"ضاحي خلفان".. فحص "البراز" لتحليل سياسة الإمارات

"يعقب مرحلة الخيانة الخوص عميقاً في إقامات العلاقات المحرمة وتلك المشبوهة، تليها مرحلة العهر السياسي".

2019-08-07 07:26:53 أخبار اليوم/ تقرير خاص


جملة تختزل هامش المناورة التحريضية، الذي تنامي بشكل غير مسبوق من قبل عويل البروباغندا الإعلامية لدولة الإمارات وأبواقها المدفوعة الأجر، عقب الهجمات المزدوجة التي تبنتها جماعة الحوثي الانقلابية، وتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في الأول والثاني من شهر آب/ أغسطس الحالي على العاصمة المؤقتة عدن، بطائرة مسيرة، ومركبة مفخخة، سقط خلاله أكثر من 50 قتيلاً من منتسبي الشرطة وقوات الحزام الأمني التابعة للإمارات، بينهم القيادي الكبير منير اليافعي (أبو اليمامة)، وعلى معسكر لقوات "الحزام الأمني" المدعومة من أبوظبي في محافظة أبين جنوبي اليمن.
بالتزامن مع تبني المتمردين الحوثيين وتنظيم "داعش" الإرهابي مسؤولية الهجمات، جهزت غرفة عمليات متخصصة من قبل حكومة أبوظبي وأدواتها جنوب اليمن، لحرف مسار الهجمات من باب التحريض المناطقي على كل شيء يشمل الجغرافيا الشمالية، وتحميلهم مسؤولية الاختلالات الأمنية التي تشهدها المدينة.
وبحسب تسريبات إعلامية فإن الخطة الإماراتية في جنوب اليمن ليس بمعزل عن التقاربات الأخيرة لها مع النظام الإيراني لإعادة صياغة المشهد الجنوبي، تستوعب تفاهماتها مع طهران، في ظل اندفاع الأول نحو الأخير والتخلي عن خطاب المواجهة معها.
فلسفة التقارب بين أبوظبي وطهران تكمن، في ضرب مشروع الوحدة اليمنية، من خلال تعمق الكراهية ضد المناطق الشمالية في الجنوبي اليمن، وإزاحة بعض القيادات الجنوبية الرافضة لفكرة التقارب بين الإمارات وإيران في الملف اليمني، والعمل على إبعاد الحكومة اليمنية من المشاهد السياسي والعسكري في شمال وجنوب اليمن.
التسريبات كشفت، أن الإمارات وحلفائها في المجلس الانتقالي الجنوبي، استطاعوا توظيف الهجمات، بما يتسق مع أجندة المرحلة الراهنة التي أعلنت فيها الإمارات إعادة تموضعها في سياق الحرب اليمنية؛ من المواجهة مع الحوثيين إلى دعم وإسناد الوحدات العسكرية المحلية التي تخدم المشروع الانفصالي.
الاستغلال الإماراتي جاء من خلال عويل بروباغنداتها الإعلامية وغطرسة أبواقها المأجورة والتي كانت تمهد لمشهد أمني ضبابي في المناطق الجنوبي، وتنبنئ بإحداث تحقق جزء منها في العاصمة المؤقتة عدن.
*البدايات
البدايات كانت مع تغريده الأكاديمي الإماراتي/ عبدالخالق عبدالله، المقرب من ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، على حسابه بموقع "تويتر/ مساء الأحد، "٢٨ يوليو ٢٠١٩"، قال فيها " لن يكون هناك يمن واحد موحد بعد اليوم".
تغريده الأكاديمي الإماراتي، استفزت ناشطين ومسؤولين يمنيين، ردوا بهجوم مضاد.
ثلاثة أيام فقط فصلت بين تغريده الأكاديمي الإماراتي عن نَّخْبُ التفاهمات المحرّمة بين الإمارات وإيران جنوب اليمن وأسفرت عن، سقوط أكثر من 50 قتيلاً من منتسبي الشرطة والحزام الأمني، بينهم القيادي الكبير بينهم القائد منير اليافعي (أبو اليمامة).
هجوم أخرى تبناه تنظيم الدولة "داعش" راح ضحيته 13 جنديًا من قوات الأمن في هجوم بسيارة مفخخة استهدفت مركز شرطة الشيخ عثمان شمالي مدينة عدن بينما كان الجنود يقفون في الطابور الصباحي.
عملية إضافية لتنظيم الدولة مساء الأحد، على معسكر للحزام الأمني في مديرية المحفد بمحافظة أبين المجاورة.
٣ أغسطس ٢٠١٩ تغريده أخرى للأكاديمي الإماراتي، "عبدالخالق عبدالله" مستشار ولي العهد الإماراتي، قال فيها، أن "الحرب في اليمن انتهت إماراتياً ويبقى إن تتوقف رسميا والإمارات ستضع من ألان فصاعدا كل ثقلها السياسي والدبلوماسي للدفع بالتسوية وتحقيق السلام للشعب لليمني الذي عانى كثيرا من انقلاب جماعة الحوثي المدعومة من إيران".
حديث الرجل عن توقف الحرب في اليمن ليس من نابع من رأي شخصي للرجل، فجميع تصريحات أدوات حكومة أبوظبي غير الرسمية تعبر عن سياستها الخارجية في المنطقة.
خطة السلام الإماراتية التي تروج لها البروباغندا الإعلامية التابعة لها بحسب مراقبين، تمهد لمرحلة جديدة في المناطق الجنوبية الخاضعة لسيطرتها، بما يتوافق مع المشروع الحوثي المدعوم إيرانياً، والعمل على إضعاف الشرعية وتآكلها وحتى إنهاء بقائها على الأرض كسلطة فعلية، في مقابل إحلال ميلشيات مسلحة جنوباً كبديل للسلطة التشريعية وإبقاء الشمال كأمر واقع تحت سلطة الانقلاب الحوثي، فتح نافذة الاعتراف بواقع تقسيم اليمن الذي باتت تفرضه ميلشيات الإمارات في الجنوب.
*فحص "البراز"
يعد مدير أمن شرطة دبي المقال "ضاحي خلفان" فحص "البراز" لتحليل سياسة الإمارات تجاه كثير من القضايا المتعلقة باليمن، بحسب سياسي يمني في الحكومة الشرعية.
في ٤ أغسطس ٢٠١٩، دشن "ضاحي خلفان" مرحلة التحريض الإماراتية ضد الحكومة اليمنية وبث سموم التحريض المناطقية بين المناطق الجنوبية والشمالية، على منصة التوصل الاجتماعية "تويتر" التي تعد مسرح السياسية الخارجية لدولة الإمارات الغير رسمية.
خلفان استهل حملته الممنهجة على الحكومة الشرعية بالقول، "إنهاء ما يسمى بشرعية عبد ربه العلاج الحقيقي لاستقلال الجنوب".
وأشار المغرد الإماراتي أن " انتهاء الحكومة الشرعية اليمنية يهيئ قادة الجنوب للإعلان بعودة بلادهم إلى ما كانت عليه جمهورية مستقلة ذات سيادة انفصالها عن الشمال...ويتم الاعتراف بعودة الروح الجنوبية إلى الجنوب العربي"، حسب وصفة.
وفي تغريده أعقبت التحريض على الحكومة الشرعية حاول خلفان، استمالة المناطق الجنوبية بالقول "التفريط في استقلال الجنوب تفريط في الأمن القومي العربي والخليجي".
في خضم التثوير الشعبي، التي تمارسه أبوق دولة الإمارات برر "ضاحي خلفان"، الممارسات المناطقية التي تشنها قوات مايعرف بالحزام الأمني في عدد من المناطق الجنوبية ضد أبناء المناطق الشمالية بالقول" من حق الجنوب إن يرحل أبناء الشمال في ظل الاعتداءات التي يقوم بها الشمال على مدن الجنوب ..ففي كل مرة تضبط جماعة بحوزتها ما يهدد أمن واستقرار الجنوب".
*عسكرة الجنوب
الرجل تحدث في احد تغريد عن سلاح الجو المسير الذي استخدمه المتمردون الحوثيون في استهداف معسكر الجلاء الخميس الماضي، وقال، "نحن نعلم تماما من أين يشتري علان وفلتان الطائرات المسيرة.. نشتريها ونعطيها للرجال في المقاومة "..
وأضاف "المفروض أن نشتري آلاف من الطائرات المسيرة لعدن...تضع فيها حمولتها وتضرب بها عدوها...المسألة بسبطة جدا".
بحسب مختصين فإن تداعيات حديث الرجل، وخاصة عدم تحديده من هو الطرف المعادي والذي اكتفى بالقول "عدوها"، يدل على مرحلة عسكرية قادمة تقودها الإمارات في حربها بالوكالة عبر اذرعها الناعم المجلس الانتقالي والخشنة (الأحزمة الأمنية والنخب العسكرية)، على الحكومة اليمنية لفرض معادلة الانفصال بالقوة إذا لزم الأمر.
من خلال توفير سلاح نوعي في جعبة أذرع الإمارات العسكرية تمكنهم من فرض معادلة عسكرية لصالحهم على حساب القوات الحكومية أو القوات السعودية التي بدأت في الانتشار في العاصمة المؤقتة عدن، واستنساخ التجربة الحوثية المدعومة من إيران في ضل مشروع التحريض القائم، وفي حال فشله.
المغرد الإماراتي المقرب من دوائر السياسية الإماراتية سبق وإن تحدث في 2 من أغسطس عن الدعم الإيراني للحوثيين بالصواريخ وتساءل عن عدم الدعم الإماراتي لأذرع الإمارات بنفس تلك الصواريخ؟
"إيران تعطي صواريخ للحوثي لضرب عدن فلماذا لا تعطى عدن صواريخ لتدك الحوثي ؟؟"
وتابع، " أن إعطاء صواريخ لعدن لترد بالمثل على الحوثي ستجعله يعرف ما معنى حصول الطرف الآخر على نفس السلاح".
التمادي من قبل الدولة الطارئة الإمارات وصل مرحلة التبجح والغطرسة التي تزيف التاريخ عبر بوقها الافتراضي "ضاحي خلفان" على تاريخ اليمن الحديث، الذي وصف بأن اليمن عبر التاريخ لم يكن بلد واحدا أو حاكما واحدا، وتناسى أمارات دولته المبعثرة التي تعود في الأصل إلى ساحل عمان، وحاول جمعها الاحتلال البريطاني يقول ناشطون.
*الخلاصة
تحاول الإمارات عبر أدواتها في الجنوب وأبواقها من أمثال مستشار ولي العهد "عبدالله عبدالخالق" و "ضاحي خلفان" التي تعد من الشخصيات المعبّرة عن إرادةً القيادة الحاكمة، وفحص "البراز" لتحليل سياسة الإمارات.
عويل هذه الأبواق هندسة نوع من الفتن العنصرية والمناطقية بين الشمال والجنوب، والتي استثنت أدوات الإمارات الشمالية المتواجدة جنوب اليمن، ممثلة بقوات "طارق عفاش" التي تنحدر معظمها من الشمال اليمني.
عويل وهرقطات أبواق أمراء أبوظبي ودبي عقب تفجيرات عدن الدامية الخميس الماضي وما أعقبها من أعمال عنصرية وانتهاكات مناطقية تشنها أذرعها هي أعمال مفتعلة، يصنف في خانة العهر السياسي، ويستوجب إعادة ضبط الرؤية لها من زاوية واقعية تسير إلى أن التفجيرين دبرا بهدف دفع العاصمة المؤقتة، لوضع استثنائي يسمح بتحركات تحمل بعدا شعبيا، ويتم توجيهها لفرض خيار الانفصال الفوضوي.
وتلك خطوة تمهيدية تقول مصادر سياسية، من المتوقع أن تتلوها خطوة أخرى لمواجهة ما تبقى للشرعية من أدوات عسكرية وأمنية وطرد المسؤولين والوزراء والقادة المحسوبين عليها، وصولا إلى فرض الانفصال عبر هذه الوسيلة من التثوير الشعبي.

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد