".
من جانبه قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية/ عباس الموسوي، في وقت سابق: إن "رد إيران سيكون إيجابياً على أي إشارة سعودية إيجابية"، مشيرا إلى أن بلاده "دعت مراراً وتكراراً إلى حل القضايا بين دول المنطقة من خلال الحوار ومن دون شروط مسبقة".
وأعرب الموسوي عن "ترحيب طهران بأي جهود للتقريب بين الدول الإسلامية، لأنها تعتقد أن هناك مصالح كبرى مشتركة"، مضيفا أن "هذه المصالح تتطلب من دول المنطقة أن تضع خلافاتها جانبا، بحيث تمنع الدول الأخرى وبعض الأنظمة غير الشرعية من استغلال هذه الخلافات والاستفادة من هذه الفجوة".

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد