تقرير لجنة الخبراء الدوليين بشأن الانتهاكات في اليمن تنشره «أخبار اليوم» على حلقات..

انتهاكات وفظائع..تعذيب واغتصاب للمعتقـلين في السجون واستخدام النساء كرهائن

2019-12-04 06:37:02 أخبار اليوم/ متابعات

 

 

ح) الألغام الأرضية

 

  1. مع انسحاب مقاتلي الحوثيين- صالح من لحج وعدن، تركوا وراءهم الآلاف من الألغام الأرضية التي ظلّت وقت كتابة هذا التقرير تؤثّر سلباا على حياة المدنيين، بما في ذلك التسبّب في إصابات ووفيات257. وكمثال على حجم المشكلة، كما أوضح برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، تمت إزالة 16,198 لغما أرضيا مضادا للأفراد و 9,476 لغما أرضيا مضادا للمركبات في عدن خلال عام 2016 وحده258. تحّقق فريق الخبراء من 20 حادثة وقعت خلال الفترة من تموز/ يوليو 2015 – أيار/ مايو 2016 وأسفرت عن مقتل 35 مدنيا، من بينهم 11 طفلاا وامرأتان، وإصابة 26 مدنيا، بينهم خمسة أطفال وخمس نساء. في لحج، تمت إزالة 33 لغما أرضيا مضا ادا للأفراد و 692, 1 لغ اما أرضياا مضاادا للمركبات خلال عام 2016 وحده.259 حّقق فريق الخبراء في تسعة حوادث وقعت خلال الفترة من آب/ أغسطس 2015 – حزيران/ يونيو 2018 أودت بحياة رجلين وامرأة وأصابت ستة رجال وثلاث نساء وأربعة أطفال. تُعتبر الحالات التالية التي حقق فيها فريق الخبراء عينة تدل على أنماط الضرر الخطير الناجم عن هذه الألغام الأرضية بنوعيها ضد المركبات وضد الافراد في عدن ولحج.
 

حوادث قرب المطار - عدن 203.

 

سيطر مقاتلو الحوثيين - صالح على خورمكسر خلال الفترة من آذار/ مارس إلى تموز/ يوليو 2015. لم يكن معروفا قبل هذه الفترة أن المنطقة ملغّمة. مع انسحاب الحوثيين، زرعوا الألغام الأرضية في مناطق أثرت على المدنيين. في إحدى الحالات، في 27 تموز/ يوليو 2015، خرج مهندس إزالة الألغام من سيارة لالتقاط لغم. داس بقدمه اليمنى على لغم أرضي مضاد للأفراد انفجر فيه. نتيجة لذلك، فقد ساقه.كان اللغم الأرضي من نوع PPM2 الألماني المضاد للأفراد، وهو الأكثر شيواعا بين الألغام المزروعة260. بالإضافة إلى ذلك، في 29 أيلول/ سبتمبر 2015، أي اضا في المطار، بالقرب من مهبط الطائرات، في حوالي الساعة الثانية من بعد الظهر، انحرفت مركبة لإزالة الألغام تحمل ألغاما أرضية لم تنفجر عن الطريق الرئيسي وداست لغما أرضيا مضادا للمركبات261. ثلاثة مهندسين أصيبوا بجروح طفيفة وقُتل آخر. فقد السائق ساقه262. بالقرب من منطقة المطار أي اضا، انفجر لغم أرضي في 2 آب/ أغسطس 2016، عندما داس مهندس إزالة الألغام على لغم أرضي ألماني الصنع من نوع PPM2 مغطى بالكربون. فقد المهندس ساقه263.

 

منطقة اللحوم في دار سعد – عدن

 
  1. كانت منطقة اللحوم خاضعة لسيطرة مقاتلي الحوثيين - صالح خلال الفترة من آذار/ مارس إلى تموز / يوليه 2015. وتركوا الألغام الأرضية وراءهم أثناء انسحابهم. في 6 آب/ أغسطس 2015، قُتل ثلاثة مدنيين نازحين وُجرح آخر جراء انفجار لغم أرضي مضاد للمركبات في منطقة اللحوم في مديرية دار سعد264. كان الضحايا في سيارة متجهة نحو القرية، بينما كانوا في طريقهم لتفقد منازلهم.
 

عند الوصول مدخل القرية، أصطدمت العجلة الخلفية اليمنى للسيارة بلغم أرضي مضاد للمركبة. داخل المدينة الجديدة ، جزء من مجموعة هايل السعيد، المدينة الخضراء – عدن

 
  1. في 22 آب/ أغسطس 2015، في الساعة الثالثة والنصف من بعد الظهر، قتل لغم أرضي مضاد للمركبات ستة رجال وتسبّب بحروق شديدة في جسم رجل آخر. ووقع الحادث عندما دهست حافلة صغيرة تقل عمال مجموعة هايل السعيد لغما أرضيا مضادا للمركبات265.
 

كرش ، مديرية القبيطة - محافظة لحج

 

  1. مع انسحاب مقاتلي الحوثيين - صالح من منطقة جبل المشرقي، قاموا بزرع الألغام الأرضية والعبوات البدائية الصنع في أجزاء مختلفة من كرش، مديرية القبيطة266. نزح العديد من سكان كرش من المنطقة بحثاا عن الأمان. في إحدى الحالات، في 24 أيلول / سبتمبر 2015، في قرية جبل المشرقي في حي كرش، مديرية قبيطة، لحج، داس طفل يبلغ من العمر 13 عاما على لغم أرضي مضاد للأفراد بالقرب من منزله عندما كان عائدا من الصلاة. أدى الانفجار إلى فقدان ساقه اليمنى. بعد الحادث،نزحت الأسرة إلى منطقة المقيطره، في مديرية تبن.
 
  1. استمرت المخاطر التي تشكلها الألغام الأرضية. على سبيل المثال، في 12 شباط (فبراير)

2018، في منطقة الحويمي أي اضا فيكرش267، داس شاب يبلغ من العمر 21 عااما على لغم تسبب في بتر ساقه اليسرى. قبل الحادث، كان يعمل كحارس لمبنى، لكن بعد إصابته لم يتمكن من العثور على

عمل268.

 
  1. لا يحظر القانون الإنساني الدولي العرفي استخدام الألغام الأرضية بحد ذاتها، إنما يقيّد استخدامها. تبعا لذلك، يجب توخي الحذر الشديد من جانب أطراف النزاع لتقليل الآثار العشوائية للألغام الأرضية.
 
  1. لدى فريق الخبراء أسباب وجيهة للاعتقاد بأن مقاتلي الحوثي-صالح استخدموا الألغام الأرضية المضادة للأفراد والمضادة للمركبات في انتهاك للقانون الدولي الإنساني لا سيما في الطريقة التي تم بها وضع الألغام في مواقع غير محددة يرتادها المدنيون، ومن دون سابق إنذار، مما جعل استخدامها عشوائياا. ُيحظر استخدام الألغام المضادة للأفراد بموجب اتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد والتي اليمن هو طرف فيها والتي إعترفت بها سلطات الأمر الواقع.
 

ب. عدن والجنوب (2016- 2019)

 

  1. 210. يوثق هذا الفصل الاعتقالات التعسفية والقتل التعسفي والقيود على حرية التعبير والعنف الجنسي المرتكبة خلال عامي 2018-2019 في المناطق التي مارست كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والمجلس الانتقالي الجنوبي والحزام الأمني وسلطات حكومة اليمن سيطرتها عليها في عدن ولحج وأبين وشبوة وحضرموت، وكذلك الأجزاء الجنوبية من محافظتي الضالع وتعز. كما ويبرز حوادث انتهاكات حقوق الإنسان التي وقعت سابقاكلما تطلب الامر ذلك لتوضيح أنماط الانتهاكات.
 
  1. السياق
  2. منذ نهاية الحرب الأهلية الأولى في اليمن عام 1994 ، كانت الأراضي السابقة في جنوب اليمن مستقطبة سياسيا بين أولئك الذين يدعمون والذين يعارضون الإنفصال. في عام 2007 ، تشكلت الحركة الجنوبية ، المعروفة أي اضا باسم الحراك الجنوبي ، للدعوة إلى الاستقلال. في عام 2011، شارك الحراك الجنوبي في المظاهرات المؤيدة للديمقراطية التي أنهت حكم علي عبد الله صالح وشارك أيضا في مؤتمر الحوار الوطني في 2013-2014. في آذار/مارس 2015 ، اثناء هجوم مقاتلي الحوثي - صالح على مناطق الجنوب ، بما في ذلك عدن ، اندمج الحراك الجنوبي مع قوات المقاومة والقوات الحكومية التي تعارض تقدم قوات الحوثي-صالح. ُشكلت المقاومة من رجال وفتيان لا تتجاوز أعمارهم 15 عااما من مختلف الانتماءات، بما في ذلك المدنيون المحليون، والحراك الجنوبي، وميليشيات اللجان الشعبية التي سبق وأن دعمت الحكومة في حربها ضد القاعدة في جزيرة العرب، كما اشتملت المقاومة على السلفيين، وحزب الإصلاح، ومقاتلين يتبعوا الدولة الإسلامية. من أبريل 2015 ، تم تنظيم وتجهيز وتمويل المقاومة من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة تحت القيادة الاستراتيجية لقائد التحالف الاماراتي270. أولئك الذين أصبحوا فيما بعد قادة المجلس الانتقالي الجنوبي والحزام الأمني واللذين اكتسبوا شهرة في القتال خلال المقاومة.
 
  1. بحلول آب /أغسطس 2015، أجبرت الهجمات المضادة الذي قامت به المقاومة والقوات التي تقودها السعودية-الامارات العربية المتحدة مقاتلي الحوثيين-صالح على الانسحاب من عدن ولحج وأبين وشبوة وحضرموت وجنوب تعز. في أعقاب هذا، حدث فراغ أمني. لقد انهار التحالف داخل قوات المقاومة، ويرجع ذلك جزئياا إلى الاختلافات في الرأي بين الجماعات التي تتألف منها المقاومة حول الانفصال وكذلك مدى قربها من التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. أدت المصادمات داخل المقاومة إلى الانقسام، حيث انحازت إحدى المجموعات إلى الحكومة، والأخرى مع الإمارات العربية المتحدة. عانت الحركة الجنوبية من فجوة مماثلة بين مؤيدي الإمارات وخصومها. وقد استغلت هذه الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب وتنظيم الدولة الإسلامية هذا الوضع وقيل إنهم قاموا بعمليات الخطف والقتل التعسفي والتفجيرات.
 
  1. في أكتوبر 2015 ، توصلت دولة الإمارات العربية المتحدة والحكومة اليمنية إلى اتفاق يقضي بتبديل قوات الإمارات العربية المتحدة في اليمن كل ستة أشهر، بشرط أن يعين الرئيس هادي اللواء عيدروس قاسم الزبيدي محافظا لعدن والشيخ السلفي هاني بن بريك وزيرا للدولة، واللواء شلال علي شايع مديرا لأمن عدن271.
 
  1. في الفترة بين تشرين الاول/أكتوبر 2015 وحزيران/ يونيو 2019، تم تنظيم ما لا يقل عن 30000 من مقاتلي المقاومة من عدن والضالع وأبين ولحج في قوات الحزام الأمني، التي تم تجهيزها وتدريبها وتمويلها من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة272. خلال نفس الفترة، قامت دولة الإمارات العربية المتحدة بتأسيس وتجنيد ودعم النخبة الشبوانية في محافظة شبوة والنخبة الحضرمية في النصف الجنوبي/ الساحل من محافظة حضرموت. وكانت الغاية المعلنه لهذه الجماعات المسلحة هي إرساء الأمن في مناطق عملياتها. بحلول نهاية عام 2016 ، كانت قوات الإمارات العربية المتحدة والقوات المدعومة من الإمارات العربية المتحدة قد سيطرت بشكل عام على معظم عدن ولحج وابين وشبوة وجنوب حضرموت، وتم طرد تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية إلى حد كبير273.
 
  1. وقامت الحكومة أي اضا بإدراج مجموعات المقاومة المحلية الأخرى في القوات المسلحة الحكومية، التي احتفظت جنباا إلى جنب مع القوات النظامية الأخرى بالسيطرة على مناطق تشمل جنوب تعز، الضالع، وشمال حضرموت.
 
  1. بين شباط/فبراير وأيار/مايو 2017 ، قاتلت الإمارات العربية المتحدة وقوات الحزام الأمني ضد القوات الحكومية للسيطرة على مطار عدن. ونتيجة لذلك، في 27 أبريل 2017 ، أعفى الرئيس هادي وزير الدولة هاني بن بريك والمحافظ عدروس الزبيدي من منصبيهما. تم إعفاء قادة الحزام الأمني والمقاتلين الذين تجاهلو أوامر الإمارات العربية المتحدة بمهاجمة القوات الحكومية، وانضم بعضهم إلى القوات الحكومية. وكان بعضهم ضحايا لهجمات انتقامية قام بها الحزام الأمني والجماعات المرتبطة نتيجة لذلك274. كان هناك عدد من المظاهرات ضد الحكومة للمطالبه باستقلال جنوب اليمن. في 11 أيار/مايو 2017، أسس هاني بن بريك والزبيدي ، مع 10 سياسيين آخرين ، المجلس الانتقالي الجنوبي، زاعمين أنه الممثل الشرعي لليمنيين الجنوبيين.
 
  1. فيكانون الثاني (يناير) 2018 ، أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي علانية أنه سيشن انقلاابا ، بعد ذلك هاجمت قوات الحزام الأمني المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في عدن. اعترف الرئيس هادي علنا بمحاولة الانقلاب. بحلول 30 يناير 2018 ، أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي النصر في عدن ، مع سيطرة الحزام الأمني سيطرة كاملة على المحافظة. فر وزراء الحكومة من البلاد وانسحبت القوات المسلحة اليمنية (الالوية الرئاسية) من جميع مناطق عدن باستثناء القصر الرئاسي وقاعدتين عسكريتين. صرح هاني بن بريك في وقت لاحق أن هذه الهجمات كانت بناءاا على أوامر من قبل التحالف275. في أيار/مايو 2018، أنشأت الحكومة المجلس الوطني الجنوبي، بزعم تمثيل مصالح ابناء الجنوب، كرد على المجلس الانتقالي الجنوبي. في شهري تموز/يوليو وتشرين الأول/أكتوبر 2018، أصدر المجلس الانتقالي الجنوبي تصريحات بأن الحكومة كانت معادية للجنوب، وأعلن انقلاابا وشي اكا إذا لم تتنازل الحكومة، ودعا إلى انتفاضة شعبية.
 
  1. في أيلول/سبتمبر 2018 ، صرح هاني بن بريك علناا بأن قوات المجلس الانتقالي الجنوبي تتألف من "قوات المقاومة العسكرية" تحت القيادة العملياتية للتحالف276. في 1 تشرين الاول/نوفمبر 2018، افتتح المجلس الانتقالي الجنوبي الجمعية الوطنية الجنوبية ، وهي هيئة تشريعية تضم 303 ممثلين في جميع أنحاء جنوب اليمن. منذ ذلك الحين ، افتتح المجلس الجنوبي الانتقالي ، الذي يزعم أنه "حرر" أي اضا شبوة وحضرموت ، مكاتب تمثيلية أجنبية ، وطور وجوادا إعلامياا وصورة عامة على المستوى الدولي.
 
  1. في نيسان أبريل 2019، التقى البرلمان اليمني لأول مرة منذ آذار/مارس 2015 في سيئون، حضرموت. في تموز/يوليو 2019، أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة سحب معظم قواتها من الجبهات مع الحوثيين، لكنها أعادت تأكيد عزمها على استمرار وجودها في عدن والمحافظات الجنوبية ، ودعمها للحزام الأمني وقوات النخبة الشبوانية والحضرميه .
 
  1. 2 . الانتهاكات المتعلقة بالاعتقال: الاعتقال التعسفي والاختفاء القسري والتعذيب وسوء المعاملة

 

  1. وجد فريق الخبراء في تقريره لعام 2018 أسباابا معقولة للاعتقاد بأن الإمارات العربية المتحدة والحزام الأمني والنخبه الشبوانية قاموا بين عامي 2016 و أيار/مايو 2018 بادارة شبكة من مرافق الاعتقال غير الرسمية، بما في ذلك المنشآت المعروفة باسم "بير أحمد 1" ، "بير أحمد 2"277، منشآت في قاعدة البريقه التابعه للتحالف وقاعدة الريان الجوية التابعه للتحالف في محافظة حضرموت. ووجد الفريق كذلك أنه داخل هذه المرافق ، حدث اعتقال تعسفي وتعذيب بما في ذلك العنف الجنسي.
 
  1. في الفترة 2018-2019 ، وثق الفريق استمرار أنماط الاعتقال التعسفي والاختفاء القسري والتعذيب والعنف الجنسي في نفس المنشئات، وواصل توسيع نطاق تحقيقاته لفحص منشأت أخرى تتعلق بنظام الاعتقال الذي توجد فيه هذه المرافق. وجد الفريق أن مرفق الاعتقال السري في قاعدة البريقه للتحالف (سيشار اليها لاحقا باسم "البريقة") ومرفق اعتقال بير أحمد 2 (سيشار له لاحقا باسم "بير أحمد 2") يعملان كمحور، حيث يتم نقل المحتجزين من مواقع التجميع الى الاعتقال لمدة اطول. في حالة مرفق البريقة، وجد الفريق كذلك أنه تم استخدامه للتحقيق والتعذيب والعنف الجنسي. كان بير أحمد 2 ومرفق البريقة بمثابة نقطة انطلاق للمعتلقين إلى مرافق أخرى في حضرموت 278 وعصب في

إريتريا279 .

 
  1. في جميع الحالات التي حقق فيها الفريق تقريباا، لم يكن هناك دليل على وجود إجراءات قانونية رسمية أو الحصول على تمثيل قانوني280. في معظم الحالات التي تم التحقيق فيها، كان المعتقلون إما قادة مقاومة، او جنود وضباط في القوات المسلحة اليمنية، او "شماليين"، او نشطاء حقوق الإنسان، اوصحفيين أو مرتبطين بزعماء دينيين .
 

. أ) مركز الاعتقال التابع لقاعدة البريقه، عدن

 

  1. 223. تعمل قاعدة التحالف البريقه كمقر قيادة للتحالف في اليمن ، وتسيطر عليها دولة الإمارات العربية المتحدة282. تقع في منطقة البريقة في محافظة عدن ، وقد تم تأسيسها في عام 2015 في بداية تدخل التحالف في النزاع 283. داخل حدود القاعدة ، يدير التحالف مركز اعتقال سري. حقق الفريق في الحالات التي نُقل فيها المعتقلون بشكل روتيني مباشرة إلى البريقة ، أو نُقلوا من بير أحمد 2 ، لفترات تتراوح بين بضعة أيام إلى 10 أشهر،284 قبل نقلهم إلى بير أحمد 2. بقي المعتقلون في الحبس الانفرادي. ونتيجة لذلك ، لم يتمكن الفريق من تحديد عدد المعتقلين في المرفق. يحتوي الموقع على مبان متعددة بها عدة زنازين قائمة بذاتها وغرف احتجاز واستجواب. في أكثر من 14 حالة منفصلة تم التحقيق فيها بين عام 2017 وأيار/مايو 2019، بما في ذلك صبي واحد، كان المعتقلون من مقاتلي المقاومة السابقين، والجنود الحكوميين، ونشطاء حقوق الإنسان. يُعتقد أن عينة الحالات التي تم التحقيق فيها تمثل نبذه عن الحجم الحقيقي للانتهاكات التي تحدث هناك وخطورتها.
 
  1. في البريقة، ظل جميع المعتقلين في الحبس الانفرادي. ثم نُقلوا إلى غرف محددة ، يشار إليها من قبل أفراد عسكريين من الإمارات العربية المتحدة على أنها "غرفة التعذيب" أو "غرفة الأحلام" وتعرضوا المعتقلين للاستجواب المطول والتعذيب على أيدي أفراد عسكريين من الإمارات العربية المتحدة على مدار عدة ساعات ، وغالبا ما يتكرر ذلك لعدد من الأيام أو الأسابيع أو الأشهر. جميع المعتقلين كانوا مكبلي الأيدي وُعصبت أعينهم أثناء استجوابهمكوسيلة لإحباطهم وتعطيلهم. في هذه الاستجوابات ، قام أفراد من جيش الإمارات العربية المتحدة بممارسة التعذيب والتهديدات والعنف الجنسي. وقد طبقوا ذلك عن قصد من أجل إذلال المحتجزين ووصمهم بالعار وإكراههم على الاعتراف أو تجنيدهم بالقوة. شمل التعذيب الصعق بالكهرباء، والتعليق من السقف لفترات طويلة، والضرب المتكرر بالكابلات

المعدنية، وإزالة أصابع القدم والأظافر، والعري القسري، والاغتصاب، والاعتداء الجنسي .

  1. وثّق فريق الخبراء حالات العنف الجنسي في مركز الاعتقال في البريقة بين عامي 2017 و2019. ووثق فريق الخبراء اغتصاب ستة رجال وصبي واحد بالإضافة إلى حالات اعتداءات جنسية وعري قسري أخرى. في عدد من الحالات، تم اغتصاب الضحايا عدة مرات. ارتكب الأفراد العسكريون في الإمارات العربية المتحدة اغتصاابا شفهياا وشرجيا بأشياء وبالعضو الذكري. وشمل ذلك الاغتصاب الجماعي على أيدي أفراد عسكريين متعددين. في جميع الحالات، استخدم العنف الجنسي كأسلوب استجواب وتعذيب. وذكر المعتقلون أن العنف والتهديدات المستخدمة تتصاعد وأن التهديد النهائي هو الاغتصاب. عندما لم ينجح الأفراد العسكريون في الإمارات العربية المتحدة في تحقيق

أهدافهم بوسائل أخرى، قاموا باغتصاب الضحايا أو الاعتداء عليهم جنسيا.

 

ب) معتقل بير أحمد 2 ، عدن

 

  1. مرفق الاعتقال في بير أحمد 2 هو ثاني أكبر مركز اعتقال في محافظة عدن بعد سجن المنصورة المركزي الذي تديره الحكومة اليمنية. يقع بير أحمد 2 في مديرية البريقة286 على بعد حوالي 2.5 كم شمال قاعدة البريقة العسكرية التابعه للتحالف-الإمارات العربية المتحدة ، وعلى بعد 10 كم شرق مدينة عدن. شيدت الإمارات العربية المتحدة بير أحمد 2 وبدأ تشغيله في 12 تشرين الثاني /نوفمبر 2017. 287 نفذت قوات الحزام الأمني، وغالباا وحدة مكافحة الإرهاب، جميع عمليات اعتقال المعتقلين المحتجزين في بير أحمد 2 ، والبريقة ، ومواقع غير الرسمية اخرى في عدن سيتم التطرق لها لاحقا. كما نفذت كتائب أبو العباس288 المدعومة من الإمارات العربية المتحدة وقوات النخبه الشبوانيه والنخبة الحضرميه توقيف معتقلين في المرافق.
 
  1. في 30 حزيران/ يونيو 2019 ، تم احتجاز حوالي 157 رجلاا وصبياا في بير أحمد 2. وتم احتجاز معظمهم بصورة تعسفية لفترات تتراوح بين 4 أشهر وسنتين ونصف289 ، بينما اختفى آخرون، الذين كانت المجموعة على علم أنهم كانوا محتجزين هناك ساباقا ، لأكثر من عام290. ويشمل المعتقلون البالغ عددهم 157 محتجازا 65 من المقاتلين الحوثيين السابقين (بما في ذلك 11 صبيا على الأقل) ، والمحتجزين منذ عام 2015 والذين لم يتم توجيه تهم إليهم أو اتهامهم رسمياكما هو مطلوب بموجب قانون العقوبات العسكري والقانون الدولي. أحبطت الجهود الحكومية الرامية إلى توجيه الاتهامات من قبل أولئك الذين يسيطرون على السجن. لا يزال بعض المقاتلين الحوثيين السابقين محتجزين في قبو تحت الأرض منفصل عن المعتقلين في المنشأة الرئيسية. في عام 2018، وثق الفريق 71 من المقاتلين الحوثيين السابقين في المرفق، وترك ستة في عداد المفقودين.
 
  1. في بير أحمد 2، استمر الحبس الانفرادي وضرب المعتقلين، تعرض للحبس الانفرادي أو النقل إلى البريقه المعتقلين البارزين "المناهضين لدولة الإمارات العربية المتحدة"، بمن فيهم النشطاء وأفراد القوات المسلحة اليمنية291. كما ورد في تقرير الفريق لعام 2018، في بير أحمد 2 في تشرين الثاني /نوفمبر إلى مارس 2018، قام أفراد عسكريون من الإمارات العربية المتحدة بتعريه ما يقارب 200 معتقل ووقوفهم عراه أمام بعضهم البعض ونفذوا عمليات بحث عن الهواتف المحمولة. تعرض العديد من المعتقلين للاغتصاب رقميا (بالاصابع) واغتصابهم بالعصي والأدوات على أيدي الحراس أثناء عمليات التفتيش هذه.292 في وقت كتابة هذا التقرير، كانت زيارات مرفق الاحتجاز لا تزال محظورة على العائلات للتواصل مع المعتلقين. وقد قوبلت النساء من أقارب المعتقلين الذين تظاهروا ضد هذا الحظر بالعنف293. تزامن ذلك مع وصول حراس الحزام الأمني الجدد في آذار/مارس 2019 والذين داهموا زنزانات المعتقلين وهاجموهم في أكثر من مناسبة أثناء البحث عن الهواتف المحمولة. إن الوضع الحالي في بير أحمد 2 ، بما في ذلك مداهمات قام بها أفراد الحزام الأمني لأسباب مماثلة، وغياب أي إشراف على المنشأة من قبل الحكومة اليمنية يعرض المعتقلين باستمرار لخطر التعذيب بالاضافة الى العنف الجنسي.
 
  1. في 20 تموز / يوليو 2019 ، أُفرج عن 13 من المعتقلين الـ 157 المذكورين أعلاه المحتجزين في بير أحمد 2. علما بان المدعي العام قد أمر بالإفراج عن بعضهم قبل ستة أشهر، ظل المحتجزون خلال تلك الفتره يتعرضون لمعاملة سيئة. وقد ظل هؤلاء المعتقلون محتجزين لأكثر من عام، ويقال إنه في بعض الحالات يصل إلى أربع سنوات294 .
 
  1. رغم أن الحكومة قد صرحت علانية في بعض الأحيان بأنها تسيطر على المرفق، فقد ذكرت في بعض الأحيان أنها لا تسيطر عليه. وفاقا لأدلة موثوقة، من الواضح أن وزارة الداخلية ووزارة الدفاع والقضاء والمدعي العام ليست لهم سيطرة فعلية على الاعتقال والإفراج عنهم في بير أحمد الثاني. بدلاا من ذلك، لا يمكن الموافقة على الإفراج إلا من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة295 .
  

 ج) منشآت الحزام الأمني غير الرسمية، عدن

 
  1. منشأت الحزام الأمني غير الرسمية التي استمرت في العمل حتى وقت كتابة هذا التقرير، تشمل ما

يلي: مرفق وحدة مكافحة الإرهاب في قاعة الرقص في وضاح في التواهي؛ مقر إقامة اللواء شلال علي

الشايع في جولدمور في التواهي؛ مديرية الأمن وإدارة البحث الجنائي في خور مكسر؛ معسكر الحزام

الأمني للواء الأول في معسكر الجلاء بحي البريقة؛ ومخيم 20 في كريتر296. مرفق معسكر الحزام الأمني في 297

7 أكتوبر في زنجبار في أبين الذي لا زال عاملاا . تشمل المرافق الأخرى التي لم يتم الإبلاغ عنها مسباقا من قبل الفريق نادي الضباط في جزيرة العمال في خور مكسر 298.ومعسكر اللواء الخامس في الحبيلين في لحج299 .

 
  1. وفي هذه المرافق، استخدم التعذيب وسوء المعاملة ضد المعتقلين خلال الفترة 2018- 300.2019 ونتيجة للتعذيب ، أصبح أحد المعتقلين مكفوفاا، وتوفي آخر، وأصيب آخرون بأمراض.

في بعض الحالات، تم إطلاق سراح المحتجزين بعد تعذيبهم. وفي حالات أخرى ، نُقلوا إلى بريقه أو بير أٔحمد302.

 

"كل يومكان هناك روتين عشوائي من التعذيب. صعقونا، وأنزلوا علينا الماء البارد ، وجعلونا نزحف بين الأوساخ عارين والحجارة على ظهرنا ، وعلقونا من ذراعينا وساقينا ، وعصبت أعيننا في عمليات إعدام وهمية حيث قالوا لنا أننا على وشك الموت" .                                 

   رجل ضحية الاختفاء والتعذيب303

 

 

د) معتقلات الريان والمنورة ، المكلا ، محافظة حضرموت

 

  1. 233. يقع مركز اعتقال الريان داخل قاعدة الريان الجوية التابعة للإمارات العربية المتحدة، على بعد 30 كم شرق مدينة المكلا. تقع مدينة المكلا في النصف الجنوبي من محافظة حضرموت، وهي منطقة بالكامل تحت سيطرة الإمارات العربية المتحدة والنخبة الحضرميه. أحدث الادله الاساسيه المتعلقه بالاعتقال التي حصل عليها الفريق يشير إلى أن منشأة الريان لا زالت تعمل في آب/أغسطس 2018. في تلك المرحلة،كان لا يزال هناك محتجزون، وكان بعضهم هناك لمدة عام وثمانية أشهر من دون توجيه تهم إليهم304. هناك أي اضا تقارير عن معتقلين موجودين وغيرهم ممن اختفوا هناك مؤخارا بحلول نهاية عام 2018 والتي لم يستكمل الفريق تحقيقاته في وقتكتابة هذا التقرير.
 
  1. يقع سجن المنورة المركزي في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت. تم افتتاح المرفق في تشرين الاول/نوفمبر 2017. محافظ حضرموت ومدير الأمن، يديران كل من النخبة الحضرميه المدعومة من الإمارات وسجن المنورة المركزي305. قبل أيار/ مايو 2018، أفاد شهود بأن قوات الإمارات العربية المتحدة احتفظت ببعض السيطرة على المنشأة. حقيقة أنه في العام 2019، بقي المحتجزون في المرفق حتى بعد أن أمر المدعي العام بإطلاق سراحهم، وفي بعض الحالات بعد أكثر من عام، تدعم التقارير التي تفيد بأن المرفق لا يخضع بالكامل لسيطرة الحكومة اليمنية. بالنظر إلى تأثير دولة الإمارات العربية المتحدة على أولئك الذين يسيطرون على المنشأة، يعتقد الفريق أنها لا تزال تحتفظ ببعض التحكم في المنشأة306 .
 
  1. في نيسان / أبريل 2019، استمرت النخبة الحضرمية في احتجاز الأفراد بصورة تعسفية، بمن فيهم بعض الصبية لا تتجاوز أعمارهم 16 عااما والذين يُعتقد أنهم معارضون لدولة الإمارات العربية المتحدة. يقال ان هناك ما يقارب 120 محتجازا بمن فيهم نشطاء حقوق الإنسان نُقلوا إلى سجن المنورة المركزي من الريان والذين ظلوا محتجزين لمدة تصل إلى ثلاث سنوات دون تهمة أو محاكمة.
 
  1. لم يتلق الفريق تقارير عن سوء المعاملة أو التعذيب في سجن المنورة. تم السماح بالزيارة والاتصال بشكل منتظم. بالإضافة إلى ذلك، فإن نقل بعض المعتقلين من الريان إلى المنشأة الحكومية الرسمية في المنورة لمقاضاتهم ، والبعض الآخر إلى المرافق المحلية ، وقبول بعض قرارات المدعي العام ، هي تطورات إيجابية.
 

هـ) معسكر لواء الشهداء ، ومخيم الحوطة وعزان ، وقاعدة التحالف بلحاف ، شبوة

 

  1. تسيطر قوات النخبة الشبوانيه على مرافق الاعتقال في معسكر لواء الشهداء في عتق308، وفي مخيم الحوطة على بعد 5 كم شمال عزان309. وقد استخدموا أي اضا مواقع مخصصة أخرى للاعتقال، بما في ذلك معسكر سيفين-وان الواقع بالقرب من عزان. معسكر لواء الشهداء هو مقر نخبة شبوة ، ومخيم الحوطة هو مقرهم في المناطق الجنوبية الشرقية من شبوة. في جميع الحالات التي حقق فيها الفريق أو أبلغ عنها ، أجرت قوات النخبه الشبوانيه الاعتقالات وكان الحراس في هذه المنشآت. في شبوة ، يوجد أيضاً مرفق اعتقال في قاعدة التحالف بلحاف التي تسيطر عليها الإمارات العربية المتحدة .
 
  1. معسكر لواء الشهداء هو كلية سابقة تم تغيير الغايه من استخدامها. تم احتجاز المعتقلين هناك في مبنى من طابق واحد على مشارف الكلية وهي عباره عن مستودع معدني. تم احتجاز 5 إلى 7 معتقلين في كل غرفة في عدة غرف311. عدد المعتقلين في معسكرات الشهداء وعزان غير معروف. في عام 2019، احتُجز أحد المعتقلين في معسكر عزان الحوطة في حاوية معدنية وقد رأى معتقلين آخرين في مكان قريب.
 
  1. المعتقلين يتم اعتقالهم من قبل النخبة الشبوانية ويتم اقتيادهم إلى هذه المعسكرات حيث يمكثوا لمدة قد تصل إلى أسبوعين قبل ان يتم الإفراج عنهم أو الوفاة في الحجز أو نقلهم إلى قاعدة التحالف بلحاف أو سجن المكلا المركزي أو مرافق في عدن313. اختفى المعتقلون المنقولون لفترات طويلة من الاحتجاز لمدة تتراوح بين عام ونصف وعامين314. وفي جميع الحالات ، احتُجزوا بمعزل عن العالم الخارجي ، ودون تهمة رسمية أو إجراءات قانونية. وكان من بين المعتقلين أولئك الذين انتقدوا الإمارات العربية المتحدة والمجلس الانتقالي الجنوبي علانيةا ، والذين لهم صلات واضحة بقطر ، وغيرهم بناءا على المظالم المحلية مع النخبة الشبوانية. تعرض المعتقلون للتعذيب داخل معسكرات النخبة الشبوانية وخارجها من خلال الضرب بالكابلات والبنادق، والحرق، وفي حالتين مات المعتقلون بعد تعذيبهم وأصيبوا بجروح خطيرة في الحجز.
 

 و) معتقل الطين، سيئون

 

  1. مركز احتجاز الطين هو مرفق سري صغير يقع جنوب مدينة سيئون داخل مقر القوات المسلحة اليمنية في المنطقة العسكرية الأولى316. يقع على بعد 50 م اترا إلى الشرق من السجن العسكري الأكبر، والذي يقع أي اضا داخل مقر المنطقة العسكرية الأولى. 317 كان الطين في السابق سجنا قديما قبل أن يتم التخلي عنه عام 2006 لصالح السجن العسكري. في عام 2016 ، أعادت المملكة العربية السعودية إنشاء معتقل الطين ، وبعد ذلك تم بناء جدار يفصله عن السجن العسكري.318 تقع هذه المنشآت في النصف الشمالي من محافظة حضرموت، وهي منطقة تقع بالكامل تحت سيطرة الحكومة والقوات المسلحة السعودية. الرسم البياني أدناه للمنشأة بني على أدلة موثوقة وتحليل صور الأقمار الصناعية.
  1. أوقفت القوات المسلحة اليمنية التابعه للمنطقة العسكرية الأولى جميع المعتقلين في الطين. تم نقل بعض المعتقلين إلى معتقل الطين من قاعدة القطن العسكرية التابعة للقوات المسلحة اليمنية والتي تقع على بعد 45 كم غرب سيئون. الحراس في كلا المرفقين هم شرطة عسكرية من منتسبي المنطقة العسكرية الأولى320. في الطين، شوهد المسؤولون عن الاستجواب والتعذيب على أنهم مزيج من ضباط الاستخبارات السعودية والحكومة اليمنية، وفهمهم الشهود على أنهم تحت إشراف الموظفين السعوديين321. كان للأفراد العسكريين التابعين للحكومة اليمنية الوصول إلى السجن العسكري ولكن ليس معتقل الطين.322 في جميع الحالات التي حقق فيها الفريق، أوضحت القوات السعودية وسلطات الحكومة اليمنية من المنطقة العسكرية الأولى للشهود أن لديهم مستوى من السيطرة المشتركة على الإفراج عنهم.
 
  1. من المفهوم أن معتقل الطين لديه القدرة على استيعاب حوالي 20 شخ اصا. وثق الفريق المعتقلين المحتجزين هناك على أنهم رجال بشكل أساسي ، لكنه يدرك أي اضا أن فتياانا لا تتجاوز أعمارهم 15 عااما كانوا محتجزين في المرفق323. المعتقلون في الطين منفصلون عن سكان السجن العسكري ، لكن هناك بعض التبادل بين الاثنين. تم احتجاز ما لا يقل عن 12 محتجازا في الطين لمدة تصل إلى ثلاث سنوات324. في الطين، احتُجز المعتقلون في الحبس الانفرادي أو اثنين في غرفة واحدة تلو الأخرى التي أشار إليها الحراس باسم "غرفة الضغط"325. وتعرض جميع المعتقلين لما وصفوه بأنه روتين تعذيب عشوائي على ما يبدو داخل الغرف. وعلى أرض المنشأة ، بما في ذلك العري القسري أثناء الزحف عبر الأوساخ والحجارة على ظهورهم، والضرب بالبنادق والعصي، والصعق بالكهرباء، والإعدام الوهمي، والتعليق المطول من السقف بأذرعهم. 326 تم استجوابهم واُتهموا بالانتماء إلى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، لكن فيكثير من الأحيان لم يكن التعذيب مصحوابا بأي استجواب من هذا القبيل.
 
  1. لا يسمح بالزيارة المعتادة في معتقل الطين ، وظل المعتقلون بمعزل عن العالم الخارجي أو اختفوا لمدة تصل إلى عامين. في حالات استثنائية، تم التفاوض على الزيارات المتقطعة مع السلطات السعودية والحكومة اليمنية.328 في الحالات التي نُقل فيها المعتقلون إلى السجن العسكري، لم يُسمح بالزيارة إلا عند دفع المال للحراس329. في جميع الحالات المعروفة لدى الفريق، احتُجز المعتقلون لفترات طويلة دون تهمة رسمية أو إجراءات قانونية. في مارس 2019 ، تم توجيه الاتهام إلى 10 معتقلين كانوا في الطين منذ عام 2015 وعام 2016 من قبل المدعي العام وتم نقلهم إلى سجن المنورة المركزي330. وقد أبلغ المحتجزون الآخرون ، أو السلطات السعودية والحكومة اليمنية ، المحتجزين وأفراد الأسرة بأن المعتقلين كانوا متهمين بـ "الإرهاب". في بعض الحالات، اُتهم المعتقلون بصلتهم بأبناء حضرموت، وهي مجموعة من الرجال والصبية المحليين الذين سيطروا لفترة قصيرة على المكلا حتى عام 2016، والذين انضموا إلى

القاعدة في جزيرة العرب331. واحتُجز آخرون كرهائن أو بناءا على المظالم المحلية .

 

ز) مرفق الاعتقال عصب، إريتريا

  1. يقع مركز الاعتقال في عصب على بعد 12 كيلومترا شمال مدينة عصب333 ، في مقاطعة داناكاليا الجنوبية، إقليم البحر الأحمر الجنوبي، إريتريا. 334 يتم التحكم في المنشأة من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة وهي مجاورة لقاعدتها البحرية. تقع على بعد 2.5 كم شرق قاعدة الإمارات العربية المتحدة الجوية في عصب335. في بداية تدخل التحالف في الحرب في أيار / مايو 2015، أنشأت الإمارات العربية المتحدة هذه القواعد علناا في عصب كمواقع تنطلق منها قواتها للتدخل في اليمن.

وشملت الأنشطة المعلنة التي تجري في القاعدة تدريب قوات الحزام الأمني .

 
  1. حدد شهود عيان ان الحراس والمحقيين في عصب هم عسكريين اماراتين. كانوا مزيجاا من الإماراتيين وغير العرب الذين يحملون جنسية أو إثنية مجهولة الهوية، وكانوا يرتدون الزي العسكري لدولة الإمارات العربية المتحدة337. في حالات معينة، اختفى المقاتلون أو المقاتلون المناهضون لدولة الإمارات العربية المتحدة الذين رفضوا العمل لحساب الحزام الأمني في عصب، ثم قاموا بالإكراه من قبل أفراد الجيش الإماراتي للعمل معهم في عمليات الاغتيال. ثم نُقلوا مرة أخرى إلى اليمن عن طريق البريقة أو بير أحمد 1 و 2 338. في عام 2018، كان هناك ما لا يقل عن تسعة معتقلين من الرجال شهدوا في عصب، ويتألفون من المقاومة السابقة وأعضاء الحزام الأمني ومقاتلي الحوثيين339. بناءا على أدلة الشهود الموثوقة وتحليل صور الأقمار الصناعية، بدا المرفق في وقت إلتقاط صورته وكأنه يضم ما لا يقل عن 70

خلية منفصلة يحتجز فيها السجناء.

 
  1. إن الافتقار إلى الشفافية بشأن هذا المرفق يعرض خطر حقيقي للغاية لسوء المعاملة والتعذيب وغيره من انتهاكات حقوق الإنسان. تلقى فريق الخبراء تقارير موثوق بها عن التعذيب في مرفق الاعتقال هذا، والذي لم تكن تحقيقاته قد اكتملت وقت كتابة هذا التقرير.
 

ح) الانتهاكات

  1. يحظر القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني حالات الاختفاء القسري، لا سيما باعتبارها انتهااكا لحظر الحرمان التعسفي من الحرية ومن الممكن حظر التعذيب.342 كما يحظر القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني الاعتقال التعسفي343. حالات الحرمان من الحرية تُعتبر تعسفية ومخالفة لأحكام القانون الدولي، ومعظمها تلك المتعلقة بالحق في محاكمة عادلة أو غيرها من الضمانات الإجرائية، أو القيود غير القانونية المفروضة على ممارسة الحريات الأساسية344. إن حرمانشخص من الحق في محاكمة عادلة قد يعتبر جريمة حرب في نزاع غير د.ولي.
     
  1. بناءا على تحقيقاته، وجد فريق الخبراء أسباابا معقولة للاعتقاد بأن العديد من حالات الاختفاء القسري حدثت في محافظات عدن وشبوة وحضرموت وعصب في اريتريا، بالإضافة إلى ممارسة الاحتجاز التعسفي في جميع المرافق المذكورة أعلاه. في ما يتعلق بحالات الاختفاء القسري، فقد تم استخدام شبكة من المرافق لاختفاء الأفراد الذين يُعتبروا ُمعارضين لدولة الإمارات العربية المتحدة بشكل أساسي، وإبعادهم عن أي إشراف قضائي، وكذلك عن أقربائهم. ينطبق هذا الأمر في مرافق الاحتجاز التالية: مرفق احتجاز قاعدة التحالف في البريقة (مرفق سري تسيطر عليه الإمارات العربية المتحدة)؛ مرفق احتجاز الريان (مرفق سري للقاعدة الجوية الإماراتية)؛ معسكر لواء الشهداء ومخيم الحوطة (الذي تسيطر عليه قوات النخبة الشبوانية المدعومة من الإمارات العربية المتحدة)؛ قاعدة التحالف في بلحاف (التي تسيطر عليها الإمارات العربية المتحدة)؛ مرفق اعتقال التين (مرفق سري تسيطر عليه الحكومة اليمنية والقوات المسلحة السعودية)؛ سجن عصب في إريتريا (مرفق سري للإمارات العربية المتحدة).
 
  1. في جميع مرافق الاحتجاز المذكورة أعلاه يُعتبر الاحتجاز تعسفياا خاصةا بسبب الحرمان من حقوق المحاكمة العادلة مثل الاحتجاز دون إجراءات قانونية أو دون توجيه أي اتهامات لفترات طويلة من الزمن (تتخطى العامين في بعض الحالات) أو عدم إمكانية الوصول إلى التمثيل القانوني أو عدم الامتثال لأوامر الإفراج الصادرة عن الم ّدعين العامين والمسؤولين الحكوميّين في حالة عدم وجود أي تهم أو حالات التأخير في تنفيذ أوامر الإفراج هذه. في بعض الحالات، يكون الاحتجاز تعسفياً أيضاً لأن المعتقلين تم اعتقالهم واحتجازهم لأنهم عّبروا عن معارضتهم للسلطات المسيطرة. نفذت قوات الحزام الأمنيالمدعومة من الإمارات العربية المتحدة (تتمتع هذه القوات بسلطات إنفاذ القانون تحت سلطة الحكومة اليمنية)، بأغلب الأوقات وحدة مكافحة الإرهاب ضمن قوات الحزام الأمني، جميع عمليات توقيف المعتقلين المحتجزين في بير أحمد 2 والبريقة والمواقع الأصغر غير الرسمية. وبينما يدير التحالف مرفق البريقة ويدير الحزام الأمني المدعوم إماراتياا مرفق بير أحمد 2، فإن الحكومة اليمنية ليس لديها إمكانية الوصول إلى المعتقلين ولا سلطة إطلاق سراحهم. احتُجز بعض الأسرى هناك ما بين أربعة أشهر وسنتين ونصف. وينطبق الشيء نفسه في مرفق المنورة حيث لم يسمح محافظ حضرموت بالإفراج عن المحتجزين بعد أوامر من المدعي العام، وبالتالي احتجاز الأسرى لمدة تصل إلى 3 سنوات دون توجيه تهم رسمية أو القيام بإجراءات قانونية. في مرفق احتجاز التين، وهو مرفق مشترك تديره القوات المسلحة اليمنية والمملكة العربية السعودية، احتُجز المعتقلون أي اضا لفترات طويلة دون إجراءات قانونية. واُتهم بعضهم في نهاية المطاف بعد سنتين إلى ثلاث سنوات وأُرسلوا إلى مرفق احتجاز المنورة. إن اعتقال المسجونين وابقائهم في مرافق الاحتجاز هذه بسبب معارضتهم المُفترضة أو العلنية لدولة الإمارات العربية المتحدة وللمجلس الانتقالي الجنوبي عنصر آخر يجعل حرمانهم من الحرية تعسفيا.
 
  1. التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة ممنواعا مناعا باتا بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني وقد يؤدي إلى مسؤولية جنائية فردية عن جرائم الحرب346.
 
  1. بناءا على التحقيقات التي أجراها، لدى فريق الخبراء أسباب معقولة للاعتقاد بأن التعذيب وسوء المعاملة قد استُخدما في مرافق الاحتجاز في عدن وبالأخص في مركز احتجاز قاعدة التحالف في البريقة (تحت سيطرة الإمارات العربية المتحدة)، بير أحمد 2 (التي تسيطر عليه قوات الحزام الأمني المدعومة من الإمارات العربية المتحدة)، في مرافق الحزام الأمني غير الرسمية ومرفق اعتقال التين (الذي تسيطر عليها الحكومة اليمنية والقوات المسلحة السعودية). في جميع هذه المنشآت، استخدم التعذيب أثناء الاستجوابات وذلك بشكل أساسي من أجل إرغامهم على الاعتراف. وورد أنه تم استخدام التعذيب في البريقة في سبيل التجنيد.
 
  1. كذلك استخدم العنف الجنسي في مرافق الاحتجاز بما في ذلك تعذيب المحتجزين. يحظر القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني الاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي.347 قد يؤدي هذا إلى مسؤولية جنائية فردية لجريمة الحرب المتمثلة في الاغتصاب وأشكال أخرى
 

من أشكال العنف الجنسي، فضلاا عن التعذيب والاعتداء على الكرامة الشخصية.348 لدى فريق الخبراء أسباب معقولة للاعتقاد بأن العنف الجنسي قد تم استخدامه في مرفق احتجاز قاعدة البريقة (الخاضع لسيطرة الإمارات العربية المتحدة) وفي بير أحمد 2 (الخاضع لسيطرة الحزام الأمني المدعوم من الإمارات العربية المتحدة).

 
  1. بناءا على ذلك ، لدى فريق الخبراء أسباب معقولة للاعتقاد بأن حكومات اليمن والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة قد انتهكت الحق في الحرية والأمن الشخصي، خاصةا في حالات الاختفاء القسري والاعتقالات والاحتجازات التعسفية وكذلك التعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة بما في ذلك الاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي. بالنظر إلى الصلة بين هذه الانتهاكات والنزاع المسلح غير الدولي في اليمن، ينطبق القانون الدولي الإنساني أي اضا. بناءا على ذلك ووفاقا لتقرير صادر عن سلطة قضائية مختصة، يمكن اعتبار الأفراد المتورطين في ارتكاب الأفعال المذكورة أعلاه أو إصدار الأوامر أو المسؤولية عن ارتكابها، مسؤولين عن جرائم الحرب التالية: التعذيب أو المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو الاعتداء على الكرامة الشخصية والاغتصاب وغيره من أشكال العنف

الجنسي.

  

٣ . القتل التعسفي

"رأيت النار تطلق عليه ويموت أمامي. كان الأمر مرعباا ولا يمكنني التوقف عن إعادة تذكره. كان والدي وصديقي. نحن عائلة كبيرة وكلنا نعتمد عليه، عاطفيا واقتصاديا. الآن لا نعرف كيف سنستمر."

نجل ضحية اغتيال

 

  1. بين تشرين الاول/ أكتوبر 2015 وأيار/مايو 2019، تحقق فريق الخبراء بحالات لما لا يقل عن 90 شخصاً

 قُتلوا، حسبما ذُكر، عن طريق إطلاق نار وانفجارات في مدينة عدن والمحافظات المحيطة بها. وتتألف عمليات القتل المستهدف البالغ عددها 90 من قادة المقاومة السابقين، وكبار موظفي الحكومة المدنية، والزعماء الدينيين، وأصحاب النفوذ المجتمعي، والذين انتقدوا المجلس الانتقالي الجنوبي والإمارات العربية المتحدة. من بين هذه الحالات، وقعت 86 حالة في الفترة ما بين 6 أكتوبر 2015 و 23 أكتوبر 2018 ، وكان الأخير هو تاريخ آخر استهداف لزعيم ديني وثقه الفريق. منذ أكتوبر 2018، كان هناك انخفاض ملحوظ في عمليات القتل المستهدف المبلغ عنها. ومع ذلك، بدأت التقارير تظهر مرة أخرى ابتداءا من مايو 2019 حول عمليات القتل المستهدفة لأعضاء الحراك الجنوبي المعارضين للمجلس الانتقالي الجنوبي والإمارات العربية المتحدة. لم يكمل الفريق التحقيق في عمليات القتل المستهدف التي زادت مؤخرا وقت كتابة هذا التقرير.

 
  1. حقق فريق الخبراء في عينة من 10 حالات فردية لاغتيالات مزعومة أو محاولات اغتيال بما في ذلك حالة واحدة في العام 2015 وحالتان في العام 2017 وست حالات في العام 2018 وواحدة في العام 2019 مع التركيز على سلسلة اغتيالات الزعماء الدينيّين. تتألف الحالات التي استهدفت الزعماء الدينيّين حالة واحدة في العام 2015 واثنتان في العام 2017 وسبعة في العام 2018.
 

أ) ملخص الأدلة

  1. في الفترة من نهاية القتال في عدن في آب/ أغسطس 2015 حتى منتصف عام 2016 ، كان الوضع الأمني في عدن غير مستقر. وورد أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب والدولة الإسلامية ما زالا نشطين. تضمنت الاغتيالات الـ 46 المبلغ عنها بين 6 كانون الاول/ديسمبر 2015 و 9 شباط/فبراير 2017 سلسلة من ثماني عمليات اغتيال لزعماء دينيين بارزين على مدى ثمانية أشهر بين 4 يناير 2016 و 15 أغسطس 2016. وكان أول اغتيال تم الإبلاغ عنه هو لمحافظ عدن في ذلك الوقت ، جعفر سعد، في ديسمبر 2015. أعلنت الدولة الإسلامية علانية مسؤوليتها عن اغتيال سعد ، لكن لم يتم التعرف على مرتكبيها. استعيض عن جعفر سعد بالمحافظ عيدروس الزبيدي، الذي تم اختياره بالفعل لهذا المنصب قبل مقتل جعفر.
 
  1. منذ نهاية العام 2015 بدأ الحزام الأمني والإمارات العربية المتحدة بممارسة رقابة أمنية أكبر في عدن بعد الحد من نفوذ تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وتنظيم الدولة الإسلامية . 351 وهذا توافق مع توقيت إنشاء المجلس الانتقالي الجنوبي والتحدي العلني للسلطة الحكومية.
 
  1. أوضح بيانان علنيان لشلال علي الشايع وهاني بن بريك مواقفهما. في تشرين الثاني /نوفمبر 2016 ، أصدر شلال علي الشايع بثاا تلفزيونياا يهدد بإنهاء وجود حزب الإصلاح في عدن.352 في 10 كانون الاول/ديسمبر 2016 ، نشر هاني بن بريك رسالة على حسابه الرسمي على تويتر يشجع فيها على "تطهير المساجد من الفكر الإجرامي" وذكر أنه "يجب اتخاذ موقف حازم صارم".
 

259.في 1 شباط/فبراير 2017 ، قام عيدروس الزبيدي وهاني بن بريك وشلال علي الشايع ببث فيديو مشترك يقول إن حزب الإصلاح خطرين "خوارج" قاموا بأذى للدين و "لا يستحقون الرحمة".354 في 6 أيار/مايو 2017، أحرقت قوات الحزام الأمني مقر حزب الإصلاح في عدن.

في 7 تموز/يوليو 2017 ، ألقى عيدروس الزبيدي خطاابا علنياا أعلن فيه حظر "الإخوان المسلمين" إلى جانب "منظمات إرهابية" أخرى من المحافظات الجنوبية، وذكر، "سنتخذ الخطوات اللازمة لتحقيق ذلك.356 في 12 أو 13 أكتوبر 2017 ، داهمت قوات الحزام الأمني مقر الإصلاح في عدن، والتي واصلوا اشغالها لغاية وقت كتابة هذا التقرير.357 في 13 أكتوبر 2017 ، أصدر شلال علي الشايع بثاا تلفزيونياا عن الغارة قائالا إن "الوقت قد حان" للإصلاح، وأنه لن يكون لهم أي مقر آمن، وأنهم سيتابعون الإصلاح بكل جهد.

 
  1. بين 10 أكتوبر 2017 و 23 أكتوبر 2018، حدث تصعيد دراماتيكي في اغتيالات الزعماء الدينيين ومؤيدي الإصلاح. تصاعد هذا بشكل كبير في سبتمبر وأكتوبر 2018 قبل أن يتوقف فجأة. في المجموع ، كان من بين 35 ضحية ، 20 من القادة الدينيين أو الأشخاص ذوي النفوذ المنتمين إلى الإصلاح. في 18 أكتوبر 2017 ، قُتل الامام فهد اليونيسي. وبحسب ما ورد، أصدرت إدارة الأمن في عدن بياانا في 19 أكتوبر 2017 تنكر فيه تورط هاني بن بريك بحادثة الاغتيال، لكنه ذكر أنه قابل اليونيسي في الأيام السابقة لمقتله وطلب منه مغادرة الجمعية الخيرية

المدعومة من الإصلاح، ورفض القيام بذلك.

ب) تحليل

 

261.يوجد عوامل شائعة تدعم هذه الحالات العشرين التي تشمل قادة دينيين، إلى جانب الحالات الثماني السابقة في عام 2016، وحالة مقتل زعيم ملحد في عام 2017، وتسع من الحالات العشر التي حقق فيها الفريق. أولاا ، كان كل هؤلاء الضحايا مؤثرين رئيسيين في مجتمعهم ، قادرين على تحفيز الناس وقياده الرأي العام. ثانيا ، إنهم ينتقدوا علنا أو لا يتفقوا مع الإمارات العربية المتحدة والمجلس الانتقالي الجنوبي و / أو الحزام الأمني، وكانوا معروفين على هذا النحو من

خلال انتماءاتهم أو من خلال تصريحات عامة قبل وفاتهم.

 
  1. ثمانية حالات من بين الحالات العشر التي حقق فيها الفريق ، تتعلق بزعماء دينيون أو أشخاص مؤثرون ينتمون إلى الإصلاح. تم ربط ثلاثة من هؤلاء الضحايا من خلال مواقعهم في المساجد والمؤسسات التعليمية أو الخيرية أو الدينية.360 تم ربط خمس ضحايا آخرين للاغتيالات المبلغ عنها بالطريقة نفسها، بما في ذلك من حل مكانهم في المؤسسات التي قادوها. في حاله وجود زعيم ملحد، استُهدف زملاؤه لاحاقا أي اضا. 361 هناك تقارير عن حالات أخرى مرتبطة مماثلة ، مثل قضايا تتعلق بالإصلاح مثل الإمام والمعلم شوقي محمد مقبل الكمادي ، والإمام والصحفي صفوان الشرابي في مايو 2018. 362 وجدير بالذكر أنه في ثلاث حالات تم التحقيق فيها ، تم استبدال الأئمة الذين تم القضاء عليهم بأئمة لم ينتقدوا دولة الإمارات العربية المتحدة أو المجلس الانتقالي الجنوبي أو الحزام الأمني.
 
  1. من بين 28 حالة اغتيال لزعماء دينيين، قتل 16 في حي المنصورة في عدن. كل هؤلاء الضحايا كانوا معروفين باسم السلفيين أو أعضاء أو مؤيدي الإصلاح. قُتل غالبية الثمانية والعشرين في إطلاق نار من قبل الجناة باستخدام المركبات. أخفى الجناة هويتهم وفي بعض الحالات استخدموا الأسلحة الصامتة. جميع الحالات الـ 28 المبلغ عنها وجميع الحالات العشر التي تم التحقيق فيها وقعت في إقليم يسيطر عليه الحزام الأمني. في خمس من أصل 10 الحالات التي تم التحقيق فيها، تم التعرف على الجناة الأفراد من قبل الشهود كجزء من الحزام الأمني وفي حاله واحده من قوات الإمارات العربية المتحدة364. في أربع حالات أخرى ، وقع الاغتيال جزئياا أو كلياا في محيط أو بالقرب من مواقع الحزام الامني.
 
  1. في ثلاث مناسبات خلال الفترة 2017-2018 ، اقترب ضباط الإمارات العربية المتحدة من المحتجزين في مرفق قاعدة البريقة للتحالف ممن كانوا من الحزام الأمني السابق أو مقاتلي المقاومة وطلبوا منهم أن يصبحوا قتلة. عندما رفضوا القيام بذلك ، حاول موظفو الإمارات العربية المتحدة إكراههم بالاعتقال المطول والتعذيب ، بما في ذلك العنف الجنسي .
 

265.يتزامن وقف اغتيال الزعماء الدينيين في 23 تشرين الأول/ أكتوبر 2018 والانخفاض الملحوظ في الاغتيالات في عدن من ذلك الحين وحتى أيار/ مايو 2019 مع سيطرة دولة الإمارات العربية المتحدة والمجلس الانتقالي الجنوبي والحزام الأمني بشكل متزايد في الجنوب. ومع ذلك، قيل إن ما بين 1 و 28 أيار/ مايو 2019 قُتل ثلاثة من أعضاء الحركة الجنوبية الذين عارضوا المجلس الانتقالي الجنوبي في ثلاث عمليات اغتيال منفصلة في عدن. كما تلقى أعضاء الحركة الجنوبية تهديدات واحتُجزوا على الأقل حتى حزيران/ يونيو 2019 بسبب تعبيرهم عن مشاعر معادية

للجنوب أٔو للإمارات العربية المتحدة.

 

266.من خلال بث تلفزيوني في سبتمبر 2018 ومن خلال التصريحات العامة في نوفمبر 2018، هاني بن بريك صرح بأن أعضاء حزب الإصلاح الذين تم اغتيالهم قتلوا على أيدي أعضاء الإصلاح الآخرين بعد أن بدأوا يدعمون الانفصالية الجنوبية368. في ديسمبر 2018، صرح هاني بن بريك خلال مقابلة مع صحفي أن الإمارات العربية المتحدة كانت تدعم "القتال" ضد الإصلاح .

 
  1. في 4 كانون الأول / ديسمبر 2018 ، وفي أوج الاغتيالات ، نُشر فيديو من خلال المصادر المفتوحه يُسمي 10 من مرتكبي الجرائم كانوا جزءاا من خلية اغتيال داخل الحزام الأمني، ولا سيما وحدة مكافحة الإرهاب. قيل إن مؤلف هذا الفيديو قُتل. في عام 2019، اعتقلت السلطات الحكومية ثلاثة من هؤلاء الأفراد للاشتباه في سلسلة من الاغتيالات، بما في ذلك واحدة على الأقل من الحالات التي حققت فيها المجموعة. وتعرض المسؤولون الذين يحققون ويلاحقون قضائيا هذه القضايا للتخويف والتهديدات من الإمارات العربية المتحدة وقوات الحزام الأمني. في فبراير 2019، تم توجيه الاتهام رسمياا إلى هؤلاء الأفراد الثلاثة في انتظار المحاكمة .
 
  1. في 17 يوليو 2019 ، بالتزامن مع إعلان دولة الإمارات العربية المتحدة بسحب بعض قواتها من اليمن ، أفادت التقارير بأن المدعي العام أصدر وثائق لم يتم التحقق منها تتضمن تفاصيل الاتهامات مرة أخرى للمتهمين الثلاثة. ذكرت هذه الوثائق أن هاني بن بريك كان قد أمر هؤلاء الثلاثة وساعدهم لقتل ما يصل إلى 26 من القادة الدينيين منذ عام 2016 ، مع الاشتباه في تورط قائد إماراتي .
 
  1. فيما يلي أربع حالات اغتيال أو محاولات اغتيال حقق فيها الفريق. لا يتم نشر تفاصيل الحالات الست الإضافية التي تم التحقيق فيها بسبب مخاوف تتعلق بالحماية. تستند استنتاجات الفريق في هذه الحالات إلى مجموع الأدلة في جميع هذه الحالات مع الأدلة والملاحظات المذكورة أٔعلاه.

مثال الحالة 1: محاولة اغتيال النائب أنصاف علي مايو

 
  1. في 29 أكتوبر 2015 ، الساعة 22:00 في مكتب الإصلاح في عدن، كريتر، حاولت قوات الإمارات العربية المتحدة، بما في ذلك مرتزقة أجانب قتل عضو البرلمان الإصلاحي أنصاف علي مايو وذلك من خلال تفجير الجزء الأمامي من المبنى. لم يكن انصاف موجودا في المبنى في ذلك الوقت. كان هناك خمسة وعشرون مدنيا، من بينهم 10 صحفيين يعملون في وسائل الإعلام الدولية، وموظفو حزب الإصلاح، وكان بعضهم يقيمون في ممتلكاتهم في ذلك المبنى. رغم عدم وجود دليل على أن الانفجار تسبب في وقوع إصابات في صفوف المدنيين، إلا أن عدادا من المدنيين أصيبوا بالرصاص من قبل هؤلاء المرتزقة .
 
  1. أنصاف هو عضو في البرلمان عن مديرية كريتر، ورئيس حزب الإصلاح البرلماني وشخصية بارزة في البرلمان العربي. كان الموقع في السابق مقارا لقسم الإعلام في الإصلاح، وأصبح مقارا للإصلاح في عدن، فضلاا عن كونه ملا اذا آمناا للصحفيين المستقلين، بمن فيهم الفارين من الحوثيين. كان الموقع مجرد مكتب مدني، وُعرف باسمه على هذا النحو، وكان حارس الأمن المدني الوحيد معروف وغير مسلح373. بعد اغتيال جعفر سعد، أصبح أنصاف الشخصية السياسية الأكثر نفوذا.374 قبل الحادث الذي وقع في ديسمبر 2015، هدد أعضاء من الحراك الجنوبي والسلفيين

باقتحام المكتب في 31 ديسمبر ٢٠١٥ .

 
  1. كان الموقع تحت سيطرة الحزام الأمني. كان محاط بثلاث نقاط تفتيش دائمة ، تقع على بعد 50 إلى 400 متر. وصلت قوات ومرتزقة دولة الإمارات العربية المتحدة إلى المنطقة عبر نقطة تفتيش للحزام الأمني على بعد 300 متر ، وغادرت المنطقة عبر نقطة تفتيش أخرى على بعد 150 متر. في الهجمات اللاحقة ، احتلت قوات الحزام الأمني المبنى ومنذ أكتوبر 2017، أصبح مركز الحزام الأمني376. تم تعيين المرتزقة، ودفع رواتبهم وتجهيزهم، وتزويدهم بالمعلومات الاستخبارية من قبل أفراد دولة الإمارات العربية المتحدة، ثم كلفوا بقتل عدد من الأهداف من الإصلاح 377. لقد تم منحهم رتب عسكرية وزي عسكري اماراتي، وكانوا جزءاا من الهيكل القيادي التابع لوزارة الدفاع لدولة الإمارات العربية المتحدة. لقد رافقتهم قوات اماراتيه ليتمكنوا من الوصول إلى المناطق في عدن أٔثناء عملياتهم.
 

مثال الحالة الثانية: اغتيال الإمام فهد اليونيسي

 
  1. في 18 أكتوبر 2017، الساعة 04:45 في المنصورة بلوك 23، عدن، قات ال مسلح الإمام فهد اليونيسي بإطلاق النار عليه مرة واحدة في رأسه.379 تقع المنطقة المحيطة بمكان عملية الاغتيال تحت سيطرة قوات الحزام الامني حيث هناك نقطه تابعه لهم تقع على بعد 100-150 متر380. كان اليونسي إمام وخطيب مسجد الصحابة في المنصورة. وكان مدير مدارس البنيان.كان جزءاً من جمعية الحكمة اليمنية الخيرية مع أئمة آخرين وشارك في أعمال خيرية. كان ينظر إليه على أنه قريب من الإصلاح، لكنه ليس عضاوا في الحزب. في وقت اغتياله،كان على وشك أن يتم تعيينه مسؤولاا في وزارة الأوقاف الدينية في الحكومة اليمنية. تناول اليونسي القضايا السياسية والاجتماعية، وندد بالفساد وتحدث عن الوضع الاقتصادي السيء.
 

274.في نهاية العام 2016، اتهمت مجموعة من أنصار الحراك الجنوبي فهد اليونيسي بأنه مع حزب الإصلاح ونظم مظاهرات. صرح شلال علي الشايع علنا بأن اليونيسي كان يخضع للمراقبة من قبل قوات الأمن، لكنهم لم يعثروا على أي دليل على ارتكاب أي مخالفات بحقه382. في كانون الأول/ ديسمبر 2016، نشر هاني بن بريك علنا الاسم الكامل وعنوان اليونيسي وعنوانه على الإنترنت قائالا إن إرهابياا عاش في ذلك الموقع، وقيل إنه قابله في الأيام التي سبقت وفاته، وطلب منه مغادرة جمعية الحكمة الخيرية، ولكنه رفض القيام بذلك. في383 أكتوبر 2017، وقبل وفاته، قام اليونيسي بنشر سلسلة من المنشورات عبر وسائل التواصل الاجتماعي تتحدى السلطات وتدعو إٕلى عقد جلسات تعليمية في المساجد لتوفير ملجأ للناس بعيدا عن مناقشة القضايا السياسية .

 
  1. مدارس البنيان تمولها جمعية الحكمة، وتشتهر بتقديم تعليم اجتماعي يقدمه اليونيسي وغيره من الأئمة، بمن فيهم نائبه رمزي الزغير، الذي اغتيل بعد ذلك بسنة في المنطقة المجاورة من مقتل اليونسي. في تشرين الأول/ أكتوبر 2017، بعد أسبوعين من اغتيال اليونيسي، ورد أنه قُتل الإمام عادل الشيري، وهو قائد آخر في مدارس البنيان وجمعية الحكمة. بعد شهر من ذلك، اغتيل الإمام البديل لمسجد الصحابة، عبدالرحمن العمراني، بالقرب من المكان الذي قُتل فيه اليونيسي385. في كانون الثاني/ يناير 2018، تم اغتيال الإمام عارف الصبيحي، وهو صديق لليونيسي الذي كان عضاوا في جمعية الحكمة وداعية يدعم الحكومة، أي اضا بالقرب من المكان الذي قُتل فيه اليونيسي386. في أكتوبر 2017، احتجز الحزام الأمني تعسفياا أحد أعضاء مسجد الصحابة لأسباب غير محددة387. تم استبدال اليونيسي في المسجد وتم تعيين شخص في منصبه في وزارة الأوقاف الدينية ينتمي إلى المجلس الانتقالي الجنوبي .
   

 مثال الحالة 3: اغتيال رمزي محمد الزغير

 
  1. في 23 أيلول/سبتمبر 2018 ، الساعة 12:30 ظهرا خارج مدارس البنيان، المنصورة، قام ستة من أفراد قوات الحزام الأمني بقتل رمزي محمد الزغير بإطلاق النار عليه 18 مرة في جميع أنحاء جسده ببنادق 47-AK.كما أطلقوا النار على أحد المارة الآخرين، ثم غادروا في سيارة بيك آب تويوتا.389 كان الزغير مديرا لمدارس البنيان، حيث حل محل فهد اليونيسي بعد وفاته390. على الرغم من أنه لم يكن عضاوا في حزب الإصلاح، إلا أنهكان مؤيادا للحكومة. وكان قد انتقد علانية المجلس الانتقالي الجنوبي والإمارات العربية المتحدة في عدن، مشيرا إلى أنه يعتقد أنهم ارتكبوا أعمال القتل وسوء السلوك والفساد. كان يتمتع بشعبية لدى المجتمع المحلي، وكان عضوا في جمعية الحكمة،

وأجرى أعماالا خيرية مع المحتاجين. اشتهر بتقديمه تعلي اما اجتماعياا في مدارس البنيان.

 

277.في سبتمبر 2018، اي ثلاثة أيام قبل اغتياله، تلقى الزغير تهديدات بقتله من أشخاص مجهولين قالوا إنهم من مؤيدي المجلس الانتقالي الجنوبي واتهموه بأنه مع الإصلاح. كانت هناك معلومات موثوقة تشير إلى أنه كان تحت المراقبة .

 
  1. تحيط قوات الحزام الأمني موقع الاغتيال حيث يوجد نقطة تفتيش للحزام الامني على بعد 400 متر جنوابا عند التقاطع مع الطريق السريع 90 وطريق البحر. وهناك موقع للحزام الأمني على بعد 900 متر من الشمال في سجن المنصورة. هناك حاجز أمني آخر يقع على بعد 1.7 كم شرقاا بين الطريق السريع 90 والطريق السريع 393.19 ومنذ الاغتيال، تلقى العديد من الزعماء الدينيين المرتبطين بالزغير تهديدات وهربوا من عدن.
 

مثال الحالة 4: اغتيال رأفت دنبغ

 
  1. في 2 آذار/مارس 2019، الساعة 00:00 في ساحة الكبة ، المعلا ، قتل 12 من مقاتلي الحزام الأمني رأفت دنبغ بإطلاق النار عليه عدة مرات في الجسد والرأس. توفي دنبغ متأثرا بجراحه في المستشفى في اليوم التالي394.
 
  1. رأفت دنبغ، مساعد لقوات الأمن العاملة خارج مركز شرطة المعلا. في مايو 2018 ، حدد دنبغ افراد من الحزام الأمني كجناة في قضية اغتصاب. واجه الجناة في مشاجرة عنيفة أصيب فيها أحدهم بالرصاص. ذهب دنبغ للاختباء خوفاا من الانتقام وكان مطلوابا لدوره في هذه المشاجرات395. في نهاية عام 2018، تلقى تهديادا مكتوابا بالقتل من أحد افراد الحزام الأمني الذي كان له صلة بأحد مرتكبي الاغتصاب396. تلقى فريق الخبراء تقارير تفيد بأن افراد الحزام الأمني قام وا بتعذيب أربعة شهود في عملية الاغتيال .
 
  1. ردا على اغتيال رأفت، وقعت احتجاجات شعبية في المعلا، حيث توفي متظاهرون أثناء الاشتباكات، مما دفع وزارة الداخلية إلى تشكيل لجنة تحقيق. استمعت اللجنة إلى أدلة من عدد من الشهود، لكن في وقت كتابة هذا التقرير، لم يتم القبض على أي من الجناة أو توجيه تهم إليهم.
 

ج) الانتهاكات

 
  1. الحرمان التعسفي من الحياة ممنوع منعا باتا بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان399. عندما يتم تنفيذ عملية قتل غير قانونية من قبل ممثلي السلطات الحكومية، مثل موظفي إنفاذ القانون، فإن ذلك يعد بمثابة الإعدام خارج نطاق القضاء. بموجب القانون الدولي الإنساني، عندما - في سياق نزاع مسلح - يقوم أحد أطراف النزاع بقتل مدني محمي عن قصد، فإن هذا يرقى إلى القتل المتعمد أو – في خضم نزاع غير دولي – يُعد جريمة قتل مع سابق الإصرار والترصد400. القتل هو انتهاك خطير للقانون الدولي الإنساني وبالتالي جريمة حرب قد تؤدي إلى مسؤولية جنائية فردية
 
  1. في الحالات العشر التي تم التحقيق فيها ، لدى فريق الخبراء أسباب معقولة للاعتقاد بأن عمليات القتل قد ارتكبت عن عمد وتعزيزا لأهداف الجماعات المسلحة التي هي أطراف في النزاع . تتحمل قوات الحزام الأمني مسؤوليات إنفاذ القانون كجزء من حكومة اليمن.
 

284.وجد فريق الخبراء أسباابا معقولة للاعتقاد بأن دولة الإمارات العربية المتحدة وقوات الحزام الأمني التابعة لها مسؤولة عن الاغتيالات العشرة التي حقق فيها، والتي ترقى إلى انتهاك لقانون حقوق الإنسان في الحرمان التعسفي من الحياة. في الحالات التي تم فيها تحديد قوات الحزام الأمني كمرتكبة لهذه الجرائم، ضمن صفة المسؤولين عن إنفاذ القانون، فإن عمليات القتل هذه ترقى إلى الإعدام خارج نطاق القضاء. نظارا لارتباطها بالنزاع المسلح وارتكابها من قِبل أطراف هذا النزاع، فإن عمليات القتل غير القانونية هذه ترقى أي اضا إلى القتل بموجب القانون الدولي الإنساني مما قد يؤدي إلى المسؤولية الجنائية الفردية عن جريمة الحرب المتمثلة في جريمة قتل المسؤولين عن ارتكاب الجريمة، والأمر، المساعدة والتحريض أو المساهمة في ارتكاب عمليات القتل، وكذلك لأي فرد يتحمل مسؤولية القيادة. كما أن الحكومة اليمنية ملزمة باحترام وحماية وإعمال حقوق الإنسا ن للسكان في أراضيها وبالتالي اتخاذ إجراءات إيجابية لحماية الحق في الحياة. ويشير فريق الخبراء كذلك إلى أن النتائج التي توصل إليها في الحالات العشر التي تم التحقيق فيها على أنها عينة من 90 حالة اغتيال تم الإبلاغ عنها تثير بواعث قلق خطيرة فيما يتعلق بالمسؤولية عن الحالات الأخرى المبلغ عنها.

  1. 4 . فرض القيود على حرية التعبير

 

  1. بالإضافة إلى عمليات الاعتقال والقتل المفصلة أعلاه، ارتكبت الإمارات العربية المتحدة وقوات الحزام الأمني انتهاكات أخرى استهدفت الآراء المخالفة، على ما يبدو من اجل تعزيز سلطتهم في الجنوب ،على حساب الحكومة، الإصلاح وغيرها من المعارضة. في تقريره لعام 2018، وجد فريق الخبراء أنه في الفترة من 2017 إلى أيار/ مايو 2018، كانت هناك سلسلة من الاعتقالات والتهديدات والاعتداءات والعوائق ضد الصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان والصحف الذين انتقدوا دولة الإمارات العربية المتحدة أو المجلس الانتقالي الجنوبي أو الحزام الأمني أو تم اعتبارهم مؤيدين للإصلاح. وشمل ذلك استهداف الناشطات والمتظاهرات.
 
  1. من العام 2016 إلى أوائل العام 2018، في نفس الوقت مع رحيل قطر عن التحالف في عام 2017، هددت قوات الحزام الأمني وأجرت مراقبة على موظفي وكالة الأنباء القطرية الدولية الجزيرة. في أوائل عام 2018، أفادت التقارير أن الإمارات العربية المتحدة أجبرت الحكومة على حرمان الجزيرة من الإذن للعمل في اليمن403. بالإضافة إلى ذلك، خلال عام 2018 واستمرت حتى عام 2019 ، استخدمت قوات الإمارات العربية المتحدة وقوات الحزام الأمني تهديدات وتخويف لمنع الصحفيين الآخرين في عدن، الذين كان الكثير منهم ينتقد ممارسات احتجاز الإمارات العربية المتحدة والحزام الأمني، من تغطية القتال في الحديدة عن طريق تقييد وصول الصحفيين إلى المناطق الخاضعة لسيطرتهم.
 

287.في الفترة ما بين أيار/ مايو 2018 وحزيران/ يونيو 2019 ، تعرض سبعة نشطاء وصحفيين منفصلين قاموا بتوثيق انتهاكات الاحتجاز من قبل الإمارات العربية المتحدة ونشرها، أو الذين انتقدوا علانية دولة الإمارات العربية المتحدة والمجلس الانتقالي الجنوبي، للاعتقال التعسفي وفي بعض الحالات تعرضوا للتعذيب405. في 10 حزيران/ يونيو 2019، تم اعتقال سالم عوض الربيزي، وهو عضو في الدائرة السياسية للحركة الجنوبية، على يد النخبة الشبوانية في عتق. في الليلة التي سبقت نشره علنا صورة كاريكاتورية للشيخ محمد بن زايد، بجانب صورة لقيادة المجلس الانتقالي

الجنوبي ، كتبت عليها "نحن عبيدك". نُقل الربيزي إلى قاعدة بلحاف التابعة للتحالف حيث بقي مختفيا وقت كتابة هذا التقرير، ويقال أنه تعرض للتعذيب والأذى الشديد .

 
  1. ونتيجة لما ورد أعلاه حدث "أثر سلبي" بشكل ملحوظ خلال عام 2018 وحتى يونيو 407.2019 ترك معظم الصحفيون المستقلون عدن والمناطق الجنوبية للتنقل إلى الخارج، وخضع أولئك الباقون إلى الرقابة الذاتية، والامتناع عن انتقاد المجلس الانتقالي الجنوبي، الإمارات العربية المتحدة والحزام الأمني خوفا من الانتقام408. غادر قادة الإصلاح اليمن لتجنب التعرض للقتل، وكما ورد أعلاه فقد تم استبدال الأئمة بهؤلاء الأكثر امتثاالا للمجلس الانتقالي الجنوبي409. لقد ملأ المجلس الانتقالي الجنوبي هذه الفجوة بتطوير وجوده الإعلامي الخاص410. استمر توثيق الانتهاكات الأخرى المزعومة لحرية التعبير حتى يونيو 2019 والتي لم يكتمل فيها تحقيقات الفريق بحلول وقت كتابة هذا التقرير.
 
  1. لدى فريق الخبراء أسباب معقولة للاعتقاد بأن حرية التعبير مقيدة من قبل السلطات التي تسيطر على عدن وفي ذلك انتهاك لالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان. قد يجوز تقييد حرية التعبير قانونيا، لكن فقط وفاقا لما ينص عليه القانون وما هو ضروري لحماية حقوق وحريات الآخرين ولحماية الأمن القومي أو للسلامة العامة أو النظام أو الصحة أو الأخلاق411 . لا يبدو أن هذه الشروط قد استوفيت في الحالات التي نظر فيها فريق الخبراء.
 
  1. 4 . العنف الجنسي المرتبط بالنزاع

 

"في الساعة الثانية صباحاا،كنت نائمة عندما أتى الجنود. ضربوني بشدة في الرأس بمؤخرة بنادقهم. لقد سقطت نصف واعية والدم يتدفق عبر عيني. سحبوا العباءة وبدأوا يغتصبونني. بدأت أصرخ طلبا للمساعدة، مما جعل أحدهم يغتصبني في الفم. بعد أن انتهوا، هربت عارية نحو الشارع" .

امرأة ناجية من الاغتصاب 

العنف الجنسي من قبل قوات الحزام الأمني المدعومة من الإمارات العربية المتحدة

 

290.في تقريره لعام 2018 ، وجد فريق الخبراء أسباابا معقولة للاعتقاد بأن قوات الحزام الأمني ارتكبت أعمال عنف جنسي، بما في ذلك الاغتصاب ضد مهاجرين ولاجئين أفارقة في منطقتين في عدن: مركز اعتقال المهاجرين في البريقة وحي البساتين.

291.بعد أيار/ مايو 2018، تم إغلاق مرفق البريقة للمهاجرين. هددت قوات وزارة الداخلية والحزام الأمني باعتقال المهاجرين في منشآت جديدة في المستقبل، ولم تبذل أي جهود واضحة لتصحيح القضايا التي أدت إلى انتهاكات سابقة413. لم يتم الإبلاغ عن أي إجراء حتى 21 نيسان/أبريل 2019، عندما استأنفت قوات الحزام الأمني، بحجة الأمن القومي، اعتقال المهاجرين الإثيوبيين والإريتريين. بين هذا التاريخ و 21 نيسان/ أبريل و 30 أيار/ مايو 2019، تم اعتقال ما يقدر بنحو 5000 شخص من إريتريا وإثيوبيا في ظروف قاسية في الملاعب الرياضية الخاضعة لسيطرة قوات الحزام الأمني. وشملت هذه الرجال والنساء والفتيات والفتيان414. يشعر الفريق بالقلق من أنه إذا كان هناك فشل في اتخاذ أي تدابير تصحيحية للقضايا الموثقة في المرفق السابق للمهاجرين، فقد تنشأ مخاوف مماثلة للمهاجرين في المرفق الجديد. لم تكتمل التحقيقات في هذه المشكلة بحلول وقت الانتهاء من هذا التقرير.

 
  1. في الفترة 2018-2019 ، تحقق فريق الخبراء من حالتين أخريين من حالات اغتصاب امرأة وصبي في مناطق أخرى من عدن. تشير تقارير موثوقة في عام 2019 إلى استمرار العنف الجنسي من قبل قوات الحزام الأمني ضد المجتمع في البساتين والمعلا وأماكن أخرى في عدن415. بالإضافة إلى ذلك، استمرت قوات الحزام الأمني في التهديد بالقتل وإكراه الناجين على عدم الإبلاغ. 417 416 418 في المجموع، بين عامي 2016 و 2019 ، اغتصبت قوات الحزام الأمني على الأقل 18 امرأة، وأربعة صبية لا تتجاوز أعمارهم 12 عااما، وفتاة واحدة، وحاولت اغتصاب امرأة

وفتاة واحدة، واختطفت ست نساء.

  1. ووصفت المصادر الموثوقة، بما في ذلك الأشخاص الذين يعملون في المجتمعات المحلية في عدن، فضلاا عن الضحايا والشهود الأفراد، السلوك العدواني المستمر والشائع لقوات الحزام الأمني ضد سكان حي البساتين وأماكن أخرى في عدن. ولاحظ الجميع الإفلات من العقاب الذي تعمل به هذه القوات في المنطقة ، فضلاا عن الخوف الموجود في كل مكان بين السكان.
  2. وشملت الممارسات الموصوفة دخول قوات الحزام الأمني إلى المنازل في منتصف الليل أو اخذ النساء من الشارع لاغتصابهن. وشمل ذلك الاغتصاب الجماعي، واستخدام الأسلحة لإخضاع الناجين أو اغتصابهم، والعنف الشديد مثل العض والقطع بالسكاكين. ومن الممارسات الشائعة الأخرى اختطاف النساء واغتصابهن، أو التهديد به، كوسيلة لابتزاز الأموال في شكل أخذ رهائن. على حد تعبير أحد الشهود: "السلطات تبيع نساء مجتمعنا."
 

 أ) العنف الجنسي من قبل قوات اللواء المدرع الخامس والثلاثين

 

  1. حقق الفريق في مزاعم العنف الجنسي من قبل أفراد من اللواء 35 المدرع في القوات المسلحة اليمنية في الشماتين، محافظة تعز. تحد محافظة لحج هذه المنطقة الريفية، ويبلغ عدد سكانها عدد كبير من النازحين و"المهمشين".420 يسيطر اللواء 35 المدرع على الشماتين من قاعدته في بلدة التربة ومن مقر قيادتهم في المخا. تم تشكيل اللواء 35 المدرع من قوات المقاومة المحلية بعد انسحاب الحوثيين من المنطقة في عام 2015 ويحتوي على قوات مع مزيج من الانتماءات وهي قوات تابعه إلى الحكومة.

296.في الفترة ما بين حزيران/ يونيو 2017 و2019، اغتصب أفراد من اللواء المدرع الخامس والثلاثون على الأقل امرأة واثنين من الصبية وحاولوا اغتصاب فتاة واحدة واعتدوا جنسيا على رجل وصبي. قامت القوات بخطف الضحايا وتعريضهم للعنف الشديد والاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي. ارتكب هذه الحالات عدة افراد مسلحين، واستخداموا مركبات عسكرية. تم ارتكاب ست من الحالات السبع في سياق قيام الجنود بواجباتهم المزعومة.

 

297.وشملت الأساليب المستخدمة اغتصاب العصابات، وارتكاب الإيذاء أمام أفراد الأسرة، واستخدام الأسلحة والأشياء، والتعذيب المطول والعنف والإصابات الشديدة. تم استخدام العنف الجنسي كوسيلة لإذلال وإخضاع أفراد مجتمع المهمشين الكبير، وليس فقط الناجين أنفسهم. كان للعنف تأثير عاطفي عميق على المجتمع، الذي يقع بالفعل ضحية التمييز المستوطن .

 

"لأكثر من شهر [تم حجب الاسم] لم يتمكن من الجلوس أو المشي.كان يبكيكل يوم وكان قلقاا دائماا. توقف عن الأكل مما أدى الى اصابة كليتيه. فقد طفلي براءته وأخذت طفولته على يد مجرمين تحميهم القيادة العسكرية"

والدة أحد الناجين من الاغتصاب

ب) الانتهاكات

 
  1. يحظر القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني الاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي.424 قد يؤدي هذا إلى مسؤولية جنائية فردية عن جريمة الحرب المتمثلة في الاغتصاب وأي شكل آخر من أشكال العنف الجنسي فضلاا عن التعذيب والاعتداء على الكرامة الشخصية. 425إن أخذ الرهائن محظور أي اضا من قِبل كياني القانون426 ويعتبر جريمة حرب، وأي اضا في النزاعات المسلحة غير الدولية.
 

299.لدى فريق الخبراء أسباب معقولة للاعتقاد بأن أفراد اللواء المدرع 35 وقوات الحزام الأمني ارتكبوا الاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي، والتي قد يتحمل الأفراد مسؤولية جرائم الحرب المتعلقة بالاغتصاب وأشكال أخرى من أشكال العنف الجنسي وكذلك التعذيب والاعتداء على الكرامة الشخصية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكونوا مسؤولين عن جريمة الحرب المتمثلة في أخذ الرهائن. إن الحكومة اليمنية والإمارات العربية المتحدة، بقدر ما هي مسيطرة على القوات و/ أو المنشآت، ملزمة أي اضا باحترام حقوق الإنسان وحمايتها والوفاء بها. حقوق السكان، وبالتالي اتخاذ إجراءات إيجابية لحماية السكان من العنف الجنسي، وغيرها من الأعمال التي تنتهك حقهم في الحرية والأمن الشخصي.

 

جـ. تعز، خط المواجهة المستمر

 

  1. السياق

 

  1. تعتبر مدينة تعز، عاصمة محافظة تعز، ثالث أكبر مدينة في اليمن من حيث عدد السكان. كانت تعز، المعروفة ساباقا باسم العاصمة الثقافية للبلاد، مسقط رأس احتجاجات عام 2011 التي أدت إلى نهاية حكم الرئيس علي عبد الله صالح. تقع بين الجبال، وعلى الطريق الرئيسي بين صنعاء إلى الشمال، عدن من الشرق، والحديدة إلى الغرب. مع أهميتها السياسية والتاريخية، وموقعها الاستراتيجي الذي يربط بين الأجزاء الشمالية والجنوبية من البلاد ويطل على مضيق باب المندب، تقع المحافظة في قلب النزاع. وتمثل خط المواجهة 428الأطول، مع تعرض سكانها لأكثر من أربع سنوات من القتال لتضييق، بدرجات متفاوتة زمنياا، على الإمدادات الإنسانية وقيود فرضت على حركة سكانها. بعد إطلاق "عملية الرمح الذهبي" والتقدم السريع في أوائل عام 2017 من قبل القوات المسلحة اليمنية والجماعات المسلحة التابعة لها ، عززت الحكومة والقوات التابعة لها مواقعها على الجانب الغربي من المحافظة بينما حافظ الحوثيون على سيطرتهم على المناطق الشمالية والشرقية وخاصة منطقة الحوبان شرق تعز. على الرغم من كون تعز موضوع بيان التفاهم429 بين أطراف النزاع بموجب اتفاقية استكهولم في كانون الاول/ديسمبر 2018، فقد تم إحراز تقدم ضئيل حتى الآن في تنفيذه، واستمرت تعز في كونها رهناا للتفاوض بين مختلف الأطراف. في عام 2019، ازداد تعقيد ديناميات المدينة بسبب وجود مجموعات مسلحة مختلفة تقاتل الى جانب القوات المسلحة اليمنية. أدى الخلاف على السلطة بين العناصر العسكرية والسياسية التي كانت متحدة فقط في قتالها ضد الحوثيين ، إلى مواجهات مسلحة بين هذه الجماعات المختلفة داخل المدينة. في 2019-2018، شهدت تعز مواجهات عنيفة بين الجماعات المرتبطة بالإصلاح والجماعة

السلفية الرئيسية داخل المدينة المتمثله بكتائب ابو العباس.

 
  1. حقق فريق الخبراء البارزين في الوضع في تعز على مدى فترتين من الزمن تعتبران رمزا لمختلف تطورات النزاع في المحافظة. أولاا، حقق الفريق في الانتهاكات المتعلقة بالنزاع في تعز خلال عامه الأول في 2015-2016، وهي فترة ُعرفت بإسم "معركة تعز"، وأعقبت استيلاء مقاتلي الحوثي- صالح على المدينة في آذار/مارس 2015 وما تلاها من الأعمال العدائية بين مقاتلي الحوثي- صالح والمقاومة430. تميزت هذه الفترة بالوضع الذي يشبه الحصار الذي أحدثه مقاتلو الحوثي صالح الذين قطعوا طرق الإمداد الرئيسية عن المدينة بعد دفعهم إلى أطرافها. بعد ذلك، حقق الفريق في الانتهاكات التي وقعت في عامي 2018 و 2019 أثناء القتال المستمر للسيطرة على تعز. بينما استمر "الحصار" في التأثير على المدينة ، تميزت هذه الفترة أي اضا بالاشتباكات التي وقعت بين مختلف الجماعات المسلحة التابعة للقوات المسلحة اليمنية. حدد فريق الخبراء أنماط السلوك التي تُظهر نطاق الانتهاكات التي تحدث ومداها وتثير شواغل جدية بشأن خطر استمرار الانتهاكات، حيث لا تظهر هذه الأنماط أي علامات على التراجع. هذا القسم ليس شاملاا لجميع أنماط أو حوادث الانتهاكات.
 
  1. معركة تعز(2016-2015)
 
  1. في 22 آذار/مارس 2015 ، دخل الحوثيون، بدعم من الجماعات المسلحة الموالية للرئيس

السابق علي عبد الله صالح الذي لعب دورا رئيسيا في الاستيلاء على تعز، المحافظة خلال تقدمهما

جنوباً من صنعاء إلى عدن واستولوا على المطار الدولي لتعز وغيرها من المواقع الرئيسية. سرعان ما أقام مقاتلو الحوثي- صالح معسكرات داخل المدينة، مما أدى إلى زيادة الاحتجاجات المحلية وتشكيل المقاومة في أبريل / نيسان، والتي تضمنت مواطنين من تعز والألوية العسكرية التي ظلت موالية للرئيس هادي (كتائب من الويه تعز 22 و 35 بعد انقسام الألوية بين الطرفين).

  1. بين آذار/مارس وتموز/ يوليو 2015، اندلع قتال عنيف في مدينة تعز والمناطق المحيطة بها بين مقاتلي الحوثي- صالح والمتحالفين مع القوات المسلحة اليمنية. وقد شمل ذلك على ما يبدو الاستخدام العشوائي لأسلحة إطلاق النار غير المباشر مثل قذائف الهاون والمدفعية التي تصيب المدنيين والأهداف المدنية، وإطلاق نيران القناصة على المدنيين بشكل عشوائي أو توجيهها نحوهم، لأن القتال أخذ شكل القتال في المناطق المبنيه من شارع إلى آخر. قدمت قوات التحالف الدعم للمقاومة في تعز من خلال الغارات الجوية على مواقع الحوثيين - صالح المزعومة وانزال جوي للأسلحة والذخيرة للمقاومة داخل المدينة. في أوائل يوليو 2015، عززت القوى بما في ذلك الجماعات السلفية من عدن المقاومة داخل تعز، مما دفع مقاتلي الحوثي - صالح إلى خارج المدينة.
 

304.بدأ حصار مدينة تعز في آب/أغسطس 2015. بعد سيطرة القوات المسلحة اليمنية والجماعات المسلحة التابعة لها على أجزاء من المدينة، تمثلت ردة فعل مقاتلي الحوثي - صالح بالسيطرة على الطريقين الرئيسيين، في الغرب والشرق، داخل وخارج المدينة ، وخلق حصار فعال استمر حتى آذار/مارس 2016. كانت الغارات الجوية من قبل قوات التحالف على المدينة وضواحيها في الشهر الأول من النزاع على أساس يومي واستمرت الغارات الجوية العادية طوال الفترة المتبقية من السنة. في جميع أنحاء المحافظة ، بين آذار / مارس وكانون الأول / ديسمبر 2015، تم التقرير عن 687 غارة جوية من قبل مشروع البيانات اليمني.

 
  1. في تشرين الأول/أكتوبر 2015، تكثف قصف المناطق المدنية داخل المدينة، مما أدى إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين، وتكرار متزايد للهجمات التي نفذت خلال شهري تشرين الثاني / نوفمبر وكانون الأول / ديسمبر وكان لها أثر مدمر. وشملت الاعتقالات من قبل سلطات الأمر الواقع، وهي استهدفت بشكل خاص الأفراد الذين اعتُقد أنهم دعموا المقاومة، اختطاف رجال من مناطق تحت سيطرة الحوثيين أو عند نقاط التفتيش. قام قناصة الحوثي - صالح بقتل عدة مدنيين بالرصاص في نوفمبر في مدينة تعز431. وكان أولئك الذين يعيشون بالقرب من الخطوط الأمامية الأكثر تضررا من القناصة فوق المباني، وبعضهم بدا يستهدف المدنيين، بما في ذلك أولئك الذين يبحثون عن الطعام أو الأمان. بحلول نهاية عام 2015 ، كانت الجبهة الرئيسية تقع في مديريه صاله في شرق المدينة ، حيث أقام الحوثيون نقاطا تطل على قلب المدينة التجاري في آذار/ مارس 2016 ، سيطرت القوات المسلحة اليمنية على مدخل ثالث إلى مدينة تعز ، نحو الجنوب،كاسرة "الحصار."
 
  1. اتفقت أطراف النزاع على وقف إطلاق النار في تعز في 11 نيسان/ أبريل 2016 ، لكن كلا الطرفين انتهك الاتفاق. الهدنة التي تم تجديدها انتهت في 17 نيسان/ أبريل 2016 قبل يوم من استئناف القتال. استمرت الاشتباكات خلال الأشهر التالية، مما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا المدنيين وسط قصف عنيف وقتال بري. بحلول نهاية العام، أصبحت المواقع داخل المدينة راسخة وبقيت الخطوط الأمامية ثابتة إلى حد ما.
 

أ) الانتهاكات والجرائم المزعومة خلال معركة تعز

 

كنت أجلس وأراقب الأولاد يلعبون الكرة الطائرة في الحارة وإذ بصاروخ يصيب الملعب ويصيبهم

جميعاا433."

رجل يبلغ من العمر 36 عامًا من حي الكوثر ، مدينة تعز ، أصيب بجروح في هجوم بقذائف الهاون في 27 يناير 2016

 
  1. منذ بداية النزاع، وخاصةا خلال السنة الأولى، تعرضت مدينة تعز وضواحيها المحيطة وسكانها لقتال عنيف بين أطراف النزاع ، وكل اطراف النزاع احتلت مواقع في مناطق سكنية. تضمنت الهجمات البرية استخدام أسلحة نيران غير مباشرة مثل قذائف الهاون والمدفعية والصواريخ، وكذلك استخدام الدبابات ومدافع ضد الطائرات لضرب أهداف أرضية. تتحمل المناطق السكنية المكتظة بالسكان في المدينة التي تشمل مديريات القاهرة وصاله والمظفر وطأة ذلك، كما يتضح ذلك من حجم التدمير التدريجي الذي يظهر بوضوح على صور الأقمار الصناعية. أصبح العديد من الأحياء، وخاصة تلك الواقعة على أطراف المدينة، خطوط أمامية لحرب المدن التي تضمنت معارك من شارع إلى شارع.434 حقق فريق الخبراء في عينة من حوادث القصف التي وقعت خلال السنة الأولى من النزاع، قيل في معظم هذه الهجمات، أن مقاتلي الحوثي - صالح كانوا مسؤولين عنها، لا سيما بعد تمركزهم في المناطق المرتفعه والمواقع الاستراتيجية في ضواحي المدينة في صيف عام 2015، بعد أن دفعتهم المقاومة إلى خارج المدينة. بدا أن العديد من الهجمات عشوائية بطبيعتها وأفيد أنها أسفرت عن وقوع إصابات في صفوف المدنيين، بما في ذلك بعض الهجمات التي أسفرت عن مقتل وإصابة أعداد كبيرة من الرجال والأطفال المدنيين وهي غالباا ما كانت تحصل عندما كان الناس يمارسون حياتهم اليومية، بما في ذلك التسوق للكبار ولعب الأطفال. كما اتخذ القناصة الحوثيون مواقعهم وأطلقوا النار على المدنيين بتهور أو عن عمد، مما أثار الخوف بين تلك المجتمعات التي تعيش بالقرب من الخطوط الأمامية وعلى الصحفيين الذين يغطون النزاع من الخطوط الأمامية.كما تسبب القصف في تدمير المنازل والمحلات التجارية والمدارس والمباني الحكومية435 والأعيان المدنية الأخرى، بما في ذلك المستشفيات، وفي العديد من الحالات، أدت هذه الهجمات إلى تعطيل توفير الخدمات الحيوية للسكان436. فيما يلي تفاصيل حوادث تعتبر رمزا لهذه الحالة التي حقق فيها فريق الخبراء والتي وقعت خلال السنة الأولى من النزاع في تعز.
 

القصف الحوثي والقناصة

 

هجمات صاروخية على مدينة تعز ، 21 تشرين الاول/أكتوبر 2017

 
  1. في مدينة تعز في 21 كانون الأول/ أكتوبر 2015، قُتل ما لا يقل عن 11 مدنيا (بينهم طفلان وامرأة) وأصيب 29 آخرون (بينهم أربعة أطفال وامرأة) عندما أطلق مقاتلو الحوثي- صالح 15-10 صارواخا على المناطق السكنية والتجارية، بما في ذلك السوق المركزي في حوالي الساعة 16:30. وصف صحفي الحادث حيث قال أنه سمع انفجارات متتالية بالقرب من منزله وأنه زار المواقع التي سقطت فيها الصواريخ، بما في ذلك شارع 26 أيلول/ سبتمبر437 وشارع التحرير438. وصف أحد الشهود كيف ذهب إلى سطح منزله، الواقع في حي المصباح، بعد سماعه للانفجارات وشاهد تأثير الصواريخ على السوق المركزي وشارع 26 أيلول/ سبتمبر، الذي كان مكتظا بالسكان. يحتوي الشارع على العديد من المتاجر، بما في ذلك متجر لبيع ملابس الأطفال وغيرها من الأشياء التي أصيبت مباشرة439. كما سقط صاروخ على بعد حوالي كيلومتر واحد من مدرسة هائل للبنات، التيكانت تستخدمكقاعدة عسكرية لكتائب أبو العباس منذ بداية النزاع في آذار/ مارس 2015440. استقبل الأطباء في مستشفى الثورة أكثر من 50 مريضا وعالجوا الإصابات في الصدر والبطن والرأس.441 قال شهود أنهم رأوا ما بين 10 و 15 صارواخا ، تقريباا ، أفادوا أنهم يعتقدون أن الصواريخ أطلقت من عدة مواقع بما في ذلك تلة سوفيتيل وشارع الستين، حيث أفاد السكان إلى أنهما مواقع للحوثيين442. ومع ذلك ، بالنظر إلى عدد الصواريخ التي تم إطلاقها، فمن المرجح أنها أطلقت من مكان واحد. كانت المناطق التي قصفت خلال هذا الهجوم تحت سيطرة المقاومة في ذلك الوقت.
 

309.كان من المعروف أن مقاتلي الحوثي-صالح يمتلكون نوع الصواريخ المستخدمة في هذا الهجوم )21-BM( ، وكانت الأهداف التي تأثرت تقع ضمن نطاق تغطية صواريخ مقاتلي الحوثي- صالح من المواقع التي احتلوها داخل المدينة. علاوة على ذلك، سقطت الصواريخ في جزء من المدينة تحت سيطرة القوات المسلحة اليمنية والجماعات التابعة لها. لذلك وجد فريق الخبراء أٔسباباً معقولة للاعتقاد بأن مقاتلو الحوثي -صالح تسببوا في مقتل وإصابة المدنيين وتدمير الأهداف المدنية في هذه الحالة من خلال استخدام أسلحة نيران غير مباشرة لها تأثير واسع النطاق في منطقة مأهولة بالسكان المدنيين.

 

هجوم بقذائف الهاون على حي الكوثر ، 27 كانون الاول/يناير 2016

 

  1. في 27 كانون الثاني/ يناير 2016، في حوالي الساعة 5:30 مساءا ، سقطت قذيفة هاون على شارع العريش443 في حي الكوثر، في شمال مدينة تعز، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص (رجل وثلاثة أولاد) وجرح 17 آخرين ( 12 رجلاا وخمسة أولاد) أثناء لعبهم لكرة الطائرة. قال أحد الشهود إن هذا حدث بالقرب من منزله، القريب من مسجد الكوثر، "كان الرجال يلعبون كرة الطائرة وسقطت قذيفة فجأة وكان الوضع بائساا"444.كان الجيران يلعبونكرة الطائرة يومياا منذ بداية الحرب، وفقا لشخص محلي آخر شهد ما حدث وأصيب.كان السكان يجتمعونكل يوم بين الساعة 16:00 والساعة 18:00، ولكننا "توقفنا مباشرة بعد ما حدث، كنا نلعب منذ بداية الحرب حيث لم يكن لدينا أي شيء بسبب الحصار على المدينة445. أصيب الشاهد الثاني في هجوم سابق بقذائف الهاون على الحي في 10 أغسطس 2015، وأصيب بجروح في الرأس.
 
  1. وصف أحد الشهود الحي بأنه "مزدحم، متواضع ، ومليء بالسكان".447 في وقت الهجوم ، كانت المنطقة تحت سيطرة المقاومة ، كما كانت معظم المدينة. على وجه التحديد ، من المعروف أن كتائب الحسم 448، التي كانت تسيطر على هذه المنطقة في ذلك الوقت ، كانت موجودة في المنطقة من وقت لآخر449. أفادت التقارير أن المقاومة الشعبية كانت تسيطر على مبنيين، المعهد الوطني للعلوم الإدارية والمنظمة المركزية للتحكم والمساءلة ، على بعد حوالي نصف كيلومتر في اتجاه الشمال الغربي من حيث سقطت قذيفة الهاون450. ويُزعم أن هذا الهجوم شن من منطقة قصر الشعب، والمعروف أي اضا باسم القصر الجمهوري ، أو من الشارع 60 ، وكلاهما كان وقت وقوع الهجوم تحت سيطرة مقاتلي الحوثي- صالح.451 صرح أحد السكان المحليين، "يفهم الناس أنه تم إطلاقه من قصر الشعب في الشرق حيثكان الحوثيون ، لم يكن أحد في الغرب .
 
  1. كان من المعروف أن مقاتلي الحوثي صالح يمتلكون قذائف الهاون مثل تلك المستخدمة في هذا الهجوم، وكانت المواقع التي احتلوها في المدينة ضمن نطاق المواقع التي تأثرت من هذه الأسلحة. علاوة على ذلك، سقطت قذائف الهاون على جزء من المدينة تحت سيطرة القوات المسلحة اليمنية والجماعات التابعة لها. وجد فريق الخبراء أسباابا معقولة للاعتقاد بأن مقاتلي الحوثي صالح تسببوا في مقتل وإصابة المدنيين وتدمير الأهداف المدنية في هذه الحالة من خلال استخدام أسلحة إطلاق نار غير مباشرة ذات تأثير واسع على منطقة واسعة في منطقة مأهولة بالسكان المدنيين.
 

هجوم قناص يقتل الصحفي أحمد الشيباني، 16 شباط/ فبراير 2016

 

313.بالنسبة لأولئك الذين يعملون أي اضا بالقرب من الجبهات الأمامية، مثل الصحفيين والناشطين، كانت المخاطر هائلة. قُتل الصحفي أحمد الشيباني برصاص قناص، يقال إنه مقاتل من الحوثي -صالح ، في 16 فبراير / شباط 2016 بينما كان هو وزملاؤه يغطون الأحداث في منطقة بالقرب من مصنع البلاستيك في الحوبان ، شرق المدينة453. تم تصوير عملية القتل وبثتها قناة اليمن للشبابالتلفزيونيةوتبينأنرصاصةواحدةأطلقت علىالشيبانيأثناءعبورهللشارع،بعدثواٍن من عبور ثلاثة مدنيين آخرين في نفس المكان454. قال أحد الزملاء الذي كان يعمل معه في ذلك اليوم إنه على الرغم من أنهم لم يرتدوا سترات خاصة بالصحافة في ذلك اليوم، كانوا واثقين من أنهم تم التعرف عليهم من قبل كصحفيين لأنهم كانوا يحملون كاميرا بوضوح ، ويمكن تحديدها بوضوح على هذا النحو455. أصدرت لجنة حماية الصحفيين بياانا حول مقتله ودعت جميع الأطراف إلى تحمل مسؤوليتها بعدم استهداف الصحفيين .

 
  1. وجد فريق الخبراء أسبابا معقولة للاعتقاد بأن قناص الحوثي -صالح كان مسؤولا عن هذا القتل العمد.
 

الإنتهاكات

 

  1. يحظر القانون الإنساني الدولي الهجمات المباشرة ضد المدنيين ، ولا يجوز توجيه الهجمات إلا ضد المشاركين مباشرة في الأعمال العدائية. يُعد توجيه الهجمات المتعمدة ضد السكان المدنيين بصفتهم هذه أو ضد الأفراد المدنيين الذين لا يشاركون مباشرة في الأعمال العدائية انتها اكا خط ايرا للقانون الإنساني ويصل إلى حد جريمة الحرب التي قد تؤدي إلى مسؤولية جنائية فردية457. يحظر مبدأ التمييز كذلك الهجمات العشوائية ، أي الهجمات التي من هذا النوع لضرب الأهداف العسكرية والمدنيين أو الأعيان المدنية دون تمييز458. تشكل الهجمات العشوائية ، على سبيل المثال ، هجمات تستخدم طريقة أو وسيلة للقتال لا يمكن توجيهها نحو هدف عسكري محدد.459 إن شن هجوم عشوائي يؤدي إلى مقتل أو إصابة مدنيين يعد جريمة حرب.
 
  1. هناك أنواع معينة من الأسلحة المتفجرة التي لها مدى واسع الصدمات ، مثل المدفعية ومدافع الهاون والصواريخ غير الموجهة، والتي تستخدم التفجير والشظايا للقتل والإصابة تكون غير دقيقة بطبيعتها عندما تستخدم في أماكن سكنية. في عام 2011، ذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه "نظرا للاحتمالية الكبيرة للتأثيرات العشوائية وعلى الرغم من عدم وجود حظر قانوني صريح لأنواع محددة من الأسلحة، ترى اللجنة الدولية أنه ينبغي تجنب الأسلحة المتفجرة ذات المدى الواسع التأثير في المناطق المكتظة بالسكان461. "استخدام هذه الأنواع من الأسلحة ضد الأهداف العسكرية الموجودة في المناطق المأهولة بالسكان" من المحتمل أن يكون ضد قواعد القانون الإنساني الدولي التي تحظر الهجمات العشوائية وغير المتناسبة462 "مبدأ التمييز مهم بشكل خاص في سياق استخدام الأسلحة الثقيلة بكثافة في المناطق المأهولة بالسكان، كما هو الحال في حوادث القصف المذكورة أعلاه. على الرغم من وجود أهداف عسكرية يمكن تحديدها والتي ربما كانت هدف الهجوم، إلا أن نوع السلاح المستخدم والمكان الذي أطلق منه يجعلان الهجوم بلا تمييز. لدى فريق الخبراء أسباب معقولة للاعتقاد بأن مقاتلي الحوثي- صالح كانوا مسؤولين عن شن هجمات على مناطق مكتظة بالسكان باستخدام أسلحة غير مباشرة ذات تأثير واسع النطاق قد يصل الى الهجوم العشوائي. قد يولد ذلك مسؤولية جنائية عن جريمة الحرب المتمثلة في شن هجوم عشوائي يؤدي إلى مقتل أو إصابة مدنيين463. نظارا لظروف الهجوم، على سبيل المثال توقيت الهجوم الذي ضرب السوق المركزي في ساعة مزدحمة، انتهك الحوثيون أي اضا الالتزام باتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لحماية المدنيين وتقليل الخسائر في صفوفهم.
 
  1. فيما يتعلق بمقتل الصحفي على يد قناص في 16 فبراير/ شباط 2016 ، لدى فريق الخبراء أسباب معقولة للاعتقاد بأنه استهدف عمدا بواسطة قناص من الحوثيين. حقيقة أنه أطلق عليه الرصاص بعد أن عبر ثلاثة مدنيين الطريق بالفعل والدقة التي أصيب بها في الرأس تدل على أن القناص أطلق النار عليه عمدا وأنه لم يطلق النار بشكل عشوائي. بالإضافة إلى ذلك ، لم تكن هناك أي إشارة على إن كان الصحفي يشارك مباشرة في الأعمال العدائية وبالتالي فقد حمايته كمدني وقت قتله. علم القناص أوكان ينبغي أن يعلم أن الشخص الذي استهدفهكان مدنياا. قد يؤدي ذلك إلى مسؤولية جنائية فردية عن جريمة الحرب المتمثلة في توجيه هجوم متعمد ضد مدني لا يشارك مباشرة في الأعمال العدائية.
 

قصف مزعوم من قبل القوات المسلحة اليمنية والجماعات التابعة لها

 

  1. خلال النزاع في تعز، ورد أن القوات المسلحة اليمنية والجماعات التابعة لها اطلقت النار أي اضا على المناطق المأهولة التي يسيطر عليها الحوثيون باستخدام أسلحة نارية غير مباشرة ذات تأثير واسع على المنطقة. في 9 أغسطس 2015 464، في فترة ما بعد الظهر، سقطت قذيفة هاون أطلقتها المقاومة465 في منتصف شارع في حي الصويمل ، في مديرية الصاله ، مدينة تعز ، مما أسفر عن إصابة 16 مدنيا (12 صبيا ، ثلاثة رجال وامرأة واحدة). بحسب أحد الشهود، "كان الأطفال يلعبون في الشارع عندما سقط الصاروخ"466. وصف شاهد آخر تأثير القذيفة: "سمعت قذيفة قوية وسقط الهاتف من يدي بسبب تأثيره، سمعت صراخاا عالياا وركضت لأرى ما حدث، كان الجميع يصرخون قذيفة ، قذيفة"467 . وقت وقوع الهجوم،468 كانت المنطقة تحت سيطرة مقاتلي الحوثي-صالح، وكان مقاتلو الحوثي-صالح في بعض المباني في شارع بجوار المكان الذي كان يلعب فيه الأطفال ، وفاقا لأحد الشهود469. وورد أن المقاومة كانت على بعد حوالي 100 متر من الشارع الذي استهدف كما واحتلت مدرسة ومكتبة قريبة470. شهدت المنطقة مواجهات عنيفة بين الجانبين رغم أن ذلك اليومكان هادائا وفاقا لشاهد واحد. توقفت المواجهات في المنطقة في أوائل عام 2018 ، وفي ذلك الوقت تم تهجير العديد من السكان المحليين ، تاركين سوق الصويمل وهو كان شارعا مزدهرا مليئا بالتجار، وأصبح مهجورا تماما الآن471. لم تصل التحقيقات في حادثة القصف المزعوم هذه إلى نتيجة فيما يتعلق بالمسؤولية بسبب وجود مواقع كلا الطرفين ضمن نطاق هذا الموقع ولا يوجد أي دليل واضح حول الاتجاه الذي تم إطلاق القصف منه.
 

319.استمرت الأعمال القتالية في الضواحي الشرقية للمدينة، ونفذت القوات المسلحة اليمنية والجماعات التابعة لها هجمات في الأحياء السكنية في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، مما تسبب في خسائر في صفوف المدنيين472. حقق فريق الخبراء في عدد من حوادث القصف هذه في مدينة تعز التي يُزعم أنها نسبت إلى القوات المسلحة اليمنية والجماعات التابعة لها ، والتي لم تتوصل التحقيقات بشأنها إلى استنتاجات فيما يتعلق بالطرف المسؤول بحلول وقت الانتهاء من هذا التقرير.

 
  1. الصراع المستمر للسيطرة على تعز(2016 – 2018)

 

  1. خلال عامي 2018 و 2019 ، تغيرت ديناميكيات النزاع داخل مدينة تعز، بما في ذلك تصاعد النزاع بين الجماعات التابعة للقوات المسلحة اليمنية. في حين أن القتال بين الحوثيين والجماعات اليمنية التابعة للقوات المسلحة اليمنية انخفض نسبياا في الشدة ، إلا أن الأنماط المرصودة ساباقا ، بما في ذلك استمرار القيود المفروضة على حرية التنقل ، استمرت في التأثير على المدنيين. انتهى عام 2017 بغارة جوية قاتلة في 26 ديسمبر / كانون الأول قصفت سوق محسيس في مديرية التعزية ، مما أسفر عن مقتل 36 مدنيا على الأقل (بينهم تسعة أولاد) ، وجرح 46 رجلاا473. في حين أن عدد الغارات الجوية في عامي 2018 و 2019 كان أقل مقارنة بالسنوات السابقة ، وفاقا لمشروع البيانات اليمني ، استمرت الغارات الجوية في المحافظة في احداث إصابات بين المدنيين، مما يبرز المخاوف المستمرة بشأن عمليات الاستهداف التابعة للتحالف.
 
  1. على الرغم من الانخفاض في القتال المستمر في عامي 2017 و 2018 بين الحوثيين والقوات المسلحة اليمنية والجماعات التابعة لها مقارنة بالعامين الأولين من النزاع ، فإن القتال المتقطع والقصف المكثف طوال الفترة استمر في إلحاق الضرر بالمدنيين والتأثير على الأهداف المدنية. في بداية عام 2018، قيل ان هناك قصف عشوائي على المناطق السكنية في مدينة تعز، وكذلك في منطقتي المقبنه والوازعية475. يُزعم أن الصواريخ التي أطلقت من مواقع الحوثيين قتلت وجرحت مدنيين في المديريات الريفية بالمحافظة، في مناطق خالية من أي نزاع قريب أو أهداف عسكرية واضحة. استمر القناصة الحوثيون في تهديد أولئك الذين يعيشون بالقرب من الجبهات الأمامية ، والذين يتعرضون في حياتهم اليومية لخطر إطلاق النار عليهم. من أواخر مايو 2019 ، تصاعد القتال العنيف على أطراف المدينة من الغرب والشمال والشرق باستخدام أسلحة ثقيلة. بدأت المواجهات في ساعة متأخرة من الليل واستمرت حتى الصباح476. كما وصفها أحد السكان المحليين: "في ثلاثة أيام تمت إعادتنا إلى بداية الحرب.
 
  1. منذ حزيران/يونيو 2018 وصاعدا، سعت القوات المسلحة اليمنية والجماعات التابعة لها لكسر الحصار على المدينة من خلال مهاجمة طرق الإمداد الحوثية الرئيسية المؤدية إلى محافظتي الحديدة وإب. على الرغم من فتح طريق أدى إلى عدن ، ظل الوصول الإنساني والتجاري مقيادا بسبب ظروف الطرق والسيطرة على الطرق الرئيسية على الرغم من محاولات التوسط في وقف إطلاق النار وفتح الطريق من وإلى تعز.
 
  1. قامت جميع أطراف النزاع بالاعتقال والاحتجاز التعسفيين، ووردت أنباء عن العديد من حالات الاختفاء القسري وكذلك عن أماكن احتجاز غير قانونية وسرية في تعز. ووردت أنباء عن التعذيب وغيره من أشكال سوء المعاملة في مراكز الاعتقال التي تديرها سلطات الأمر الواقع.
 

324.اندلعت اشتباكات داخلية عنيفة في بعض الأحيان خلال عام 2018 بين قوات مختلفة تقاتل إلى جانب القوات المسلحة اليمنية، وهي كتائب أبو العباس والجماعات التابعة لحزب الإصلاح. (بما في ذلك اللواء 22 مشاه آلي. في آب/ أغسطس 2018، عقد اجتماع طارئ بين الرئيس هادي ومحافظ تعز أمين محمود، مما أسفر عن إنشاء لجنة امنية لإنهاء العنف479. ومع ذلك، استمرت التوترات والاشتباكات، وتفاقمت في آذار/ مارس ونيسان/ أبريل 2019 مع مزاعم بحدوث انتهاكات لحقوق الإنسان ، بما في ذلك عمليات الإعدام دون محاكمة480. كجزء من اتفاق تم التوصل إليه، في أيار/ مايو 2019، انسحبت كتائب أبو العباس من المدينة القديمة، التي سيطرت عليها، وأعادت نشرها على جبهة الكدحه، على الجانب الغربي من تعز. أدت المنافسة على النفوذ والسلطة بين هذه الجهات الفاعلة المختلفة التي تعمل مع القوات المسلحة اليمنية في تعز إلى تفاقم حالة انعدام الأمن الناجمة عن النزاع المسلح، وأعاقت تحسين الأمن وسيادة القانون والمساءلة داخل المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة في تعز. استمرت هذه التطورات في إعاقة وصول

الضحايا وعائلاتهم إلى العدالة، بما في ذلك انتهاكات حقوق الإنسان.

  

325.في 24 أيار/ مايو 2019، في مديرية ماويه، في غرب محافظة تعز، في حوالي الساعة 12:20 ظهرا ، وقت صلاة الجمعة تقريبا، دمر انفجار، يُزعم أنه نتيجة غارة جوية، محطة وقود، قتل 12 مدنيا (بينهم سبعة أولاد) وجرح اثنين آخرين481 اثنان من الرجال الذين قتلوا كانا موظفين في محطة الوقود، والأشخاص الثلاثة الباقون لم يتم التعرف عليهم. وكان الرجلان المصابان من موظفي محطة الوقود. 482هرع السكان المحليون إلى مكان الحادث، ووصف أحد الشهود أنهم شاهدوا النار وبقايا القتلى483. حدد فريق الخبراء موقع محطة الوقود، التي تقع في منطقة نائية وريفية من المديرية، وحصل على صور الأقمار الصناعية والأدلة الفوتوغرافية التي أكدت تدميرها. وفاقا لشهود عيان لحادثة الانفجار، لم تكن هناك مواقع عسكرية أو وجود عسكري في المنطقة

 

326.تلقى فريق الخبراء تقارير485 عن غارتين جويتين ُزعم أنهما وقعتا في 28 حزيران/ يونيو 2019 عند الظهر تقريباا على منزل في منطقة ورزان، في مديرية دمنة خضير، وأفيد أن الغارة الأولى أسفرت عن مقتل ستة أشخاص على الأقل (رجلان وامرأة واحدة وثلاثة أطفال). وذُكر أن المنزلنفسه قد تعرض للهجوم مرة أخرى، لمرة ثالثة، في 2 يوليو/ تموز.

 

327.لا يزال فريق الخبراء يشعر بالقلق إزاء هذه الغارات الجوية المزعومة ، والتي لم تكتمل التحقيقات بشأنها حتى وقت الانتهاء من هذا التقرير، وإن أثبتت، أن هذه الهجمات تعرض أنماطاً مماثلة للهجمات الأخرى التي وثقها الفريق ، والتي أثيرت بشأنها مخاوف حول انتهاك القانون الإنساني الدولي فيما يتعلق بمبادئ التمييز التي قد يكون لدى التحالف أو التناسب ، وكذلك الاحتياطات في الهجوم ، وهذه الانتهاكات قد تشكل جرائم حرب.

 

القصف الحوثي وهجوم القناصة "

نحن نعيش بين الحياة والموت ولا يمكننا الذهاب إلى أي مكا          

 والد أطلق قناص النار على ابنه البالغ من العمر 13 عامًا

 
  1. أسفرت حوادث القصف والقناصة عن مقتل وإصابة المدنيين ، ولا سيما الأطفال. حقق فريق الخبراء في عينة من الادعاءات الرمزية ، عبر إجراء تقصي حقائق مفصل في العديد منها. في حالتين قام فريق الخبراء بالتحقيق فيهما ، سقطت صواريخ أطلقت من مواقع الحوثيين المزعومة في المناطق الريفية ، مما أدى إلى مقتل وإصابة ثمانية من الإناث من عائلة كبيرة ، وفي الحالة الأخرى قتل وجرح سبعة إخوة وأخوات أثناء سيرهم في مقبرة في صباح عيد الفطر. في حالتين أخريين ، تم إطلاق النار على فتاة تبلغ من العمر 12 عااما وصبي يبلغ من العمر 13 عااما على أيدي قناصة الحوثيين المزعومين خلال أسبوع عيد الفطر. وترد أدناه نتائج هذه الحالات ، وكذلك وفاة اثنين من النشطاء الذين يساعدون العائلات على الجبهات الأمامية.
 
  1. وثق فريق الخبراء مقتل اثنين من النشطاء المحليين ففي 8 شباط / فبراير 2018 كان الناشطون يساعدون الأسر التي تعيش بالقرب من الجبهات، وهما ريهام بدر الذبحاني ومؤمن سعيد حمود رسام. قُتل الاثنان في مديرية صاله نتيجة لإطلاق نار عشوائي من سلاح متوسط الى ثقيل الحجم من موقع الحوثيين 487، وربما عبر طلقة مقاومة للطائرات488. كانت ريهام من الناشطين البارزين في تعز وأي اضا مراقبة ميدانية للجنة التحقيق الوطنية.
    
  1. في 28 نيسان / أبريل 2019، سقط صاروخ على منزل في منطقة جبل حبشي، مما أسفر عن مقتل خمسة من الإناث من عائلة كبيرة (امرأتان وثلاث فتيات)، وإصابة ثلاث فتيات تتراوح أعمارهن بين 3 و 4 و 12 سنة. سمع قريب للعائلة صاروخا يمر فوق منزله في ذلك الصباح بعد صلاة الفجر واعتقد أنه سقط في حقل كما رأى الكثير من الغبار. عندما وصل إلى المنزل مكان الحادثه ، قال إنه رأى جثث الموتى ويمكنه "سماع معاناة أقربائه". حاول إزالة الجثث وتمكن من انقاذ إحدى الفتيات الصغيرات المصابات490. يُعتقد أن مقاتلي الحوثي أطلقوا الصاروخ من موقعهم في منطقة الكدحة 491 الواقعة على الجانب الغربي من مدينة تعز492. في حادثة أخرى، يوم الثلاثاء 4 حزيران/ يونيو 2019، في حوالي الساعة 6:30 صبا احا، في صباح عيد الفطر ، قتل صاروخ فتاة في السادسة من العمر وأصاب ستة أطفال آخرين (أربعة فتيان وفتاتان)493 . كان الأطفال يمشون من قرية العصب إلى قرية القردين، الواقعة في حي المسراخ عبر مقبرة ، عندما سقط الصاروخ وانفجر. "[كنا] في طريقنا للصلاة؛ لقد كنا بالقرب من المكان وتفاجأنا بصاروخين. شاهدنا الدخان والنار ورأينا الأطفال يفرون من الحادث ورأينا بعض الأشخاص يساعدون الطفل. ذهبنا إلى المكان للمساعدة ولإنقاذ الاطفال. 494 " فُهم أن مقاتلي الحوثي أطلقوا الصاروخ من مواقعهم في الحوبان، شرق مدينة تعز.
 
  1. في 2 حزيران/ يونيو 2019، في حوالي الساعة 3:30 صبا احا، أصابت رصاصة أطلقها قناص يعتقد أنه من مقاتلي الحوثي فتاة تبلغ من العمر 12 عااما. اخترقت الرصاصة منزل جدها في مديرية المظفر، غرب مدينة تعز. توفيت فيما بعد متأثرة بجراحها في 7 حزيران/ يونيو 2019 496. كانت تتناول السحور ، الوجبة الثانية خلال شهر رمضان، مع أجدادها وعمتها في الطابق الأرضي من منزل أجدادها، والذي يقع في شارع الثلاثين، بالقرب من المطار القديم، منطقة قريبة من الجبهة الأمامية497. كانت هذه المنطقة عرضة لمواجهات شديدة خلال الليل498. دخلت الرصاصة من خلال نافذة معدنية صغيرة في الجزء الأمامي من المنزل ثم خرجت من الباب إلى المكان / الصالون حيث كانت الأسرة تأكل وأصابت الفتاة في رقبتها499. يبدو أن القناص أطلق رصاصة واحدة بدلاً من عدة طلقات من الأسلحة الخفيفة، حيث لم ترد أنباء عن أن الرصاص قد اخترق المنزل.
 
  1. في 5 يونيو / حزيران 2019، في اليوم الثاني من عيد الفطر، أطلق قناص النار على صبي يبلغ من العمر 13 عااما وقتله بينماكان يجلب الماء في الصباح الباكر في منطقة المفتش، عصيفرة، في شمال مدينة تعز500. هرع والده، الذي نبهه أصدقاء ابنه، إلى البئر، على بعد 400 متر من منزله، ورفع ابنه النازف على دراجته النارية لنقله إلى المستشفى501. وبحسب ما ورد كان القناص متموضعا على بعد حوالي كيلومتر واحد502، واستنادا إلى صور المنطقة التي فحصها فريق الخبراء، كان من الممكن أن يكون لديه رؤية واضحة للطفل الصغير. قال الأب إنهم يعيشون على خط

المواجهة، "نحن نعيش بين الحياة والموت ولا يمكننا الذهاب إلى أي مكان"503. كان هذا الفتى أحد ثلاثة أطفال أطلق عليهم قناصة الحوثيون النار في المدينة خلال أسبوع عيد الفطر.

 

الانتهاكات

 
  1. يحظر القانون الإنساني الدولي الهجمات المباشرة ضد المدنيين وينص على أنه لا يجوز توجيه الهجمات إلا ضد المشاركين مباشرة في الأعمال العدائية. يعد توجيه الهجمات المتعمدة ضد السكان المدنيين بصفتهم هذه أو ضد الأفراد المدنيين الذين لا يشاركون مباشرة في الأعمال العدائية انتها اكا خط ايرا للقانون الإنساني ويصل إلى حد جريمة الحرب504. يحظر مبدأ التمييز كذلك الهجمات العشوائية، أي الهجمات التي من هذا النوع لضرب الأهداف العسكرية والمدنيين أو الأعيان المدنية دون تمييز505. تشكل الهجمات العشوائية، على سبيل المثال، هجمات تستخدم طريقة أو وسيلة للقتال لا يمكن توجيهها نحو هدف عسكري محدد506. إن شن هجوم عشوائي يؤدي إلى مقتل أو إصابة مدنيين يعد جريمة حرب.
 
  1. في جميع الهجمات الموصوفة أعلاه، قدم فريق الخبراء أسبابا معقولة للاعتقاد بأن الحوثيين كانوا مسؤولين، بسبب موقع تموضعهم فيما يتعلق بمكان وقوع الأسلحة. القصف الذي وقع في المناطق الريفية دون قتال حوله هو بمثابة هجمات عشوائية بسبب طبيعة السلاح المستخدم والمكان الذي يستهدفه. حتى لوكانت الأهداف العسكرية المحددة قد تكون هدفاا للهجوم ، فإن حقيقة أن نوع السلاح المختار لا يضمن أنه يمكن التمييز بين تلك الأهداف والمدنيين المعروفين في المناطق بشكل صحيح ، مما يجعل الهجوم عشوائياا، وانتهاكا للقانون الإنساني الدولي. في حالة الصبي الذي يبلغ من العمر 13 عااما والذي قُتل في 5 حزيران/ يونيو 2019 ، لدى فريق الخبراء أسباب معقولة للاعتقاد بأن الحوثيين استهدفوا مدنياا بشكل متعمد، حيث كان هناك على ما يبدو خط واضح للعيان فيما يتعلق بماكان مستهدفاً .
 
  1. وجد فريق الخبراء أسبابا معقولة للاعتقاد بأن الحوثيين مسؤولون عن شن هجمات عشوائية تؤدي إلى مقتل أو إصابة مدنيين، وفي قضية قناص واحدة، لاستهداف المدنيين عمدا. هذه الأعمال قد تؤدي إلى مسؤولية جنائية فردية عن جرائم الحرب.
  1. إستخدام الالغام الارضية من قبل الحوثيين
 

"لم نكن نعرف أن هناك ألغام أرضية زرعها الحوثيون. دست على لغم أرضي بينماكنت أسير.لقد تم زرع لغم أرضي بجانب الطريق وآخر بالقرب من بئر الماء. صرخت ، "ساعدوني". تنفست بشدة وجلست لفترة حتى وجدت شخصاً يأخذني إلى المستشفى. لقد صدمت عندما علمت أن قدمي قد بترت "


ضحية لغم أرضي في تعز

  1. استمر تاثير الألغام الأرضية التي زرعها الحوثيون منذ عام 2015 ، أثناء تقدمهم نحو تعز، في إلحاق الأذى بالمدنيين حتى عام 2019. إن زرع الألغام في بداية النزاع لإبطاء تقدم القوات المسلحة اليمنية والتابعة لها، أدى الى تلوث مساحات شاسعة من المحافظة. ألحقت الألغام الأرضية المضادة للأفراد والمضادة للمركبات التي زرعت في مداخل ومخارج المدن والبلدات والقرى، وكذلك في المنازل والحدائق والأراضي الزراعية في المناطق التي قاومت وجود الحوثيين أضرارا في حياة السكان وسبل عيشهم. تعز هي واحدة من أكثر المحافظات المتضررة بالألغام في اليمن حيث قتلت الألغام الأرضية وشوهت المدنيين، وأعاقت حياتهم، وعرقلت وصول المساعدات الإنسانية، ومنعت عودتهم بأمان إلى منازلهم.
 
  1. استعرض فريق الخبراء 32 حادث لغم أرضي في تعز حدثت بين الفترة من تموز/ يوليو 2016 إلى تموز / يوليو 2018. تحقق فريق الخبراء من 17 حادث انفجار الغام ارضية في تعز والتي تسببت بمقتل 15 مدني (7 أطفال، و 6 رجال، وامرأتين) وكذلك جرح 28 مدنيا ( 12 رجل، و9 اطفال، و7 نساء). تشير سجلات اللجنة الوطنية للتحقيق اليمنية إلى أن 145 مدنيا (70 رجلاا و 35 طفلاا وتسع نساء) قُتلوا بسبب انفجار ألغام أرضية في تعز، وأصيب 138 مدنيا (89 رجلاا و 34 طفلاا و 15 امرأة) من بداية النزاع حتى كانون الثاني/ يناير 2019. وفاقا لما ورد لفريق الخبراء فأن مركز الاطراف الصناعيه وإعادة التأهيل التابع لمكتب الصحة العامة والسكان في تعز عالج 288 من ضحايا الألغام الأرضية بترت أطرافهم بسبب إصابات الانفجار وينتظرون الأطراف الاصطناعيه.508 توضح هذه الأرقام وحدها حجم تأثير الألغام الأرضية على المدنيين في المحافظة. حقق فريق الخبراء في عينة من الحوادث الناتجه عن انفجارات الألغام الأرضية التي أسفرت عن مقتل وجرح مدنيين، ترد تفاصيلها أدناه.
  1. في 15 يونيو / حزيران 2018 ، في الصباح الباكر ، أصيب رجل جراء انفجار لغم أرضي بالقرب من قرية المعقر في مديرية الموزع .509 بينما كان في طريقه يرعى الاغنام، داس على لغم أرضي. أدى الانفجار إلى بتر قدمه اليسرى. كان الرجل يكسب رزقه من الرعي. على عكس كثيرين آخرين من قريته، فقد قرر البقاء عندما تقدم الحوثيون في المنطقة في المراحل الأولى من النزاع. استعادت القوات المسلحة اليمنية سيطرتها على المنطقة بحلول ديسمبر 2015، لكن الألغام التي زرعها الحوثيون ظلت.
 
  1. في حادثة أخرى، في 14 سبتمبر / أيلول 2017 ، الساعة 13:00، قُتلت امرأة وطفلها في مديرية الصلو عندما داست على لغم أرضي زرع على طريق على بعد 300 متر من منزلها. ووفاقا للشهود ، تلقت المرأة تهديدات عبر الهاتف من أحد زعماء الحوثيين المحليين الذي قيل إنه أراد التحدث إليها حول "حركات غير طبيعية بالقرب من منزلها". ورد أن الشهود سمعوا صوت الانفجار ورأوا الدخان عندما انفجر الجهاز. علما ان المرأة سبق وقد أصيبت من قبل قناص حوثي أثناء عملها في مزرعتها.
 
  1. في 7 يوليو / تموز 2017 ، حوالي الساعة 09:00 صبا احا، تم تشويه سيدتين عندما انفجر لغمان أرضيان في منطقة الشقب بمديرية صبر الموادم في محافظة تعز. اللجان الشعبية التابعة للحوثيين والجماعات المسلحة المكونة من وحدات الجيش الموالية للرئيس السابق قد زرعت الألغام الأرضية على الطريق الغير معبدة في منطقة الشقب، وهو موقع استراتيجي للوصول إلى قرى مختلفة، لإبطاء تقدم جماعات المقاومة التابعة للقوات المسلحة اليمنية. أصبحت الألغام الأرضية تهديداً واضحاً للمدنيين في هذه المنطقة حيث قتل ثلاثة وأصيب 11 آخرون.
 
  1. في 13 شباط/ فبراير 2019 ، أصيبت امرأتان بجروح نتيجة انفجار لغم أرضي في حي ذراع الغبار، شرقي قرية الشقب، في مديرية صبر الموادم. في الساعة 10:30 من ذلك اليوم، كانت امرأة تبلغ من العمر 43 عااما تجمع الحطب للطهي قد دعست على لغم أرضي. أدى الانفجار إلى إصابة المرأة وبتر ساقها اليمنى. ساعد الشهود في نقلها إلى مستشفى الصفوة في مدينة تعز . 510 كما أصيبت سيدة في الخامسة والعشرين من عمرها في يدها وساقها جراء شظايا الانفجار نفسه. وفاقا لسكان محليين ، لم تكن هاتان المرأتان أول ضحايا الألغام الأرضية في القرية.كان 14 قروايا قد وقعوا بالفعل ضحايا للألغام الأرضية التي زرعها الحوثيون في المناطق الشرقية من الشقب، على الطرق والأجزاء السكنية، قُتل ثلاثة منهم وأصيب 11 آخرون، بينهمٍأربع نساء عانين من البتر وأصبحن معاقات بشكل دائم. تتميز قرية الشقب بموقع استراتيجي عال في الجبال في محافظة تعز الجنوبية، وقد استخدم الحوثيون الألغام على نطاق واسع في المنطقة لعرقلة تقدم القوات المسلحة اليمنية والجماعات التابعة لها ، وعزلت قريه يبلغ عدد سكانها 10000 شخص وحولتها إلى خط

مواجهة.511 لا توجد علامات أو خرائط للإشارة إلى مواقع الألغام.

 

 الانتهاكات

 
  1. رغم أن القانون الإنساني الدولي العرفي لا يحظر في حد ذاته استخدام الألغام الأرضية، فإنه يفرض قيودا على استخدامها. تبعا لذلك، يجب توخي الحذر الشديد من جانب أطراف النزاع لتقليل الآثار العشوائية للألغام الأرضية.512 .
  2. في أيار / مايو 2019، أكدت سلطات الأمر الواقع لفريق الخبراء أن الحوثيين استخدموا ألغام ضد المركبات، لكنهم أنكروا استخدام ألغام ضد الأفراد، مشيرة إلى إلتزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك اتفاقية حظر الألغام ضد الأفراد التي صادقت عليها اليمن.
 
  1. لدى فريق الخبراء أسباب معقولة للاعتقاد بأن الحوثيين استخدموا الألغام الأرضية المضادة للأفراد والمركبات في تعز في انتهاك للقانون الإنساني الدولي. نظارا للطريقة التي تم بها وضع الألغام في مواقع غير محددة يرتادها المدنيون، مع القليل من التحذير أو عدم تقديمه، فقد انتهك الحوثيون التزامهم بموجب القانون الإنساني الدولي بتقليل الآثار العشوائية للألغام الأرضية. يحظر استخدام الألغام المضادة للأفراد بموجب اتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد والتي اليمن طرف فيها، وتم الاعتراف بتطبيقها من قبل سلطات الأمر الواقع.
 
  1. "حصار" تعز

"كانت محاولتهم الأخيرة لجعل المدينة تسقط"

 

  1. عندما قامت القوات المسلحة اليمنية والجماعات المسلحة التابعة لها بطرد مقاتلي الحوثي صالح من مدينة تعز إلى المناطق المحيطة بها في تموز/ يوليو 2015، انخرطت الأخيرة في محاولات لإضعاف المقاومة واستعادة السيطرة على المدينة المحاصرة. ومع ذلك، ظل مركز تعز تحت السيطرة العسكرية للمقاومة، والتي كانت آنذاك تحظى بدعم شعبي كبير. خلال المراحل الأولى من النزاع في تعز، اندلعت مواجهات مسلحة مع مقاتلي الحوثي- صالح في أجزاء مختلفة من المدينة، بهدف الوصول إلى مركزها ، الذي استعادته المقاومة التابعة للحكومة. وقد فشلت هذه المحاولات للسيطرة على مركز تعز. بحلول آب / أغسطس - أيلول / سبتمبر 2015 ، كان مقاتلو الحوثي - صالح قد تمركزوا على طول المداخل الرئيسية للمدينة، وفرضوا "حصاارا" أثر بشكل خاص على مديريات المظفر والقاهرة والصاله514. وفاقا لمصادر مختلفة، فإن هذا الشكل الجديد من أشكال الحرب في تعز قد تراكم تدريجيا. لقد حاصر المدينة بسرعة وأثر بشكل أساسي على سكانها المدنيين: " كانت محاولتهم الأخيرة لإسقاط المدينة"، هذا ما قاله مصدر من تعز لفريق الخبراء. القيود التي هدفت إلى الحد من دخول الأسلحة إلى مركز تعز فُرضت أي اضا على إمدادات الأدوية، والمعدات اللازمة لتشغيل المستشفيات داخل المدينة، وخزانات الأكسجين التي اشتدت الحاجة إليها لغرف الطوارئ، واسطوانات الغاز.
 
  1. استمرت القيود في التزايد وسرعان ما أثرت على الوصول إلى المواد الغذائية، مثل الخضروات والدقيق والسكر وحتى مياه الشرب. عند نقاط التفتيش التي أقامها مقاتلو الحوثي- صالح ، لم يُسمح للتجار بإدخال المواد الغذائية، وكان يُسمح للمدنيين بحمل كميات كافية فقط لأسرهم، "ليس أكثر من كيلو واحد من الخضروات في وقت واحد" في بعض الأحيان516. ووفاقا للمصادر517، تكون المدينة تعتمد على آبار في المناطق التي تسيطر عليها سلطات الأمر الواقع، وغياب الآبار داخل تعز جعل الموقف أكثر خطورة. اعتمد الناس على الحطب والكرتون والمنتجات البلاستيكية لاستبدال الغاز لأغراض الطهي، حيث لم يتمكنو من ايصال أسطوانات الغاز إلى المدينة. إن ما أطلق عليه "حصار تعز" يقع في قلب المعاناة المستمرة للمحافظة، واستمر في التأثير على سكانها المدنيين حتى مع الانتهاء من إعداد هذا التقرير. خلال استفسارات فريق الخبراء حول تعز، وصف النشطاء وسكان تعز الأثر الإنساني للحصار بأنه أكبر مأساة أصابت تعز.
 

347.رغم أن المدينة لم تكن مغلقة تمااما، حيثكان المدنيون قادرين على مغادرة تعز وحيث شهدت الأسابيع والأشهر المتتالية تدابير مختلفة مفروضة بأسلوب متعسف، غير أن هذه التدابير قد ساهمت بشكل كبير في خلق وضع إنساني متأزم داخل المدينة. جعلت التدابير المختلفة السلع الأساسية وكذلك الإمدادات الطبية غير متوفرة، مما أثّر على حقوق الناس بما في ذلك الرعاية الصحية والغذاء. بحلول تشرين الأول/ أكتوبر 2015، كان ثلثا سكان تعز قد غادروا المدينة519. لم يبق سوى 175,000 إلى 200,000 أي ما يقدر بثلث سكانها قبل الحرب. في أكتوبر 2015 ، تحدث منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن عن الوضع المزري في تعز ، واصافا المدينة بأنها محاصرة فعلياا: "لقد كانت مدينة تعز تحت حالة حصار فعلي منذ بداية أيلول/ سبتمبر 2015. لم تتمكن سوى القليل من السلع التجارية أو المساعدات الإنسانية، إن وجدت، من الدخول إلى أحياء المديريات الثلاث وهي المظفر والقاهرة والصاله. غادر ثلثا سكان المدينة"520. أُبلغ فريق الخبراء من مصادر مختلفة أن ارتفاع تكلفة المعيشة وارتفاع الأسعار بسبب "الحصار" وكذلك عدم الوصول إلى الخدمات الأساسية كان أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت المدنيين إلى الانتقال خارج المدينة.

 

348.استمرت المرحلة الأولى من "حصار" تعز حتى آذار/ مارس 2016. خلال هذه الفترة، كانت نقاط التفتيش التي سيطر عليها الحوثي- صالح تغلق بشكل اعتباطي. أشارت بعض المصادر إلى أوقات تم فيها فتح نقاط تفتيش معينة لبضع ساعات لمدة يوم أو يومين في الأسبوع. بالإضافة إلى المخاطر الناجمة عن القتال المستمر ، تم إيقاف الناس لعدة ساعات ، وتم تفتيشهم ووصف العديد منهم لفريق الخبراء الإذلال 522الذي عانى منه المدنيون أثناء عبورهم. وشملت هذه مصادرة البضائع التي كانوا يحملونها ، مما دفع الكثيرين إلى تجنب حمل أشياء ثمينة مثل أسطوانات الغاز ، والقيود المفروضة على الكميات التي يمكنهم حملها ، حتى فيما يتعلق بالخضروات والمواد الغذائية. وورد أن بعضهم خضعوا للضريبة523. ويذكر الكثيرون أن معبر الدحي كان سيئ السمعة بسبب المعاملة القاسية التي حصلت هناك. كانت نقطة العبور الرئيسية للمدنيين من وإلى مدينة تعز ، وأجبر الناس على المشي لمسافات طويلة للوصول إليها ، والتي تتراوح من 400 متر إلى أكثر من كيلومتر واحد في وقت ما وفاقا للبعض. وهذا جعلها مهمة شاقة بالنسبة للأشخاص ذوي الإعاقة والمسنين. "اعتادت والدتي أن تطلب من صبي من الحي أن يرافقها أثناء العبور حتى تتمكن من شراء طعامها ، لأنها لا تستطيع العبور بخلاف هذه الطريقه"524. تحدث الناس إلى فريق الخبراء عن النساء اللواتي يتعرضن للمضايقة وعن أكياس الطعام التي تمزق أو يتم الدوس عليها. فحص فريق الخبراء لقطات تظهر رجالاا مسلحين يطاردون المدنيين عند نقطة التفتيش 525، وقاموا بضربهم عشوائياا وإطلاق النار في الهواء. وشملت أساليب الحصار المبلغ عنها استخدام القناصة لإطلاق النار على المدنيين عند نقاط التفتيش. وقال أحد المصادر لفريق الخبراء أنه تم تحويل ثلاثة متاجر قريبة من الممر إلى أماكن احتجاز إداري ، حيث يتم احتجاز "المشتبه بهم" ونقلهم في كثير من الأحيان إلى سجن الصالح. وقال المصدر نفسه 526"كان أكبر مصدر للإهانة للمدينة". كما وثق فريق الخبراء حالات الاعتقالات التي حدثت بالقرب من نقاط التفتيش أو أثناء عبور المدنيين. استهدف مقاتلو الحوثي - صالح الشباب على وجه التحديد ، في الحالات التي وثقتها فريق الخبراء ، اُتهم مدنيون بأنهم "دواعش" أو يدعمون المقاومة، واحتُجزوا وتعرضوا للتعذيب بصورة تعسفية أثناء

محاولتهم العبور أو في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.

 
  1. لتجنب الحواجز التي كان يغلقها مقاتلو الحوثي- صالح، بدأ المدنيون بالاعتماد على طريق جبلي للتحايل على المعبر، والمعروف باسم طريق طالوق، وهو طريق شديد الانحدار لا يمكن عبوره إلا س ايرا على الأقدام أو بالحمير أو بمركبات الدفع الرباعي. أصبح الممر معبر للمواد الطبية والإمدادات المختلفة في المدينة. كان معروفاا أي اضا باسم "طريق الموت" بسبب الصعوبات والمخاطر الطبيعية. وبحسب ما ورد كان يتم إغلاق الطريق لعدة أيام متتاليه بسبب هطول الأمطار والانهيارات الأرضية، وقد حمل الناس على ظهورهم الطعام، واسطوانات الأكسجين، وأحياانا مرضاهم وكبار السن. ساهمت الأخطار الكامنة في هذا الطريق في ازدياد ارتفاع الأسعار، لأنها جاءت "بتكلفة بشرية". استمرت معاناة مدينة تعز، بما في ذلك تراكم النفايات داخل المدينة، حيث تعذر الوصول إلى مواقع مكبات النفايات، والتي تقع بشكل أساسي خارج المدينة، مما ساهم في زيادة المخاطر الصحية داخل المدينة.
   
  1. لم تخفف سيطره القوات المسلحة اليمنية والجماعات التابعة لها على معبر الدحي في مارس / آذار 2016 الوضع، بسبب استمرار القتال، مما حال دون الوصول إلى هذا الطريق. مع الجهود المبذولة لكسر "الحصار" ، استمر هذا الوضع حتى سعت القوات التابعة للحكومة لكسر الحصار على المدينة من خلال مهاجمة طرق الإمداد الرئيسية للحوثيين المؤدية إلى محافظتي الحديدة وإب.
  

لقد تم كسر "الحصار" بافتتاح طريق يؤدي اليوم إلى عدن، وإنكان طرياقا طويالا متعراجا. في المرحلة الثانية من الحصار تم وصف الفتحة من قبل المصادر بأنها "مساحة تنفس" على الرغم من أن الطريق لا يزال لا يسمح بمرور الشاحنات الكبيرة المحملة، وظلت المسافات أطول بكثير مما كانت عليه قبل النزاع. هذا، إلى جانب انخفاض قيمة الريال اليمني وعدم دفع الرواتب ، مما واصل الضغط على سكان تعز. ظلت القيود المفروضة على حرية تنقل المدنيين ، وكذلك على القوافل الإنسانية والتجارية، واستمرت أسعار السلع الأساسية في الارتفاع ، حيث استمر الحصار في تقييد الوصول

إلى الغذاء والمواد الأساسية الأخرى ، على حساب المدنيين الذين يعيشون داخل تعز.

 
  1. بقيت القيود الإنسانية ونددت العديد من المنظمات علنا بهذا الوضع ، بما في ذلك منظمة أطباء بلا حدود ، والتي ذكرت أن المستشفيات في تعز "بحاجة ماسة إلى الإمدادات" ، قائلة "إن تسهيل نقل الإمدادات الإنسانية من صنعاء إلى وسط مدينة تعز محدود للغاية من قبل السلطات الحوثية ، مما تسبب في تأخير كبير للعمليات الإنسانية. في مناسبات عديدة ، تم رفض أو تأخير وصول المساعدات الإنسانية والطبية إلى كل من وسط المدينة والمناطق المحيطة بها. تفتقر المستشفيات إلى الأدوية الأساسية والإمدادات الأساسية مثل الأكسجين والوقود للمولدات. يتوفرالوقود والأكسجين عادة في السوق المحلية ، لكن نادراا ما تستطيع المستشفيات شراءه."
 
  1. أُبلغ فريق الخبراء بالعديد من التحديات التي أعاقت تقديم المساعدة الإنسانية إلى داخل تعز، بما في ذلك تحويل المساعدات عن مقاصدها والاستيلاء عليها، مما فاقم عمل المنظمات الإنسانية التي تدير عمليات نائية في العديد من الحالات ولا تستطيع مراقبة ومتابعة التوزيعات بشكل صحيح أو رصد حالات تحويل أو سرقة إمدادات المساعدات. أُبلغ فريق الخبراء أي اضا بحالة واحدة كانت فيها الجماعات المسلحة داخل تعز مسؤولة عن سرقة المساعدات الإنسانية في ربيع عام 2018 ، أي أكثر من 570 سلال غذائية موجهة إلى المحتاجين داخل تعز. وبحسب ما ورد قوبلت طلبات المساءلة بشأن هذا الحادث بالتحديد بعدم الاستجابة من جانب السلطات المحلية داخل تعز531 .
 
  1. عقب نشوب النزاع ، سرعان ما شهدت تعز ، التي استضافت خمسة مستشفيات عامة عاملة532 ، انهياارا سرياعا لنظامها الصحي. على الرغم من أن المستشفيات داخل مدينة تعز ظلت مفتوحة، إلا أنها كانت تعمل جزئياا ولا توفر مستوى الخدمات التي اعتاد عليها أو احتاجها السكان المدنيون داخل المدينة. وجود "الحصار" داخل تعز زاد من تعقيد الوصول إلى الرعاية الصحية بما في ذلك للسكان المقيمين في منطقة الحوبان. الوصول إلى مستشفى في تعز من هذا الجزء، والذي كان يستغرق حوالي 15 دقيقة ، هو الآن رحلة لعدة ساعات وفقا لمصادر مختلفة. كما أدى "الحصار" إلى تعقيد عملية توصيل اللقاحات داخل المدينة، وقيد وصول المرضى إلى علاج متخصص، ضمنها الحالات التي تتطلب غسيل الكلى. تم تقييد الوصول إلى التعليم بالمثل ، حيث لم يتمكن الطلاب من الوصول إلى الجامعة داخل المدينة533. وفاقا لمصدر واحد،534 لا يتمكن 200 طالب من حضور دوراتهم في الجامعة بسبب المسافة التي يجب أن يسافروا بها على الطريق المؤدي إلى المدينة من مختلف المناطق بما في ذلك الحوبان ، في حين انخفض عدد الطلاب الملتحقين بالمعاهد الفنية 35 في المائة منذ بدء الحرب. أُبلغ فريق الخبراء أن الطالبات هن الأكثر تضررا، لأن أسرهن خائفة على سلامة تنقلهن، خاصة بعد تعرض عدة طلاب للإهانة أو الاعتداء أو الاحتجاز التعسفي في نقاط التفتيش535.
 
  1. أدى النزاع في تعز، مثله مثل أي مكان آخر في اليمن، إلى زيادة العبء على المرأة، فضلاا عن خطر تعرضها لانتهاكات حقوق الإنسان. أصبحت النساء في كثير من الحالات المعيل الرئيسي ، وكثيرا ما غامرن بمفردهن خوفاا من اختطاف أو قتل أقربائهن الذكور. بعض أبرز الناشطين في تعز كانوا من النساء ، قُتل عدد قليل منهن أثناء النزاع. إن أثر النزاع على السكان المدنيين في المدينة، بما في ذلك ذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين لم يتم الإبلاغ عنه إلى حد كبير.

 استضافت تعزعداداكب ايرا من أفراد مجتمع "المهمشين" الذين عانوا أي اضا من انتهاكات عديدة أثناء النزاع.

 
  1. شعر الكثير من الأشخاص الذين تحدث إليهم فريق الخبراء أن معاناة تعز قد أهملت. تحدثوا أي اضا عن صمود المدنيين في تعز ، وعن إرادتهم لاستعادة مدينتهمكماكانوا يعرفونها:
 

تعز مدينة الغفران. اعتاد الناس بيع ممتلكاتهم لتعليم أطفالهم. لقد اعتادوا أن ينظروا إلى من حمل السلاح على أنه غريب على تعز ... التطرف لا يؤدي إلا إلى الدمار. إن ما يجري في تعز اليوم هو فعل هؤلاء غير المستنيرين. ولكنهم لن يتحدثوا باسمنا"

 

الاستنتاجات

 
  1. في رد مكتوب على الأسئلة التي طرحها فريق الخبراء ، رفضت سلطات الأمر الواقع مزاعم الانتهاكات المتعلقة بالقصف ونيران القناصة في تعز. وأشارت سلطات الأمر الواقع إلى حالة انعدام الأمن السائدة داخل المدينة بسبب سيطرة "الميليشيات والمنظمات الإرهابية" ، والتي أدت إلى حدوث انتهاكات مختلفة، بما في ذلك مقتل مندوب اللجنة الدولية للصليب الأحمر حنا لحود. فيما يتعلق بـ"الحصار" على تعز ، وتحديدا بين مارس ويوليو 2015 ، نفت سلطات الأمر الواقع جميع الادعاءات المتعلقة بمنع المدنيين من مغادرة المدينة أو إجبارهم على المشي لمسافات طويلة أو تجريدهم من ممتلكاتهم عند نقاط التفتيش. واصلت سلطات الأمر الواقع بقولها، "وإن وجدت حالات، فهي فردية وتمت معالجتها". كما نفت سلطات الأمر الواقع فرض قيود على وصول المساعدات الإنسانية أو الإمدادات الأساسية وذكرت أن البضائع لم تُوقف إلا لفحص أمني منتظم لضمان عدم تهريب أي أسلحة أو أشياء محظورة.
 
  1. لا يحظر القانون الإنساني الدولي الحصار538 والحرب الشبيهة بالحصار في حد ذاته ، طالما أن الغرض هو تحقيق هدف عسكري ولا تُفرض بغرض تجويع السكان539 المدنيين. ومع ذلك ، قد تنطوي التكتيكات الشبيهة بالحصار على انتهاكات أخرى للقانون الإنساني الدولي ، كما يتضح في حالة تعز. وتشمل هذه فرض عوائق غير قانونية تحول دون وصول المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الهجمات ضد العاملين في المجال الإنساني وأدوات الإغاثة، فضلاا عن الهجمات ضد الأشياء التي لا غنى عنها لبقاء السكان ، مثل المواد الغذائية والأدوية، أو نقلها. أثر "الحصار" من قبل الحوثيين على حصول السكان المدنيين على الغذاء والمياه والمواد الطبية الأساسية لتشغيل المستشفيات وتقديم المساعدة الطبية الحيوية. لقد فشل كلا الطرفين ، إما عن طريق تقييد دخول المساعدات الإنسانية أو عن طريق تحويل المساعدات داخل المدينة للوفاء بالتزاماتهم بتوفير الإمدادات الأساسية ورعاية المرضى والجرحى. إن التكتيكات الشبيهة بالحصار التي يستخدمها الحوثيون في تعز تتعدى على العديد من حقوق الإنسان ، مثل الحق في مستوى معيشي لائق ، بما

في ذلك الحق في الغذاء والماء ، والحق في الصحة ، والتعليم ، وفي حرية التنقل..

 
  1. وفي هذا السياق الذي توجد فيه احتياجات إنسانية ماسة ، هناك شواغل مشروعة بشأن ما إذا كانت هذه الأعمال تساهم في المجاعة. (انظر الفصل الخاص بالانتهاكات المتعلقة بالحالة الإنسانية). أخ ايرا ، تشير الأدلة التي جمعها فريق الخبراء إلى أن مقاتلي الحوثي-صالح قد استخدموا الحصار كشكل من أشكال العقاب الجماعي على السكان المدنيين المقيمين داخل تعز ، لدعمهم المتصَّور للمقاومة الشعبية والمجموعات المنتسبة للحكومة. يحظر القانون الإنساني الدولي كل من التجويع كوسيلة من وسائل الحرب والعقوبات الجماعية.541 بالاضافة، التجويع كأسلوب للحرب هو جريمة حرب في النزاعات غير الدولية التي قد تؤدي إلى مسؤولية جنائية فردية .
 
  1. استهداف موظفي الإغاثة الإنسانية

359.لقدكانت تعز مكاانا صعباا للغاية لموظفي الإغاثة الإنسانية للقيام بعملهم ، وفي الوقت نفسه تبقى واحدة من المواقع التي يكون وصول المساعدات الإنسانية فيها أكثر أهمية، بسبب الأعمال القتالية المستمرة والقيود المفروضة على المجتمعات المحلية منذ أيام النزاع الأولى. في حين أن القيود المفروضة على الوصول وخوف الوكالات الإنسانية من التعامل مع فريق الخبراء قد حد من قدرة الفريق على توثيق جميع حالات تخويف ومضايقة عمال الإغاثة، وثق الفرق عددا من الحالات التي تعرض فيها موظفو الإغاثة للمضايقات والتهديدات والاعتقال التعسفي والاحتجاز ، والقيود المفروضة على الوصول. في كل مرة يُستهدف فيها موظفو الإغاثة أو يدركون أنهم معرضون لخطر الاستهداف، تصبح قدرتهم على تسيير أعمالهم معرضة للخطر. حقق الفريق في حادثة تعتبر رمزية لهذا الوضع تمثلت بمقتل مندوب للجنة الدولية للصليب الاحمر في تعز في أبريل / نيسان 2018 ، مما أدى، إلى جانب تهديدات أخرى، إلى سحب المنظمة للموظفين من اليمن ووقف بعض عملياتها.

 

أ) مقتل أحد مندوبي اللجنة الدولية للصليب الاحمر، تعز، أبريل / نيسان 2018 "

 

لا يمكنني أن أشير إلى أولئك الذين قتلوا حنا لحود ، لكن يمكنني أن أقول إن الذين قتلوه هم أولئك الذين لا يحبون تعز ، والذين يريدون حرمان شعب تعز من حقوقهم ، والذين يريدون أن يقولوا أن "تعز تستضيف الإرهاب."

عامل إغاثة إنسانية من تعز

 
  1. في 21 أبريل / نيسان 2018 ، توجهت قافلة تقل وفدا من اللجنة الدولية إلى مكان احتجاز لم يكشف عنه داخل مدينة تعز في زيارة احتجاز وقد قيل أن البعثة قد نسقت مع جميع السلطات المختصة وأخذت الموافقة لإتمام الزيارة545. ضم الفريق مندوبين دوليين كانوا ضمن وفد إلى تعز في مهمة قصيرة قبل أن يكملو طريقهم إلى عدن في نفس اليوم. كان الفريق قد وصل إلى تعز منذ أسبوع واحد، منذ 16 أبريل/ نيسان، وقام بالفعل بزيارتين لمركزين مختلفين للاعتقال، يومي18 و 19 أبريل / نيسان، ويبدو أن كل ذلك تم دون أي تحديات546. في صباح يوم 21 أبريل، تحركت القافلة عبر تعز. توقفت في طريقها عبر منطقة ذباب في متجر محلي لبيع الأجبان. بعد توقفها بفترة وجيزة، ورد أن السيارة الرئيسية، التي كانت تضم سائاقا من اللجنة الدولية وثلاثة مندوبين، بمن فيهم قائد فريقهم حنا لحود، قد تباطأت قبل أن تصل إلى مطب في الطريق. أثناء التباطؤ، اقترب منها رجل ملثم الوجه وسأل السائق "من أنتم" ثم استدار فورا ، قبل أن يتمكن السائق من الإجابة، وأطلق النار على حنا، الذي كان جال اسا خلف السائق، فأصابه برصاصتين في الرأس وخمسة في القلب. ويقال أن رجل يقود دراجة نارية كان بانتظار الرجل المسلح فانطلق الاثنان سوايا. حول الوفد مسيرته حيث وتوجه إلى عيادة حيث أعلن وفاة حنا. تم إخلاء الوفد بأكمله من خلال عدن وأعيد جثمان حنا إلى وطنه، لبنان.
 
  1. بعد وفاة حنا لحود ، كانت هناك عمليات نظمتها السلطات الأمنية داخل تعز ، بهدف العثور على المسؤولين عن اغتياله واعتقالهم. قُبض على رجل في 26 نوفمبر 2018 ، حسبما ورد ، باعتباره أحد المشتبه بهم الرئيسيين في اغتياله. 547 في وقت وضع اللمسات الأخيرة على التقرير، كان المشتبه قد نُقل إلى عدن ، لكنه لم يُقدم بعد للمحاكمة ولم تُنشر التهم الموجهة إليه548. تشير المعلومات التي جمعها فريق الخبراء إلى أن السلطات قد تعرفت على مشتبه بهم آخرين، هذا ولم يتمكن الفريق من تأكيد مكانهم أو التهم الموجهة إليهم.
 
  1. قبل وقوع الحادث، أفادت التقارير أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد أوقفت أنشطتها في "الحوبان" ، وهي منطقة يسيطر عليها الحوثيون حيث كان يقع مكتب تعز التابع للجنة الدولية، بسبب العديد من التحديات الأمنية والتشغيلية. وقبل وقوع الحادث أيضا، ذُكر أن وفادا رفيع المستوى من اللجنة الدولية للصليب الاحمر قد زار550 مدينة تعز للبحث في تطوير الأنشطة داخل المدينة. لم تستأنف اللجنة الدولية أنشطتها في تعز بعد اغتيال لحود. في يونيو 2018، أعلنت

المنظمة سحب 71 من موظفيها من اليمن وتوقف عدادا من أنشطتها. وأفادت في بيان لها "وذكر البيان على وجه التحديد أنه على الرغم من أن اللجنة الدولية تلقت في السابق تهديدات في اليمن، إلا أنها لم تستطع تحمل أي مخاطر إضافية بعد

أقل من شهرين على مقتل مندوبها.

 

الانتهاكات

  1. كقاعدة من قواعد القانون الإنساني الدولي العرفي، يجب على أطراف النزاع احترام وحماية موظفي الإغاثة الإنسانية551، المحميين بالفعل كمدنيين، طالما أنهم لا يشاركون مباشرة في الأعمال العدائية. هذه الحماية الخاصة هي نتيجة طبيعية للالتزام بالسماح وتسهيل توصيل المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين552. إن الهجوم المتعمد على موظفي الإغاثة الإنسانية المحميين يعد جريمة حرب.
 
  1. لدى فريق الخبراء أسباب معقولة للاعتقاد بأن حنا لحود كان مستهدفا بصفته مندوب اللجنة الدولية، وهو هجوم متعمد على عامل إنساني. تشير الأدلة المتوفرة كذلك إلى أن العملية تضمنت طرفاا أو أطرافاا في النزاع. لم يصل الفريق حتى الآن إلى نقطة تحديد المسؤولية، ويرجع ذلك جزئياا إلى أن التحقيقات لا تزال جارية من قبل السلطات. إذا تم تحديد بواسطة سلطة مختصة على أن القتل ارتكب من قبل طرف في النزاع أو نيابة عن أحد الأطراف، فقد يؤدي ذلك إلى مسؤولية جنائية فردية عن جريمة حرب متمثلة في مهاجمة موظفي الإغاثة الإنسانية المحميين ، وكذلك القتل.
 
  1. يوضح هذا الحادث أي اضا النمط الأوسع للعنف والهجمات التي أثرت على العمل الإنساني في اليمن ، وبالتحديد في تعز. استمرت أطراف النزاع في تعز في حظر وتقييد عمل المنظمات الإنسانية554، و مثل هذه الهجمات، قد ضيقت أكثر المجال الإنساني وحماية المدنيين في تعز. كما أنها انتهاك واضح لالتزام الأطراف بالسماح بتسهيل وتيسير مرور الإغاثة الإنسانية دون عوائق للمدنيين المحتاجين.
 
  1. 7 . الاعتقال والاختفاء القسري والتعذيب وسوء المعاملة

"في فترة اعتقالي ، من بين 100 معتقلين آخرين محتجزين معي ،كان هناك الكثير الحاصلين على درجة البكالوريوس ودرجات الماجستير والدكتوراه وكانوا من خلفيات تمريض ومحاسبة. حاولت أن أجد شخصاا وأسأل من هو من الجبهات ولكن معظمهمكانوا متعلمين. تم اعتقالهم جميعا بتهم زائفة."

 

طالب جامعي معتقل في مارس / آذار 2016 وهو يغادر تعز للامتحان

النهائي

 

"دمروا مستقبلي. لم أكمل دراستي بعد. لكن إن شاء الله ، سأكملها لأنني عندما خرجت لم أكن مستعداا لإكمالها: "خرجت وقلبي حزين لما تعرض له المختطفين في السجن."

  

اعتقال طالب جامعي أثناء مغادرته تعز بعد العطلة المدرسية

366.حقق فريق الخبراء في عينة من الحالات الرمزية لأشخاص زعموا أنهم احتجزتهم سلطات

 الأمر الواقع وتحدثوا إلى أسر أبلغت عن احتجاز أقاربها واختفائهم. تلقى فريق الخبراء أسماء أكثر من 700 شخص، معظمهم من المدنيين، الذين ُزعم أنهم احتُجزوا في تعز أثناء النزاع من جانب سلطات الأمر الواقع.555 ووجد الفريق أن تلك الحالات التي حقق فيها أظهرت أنماطاا مماثلة للادعاءات الأوسع نطاقاا التي وردت للفريق، والتي تبين أنها تدل على حجم الانتهاكات المتعلقة بالاعتقال من جانب سلطات الأمر الواقع في جميع أنحاء المحافظة. حدثت حالات اختفاء قسري في ست من أصل تسع حالات تم التحقيق فيها في تعز، ظل بعضها في عداد المفقودين وقت كتابة هذا التقرير. وصف العديد من المعتقلين عدم وجود اتصال مع عائلاتهم لفترات تتراوح بين شهرين وتسعة أشهر، ووصف كل من المعتقلين وعائلاتهم حالات لم يكونوا على علم بمكان وجودهم فيها. تم اعتقال الأفراد أثناء دخولهم إلى تعز أو الخروج منها عبر نقاط التفتيش أو المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، وتم إبعادهم أي اضا عن منازلهم أو احتجازهم عندما اصبحت العمليات العسكرية للحوثيين في المناطق المجاوره لهم وكان معظم المحتجزين الذين أفرجت عنهم سلطات الأمر الواقع من المدنيين الذين قيل انه تم الافراج عنهم في عملية التبادل لمقاتلي الحوثيين الذين احتجزتهم الحكومة556. في بعض الحالات، تم إطلاق سراح المحتجزين بسبب تدهور صحتهم أو مقابل دفع مبالغ ماليه 557. بالنسبة لأولئك الذين أُفرج عنهم من الاعتقال، بعد قضاء شهور أو سنوات في التعرض للتعذيب وسوء المعاملة فضلاا عن الظروف المهينة، استمرت المعاناه في صحتهم الجسدية والعقلية: "أعاني من الكوابيس والأحلام السيئة، وأشك في الناس وأخاف من هاتفي عندما يرن ."

 
  1. نُقل معظم المعتقلين إلى سجن مدينة الصالح حيث تم التحقيق معهم ، ثم نُقلوا إلى كلية ذمار المجتمعية. سجن مدينة الصالح، الموصوف بأنه "مركز كبير للمعتقلين" 559 ، هو "واحد من أكبر السجون في اليمن حيث تقع انتهاكاتكبيرة"ٍ، وفاقا لما ذكره أحد المحامين 560 ، ويقع في مدينة الحوبان شرق مدينة تعز، ويتكون من عدة مبان تضم حوالي 400 شخص معتقل في أقسام مختلفة بما في ذلك قسما "الأمن القومي" و "الأمن السياسي" حيث يحتجز العاملون في مجال حقوق الإنسان والنشطاء السياسيون والمحامون والمعارضون السياسيون، إضافة إلى المقاتلين المعتقلين خلال الاعمال العدائية561. تُعتبر هذه الأقسام أهم قسمين، ونادرا ما ُيمنح أي شخص محتجز فيها أي إجراءات قانونية، وتقع كلية ذمار على بعد عدة كيلومترات شمال مدينة ذمار، ومع ذلك فهي معروفة كمركز احتجاز سري. ولا تعترف سلطات الأمر الواقع بوجودها، إذ يستخدم المكان للتحقيق مع المحتجزين الذين يتم إحضارهم من مرافق احتجاز أخرى مثل السجن المركزي في مدينة ذمار562 والتحقيق معهم. كما احتُجز المعتقلون هناك قبل إطلاق سراحهم من خلال تبادل في مقابل المقاتلين الحوثيين الذين تحتجزهم الحكومة563. معظم المحتجزين فيكلية ذمار المجتمعية هم من محافظة تعز ونُقلوا من سجن مدينة الصالح .
 
  1. وادعى عدة معتقلون سابقون أنهم تعرضوا لأعمال تعذيب وسوء معاملة565. وذكروا أنهم تعرضوا مرارا للضرب ، بما في ذلك استخدام الأسلاك الكهربائية والصدمات الكهربائية خلال مرحلة التحقيق في اعتقالهم واُتهموا بأنهم أعضاء في المقاومة و "داعش"566. تلقى فريق الخبراء عدة تقارير تتعلق بحالات الوفيات في الاعتقال، والتي رافقتها أي اضا مزاعم التعذيب وسوء المعاملة أثناء احتجازهم567. في إحدى الحالات، توفي صحفي بعد أقل من يومين من إطلاق سراحه في حالة حرجة بعد تعرضه للتعذيب أثناء احتجازه لمدة عام في سجن مدينة صالح568. حقق فريق الخبراء في حالتين أخريين توفي فيهما المحتجزون بعد وقت قصير من إطلاق سراحهم نتيجة لمضاعفات طبية ، ذُكر أنها تتعلق بالتعذيب أثناء الاحتجاز569. وفي حالة أخرى ، توفي رجل يبلغ من العمر 40 عااما في المستشفى بعد أسبوع من نقله إلى هناك بعد عامين في مرفق اعتقال الحوثي. من الصعب تحديد الظروف الدقيقة التي تسببت في وفاتهم لأن التقارير الطبية لا تثبت السبب ونادرا ما تتوفر تقارير الطب الشرعي، ومع ذلك، كان من الواضح أنه في بعض الحالات ، ساهم التعذيب على الأقل في وفاة المعتقلين.
 
  1. تلقى فريق الخبراء ادعاءات متعددة حول حالات الاعتقال التعسفي والاختفاء القسري، بما في ذلك من قبل كتائب أبو العباس، واللواء المشاه الالي الثاني والعشرين ، والمجموعات التي يُزعم أنها تابعة للإصلاح ، وغيرها في تعز ، أما التحقيقات في هذه لم تكتمل في الوقت المناسب لإدراجها في هذا التقرير. ومن بين الأشخاص الذين يُزعم أنهم اختفوا، أعضاء في وحدات عسكرية مختلفة، فضلاا عن شخصيات سياسية واجتماعية570. وبحسب ما ورد اعتقل الأفراد في مرافق الاحتجاز غير المعروفة التي تديرها مختلف الوحدات العسكرية والاستخبارية. وبحسب ما ورد حاول النشطاء

والأسر والمحامون تقديم دعاوى قانونية وطلبوا معلومات من النيابة العامة والشرطة ومحافظ تعز عن مكان وجود الأفراد571. ومع ذلك، كانت العائلات خائفة من متابعة القضايا، وظلت ردود العدالة الجنائية على مزاعم انتهاكات حقوق الإنسان محدودة.

 
  1. يحظر القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي حالات الاختفاء القسري، لا سيما باعتبارها انتهااكا لحظر الحرمان التعسفي من الحرية وحظر التعذيب573، بالاضافة الى أنهما يحظران الاعتقال التعسفي574، وتعتبر حالات الحرمان من الحرية التي تتعارض مع القانون الدولي تعسفية، وغالباا ما لا يتم احترام الحق في محاكمة عادلة أو غيرها من الضمانات الإجرائية ، أو عندما يكون الاحتجاز قائاما على ممارسة الحريات الأساسية575. إن حرمان شخص من الحق في محاكمة عادلة قد يعتبر جريمة حرب في نزاع غير دولي576. بناءا على التحقيقات التي أجراها، لدى فريق الخبراء أسباب معقولة للاعتقاد بأن حالات الاختفاء القسري ارتكبت من قبل سلطات الأمر الواقع في تعز ، إلى جانب ممارسة الاعتقال التعسفي ، بما في ذلك انتهاك حقوق المحاكمة العادلة، وخاصة للأشخاص الذين يُنظر إليهم على أنهم المعارضين للسلطات الأمر الواقع. بناءا على التحقيقات التي أجراها ، لدى فريق الخبراء أي اضا أسباب معقولة للاعتقاد بأن التعذيب وسوء المعاملة قد استُخدمت من قبل سلطات الأمر الواقع في مرافق الاعتقال في تعز. قد تؤدي هذه الأعمال إلى مسؤولية جنائية عن جرائم الحرب المتمثلة في التعذيب، والمعاملة القاسية أو اللاإنسانية، والاعتداء على الكرامة الشخصية، وربما الحرمان من المحاكمة العادلة.
 

د. الحياة في المناطق الخاضعة لسيطرة سلطات الأمر الواقع

 

1.الاعتقال والاحتجاز التعسفي، والاختفاء القسري، والتعذيب، وغيره من ضروب سوء المعاملة

وانتهاكات الحريات الأساسية في صنعاء

 

أ) الخلفية

"

  1. 371. تجّسدت سيطرة مقاتلو الحوثي - صالح على صنعاء من خلال وضع اليد على التشكيلات العسكرية والامنية في صنعاء والسيطرة على مؤسسات الدولة السابقة. وبدأت عندها القيادة السياسية في ممارسة السيطرة الفعلية على الوظائف الإدارية والأمنية في العاصمة. وأدى هذا إلى زيادة هائلة في عمليات الاعتقال والاحتجاز التعسفي، وقد ارتفعت نسبتها مع بدء غارات التحالف الجوية في 26 آذار/ مارس 2015 على صنعاء577. منذ ذلك الوقت، ساد مناخ من الخوف المتزايد في العاصمة وغيرها من المناطق في الشمال. واستهدفت سلطات الأمر الواقع أفرادا ش ّكت في أنهم من "المعارضين"، سواء كانوا أعضاء في أحزاب سياسية أو ناشطين في الشؤون الاجتماعية أو في مجال حقوق الإنسان، أو صحافيين أو حتى أعضاء في جماعات دينية معيّنة وغيرها. وقد تأثّرت المساحة المدنية التي شهدت انفتاحا في أعقاب ثورة اليمن الشعبية عام 2011 بشكل سلبي، حيث تمّ تقويض احترام الحريات الأساسية إلى حد كبير، بما في ذلك الحق في حرية الرأي والتعبير والتجّمع وتكوين الجمعيات.
 

372.ركز فريق الخبراء تحقيقاته على انتهاكات هذه الحقوق خلال الفترة 2018 - 2019، ّعلى الرغم من التحقيقات في بعض الادعاءات الخطيرة بانتهاكات حقوق الإنسان قبل هذه التواريخ. وتمّ التركيز في هذه الفترة بشكل أساسي على التغيرات التي حدثت في صنعاء عقب وفاة الرئيس السابق علي عبد الله صالح في كانون الأول/ ديسمبر 2017، والانقسام الذي حصل بعد ذلك داخل المؤتمر الشعبي العام وتزايد الهيمنة السياسية للحوثيين على المناطق الشمالية الخاضعة لسيطرتهم.

"المشكلة تتجاوز التعذيب ... ما لا أستطيع تقبّله هو خسارة الإنسانية".

محتجز سابق، صنعاء

  1. صحيح أن فريق الخبراء قد وثّق أنماط الاحتجاز التعسفي وسوء المعاملة في معظم حالات الاحتجاز المرتبطة بسلطات الأمر الواقع في صنعاء، لكنه يركز في هذا القسم على حالات الاحتجاز التعسفي، والاختفاء القسري والتعذيب في الغالبّخلال الفترة من حزيران/ يونيو 2018 حتى حزيران/ يونيو 2019، مع إدراج عيّنة من الحالات السابقة لتلك الفترة، وذلك لإبراز النمط المستمر لعمليات القمع السياسي التي تستهدف مجموعات معينة مثل الصحافيين والعاملين في وسائل الإعلام. وقد أعرب المحتجزون المفرج عنهم، وأقاربهم، والناشطون على حّد سواء عن خوفهم من التواصل مع فريق الخبراء، لا سيما في الحالات التي أرغمت فيها سلطات الأمر الواقع المحتجزين على التوقيع على بيانات تحذرهم من الإبلاغ عن احتجازهم لدى إطلاق سراحهم. كما يخشى الضحايا والشهود أن يكونوا تحت المراقبة. في بعض الحالات، الضحايا الذين غادروا صنعاء ما زالوا يخشون الاتصال بفريق الخبراء.
 

ب) الاحتجاز التعسفي والاختفاء القسري

 

374.في الحالات التي حقق فيها الفريق، تبّين أن سلطات الأمر الواقع لم تبلّغ الضحايا بطبيعة احتجازهم والأسباب وراء ذلك، باستثناء أولئك الذين وجهت إليهم التّهم (انظر أدناه حالات الصحافيين العشرة، و36 محتجزا، وأفراد ينتمون الى العقيده البهائية). تمّ اعتقال الضحايا بدون مذكرات توقيف. كما أُفيد عن استخدام العنف الجسدي أثناء الاعتقال. وفي عيّنة الحالات التي حقق فيها فريق الخبراء، والتي يعتبر أنها ترمز الى وضع أوسع نطاقا، كان انعدام الرقابة القضائية مستشرياا. غالبا ما بقي الأشخاص محتجزين لسنوات بدون أن يمثلوا أمام الم ّدعي العام أو يحضروا جلسة استماع أمام سلطة قضائية، وبدون الوصول إلى أي شكل من أشكال المساعدة القانونية. ولم يتم إبلاغ بعض المحتجزين بالتهم الموجهة إليهم إلا عندما أُحيلوا في نهاية المطاف إلى المدعي العام، وهو ما حدث في حالات محدودة للغاية. في إحدى الحالات، قرأت السلطات في مركز الاحتجاز قائمة طويلة من "التهم" علنا لمدة 45 دقيقة عندما كانت على وشك إطلاق سراح المحتجز بعد أن مضى قرابة عام في الاحتجاز التعسفي.

 

"كنت أصرخ وأقول إن هذه كذبة وكان أبي يبكي ويطلب مني أن أصمت – إذ خشي أن يعيدوني الى السجن. ويقول "هذا صحيح، كل هذا صحيح."

 

                                                  محتجز سابق يروي إطلاق سراحه من خلال "نظام الضمانات".

 

375.لجأت سلطات الأمر الواقع بانتظام إلى ممارسٍة خارجة عن إطار النظام القضائي للإفراج عن المحتجزين. يتمثّل أحد الممارسات في الحصول على "ضمانة" موقعة من جانب فرد - الضامن - يكون مسؤولاا حينئ ٍذ عن إعادة المحتجز إلى سلطات الأمر الواقع في حال طلبت السلطات ذلك في المستقبل. وبشكل منفصل، انتهى المطاف بالإفراج عن بعض المحتجزين في إطار تبادل للأسرى نظمه شيوخ القبائل. في إحدى الحالات التي وثقها فريق الخبراء، تمّ تسليم "المحتجز" إلى مجموعة من الأشخاص بينهم أقارب وشخصيات قبلية واجتماعية.

 

376.تلقى الفريق تقارير تفيد باحتجاز حوالي مائة امرأة ورجل لارتكابهم جريمة المشاركة في شبكات دعارة. وورد أن هذه الأنواع من الاتهامات قد ازداد إلى حد كبير منذ أن سيطرت سلطات الأمر الواقع على صنعاء.581 وفيما شنت سلطات الأمر الواقع حملة ضد الدعارة، أشارت المعلومات الواردة إلى أن الاتهامات بارتكاب أفعال "الفجور" قد استخدمت لتغطية بعض القضايا ذات الدوافع السياسية. فوصمة العار الاجتماعية تجعل النساء المتهمات بمثل هذه الجرائم عرضة للضغوط الاجتماعية والعائلية وللإقصاء. وتلقى الفريق تقارير تزعم أن المحامين من رجال ونساء ترددوا في التعامل مع هذه الحالات وأن أفراد الأسرة لم يشأوا طلب المساعدة القانونية لمصلحة أقاربهم. وتساور الفريق مخاوف جدية من أن الهدف من استخدام تهم الدعارة بهذه الطريقة من جانب سلطات الأمر الواقع هو استغلال الضعف الناتج عن وصمة العار المرتبطة بطبيعة التهم.

 
  1. وتثير القضايا التي حقق فيها فريق الخبراء أيضا مخاوف بشأن استقلالية القضاء في المناطق التي تسيطر عليها سلطات الأمر الواقع. في إحدى الحالات، أفاد ضحايا ومصادر أخرى لفريق الخبراء بأن النيابة العامة اعتقلت أشخاصا بدون أمر بالتوقيف أو أسباب قانونية، أثناء حضورهم جلسة استماع في قضية أخرى582. في ثلاث حالات على الأقل، تمّ انتهاك الحق في ضمانات الإجراءات القانونية والحق في محاكمة عادلة بشكل صارخ.
 

حالات الاختفاء القسري

"بعد ثلاثة أشهر [من الاختفاء القسري في الأمن السياسي في العام 2015] في الحبس الانفرادي، ُسمح لي بالاتصال بزوجتي وأمي لمدة دقيقة وثلاثين ثانية. أستطعت فقط أن أقول "مرحبا، هذا أنا"، لكن لم يُسمح لي أن أذكر مكان احتجازي"

 

اعتقال ناشط شاب لانتقاده الحوثيين على صفحته على فيسبوك

 

378.إن ممارسة الاختفاء القسري واسعة الانتشار. وقد وثّق الفريق 45 حالة من الاختفاء القسري بحق رجال وفتاة واحدة، وفي بعض الحالات أكثر من مرة، أثناء احتجازهم. كان الاختفاء القسري منهجياا تقريباا في الحالات الموثقة لاحتجاز المعارضة السياسية. في عامي 2015 و2016، استخدمت سلطات الأمر الواقع عدادا لا يحصى من أماكن الاحتجاز السرية في صنعاء، مما جعل من المستحيل على أقارب المحتجزين تحديد مكان وجودهم. وشملت أماكن الاحتجاز غير الرسمية المنازل الخاصة والشقق والمساجد والطوابق السفلية تحت الأرض، والمقر الرئاسي585. وفي الآونة الأخيرة، وثق فريق الخبراء حالات احتجاز مختلفة في أماكن سرية وأ ّكد استمرار استخدام سلطات الأمر الواقع للاحتجاز السري في صنعاء بحق الصحافيين حتى عام 2018.

 
  1. تراكمت حالات الاختفاء القسري في صنعاء من خلال نقل المحتجزين بشكل منتظم بين مختلف مراكز الاحتجاز، بما في ذلك أماكن الاحتجاز السرية والرسمية. في حالة واحدة وثقها فريق الخبراء، نُقلت الضحية بسبب الأعمال العدائية، وبالتحديد بسبب الضربات الجوية التي نّفذها التحالف586 ضّد مركز الاحتجاز، لكن في معظم الحالات لم يفهم الضحايا الأسباب الكامنة وراء نقلهم. زادت هذه الممارسة من الصعوبات التي تواجهها الأسر في تحديد مكان وجود أفرادها. وقد وثّق فريق الخبراء العديد من الحالات التي نُقل فيها المحتجزون إلى صنعاء من مراكز الاحتجاز في المحافظات الأخرى، مثل تعز والحديدة وحجة، إماكجزء من تبادل الأسرى، بينهم المحتجزون القبليون، أو لأسباب غير واضحة.

 

"لقد تعرضت للمضايقة، وتعرضت للضرب والاحتجاز لساعات أو أيام، لمنعي من البحث عن أخي المختطف. لم أجده آنذاك. دفعت أكثر من مليون ريال" .

رجل يبحث عن شقيقه المجهول المصير

 

  1. كذلك، وثّق فريق الخبراء استخدام سلطات الأمر الواقع للاختفاء القسري كعقوبة. بعد أن ورد أ ّن أحد المحتجزين قد شجب في جلسة علنية للمحكمة في 2 أبريل / نيسان 2019 سوء المعاملة التي تعّرض لها هو وزملاؤه المحتجزون في مركز الاحتجاز التابع للأمن السياسي، اختفى قسرا لأكثر من شهر، وتغيّب بعد ذلك عن جلسة المحكمة التالية. أفاد بعض أقارب المحتجزين المختفين أنهم تلقوا تهديدات وتعّرضوا للمضايقات أثناء بحثهم عن مكان وجود أحبائهم. في حالتين، أُبلغ فريق الخبراء أنه تم دفع مبالغ كبيرة من المال للوسطاء والأشخاص الذين ادعوا أنهم يستطيعون المساعدة في هذه العملية.
 

381.تلّقى فريق الخبراء معلومات تفيد بأن رؤساء السجون ومراكز الاحتجاز لم يطيعوا القرارات والطلبات القضائية. في شباط/ فبراير 2019، أصدر المدعي العام قراارا يطلب فيه من وزارة الداخلية الإفراج عن محمد محمد قحطان، وهو عضو قيادي في حزب الإصلاح تمّ اعتقاله في 4 نيسان/ أبريل 2015 وتعرض للاختفاء. لكن أُفيد بأّن رئيس مركز الاحتجاز التابع للأمن السياسي لم يحترم أمر الادعاء حتى الآن.

ج) القيود المفروضة على الحريات الأساسية، بما في ذلك الاحتجاز التعسفي

 

382.حّقق فريق الخبراء في عيّنة من الحوادث الرمزية التي تو ّضح نمط الاعتقال والاحتجاز التعسفي والاختفاء القسري والتعذيب وسوء المعاملة بحق أشخاص اعترضوا أو أعلنوا معارضتهم لسيطرة سلطات الأمر الواقع على العاصمة، مما قّوض المساحة المدنية. وقد كشفت تحقيقات فريق الخبراء عن سلسلة من الجماعات والأفراد المستهدفين، بينهم صحافيون، وعاملون في مجال الإعلام، وشيوخ قبائل، وأقليات دينية، ومدافعون عن حقوق الإنسان مع التعريف الواسع للمصطلح، وعاملون في المنظمات غير الحكومية، ومحامون، وأشخاص ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي. وقد أثّرت القيود أي اضا على المواطنين العاديين الذين اعتُبروا تهديدا على أساس معتقداتهم، أو أنشطتهم الاجتماعية، أو مشاركتهم في الحياة المدنية والسياسية، مثل المعلمين والطلاب، من بين آخرين كثيرين. كما تعرضت النساء اللائي نظّمن وشاركن في التجمعات السلمية لمعاملة قاسية. واستُهدف قادة الأحزاب السياسية وأنصارهم بشكل رئيسي، لا سيما أتباع الإصلاح، حتى أولئك الذين ليسوا أعضاءا فاعلين في الحزب، فضلاا عن آخرين من حزب المؤتمر الشعبي العام، وتحديداً بعد انهيار التحالف بين الحوثيين وأنصار صالح (والمؤتمر الشعبي العام) في كانون الأول/ ديسمبر 592.201 ونظر الفريق في أنماط مختلفة حيث لجأت سلطات الأمر الواقع الى فرض القيود على الحريات الأساسية والى الاحتجاز التعسفي كوسيلة للقمع ولتهيئة بيئة "دولة بوليسية" داخل المناطق الخاضعة لسيطرتها. وأعرب عدد كبير من المصادر، بينهم شهود وضحايا، عن خوفهم الشديد من التعامل مع فريق الخبراء، لأن المخاطر التي تتعرض لها حياتهم وعائلاتهم بدت حقيقية ومقلقة. وبالنسبة الى اليمنيين الذين يعيشون في صنعاء وفي مناطق أخرى خاضعة لسيطرة سلطات الأمرالواقع، أصبح هذا الخوف جزءاا من حياتهم اليومية.

 

383.منذ نهاية العام 2014، ذُكر أن سلطات الأمر الواقع داهمت ونهبت وأغلقت أكثر من 50 منظمة لحقوق الإنسان ومنظمات من المجتمع المدني593. خوفا من التداعيات، أُجبر العديد من النشطاء أو المعارضين أو النّقاد على مغادرة صنعاء. لجأ بعضهم إلى الخارج بينما فر آخرون إلى أجزاء أخرى من البلاد تحت سيطرة الحكومة اليمنية. اعتمد الباقون في صنعاء، وكذلك بعض الذين فروا وأبقوا على صلاتهم العائلية في صنعاء، الرقابة الذاتية بدافع الخوف وكوسيلة لحماية حياتهم وحياة أحبائهم. 594 وبحلول عام 2019، أصبحت صنعاء أشبه بدولة متجانسة يسيطر عليها

الخوف أو التلقين، وعدم التسامح مع المعارضة بأي شكل من الأشكال.

 

384.ابتداءا من أيلول / سبتمبر 2014، أُفيد عن سيطرة اللجان الشعبية الحوثية على وسائل الإعلام التي تملكها الدولة وعن مداهمتها القنوات التلفزيونية ومكاتب الصحف ومحطات الإذاعة. وقامت بحظر 21 موقعا إخباريا، وفرضت الرقابة على سبع قنوات تلفزيونية، وحظرت نشر 18 صحيفة . وتمّ تعليق حوالي 30 صحيفة عن العمل أو إجبارها على الإغلاق وفّضلت بعض وسائل الإعلام الإغلاق بدلاا من فقدان استقلاليتها. وتمّ استهداف صحافيين وإعلاميين لهم علاقة بحزب الإصلاح على نطاق واسع، بما في ذلك من خلال الغارات ونهب منازلهم والاعتقالات التعسفية597. وبحلول حزيران/ يونيو 2019، كانت وسائل الإعلام التي تبث من صنعاء إما موالية لأيديولوجية سلطات الأمر الواقع أو أجبرت على العمل تحت مراقبة صارمة من السلطات. وأُفيد أيضا عن حظر بعض المواقع الإلكترونية في العام 2018 من خلال سيطرة الحوثيين على وزارة الاتصالات وعلى مزود خدمة الإنترنت يمنيت YemenNet. ّ

 

القيود المفروضة على ممارسة حرية الرأي والتعبير

 

"أصبح الوضع بالنسبة لي وللعديد من الصحافيين اليمنيين غير المصطفّين مع الحوثيين أمرا بالغ الصعوبة في أيلول/ سبتمبر 2014، وتزايد سوءاا مع بدء حملة التحالف في عام 2015. أراد الحوثيون إغلاق أي فم يدعم التحالف أو لا يعارضه."

صحفي يعيش في المنفى

 

385.حّقق فريق الخبراء في 30 حالة من الصحافيين والعاملين في وسائل الإعلام المحتجزين نتيجة لممارسة حقهم في حرية الرأي والتعبير. وفي حين غطت التحقيقات حالات احتجاز الصحافيين التي تعود إلى الأيام الأولى للنزاع، فقد ركز فريق الخبراء بشكل خاص على حالات الاحتجاز المستمر أو تلك التي حدثت في العام 2018 وما بعده والتي أظهرت استمرار أنماط تقييد حرية الرأي والتعبير في صنعاء. كان البعض يعمل لصالح وسائل الإعلام المتحالفة مع المعارضة السياسية بينما عمل البعض الآخر لصالح وسائل الإعلام التي تنتقد سلطات الأمر الواقع. تمّ اعتقال الكثيرين في المراحل الأولى من النزاع. وفقا لأحد الصحافيين، حتى قبل سيطرتهم على صنعاء، كان الحوثيون قد حّددوا الصحافيين الذين عّبروا عن مواقف ضدهم: "كانوا منظّمين جيداا وبشكل مُسبق"، حسبما قال الصحافي لفريق الخبراء. "كانوا يعرفون مسبقاا من سيستهدفون أو يعاقبون بمجرد وصولهم إلى صنعاء". ومن بين هذه الحالات، أُصيب صحافي بجروح خطيرة أثناء احتجازه، وعلى ما يبدو نتيجةا للتعذيب والمعاملة السيئة التي تعّرض لها. ولم يُطلق سراحه إلا عندما تدهورت حالته

الصحية بشكل خطير.

 

قضية 10 صحافيين محتجزين تعسفيا منذ عام 2015

 

386.حقق فريق الخبراء في احتجاز 10 صحافيين (جميعهم من الرجال) اُتهموا بنشر معلومات وهمية على المواقع الإلكترونية ومنصات وسائل الإعلام الاجتماعية دعما للمملكة العربية السعودية والتحالف. وفي 9 حزيران/ يونيو 2015، تمّ اعتقال تسعة صحافيين في الوقت نفسه في فندق في صنعاء، بينما تمّ اعتقال صحافي آخر في 28 آب/ أغسطس 2015 في منزله في صنعاء. وأُفيد بأن معظمهم يعملون في وسائل إعلام على الإنترنت معارضة للحوثيين، ومعظمهم على صلة بحزب الإصلاح. تم احتجازهم في أربعة أماكن احتجاز مختلفة قبل نقلهم إلى مركز الاحتجاز التابع للأمن السياسي في صنعاء حيث هم محتجزون حالياا. وفي خلال عمليات نقلهم المختلفة، اختفى الصحافيون قسرا لفترات زمنية مختلفة.

 
  1. وفي 5 تشرين الأول / أكتوبر 2015، طلب المدعي العام من رئيس سجن الثورة إبلاغه فورا ً بأسباب احتجاز عشرة صحافيين أو وجودهم في الاحتجاز بدون محاكمة مسبقة. قرر أنهريجب إطلاق سراحهم فورا إذا لم يعتقلوا وفاقا للقانون اليمني. غير اّن رئيس السجن لم يستجب لطلب المدعي العام.
 

388.بعد حوالي أربع سنوات على اعتقالهم لأول مّرة، لم يكن الصحافيون المعتقلون العشرة قد مثلوا أمام المدعي العام أو أمام المحكمة. ولم يتم إبلاغهم بالاتهامات الجنائية الموجهة ضدهم إلا في 18 شباط/ فبراير 2019 عندما أصدر قرار الاتهام رئيس المحكمة الجنائية المتخصصة في أمانة العاصمة. وأُفيد بأنهم اُتهموا بنشر إشاعات وأكاذيب على مواقع الإنترنت ومنصات وسائل الإعلام الاجتماعية، وبدعم التحالف. وقبل ذلك، لم ُيمنحوا الحق في اللجوء الى مستشار قانوني للطعن في قانونية احتجازهم. وتمّ رفض طلب رسمي من محاميي الدفاع إلى النيابة العامة للتحدث مع موكليهم على انفراد، تمشيا مع حقهم في إجراء مقابلات سرية. لم تبدأ محاكمتهم حتى بعد مرور أكثر من أٔربعة أشهر من توجيه التهم إليهم.

 
  1. في ثلاث حالات على الأقل حقق فيها فريق الخبراء، ُزعم أن المحتجزين تعرضوا للتعذيب أو غيره من ضروب المعاملة السيئة في ثلاثة أماكن احتجاز مختلفة، بما في ذلك خلال جلسات الاستجواب في المديرية العامة للتحقيق الجنائي وفي مركز الاحتجاز التابع للأمن السياسي. وشملت أعمال التعذيب المبلّغ عنها التعليق من السقف، والصدمات الكهربائية، والضرب بألواح خشبية والسلاسل، والركل والصفع، وحظر التبّول، والإساءة والإهانة اللفظية، والحبس الانفرادي. وفي معظم جلسات الاستجواب والتعذيب، كان الضحايا معصوبي العينين وتركزت الأسئلة أثناء الاستجواب على تعاونهم المزعوم مع التحالف. وإذا أنكروا ذلك، كان الحراس يضربونهم حتى يعترفوا.
 
  1. أُفيد عن إضراب المحتجزين عن الطعام في العام 2016 أثناء وجودهم في مركز احتجاز هبرة في صنعاء للاحتجاج على ظروف الاحتجاز السيئة وعلى احتجازهم بمعزل عن العالم الخارجي لمدة خمسة أشهر600. وورد أن الإيذاء الجسدي بحق هؤلاء الصحافيين قد حدث مؤخارا اعتباارا من نيسان/ أبريل 2019 في مركز الاحتجاز التابع للأمن السياسي، بينما أّدت الموافقات غير النظامية على الزيارات العائلية الى تدهور صحة المحتجزين العقلية.
 

"يقال أن المسجون نصف مجنون... لا أشك في أني أركض نحو الجنون بأقدامي ويجري هو نحوي بأقدام كثيرة وصور مختلفة"

صحافي محتجز في صنعاء

 

قضية طالب وناشط في وسائل التواصل الاجتماعي محتجز بدون تهم رغم صدور أمر قضائي بالإفراج عنه

 

391.تمّ القبض على طالب جامعي وناشط في وسائل التواصل الاجتماعي602، أو ما يسمى "المواطن الصحفـــي" في صنعاء في العام 2016، حيث تعّرض للضرب على أيدي رجال يرتدون ملابس مدنية. واّتهم بأنه من أتباع الرئيس هادي وأنه يدعم التحالف. لاحقا، احتُجز تعسفياا في خمسة مراكز مختلفة في صنعاء حيث تعّرض لسوء المعاملة جسدياا ونفسيا وتمّ تهديده بالقتل كوسيلة لإجباره على "توقيع" محضر استجوابه ببصماته. وأثناء احتجازه، اختفى قسرا في مراحل مختلفة، ولفترات تمتد على شهر بكامله.

 
  1. على الرغم من صدور أمر من المدعي العام بالإفراج عنه في العام 2017 على أساس أنه تجاوز الفترة التي يمكن احتجازه فيها بدون توجيه تهم رسمية اليه، كان لا يزال رهن الاحتجاز التعسفي وقتكتابة هذا التقرير603.
 

توقيف واحتجاز الصحافيين بين حزيران/ يونيو وكانون الأول/ ديسمبر 2018

 

  1. خلال الفترة الممتدة من حزيران / يونيه إلى كانون الأول / ديسمبر 2018، حقق فريق الخبراء في سبع حالات (كلّهم رجال) من الاعتقال والاحتجاز التعسفي بحق صحافيين وعاملين في وسائل الإعلام في صنعاء604. وفي ثلاث حالات على الأقل، تعّرض الصحافيون للاعتقال العنيف، ودوهمت منازلهم، وأُخذت ممتلكاتهم الشخصية. لم يتم عرض قضية أ ّي من الصحافيين السبعة الذين احتجزتهم سلطات الأمر الواقع أمام المدعي العام ولم تنظّم أي جلسة استماع أمام هيئة قضائية. ستة منهم اختفوا قسرا لفترات تتراوح بين ثلاثة أسابيع وخمسة أشهر. وقد احتُجزوا في أماكن مختلفة، بينها إدارة التحقيقات الجنائية وأماكن الاحتجاز السرية. واحد منهم على الأقل تعرض لسوء المعاملة الجسدية. وأُطلق سراح أربعة منهم، ولا يزال ثلاثة قيد الاحتجاز في صنعاء. بالإضافة إلى ذلك، تلقى الفريق معلومات موثوقا بها تتعلق بصحافي ُزعم أ ّن مقاتلو الحوثي -صالح قبضت عليه في صنعاء في أبريل / نيسان 2015. مّر أكثر من أربع سنوات ولا يزال مكانه ومصيره مجهولين.
 
  1. كان الصحافيون المحتجزون إما يعملون في وسائل الإعلام الموالية للمعارضة أو ينتقدون الحوثيين. كما أ ّن العدد الكبير من الصحافيين الذين تم احتجازهم بشكل تعسفي في ظروف غير إنسانية، حيث تعّرض بعضهم لمعاملة سيئة، قد زرع الخوف في نفوس الصحافيين والمدنيين العاديين الذين يريدون ممارسة حقهم في حرية الرأي والتعبير. وتأكد فريق الخبراء من أن 14 صحفيا(جميعهم رجال) ما زالوا رهن الاحتجاز حتى الآن في صنعاء. وقد احتُجزوا جمياعا لمجّرد ممارستهم المشروعة لمهنتهم أو حقهم في حرية التعبير. وقد استخدمت سلطات الأمر الواقع سيطرتها على العاصمة لتقويض وتقييد حرية الرأي والتعبير واستهداف الصحافيين والعاملين في مجال الإعلام، وكذلك أولئك الذين يعّبرون عن معارضتهم أو عن وجهات نظرهم السياسية بأي شكل من الأشكال.
 

القيود المفروضة على حرية تكوين الجمعيات والتجمع

تدهور بيئة عمل النشطاء السياسيين والمدافعين عن حقوق الإنسان، بما في ذلك المنظمات النسائية.

 

395.إن استهداف أشخاص "اعتُبروا معارضين" في صنعاء أثّر على المعارضة السياسية وعلى المدافعين عن حقوق الإنسان من رجال ونساء، وعلى منظمات المجتمع المدني التي تعمل على قضايا لا تُعتبر متوافقة مع أيديولوجية الحوثيين. ومنذ العام 2015، أُفيد بأ ّن سلطات الأمر الواقع قد داهمت أو أغلقت مقّر ما لا يقل عن 52 منظمة لحقوق الإنسان ومنظمات من المجتمع المدني606. وكان استهداف المدافعين عن حقوق الإنسان قد بدأ بالفعل في عام 2014. وتلقى فريق الخبراء العديد من التقارير عن قيام سلطات الأمر الواقع بحظر المدافعين عن حقوق الإنسان من السفر إلى خارج البلاد أو باستجوابهم عند عودتهم من أنشطة انعقدت في الخارج. كما حقق الفريق في الانتهاكات المرتكبة ضد المدافعين عن حقوق الإنسان - بما في ذلك المدافعات عن حقوق الإنسان - في 2018 و607.2019 وطلب الضحايا الحفاظ على سرية المعلومات الخاصة بقضاياهم خوفا من الانتقام لاسيما أنهم ما زالوا يعيشون في مناطق خاضعة لسيطرة سلطات الأمر الواقع. وهذا الطلب يعكس مناخ الخوف الذي يعيش فيه النشطاء والمدافعون عن حقوق الإنسان في

صنعاء اليوم.

396.في هذه البيئة القسرية حيث لا يُسمح فيها بالمعارضة، يشعر محامو الدفاع الذين يمثلون السجناء السياسيين بالخطر أي اضا في ممارسة وظائفهم بشكل مشروع. ففي العام 2016، قُبض على أحد المحامين لمدة شهرين أثناء مشاركته في مظاهرة تطالب بالإفراج عن الأشخاص المحتجزين تعسفيا في المديرية العامة للتحقيق الجنائي في صنعاء. وفي 6 نيسان/ إبريل 2019، تم توقيف أحد المحامين عن 36 محتجازا داخل المحكمة لأنه قام بتمرير قلم لموكله في نهاية المحاكمة. وترد تفاصيل قضيته أدناه في القسم الخاص بالحق في المحاكمة العادلة. تمّ التحقيق معه لمدة 24 ساعة واتهم بالمساعدة على محاولة ارتكاب جريمة قتل داخل السجن.

 
  1. إ ّن إحدى المنظمات النسائية الوطنية التي تناصر عملية الإفراج عن المحتجزين بشكل تع ّسفي أو عن المختفين القسريين قد تعّرضت لحالات مضايقة وإعتقال تعسفي. فقد تمّ القبض على أحد مؤسسيها بشكل تعسفي عدة مرات في السنوات الأولى بعد أن بدأت المنظمة عملها. وفي العام 2018، تعّرضت ناشطات ك ّن ينظّمن اجتماعات حاشدة للمنظمة، للتهويل والتخويف على أيدي رجال مجهولين يرتدون ملابس مدنية قاموا بمضايقتهن أثناء ممارستهن لأنشطتهن أو لحقوه ّن ٔولحقوهّن قبل أن ينضمين إلى نشاط ما. كما قاموا بإلغاء احتجاجاتهن العامة في أكثر من مناسبة بعد أن ُحذرن من عمليات مداهمة وشيكة من جانب الأمن الحوثي وخشين أن يتم القبض عليهن.
 

398.منذ أواخر العام 2016، أفادت تقارير عن تفريق تجّمعات سلمية بالقوة، ولا سيما التجمعات النسائية، ومنها الاحتجاجات التي قادتها نساء المؤتمر الشعبي العام في كانون الأول/ ديسمبر 2017 وآذار/ مارس 2018 609 وقمعتها بعنف قوات الأمن النسائية التابعة للحوثيين، أو من يشار إليهن باسم "الزينبيات". و"الزينبيات" هي قوة أمنية من الحوثيين تم تشكيلها للتعامل حصريا مع النساء والفتيات610 ، لأن العملاء الذكور من قوات الأمن لا يمكنهم مواجهة أو اعتقال

ا النساء علناا بسبب المجتمع اليمني المحافظ. وحصل تشكيلها عندما بدأت النساء والفتيات في لعب دور قيادي في المظاهرات في صنعاء، إذ شعرن أن مكانهن في المجتمع اليمني سيوفر لهن حماية أفضل ضد انتهاكات حقوق الإنسان من الذكور.

 

الاستخدام المفرط للقوة ضد المرأة في تجّمع سلمي، في 6 تشرين الأول/ أكتوبر 2018

 

399.في 6 تشرين الأول / أكتوبر 2018، نظمت شابات ناشطات تجّمعا سلميا 611عبر وسائل التواصل الاجتماعي، للمطالبة بوضع حّد للتدهور المستمر للحالة الاجتماعية والاقتصادية في بلد مّزقته الحرب. دعا المنظمون الى مشاركة الإناث، بسبب الشعور بالخوف من تعّرض الرجال لخطر الاعتداء الجسدي أو الاعتقالات، كما حصل في مظاهرات سابقة612. في ذلك الصباح، حصل انتشار كبير للأفراد المسلحين من الرجال والنساء الحوثيين وحوالي 40 حافلة كانت متوقفة حول ميدان التحرير حيث كان من المفترض أن تجري المظاهرة. عرقلت "الزينبيات" وصول المتظاهرين إلى الميدان واعتقلت بشكل عشوائي متظاهرين من ذكور وإناث وكذلك الماّرة. تم احتجاز أحد الصحافيين الذكور بشكل عشوائي مع عشرات الأشخاص الآخرين وتم نقله إلى مركز شرطة محلي.كان لا يزال في الاحتجاز وقت كتابة هذا التقرير.

 
  1. وفي الوقت نفسه، خارج جامعة صنعاء، تمّ نشر رجال حوثيين مسلحين وحوالي مائة من "الزينبيات" يحملون بنادق صاعقة من نوع تاسر والعصي والسكاكين. وذكر أحد الشهود أنهم أي اضا يحملون المسدسات والبنادق. قاموا بتفتيش الطلاب بطريقة عشوائية، بما في ذلك الفتيات والنساء اللواتي يعتزمن الانضمام إلى التجّمع فضلاا عن الماّرة من الإناث، حوالي مائة فتاة وامرأة في المجموع. بدأت "الزينبيات" بمهاجمة النساء والفتيات بشكل عشوائي، مع استخدام العصي والصواعق الكهربائيه نوع تاسر، مع التركيز بشكل خاص على الرقبة والظهر. يقال أن إحدى أفراد"الزينبيات" كانت تقول: "هيا أنتم المرتزقة"، "أنتم الإماراتيين"، "هيا يا حلفاء العدو."
 

"هجمن علينا أنا وصديقتي التي ضربوها على رأسها بالعصا. هربنا [..] ولحقت بنا الزينبيات اللواتي واصلن ضربنا. قمن بخلع الحجاب عنا، فارتبكنا فيما كنا نحاول إعادته لتغطية رأسينا، بينما كنّ يضربننا على الجسد والرأس. كنّ يستخدمن الصواعق ويستهدفن منطقة العنق بشكل خاص"

شابة حاولت المشاركة في مظاهرة في صنعاء

 
  1. في حوالي الساعة الحادية عشرة ظهرا، تمّ سحب ما بين 30 و 50 امرأة وإصعادهن الى الحافلات ونقلهن إلى مركز للشرطة في صنعاء حيث تم احتجازهن في زنزانات. بعض الشاهدات يتذّكرن الاعتداء اللفظي الذي مارسته "الزينبيات" عليهن، حيث استخدمن لغة هجومية وتهديدات بالاغتصاب: "قيل لنا إننا نستحق الموت، وكن يناديننا عاهرات ويهددن بأخذنا إلى الجنود السودانيين كي يغتصبوننا. قلن لنا أيضاا "سنرسلكنّ الى رجالنا على الخطوط الأمامية، على الأقل لديهم حقوق أكثر منكن". تلقينا محاضرات عن الدين. كانت إحدى النساء المتقدمات في السن مصابة بداء السكري وتحتاج إلى مساعدة، لكن تمّ رفضها". وروت شابة راشدة قائلة "سمعت كلمات لم أسمعها في حياتي. لا استطيع أن أنسى ذلك اليوم المليء بالإهانات". قام رجال من سلطات الأمر الواقع الذين يرتدون ملابس مدنية باستجواب نساء بشكل فردي في غرفة منفصلة، متهمين إياهن بالتعاون معٍالتحالف. وقد أُطلق سراحهن في نهاية اليوم، بعد أن احتُجزن بدون السماح لهن بالاتصال بمحام، وبعد توقيع بيان يتعهدن فيه عدم المشاركة في الاحتجاجات مجددا، شرط أن يأتي رجل راشد لاصطحابهن. واضطّر عدد من النساء للفرار من صنعاء عقب المظاهرة، خوفاا من الانتقام منهن عبر الإساءة الى سلامتهن البدنية سيما أن تهديدات صدرت بعد الحدث .
 
  1. يبدو أن قيام سلطات الأمر الواقع بفرض وجود وصي/محرم ذكر كشرط للسماح بالإفراج عن النساء والفتيات اللائي قُبض عليهن خلال الاحتجاجات، والناشطات السياسيات أو الناشطات في مجال حقوق الإنسان، يهدف إلى إذلال كل من الأنثى المعتقلة وزوجها أو والدها. أخبرت إحدى المحتجزات السابقات فريق الخبراء بأنها رفضت أن يأتي زوجها "العجوز" ويأخذها من مركز الشرطة لأنها شعرت أن هذه إهانة بالنسبة إليه. بقيت محتجزة حتى تفاوضت معهم كي يأتي أحد أقربائهاكبديل لاصطحابها.
 

القيود المفروضة على التجمعات السلمية في "زمن الحرب"

 

قال: "هل تعرف التهم الموجهة إليك؟" قلت، "لا ، ليس رسميا". قال: "أنت تدعو للسلام ...

قلت" أنت تمزح بالتأكيد". قال: "لا ، نحن الآن في زمن الحرب ... علينا تعبئة الناس كي يقاتلوا، لذلك عندما تتحدث عن السلام، فأنت تتصرف ضد الدولة."

رجل احتجز بصورة تعسفية واستجوبته سلطات الأمر الواقع لمشاركته في مؤتمر

  1. قام فريق الخبراء بتوثيق حادثتين وقعتا في آب/ أغسطس 2016 617 وفي تشرين الأول/ أٔكتوبر 2018 618 في صنعاء حيث داهم عملاء مسلحون من قوات الأمن التابعة لسلطات الأمرالواقع التجمعات السلمية، بما في ذلك مؤتمراً صحافيا حضره حوالي 20 مشاركاً، وفعالية مجتمعية ضّمت حوالي 60 مشاركا. في كلتا الحالتين، تم القبض على جميع المشاركين واحتجازهم. في أحد هذين الحدثين تم إطلاق سراح المشاركين بحلول نهاية اليوم، أما في الحدث الآخر، فتّم احتجاز حوالي 11 مشاركا (من رجال ونساء) لفترة أطول من الوقت، تصل إلى شهر كامل للبعض، وبدون توجيه التهم إليهم. وأثناء استجوابهم، ُسئلوا عن دوافعهم لتنظيم مثل هذه الفعاليات وفي بعض الحالات ُعصبت عيونهم أثناء الاستجواب. قبل إطلاق سراحهم، طُلب من العديد منهم التوقيع على التزامات بالموافقة على عدم المشاركة أو تنظيم أي فعاليات مجتمعية مجددا.
 

القيود المفروضة على حرية تكوين الجمعيات، بما في ذلك الانتماء السياسي

 

قضية المعتقلين الذكور البالغ عددهم 36 معتقل، ُحكم على 30 منهم بالإعدام

  1. نظر فريق الخبراء في عملية احتجاز ومحاكمة 36 رجلااكانت تتراوح أعمارهم بين 21 و48 عااما عند فترة إلقاء القبض عليهم، بمن فيهم أستاذ جامعي، ومعلمون، وطلاب (14)، ومدير مدرسة، وعمال، ومهندسون، وموظفون حكوميون سابقون اعتقلتهم قوات الأمن التابعة لسلطات الأمر الواقع في أماكن مختلفة من شمال اليمن تعسفا في فترات مختلفة، قرب نهاية العام 2015 والعام 2016، بدون إبلاغهم بالتّهم الموجهة إليهم وقت القبض عليهم619. وأُفيد بأن معظمهم كانوا أعضاء أو مؤيدين لحزب الإصلاح، مما يشير إلى أن اعتقالهم قد يكون مرتبط بانتمائهم السياسي. وقد تمّ إخفاء 36 محتجزا قسريا في مراحل مختلفة من احتجازهم، واحتُجزوا في الحبس الانفرادي لفترات طويلة تصل إلى 6 أشهر في كل مرة. وفي نيسان/ إبريل 2017، ُوجهت تهم إٕليهم، بما فيها عضويتهم في الجناح العسكري للإصلاح، والمشاركة في الاغتيالات، وتفجير القنابل، والقيام بالتدريب العسكري في مأرب، وتتبّع تحركات شخصيات من الحوثيين ومن المؤتمر الشعبي العام. في 9 تموز/ يوليو 2019، وعلى الرغم من أ ّن المحاكمة التي جرت بدت مليئة بالشوائب،

حكمت المحكمة الجنائية المتخصصة في صنعاء على 30 من هؤلاء الرجال بالإعدام وبّرأت ستة.

 
  1. وجد فريق الخبراء أنه طوال العملية القضائية، لم يتم احترام حق المتهمين في ضمان تأمين محاكمة عادلة حسب الأصول. ولع ّل الانتهاك الأبرز هو أن المحاكمة استندت الى اعترافات تمّ الحصول عليها بالإكراه. وأثناء الاستجواب من جانب هيئة النيابة العامة، أنكر العديد من المتهمين التهم الموجهة إليهم، زاعمين أن شهاداتهم انتُزعت بعد التعذيب. تفيد ادعاءات موثوقة أن العديد منهم قد تعّرضوا لسوء المعاملة والتعذيب في مراكز احتجاز مختلفة، بما في ذلك المديرية العامة للتحقيق الجنائي في صنعاء حيث استجوبتهم القوات الأمنية فور إلقاء القبض عليهم، وفي مركز الاحتجاز التابع للأمن السياسي حيث هم محتجزون حاليا. وفي جلسات الاستماع العامة المختلفة، ذكر محتجزون أنهم يتعرضون لسوء المعاملة المستمرة. ولدى بدء محاكمة بعض المدعى عليهم الذين عينوا محاميا، لم يتم ّكنوا من الالتقاء بالمحامي قبل مثولهم للمّرة الأولى أمام النيابة. ولم يُسمح للمحامين والمدعى عليهم عقد اجتماعات على انفراد. جرى إستجواب بعض المدعى عليهم من جانب المّدعين العامين بغياب المحامين. وحتى أثناء جلسات الاستماع، لم يُسمح لمحامي الدفاع بالتحدث إلى موكليهم. لم يتم إطلاعهم بشكل كا ٍف على جدول جلسات الاستماع، كما لم يتم منحهم الوقت لإعداد دفاعهم أو للتدخل في جلسات المحكمة.
 

القيود على حرية الفكر والضمير والدين

 

عقوبة الإعدام بحق بهائي محتجز منذ عام 2013

 

406.حّقق فريق الخبراء في حالات مختلفة حيث استُهدف أفراد من الطائفة البهائية في اليمن620، بما في ذلك التهم الموجهة ضد أكثر من 20 شخ اصا والمحاكمة المستمرة لرجل بهائي هو حامدكمال بن حيدرة المحتجز منذ العام 2013، قبل سيطرة سلطات الأمر الواقع على صنعاء. يخشى فريق الخبراء، على ضوء المعلومات التي تلقاها،621 أن تكون الاتهامات الموجهة ضد بن حيدرة الذي ُحكم عليه بالإعدام في كانون الثاني/ يناير 2018، مرتبطة بالمعتقد الديني. وأُفيد بأن بن حيدرة احتُجز سّرا لمدة تسعة أشهرعلى التوالي622. وفي حين تمّ اعتقال حيدرة في العام 2013 بينما كانت صنعاء تحت سيطرة الحكومة اليمنية، لكن بدأت محاكمته في 18 كانون الثاني/ يناير 2015، بعد أن فرضت سلطات الأمر الواقع سيطرتها على صنعاء. وُحكم على حيدرة بالإعدام بعد الإخفاقات الخطيرة في الحفاظ على حقه في محاكمة عادلة، بما في ذلك عقد معظم جلسات المحكمة غيابيا أثناء احتجازه، وعدم تزويده أو تزويد محاميه بنسخ عن العقوبة الصادرة بحقه، مما أعاق قدرته على الطعن في حكم الإعدام حرم حيدر ٔأكثر من مرة من حقه في حضور جلسات الاستماع. كانت محاكمته مستمرة وقت الانتهاء من هذا التقرير.

 

الانتهاكات

 

القيود على الحريات الأساسية

 

407.إّن الحريات الأساسية مكفولة بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان. وهي تشمل حرية الرأي والتعبير624، وحق التجّمع السلمي625، والحق في حرية تكوين الجمعيات626، بما في ذلك حرية الانخراط في الأحزاب السياسية، والحق في حرية الفكر والضمير والدين.627 من الممكن تقييد الحريات الأساسية، ولكن وفاقا لما ينص عليه القانون وعند ضرورة حماية حقوق الآخرين وحرياتهم، وحماية الأمن القومي، والسلامة العامة، والنظام، والصحة والأخلاق.

 
  1. لدى فريق الخبراء أسباب معقولة للاعتقاد بأن سلطات الأمر الواقع، وفي جميع الحالات الموصوفة أعلاه، قد قيّدت الحريات الأساسية بدون م ّبرر. ويرتبط ذلك أسا اسا بحرية الرأي والتعبير، وحرية التجمع السلمي، وحرية تكوين الجمعيات، وحرية الفكر والضمير والدين التي قيّدتها سلطات الأمر الواقع بشكل غير قانوني، منتهكةّ بذلك التزاماتها في مجال حقوق الإنسان. وشملت القيود غير القانونية المضايقة والترهيب بحق الأفراد أو الجماعات، وحظر وسائل الإعلام أو تعليقها، وإغلاق منظمات المجتمع المدني وتفريق التجمعات السلمية بالقوة. وكما يتضح من الحالات الموصوفة أعلاه، غالبا ما ينطوي انتهاك الحريات الأساسية على الاختفاء القسري والاعتقال التعسفي، ويليه سوء المعاملة في الاحتجاز.
 
  1. بالنسبة الى الحق في التجمع السلمي - وبخاصة بشأن حادثة التجمع السلمي النسائي في 6 تشرين الأول / أكتوبر 2018 - يُسمح لكل شخص بالمشاركة في التجمعات القانونية والسلمية، ويجوز تفريق التجمعات غير القانونية من جانب المسؤولين عن إنفاذ القانون. ولدى تفريق التجمعات غير القانونية، وإن كانت غير عنيفة، على المسؤولين عن إنفاذ القانون تجنّب إستخدام القوة أو، حيثما كان ذلك غير عملي، حصرهذه القوة بالمستوى الأدنى المطلوب. بالإضافة إلى ذلك، فإن المعاملة اللاإنسانية أو المهينة أو المسيئة محظورة تماما بموجب كل من القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني629، وقد تؤدي إلى مسؤولية جنائية فردية عن جريمة الحرب المتمثلة في الاعتداء على الكرامة الشخصية .
 
  1. لدى فريق الخبراء أسباب معقولة للاعتقاد بأن سلطات الأمر الواقع قد استخدمت القوة المفرطة ضد النساء المتظاهرات في 6 تشرين الأول / أكتوبر 2018 في صنعاء، وأنها مسؤولة عن المعاملة السيئة والمهينة ضد تلك النساء. بالإضافة إلى ذلك، توجد أسباب معقولة للاعتقاد بأن النساء اللواتي حاولن المشاركة في المظاهرات قد تعرضن للاعتقال والاحتجاز بشكل تعسفي، لاسيم أن اعتقالهن واحتجازهن قد نجم عن مشاركتهن في مظاهرة سلمية، وتعرضن لسوء المعاملة أثناء استجوابهن. وقد تؤدي هذه الأعمال إلى مسؤولية جنائية فردية عن جريمة الحرب المتمثلة في الاعتداء

على الكرامة الشخصية.

 

الاعتقال التعسفي

 

  1. كما يكفل القانون الدولي لحقوق الإنسان الحق لكل فرد في الحرية والأمن الشخصي631. وتُنتهك هذه الحقوق عندما ُيحتجز الأفراد بصورة تعسفية، وعندما يتعرضون للتعذيب أو غيره من ضروب سوء المعاملة. وتُعتبر تعسفية حالات الحرمان من الحرية المخالفة لأحكام القانون الدولي، وفي الأغلب تلك التي لا تشكل أسا اسا صالحاا للاحتجاز، وحالات الاحتجاز التي يُنتهك فيها الحق في محاكمة عادلة وفي الضمانات الإجرائية إلى حد يصبح فيه الاحتجاز تعسفياا. 632 وترد هذه الضمانات الإجرائية في المادتين 9 و14 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وتشمل واجب إبلاغ الشخص الموقوف بأسباب القبض عليه633؛ وواجب محاكمة شخص قُبض عليه بتهمة جنائية على وجه السرعة أمام قا ٍض634، وواجب تزويد الشخص المحتجز بفرصة الطعن في قانونية الاحتجاز (حق الدفاع). 635 كما ُيحظّر الاحتجاز التعسفي بموجب القانون الدولي الإنساني، وقد يُعتبر حرمان شخص من الحق في محاكمة عادلة جريمة حرب في نزاع غير دولي.
 

412.وجد فريق الخبراء أسباابا معقولة للاعتقاد بأن سلطات الأمر الواقع قد احتجزت بصورة تعسفية صحافيين وعاملين في مجال الإعلام وأشخاصا أعربوا عن معارضتهم لسلطات الأمر الواقع. وفي هذه الحالات، يكون الاحتجاز تعسفياا متى يكون سبب الاحتجاز مرتبط بممارسة الحريات الأساسية أو كان بدون أسباب. في معظم الحالات، يبدو أن الدافع وراء الاحتجاز هو التمييز، بما في ذلك على أساس الدين أو الرأي السياسي أو غيره من الآراء. كما أ ّن الاحتجاز على أساس التمييز يعتبر بحد ذاته تعسفياا.637 في العديد من الحالات الموضحة أعلاه، يكون الاحتجاز تعسفياا أي اضا بسبب انتهاك الحق الأساسي في محاكمة عادلة، وعلى الأخص من خلال إطالة فترة الاحتجاز السابقة للمحاكمة، وغياب الإحالة إلى مّدٍع عام أو قا ٍض، وتأخير المحاكمة بدون سبب، أو محدودية أو عدم إمكانية الاتصال بمستشار قانوني، أو استخدام الاعترافات المنتزعة بالإكراه. بالإضافة إلى ذلك، لدى فريق الخبراء مخاوف جدية بشأن صحة التهم التي وجهت إلى الصحافيين العشرة المحتجزين الذين حرموا من إجراءات قضائية عادلة ومستقلة. وفي إحدى الحالات الموثقة، لا يزال الصحاي محتجازا بدون سبب، على الرغم من أمر الإفراج الصادر عن المدعي العام.

وقد يؤدي الحرمان من المحاكمة العادلة إلى مسؤولية جنائية فردية.

 

حالات الاختفاء القسري

 

  1. يُنتهك الحق في الحرية والأمن الشخصيين أيضا من خلال حالات الاختفاء القسري التي يحظّرها القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني638. كما أن الاختفاء القسري ربما أي اضا ينتهك حظر التعذيب.
 

414.في صنعاء، استُخدمت شبكة من المرافق لإخفاء الأفراد فيها وإبعادهم عن أي إشراف قضائي، وعن أقربائهم. لدى فريق الخبراء أسباب معقولة للاعتقاد بأن سلطات الأمر الواقع قد استخدمت الاختفاء القسري ضد الأفراد في المناطق الخاضعة لسيطرتها، في انتهاك لواجباتها بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني. وحالات الاختفاء القسري قد ترقى أيضاً الى مستوى التعذيب. هذه الأعمال قد تؤدي إلى مسؤولية جنائية فردية عن جرائم الحرب.

د) المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة وأعمال التعذيب أثناء الاحتجاز

 

تم تعليقي لمدة 13 يوماا وكُبّلت يداي بأسلاك فيما كنت معصوب العينين. تسبّب ذلك في تضخّم جسدي بالكامل. وعندما لم أعد معلّقاا، لم أستطع التحرك لمدة ثلاثة أسابيع. هددوني عدة مرات باعتقال زوجتي وأطفالي. كانوا يتركونني لعدّة أيام بدون طعام مع التهديد بقتلي. لقد كنت أعاني من السلس بسبب الخوف. كنتيجة للقلق، مررت بفترات لم أستطع النوم فيها"

 ناشط سابق شاب احتُجز في مكان سّري بصنعاء

  1. وصلت الفريق مزاعم حول التعذيب والمعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة في أماكن الاحتجاز الخاضعة لإشراف سلطات الأمر الواقع في صنعاء، وكذلك في أماكن الاحتجاز السرية ذات الصلة بالحالات التي تم التحقيق فيها، أي المديرية العامة للتحقيق الجنائي، ومركز الاحتجاز التابع للأمن السياسي، ومركز الاحتجاز الخاص بالأمن القومي، وسجن صنعاء المركزي، وسجن الثورة، وسجن هبرة، وفي أماكن احتجاز سرية وبعض مراكز الشرطة. حدث ذلك أثناء جلسات الاستجواب وخارجها. وقد أُفيد عن مجموعة كبيرة ومتنوعة من حالات سوء المعاملة الجسدية والنفسية وأساليب التعذيب، بما في ذلك التعليق المستمر لعدة أيام وليال، والضرب بالعصي، والركل، وتقييد الوصول إلى المرحاض، والحرمان من الضوء الطبيعي لفترات طويلة من الزمن، والحرمان من النوم، والتهديد بالقتل ، والصعق بالكهرباء، والحرق، والعري القسري.
 
  1. أُفيد عن اللجوء الى الحبس الانفرادي، في زنزانات بدون ضوء لفترات طويلة تصل إلى سبعة أشهر في حالة واحدة، وذلك في مراكز احتجاز مختلفة في صنعاء، وخاصة في مركز الاحتجاز التابع للأمن السياسي. وفي إحدى الحالات، احتُجز رجل في الحبس الانفرادي لمدة شهرين لأنه رفض تكرار"الصرخة" (شعار الحوثيين).641 ويتذكر شاهد آخر قائلاا أنه "خلال الأشهر الثلاثة الأولى، تم عزل قريبي642 في زنزانة مساحتها متر مربّع واحد. وكان يستخدم الحجرة في كل شيء. في الأشهر الثلاثة التالية، تمّ وضع شخص مجنون معه في الزنزانة نفسها. تخيل نفسك جالساا في غرفة مساحتها متر مربع مع شخص مجنون". في بعض الحالات، استمر التعذيب وسوء المعاملة أثناء وجود المعتقلين في الحبس الانفرادي.
 
  1. استُخدمت أعمال التعذيب أثناء جلسات الاستجواب لإجبار المحتجزين على التوقيع على وثائق ووضع بصماتهم عليها، حتى وهم معصوبو العينين، حيث عليهم "الاعتراف" بمسؤوليتهم المزعومة. ويتذكر موظف في إحدى المنظمات غير الحكومية احتجز سابقا قائلاا: "تم تعليقي أثناء استجوابي وتقييد يدي وعصب عيني. لم أكن أعرف هوية الأشخاص الذين كانوا يستجوبونني لأنني كنت دائماا معصوب العينين. لقد وضعت بصماتي على وثائق بينما كنت معصوب العينين.643 "ظ ّل يعاني من آثار التعذيب على يديه وساقيه وكليته وكبده. وصف معتقلان سابقان للفريق درجة الخوف التي انتابتهما خلال عصب عيونهما، حيث شعرا بوجود شخص يقف وراءهما أثناء حديثهما، متسائلين من أين ستأتي الضربة، عندما سمعا صوتاا خلفهما يقول فجأة "إجابةً خاطئة"
 

"علقوني هذه المرة عارياا بالكامل في خطاف على الحائط، ومرتين في مناسبتين منفصلتين قاموا بربط قنينة ماء بخصيتي ملأوها بالماء. كان هذا مؤلماا أكثر من الصعق بالكهرباء"

 أ حد الناجين من التعذيب في صنعاء

 

418.وصلت الفريق، خلال التحقيقات التي أجراها، مزاعم بأن العنف الجنسي قد استخدم كشكل من أشكال التعذيب ضد أربعة محتجزين، بما في ذلك في مركز الاحتجاز التابع للأمن السياسي. وشملت الادعاءات التي تلقاها الفريق ضحية ُربط عضوه التناسلي بسلك لمدة خمسة أيام646 ، فيما تمّ تهديد آخر بالاغتصاب، بما في ذلك بواسطة أداة647. كما تلقى فريق الخبراء تقارير مختلفة عن العري القسري أمام معتقلين آخرين وأمام الحّراس648. كما وصلت الفريق مزاعم بحجز الفتيان الصغار، إما لارتباطهم المزعوم بأحزاب المعارضة، أو لاستخراج المعلومات منهم، أو لممارسة الضغط على أحد أفراد الأسرة "للاستسلام" إلى سلطات الأمر الواقع. وفي إحدى هذه الحالات، تلقى الفريق معلومات649 تفيد بأن أحد هؤلاء الفتيان المحتجز في مرفق احتجاز الأمن السياسي قد تعّرض للتعذيب، بما في ذلك الاعتداء الجنسي كالضرب على أعضائه التناسلية، والُعري القسري، والتهديد بالاغتصاب.

 

 ظروف الاحتجاز اللاإنسانية

 

"لم يُسمح لي بالخروج إلى المرحاض إلا مرة واحدة كل أربع وعشرين ساعة. المياه التي اعتدت شربها لم تكن شفافة. لم يُسمح لي بالاستحمام. كان المكان مظلماا. المطبخ الذي احتُجزت فيه شديد البرودة، وأصبت بالتهابات في الكلى والرئة. لقد اعتادوا أن يتركوني لأيام بدون طعام ويهددو بقتلي."

 معتقل سابق في مركز الاحتجاز التابع للأمن  السياسي

 

419.أُفيد عن ظروف احتجاز لاإنسانية على نطاق واسع في جميع مراكز الاحتجاز في قضايا حقق فيها فريق الخبراء، لا سيما مركز احتجاز الأمن السياسي في صنعاء. ووصفت مصادر بينها معتقلون سابقون درجة الاكتظاظ – فقد وصل عدد الأشخاص الى 37 محتجزا في غرفة واحدة، حيث حصل كل محتجز على ما يعادل "بلاطة واحدة" لينام عليها. ذكروا أيضا وجود نقص كبير في الطعام والمياه النظيفة والضوء الطبيعي والتهوية والوصول إلى المراحيض. كما ُمنعوا من الوصول إلى الكتب والأخبار والأقلام. وفي عام 2017، أفادت المفوضية السامية لحقوق الانسان عن وجود 150 مرفق احتجاز تديرها سلطات الأمر الواقع التي تخضع للمراقبة منذ آذار/ مارس 2015 ، قائلة إن "ظروف الاحتجاز قد تدهورت بشكل ملحوظ ... وتفاقمت جميعها بسبب النزاع"651. وأبلغ محتجز سابق الفريق عن وجود زنزانة مساحتها 4 في 5 أمتار داخلها 20 شخ اصا في مركز الاحتجاز التابع للأمن السياسي، بلا نافذة ولا ضوء، مع إجبار المحتجزين على وضع جدول للنوم.652 يش ّكل استخدام مرافق الاحتجاز السرية مصدر قلق إضافيا بشأن ظروف الاحتجاز، حيث أنها لم تصمم لأغراض الاحتجاز. وبيّنت ظروف العيش المروعة التي وصفها المعتقلون مدى بؤسهم اليومي. وفي الحالات التي لم يحدث فيها تعذيب، يصف المحتجزون ظروف الاحتجاز على أنها سوء معاملة .

 

محدودية الزيارات العائلية أو غيابها كلياً

 

"في كثير من الأحيان ، تم جرّي وتهديدي أمام عائلتي بأنهم سيمنعون عني الزيارات العائلية لأنني تأخرت وأن وقت الزيارة الممتد على دقيقتين قد انتهى. تعرضنا للضرب بالعصي الكهربائية أمام العائلة أثناء الزيارة"

 

شهادة من معتقل سابق في الأمن السياسي

 
  1. أبلغ أقارب المحتجزين فريق الخبراء بأنهم ُيحرمون بانتظام من الزيارات العائلية الى مركز الأمن السياسي في صنعاء654. وفي بعض الحالات، أعربوا عن خوفهم من أن يكون رفض الزيارات مؤشرا لتعّرض قريبهم للتعذيب. في إحدى الحالات، طلب المدعي العام من رئيس مركز الاحتجاز التابع للأمن السياسي السماح لعائلة بالزيارة بسبب مخاوف جدية بشأن مكان وجود قريبها655. لم يتم السماح بالزيارة إلا مرة واحدة، ثم تم رفض الزيارات بدون إعطاء سبب. وتلقى الفريق معلومات تفيد بأن حظر الزيارات العائلية استُخدم كعقوبة ضد المعتقلين. ويتذكر أحد المحتجزين المفرج عنهم قائلاا: "مُنعت من تلقي الزيارات في الأمن السياسي أكثر من مرة لأنني كنت أطلب علاجات للحساسية والربو بسبب سوء التهوية في الزنزانات"656. في الواقع، انحصر وقت الزيارات في مركز الأمن السياسي، لدى السماح بها، بوقت محدود للغاية، حيث تراوح المتوسط بين دقيقة واحدة وثلاث دقائق. ذكر أفراد الأسرة رجاالا ونساء، أنهم تعرضوا للإهانات اللفظية من جانب الحراس أثناء الزيارات العائلية. "خلال الزيارة، كانت توجّه الاهانات الينا جميعاا. كانوا يشتموننا ويلعنوننا.".
 

عدم الحصول على الرعاية الطبية الكافية وتفاقم آثار التعذيب وسوء المعاملة

 

  1. استعرض الفريق الحالات التي ادعى فيها محتجزون سابقون أنهم يعانون من مرض خطير، بما في ذلك مشاكل الصحة العقلية أو الإعاقة نتيجة لسوء المعاملة والتعذيب وظروف الاحتجاز اللاإنسانية. أدى عدم الوصول إلى الرعاية الطبية المهنية أو الأدوية المناسبة إلى تفاقم مشاكلهم الصحية وإصاباتهم658. وذكر محتجز سابق أنه أصيب بالشلل نتيجة للتعذيب الذي تعرض له في مكان احتجاز سري في صنعاء. تمكن الفريق من تأكيد احتجازه وحالته الصحية وحرمانه من الحصول على رعاية صحية متخصصة وأدوية كافية خلال فترة احتجازه. وقد أبلغ عن صعوبات في الحركة، والوصول إلى المراحيض، وأحياانا أجبر على استخدام زنزانته للتغوط. وذكر أي اضا أن المحتجزين الآخرينكانوا يوضعون أحياانا في زنزانته لمساعدته،كوسيلة عقاب لهم659. وذكر محتجزان اثنان سابقان أنه طُلب من طبيب العيون المحتجز توزيع مجموعة عشوائية من الأدوية على المحتجزين أحضرها الحراس إلى المنشأة بناءا على تقييمه لاحتياجات المحتجزين من غير السماح لهم بالاتصال بطبيب.660 وقد ُمنع أحد المحتجزين الذي أصيب أي اضا بجروح خطيرة في ظهره، نتيجة التعذيب حسب ما أُفيد، من الوصول إلى طبيب متخصص لفترة طويلة من الزمن، مما أدى إلى تفاقم حالته. وبدلاا من ذلك، أعطي حقن ضد الألم بشكل منتظم، إلى أن رفض الشخص الموكل إعطاء الحقن في مركز الاعتقال مواصلتها خوفا من التسبب له بفشل كلوي. وأخيرا تم إطلاق سراح المحتجز المعني بعد قرابة عام من الاحتجاز، وذلك لأسباب طبية .
 
  1. أفادت شهادات أيضا عن وجود أشخاص يعانون من اضطرابات نفسية اجتماعية شديدة احتُجزوا في زنزانات مشتركة مع محتجزين آخرين، بدون الحصول على الرعاية الصحية الخاصة. بالإضافة إلى المخاوف المتعلقة بسلامتهم، ش ّكل ذلك سبباا إضافياا لشعورهم بالتوتر وأي اضا التهديد بحدوث العنف الجسدي، بما في ذلك الاعتداء الجنسي662 على المحتجزين الذين لا يعانون من اضطرابات نفسية. ووثّق الفريق حالة شاب محتجز يعاني من اضطرابات نفسية اجتماعية شديدة نتيجة لأعمال التعذيب663. يُعتبر اعتقاله تعسفيا، ومع ذلك، ُرفض طلبه بالحصول على رعاية طبية خارجية متخصصة. وبدلاا من ذلك، أُجبر على تلقي الحقن داخل مرافق مركز الاحتجاز، بدون إشراف طبيب مختص. وأفيد أن هذا العلاج الطبي القسري يؤثر على حالته الصحية العقلية بدرجة أكبر .

الوفيات في الاحتجاز المرتبطة بأعمال التعذيب وسوء المعاملة

423.تلقى فريق الخبراء 10 حالات وفاة مزعومة خلال الاحتجاز مرتبطة بإساءة المعاملة في أماكن الاعتقال في صنعاء بين عامي 2015 و 2016. واستعرض الفريق664 تقارير الطب الشرعي المتعلقة بوفاة ثلاثة محتجزين أشارت إلى حدوث أعمال عنف ضد المتوفين. أحدها، على سبيل المثال، وصف وجود كدمات في أجزاء مختلفة من الجسم، بسبب "استخدام أداة ثقيلة". تلقى الفريق المزيد من الادعاءات عن الوفيات في الحجز في مرافق حيث احتُجز محتجزون سياسيون وحيث تم توثيق سوء المعاملة، لكن لم يتوفّر أي تقرير جنائي. أما عدد الحالات التي وصلت والتي تفيد عن الوفاة بسبب التعذيب أو سوء المعاملة فتستدعي المزيد من التحليل لاسيما أن التحقيقات في هذه الحالات لم تكتمل وقت الانتهاء من هذا التقرير.

 
  1. وثّق فريق الخبراء أيضا حالة طلب فيها أفراد من الحوثيين فدية من الأسرة لإعادة جثة قريبها الذي ُزعم أنه توفي نتيجة التعذيب في الحجز في العام 2016. وبما أن الأسرة لم تتمكن من جمع المبلغ المطلوب، لم تتم ّكن من استرداد الجثة ودفنها. في النهاية، قامت سلطات الأمر الواقع بدفن المتوفي، وفي وقت كتابة هذا التقرير كانت العائلة لا تزال تحاول جمع الأموال لاستخراج الجثة وإعادة دفنها حسب شروطها الخاصة .

الانتهاكات

425.إن التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة ممنوع منعا باتاا بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني666. يحظّر القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني 667 الاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي. هذه الأعمال قد تؤدي إلى مسؤولية جنائية فردية عن جرائم الحرب.

 
  1. بناءا على التحقيقات التي أجراها، لدى فريق الخبراء أسباب معقولة للاعتقاد بأن التعذيب وسوء المعاملة قد استخدما في جميع أماكن الاحتجاز تحت إشراف سلطات الأمر الواقع في صنعاء التي حققت بقضايا، أي قسم التحقيق الجنائي669، ومركز الاحتجاز التابع للأمن السياسي670، ومركز الاحتجاز التابع للأمن القومي671، وسجن صنعاء المركزي672، وسجن الثورة673، وسجن هبرة674، وكذلك في أماكن الاحتجازه السرية التابعة لها وبعض مراكز الشرطة. لدى فريق الخبراء أي اضا أسباب معقولة للاعتقاد بأن التعذيب قد استخدم أثناء الاستجواب، بشكل أساسي للإعتراف عبر الإكراه، أو لإهانة المحتجزين، في قسم التحقيقات الجنائية ومركز الاحتجاز التابع للأمن القومي ومركز الاحتجاز الخاص بالأمن السياسي.
 
  1. كما استخدم العنف الجنسي في مراكز الاحتجاز، بما في ذلك لتعذيب المحتجزين. لدى فريق الخبراء أسباب معقولة للاعتقاد بأن سلطات الأمر الواقع لجأت الى العنف الجنسي في مركز الاحتجاز التابع للأمن السياسي، ومركز الاحتجاز الخاص بالأمن القومي675 وفي قسم التحقيقات الجنائية.
 
  1. قد تؤدي هذه الأفعال إلى مسؤولية جنائية فردية بالنسبة الى أفراد سلطات الأمر الواقع عن جرائم الحرب المتمثلة في التعذيب والتعّرض للكرامة الشخصية، فضلاا عن الاغتصاب وأي شكل من أشكال العنف الجنسي.
 
  1. 2 . غارات التحالف الجوية في المناطق الشمالية بما في ذلك صنعاء وصعدة وحجة

 

 أ) السياق

 
  1. بين 1 آذار/ مارس 2015 و30 حزيران/ يونيو 2019 نفذت قوات التحالف 19 ألف و874 غارة جوية على الأراضي اليمنية وفاقا لمشروع معلومات اليمن.677 في حين تفيد التقارير أن عدد الغارات الجوية المبلّغ عنها قد انخفض بشكل طفيف خلال العام الماضي فإن تأثير هذا النوع من أنواع القتال لا يزال ذات تكلفة مرتفعة للغاية بالنسبة للمدنيين الذين يعيشون في الغالب في المناطق الخاضعة لسيطرة سلطات الأمر الواقع. بالإضافة إلى الغارات الجوية التي تم التحقيق فيها على النحو المفصل في التقرير، قام فريق الخبراء أي اضا بالنظر في 14 غارة جوية أصابت كلها بنى تحتية مدنية في محافظتي صعدة وحجة بين آذار/ مارس 2018 و حزيران/ يونيو ٢٠١٩ ,

ضمنها مزارع وأبراج الاتصالات وبنوك ومدارس وشاحنات تحمل خلايا النحل.

 
  1. هذا الجزء ينظر بالتحديد في بعض الغارات الجوية التي أصابت مناطق شمالية من البلاد خلال العام الماضي وهي تمثّل نمطاا يستمر بالتأثير سلباا على المدنيين والأعيان المدنية بشكل مباشر. وقد قام الفريق المشترك لتقييم الحوادث بالتحقيق في حالتين من الحالات الخمس المستعرضة, على النحو المفصل أدناه. بالإضافة إلى احتمال كونها انتهاكات للقانون الدولي الإنساني ,ما تُظهره الحوادث التي حقق فيها فريق الخبراء هو أنه بغض النظر عما إذا كانت قد أصابت هدفاا مشروعا" أٔو نتجت عن تراكم أخطاء، فإن تأثيرها الأكبر والأكثر مباشرة هو على المدنيين.

ب) مركز علاج الكوليرا التابع لمنظمة أطباء بلا حدود، 11 حزيران/ يونيو 2018، مدينة عبس، مديرية عبس، محافظة حجة

 

  1. في يوم الإثنين 11 حزيران/ يونيو 2018 حوالي الساعة 05:45 صباحا، نفذ التحالف غارة جوية باستخدام قنبلة موجهة679 على منشأة طبية تابعة لمنظمة أطباء بلا حدود في عبس مما أدى إلى تدمير أحد مبانيها الأربعة.كانت المنشأة فارغة في ذلك الوقت فلم تتسبب الضربة بقتل أو اصابة أي موظفين أو مرضىولكنها أدت الى ضرر في جناح للمرضى ودّمرت جناح مجاور للفرز والمراقبة680. وكانت منظمة أطباء بلا حدود قد اسلمت المستودعات الأربعة المكونة للمبنى في آذار/ مارس 2018 بغرض بناء مركز لعلاج الكوليرا. وضعت أطباء بلا حدود شعار الهلال الأحمر على أسطح المرافق، تبعا لتعليمات وزارة الصحة التابعة لسلطات الأمر الواقع بحسب ما أفيد، للدلالة على أنه مركز طبي.681 في أعقاب الغارة الجوية، أصدرت منظمة أطباء بلا حدود بيا انا أدانت فيه الضربة: الهجوم الذي وقع صباح اليوم على مركز معالجة الكوليرا التابع لمنظمة أطباء بلا حدود في عبس من ِقبل التحالف السعودي والإماراتي يُظهر عدم احترام كامل للمرافق الطبية والمرضى. سواء كان مقصوداا أو نتيجة إهمال، هذا غير مقبول على الإطلاق. تم وضع علامة واضحة على المجمع تدل على أنه مرفق صحي وتم مشاركة إحداثياته مع التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. علما" أن نصفا" فقط من المرافق الطبية في اليمن تعمل بكامل طاقتها، ونظرا" لأن حوالي 10 ملايين شخص في حاجة ماسة وبظل احتمال تفشي وباء الكوليرا، تم بناء مركز لعلاج الكوليرا لإنقاذ الأرواح. جمدّت منظمة أطباء بلا حدود نشاطاتها مؤقتاا في عبس حتى يتم ضمان سلامة موظفيها ومرضاها.
 
  1. وفقا لنتائج تحقيقات الفريق المشترك لتقييم الحوادث التي صدرت خلال مؤتمر صحفي في 16 كانون الثاني/ يناير 2019683 "اعتُبر المستودع في ذلك الوقت هدفا عسكريا مشروعا ويُعد تدميره ميزة عسكرية". وكان هذا التقييم "يعتمد على معلومات استخبارية من داخل اليمن" والتي تفيد بأن "الميليشيا الحوثية المسلحة استخدمت مستود اعا كمخزن للأسلحة والذخيرة". ومع ذلك، اعترف الفريق المشترك لتقييم الحوادث أن العملية تمت من دون المعلومات التي تستوفي "الإجراءات اللازمة التي تتبعها قوات التحالف". وأضاف الفريق المشترك لتقييم الحوادث أنه "بسبب الضرورة الملحة لتنفيذ المهمة وعدم استكمال الإجراءات من قبل مخابرات التحالف، كان استهداف المبنى خطأ غير مقصود". ومن هذا المنطلق، أوصى الفريق المشترك لتقييم الحوادث بأن "تقدم دول التحالف المساعدة الطوعية للأضرار المادية للمستودع" وأن "تتخذ إجراءات قانونية ضد المسؤولين عن الإلحاح في تنفيذ المهمة، والتي نتجت عن خطأ إجرائي وعدم استكمال الإجراءات اللازمة من قبل مخابرات قوات التحالف.
  1. كذلك ذكر الفريق المشترك لتقييم الحوادث أن منظمة أطباء بلا حدود انتهكت المادة 12 (3) من البروتوكول الإضافي الأول الملحق باتفاقيات جنيف لعدم طلبها من التحالف إدراج المرفق في قائمة عدم الاستهداف684.يس ّجل فريق الخبراء أن هذا البيان يتضمن تطبيقا" خاطأ للقانون الدولي)البروتوكول الاضافي I ينطبق على النزاعات الدولية المسلحة( وكذلك تحويرا" للمسؤوليات في القانون الانساني الدولي, بحيث أنه يعكس مسؤولية التمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية ويضع عبأ ذلك على المنظمات الانسانية. ومع ذلك، أقّر الفريق المشترك لتقييم الحوادث أي اضا، في نفس البيان، أنه قد تم إخطار الفريق بأن منظمة أطباء بلا حدودكانت تتحرك من وإلى هذه المنشأة .
  2. كان المرفق عبارة عن مركز لعلاج الكوليرا تم إنشاؤه حديثاا وكان يستوعب من 50 إلى 60 سريرا،ولم تتمكن المنظمة من فتح أبوابه للمرضى كما كان مخططا لموسم الكوليرا. (راجع الفصل المتعلق بالانتهاكات المتعلقة بالأزمة الإنسانية، فيما يتعلق بالهجمات ضد المنشآت الطبية)
 

ج) حافلة مدرسية وسوق محلي، 9 آب/ أغسطس 2018، ضحيان، مجز، صعدة

 

" كنت مع صديقي، من سني. نسخر ونضحك سوياا. استيقظت خارج الحافلة – على بعد حوالي خمسة أمتار من الحافلة استطعت أن أرى أطفاالا آخرين مصابين وقطعاا من أجسادهم، ثم أغمي عليّ مرة أخرى."

أحد الناجين من الهجوم على الحافلة المدرسية في ضحيان

 
  1. في 9 آب/ أغسطس 2018 حوالي الساعة 8:30 صباحا، نفذت قوات التحالف غارة جوية على سوق مدينة ضحيان في مديرية مجز بمحافظة صعدة. أصابت الغارة حافلة تقل حوالي 50 طفلااكانت متوقفة على الطريق السريع لسوق ضحيان. تحقق فريق الخبراء من مقتل 11 طفلاا تراوحت أعمارهم بين 10 و15 عااما ورجلين بالغين جراء الهجوم، أفادت بأن عدد القتلىكان أعلى بكثير بحسب تقارير تشير الى أن عدد القتلى لا يقل عن 40 شخ اصا بينهم 39 صبيا,685 وأن 60 مدنياا أصيبوا في الحادثة.686 في يوم الهجوم، تجمع الأطفال في الساعة 7:00 صبا احا في المسجد للانطلاق في الرحلة ليوم واحد لزيارة مقبرة الشهداء في منطقة الجعملة ضمن مديرية مجز, ومن ثم زيارة قبر حسين بدر الدين الحوثي في منطقة آل صيفي.687 كان الأطفال على متن الحافلة دون سن الـ14 عااما. تدّمرت الحافلة بالكامل بسبب الغارة التي ألحقت أضراارا جزئية بـ 11 متجارا وسيارة واحدة. تمزقت أجساد العديد من الأطفال المسافرين على متن الحافلة وكذلك المارة بسبب الضربة لدرجة أن عائلاتهم لم تتمكن من التعرف عليهم أو استرداد جثثهم لإجراء مراسم دف ٍن مناسبة. قال والد طفلكان يبلغ من العمر 11 عااما وتوفي على متن الحافلة أنه تح ّصل فقط على قدٍم من أقدام ابنه. قال لفريق الخبراء: "لم أجد جثة ابني، أعطوني قدمه فقط، أو ما يشبه قدمه، لدفن شيء رمزي688."
  2. بعد الهجوم بفترة وجيزة، في تاريخ 11 آب/ أغسطس، قالت البعثة السعودية الدائمة لدى

الأمم المتحدة في جنيف أن الغارة الجوية كانت "عملاا عسكريا مشروعا استهدف قادة حوثيين كانوا

ا 689ا

مسؤولين عن تجنيد الأطفال وتدريبهم، ثم إرسالهم إلى المعارك." كذلك أشارت الرسالة إلى أن

المملكة العربية السعودية قد أحالت الحادثة إلى الفريق المشترك لتقييم الحوادث للتحقيق فيها. في 1 أيلول/ سبتمبر 2018، في بيان صحفي، صرح المستشار القانوني للفريق المشترك لتقييم الحوادث الفريق منصور أحمد المنصور أنه بسبب "التأخير الواضح في إعداد الطائرة المقاتلة" لم تنفذ الغارة الجوية على "الحافلة كهدف عسكري" في منطقة خالية ومفتوحة لتجنب مثل هذه الأضرار الجانبية. صّرح التحالف عن موافقته على تقييم الفريق المشترك لتقييم الحوادث و"أعرب عن أسفه" للهجوم وقال إنه "سيتخذ إجراءات قانونية لمحاسبة أولئك الذين ارتكبوا أخطاء" وسيوفر "التعويضات أو المساعدات للضحايا". قال المنصور في بيانه يوم 1 أيلول/ سبتمبر 2018، إن التحالف قد راجع معلومات "تم تعميمها وتأكيدها" من قبل مسؤولين حوثيين بأن أربعة قادة حوثيين مسؤولين عن التدريب العسكري وتجنيد أو تدريب المقاتلين وإنتاج العبوات الناسفة كانوا موجودين على متن الحافلة دون توفير مزيد من المعلومات لدعم هذه الادعاءات.

 

د) غارة جوية بالقرب من مستشفى في كتاف، صعدة، 26 آذار/ مارس 2019

 

  1. في 26 آذار/ مارس 2019 حوالي الساعة 09:00 صبا احا أصابت غارة جوية محيط مستشفى كتاف الريفي، وهو مستشفى صغير تدعمه منظمة أنقذوا الأطفال Save the( 692)Children في مديرية كتاف والبقع الريفية بمحافظة صعدة. عند حدوث الغارة الجوية، كان مدنيون من المنطقة، بمن فيهم الأطفال693، يتدفقون إلى المستشفى الذي كان يأوي أي اضا مركز للتغذية العلاجية، وإلى السوق القريب. قُتل ثمانية أشخاص (جميعهم من الذكور)، بينهم خمسة أطفال وحارس المستشفى694. وأصابت الغارة تسعة أشخاص آخرين بينهمٍطفلان، وفق تقارير. وذكر الشهود أن الجثث كانت ممزقة الى أشلاء، وكان لا بد من نقل عدد من الجرحى للعلاج الطارئ إلى مستشفى في مدينة صعدة التي تقع على بعد حوالي 60 كيلومترا من الموقع.
  1. وفقا لتحقيقات فريق الخبراء، أصابت الغارة الجوية مباشرة متجر صغير يبيع مواد غذائية متنوعة ومواد غير غذائية فضلا عن الوقود المخزن بالبراميل695. كان المتجر على مسافة قريبة من مدخل المستشفى ,حوالي 10 إلى 15 م اترا،696 و بقربه سوق محلي لبيع القات وسلع مختلفة. بينما أصيبت واجهة مبنى المستشفى بأضرار طفيفة،697 أصيب المستشفى كذلك بأضرار جسيمة لمولده ومعداته ونوافذه وأبوابه مما جعله غير مؤّهل للعمل في أعقاب الغارة. لم يستطع المستشفى إعادة فتح أبوابه مباشرة" للمرضى وتم تجهيز الخيم في الخارج في اليوم التالي حتى يستمر في خدمة الأشخاص من المنطقة. كما ُدّمرت صيدلية بالقرب من المستشفى حيث وقعت بعض الإصابات، وفق تقارير تلقتها مجموعة الخبراء698. وفاقا لأحد العاملين في المستشفى،699 كان يوجد حوالي 25 موظافا داخل المستشفى وقت الضربة. وأفادت منظمة أنقذوا الطفولة علناا700عن إصابة أحد العاملين الصحيين أثناء رعاية طفلين: "كان جميع الناس يصرخون فارّين من المستشفى. مبنى المستشفى تضرر بالكامل في الداخل. فقد زميلنا طفلين حرقاا... أصبت في رأسي وكنت أنزف. هربت من المستشفى مع زميلي إلى مكان آمن ، لكننا لم نجد شيئاا يمكن أن يساعدني على إيقاف النزيف.

كانت أصعب لحظات حياتي ".


 439.بين المعلومات التي جمعها فريق الخبراء أنه ليس هناك تواجد عسكري في المستشفى أو السوق أو المنطقة المحيطة وقت الهجوم. كما لم يكن يوجد ما يشير إلى أن الموقع أو المتجر القريب يحتوي على أي أسلحة، رغم أن هذا الاحتمال لم يتم اعتباره غير صحيح بناءا على نتائج تحقيقات المجموعة.701 ووفقا للمصادر، كان الضحايا جميعهم من المدنيين بينهم سبعة أطفال في المجموع. أُبلغ فريق الخبراء أن المستشفىكان مدراجا على قائمة "الأماكن المحّرم قصفها" وأن إحداثياته معروفة لدى التحالف.

 

ه) الغارات الجوية ضد منازل مدنيين ومزرعة في مغربة طلان،كشر، حجة، 9 نيسان/ أبريل 2019

 

" كانوا يصرخون تعالوا وساعدونا. لم نتمكن من مساعدتهم، لأن طائرة الاستطلاعكانت لا تزال تتجول وخشينا أن تضربنا مرة أخرى. كنت قريب، مقابل المزرعة. كنت أسمعهم يصرخون. أن تفقد عائلتك أمام عينيك ولا تفعل شيئ. تجمّدت. ظللت أصرخ وأبكي. ظلّت طائرة المراقبة تحلّق. لم نتمكن من جمع أجسادهم إلا في الصباح... عندما لا تعود النساء نساء... تمزقوا أشلاء... مجزرة. حفرنا قبراا واحداا. دفناهم جميعا في قبر واحد. لا حول ولا قوة إلا بالله..

  أحد الناجين من الغارة الجوية على مغربة طلان

 

440.في 9 آذار/ مارس 2019 بين الساعة 21:00 والساعة 22:00 تقريباا، وقعت ثلاث ضربات جوية متتالية من منزلين مدنيين ومزرعة في مغربة طلان في كشر، محافظة حجة. تعد كشر واحدة من المناطق الرئيسية في حجة التي تأثرت بالقتال بين الحوثيين وقبائل حجور بين كانون الثاني/ يناير وآذار/ مارس 704.2019 وفقا للمعلومات التي جمعها فريق الخبراء، تكثفت الغارات الجوية بعد استيلاء الحوثيين على المنطقة في 8 آذار/ مارس 2019 وذكر أحد الشهود أن

الطائرات كانت تقصف المنطقة وتجوبها لعدة ساعات في تلك الليلة.705 ضربت الغارة الجوية الأولى منزلاا لرجل يتبع سلطات الأمر الواقع، وفق تقارير، دون التسبب في خسائر بشرية. بعد حوالي ساعة، تعرض منزل قريب، يؤوي عدادا من العائلات، لضربة جوية أخرى. قُتل سبعة أطفال وتسع نساء وُجرح 13 شخ اصا من بينهم ثلاث نساء وسبعة أطفال.706 بعد سماع انفجار الغارة الثانية التي دمرت المنزل بالكامل خرجت عائلات كانت تحتمي في منزل قريب هربا إلى منطقة مفتوحة اوباتجاه مزرعة خشية أن يكون منزلها التالي. غير أنهم تعرضوا بلحظتها لضربة جوية ثالثة أثناء محاولتهم الهرب. كان يفصل بين آخر غارتين من خمس إلى عشر دقائق. قُتل ثمانية مدنيين في

الضربة الجوية الثالثة، أربع نساء وأربعة أطفال. بحسب تقارير، أصيبت فتاة ذات إعاقة جسدية شديدة في السادسة عشرة من عمرها أثناء محاولتها الهرب. وقد توفت متأثرة بجروحها بعدما أمضت ثلاثة أيام في المستشفى، ومع وفاتها، ارتفع عدد القتلى الذي سجله فريق الخبراء جراء الغارة الجوية الثالثة إلى تسعة. بالإجمال، قُتل ما لا يقل عن 19 مدنيا بين الغارتين الجويتين في تلك الليلة، بما في ذلك 11 طفلاا وثماني نساء.

 أكد فريق الخبراء وفاة 13 ضحية710 من بينهم 11 امرأة وفتاة من عائلتين مختلفتين على الأقل. وفق تقارير، قُتلت فتاة عمرها ست سنوات في الغارة الجوية، توفيت مع والدتها وشقيقتها أثناء محاولتهن الفرار إلى المزرعة. ظلت فتاة صغيرة أخرى في حالة حرجة في الوقت الذيكان فيه فريق الخبراء ينهي إعداد هذا التقرير .

 
  1. وصف شاهد لفريق الخبراء كيف فر 17 شخ اصا من المنزل الثاني الذي كان يأوي خمس أسر في ذلك الوقت. قال أنه كان يركض للانضمام إليهم بعدما أخرجوا النساء والأطفال عندما ضربت الغارة الجوية المزرعة. ولما كانت طائرة يُعتقد أنها تجري استطلاعا استمرت في التحليق فوق المناطق، اختبأ وأخبر فريق الخبراء أنه يمكن أن يسمع صراخات النجدة لمساعدة من نجوا ولكنه كان خائافا للغاية من الوصول إليهم. وشرح لفريق الخبراء أنه مع رجال آخرين لم يصلوا إلى الضحايا إلا في الصباح الباكر، وأنه عثر على أجزاء ممزقة من جثث أطفال والدم ملطخ جميع أنحاء المزرعة، على بعد ما بين 15 إلى 40 م اترا من الانفجار. لم يتمكن فريق الخبراء من تأكيد وجود أي تواجد

عسكري حول المنزل أو المزرعة والتي كانت تقع في قرية نائية.

 

و) م بنى سكني، 16 أيار/ مايو 2019 مدينة صنعاء، صنعاء

 
  1. في 16 أيار/ مايو 2019 حوالي الساعة 8:15 صبا احا، شنت قوات التحالف غارة جوية على مدينة صنعاء والمناطق المجاورة قصفت ضمنها مبنى سكني مؤلف من أربعة طوابق في شارعي الرقاص والرباط. أسفرت الضربة عن مقتل خمسة مدنيين على الأقل (فتاتان تبلغان من العمر 5 و 11 سنة؛ امرأة، ورجلان). بالإضافة إلى ذلك، ُجرح ثمانية أشخاص بينهم رجلان وامرأتان وفتاتان وصبي. تشير المعلومات التي جمعها فريق الخبراء إلى أن الحي كان منطقة سكنية هادئة، مع وجود مدرستين عاملتين أمام المبنى المستهدف. وقعت الضربة خلال شهر رمضان في وقت كان فيه العديد من سكان المبنى نائمين.
 
  1. أكد فريق الخبراء وقوع الإصابات بين المدنيين خلال هذه الغارة الجوية، ولم يتعرف على أي أهداف عسكرية واضحة في المنطقة.
 

ز) الانتهاكات

 

444.وفاقا لمبدأ التمييز، يجب على أطراف النزاع في جميع الأوقات التمييز بين السكان المدنيين والأفراد المشاركين في الأعمال الحربية، وهؤلاء الأخرون هم الوحيدون الذين يجوز توجيه الهجمات ضدهم. وبالمثل، يُسمح أن تكون الهجمات موجهة ضد الأهداف العسكرية فقط. الأعيان المدنية تفقد حمايتها إذا، ولمدة زمنية معينة، أصبحت تُستخدم كأهداف عسكرية.712 إذا استهدف أطراف النزاع هدفاا عسكريا، فيجب عليها احترام مبدأ التناسب في الهجوم. وفاقا لهذا المبدأ، قد لا يؤثر أي هجوم على المدنيين أو الأعيان المدنية بطريقة مفرطة فيما يتعلق بالميزة العسكرية المتوقعة.713 أخيراً، تماشيا مع مبدأ الاحتياطات في الهجوم، يجب توخي الحذر الدائم لتجنب السكان المدنيين والأعيان المدنية عند إدارة العمليات العسكرية.

 

445.بموجب القانون الدولي الإنساني، ُتمنح المرافق الطبية حماية خاصة. يجب احترام وحماية الطواقم الطبية والوحدات الطبية ووسائل النقل الطبية في جميع الأوقات.715 يجب ألا تكون موضع هجوم طالما لا تُستخدم لارتكاب أعمال عدائية ضد العدو اذ عندها تصبح أهدافاا عسكرية مشروعة وتفقد هذه الحماية بعد تحذيرها من دون استجابة.716 توجيه هجمات ضد الوحدات الطبية المحمية يشكل جريمة حرب في النزاعات المسلحة غير الدولية.

 
  1. في معظم الحالات الموضحة أعلاه، أي الضربة الجوية القريبة من مستشفى كتاف في صعدة وعلى المنزل والمزرعة في حجة وعلى المبنى السكني في صنعاء، لا يوجد من الأدلة الموجودة ما يوحي على وجود أهداف عسكرية في المواقع المعنية للهجمات أو القريبة منها مما يثير مخاوف بشأن احترام مبدأ التمييز.
 
  1. في حالة مستشفى كتاف على وجه الخصوص، أصابت الغارة الجوية المنطقة القريبة من المستشفى وهذا أمر ينبغي أن يكون معلواما لدى التحالف، وفي وقت ازدحام خلال النهار وبوجود مدنيين، بما فيهم الطاقم الطبي، بالإضافة إلى المتواجدين في السوق. وحتى في حالة وجود هدف عسكري، فإن محيط المستشفى ووقت الضربة يثيران مخاوف فيما يتعلق باحترام مبادئ التناسب والاحتياطات في الهجوم.
 
  1. فيما يتعلق بالغارة الجوية في حجة، فإن عدد الغارات وتوقيتها وقربها من بعضها البعض (أقل من 10 دقائق)، والأضرار التي لحقت بالمنازل وواقع أن آخر غارة استهدفت منطقة مفتوحة فيها النساء والأطفال في الغالب يركضون نحوها، توحي بإمكانية إصدار الأمر للقيام بالغارتين الجويتين الثانية والثالثة دون تقييم مناسب للأهداف، في انتهاك لمبدأ التمييز. حتى لو اعتبر المنزل الأول هدفاا مشرواعا، يوجد مخاوف من إمكانية أن التحالف قد فشل في احترام مبدأ التناسب واتخاذ الاحتياطات اللازمة لتقليل الأذى المدني إلى الحد الأدنى. المخاوف نفسها في ما يتعلق بمبدأ التمييز والاحتياطات حول صلاحية الهجوم على مبنى سكني في صنعاء، بالنظر إلى موقعه في حي سكني أمام مدرستين عاملتين.
  2. في ما يتعلق بالهجوم على الحافلة المدرسية في صعدة، من اللافت للنظر أن الفريق المشترك لتقييم الحوادث اعتبر الحافلة هدفاا عسكريا على الرغم من وجود الكثير من الأطفال على متنها. في احالة أنه تم احترام مبدأ التمييز، تثير هذه الضربة مخاوف خطيرة بشأن مبدأ التناسب والاحتياطات في الهجوم.
 

450.بناءا على الأدلة المتوفرة، لدى فريق الخبراء أسباابا معقولة للإعتقاد بأن التحالف نفذ غارات جوية في محافظات صعدة وحجة وصنعاء والتي ربما لم تمتثل لمبادئ التمييز والتناسب والاحتياطات في الهجوم. تصل انتهاكات مبدأي التمييز والتناسب إلى انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني وقد تؤدي إلى مسؤولية جنائية فردية عن جرائم الحرب المتمثلة في شن هجوم عشوائي يؤدي إلى مقتل أو إصابة مدنيين أو شن هجوم متوقع أنه سوف يتسبب بخسائر فادحة أو إصابات أو أضرار مدنية مفرطة.718علاوة على ذلك، لدى فريق الخبراء أسباابا معقولة للإعتقاد بأن التحالف قد خرق الحماية المحددة للوحدات الطبية من خلال شن هجمات عشوائية وعدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتفادي الأضرار التي لحقت بمستشفى كتاف وربما في توجيه الهجوم ضد مركز علاج الكوليرا التابع لمنظمة أطباء بلا حدود. قد تؤدي هذه الهجمات العشوائية وتلك التي تستهدف المنشآت الطبية إٕلى مسؤولية جنائية فردية على جميع مستويات القيادة.

 
  1. 3 . محافظة حجة، النزاع في حجور، كانون الثاني/ يناير حتى آذار/ مارس 2019

 

أ) السياق

 

  1. في نهاية العام 2018، تم التوصل إلى اتفاق استكهولم الذي تض ّمن وقف الأعمال القتالية في الحديدة، وذلك بعد جهود دولية ركزت على وقف الهجوم العسكري، والذيكان من المحتمل أن يكون له تداعيات مهولة من حيث وصول اليمن الضئيل إلى الغذاء والإمدادات الإنسانية. في الوقت نفسه، فرضت ديناميكيات الصراع المعقدة في اليمن نفسها مرة أخرى عندما حّولت الأطراف جهودها إلى مناطق أخرى في الداخل. ظهرت جبهة جديدة، هذه المرة في أقصى الشمال، في منطقة "حجور" في محافظة حجة. جرى النزاع في حجور بشكل أساسي بين كانون الثاني/ يناير وآذار/ مارس 2019 وشمل الحوثيين وقبائل حجور، ويُزعم720 أن الأخيرة دعمتها في بعض المراحل جماعات مرتبطة بالإصلاح وجماعات أخرى مرتبطة بالمؤتمر الشعبي العام. مثل العديد من النزاعات المحلية الأخرى في البلاد، كان هذا النزاع مرتبط بخلافات طائفية وقبلية وسياسية قديمة ولم يتم حلها. النزاعات بين قبائل حجور والحوثيين أقدم من النزاع الحالي في اليمن وتعود إلى محاولة استيلاء الحوثيين على حجور في عامي 2012 و2013. انتهت المواجهات المسلحة العنيفة في ذلك الوقت بصلح بين الطرفين. وقد تض ّمن الصلح، وفق مصادر721، اتفاقاا على أن الحوثيين لن يستخدموا منطقة حجور لأغراض عسكرية.
 
  1. وفاقا للعديد من المصادر، كان لحزب الإصلاح قاعدة دعم كبيرة في تلك المنطقة، وكذلك الرئيس السابق علي عبد الله صالح وحزب المؤتمر الشعبي العام الذي قاده في ذلك الوقت. في حين أن كان لقبائل حجة والحوثيين نصيبهم من النزاعات المذهبية التي تعود إلى إخلاء دماج من الوجود السلفي في كانون الثاني/ يناير 2014، فإن التحالف بين الرئيس السابق صالح والحوثيين في العام 2014 خفف الخلافات بينهما. كانت عودة ظهور النزاعات بين صالح والحوثيين والتي أدت إلى وفاته في كانون الأول/ ديسمبر 2017، بمثابة نهاية الوفاق. بينما يزعم الحوثيون أن الخلاف مع قبائل حجور كان سببه توسع الأخيرة وإقامة نقاط تفتيش خارج حجور، تزعم مصادر محلية أن الحوثيين بدأوا في تطويق المنطقة قرب نهاية العام 2018، حتى دخلوا حجور، وأخلوا بالصلح الذي دام لمدة ست سنوات. تقع حجور عند تقاطع استراتيجي يربط صنعاء بصعدة وتؤدي إلى الساحل من الجانب الغربي من المحافظة. فرضت الحكومة اليمنية بالتقدم الذي أحرزته قوات التحالف في ميدي المزيد من الضغط على الحوثيين في "معقلهم" الشمالي. ينظر البعض إلى الانتقال إلى حجور على أنه خطوة استراتيجية لتأمين جبال حجور والطريق إلى صنعاء، وضمان تحديد موقع الحوثيين في الشمال.
 
  1. في حين أن الأسباب الكامنة وراء تصاعد الصراع لا تزال محل خلاف، تكمن الأهمية الرمزية للنزاع في حجور في حقيقة أنه يتحدث عن هذه الديناميكيات المعقدة التي اتسم بها النزاع في اليمن. كما أنه يتحدث عن الجهود التي تبذلها جميع أطراف النزاع لاكتساب قوة تفاوضية، فتقوم بفتح جبهات جديدة ثم، بحسب المظاهر، حل جبهات أخرى، وجميعها معارك تهدف حتى الآن إلى الإبقاء على مجهود الحرب مع تأثيره المدمر على ملايين من اليمنيين المحاصرين اليوم.
 

ب ) الانتهاكات التي ارتكبها الحوثيين وتأثير النزاع على المدنيين في حجور

 

لم يُسمح للمدنيين بمغادرة المنطقة خلال الحرب. إما الموت أو السجن، أو بالطبع، أن تصبح مخلصاا لهم [الحوثيين]. والولاء يعني المشاركة في الحرب ضد قبيلتك."

شيخ قبلي من حجور

اني/ يناير إلى 8 آذار/ مارس 2019 بتصاعد الأعمال القتالية والقتال البري في عدد من المواقع في جميع أنحاء محافظة حجة. قام فريق الخبراء بتوثيق الحوادث في كشر والعبيسة وأي اضا في بني حسن حيث وقعت مواجهات مسلحة بين الحوثيين والحكومة اليمنية. يركز هذا القسم على النزاع في المنطقة الملقبة بحجور. وفاقا لمصادر مختلفة فإن سلطات الأمر الواقع قد حازت أو أجبرت،723 حتى قبل بدء الأعمال العدائية، بعض شيوخ القبائل داخل المنطقة على الولاء لها، مما زاد من تعقيد الديناميكيات المحلية، حيث أصبحت القبائل منقسمة وضعفت المقاومة للعمليات الحوثية العسكرية داخل حجور. في 18 شباط/ فبراير، وردا على دعوة قبائل حجور للحصول على الدعم، وفق تقارير، قامت قوات التحالف بإلقاء ذخيرة فضلا عن إمدادات طبية إلى كشر. وفاقا لمصادر مختلفة،724 لم تؤد هذه الإمدادات إلا إلى تفاقم النزاعات الداخلية بين القبائل التي كان قد عانى كبار شيوخها من انقسامات كبيرة بينهم بحلول ذلك الوقت. وصف شهود من حجور القصف العنيف والمعارك الأرضية في قراهم، وأشار بعضهم إلى استخدام الحوثيين للصواريخ الباليستية متوسطة المدى في المناطق المأهولة بالسكان.725 وفاقا لعدد من الشهود والضحايا، كانت قبائل حجور سيئة التسليح مقارنة بالحوثيين، وانضم الأفراد في بعض الأحيان إلى القتال "للدفاع عن منازلهم" عندما وصل الحوثيون إلى قراهم. تلقى الفريق تقارير عن نمط من الاعتقالات مثير للقلق ومنتشر على نطاق واسع واستهدف رجال وصبيان قبائل حجور، حيث اختفى الكثير منهم وفاقا لتقارير.

 
  1. قام فريق الخبراء، أثناء التحقيقات التي أجراها في الحوادث التي وقعت في حجور، بتوثيق عدد من الانتهاكات المرتبطة بالنزاع المسلح، وخاصة التي ارتكبها الحوثيون في عدد من القرى أثناء الاستيلاء العسكري على المنطقة أو بعده. بالإضافة إلى ذلك، تلقى فريق الخبراء ادعاءات بشأن حالة واحدة من حالات القبض على رجل من حجور وإساءة معاملته على أيدي قوات التحالف،726 رغم أن الفريق لم يستطع تأكيد هذه المزاعم بسبب مخاوف أمنية للضحايا والمصادر. وفي حادثة أخرى، أُبلغ الفريق بوفاة محتجز ينتمي إلى الحوثيين، وفق مصادر، هو احتُجز كرهينة من

قبل الحكومة اليمنية خلال مواجهات على إحدى جبهات حجة. ومع ذلك، لم يتسن تأكيد هذه الادعاءات وظلت ظروف وفاته غير واضحة. كان للقيود الزمنية، وعدم القدرة للوصول، والاعتبارات الأمنية المتعلقة بالضحايا والمصادر تأثير كبير على قدرة المجموعة على مواصلة التحقيق في الانتهاكات المزعومة التي ارتكبتها جميع أطراف النزاع في حجور. هذه ستبقى قيد التحقيق.

 
  1. في حين أن فريق الخبراء شهد مباشرة، من خلال تفاعله عن بعد مع الضحايا ومصادر أخرى في جميع أنحاء اليمن، الخوف الذي يختبره اليمنيون باستمرار، فإن هذا الخوف يستحق التأكيد عليه فيما يتعلق بسكان حجة وأحداث نزاع حجور .بالإضافة إلى التغطية الإعلامية المحدودة للغاية من المنطقة.وضعت مسائل الاتصال والاعتبارات الأمنية قيوادا كبيرة على قدرة فريق الخبراء على العمل وقد تضررت شبكات الاتصالات بشدة من النزاع في حجة. أما بالنسبة للمدنيين الذين لم يغادروا المنطقة، فقد أعربوا بشكل متكرر عن مخاوفهم من التعامل مع فريق الخبراء، الذي اختار من نفسه في بعض الأحيان عدم التعامل مع الشهود خوفاا من تعريضهم للمزيد من الخطر. على الرغم من هذه التحديات التي واجهت التحقيقات، فقد قدمت التحقيقات في أحداث حجور لمحة عن حياة الناس في المنطقة، والمخاطر التي يواجهونها عبر بقائهم، والتأثير الذي أحدثه إغلاق المنطقة على حجور والسكان المدنيين.
 

ج) مزاعم استهداف أعيان مدنية وقصف عشوائي

 

457.تلقى فريق الخبراء تقارير واسعة النطاق727 تفيد بأن مقاتلي الحوثي استخدموا القصف العشوائي والأسلحة التي وصفها الشهود بأنها "ثقيلة"، بما في ذلك القذائف متوسطة المدى، والمتفجرات، في المناطق المأهولة بالسكان أثناء المواجهات المسلحة في مختلف أنحاء حجور، بما في ذلك العبيسة. تلقت المجموعة العديد من المزاعم حول استخدام المتفجرات من قبل الحوثيين لاستهداف منازل المدنيين خلال استيلائهم على القرى، وأحياناا بعد إفراغها728 أو بعد أن حاولت الأسرة "الدفاع عن المنزل."

 

458.تلقى فريق الخبراء معلومات عن حوالي 25 منزلاا، قام الحوثيون، وفق تقارير، بتفجيرها باستخدام عبوات ناسفة أو أسلحة متفجرة، فضلاا عن مدرسة واحدة ومسجد واحد.730 بالإضافة إلى ذلك، وثّق فريق الخبراء حادثة731 انفجار استهدفت منزلاا مدنيا في قرية العبيسة بعد فرار أصحابه. بحسب ما ورد، استهدف الحوثيون المنزل لأن مالكه كان شخصية بارزة في المنطقة.732 تشير الشخصيات السياسية والقبلية التي قابلتها المجموعة مراارا وتكراارا إلى نمط من "الانتقام" ضد

 

سكان حجور بسبب الخلافات السابقة.733 لم تكتمل التحقيقات في مزاعم أخرى بشأن القصف العشوائي والتفجيرات واستهداف المدنيين بحلول الانتهاء من كتابة هذا التقرير بسبب قيود الوقت والوصول.

 
  1. تجدر الإشارة إلى أن الهجمات المباشرة ضد المدنيين والأعيان المدنية فضلاا عن الهجمات العشوائية، محظورة بموجب القانون الدولي الإنساني، باعتبارها انتها اكا لمبدأ التمييز.
 

د) القيود المفروضة على حرية الحركة وإدخال الإمدادات الأساسية والمساعدات الإنسانية

 

كنا في وضع إنساني مرير للغاية. لم نتمكن من الحصول على قطرة ماء واحدة. مرت الأيام دون أن يصل الطعام إلى منازلنا وقرانا..."

رجل نازح داخليا من حجور

 

  1. سبق الصراع في حجة ما لا يقل عن شهرين مما وصفه الشهود والمصادر بـ"الحصار" على المنطقة بأنها "منطقة معزولة" حيث أقام الحوثيون نقاط تفتيش عند المداخل المختلفة المؤدية لقرى حجور.735 وفق تقارير، طُلب من الناس إبراز بطاقات هوية وقام رجال حوثيون بتفتيشهم وهم في طريقهم من وإلى المنطقة. ازدادت القيود المفروضة على حجور وبحلول بداية العمليات العسكرية داخل حجور، لم يُسمح للسيارات بالدخول، وتم نقل البضائع على الحمير وحتى تلك الوسيلة توقفت في بعض الأحيان. كما تم منع شاحنات المياه من دخول المنطقة. وفاقا لبعض المصادر، كانت مصادر مياه حجور تحت سيطرة الحوثيين وزعموا أن الحوثيين أوقفوا المياه عم ادا من الوصول إلى المحافظة.736 أحد الشهود الذي نزح مع أسرته بأكملها وصف قضاء أيام دون وصول طعام إلى قريتهم: "لم نتمكن من الحصول على قطرة ماء واحدة"، كما أخبر فريق الخبراء.737 وفاقا لشهود ومصادر قابلهم فريق الخبراء،738 كان لتكثيف الحصار بعد كانون الثاني/ يناير 2019 تأثير كبير على قدرة السكان المدنيين الوصول إلى الغذاء والماء وأخبر بعض النازحين داخليا فريق الخبراء أن نزوحهم كان بسبب الأعمال العدائية بالإضافة إلى عدم الحصول على السلع الأساسية، بما في ذلك الأدوية والخدمات الطبية.

461.وصفت العائلات النازحة من أجزاء مختلفة من حجور القصف العنيف للمناطق المدنية والانفجارات واستهداف المنازل المدنية داخل القرى، وتأثير "الحصار" على حصولهم على الرعاية الطبية والغذاء والمياه. وفق تقارير، أوقف الناس عند نقاط التفتيش التي يديرها الحوثيون و"اختفى" البعض أثناء محاولتهم مغادرة المنطقة. وصف أحد الشهود739 الذي نزح مع أسرته بأكملها كيف سار هو وعائلته في الليل لتفادي نقاط التفتيش حتى مروا بالمناطق التي يسيطر عليها الحوثيون ووصلوا إلى جزء تمكنوا فيه من الطلب من السيارات المارة نقلهم إلى بر الأمان. مشوا لمدة ثلاثة أيام. قال: "لقد حالفنا الحظ في العثور على أشخاص طيبين لاصطحابنا." أخبر الرجل فريق الخبراء بأنه وصل مع عائلته إلى منطقة آمنة في 10 آذار/ مارس، بعد 25 يواما من بدء رحلتهم منكشر.

 

الحرمان من وصول المساعدات الإنسانية والعوائق أمام المساعدات الإنسانية

 

462.وفاقا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تستضيف حجة "وبفارقكبير" أكبر عدد من مواقع النازحين داخليا وعدد الأفراد النازحين داخليا قد وصل إلى 300 ألف اعتباارا من 28 حزيران/ يونيو 740.2019 وتشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى 68 ألف أسرة قد نزحت داخل حجة أو منها بين شباط/ فبراير ونهاية آذار/ مارس 2019. قّدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أنه بين منتصف شباط/ فبراير ومنتصف آذار/ مارس 2019، ُشِردت

8400 أسرة من منطقة كشر وحدها نتيجة للاشتباكات المسلحة بين قبائل حجور والحوثيين .

 
  1. أبلغ مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عن المساعدة التي قدمتها الأمم المتحدة للنازحين من المنطقة، وذكر أن أكثر من مليون شخص لا يحصلون على الغذاء وأنه تم الإبلاغ عن الآلاف من حالات الكوليرا في جميع أنحاء محافظة حجة. كررت الأمم المتحدة طلبها للوصول إلى المنطقة.
 

464.مصادر، بما في ذلك المنظمات غير الحكومية743 العاملة في محافظة حجة بينها إحدى مناطقها التي قصدها عدد من النازحين بحثاا عن الأمان، بلّغت فريق الخبراء أنه من الصعب للغاية التأكد من العدد الدقيق للنازحين داخليا في المنطقة. والسبب الرئيسي لذلك هو أن الحوثيين منعوا وصول الوكالات الإنسانية إلى حجور في أغلب الأحيان خلال فترات الصراع النشيط، وبالتحديد إلى حجور منذ اندلاع النزاع. أشار أحد المصادر إلى أن ندرة الوكالات الإنسانية الدولية في حجة، على الرغم من احتياجات المحافظة الهائلة، كان أحد الأسباب التي جعلت الاستجابة المناسبة للأزمة غير ممكنة في الوقت المناسب.744 وصفت المصادر نمطاا اتبعه الحوثيون بالضغط على المنظمات غير الحكومية ودفعهم إلى نقل مكاتبهم الفرعية على مستوى المديرية باتجاه المدينة الرئيسية في حجة، وبالتحكم بقدرة الوصول إلى الميدان، بما في ذلك عن طريق نقل الجهات الإنسانية الفاعلة بعيدا عن أولئك الذين تحاول الوصول إليهم في المواقع التي تستضيف النازحين. وفق تقارير، ُمنع الوصول إلى مواقع النزاع لأسباب أمنية. لكن الضغط لنقل المكاتب من المناطق الفرعية وضع أعباء إضافية على الوصول إلى المواقع الميدانية المتبقية مثل العبيسة، والتي تتطلب عدة ساعات من القيادة من حجة. الوصول إلى هذه المواقع الميدانية يتطلب، وفق تقارير، تصاريح أمنية إضافية، والتي يتم الحصول عليها في بعض الأحيان لمدة يوم أو يومين فقط،745 مما يقيد عمل المنظمات الإنسانية. تضاف العوائق البيروقراطية كهذه إلى القدرة المحدودة أصلا لتقديم الحلول الطارئة والاستجابة للاحتياجات عند الحاجة. وصف بعض العاملين في المجال الإنساني قيود الوصول في حجة خلال الأشهر الأخيرة بأنها لم يسبق لها مثيل وأسوأ ما شهدوه في اليمن حتى الآن.

 
  1. أبلغت إحدى المنظمات غير الحكومية في إحدى المناطق التي تلقت تدفق كبير من النازحين داخليا من حجور عن مضايقة واعتقال موظفيها العاملين في المنطقة،747 حيث كانت المنظمة غير الحكومية تدير عيادة متنقلة. تم اعتقال موظفيها لمدة يوم واحد من قبل الحوثيين لدخولهم قرية دون "إذن" واتهموا بالعمل كجواسيس للتحالف. وقد وصفت المنظمة غير الحكومية لفريق الخبراء كيف يتم تقييد الوصول بشكل متزايد من قبل الحوثيين.

466.تحدثت مصادر مختلفة مع فريق الخبراء حول صعوبات التعامل مع الهيئة الوطنية لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية ومواجهة الكوارث التابعة لسلطات الأمر الواقع. وفق تقارير، يتم التحكم في قدرة الوصول ومنحه بواسطة الأمن القومي، مما خلق طبقة إضافية من التعقيدات للمنظمات غير الحكومية التي تتعامل مع الهيئة كنظير لها، لأن التعامل المباشر لا يشمل مسؤولي الأمن الوطني. جم748ع فريق الخبراء تقارير عن ضغوط سلطات الأمر الواقع على المنظمات لمشاركة بياناتها حول الأشخاص النازحين داخليا والسكان المحليين، وقد رفض بعضها القيام بذلك، وفق تقارير. في حزيران/ يونيو 2019، أعلن برنامج الأغذية العالمي تعليقه الجزئي للعمليات في اليمن بسبب انحراف المساعدات من قبل الحوثيين وعّبر أحد المصادر الذين قابلهم فريق الخبراء عن شعوره بأن هذا الأمر قد يكون مصدر قلق خاص بحجة أي اضا. وأشار المصدر إلى أن جميع المنظمات غير الحكومية ووكالات الأمم المتحدة كانت تتلقى قوائم جاهزة تحتوي على المستفيدين من سلطات الأمر الواقع، مما لا يسمح لها بتقديم الإغاثة الإنسانية على أساس الحاجة.

 
  1. قال الشهود الذين تحدثوا إلى فريق الخبراء أنه في آذار/ مارس 2019، بعد سيطرة الحوثيين على حجور، تم السماح بدخول البضائع التجارية ولكن المنظمات الإنسانية ظلّت غير قادرة على الوصول إلى المنطقة بطريقة مستدامة وآمنة.

انتهاكات

  1. التطويق والحصار والحصار العسكري كأسلوب من أساليب القتال749 ليست محظورة بحد ذاتها بموجب القانون الدولي الإنساني، طالما أن الغرض منها هو تحقيق هدف عسكري لا تجويع السكان المدنيين.750 على أي حال، يجب على أطراف النزاع أن تسمح وتسهل المرور السريع وبدون عرقلة للإغاثة الإنسانية إلى المدنيين الذين يحتاجون إليها، والتي تتسم في طابعها بالحيادية وتُبا اشر دون أي تمييز معاكِس، رهناا بحق هذه الأطراف في مراقبتها .
  1. أدت القيود على الوصول التي فرضتها سلطات الأمر الواقع على النحو الموصوف أعلاه إلى إعاقة العمليات الإنسانية بشكل كبير، حيث قيّدت إلى حد كبير حركة موظفي الإغاثة أو الإمدادات باتجاه أو ضمن حجور. لدى فريق الخبراء أسباابا معقولة للإعتقاد بأن سلطات الأمر الواقع قد انتهكت إلتزامها السماح بتسهيل مرور الإغاثة الإنسانية دون أي عوائق .يُنتهك هذا الالتزام أي اضا لأن سلطات الأمر الواقع منعت وصول المنظمات الإنسانية للمضي قدما في تقييم الاحتياجات. يوجد أي اضا أسباابا معقولة للإعتقاد بأن سلطات الأمر الواقع لم تحترم حقوق الإنسان في الغذاء والمياه وكذلك الرعاية الصحية. (مراجعة الفصل الخاص بالانتهاكات المتعلقة بالأزمة الإنسانية ـ قسم تحديات الوصول لمزيد من التفاصيل)

ه) الاعتقالات التعسفية، الاحتجازات، الاختفاءات القسرية والتعذيب

" اختطف أحد أشقائي، وقتل آخر. فقدت كبار أبنائي لمدة شهرين. هربنا في اتجاهات مختلفة، ولم نكن نعرف إلى أين ذهبوا."

رجل نازح داخليًا من العبيسة

  1. تشير الدلائل التي جمعها فريق الخبراء إلى أنه خلال الأعمال العدائية في حجور وبعدها حصلت اعتقالات واسعة النطاق لرجال من المنطقة،752 والذين، وفق تقارير، احتجزهم الحوثيون عند نقاط التفتيش ومن المستشفيات753 وفي حالة واحدة من مستشفى في صنعاء.754 ووفاقا للعائلات والمصادر من المنطقة، فإن الكثير من المعتقلين دون أي مبرر احتُجزوا في حجة، في ما كان يُعتبر مرفق للأمن السياسي والذي حولّه الحوثيون منذ ذلك الحين إلى مكان احتجاز غير رسمي.755 وفق تقارير، احتُجز آخرون في صنعاء أو في عمران. 756 أخبرت بعض العائلات فريق الخبراء أن بعض المختفين شاركوا في المواجهات المسلحة مع الحوثيين، في حين أن آخرين كانوا مدنيين حاولوا إما الفرار أو اقتيدوا من منازلهم أو من نقاط تفتيش في طريقهم إلى خارج المنطقة أو أُخذوا من المستشفى من قبل حوثيين مسلحين.
 
  1. أخبر أحد الشهود فريق الخبراء كيف قام الحوثيون بأخد قريبه من المستشفى واختفى بعدما كان مصا ابا بينما "كان يدافع عن منزلهم مثلما فعل بعض الشبان الآخرين."757 شخص آخر مدني تقطعت به السبل في منطقة تسمى نهم الغرب، وهي منطقة تلقى فريق الخبراء تقارير عن اختفاء 71 رجلاا فيها،758 فذهب، وفق تقارير، إلى المحافظ المحلي عندما زادت القيود لطلب المشورة لأنه خشي أن يستهدفه الحوثيون كونه من عبيسة. وبحسب ما ورد ُسلم الرجل إلى الحوثيين وأُرسل إلى معتقل الأمن السياسي في حجة. وقد اختفى منذ ذلك الحين .
  2. تلقى فريق الخبراء معلومات760 من مصادر مختلفة تزعم أن ما يصل إلى 294 فردا (من الذكور)، بمن فيهم صبيان و240 مدنيا على الأقل، قد اختفوا على أيدي الحوثيين في حجور منذ كانون الثاني/ يناير 2019. وأفادت التقارير أن مصيرهم وأماكن اختفائهم لا تزال مجهولة. 

473.حقق فريق الخبراء761 في حالتين من حالات الوفاة أثناء احتجاز لرجال من حجور منذ اندلاع النزاع في كانون الثاني/ يناير 2019. وفق تقارير، أحد الرجال كان مدرساً قبض عليه رجال حوثيون مسلحون من عند نقطة تفتيش أثناء سفره للوصول إلى أسرته.762 لدى فريق الخبراء أسباابا معقولة للإعتقاد أنه توفي في الحجز. لم يستطع الفريق التحقق من مزاعم التعذيب أو التأكد من ملابسات وفاته على الرغم أنه، وفق تقارير، كان يحمل علامات تعذيب على يديه ورأسه ورقبته763. أخذ الحوثيون الرجل الثاني من المستشفى بعد إصابته بشظية، وفق تقارير. بحسب المصادر، هو لم يشارك في المواجهات المسلحة في حجة. ووفق تقارير، ُوضع رهن الاحتجاز في صنعاء وفُصل عن زملائه في الزنزانة قبل أسبوع من وفاته. لم يؤكد فريق الخبراء سبب وفاته بحلول وقت الانتهاء من إعداد هذا التقرير. في هاتين الحالتين كما في حالات أخرى وثقها فريق الخبراء في أماكن أخرى، لم تُعاد جثامين الموتى إلى أهلهم بحلول وقت الانتهاء من إعداد هذا التقرير. في بعض الحالات، سواء في حجة أو في أجزاء أخرى من اليمن، زعمت الأسر أن الرجال الذين يعملون في مرافق الاحتجاز التي تديرها سلطات الأمر الواقع قد طلبوا من العائلات دفع المال مقابل الحصول على معلومات عن أقاربهم.

 
  1. تشير مختلف التقارير والحالات الواردة المتعلقة بحجور عن احتجازات تعسفية واختفاءات قسرية وادعاءات بحدوث تعذيب والتي حقق فيها فريق الخبراء، في حالة تأكيدها، إلى نمط مقلق لاستهداف أفراد قبائل معينة وأسر من منطقة حجور، لاعتبارهم معارضين أو عدم دعمهم للحوثيين. تلقى الفريق ادعاءات باستهداف أسرة بأكملها حتى النساء فيها. لم يتمكن الفريق من تأكيد هذه الادعاءات بسبب ضيق الوقت وانعدام الوصول. تثير الأدلة التي جمعها واستعرضها الفريق إلى مخاوف بشأن وجود أنماط لاعتقال واحتجاز رجال من قبائل حجور أثناء فترة النزاع في المنطقة وبعده. وهذه الحالات تتطلب مزيدا من التحقيق.

الانتهاكات

 
  1. يحظر القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني حالات الاختفاء القسري، لا سيما باعتبارها انتها اكا لحظر الحرمان التعسفي من الحرية وحظر التعذيب.765 كما يحظر القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني الاعتقال التعسفي.766 حالات الحرمان من الحرية تُعتبر تعسفية ومخالفة لأحكام القانون الدولي، ومعظمها تلك المتعلقة بالحق في محاكمة عادلة أو غيرها من الضمانات الإجرائية، أو القيود غير القانونية المفروضة على ممارسة الحريات الأساسية.

إن حرمان شخص من الحق في محاكمة عادلة قد يعتبر جريمة حرب في نزاع غير دولي. التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة ممنوع منعا باتا بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، وقد يؤدي إلى مسؤولية جنائية فردية عن جرائم الحرب.

 

476.لدى فريق الخبراء أسباابا معقولة للإعتقاد بأن سلطات الأمر الواقع قد انتهكت الحق في الحرية والأمن الشخصي، أي من خلال حالات الاختفاء القسري والاعتقالات التعسفية والاحتجاز بما في ذلك انتهاك حقوق المحاكمة العادلة، في حجة، لا سيما لأفراد على أساس انتمائهم القبلي. قد يؤدي ذلك إلى مسؤولية جنائية فردية عن جريمة الحرب المتمثلة في الحرمان من المحاكمة العادلة. يوجد أي اضا مخاوف بشأن حالات التعذيب وسوء المعاملة. إذا ثبتت هذه الادعاءات، فقد يؤدي ذلك إلى مسؤولية جنائية عن جرائم الحرب المتمثلة في التعذيب والمعاملة القاسية أو اللاإنسانية.

 
  1. 4 . استهداف المنتمين للحزب المؤتمر الشعبي العام 2017-2019

 

  1. حقق فريق الخبراء في مزاعم انتهاكات حقوق الإنسان التي وقعت في سياق انهيار التحالف بين الحوثيين وصالح بنهاية العام 2017 .
 

478.حقق فريق الخبراء في إستهداف الأشخاص المنتسبين لحزب المؤتمر الشعبي العام بعد ف ّك تحالفه مع الحوثيين. في إحدى الحالات وفي نفس اليوم الذي تم فيه الإعلان عن الانقسام، قام مقاتلون حوثيون بقتل أحد أعضاء قيادة المؤتمر الشعبي العام وإثنين من أفراد عائلته. وفي حالة أخرى، احتجزت سلطات الأمر الواقع تعسفياا عشرات النساء المنتميات إلى حزب المؤتمر الشعبي العام واللواتي قمن بتنظيم مظاهرات .

  

أ) الخلفية

٤٧٩. كان تحالف الحوثيين-صالح بطبيعته هشا بسبب وجود تاريخ طويل من الصراع بين الجانبين. تشير تقارير إلى أن النزاعات المتقطعة التي وقعت في الفترة من 2004-2011 في محافظة صعدة بين الحوثيين والحكومة اليمنية بقيادة علي عبد الله صالح أسفرت عن العديد من انتهاكات حقوق الإنسان وظلّت في الذاكرة الجماعية لسكان تلك المحافظة.

 

480.عّرض هذا التحالف لمزيد من التوتر في الأشهر التي سبقت الانفصال فيكانون الأول/ ديسمبر 2017. وتجلّى الصراع الداخلي على السلطة من خلال عّدة حوادث رئيسية. فأشارت وسائل الإعلام الموالية للحوثيين مراارا وتكراارا إلى أن المؤتمر الشعبي العام لم يدعم المجهود الحربي وأن بعض أعضائه كانوا يتعاونون مع قوات التحالف العربي. وفاقا لمصادر موثوقة، شعر أعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام داخل الحكومة بتهميش متزايد من جانب الحوثيين، وفي آب/ أغسطس 2017 حاول الحوثيون عرقلة الاحتفالات بالذكرى الخامسة والثلاثين لتأسيس المؤتمر الشعبي العام. وفي آب/ أغسطس 2017 أي اضا، قُتل نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالمؤتمر الشعبي العام خالد الراضي في نزاع حدث عند نقطة تفتيش بين حراس الحوثيين وحراس شخصيين لأحد أبناء صالح.770 في ذلك الشهر نفسه، تعرض عضو بارز في المؤتمر الشعبي العام،كان من أشد منتقدي الحوثيين والذي قد قاموا بتحذيره من قبل، لهجوم على أيدي رجال مسلحين مجهولين ضربوه بقضبان معدنية وأصيب على إثره بجروح خطيرة. في الأيام التالية، غادر عضو المؤتمر الشعبي العام

البلاد مع عائلته.

 
  1. تصاعد التوتر في أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 حيث نجح الحوثيون في الاستيلاء على مسجد الصالح في صنعاء وهو رمز مهم لسلطة ونفوذ صالح. هاجم الحوثيون منزل طارق ابن شقيق صالح ، مما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص .772 وسط هذا التوتر، في 2 كانون الأول/ ديسمبر 2017 وفي خطاب متلفز، قطع صالح علاقاته مع الحوثيين رسمياا قائلاا إنه منفتح على الحوار مع التحالف العربي. قام الحوثيون على الفور بإيقاف تشغيل الإنترنت والقنوات الفضائية وهاجموا مبنى محطة اليمن اليوم الإعلامية التي يملكها المؤتمر الشعبي العام حيث ألقى الحوثيون القبض على 43 موظف هناك وأغلقوا المحطة.
 

ب) مقتل علي عبدالله صالح

 

  1. حقق فريق الخبراء في مقتل علي عبد الله صالح، إلا أن البيئة السياسية المشحونة للغاية في هذه القضية لم تم ّكن الفريق من التوصل إلى نتيجة فيما يتعلق بالظروف الدقيقة لوفاته. سبب ذلك جزئياا أن الشهود الذين كانوا حاضرين وقت وفاة صالح رفضوا التحدث مع فريق الخبراء. وذكر أحدهم أنه بحاجة لإذن من حكومة بلد عضو في التحالف العربي ثم رفض في وقت لاحق متابعة التواصل مع فريق الخبراء.
 

483.وفاقا للمعلومات التي جمعها فريق الخبراء، في الفترة بين 2كانون الأول/ ديسمبر 2017 في الساعة 0700 وصباح 4كانون الأول/ ديسمبر 2017، شن الحوثيون هجواما منسقاً بالدبابات ومدافع الهاون والقناصة على منزل صالح في منطقة حدة بصنعاء. نشب قتال بين الحوثيين وحراس صالح. لم يتمكن فريق الخبراء من التوصل إلى استنتاجات واقعية بشأن ما حدث مباشرة بعد استيلاء الحوثيين على المنزل. تشير بعض المصادر إلى أنه بحلول صباح يوم 4 كانون الأول/ ديسمبر 2017، دخل الحوثيون المنزل وقتلوا صالح واعتقلوا اثنين من أبنائه البالغين والذين تم احتجازهم بعد ذلك لأكثر من عام. تشير مصادر أخرى إلى أن صالح قُتل في موكب أثناء محاولته مغادرة صنعاء. لم يكن الطبيب الشرعي الذي قام بتحليل لقطات فيديو لجثة صالح بناءا على طلب فريق الخبراء حاسما بشأن سبب الوفاة. ووفق تقارير، أصيب نائب صالح، عارف الزوكا، بجروح خلال الهجوم ونقل إلى المستشفى حيث قتلته مقاتلي الحوثي فيما بعد773. جـ) اغتيال الشيخ ضيف الله المثنى وعائلته 

484.كان الشيخ ضيف الله المثنى قائادا معروفاا في المؤتمر الشعبي العام وعضاوا في المجلس الدائم للمؤتمر الشعبي العام ومستشاارا منتخباا في محافظة ذمار ومديارا عااما في إدارة المحافظة.كان شخصية بارزة في المؤتمر الشعبي العام في اليمن وهو وسيط قبلي رئيسي وأحد الشيوخ القبليّين في منطقة رصابة، ذمار .

  1. في 2 كانون الأول/ ديسمبر 2017 الساعة 0800 كان المثنى عند مفترق طرق رصابة 775 حيث يوجد هناك عدد من ممتلكاته. كان يقود السيارة الرئيسية في موكب مؤلف من ثلاث سيارات، يرافقه أفراد الأسرة والزملاء بما في ذلك شقيقه وهو أي اضا عضو في المؤتمر الشعبي العام وابن عمه وأبنائه البالغين وحراسه الشخصيون. كانت المنطقة مشغولة بالعديد من المارة. أوقفت مجموعة كبيرة من المقاتلين الحوثيين المدججين بالسلاح السيارات في ما بدا وكأنه عملية مخطّطة مسباقا. فتحوا النار على المثنى مما أدى إلى جرحه هو وآخرين ومقتل شقيق المثنى وابن عمه وحارسه

الشخصي. ورد الحراس الشخصيون بإطلاق النار فيما هرب المثنى مع آخرين بمساعدة المارة.

 
  1. بحث الحوثيون عن المثنى في المنطقة. وقاموا بهدم عدد من ممتلكاته التجارية والسكنية بالمتفجرات وحاولوا تدمير بيوت آخرى.777 لجأ المثنى وزميل له إلى داخل مسجد النور على بعد 500 متر جنوب مفترق الطرق . في ٢كانون الأول/ ديسمبر 2017 الساعة 2030 عثر مقاتلي الحوثي على المثنى في المسجد وأحاطته من جميع الجهات وفتحت النار على المسجد مما أسفر عن مقتل المثنى وزميله.

د) الاحتجاجات التي قادتها النساء في المؤتمر الشعبي العام

  1. في يومي 6 كانون الأول/ ديسمبر 2017 و21 آذار/ مارس 2018 نظّم عدد من النساء البارزات في حزب المؤتمر الشعبي العام سلسلة من المظاهرات في صنعاء ض ّمت أكثر من مئتي امرأة وفتاة من أعضاء ومنتسبي المؤتمر الشعبي العام ضد حكم الحوثيين. ونّددت المتظاهرات باغتيال صالح وطالبن بإعادة جثمانه . 780 وفي المظاهرتين قامت سلطات الأمر الواقع بنشر الأمن المسلح والذي شمل القوات الأمنية التي تُعرف خارج أوساط الحوثيين باسم "الزينبيّات" والتي هاجمت المتظاهرات والنساء من المارة. قامت هذه القوات بضرب المتظاهرات بالهراوات والبنادق والهراوات الكهربائية وهددت بخلع ملابسهن واغتصابهن في الشارع ووصفتهن بالبغايا. تحمل مثل هذه التهديدات دلالات ومخاطر خاصة بالمجتمع اليمني وتزيد من خطر العنف القائم على النوع الجنساني ضدهم وقد اعتبرها المتظاهرات بمثابة العنف الجنسي.
  1. في الأيام التي تلت مظاهرة 6 كانون الأول/ ديسمبر 2017، قامت سلطات الأمر الواقع باحتجاز واخفاء عدد من نساء وفتيات المؤتمر الشعبي العام، بعضهن ك ّن قد شاركن في المظاهرة. تم احتجاز ما يصل إلى 130 إمرأة وفتاة لعدة أشهر في مرفق احتجاز غير رسمي في قبو منزل علي محسن الأحمر السابق، كان نصفهن تقريبا أعضاء في حزب المؤتمر الشعبي العام وبينهن فتيات في سن السابعة عشرة.782 في مرفق الاحتجاز هذا تم فصل المنتسبات للمؤتمر الشعبي العام عن الأخريات وتم التعامل معهن بشكل مختلف. قيل لهن إن الأيديولوجية الخاصة بهن معيبة وتم إلقاء عليهن محاضرات مؤيدة للحوثيين وأخرى دينية. قال لهن الحارسات "الزينبيات" أنهن لسن بشارا بعد الآن وقصوا شعرهن. تعرضت إمرأة واحدة من النساء على الأقل إلى العري القسري. المرأة نفسها وصفت لفريق الخبراء كيفية تعرضها للاغتصاب المهبلي والشرجي في مناسبات متعددة من قبل رجال حوثيين مختلفين. خلال عمليات الاغتصاب، استخدم الرجال الإساءات اللفظية المهينة وأخبروها بأنها كانت من ممتلكات صالح لكنها أصبحت الآن من غنائم الحرب للحوثيين. ثم وصفت الاستجوابات التي تمت بعد ذلك والتي اُتهمت فيها بالدعارة وباتهامات باطلة أخرى وأُمرت بتقديم اعترافات كاذبة على فيديو. عندما رفضت القيام بذلك، تعرضت للتعذيب بالصدمات الكهربائية والضرب783. لم يكمل فريق الخبراء تحقيقاته في هذه القضية عند وقت الإنتهاء من كتابة هذا التقرير.
 

489.في مظاهرة 21 آذار/ مارس 2018، يوم عيد الأم، سعت المتظاهرات إلى وضع الزهور

بالقرب من منزل الرئيس السابق، فقام الحوثيون بمنعهن من القيام بذلك وبالهجوم عليهن .784 بعد

ذلك الهجوم، تم اعتقال 60 إمرأة على الأقل ونقلهن إلى مرافق الاحتجاز في صنعاء بما في ذلك

مباني مركز الشرطة.785 وأثناء وجودهن هناك، قامت الحارسات "الزينبيّات" العاملات في سلطات

الأمر الواقع بتعذيبهن وإساءة معاملتهن بما في ذلك القيام الاعتداء الجنسي على ثلاث نساء عن

طريق ضرب فروجهن عن قصد عبر ملابسهن بهراواتكهربائية .786 لم يطلقوا سراح النساء إلا بعد

وساطات وفي عهدة أفراد الأسرة الذكور .787 سعى الحوثيون لإبقاء بعض النساء لفترة أطول

لأسباب غير معروفة. تفيد تقارير بأن 11 امرأة وفتاة محتجزات في ذلك اليوم لم يتم إطلاق

سراحهن بعد ويعتبرن في عداد المختفيات. التحقيق في هذه القضايا مستمر من قبل فريق

الخبراء.788 كان للانتهاكات العلنية ضد متظاهرات المؤتمر الشعبي العام دورا كبيرا في إثارة الفزع

للمشاركة السياسية للمرأة في صنعاء.

هـ) احتجاز أعضاء المؤتمر الشعبي العام

  1. أفادت تقارير أنه منذ 2 كانون الأول/ ديسمبر 2017 تم احتجاز عد ادا من أعضاء المؤتمر الشعبي العام وأقاربهم بشكل تعسفي وقد اختفوا أحياانا لعدة أشهر متتالية. ويشمل ذلك احتجاز أعضاء من القيادة العليا للمؤتمر الشعبي العام وأقارب الرئيس السابق علي عبد الله صالح وعدة أعضاء من موظفي القناة الإعلامية اليمن اليوم.
  1. نظر فريق الخبراء في أربع من حالات الاحتجاز هذه ضد موالين للمؤتمر الشعبي العام بين كانون الأول/ ديسمبر 2017 وكانون الأول/ ديسمبر 2018 حيث امتدت فترات الاحتجاز بين ثلاثة أسابيع وتسعة أشهر791. في إحدى الحالات، تم اخفاء أحد المحتجزين قسرا في سجن الأمن السياسي في إب حيث تعرض للتعذيب بما في ذلك الاعتداء الجنسي بضرب خصيتيه. في حاله أٔخرى، احتُجزت عضو في المؤتمر الشعبي العام لمدة ثلاثة أسابيع مع أقاربها بمن فيهم طفليها الصغيرين في سجن الأمن السياسي في ذمار.
 
  1. في حالة أخرى، تم اعتقال عضو في المؤتمر الشعبي العام كان يعمل لصالح سلطات الأمر الواقع مع أفراد من أسرته بعد أن رفض تطبيق سياسات الحوثيين وأوامرهم التي لم يكن موافق عليها وفي حالة أخرى، انتقدت إحدى مؤيديات المؤتمر الشعبي العام الحوثيين بشكل علني فاختفت بالإكراه على يد الحوثيين لأكثر من تسعة أشهر. وّجه الحوثيون إليها ُتهمكاذبة متعلقة بالدعارة من أجل "إضفاء الشرعية" على احتجازها ومنع أٔسرتها من متابعة القضية نظارا إلى وصمة العار الشديدة والنتائج المترتبة على مثل هكذا اتهامات.

و) انتهاكات أخرى

  1. أفاد أعضاء في المؤتمر الشعبي العام أنهم تعرضوا للاعتداء الجسدي وتم مداهمة منازلهم ثم مصادرتها من قبل الحوثيين دون أي أسباب.796 خلال عامي 2018 و2019 نشر الحوثيون قائمة بمنتسبي حزب المؤتمر الشعبي العام المطلوبين للعدالة والذين صودرت ممتلكاتهم أو سيتم مصادرتها لاحقا .
  1. في 19 كانون الثاني/ يناير 2018 قام المقاتلون الحوثيون باختطاف واغتصاب وقتل عضو في حزب المؤتمر الشعبي العام. ادعى تحقيق مزعوم أجرته سلطات الأمر الواقع أن الضحية لم تكن عضاوا في المؤتمر الشعبي العام. إلا أن المعلومات التي قّدمها شاهد تشير إلى خلاف ذلك. أحبط جهود فريق الخبراء في التحقيق في هذه القضية عوامل مثل المخاوف من الانتقام والاهتمام الإعلامي بهكذا قضايا وعوامل أخرى ويتوجب إجراء المزيد من التحقيقات.

ز) الانتهاكات

495.لحرمان التعسفي من الحياة ممنوع منعا باتا بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان .799 بموجب القانون الدولي الإنساني، عندما – في سياق نزاع مسلح – يقوم أحد أطراف النزاع بقتل مدني عمادا فإن هذا يرقى إلى القتل العمد أو جريمة قتل في خضم نزاع غير دولي.800 القتل هو انتهاك خطير للقانون الدولي الإنساني، وبالتالي جريمة حرب قد تؤدي إلى مسؤولية جنائية فردية.

  1. ُيحظر الاختفاء القسري بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، لا سيما باعتباره انتها اكا لحظر الحرمان التعسفي من الحرية وربما حظر التعذيب.802 كذلك يحظر القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني الاعتقال التعسفي.803 تعتبر حالات الحرمان من الحرية تعسفية مخالفة لأحكام القانون الدولي، معظمها تلك المتعلقة بالحق في محاكمة عادلة أو غيرها من الضمانات الإجرائية، أو القيود غير القانونية المفروضة على ممارسة الحريات الأساسية.804 إن حرمان شخص من الحق في محاكمة عادلة قد يعتبر جريمة حرب في نزاع غير دولي.805 التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة ممنوع منعا باتا بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، وقد يؤدي إلى مسؤولية جنائية فردية عن جرائم الحرب.806 يحظر القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني الاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي.807 قد يؤدي هذا إلى مسؤولية جنائية فردية عن جريمة الحرب المتمثلة في الاغتصاب وأي شكل آخر من أشكال العنف الجنسي، فضلاا عن التعذيب والاعتداء على الكرامة الشخصية.
  1. وجد فريق الخبراء أسباباً مقنعه للاعتقاد بأن سلطات الأمر الواقع مسؤولة عن عمليات القتل التعسفي لأشخاص منتسبين إلى حزب المؤتمر الشعبي العام وهذا يعتبر بمثابة الحرمان التعسفي من الحياة. نظارا لارتباطها بالنزاع المسلح فإن عمليات القتل العمد هذه ترقى إلى مستوى الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني والتي قد تصل إلى المسؤولية الجنائية عن ارتكاب جرائم الحرب التي هي القتل. لدى فريق الخبراء أيضاً اسباب مقنعه للاعتقاد بأن سلطات الأمر الواقع تنتهك الحق في الحرية والأمن الشخصي أي من خلال حالات الاختفاء القسري والاعتقالات التعسفية والاحتجاز، بما في ذلك انتهاك حقوق المحاكمة العادلة فضلاا عن التعذيب وغيره من المعاملة السيئة والعنف الجنسي. قد يؤدي هذا إلى مسؤولية جنائية عن جرائم الحرب المتمثلة في التعذيب والمعاملة القاسية أو اللاإنسانية والاعتداء على الكرامة الشخصية والحرمان من المحاكمة العادلة. كما وجد فريق الخبراء أسباابا مقنعه للاعتقاد بأن سلطات الأمر الواقع قامت بالتضييق على الحق في حرية التعبير والتجمع دون مبرر وهذا يشكل انتها اكا لالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان.

هـ. معركة الحديدة (2018 – 2019)

  1. السياق

498.في عام 2018، شهدت محافظة الحديدة التي تُعّد إحدى أكثر المناطق حرماانا في اليمن، عمليات قتال شديدة تسبّبت بإصابات عديدة في صفوف المدنيين فضلاا عن أضرار جسيمة وتدهور في الوضع الإنساني خلال الهجوم الذي شنّته القوات المسلحة اليمنية الى جانب الجماعات المسلحة التي تدعمها الإمارات العربية المتحدة بهدف استعادة السيطرة على مدينة الحديدة العاصمة.

 
  1. ابتداءا من كانون الثاني/ يناير 2018، تق ّدمت القوات المسلحة اليمنية والجماعات المسلحة التابعة لها والمدعومة من الإمارات العربية المتحدة عبر محافظة تعز من الجنوب باتجاه مدينة الحديدة، وقطعت خطوط الإمداد الحوثية بين مديناتي تعز والحديدة. ووصلت إلى ضواحي مدينة الحديدة بحلول حزيران/ يونيو. في 13 حزيران/ يونيو 2018، وبح ّجة أن الحوثيين يقومون بتهريب الأسلحة عبر ميناء الحديدة، بدأ التحالف "عملية النصر الذهبي" التي كان الهدف المعلن منها طرد الحوثيين من المدينة الساحلية. واستمّر القتال في جميع أنحاء المحافظة طوال النصف الثاني من عام 2018.
  1. في 13 كانون الأول / ديسمبر 2018، وتحت رعاية المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، تو ّصل الحوثيون والحكومة اليمنية إلى اتفاق بشأن مدينة الحديدة وموانىء الحديده والصليف ورأس عيسى ("اتفاقية ستوكهولم"). ون ّص الاتفاق على إعادة نشر القوات على كلا الجانبين بعيدا عن المواقع القريبة من الموانئ وعن مدينة الحديدة نفسها. في 16 كانون الثاني/ يناير 2019، اعتمد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قراارا بإنشاء بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة )"UNMHA"( من أجل دعم تنفيذ اتفاق استكهولم.
  1. لم تتم إعادة نشر القوات على كلا الجانبين في غضون الاطر الزمنية المتفق عليها ضمن اتفاق استكهولم، وبقيت التساؤلات كبيرة حول مدى استعداد الطرفين للالتزام بهذه الاتفاقات حتى وقت كتابة هذا التقرير. غير أن الاتفاق قد ساهم في تراجع العنف بشكل ملحوظ في المحافظة ومنع اجتياح النزاع للعاصمة برمتها. كان للقتال في الحديدة أن يتسبب بعواقب وخيمة على المدنيين الذين يعيشون فيها وعلى اليمن بأكمله، لاسيما على ضوء الأهمية التي يكتسبها الميناء بالنسبة للبلد.
  1. الوضع الإنساني

502.أسفر القتال عن نزوح ما يقارب 455 ألف نسمة من محافظة الحديدة وداخلها بين حزيران/ يونيو وتشرين الثاني/ نوفمبر 809.2018 وقد انتقل العديد من النازحين داخليا إلى المراكز الحضرية في المحافظة، مما زاد من احتياجات السكان المضيفين من مياه وصرف صحي وحال دون تلبية احتياجات النازحين الجُدد. وتحّولت الحديدة أي اضا إلى إحدى أكثر المحافظات التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي، حيث غادر أكثر من مليون وستمائة ألف شخص لديهم احتياجات أساسية مقابل خمسمائة وستين ألفا يعيشون في ظروف ما قبل المجاعة.810 وكانت الحديدة تضم معظم الأطفال المعرضين لخطر سوء التغذية الحاد على صعيد البلاد في أعقاب القتال. علاوة على ذلك، أصبح معدل العامل الصحي إلى السكان في الحديدة 7 إلى 10 آلاف، أي أدنى بكثير من المع ّدل الذي أوصت به اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات )"IASC"( والبالغ 22 عاملاا في مجال الصحة للعشرة آلاف نسمة.811 وقد تأثرت 80 مدرسة على الأقل بالقتال في الحديدة، إما بسبب احتلالها من جانب جهات فاعلة مسلحة أو من جانب النازحين داخليا، أو بسبب تأثرها بعمليات القتال.

أ) الوضع في الدريهمي

  1. عانت محافظة الحديدة في أغلبيتها من العوائق التي حالت دون وصول المساعدات الإنسانية، سواء أثناء القتال أو حتى في أعقابه، وذلك بسبب الألغام الأرضية واستمرار الاشتباكات المتقطّعة. وكدليل على هذه الديناميكية، تحّقق فريق الخبراء من الادعاءات التي أفادت بأن أجزاء من مديرية الدريهمي قد تعّرضت للحصار. في الواقع، وفي أوائل آب/ أغسطس 2018، تقدمت القوات المسلحة اليمنية والجماعات المسلحة التابعة لها والمدعومة من الإمارات العربية المتحدة نحو ضواحي وسط المديرية. وبعد فترات من القتال العنيف الذي أّدى الى تدمير العديد من المباني ، أبقى الحوثيون سيطرتهم على غالبية المديرية، بما في ذلك الوسط. واستقرت الخطوط الأمامية عند نقاط الوصول إلى مركز المديرية الخاضع لسيطرة القوات المسلحة اليمنية والجماعات التابعة لها. وما زاد من صعوبة الوصول إلى المنطقة هو وجود الألغام الأرضية.
  1. تعرضت الممتلكات المدنية، بما فيها البنية التحتية الأساسية في الدريهمي، لأضرار جسيمة نتيجةا للنزاع. فعلى سبيل المثال، تمّ تدمير خزان مياه رئيسي في المدينة عندما استُهدفت المنطقة المجاورة خلال هجوم لم يتم تحديد الجهة المسؤولة عنه وقت كتابة هذا التقرير.813 وتنعكس هشاشة البنية التحتية الصحية ضمن المديرية في الحالات التي حقق فيها فريق الخبراء، حيث اضطّر المدنيون المصابون للسعي وراء الرعاية الصحية خارج المديرية .814 بالإضافة إلى ذلك، تمّ تدمير المركز الوحيد للتوليد والعناية بالمواليد الجدد بشكل جزئي خلال غارة جوية شنتها قوات التحالف في 11 تشرين الأول/ أكتوبر 2018. وفي اليوم نفسه، تمّ قصف مستشفى ريفي في المنطقة نفسها. نتيجة لذلك، تراجع عدد المرافق والخدمات لمساعدة النساء أثناء الحمل والولادة في مدينة الدريهمي .
 
  1. بين آب / أغسطس وكانون الأول / ديسمبر 2018، وبينما كان القتال العنيف مستمرا، لم تتمكن الجهات الإنسانية من الوصول إلى المديرية على الإطلاق. في عام 2019، ُسمح للجهات الفاعلة في المجال الإنساني بالوصول إلى الدريهمي لفترة وجيزة من أجل تقديم الطعام في كانون الثاني/ يناير وأواخر نيسان/ أبريل وبداية أيار/ مايو. على الرغم من أن وصول المساعدات كان وجيزا، لم يتم إجراء أي تقييم إنساني في الدريهمي منذ حزيران/ يونيو 2018. 816 لذلك، لم يتم تأكيد عدد الأفراد الذين يعيشون اليوم في مديرية الدريهمي أو في مركز المديرية نفسه (واحتياجاتهم)، واستحال التو ّصل الى خطة استجابة مناسبة وتنفيذها. أما القيود المفروضة بشكل مستمر حتى وقت كتابة هذا التقرير، فترجع أسا اسا إلى سيطرة القوات المسلحة اليمنية والجماعات المسلحة التابعة لها على نقاط الوصول، فضلاا عن وجود الألغام الأرضية المحيطة بهذه المناطق التي ظلت تحت سيطرة سلطات الأمر الواقع.

ب) عدم الوصول إلى مطاحن البحر الأحمر، مدينة الحديدة

  1. تش ّكل مطاحن البحر الأحمر التي تقع في مدينة الحديدة موقعا لتخزين القمح ومعالجته. قبل اندلاع النزاع في الحديدة، كانت الطواحين تحتوي على 51000 طن متري، أو ربع مخزون برنامج الأغذية العالمي في البلاد، أي ما يكفي من القمح لإطعام 3.7 مليون شخص لمدة شهر واحد.
 

507.في آب/ أغسطس – أيلول/ سبتمبر 2018، وصلت الخطوط الأمامية للقتال إلى الطواحين. بعد ذلك،كان لا بّد من موافقة طرّفي النزاع للوصول إليها. إبتداءا من أيلول/ سبتمبر 2018، فقد برنامج الأغذية العالمي إمكانية الوصول إلى الموقع واضطر لاستخدام مخزونات القمح الأخرى، فضلاا عن استيراد قمح إضافي لتغطية احتياجات السكان اليمنيين من الغذاء. وكون القمح معّرضا للفساد مع مرور الوقت لطالما ش ّكل الوصول الى الموقع موضوع مناصرة مستمّرة من جانب الأمم المتحدة. إن الرفض المستمر لإتاحة الوصول إلى الموقع في أعقاب وقف إطلاق النارالذي تم التوصل إليه كجزء من اتفاق استكهولم يفتقر إلى تبرير واضح 

  1. الحوثيون هم المسؤولون عن منع الوصول إلى الموقع في الفترة من كانون الثاني/ يناير 2019 إلى أيار/ مايو 2019. للوصول من الحديدة، كان لا ب ّد من عبور الخطوط الأمامية من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في الحديدة إلى المنطقة التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية. في الواقع، وافقت الحكومة اليمنية على السماح للأمم المتحدة بالوصول، إلا أن الحوثيين رفضوا ذلك منذ كانون الثاني/ يناير 2019. وذكر الحوثيون أن السبب يعود الى المخاوف الأمنية.كانوا يخشون أن يقع حادث للأمم المتحدة عند الوصول إلى الموقع أو أثناء عبور خط المواجهة، فيقع عليهم اللوم.

واشترط الحوثيون الوصول بوجود فريق تحقيق يلتحق بفريق برنامج الأغذية العالمي للتحقيق فورا في

أي حادث أمني قد يطرأ.

  1. في 5 أيار/ مايو 2019، استعاد فريق فني بقيادة برنامج الأغذية العالمي إمكانية الوصول إلى مطاحن البحر الأحمر بعد موافقة الحوثيين. كان يُفترض أن يحظى الفريق الذي سافر من عدن بإمكانية الوصول إلى الموقع على المدى الطويل. وفاقا لبرنامج الأغذية العالمي، لدى الانتهاء من صياغة هذا التقرير،كان لا يزال وضع إمدادات مطاحن البحر الأحمر غير واضح، إذ لم تكن قد حددت الكمية الإجمالية للقمح الصالح للاستهلاك البشري 

510.بالإضافة إلى عدم إمكانية الوصول الى مطاحن البحر الأحمر، قيل أي اضا أنه تمّ تلغيمها. واتهم برنامج الأغذية العالمي الحوثيين بدخول المرفق وزرع الألغام الأرضية في داخله821 . في 5 أيار/ مايو 2019، أعلن المركز اليمني التنفيذي لمكافحة الألغام )YEMAC( أن مجّمع مطاحن البحر الأحمر أصبح خاليا من الألغام بشكل كامل.

 

جـ) الانتهاكات

  1. لا يحظر القانون الدولي الإنساني الحصار823 في حد ذاته، طالما أن الغرض منه هو تحقيق هدف عسكري، وطالما أنه لا ينتهك القواعد الأخرى، مثل حظر تجويع السكان المدنيين 824. وكنتيجة طبيعية لحظر المجاعة، ُيحظّر أي اضا مهاجمة أو تدمير أو إزالة أو تحويل أشياء عديمة الفائدة إنما ضرورية لبقاء السكان المدنيين، بغرض حرمان السكان المدنيين من قيمتها الأساسية لبقائهم 825. وينص القانون الدولي الإنساني كذلك على أن أطراف النزاع يجب أن يسمحوا ويساهموا في تيسير مرور الإغاثة الإنسانية للمدنيين المحتاجين بشكل سريع وبدون عوائق شريطة أن تكون الإغاثة محايدة بطبيعتها وموفّرة بدون أي تمييز. كما أن عمليات الإغاثة تظل خاضعة لحق الأطراف في السيطرة. ولا يجوز حجب الموافقة لأسباب تعسفية، ولا يجوز تبرير القيود المفروضة على الأنشطة الإنسانية إلا في حالة الضرورة العسكرية المل ّحة وبشكل مؤقت.
  1. البنية التحتية الأساسية، مثل مرافق المياه والمرافق الصحية، خاضعة للحماية التي تُوفر للأعيان المدنية والحماية الخاصة التي تُوفر للمنشآت الطبية، إلا إذا خسرت هذه الحماية. كما ُيحظر استهداف الأشياء الضرورية لبقاء السكان على قيد الحياة، غير أ ّن فريق الخبراء لم يتم ّكن من معرفة ما إذا تمّ استهداف هذه المنشآت على هذا النحو. لكن، ووفقا لمبدأ الاحتياطات في الهجوم، واجب العناية المستمرة لتجنيب السكان المدنيين قد يُعتبر أكثر أهمية في هذا السياق الإنساني

الهش.

513.تعاني أجزاء من منطقة الدريهمي الخاضعة لسيطرة سلطات الأمر الواقع، بما فيها مركز المديرية، من قيود شديدة تحول دون وصول المساعدات الإنسانية. وتنتج هذه القيود بشكل رئيسي عن سيطرة القوات المسلحة اليمنية والجماعات التابعة المدعومة من الإمارات العربية المتحدة على نقاط الوصول، وعن وجود الألغام الأرضية في جميع أنحاء المنطقة. لا يزال العدد الدقيق للأفراد الذين ما زالوا يعيشون في مناطق مديرية الدريهمي الخاضعة لسيطرة الحوثيين غير معروف، ويرجع ذلك أي اضا إلى عدم إمكانية وصول الجهات الإنسانية الفاعلة لإجراء تقييم مستقل للاحتياجات.

 

في الممارسة العملية، من المسلّم به أن منع الوصول من أجل إجراء التقييمات اللازمة لتحديد

 الاحتياجات الإنسانية قد يكون بالفعل انتهااكا لواجب السماح بوصول المساعدات الإنسانية وتسهيله، لا سيما في سياق أزمة إنسانية مثل اليمن. وبالتالي، لدى فريق الخبراء أسباب معقولة للاعتقاد بأن الحكومة اليمنية تنتهك التزاماتها بالسماح للأشخاص المحتاجين في أجزاء من مديرية الدريهمي بالوصول إلى الإغاثة الإنسانية وتيسير الوصول.

 
  1. انتهكت الحكومة اليمنية وسلطات الأمر الواقع واجب السماح بالوصول الى المساعدات الإنسانية وتيسيره لمجّرد رفض الوصول إلى مطاحن البحر الأحمر. وضمن هكذا سياق من انعدام الأمن الغذائي الحاد والحاجات الجسيمة من التغذية، فإن رفض إتاحة وصول الجهات الفاعلة الإنسانية لأهم مرفق لتخزين القمح في اليمن لا تبرّره سوى الضرورة العسكرية المل ّحة. ولم يجد فريق الخبراء أي مبرر من هذا القبيل لرفض الحوثيين السماح لبرنامج الأغذية العالمي بالوصول إلى المطاحن في الفترة ما بينكانون الثاني/ يناير وأيار/مايو 2019. إلا أن فريق الخبراء يرّحب بموقف الحوثيين مؤخارا حيث أتاحوا لبرنامج الغذاء العالمي الوصول إلى المطاحن، غير أّن لا معلومات واضحة حتى الآن عن حجم القمح الموجود الصالح للاستخدام.
 
  1. وفي هذا السياق من انعدام الأمن، يجب أيضا استعراض جميع انتهاكات الأحكام المتعلقة بوصول السكان إلى الأشياء الأساسية لبقائهم في نطاق حظر التجويع كأسلوب قتال. (للاطلاع على تحليل لهذه القضايا كجزء من أنماط أوسع، انظر الفصل الخاص بالأزمة الإنسانية والانتهاكات ذات الصلة)
 
  1. الانتهاكات المتعلقة بالأعمال العدائية
  2. سمع فريق الخبراء العديد من الادعاءات بحصول انتهاكات للقانون الدولي الإنساني وللقانون الدولي لحقوق الانسان خلال القتال في الحديدة. وتشمل هذه الانتهاكات المزعومة الغارات الجوية والقصف، فضلاا عن تجنيد الأطفال، والهجمات ضد الصيادين، واستخدام الألغام الأرضية. وقد اختار فريق الخبراء عيّنة من الحالات الرمزية لأكثر الانتهاكات خطورة للتحقيق فيها. ولا تش ّكل الأنماط والانتهاكات الموضحة أدناه وصفا شاملاا لأثر القتال على المدنيين.
 

أ) الضربات الجوية

 
  1. ش ّكلت الغارات الجوية الخاصة بالتحالف إحدى سمات القتال في الحديدة. أفاد مشروع اليمن للبيانات أن التحالف نّفذ 536 غارة على الأقل بين أيار/ مايو 2018 وكانون الثاني/ يناير 2019 في محافظة الحديدة، حيث مثل ذلك 34 بالمئة من الغارات الجوية في البلاد خلال تلك الفترة. وكانت محافظة الحديدة ثاني أكبر محافظة مستهدفة في اليمن بين أيار/ مايو 2018 وكانون الثاني/ يناير 2019، بعد صعدة (596 غارة جوية على الأقل - 38 بالمئة) التي كانت أكثر المحافظات استهدافاا من جانب الغارات الجوية للتحالف منذ بدء الحملة الجوية في آذار/ مارس 8282015 . تمكن فريق الخبراء من التوصل إلى استنتاجات وقائعية بشأن تأثير الغارات الجوية في ثلاث حالات.
 

. 26 حزيران/ يونيو 2018، الطريق بين زبيد والجراحي.

 
  1. في 26 حزيران / يونيه 2018، عند الساعة الحادية عشرة والنصف، على الطريق بين زبيد والجراحي،829 على بعد حوالي 10 كم من السراحي، في محافظة الحديدة، أصيبت حافلة صغيرة مدنية بيضاء كانت متجهة شرقا بضربة جوية. كانت الحافلة الصغيرة تقل 19 ناز احا، بينهم امرأة وثلاثة أطفال، وهم أفراد من مجموعة الصيادين الهاربين من القتال في الحديدة. وكانت الحافلة الصغيرة تحمل أي اضا محركات القوارب الخارجية. حسب المواد التي تمّ فحصها والشهود الذين تمّ استجوابهم، تجاوزت الحافلة نقطة تفتيش عسكرية قبل فترة وجيزة من الضربة الجوية. كان الطقس صافيا والرؤية جيدة، والتضاريس المحيطة مسطحة. وكان طريق المرور الوحيد واض احا مع حركة مرور محدودة، ولم يكن من مبا ٍن أو أشياء أخرى في الجوار. وقع انفجار واحد على الأرض عند مؤخرة السيارة مباشرة. لم تصب القنبلة السيارة مباشرة، بل إن انفجارها ألحق أضرارا جسيمة بالمركبة وأشعل فيها النيران، وطارت الشظايا المعدنية في جميع أنحاء السيارة. قتل تسعة ركاب، جميعهم ذكور، بينهم ُ ّالسائق وصبيّان، إما مباشرة بسبب الانفجار أو بسبب النيران التي اندلعت . أصيب جميع الركاب العشرة المتبقين، بينهم ثلاثة صبيان وامرأة، بجروح وحروق خطيرة وشظايا، فضلاا عن تعّرضهم لصدمات خطيرة.
 
  1. إستجابةا لبيان صادر عن المقرر الخاص المعني بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء، أصدرفريق تقييم الحوادث المشترك تقريرا عن هذا الحادث .831 ووجد أن طائرة بدون طيار تابعة للتحالف قد حددت موقع مركبة خفيفة مسلحة في شمال مدينة زبيد في الحديدة. وبالتالي، ووفقا للفريق المشترك، فقدت المركبة حمايتها القانونية. وأضاف فريق تقييم الحوادث المشترك أ ّن قوات التحالف الجوية "أخذت جميع الاحتياطات الممكنة في اختيار وسائل وطرق الهجوم بهدف تجنب سقوط مدنيين وإصابتهم وإلحاق الضرر بالممتلكات المدنية، أو على الأقل التخفيف منها"، ويتضح ذلك من الذخيرة دقيقة التوجيه والمتناسبة التي تمّ استخدامها. واعتبر فريق تقييم الحوادث المشترك أنه لم يحدث أي ضرر جانبي سيّما أن الذخيرة دقيقة التوجيه قد حققت ضربة مباشرة ودقيقة.

13 تشرين الأول/ أكتوبر 2018 - منطقة المصبرية -مديرية جبل راس

 
  1. في 13 تشرين الأول / أكتوبر 2018، حوالي الساعة الحادية عشرة ظهرا، أصابت غارة جوية حافلتين صغيرتين كانتا متوقفتين عند نقطة تفتيش للحوثيين في منطقة المصبرية في مديرية جبل راس. وتقع نقطة التفتيش مباشرةا قبل الوصول إلى الجبال، وهي النقطة الوحيدة خارج قرية المصبرية. كان يحرسها أربعة رجال من الحوثيين مسلحين ببنادق .AK47s قُتل ثلاثة إلى أربعة مدنيين في إحدى الحافلتين جّراء الغارة الجوية. وفي الحافلة الثانية، أفيد عن مقتل حوالي 13 راكبا، بينهم امرأة وطفل. نجا ثلاثة ركاب فقط. وتشير تقارير موثوق بها بأن مجموع الإصابات بلغ 34 مدنيا، بينهم امرأة وخمسة أطفال (ثلاثة صبيان وبنتان). وأدان فريق الأمم المتحدة القطري الحادث .833 وفي 15 تشرين الأول/ أكتوبر، صّرح المتحدث الرسمي للتحالف، العقيد تركي المالكي، أن نتائج المراجعة الشاملة للحادث تشير إلى وقوع أضرار جانبية وخسائر مدنية خلال هذا الحادث وأن جميع الوثائق المتعلقة بهذا الحادث تم تسليمها الى فريق تقييم الحوادث المشترك .
 

 24 تشرين الأول (أكتوبر) 2018 - غارة جوية على مزرعة/ سوق البامية في منطقة محطة المسعودي، مديرية المنصورية

 

  1. في 24 تشرين الأول / أكتوبر 2018، في حوالي الساعة الخامسة والنصف مساءا، في منطقة محطة المسعودي، في مديرية المنصورية، في محافظة الحديدة، أصابت غارة جوية تابعة للتحالف إحدى المزارع. وأسفرت الشظايا الناجمة عن انفجار السلاح عن مقتل 21 مدنيا، بينهم طفلان، وإصابة سبعة مدنيين، بينهم أربعة أطفال. ووفاقا لروايات الشهود، الضحايا هم من المزارعين الذين كانوا يقومون بحصد وتنظيف البامية المع ّدة للبيع في السوق عندما تعرضوا للقصف مرتين. وقد أفيد بأ ّن أحد الصاروخين لم ينفجر. ولم يتل ّق فريق الخبراء تقارير عن وجود أي أهداف عسكرية واضحة

بالقرب من المزرعة وقت الهجوم.

 
  1. كانت المنطقة التي تعّرضت للقصف تحت سيطرة سلطات الأمر الواقع. وتقع المزرعة بجوار الطريق السريع الذي يربط الحديدة بمحافظة تعز. وتقع المزرعة على بعد 200 متر من تقاطع العليا في حي الدريهمي. أّدى تدمير المزرعة وقتل معيلين الاسر الى القضاء على مصادر دخل الكثيرين في المنطقة. وأفاد شهود بأن بعض الناجين يعيشون من التسّول ومن مساعدة الآخرين كي يقتاتوا. ونقل تقرير صحفي لرويترز عن المتحدث باسم التحالف العقيد تركي المالكي قوله إن التحالف سيحقق في الحادث على حد علم فريق الخبراء، لم يصدر أي تعليق رسمي آخر على هذا الحادث من جانب التحالف.

الانتهاكات

  1. وفقا لمبدأ التمييز، يجب على أطراف النزاع في جميع الأوقات التمييز بين السكان المدنيين والأفراد المشاركين في الأعمال العدائية. لا يجوز توجيه الهجمات إلا ضد هؤلاء. وبالمثل، يمكن توجيه الهجمات فقط ضد الأهداف العسكرية. وتفقد الأشياء المدنية الحماية من الهجوم إذا ومتى استُخدمت لأغراض عسكرية .837 وإذا استهدف الطرفان هدفاا عسكريا، يجب عليهما احترام مبدأ التناسب في الهجوم. وفاقا لهذا المبدأ، قد لا يؤثر الهجوم على المدنييناأو الأهداف المدنية بطريقة مفرطة بالنسبة الى الميزة العسكرية المتوقعة .838 أخ ايرا، وتمشيا مع مبدأ الاحتياطات في الهجوم، يجب توخي الحذر الدائم لتجنيب السكان المدنيين والأشياء المدنية في إدارة العمليات العسكرية .
 
  1. توصل فريق الخبراء إلى استنتاجات وقائعية بشأن الحالات الثلاث المذكورة أعلاه التي شملت غارات جوية في الحديدة. واتّبعت الحالات الثلاث أنماطا مماثلة. وقد وقعت على طول الطرق السريعة الرئيسية في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، اثنتان منها وقعتا بالقرب من نقاط تفتيش حوثية. وأصابت الغارات الجوية حافلات كانت تقل مدنيين، وكان بعضهم من النازحين داخليا الذين فروا من المناطق المتضررة من النزاع، مما أسفر عن مقتلهم وجرحهم. وبناءا على الأدلة المتوفرة، لدى فريق الخبراء أسباب معقولة للاعتقاد بأن التحالف نفذ الغارات الجوية الثلاث التي تم التحقيق فيها والتي أسفرت عن مقتل مدنيين. وفي حالتين من الحالات الثلاث، ليس واضحا ما هو الهدف المقصود، مما يثير المخاوف حيال اختيار الهدف واحترام مبدأ التمييز. وفي إحدى الحالات، أشار فريق تقييم الحوادث المشترك إلى أن الغارة الجوية أصابت مركبة كانت "مسلحة". وفي الحالتين الأخريين، لم يتم تحديد الأهداف. إذا كان التحالف قد حدد أهدافاً عسكرية فعلاا، وأصيبت هذه الأهداف نتيجةا لاستخدام أسلحة عالية الدقة، فإن موقع الضربات يثير مخاوف بشأن مبادئ التناسب والاحتياطات في الهجوم، لاسيما أنه كان من الممكن توقّع مقتل عدد من المدنيين في

الهجوم.

 
  1. إستهدفت اثنتان من الضربات الثلاث التي تمّ التحقيق فيها حافلات صغيرة تقل مدنيين بعيدا عن مناطق القتال الناشطة. أول ضربة موثقة وقعت في حزيران/ يونيو 2018 والأخيرة في أواخر تشرين الأول/أكتوبر 2018. خلال هذه الفترة، لم يغّير التحالف طريقة عمله بالنسبة الى الغارات الجوية في الحديدة على الرغم من التأثير الكبير على المدنيين الذين يحاولون الفرار من النزاع. هذا يثير مخاوف بشأن احترام التحالف لمبادئ التناسب والاحتياطات في الهجوم .
 
  1. في الحالة الوحيدة التي حقق فيها الفريق والتي نشرفريق تقييم الحوادث المشترك معلومات بشأنها ناتجة عن تحقيقاته (الضربة على الطريق بين زبيد والجراحي)، لا يح ّدد هذا الأخير نوع وعدد الأسلحة التي ُزعم أن الحافلة الصغيرة تحملها. كان من الضروري لفريق الخبراء أن يقيّم هذه المعلومات، إلى جانب غيرها من المعلومات المتعلقة بعملية الاستهداف، وذلك لتقييم ما إذا كان التحالف قد احترم مبدأ التناسب.
 
  1. بناءا على الأدلة المتوفرة، لدى فريق الخبراء أسباب معقولة للاعتقاد بأن التحالف قد نّفذ غارات جوية في الحديدة لم تمتثل على الأرجح لمبادئ التمييز والتناسب والاحتياطات في الهجوم. في الواقع، يرقى انتهاك مبدأي التمييز والتناسب إلى انتهاك جسيم للقانون الدولي الإنساني وقد يؤدي شن هجوم عشوائي أسفر عن مقتل أو إصابة مدنيين أو شن هجوم متوقع أنه سيتسبّب بخسائر أو إصابات أو أضرار مدنية فادحة، قد يؤدي إلى مسؤولية جنائية فردية عن جرائم الحرب .840 وقد

ينطوي ذلك على مسؤولية جنائية على جميع مستويات القيادة .

ب) القصف الحوثي

  1. ش ّكل القصف الذي مارسه جميع أطراف النزاع إحدى سمات النزاع الأساسية في الحديدة، حتى بعد دخول وقف إطلاق النار حيّز النفاذ. وقد حقق فريق الخبراء في 10 حوادث ونظر في معلومات موثوقة ومفصلة عن 10 حوادث أخرى، من أجل تحديد الأنماط. الحالات التالية هي عينة من الحوادث الرمزية التي تم التحقيق فيها.
 

27 حزيران/ يونيو2018 - حي المرخودة، مدينة الحديدة

 

  1. في 27 يونيو/ حزيران 2018، الساعة الرابعة والنصف مساءا، في حي المرخودة، مدينة الحديدة، بالقرب من المطار، سقطت قذيفتان في المنطقة. سقطت القذيفة الأولى بالقرب من أحد المنازل في حي المرخودة، وسقطت الثانية على بعد حوالي 500 متر. وقتلت القذيفة الثانية سبعة أفراد وأصابت ستة آخرين كانوا خارج المنزل يمضغون القات. وأصيب مدنيان آخران كانا داخل المنزل. واتفق معظم الشهود على أن القذيفة جاءت من الغرب. كان للحوثيين قاعدة في مدرسة 17 يوليو نحو الغرب في حدود المكان الذي سقطت فيه القذيفة، مما أتاح للفريق أن يستنتج أن الحوثيين أطلقوا القذيفة. وتمّ نقل المصابين إلى مستشفى الثورة والمستشفى العسكري في المدينة، حيث توفي بعضهم. في المجموع، قُتل تسعة أفراد ذكور، بينهم صبيّان. وأصيب سبعة أشخاص آخرين (رجلان وامرأتان وصبيّان وفتاة). ليس من الواضح ما إذا كان المنزل أو التجمع هو الهدف. أنكر جميع الشهود وجود مقاتلين في المنطقة وقت الهجوم. من المحتمل أن يكون المطار هو الهدف أو أي شيء بالقرب منه، وهي منطقة فيها قتال متقطع بينما تسعى القوات المسلحة اليمنية والجماعات التابعة لها للسيطرة عليها. وتتكّون المنطقة التي تعّرضت للقصف من صف طويل من المنازل الواقعة بجانب الطريق الرئيسي أمام المطار.
 
  1. بينما كانت المنطقة المتأثرة تقع بالقرب من الخطوط الأمامية، لم يكن القتال دائرا خلال الهجوم. ومن المحتمل أن تكون القوات المسلحة اليمنية والجماعات التابعة لها والموجودة بالقرب من المطار هي المستهدفة. إلا أن المنطقة المتضررة هي منطقة سكنية مؤلّفة من العديد من المنازل المدنية. واختيار مثل هذا السلاح غير الدقيق في موقع سكني يُظهر فشالا في مراعاة أرواح المدنيين وممتلكاتهم في المنطقة، والمقاتلون الحوثيون كانوا على دراية بلا شك بوجودها عند شن الهجوم.
 

19 تموز/ يوليو 2018 - قرية وادي القوم، قرية المشخانة، مديرية الدريهمي

 
  1. في 19 تموز/ يوليو 2018، اندلع قتال عنيف في قرية المشخانة التيكانت خط مواجهة في ذلك الوقت وتغّيرت الأطراف المسيطرة عليها عّدة مرات.كان لكل طرف من أطراف النزاع حوالي كيلومتر واحد تحت سيطرته وقت وقوع الحادثة. في ذلك اليوم، بين الساعة الثامنة والنصف والتاسعة صباحا، النساء وكبار السن وأفراد الأسر بقوا في المنازل بينما كان الرجال في ضواحي المدينة، يعملون في الحقول. كان الرجال على بعد كيلومترين خارج مركز القرية يحصدون التمور. مع اشتداد القتال، تجّمع من تبقى من الناس في القرية للمغادرة. غادر الكثير من الناس منازلهم بدون أخذ أي شيء. انتشر الأفراد وانتقلوا إلى مواقع مختلفة. وأصيب بعضهم في القصف أثناء الرحيل. في المجموع، قُتل أربعة رجال على الأقل وأصيب تسعة أفراد، بينهم ثلاث نساء. وقع القصف في منطقة تسيطر عليها الحكومة اليمنية. وبناءا على المعلومات المتوفرة، خلص فريق الخبراء إلى أن القذائف التي أصابت المدنيين في هذه الحالة صدرت عن الحوثيين. وكان الضحايا في مكان مفتوح، ومعظمهم من كبار السن ذوي الحركة المحدودة. تمّ ترك القتلى ومساعدة الجرحى على الابتعاد عن المنطقة، مع تد ّخل من جانب أفراد الجماعات المسلحة التابعة للقوات المسلحة اليمنية التي كانت في غرب القرية، حيث قصدهم الناجون وطلبوا سيارات لنقل المصابين. تمّ نقل المصابين إلى الخوخة ثم إلى عدن لتلقي العلاج. بقي بعض الناس في المستشفى لعدة أشهر.
 
  1. استنادا إلى الأدلة المتاحة، لدى فريق الخبراء أسباب معقولة للاعتقاد بأن المقاتلين الحوثيين هم الذين أطلقوا القذائف التي أصابت المدنيين في هذه الحادثة. وكانت المنطقة التي سقطت فيها القذائف منطقة مفتوحة، مع غياب المباني أو المنازل في المنطقة المجاورة. ويبدو أن القصف قد وقع في سياق قتال عنيف بين القوتين اللتين كانتا تطلقان النار على بعضهما البعض من الجانبين المقابلين للقرية. وكانت هذه مجرد واحدة من العديد من القذائف التي سقطت على القرية في ذلك اليوم. أظهر اختيار الأسلحة المستخدمة، بالنظر إلى موقع القتال، فشالا في مراعاة حياة المدنيين الذين كان ينبغي مساعدتهم للهروب من منطقة القتال بأمان بدلاا من تجاهلهم.
 

(تم حجب تفاصيل الموقع والتاريخ لأسباب تتعلق بالحماية)

 
  1. في حوالي الساعة الثانية والنصف فجرا، سقطت ثلاث قذائف هاون في إحدى القرى، وعلى وجه التحديد في منزل خاص. سقطت القذائف الثلاث في الحديقة وفي الفناء الخلفي للمنزل. واخترقت إحدى شظايا قذائف الهاون جدران المنزل، مما أدى إلى إصابة امرأة وابنتها البالغة من العمر عامين. تم نقل الفتاة إلى أقرب مستشفى لكنها توفيت في وقت لاحق. يقع المنزل في قرية صغيرة حيث توجد منازل أخرى. كانت القرية تحت سيطرة الجماعات التابعة للقوات المسلحة اليمنية التي استولت على مدرسة تبعد حوالي 300 متر عن الحادث. وفقا لأقوال الشهود، تقع مواقع إطلاق النار الخاصة بالحوثيين على الجانب الذي جاء منه القصف. لدى فريق الخبراء أسباب معقولة للاعتقاد بأن الحوثيين شنوا الهجوم.
 
  1. لم يكن القتال دائرا عندما وقع الهجوم. من المحتمل أن تكون مواقع القوات المسلحة اليمنية والجماعات التابعة لها والواقعة على بعد 300 م اترا من المنزل هي المستهدفة. ومع ذلك، كان لا ب ّد للحوثيين أن يفهموا أن استخدام هذه الأسلحة غير الدقيقة في هكذا منطقة سكنية تضم العديد من المنازل المدنية سيؤدي على الأرجح إلى إلحاق ضرر بالمدنيين. إن قرار استخدام مثل هذا السلاح غير الدقيق في مكان يسكنه مدنيون يعكس فشالا في مراعاة أرواح المدنيين وممتلكاتهم في المنطقة. ويثير الهجوم أي اضا مخاوف بشأن قرار القوات الموالية للحكومة باحتلال مدرسة تقع بالقرب من المنازل المدنيةكقاعدة لعملياتها.
 

(تم حجب تفاصيل الموقع والتاريخ لأسباب تتعلق بالحماية)

 
  1. في حوالي الساعة التاسعة صبا احا، سقطت قذائف الهاون على نقطة لتوزيع المياه. وكانت نقطة توزيع المياه جزءاا من مشروع خيري يوفر المياه للقرية. كان يتألف من خزان مياه سعة 2000 لتر يمكن للقرويين نهل المياه منه. في وقت وقوع الحادث، كان يتواجد طابور من الناس الذين ينهلون المياه عندما سقطت قذيفة هاون بجوار الخزان. دّمرت الجدار المجاور للخزان وأصابت الشظايا منكانوا ينهلون المياه. قُتل صبيّان في الهجوم. المستشفى الأول الذي نُقل إليه أحد الصبيين لم يستطع علاجه بسبب نقص القدرات. كما أصيب رجل بالغ وفتاتان وصبي، أحدهم في حالة خطيرة. كانت القرية تحت سيطرة القوات المسلحة اليمنية والجماعات التابعة لها التي سيطرت على مدرسة تقع على بعد حوالي 150 مترا من الحادث. وذكر معظم الشهود أن الحوثيين كانوا مسؤولين عن هذا الهجوم استناداً إلى الاتجاه الذي جاء منه.
 
  1. لم يكن القتال دائرا في وقت الهجوم. من المحتمل أن يكون موقع عسكري تابع للقوات المسلحة اليمنية والجماعات التابعة لها في مدرسة بالقرب من نقطة توزيع المياه هو المستهدف. غير أ ّن المنطقة التي تم ضربها هي منطقة سكنية تحيط بها ع ّدة منازل، وهو أمر كان لا ب ّد للحوثيين من أخذه في الاعتبار عند اختيار الوسائل وتوقيت الهجوم. مرة أخرى، يثير الهجوم أي اضا مخاوف بشأن قرار القوات الموالية للحكومة باحتلال مدرسة تقع بالقرب من منازل مدنية ومن نقطة توزيع للمياه كقاعدة لعملياتها.
 

5 أكتوبر 2018، بني جابر، الخوخة

 
  1. في 5 تشرين الأول/ أكتوبر 2018، في حوالي الساعة الحادية عشرة والنصف ظهرا، سقطت قذيفة هاون في مخيم للنازحين في بني جابر، في الخوخة. كان المعسكر يعمل منذ حزيران/ يونيو 2018. وكانت المنطقة تحت سيطرة الحكومة وقت وقوع الحادث. وكان المخيم الذي يديره مركز الملك سلمان يستضيف حوالي مائة نازح. أحد المباني الذي ش ّكل قاعدة للقوات المسلحة اليمنية والجماعات التابعة لها كان على بعد حوالي 70 م اترا إلى جنوب المخيم الذي يبعد حوالي كيلومتر واحد إلى الشرق عن مخيم أبي موسى الأشعري العسكري. 843 سقطت قذيفة هاون أخرى في مزرعة بالقرب من مخيم النازحين. وسقطت القذيفة الثانية داخل المخيم، مما أسفر عن مقتل امرأة وإصابة سبعة أشخاص آخرين (رجل وفتاة وخمسة صبيان)، وإلحاق أضرار بخزان المياه. جاء القصف من الشمال الشرقي حيث تمركز الحوثيون.
 
  1. إستنادا إلى الأدلة المتاحة، وجد فريق الخبراء أن الحوثيين هم الذين أطلقوا قذائف الهاون في هذه الحادثة. ولم يكن القتال دائرا في وقت الهجوم. من المحتمل أن تكون المواقع العسكرية للقوات المسلحة اليمنية والجماعات التابعة لها هي المستهدفة. غير أنه كان على الحوثيين أن يأخذوا في الاعتبار قرب الهدف العسكري من معسكر النازحين عند اختيار سلاحهم. ويثير هذا الحادث مخاوف بشأن الإشتراك في المواقع بين قاعدة عسكرية ومخيم للنازحين.

الانتهاكات

  1. إّن مبدأ التمييز يحظّر الهجمات العشوائية، أي الهجمات التي تصيب بطبيعتها الأهداف العسكرية والمدنيين أو المواقع المدنية بشكل عشوائي .844 وتشّكل الهجمات العشوائية على سبيل المثال هجمات تستخدم طريقة أو وسيلة للقتال لا يمكن توجيهها نحو هدف عسكري محدد .845 ومن أجل تفعيل مبدأ التمييز، يجب على أطراف النزاع أي اضا اتخاذ احتياطات ضد أثر الهجمات. وعليه، يتعّين عليهم بقدر الإمكان تجنب تحديد الأهداف العسكرية داخل المناطق المكتظة بالسكان أو بالقرب منها.
 
  1. حقق فريق الخبراء في ست حالات ذكرت ساباقا استخدم فيها الحوثيون أسلحة نيران غير مباشرة ذات أثر واسع النطاق، وأطلقوا قذائف قتلت وجرحت رجالاا ونساء وأطفالاا من المدنيين. وفي حين أ ّن أحد الحوادث قد وقع أثناء قتال عنيف ومباشر، وقعت جميع الحوادث الأخرى التي تم التحقيق فيها عندما لم يكن القتال نشطا. وأثارت هذه الهجمات مخاوف بشأن توقيت الضربات واختيار الأسلحة، وإذا جرى تنفيذها بطريقة تحّد من إلحاق الأذى بالمدنيين وفاقا لمبدأ الاحتياطات في الهجوم. بالإضافة إلى ذلك، وفي خمس من الحالات الست، أّدى القصف الحوثي الى إصابة مناطق مدنية مأهولة بالسكان، وبعضها مكتظ بالسكان. وفي أربعة حوادث، حدد فريق الخبراء هدفاا عسكريا محتمالاكان على الأرجح هدفاا لهجوم على مقربة من مكان سقوط القذائف. لكن في هذه الحوادث تعّرض مخيم للنازحين ونقطة لتوزيع المياه ومنازل مدنية للقصف. إن الطبيعة غير الدقيقة للسلاح الذي تم اختياره والمناطق المدنية التي أطلقت فيها جعلت الهجمات عشوائية، في انتهاك لمبدأ التمييز. وفي الحادثة الوحيدة التي وقعت أثناء سير القتال، وجد الفريق أن الحوثيين فشلوا أي اضا في اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية المدنيين خلال حالة قتال نشطة، حيث أطلقوا قذيفة باتجاه مجموعة من كبار السن الذين كانوا يحاولون الفرار من المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، قد يثير قصف نقطة لنهل المياه مخاوف بشأن حظر الهجمات على الأشياء الضرورية لبقاء المدنيين على قيد الحياة.
  1. علاوة على ذلك، موقع القواعد العسكرية الخاصة بالقوات المسلحة اليمنية والجماعات التابعة لها في المناطق السكنية المأهولة بالسكان المدنيين، في المدرسة، أو بالقرب من مخيمات النازحين يثير مخاوف خطيرة حيث مواقع الاهداف العسكرية في المناطق المدنية، مما لا يسمح بالتمييز بين الأهداف المدنية والعسكرية، ويعّزز من خطر إلحاق الأذى بالمدنيين والأشياء المدنية، ويش ّكل انتهاكا لواجب اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة من آثار الهجمات.
  1. النسبة الى القضايا التي تم التحقيق فيها في الحديدة، لدى فريق الخبراء أسباب معقولة للاعتقاد بأن الحوثيين كانوا مسؤولين عن الهجمات التي تستخدم أسلحة نارية غير مباشرة واسعة النطاق وعشوائية والتي أدت إلى هجمات عشوائية تنتهك مبدأ التمييز. وقد يؤدي شن هجوم عشوائي أدى إلى مقتل أو إصابة مدنيين إلى مسؤولية جنائية عن جريمة الحرب 847. مع هذا النوع من الهجمات يكون الحوثيون قد انتهكوا واجب اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لحماية المدنيين. كما أن الحكومة اليمنية والجماعات التابعة لها، لدى وضع أهداف عسكرية داخل المناطق المأهولة بالسكان أو بالقرب منها، انتهكت القانون الدولي الإنساني أيضا عبر فشلها في اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لحماية المدنيين من آثار الهجمات.

جـ) القصف من جانب القوات المسلحة اليمنية والجماعات المسلحة المدعومة من الإمارات العربية المتحدة

 

29 تموز/ يوليو 2018 - قرية محوى الخليف، مديرية التحيتا

 
  1. في 29 يوليو / تموز، في حوالي الساعة العاشرة والنصف صبا احا، سقطت قذيفة هاون بالقرب من منزل في قرية محوى الخليف الصغيرة، في مديرية التحيتا 848. وأّدت الشظايا الى مقتل رجل وإصابة خمس فتيات ك ّن يلعبن خارج المنزل. وذكر شهود عيان أن قذيفة هاون أتت من الغرب، من ناحية محافظة التحيتا التي تسيطر عليها الحكومة. بينما لم يكن من هدف واضح لهذا الهجوم، ذكر الشهود أن القرية كانت تحت سيطرة الحوثيين وأنهم كانوا يقودون الدراجات النارية في جميع أنحاء القرية.
 
  1. لم يكن القتال دائرا وقت الهجوم، ولم يستطع فريق الخبراء تحديد هدف واضح مقصود لهذا الهجوم. وحتى لو كان من هدف عسكري في المنطقة، من البديهي أن إطلاق أسلحة نارية غير مباشرة واسعة النطاق على منطقة مأهولة بالسكان المدنيين من شأنه أن يضّر المدنيين. ويظهر من قرار استخدام مثل هذا السلاح غير الدقيق في مكان يسكنه مدنيون فشل في مراعاة أرواح المدنيين وممتلكاتهم في المنطقة.
 

(تم حجب تفاصيل الموقع والتاريخ لأسباب تتعلق بالحماية) الدريهمي

 
  1. في مديرية الدريهمي، تكثف الهجوم الذي شنته القوات المسلحة اليمنية والجماعات المسلحة التابعة لها والمدعومة من الإمارات العربية المتحدة على المنطقة باتجاه مواقع الحوثيين في الشرق. وذكر شهود أن قدراكبيرا من القصف أتى من الغرب، حيث تواجدت القوات المسلحة اليمنية والجماعات المسلحة التابعة لها المدعومة من دولة الإمارات العربية المتحدة، في منطقة تسمى النخيلة849 ، بينما قصفت الغارات الجوية الشوارع والسيارات. في حوالي الساعة الثانية عشرة والنصف ظهرا، أصابت قذيفة قادمة من الغرب منزلاا في الجانب الشرقي من القرية. كانت عائلة مختبئة في نفس الغرفة لساعات. دخل المقذوف من أحد الجدران وخرج من آخر، تاركا ثقوبا في الجدران والركام خلفه وتسبّب في انهيار جزء من السقف. أسفر الهجوم عن إصابة صاحب المنزل ووالدته وزوجته وأبنائه الثلاثة، بما في ذلك طفل عمره عشرة أيام وطفل عمره تسعة أشهر. لم تتمكن الأسرة من الفرار في يوم الهجوم بسبب استمرار القتال. لا يزال جميع أفراد الأسرة النازحين حاليا يعانون من إصاباتهم، بينهم طفل يعاني من مشاكل في التنفس، ولا يزال جميع البالغين يعانون من مشاكل صحية بس عدم القدرة على دفع تكاليف الرعاية الطبية المطلوبة.
 
  1. بناءا على الأدلة المتوفرة، لدى فريق الخبراء أسباب معقولة للاعتقاد بأن القذائف التي أطلقت في هذا الحادث أطلقتها القوات المسلحة اليمنية والجماعات المسلحة التابعة لها والمدعومة من الإمارات العربية المتحدة. كان المنزل في منطقة مأهولة بالسكان المدنيين. ويبدو أن القصف نُفذ خلال قتال عنيف بين القوتين اللتين كانتا تطلقان النار على بعضهما البعض من الجانبين المقابلين للقرية. حسب المعلومات المتوفرة، يبدو أن القذيفة التي أصابت المنزل هي واحدة بين قذائف كثيرة سقطت على القرية في ذلك اليوم. وبالنظر إلى الاتجاه الذي جاءت منه القذيفة وموقع اطراف النزاع، وجد فريق الخبراء أسباابا معقولة للاعتقاد بأن القذيفة التي ضربت المنزل وتسبّبت في وقوع إصابات أطلقها أفراد يقاتلون لصالح القوات المسلحة اليمنية والجماعات المسلحة المدعومة من الإمارات العربية المتحدة. أظهر استخدام هذه الأسلحة خلال معركة في منطقة مأهولة بالسكان المدنيين فشالا في مراعاة حياة المدنيين وسلامتهم.

(تم حجب تفاصيل الموقع والتاريخ لأسباب تتعلق بالحماية) الدريهمي، مديرية الدريهمي

  1. في أحد أيام شهر آب/ أغسطس 2018، حوالي الساعة الثانية عشرة ظهرا، في مديرية الدريهمي، أصابت قذائف الهاون منزلين مدنيين، مما أسفر عن مقتل ستة مدنيين، بينهم ثلاثة ذكور بالغين وثلاثة أطفال (صبيّان وفتاة واحدة) وإصابة ثلاثة مدنيين، رجل وفتاتان. ينتمي جميع الضحايا إلى العائلة نفسها. في وقت وقوع الحادث، كانت القوات الموالية للحكومة تنفذ هجواما على المدينة من الجانب الغربي. كانت المنازل المتضررة الواقعة في الجانب الجنوبي الغربي من المدينة في وسط تبادل إطلاق النار. ولاحظ شهود وجود قنّاصة حوثيين بالقرب من المنزل. وذكر بعض الشهود أن القذائف جاءت من الغرب حيث تمركزت القوات المسلحة اليمنية والجماعات المسلحة التابعة لها والمدعومة من الإمارات. نزحت العائلات بعد الهجوم، وتم نقل الفتاتين المصابتين إلى مستشفيات خارج المدينة.
 
  1. كانت المنازل التي تعّرضت للقصف في منطقة مأهولة بالسكان المدنيين. ويبدو أن القصف قد حدث في سياق القتال بين القوتين اللتين كانتا تطلقان النار على بعضهما البعض من جانبي القرية. أما القذيفة التي أصابت المنزل المدني فهي واحدة بين قذائف كثيرة سقطت على القرية في ذلك اليوم. بالنظر إلى الاتجاه الذي جاءت منه القذيفة وموقع اطراف النزاع، لدى فريق الخبراء أسباب معقولة للاعتقاد بأن القذائف التي أصابت المنازل المدنية وتسببت في وقوع إصابات أطلقها أفراد يقاتلون لصالح القوات المسلحة اليمنية والجماعات المسلّحة الموالية لها والمدعومة من الإمارات العربية المتحدة. يظهر من استخدام هذه الأسلحة خلال معركة في منطقة مأهولة بالسكان فشلا في مراعاة حياة المدنيين وسلامتهم.

(تم حجب تفاصيل الموقع والتاريخ لأسباب تتعلق بالحماية)، مدينة الحديدة 

  1. في العام 2018، سقطت قذيفة بجانب مدرسة ومسجد في مدينة الحديدة. كانت ثلاث فتيات يمشين في المنطقة، وجميعهن قُتلن على الفور و ُجرح رجلين بالغين. لم يكن القتال دائرا في وقت وقوع الحادث، والمنطقة التي وقعت فيها منطقة مدنية مكتظة بالسكان. أصيب اثنان من الذكور البالغين. جاءت القذيفة من الجنوب حيث تمركزت القوات المسلحة اليمنية والجماعات المسلحة التابعة لها والمدعومة من الإمارات. لم يتمكن فريق الخبراء من تحديد أي هدف عسكري واضح في المنطقة. إلا أّن القذيفة سقطت في منطقة سكنية تضّم العديد من المنازل والمباني المدنية. إن موقع الهجوم وتوقيته يثيران مخاوف خطيرة بشأن الاحتياطات المتخذة لحماية المدنيين، حيث من البديهي وجود مدنيين في الشوارع وقت وقوع الحادث.

الانتهاكات

  1. إّن مبدأ التمييز يحظّر الهجمات العشوائية، أي الهجمات التي تضرب بطبيعتها الأهداف العسكرية والمدنيين أو المواقع المدنية بدون تمييز 851. الهجمات العشوائية، على سبيل المثال، هي هجمات تستخدم طريقة أو وسيلة قتالية لا يمكن توجيهها نحو هدف عسكري محدد 852. من أجل تفعيل مبدأ التمييز، يجب على أطراف النزاع أي اضا اتخاذ احتياطات من أثر الهجمات. وعليه، يجب أن تتجنّب قدر الإمكان وضع الأهداف العسكرية داخل المناطق المكتظة

بالسكان أو بالقرب منها..

 
  1. حقق فريق الخبراء في ثلاث حالات مذكورة ساباقا وجد فيها أسباابا معقولة للاعتقاد بأن القوات المسلحة اليمنية والجماعات المسلحة التابعة لها والمدعومة من الإمارات العربية المتحدة قد أطلقت قذائف قتلت وجرحت رجالاا ونساء وأطفالاا مدنيين وألحقت أضرارا بالممتلكات المدنية. وقع حادثا قصف في سياق قتال عنيف ومباشر حيثكانت القوات تنّفذ هجوما للتقّدم. يثير هذان الحادثان مخاوف نتيجة قيام القوات المسلحة اليمنية والجماعات المسلحة التابعة لها والمدعومة من الإمارات العربية المتحدة باستخدام الأسلحة بطريقة عشوائية في المناطق المكتظة بالسكان للتم ّكن من التقّدم فيما تؤّمن الغطاء للقوات. وقع الحادث الثالث عندما لم يكن القتال دائرا. في هذه الحالة، أصاب القذائف منطقة مدنية مكتظة بالسكان كانت هادئة نسبيا وقت الهجوم. بالإضافة إلى استخدام الأسلحة العشوائية في المناطق المدنية، في انتهاك لمبدأ التمييز، تزداد المخاوف بشأن توقيت الهجوم مع التساؤل إذا اتخذت جميع الاحتياطات الممكنة لحماية السكان المدنيين من أثرالهجمات.
  1. في الحالات المف ّصلة أعلاه، وجد فريق الخبراء أسباابا معقولة للاعتقاد بأن القوات المسلحة اليمنية والجماعات المسلحة التابعة لها والمدعومة من الإمارات العربية المتحدة كانت مسؤولة عن القصف العشوائي، منتهكة بذلك مبدأ التمييز، وفشلت في اتخاذ جميع الاحتياطات الضرورية والممكنة لحماية المدنيين. وقد تؤدي هذه الأعمال إلى مسؤولية جنائية فردية عن جريمة الحرب المتمثلة في شن هجوم عشوائي أسفر عن مقتل أو إصابة مدنيين.

د) القصف من جانب جناة غير محددين، 2 آب/ أغسطس 2018، مديرية الحوك، الحديدة.

 

  1. في حوالي الساعة الرابعة مساءا، سقطت ثلاث قذائف هاون على سوق السمك الرئيسي في الحوك، محافظة الحديدة. بعد ذلك بوقت قصير، انفجرت قذيفتان عند مدخل مستشفى الثورة، وثالثة أصابت سطح غرفة سجلات المستشفى. وأصيبت سيارتا إسعاف في الجولة الثانية من قذائف الهاون. في المجموع، أسفر الهجوم عن مقتل 41 مدنيا على الأقل، بينهم ستة أطفال وأربع نساء، وجرح 111 آخرين، بينهم 19 طفلاا وثلاث نساء.
  1. لم يستطع فريق الخبراء أن يحدد بشكل قاطع الهدف المقصود للهجوم. إلا أنه تلقى معلومات غير مؤكدة مفادها أن الحوثيين قد أنشأوا موقعا عسكريا بالقرب من سوق صيد السمك يحتوي على قطع مدفعية "هاوتزر" موجهة نحو الساحل.
  1. بّين تحليل الحفر التي خلّفها القصف في الشارع بالقرب من المستشفى أن الأسلحة أطلقت من الجنوب. وبما أن قذائف الهاون التي سقطت في المنطقة القريبة من المستشفى جاءت من الجنوب، ونظارا لوجود موقع عسكري للحوثيين في المنطقة التي سقطت فيها القذائف، يرى فريق الخبراء أن قذائف الهاون قد جاءت على الأرجح من المطار حيث تمركزت القوات المسلحة اليمنية والجماعات التابعة لها والمدعومة من الإمارات العربية المتحدة.
 
  1. يبدو أن السلاح المستخدم هو من نوع الهاون 120 ملم. تمتلك كل من القوات المسلحة اليمنية والجماعات التابعة لها المدعومة من الإمارات العربية المتحدة ومقاتلي الحوثي قذائف من نوع الهاون 120 ملم في ترساناتها. لكن القذائف التي تظهر في الصور المتاحة هي من نوع ذخيرة Rheinmetall Denel Munition التي تتوفر بشكل أساسي لدى التحالف. لكن على الأرجح استولى عليها الحوثيون من قوات التحالف أو ابتاعوها من السوق السوداء في اليمن. لم تتم رؤية قذيفة الهاون التي سقطت داخل المستشفى. وتشير تقارير ثانوية إلى أن الحوثيين قد سحبوا المقذوفات من المكان. ألقى الحوثيون اللوم على التحالف في هذا الهجوم، معلنين في البداية أنها كانت غارة جوية. والتحالف ألقى اللوم على الحوثيين.
 
  1. استنادا إلى الأدلّة المتاحة، لدى فريق الخبراء أسباب معقولة للاعتقاد بأن استخدام هذه الأسلحة في منطقة مكتظة بالسكان يُعّد بمثابة هجوم عشوائي ينتهك مبدأ التمييز المنصوص عليه في القانون الإنساني الدولي، بصرف النظر عما إذا كان من هدف عسكري في المنطقة أم لا. ومن المرجح أن يكون ك ّل من المستشفى وسوق السمك، بالإضافة إلى العدد الكبير من المدنيين المعروف بوجودهم في تلك المنطقة، قد أصيبوا في الهجوم على المنطقة واستخدام أسلحة من هذا النوع.كما يُفترض بالطرف المسلّح الذي نّفذ هذا الهجوم أن يعرف تماما قطر التأثير المتوقع من هذا السلاح في شوارع مزدحمة أو في سوق للسمك، وأن العديد من المدنيين سيتعّرضون للقتل أو للإصابة. بالإضافة إلى ذلك، تتمتع المستشفيات بحماية خاصة بموجب القانون الدولي الإنساني ويجب احترامها وحمايتها في جميع الظروف.
 

هـ) احتلال المستشفيات والاعتداء عليها

 

سيطرة الحوثيين على مستشفى 22 مايو وتضرّره

 
  1. تم افتتاح مستشفى 22 أيار/ مايو856 في الأول من أيلول/ سبتمبر 2010 في مدينة الحديدة. كان يق ّدم الخدمات للمحافظات الأخرى، بما فيها ح ّجة، ريمه، تعز، عدن والمحويت. كان مستشفى خاصا يضم 110 سريرا وثلاث غرف عمليات، وتسع وحدات للعناية المركزة، وخمس وحدات للعناية التاجية، وأجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي، ودوبلر، وجهاز الموجات فوق الصوتية. وحتى حزيران/ يونيو 2018، كان المستشفى يعمل بشكل طبيعي. خلال سيطرة مقاتلي الحوثي- صالح على الحديدة، واصل أعماله.
 
  1. في 4 تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، قام الحوثيون بوضع رجل مسلح في الجزء العلوي من المستشفى. في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر، استولى عدد كبير من الحوثيين على المستشفى. وبدأ الحوثيون استخدام المنشأة وإطلاق النار من سطحها. بعد سيطرة الحوثيين، أصبح المستشفى هدفاا للقوات المسلحة اليمنية وللجماعات المسلحة التابعة لها والمدعومة من الإمارات. في 6 تشرين الثاني/ نوفمبر، في حوالي الساعة العاشرة والنصف ليلاا، طلب الحوثيون من الموظفين إخلاء المستشفى. فتّم نقل عشرة مرضى في العناية المركزة إلى صنعاء. أما المرضى المتبقون، ذهبوا إلى المنزل

إذكان وضعهم أقل خطورة.

 
  1. في 7 تشرين الثاني /نوفمبر 2018، بينما كانت القوات الموالية للحكومة على وشك السيطرة على المنطقة التي يقع فيها المستشفى، أشعل الحوثيون النار في ثلاث غرف عمليات في المستشفى. ثم دخلوا المختبر ودمروا جميع الآلات عبر إطلاق النار عليها. في وقت لاحق، دّمروا الطابق السادس بأكمله وُدّمرت جميع السجلات أيضا. حرق الغرف وإطلاق النار مس ّجل على كاميرات CCTV أو الدوائر التلفزيونية المغلقة 857. وفاقا لمصادر محلية، سيطرت القوات المسلحة اليمنية والجماعات التابعة لها على المستشفى مساء يوم 8 تشرين الثاني/ نوفمبر 2018.

الانتهاكات

  1. وفاقا للقانون الدولي الإنساني، يجب احترام الوحدات الطبية وحمايتها في جميع الأوقات وفي جميع الظروف، ولا ينبغي أن تكون موضع هجوم. تفقد الوحدات الطبية الحماية إذا تم استخدامها لارتكاب أعمال عدائية 858. بناءا على الأدلة التي تم جمعها ومراجعتها، وجد فريق الخبراء أسباابا معقولة للاعتقاد بأن الحوثيين احتلوا مستشفى 22 مايو وألحقوا به أضراارا بالغة، وأن المستشفىكان لا يزال تحت حماية القانون الدولي الإنساني لدى احتلال الحوثيين له. وهذا يرقى إلى انتهاك واضح للقانون الدولي الإنساني .

و) الاعتداء على الممتلكات الثقافية والتراث

 

  1. الحديدة موطن لأماكن وأشياء مهمة لها قيمة ثقافية لليمن وللعالم. على وجه الخصوص،

مدينة زبيد القديمة، عاصمة اليمن بين القرن الثالث عشر والقرن الخامس عشر، التي لعبت دورا ا

مهاما في العالم العربي والإسلامي لعدة قرون بسبب جامعتها الإسلامية. أُدرجت زبيد، أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، على قائمة اليونسكو للتراث العالمي المعّرض للخطر في عام 2000 .859 وفاقا لليونسكو، إحدى المشاكل الأساسية الناشئة هي أن ارتفاع الأسعار ونقص مواد البناء التقليدية قد أدى إلى استخدام مواد بناء غير مناسبة في زبيد. وتحتاج غالبية المباني التقليدية في المدينة القديمة في زبيد إلى تدخلات عاجلة للصيانة والترميم وإعادة التأهيل860 ، وقد تفاقم الوضع بسبب النزاع. راقب فريق الخبراء وضع زبيد أثناء النزاع. على الرغم من بعض المعلومات الأولية حول الأضرار التي لحقت بالمباني داخل المدينة القديمة في زبيد، لم يظهر دليل قاطع على أن الهجمات على تلك المباني أتتكنتيجة مباشرة للقتال.

 
  1. ولّد النزاع ظروفا لسوء إدارة الممتلكات الثقافية في زبيد. تلقى فريق الخبراء تقارير تفيد بأن مجموعة تزيد عن ألف مخطوطة اختفت من متحف زبيد. لدى صياغة التقرير، لم تكن المخطوطات محفوظة داخل المتحف، مما يثير المخاوف بشأن حمايتها وصيانتها .

تدمير مسجد الفازة

  1. وفاقا لليونسكو 863، يعود المبنى الأصلي لمسجد الفازة إلى القرن السابع واستمرت باستخدامه المجتمعات المحلية، من خلال الإصلاحات المتعاقبة، حتى يومنا هذا. كان مكر اسا للباحث أحمد الفاز وكان لا يزال موقاعا للحج الصوفي .
  1. تظهر صور الأقمار الصناعية التي تم التقاطها في 6 أيار/ مايو 2018 بعض الأضرار في الركن الجنوبي الشرقي من المبنى. وتو ّضح الصورة التي تم التقاطها في 4 تشرين الثاني/ نوفمبر 2018 أنه بحلول ذلك الوقت كان قد تمّ تدمير المسجد فعلاا بالكامل.
  1. منذ الأسبوع الثاني من أيار/ مايو 2018، تحّولت المنطقة التي يقع فيها المسجد الى ساحة معارك نشطة، مع تحّرك لواء العمالقة والمقاومة التهامية باتجاهه لإزاحة الحوثيين. تلقت هذه القوات الدعم من الإماراتيين 864. بحلول أواخر أيار/ مايو 2018، كانت القوات المدعومة من الإمارات العربية المتحدة قد سيطرت على المنطقة 865. بعد بدء الهجوم على مدينة الحديدة (منتصف حزيران/ يونيو)، حاول الحوثيون شن هجوم مضاد في الفازة واستؤنفت معارك كبيرة في المنطقة. على الرغم من حدوث بعض التغيير في الخطوط الأمامية، بقيت المناطق الساحلية تحت سيطرة القوات

الموالية للحكومة.

  1. وفاقا لمدير الهيئة العامة للآثار والمتاحف، قامت "جماعات سلفية" بتدمير المسجد في 22 تشرين الأول/ أكتوبر 867.201٨وأكد فريق الخبراء أن المنطقة كانت تحت سيطرة ألوية العمالقة وقت تدمير المسجد.
 
  1. على الرغم من أنه لم يتم التحّقق حتى الآن من الظروف الدقيقة لتدمير المسجد والضريح، وجد فريق الخبراء أسباابا معقولة للاعتقاد بأن لواء العمالقة دّمر الموقع عندماكان يسيطر بالكامل على المنطقة التي يقع فيها المسجد. وتوصلت اللجنة الوطنية للتحقيق التي زارت المنطقة وقابلت الشهود إلى النتيجة نفسها. وذكرت عدة مصادر أن "عناصر سلفية في لواء العمالقة" هي التي دمرت المسجد، معتبرة أن بعض العناصر المتطرفة ترى في المسجد الصوفي والضريح الموجود فيه موقعا مؤيدا للوثنية. أعرب جميع المصادر من سكان المنطقة الذين تحدثوا إلى فريق الخبراء عن خيبة أملهم والرعب الذي شعروا به جراء تدمير معلم محلي هام كهذا.

الانتهاكات

  1. وجد فريق الخبراء أسبابا معقولة للاعتقاد بأن عناصر من ألوية العمالقة التي كانت تسيطر على المنطقة في الفترة التي تم فيها تدمير المسجد قد دّمروا مسجد الفازة. وفاقا للقانون الدولي الإنساني ، يجب على أطراف النزاع احترام الممتلكات الثقافية. وتنص هذه القاعدة أيضاً على أن الممتلكات ذات الأهمية الكبرى للتراث الثقافي لا يمكن أن تكون هدفاا للهجوم ما لم تستلزم الضرورة العسكرية ذلك 869. في هذه الحالة، بدلاا من حماية المسجد، قامت ألوية العمالقة بتدميره بغياب أي ضرورة عسكرية واضحة. يرقى هذا الفعل الى انتهاك للقانون الإنساني الدولي. كما أنه ينتهك اتفاقية لاهاي لعام 1954 بشأن الملكية الثقافية، واليمن طرف فيها، والتي تحمي بشكل خاص الملكية المنقولة أو غير المنقولة ذات الأهمية الكبرى للتراث الثقافي للشعوب، في حال نشوب نزاعات مسلحة، بما فيها النزاعات غير الدولية870.قد يؤدي توجيه الهجمات المتعمدة ضد المباني المخصصة للدين أو التعليم أو الفن أو العلم أو الأغراض الخيرية أو المعالم التاريخية إلى المسؤولية الجنائية الفردية عن جرائم الحرب.

ز) الألغام الأرضية

 

"زرع الحوثيون الألغام في كل مكان وبشكل عشوائي وليس ما يشير إلى مكانها ونناشد الأمم المتحدة أن توقف هذا النزاع وأن تزيل هذه الألغام حتى نتمكن من العيش بأمان والحؤول دون معاناة عائلات أخرى مثلما عانت عائلتنا نتيجة فقدان ابننا."

والد أحد ضحايا الألغام الأرضية، الحديدة

 
  1. أدى استخدام الحوثيين للألغام الأرضية على طول الساحل الغربي لليمن منذ منتصف عام 2017 إلى مقتل وجرح المئات من المدنيين ومنع مجموعات الإغاثة من الوصول إلى المجتمعات الضعيفة. فقد زرع الحوثيون الألغام الأرضية في معظم مديريات الحديدة. وس ّجلت مديريتا الدريهمي والتحيتا أكبر عدد من الوفيات المبلغ عنها نتيجة الألغام الأرضية في عام 2018. ونظر فريق الخبراء في 23 حاداثا تسبّب في مقتل سبعة رجال مدنيين وسبعة أطفال وإصابة 15 بالغاا من الذكور، وثلاث إناث بالغات و18 طفلاا . في ما يلي الحوادث التي حقق فيها فريق الخبراء:

الأول من آب/ أغسطس 2018، منطقة السويق، مديرية التحيتا

 

  1. في الأول من آب/ أغسطس 2018، في منطقة السويق، في مديرية التحيتا بمحافظة الحديدة، أسفر انفجار لغم أرضي مضاد للمركبات عن مقتل صبي يبلغ من العمر 14 عااما وإصابة صبي يبلغ من العمر 17 عااما كانوا يسافرون في حافلة. كانوا قد فّروا مع أسرهم من التحيتا إلى المنصورية للاحتماء من القتال. انفجر اللغم الأرضي بعد وقت قصير من مرور الحافلة عبر نقطة تفتيش للحوثيين عندما كانت الحافلة لا تزال على الطريق الرئيسي 873. بعد انفجار اللغم الأرضي، مّر أحد الحوثيين بدون مساعدة الضحايا. تم بتر ساق الفتى المصاب.

 

مديرية الحالي، (تم حجب تفاصيل الموقع والتاريخ لأسباب تتعلق بالحماية)

 

  1. أدى انفجار لغم أرضي مضاد للأفراد إلى مقتل شاب يبلغ من العمر 23 عااما أثناء قيامه بتفتيش منزله ومزرعته الذين أصيبا في وقت سابق بغارة جوية استهدفت أسلحة الحوثيين المخّزنة في المزرعة بعد أن غادرت العائلة المنزل قبل بضعة أشهر بسبب القتال. في يوم الحادث، ذهب الضحية إلى منزله لأخذ بعض الأمتعة له ولزوجته. عند وصوله إلى المنزل، داس على لغم أرضي بالقرب من الباب الأمامي. في حادثة منفصلة، في 4 شباط/ فبراير 2019 ، في مديرية الحالي أي اضا، قُتل ثلاثة أطفال بسبب انفجار لغم أرضي. كان الأطفال الثلاثة يركبون دراجة نارية في طريق عودتهم من البحر إلى منازلهم عندما اصطدموا بلغم أرضي انفجر فيهم.
 

الدريهمي، (تم حجب تفاصيل الموقع والتاريخ لأسباب تتعلق بالحماية)

  1. قُتل طفلان عندما داس أحدهما على لغم أرضي مضاد للأفراد. كان الطفلان عائدين إلى المنزل بعد العمل في الحقل. وفقا للمصادر المحلية، لا تزال المنطقة ملّوثة بالألغام، وأكثر من أربعة آلاف أسرة تعيش حاليا تحت تهديد انفجار الألغام الأرضية.875 في حادثة منفصلة، ، (تم حجب تفاصيل الموقع والتاريخ لأسباب تتعلق بالحماية)، أيضا في الدريهمي، أصيب مدني يبلغ من العمر19 عااما بعد أن داست حافلة صغيرةكان يستقلها مع والدته على لغم أرضي.

الإنتهاكات

  1. لا يحظر القانون الإنساني الدولي العرفي استخدام الألغام الأرضية، إنما يفرض قيوادا على استخدامها. وعليه، يجب أن يتوّخى أطراف النزاع الحذر الشديد لتقليل الآثار العشوائية للألغام الأرضية.
  1. في أيار / مايو 2019، أكدت سلطات الأمر الواقع لفريق الخبراء أن الحوثيين استخدموا الألغام المضادة للمركبات، لكنهم أنكروا استخدام الألغام المضادة للأفراد، مشيرين إلى واجباتهم بموجب القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك اتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد التي صادق عليها اليمن.
  1. لدى فريق الخبراء أسباب معقولة للاعتقاد بأن الحوثيين استخدموا الألغام الأرضية المضادة للأفراد والمركبات في الحديدة في انتهاك للقانون الدولي الإنساني. على ضوء الطريقة التي تم بها زرع الألغام في مواقع غير محددة يرتادها المدنيون، مع غياب التحذيرات، انتهك الحوثيون واجب الح ّد من الآثار العشوائية للألغام الأرضية بموجب القانون الإنساني الدولي. وعلاوة على ذلك، تحظّر اتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد، واليمن طرفاا فيها، استخدام الألغام المضادة للأفراد، علما أن سلطات الأمر الواقع اعترفت بتطبيق الاتفاقية.

 

  1. حرية التعبير

 

 أ) الحوثيون

 

  1. استخدم الحوثيون ممارسات تشبه "الدولة البوليسية" في الحديدة وذلك لمعاقبة أدنى معارضة لهم. عّبر الشهود المحليون والمصادر الموجودة في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون والتي لديها معلومات عن انتهاكات الحوثيين، بالإجماع تقريباا، عن الخوف من الانتقام عندما اتصل بهم فريق الخبراء. يبدو أنه تمّ احتجاز أفراد لمجرد تعبيرهم عن تحفظات بشأن سياسات الحوثيين أو بسبب نشر مواد على وسائل التواصل الاجتماعي تنتقد الحوثيين . بالإضافة إلى ذلك، استمرت المؤسسات الإعلامية في مواجهة القيود والمضايقات من جانب الحوثيين عند تغطية النزاع.879 علاوة على ذلك، تعّرض المدافعون عن حقوق الإنسان، بما في ذلك المنظمات غير الحكومية البارزة وممثلو الأمم المتحدة لعراقيل كثيرة، بل وتم توقيفهم بسبب قيامهم بعملهم. لأسباب تتعلق بالحماية، لن يقدم فريق الخبراء تفاصيل عن الحالات التي حقق فيها.
 

ب) القوات المسلحة اليمنية والجماعات المسلحة التابعة لها والمدعومة من الإمارات

 
  1. خلال عام 2018 وحتى عام 2019، اتخذت القوات المسلحة اليمنية والجماعات المسلحة التابعة لها والمدعومة من الإمارات العربية المتحدة تدابير لضمان الحد الأدنى من التغطية الصحفية للنزاع من خلال مضايقة ممثلي وسائل الإعلام وعرقلة وصولهم إلى المنطقة 880. على سبيل المثال، أفادت شبكة تلفزيون مقرها عدن بوجود قيود شديدة في أي منطقة خاضعة لسيطرة القوات المدعومة من الإمارات العربية المتحدة في الساحل الغربي. كما تم منع المحطة التلفزيونية من تغطية معركة الحديدة من جانب الحزام الأمني عندما حاولت نشر موظفين مقّرهم عدن على الساحل الغربي. وأُعطي موظفوها أمر المغادرة وإلا واجهوا الاعتقال والاحتجاز.

جـ) الانتهاكات

 

  1. بناءا على الأدلة التي تم جمعها ومراجعتها، وجد فريق الخبراء أسباابا معقولة للاعتقاد بأن سلطات الأمر الواقع والحكومة اليمنية مسؤولة عن القيود الشديدة المفروضة على حرية التعبير في الحديدة، منتهكة بذلك واجباتها في مجال حقوق الإنسان والقابلة للتطبيق على الأراضي الخاضعة لسيطرتها. يجوز تقييد حرية التعبير، لكن فقط وفاقا لما ينص عليه القانون وحسب الضرورة لحماية حقوق وحريات الآخرين، ولحماية الأمن القومي أو السلامة العامة أو النظام العام أو الصحة أو الأخلاق .882 يبدو أن هذه الشروط لم تكن مستوفاة في الحالات التي نظر فيها فريق الخبراء.
 
  1. 5 . الاعتقال التعسفي والاختفاء القسري والتعذيب وسوء المعاملة أ) سلطات الأمر الواقع

 

  1. حقق فريق الخبراء في 17 حالة احتجاز883 من جانب سلطات الأمر الواقع في سياق القتال الدائر في محافظة الحديدة. بالإضافة إلى ذلك، تابع الفريق المعلومات التي تم تلقيها مسباقا عن حالات الاختفاء والتعذيب التي قامت بها سلطات الأمر الواقع في المحافظة.
 
  1. أخذت عمليات الاعتقال في المحافظة خلال القتال أنماطاا عامة موثقة مسباقا في مرافق الاحتجاز التابعة لسلطة الأمر الواقع في الحديدة وفي أجزاء أخرى من البلاد. وقد تفاقم الوضع بسبب الفوضى المرتبطة بنقل المعتقلين من وإلى الحديدة أثناء القتال وتزايد الأسباب التعسفية للاحتجاز، والتي يبدو أنها نابعة من الجهود التي بذلها الحوثيون لتشديد قبضتهم على السكان المدنيين خلال النزاع.
 
  1. إ ّن سمة الاحتجاز السائدة التي اعتمدتها سلطات الأمر الواقع تتعلّق برفض الحوثيين الاعتراف بالحرمان من الحرية أو إخفاء مصير المحتجزين أو أماكن وجودهم، مما يجعلهم خارج نطاق حماية القانون ويجعلهم عرضةا لمزيد من انتهاكات حقوق الإنسان. ومن بين الحالات السبعة عشر التي تم التحقيق فيها، عانى 13 محتجزا من الاختفاء القسري885. حيث رفض الحوثيون الاعتراف باحتجاز أفراد اضطر أقاربهم لدفع رشوة للمسؤولين الحوثيين للحصول على معلومات عن أفراد الأسرة المحتجزين ،886 وهو خيار غير متاح لأولئك الذين لا يملكون سوى موارد قليلة 887. وتتفاقم محنة الأقارب عندما يواجهون عقبات في طريقهم للاستفسار عن أفراد أسرهم المحتجزين. في إحدى الحالات، تم إلقاء القبض على أفراد الأسرة لمدة يوم من جانب الحوثيين الذين هددوهم بالاحتجاز إذا عادوا للاستفسار عن أحد الأفراد المحتجزين.
 
  1. يتمثّل أحد الجوانب الرئيسية لعمليات الاختفاء في وجود شبكة من مرافق الاحتجاز السرية في محافظة الحديدة. وقد تلقى فريق الخبراء تقارير أولية889 حديثة وتقارير موثوقة أخرى 890 عن وجود مرافق احتجاز سرية، تؤكد إلى جانب التقارير التي سبق التحقق منها 891، استمرار هذا الاتجاه. بالنسبة الى فترة حالات الاختفاء، اختفى أربعة من هؤلاء المحتجزين لمدة أقصاها أربعة أشهر 892. في سبع حالات حديثة، كان أفراد الأسرة يجهلون مكان وجود أقاربهم المحتجزين وقت كتابة هذا التقرير.
 
  1. ما زال المحتجزون يعانون من سوء المعاملة والتعذيب أثناء الاحتجاز. في خمس حالات حقق فيها فريق الخبراء، تعّرض المحتجزون للتعذيب أو سوء المعاملة أو شهدوا على عواقب التعذيب على زملائهم المحتجزين894 . وشمل ذلك اللكم والركل والضرب بقضبان معدنية والضرب بالعصي والضرب بالبنادق والجلد بالكابلات الكهربائية والتعليق في الهواء لساعات واقتلاع الأظافر. في إحدى الحالات 895، تلقى الأقارب جثة أحد المحتجزين الذي كان رهن الاحتجاز وعلى جسده علامات تعذيب واضحة. في ثلاث حالات إضافية، تعرض الأفراد الذين أُفرج عنهم قبل معركة الحديدة للتعذيب بطرق مماثلة 896، كما بدا أن وفاة أحدهم مرتبطة بالتعذيب الذي تعّرض له897 . وتشمل المواقع التي أفيد عن حصول تعذيب فيها قلعة في مدينة الحديدة، وجونش (مرفق احتجاز منفصل داخل سجن الحديدة المركزي)، ومركز احتجاز خاص بالأمن السياسي في مدينة الحديدة، ومركز احتجاز في مديرية الضاحي، ودائرة التحقيقات المركزية في مدينة الحديدة ومرفق احتجاز في الزيدية.
 
  1. في معظم الحالات، احتُجز أفراد لأنه يُعتقد أنهم يعارضون السلطات الحوثية في الحديدة. في بعض الأحيان، "المعارضة" بسيطة جدا، كأن يتم التعبير عن التحفظات بشأن سياسات الحوثيين898 ونشر مواد تنتقد الحوثيين على وسائل التواصل الاجتماعي899، والإبلاغ عن انتهاك حقوق الإنسان900 .كما احتجز الحوثيون أقارب أولئك الذين تجرأوا على انتقادهم علانية.
 
  1. يزداد الوضع المأساوي أعلاه سوءا بسبب الغياب شبه التام لأي إجراءات قضائية للمحتجزين. باستثناء حالتين 902، لم يتلق فريق الخبراء معلومات تشير إلى وجود عملية قضائية مرتبطة بالاحتجازات.
   
  1. وجد فريق الخبراء أنه على الأقل بالنسبة لبعض عناصر سلطات الأمر الواقع، أصبح الاحتجاز فرصة لتوليد الدخل. كما هو موضح أعلاه، حصل أفراد على المال عن طريق تقديم معلومات عن مكان وجود المحتجزين إلى أقاربهم اليائسين903. وفي حالة أخرى، طلب أحد المحتجزين من أسرته توفير المال للمشرف على مرفق احتجازه 904. وتلقى فريق الخبراء أي اضا تقارير من محتجزين ذكروا أن محتجزين آخرين أخبروهم أنه يتعين عليهم التخلي عن ممتلكات لهم لضمان الإفراج عنهم 905. وأحد الأمثلة على هذه المشكلة هو اختطاف امرأة في نقطة تفتيش في المحافظة، كما هو

موضح أدناه.

  1. كما انتهكت سلطات الأمر الواقع حقوق النساء المحتجزات. فقد تعرضت امرأة للتعذيب أثناء الاحتجاز على أيدي حراس ذكور 906. وقُبض على امرأة أخرى مع ثلاث فتيات قريبات منها عند نقطة تفتيش أمنية وطُلب منهن دفع فدية لضمان إطلاق سراحها. بعد أن دفع الأقارب المبلغ المطلوب، تم إطلاق سراح الطفلات فقط907. بالنسبة الى تأثير المحتجزين الذكور على قريباتهم، أّدى احتجاز الأقارب الذكور الى وضع العائلات أمام خيارات محدودة للحصول على الدخل .
 

الانتهاكات

 
  1. يحظّر القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني الاختفاء القسري باعتباره انتها اكا لمبدأ حظر الحرمان التعسفي من الحرية وربما حظر التعذيب 908. فالتعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة ممنوع منعا باتاا بموجب كلا القانونين ويرقى إلى جرائم الحرب 909. كما يحظّر القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني الاحتجاز التعسفي910 . وتُعتبر حالات الحرمان من الحرية تعسفية ومخالفة لأحكام القانون الدولي، تحديدا تلك المتعلقة بالحق في محاكمة عادلة أو غيرها من الضمانات الإجرائية، أو بالحريات الأساسية 911. فحرمان شخص من الحق في محاكمة عادلة قد يعتبر جريمة حرب في نزاع غير دولي.
 
  1. من بين 17 حالة احتجاز حقق فيها فريق الخبراء في الحديدة، كان 13 محتجزا ضحية الاختفاءات القسرية،913 حيث رفض الحوثيون الاعتراف بعملية الاحتجاز، أو الكشف للأقارب عن مصير المحتجزين أو مكان وجودهم، أو اشترطوا منح هذه المعلومات مقابل الأموال. وتوجد شبكة من مراكز الاحتجاز السرية التي تدعم عمليات الاختفاء القسري على أيدي الحوثيين. وبالتالي، أصبح المحتجزون خارج حماية القانون وأصبحوا ُعرضة لمزيد من انتهاكات حقوق الإنسان، مثل التعذيب وسوء المعاملة. بالإضافة إلى ذلك، وفي معظم الحالات التي تم التحقيق فيها، لم يحظ المحتجزون بإجراءات قضائية، في انتهاك صارخ للحق في المحاكمة العادلة. في معظم الحالات، يبدو أنه تمّ توقيف المحتجزين كونهم مارسوا حرياتهم الأساسية، وعلى الأخص حرية التعبير. وبالتالي، في جميع هذه الحالات، الحرمان من الحرية تعّسفي.
 
  1. واستنادا إلى الأدلة التي تم جمعها واستعراضها، وجد فريق الخبراء أسبابا معقولة للاعتقاد بأن الحوثيين مسؤولون عن حالات الاختفاء القسري والاحتجاز التعسفي والتعذيب وسوء المعاملة في الحديدة. كذلك، وجد فريق الخبراء أي اضا أسبا ابا معقولة للاعتقاد بأن أفرادا من سلطات الأمر الواقع ارتكبوا أفعاالا قد ترقى الى جرائم حرب، بما في ذلك المعاملة القاسية والتعذيب والاعتداء على الكرامة الشخصية.
 

ب) القوات المسلحة اليمنية والجماعات المسلحة التابعة لها

 

  1. تلّقى فريق الخبراء البارزين تقارير عن عمليات احتجاز من جانب القوات الموالية للحكومة أثناء تقدمها عبر الحديدة 914. وأُفيد عن احتجاز أشخاص في مخيم أبو موسى الأشعري 915، في مديرية الخوخه. لم يكن الفريق قد أكمل تحقيقاته في هذه المزاعم وقت الانتهاء من هذا التقرير.
 
  1. 5 . تجنيد واستخدام الأطفال على يد ألوية العمالقة وقوات الحزام الأمني

لم أتخيل أبدا أنني سوف انضم إلى القوات المسلحة أو الجيش.كان حلمي أن أصبح معلما" اُ

صبي يبلغ من العمر 18 عاًما، تم تجنيده عن عمر 15 عاًما وتم استخدامه  في الأعمال العدائية في الحديدة من جانب الحزام الأمني

 

  1. أجرى فريق الخبراء مقابلات مع ثلاثة جنود تم تجنيدهم من على يد الحزام الأمني المدعوم من الإمارات العربية المتحدة وألوية العمالقة في سياق تصاعد الأعمال القتالية على الساحل الغربي. ذكر اثنان منهم أنهما كانا في السابعة عشرة من العمر، بينما ذكر الثالث أنه كان في الثامنة عشرة من العمر وقت إجراء المقابلة. وذكروا أنه تم تجنيدهم في سن 14 و 15 و 17 على التوالي. قامت المجموعة بتوثيق 10 حالات أخرى من الأطفال الذين شاركوا في الهجوم في الدريهمي ، الحديدة ، حيث قتل أحدهم وأصيب اثنان أثناء مشاركتهما في الأعمال العدائية كأعضاء في ألوية العمالقة

والحزام الأمني. للحصول على معلومات إضافية، راجع الفصل المعنون "تأثير النزاع على الأطفال".

   
  1. وضع جماعة الصيادين

 

  1. استعرض فريق الخبراء وضع صيادي الأسماك على الساحل الغربي أثناء القتال في الحديدة وحولها. وظلّت الجماعة تتأثر بالنزاع بطرق مختلفة. وقد تعّرض الصيادون للغارات الجوية التي شنتها قوات التحالف وللقصف من جانب القوات المسلحة اليمنية والجماعات المدعومة من الإمارات العربية المتحدة. بالإضافة إلى ذلك، ظ ّل بعضهم مختفين ومحتجزين سرياً في المملكة العربية السعودية.
 

وقد أدى ذلك إلى تضّرر سبل عيشهم والى تأثير سلبي على وضع أفراد أسرهم الذين يبقون في حالة من الإهمال عندما يُقتل أو يصاب أو يختفي أرباب الأسر من الصيادين.

 
  1. نظر فريق الخبراء في المعلومات المتعلقة بالحوادث الجديدة منذ صدور تقريره عام 2018 والتي أسفرت عن مقتل صيادين بالسفن الحربية التابعة للتحالف في البحر الأحمر. وأسفرت الحوادث التي وقعت في أيار/ مايو وتموز/ يولي917و وآب/ أغسطس918 وأيلول/ سبتمبر919 2018 عن مقتل 32 صياادا على الأقل وإصابة 19 آخرين، وأُفيد عن اختفاء صياادين آخارين. في هذه الحوادث، ورد أن القوارب قد ُدّمرت بالكامل. وتصف معظم الحالات التي تم استعراضها الجهود التي بذلها الصيادون للتواصل مع السفينة الحربية أو المروحية المهاجمة، إما عن طريق التلويح بالأيدي، أو الأعلام البيضاء، أو عرض الأسماك، أو بشكل أساسي عن طريق الحصول على تصريح وتفويض من

سلطات الميناء التي يجب أن تقّر في البداية عن وجودهم القانوني في البحر .

 
  1. بالإضافة إلى قضية القصف التي وقعت في 2 أب/ أغسطس 2018 في سوق صيد الأسماك في مدينة الحديدة (انظر القسم أعلاه حول القصف من جانب ُجناة غير محددين)، حقق فريق الخبراء في قضية 15 أيلول/ سبتمبر 2018 بالقرب من مديرية الخوخة.
 

15 أيلول/ سبتمبر 2018 - الساحل الغربي، بالقرب من مديرية الخوخة

 
  1. في 15 أيلول/ سبتمبر 2018، أطلقت سفينة حربية تابعة للتحالف قذائف على قارب صيد يحمل 19 صياادا من منطقة القدحة في مديرية الخوخة بمحافظة الحديدة. تمّ استهداف الصيادين بينما كانوا في رحلة صيد في منطقة قريبة من الحدود البحرية بين إريتريا واليمن. قُتل 18 صيادا. وتم إنقاذ الناجي الوحيد بواسطة قارب صيد آخر بعد يومين قبل وصوله إلى ساحل الخوخة حيث تلقى العلاج الطبي .
 
  1. تبقى الظروف الدقيقة لمقتل الصيادين غامضة، إذ اختفى الناجي الوحيد من الحادث. تلقى فريق الخبراء معلومات تفيد بأن المسؤولين الإماراتيين حاولوا التأكد من أن الشاهد الوحيد ومصادر وأقارب الصيادين الذين لقوا حتفهم سيلوذون بالصمت بشأن الحادث. كما تمّ دفع الأموال.
  2. ألقى التحالف في البداية اللوم على الحوثيين في الحادث ونفى أي مشاركة في الهجوم ، وفاقا لتقرير صحافي من رويترز 922. لكن أصدر فريق تقييم الحوادث المشترك تقريرا عن الحادث بعد أشهر، أقّر فيه بأن التحالف هو الذي نّفذ الهجوم. وأفاد أن الهجوم وقع عندما قامت سفينة حماية ترافق قافلة من السفن التجارية السعودية بزعم اكتشاف زورق كان يقترب من القافلة. ذكر فريق تقييم الحوادث المشترك أن التحالف حّذر قارب الصيد عبر مكّبرات الصوت وطلقات تحذيرية قبل أن تطلق سفينة التحالف النار على القارب. وأضاف فريق تقييم الحوادث المشترك أنه بعد الانتهاء من مهمة الحراسة، عادت السفينة الحربية التابعة للتحالف إلى موقع الحادث ونفذت عملية بحث وإنقاذ. ولم يتم العثور على ناجين.
 

توقيف صيادين واحتجازهم واختفاؤهم

 
  1. تابع فريق الخبراء التقارير المتعلقة بالقبض على صيادين واحتجازهم في سياق العمليات البحرية حول محافظة الحديدة، على النحو الوارد في تقرير العام الماضي. في حين أن فريق الخبراء لم يتلق تقارير عن عمليات اعتقال واحتجاز جديدة، إلا أن لديه أسباباا معقولة للاعتقاد بأن صيادين يمنيين ما زالوا محتجزين سرياا في مرافق احتجاز في المملكة العربية السعودية. وما زال ثمانية منهم على الأقل محتجزين منذ أكثر من عامين.
 

 تأثير طريقة التعامل مع جماعة الصيادين على النساء والأطفال

 
  1. كان لموت الصيادين واختفائهم تأثير شديد على أسرهم. وقد شرحت أرملة صياد لفريق الخبراء وضع أسرتها في الوقت الحالي، مما يو ّضح التحديات التي تواجهها حاليا الزوجات والأطفال من جماعة الصيادين. قالت:
 

"اختفى زوجي الذي كان صيادا. قيل لي إنه قُتل على يد مروحية أباتشي عندما كان في البحر. لدي ولدان وأربع فتيات. أعيش الآن في مدينة الحديدة. معي اثنتان من بناتي وصبي واحد. يعاني طفلي الصغير من إصابات في الدماغ ويحتاج إلى متابعة وعلاج مستمر. أخذته إلى الطبيب مرة واحدة، وقال الطبيب إنه بحاجة إلى العديد من الأدوية التي لا أستطيع تحمّل كلفتها. الفتاتان الأخريان خارج المدرسة لأننا لا نملك أي دخل ندفعه مقابل تعليمهما. هم بحاجة إلى الإنفاق اليومي والملابس، ولا أستطيع تحمّل المصاريف. أرسلت ابن اتي الأخريين البالغتين من العمر 19 و16 عاماا، إلى صديقة في صنعاء. هي ترسلهما إلى المدرسة وتصرف عليهما. أسأل عنهما من حين لآخر عبر الهاتف لأنني لا أستطيع الذهاب لزيارتها بسبب قلة الموارد. لدي ابن آخر لا أعرف عنه شيئاً. يعرف الحي عن وضعي ويحاول الجميع المساعدة بطريقتهم الخاصة. في معظم الأحيان نشعر بالجوع، نتوسل للناس لإطعامنا. خلال الغارات الجوية والاشتباكات نجلس معا ونبكي مع أطفالي الثلاثة الباقين. أقضي يومي أحاول توفير بعض الطعام لأطفالي بأي وسيلة ممكنة".

 

و. المهرة ( 2017- 2019)

 

  • السياق
 
  1. تقع محافظة المهرة على الحدود اليمنية الشرقية مع ُعمان. لقد تم تجنيبها تأثير النزاع بشكل كبير بسبب عزلتها الجغرافية والسياسية. أبقت الصحارى والجبال والنظام القبلي السائد المهرة بعيدة عن الاضطرابات الاجتماعية والسياسية الماضية والمستمرة.
 
  1. في النزاع الحالي، انحازت السلطات المحلية إلى الحكومة ودعمت تدخل التحالف. في الوقت نفسه، تمكن المهريون مؤخارا من الحفاظ على النسيج الاجتماعي والسياسي الموجود مسباقا. ومع ذلك، فقد تم اختبار القدرة على التحمل الاقتصادي والسياسي للمهرة من خلال تدخل أعضاء التحالف في أوقات منفصلة خلال السنوات الخمس الماضية. أولاا، حاولت دولة الإمارات العربية المتحدة، ثم المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، كسب موطئ قدم عسكري أو سياسي في المحافظة ولم يحالفهم النجاح. وتبع هذه المحاولات قيام المملكة العربية السعودية ببذل جهود كبيره للسيطره على المهرة ولا زالت هذه الجهود مستمرة وقت كتابة هذا التقرير، ويبدو ان التبرير الرسمي المعلن هو لمواجهة التهريب المزعوم للأسلحة عبر المهرة.
 
  1. لقد أحدثت مساعي المملكة العربية السعودية لممارسة النفوذ في المحافظة تغييرات مهمة. ووفاقا لمصادر محلية، حصلت القوات السعودية على دعم من بعض القبائل داخل المحافظة، والتي تلقت في المقابل أسلحة وتدريباا لدعم جهود مكافحة التهريب والأمن927. بالإضافة إلى ذلك، أنشأت القوات السعودية قوات بالوكالة، والتي لم يكن لها أي صلة رسمية بالسلطات المحلية، قوام هذه القوات من المحافظات الجنوبية المجاورة.928 قام السعوديون أيضا بتحويل مطار الغيضه إلى قاعدة عسكرية، على نحو يخالف التعهدات المقدمة إلى السلطات المحلية. رافق وصول السعوديين تعيين الرئيس هادي لمحافظ جديد، راجح باكريت، الذي يُعتقد أنه أكثر انسجااما مع الخطط السعودية للمنطقة. ووصل إلى المهرة في 1كانون الاول /يناير 2018.
  1. قُوبل تأثير القوات السعودية على المهرة بمعارضة مختلف شرائح السكان ، مما تسبب في أزمة سياسية محتدمة، كما يتضح من المظاهرات المختلفة في جميع أنحاء المحافظة. ردا على المعارضة، ارتكبت القوات السعودية ونظيراتها اليمنية انتهاكات لحقوق الإنسان. يساور فريق الخبراء القلق من أن الجهود المستمرة التي تبذلها المملكة العربية السعودية لتوسيع قبضتها في المحافظة يمكن أن تؤدي الى زيادة تدهور وضع حقوق الإنسان.
  1. 2 . قتل المتظاهرين 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2018
 
  1. نظم رجال القبائل في محافظة المهرة عدادا من الاحتجاجات العامة ضد الوجود السعودي منذ نوفمبر 929.2017 كما وقع عدد من المصادمات المسلحة نتيجة لذلك، كان آخرها في 3 حزيران/يونيو 2019، بين الميليشيات اليمنية، بدعم من طائرات الهليكوبتر الأباتشي السعودية، وأفراد مسلحون ينتمون إلى قبائل محلية .
 
  1. وقعت أخطر حادثة حتى الآن في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، عندما تجمع المتظاهرون المسالمون في منطقة الحصوين، على الطريق الرئيسي في المكلا، إلى طريق الغيضة، غرب طريق الأنفاق. كان يوجد حوالي 100 متظاهر غير مسلح على جانب الطريق الرئيسي. كان الاحتجاج ضد البناء المقترح لمعسكر عسكري جديد، والذي اعتبر المحتجون أنه غير ضروري بالنظر إلى بعد المسافة من أي نزاع أو تهديد أمني.
 
  1. كانت القوات المسلحة اليمنية المدعومة من السعودية في موقع المظاهرة، وهي مزودة بمركبة مدرعة ضد الألغام والكمائن )MAPV( بالاضافه إلى 11 مركبة عسكرية مسلحة أخرى. من الساعة 17:00 إلى الساعة 23:30، بقي الأفراد العسكريون المدعومون من السعودية على بعد حوالي 100 إلى 150 متر من المتظاهرين. في الساعة 23:30، تحركت المركبه المدرعه ببطء بين المتظاهرين، ثم بدأ سلاحها المثبت في إطلاق النار عليهم عشوائياا في ما بدا كرشقات نارية من مسافة قريبة، مما أدى إلى مقتل اثنين من المتظاهرين في مكان الحدث. أصيب متظاهر ثالث بجروح خطيرة لكنه تمكن من الفرار إلى بر الأمان. سارت المركبة المدرعة في مختلف أنحاء الموقع وهي تطلق النار على المتظاهرين وكان ذلك لمدة خمس دقائق، حتى فّر المتظاهرون جمياعا إلى الجبال القريبة واختبأوا، فقامت المركبة مدعومة من القوات المسلحة الأخرى بإطلاق النيران بشكل متقطع على أماكن إختبائهم. وصل مارة آخرون من المنطقة المحلية بعد ساعات لاحقة في الصباح الباكر من يوم 14 تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، مسلحين برشاشات كلاشينكوف وقاموا بتبادل إطلاق النار.932 في البداية، أدان محافظ المهرة المدعوم من السعودية المتظاهرين على أنهم "خارجون عن القانون" لكنه لاحاقا وافق على إجراء تحقيق مستقل.933 ليس لفريق الخبراء علم بأي خطوات متخذة بخصوص الشروع في هذا التحقيق.
 
  1. الاعتقال من قبل القوات المسلحة السعودية واليمنية 2018-2019
 
  1. تلقى فريق الخبراء تقارير موثوقة عن اعتقالات واختفاءات قسرية لأسبا ٍب سياسية طالت 20 شخ اصا في محافظة المهرة من قبل القوات المسلحة السعودية واليمنية بين نوفمبر / تشرين الثاني 2017 ويوليو / تموز 2019. حقق فريق الخبراء في عينة من الحالات فقط نظارا لضيق الوقت وتردد المصادر في التحدث مع الفريق خوفاا من الانتقام. لذلك، لدى الفريق مخاوف من أن يكون مدى الإنتهاكات أكثر خطورة مما تعكسه النتائج التي توصل إليها.
 
  1. في المهرة، احتُجز المعتقلون في منشأة غير رسمية داخل قاعدة عسكرية سعودية في مطار الغيضه ومعسكر الشرطة العسكرية اليمنية التابع لمحور نشطون. تمكن فريق الخبراء من التأكد من أن بعض المعتقلين قد نُقلوا بعد ذلك إلى مرافق الاعتقال في المملكة العربية السعودية .
 
  1. وثق فريق الخبراء اعتقال واختفاء قسري لستة من هؤلاء الأشخاص في الفترة بين آذار/ مارس 2018 وتموز/ يوليو 2019 ، لفترات تتراوح بين يوم واحد وسنة واحدة.935 بقي خمسة من الستة مختفين وقت كتابة هذا التقرير. تم936 القبض على هؤلاء الأفراد من قبل الشرطة العسكرية اليمنية ، في بعض الحالات تحت إشراف أو بناء على أوامر من القوات السعودية. في إحدىً الحالات ، تعرض معتقل ما للتعذيب، بما في ذلك عن طريق الصعق بالكهرباء والضرب.
  1. الانتهاكات
  1. يعتبر الحرمان التعسفي من الحياة ممنوع منعا باتا بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان.938 في عمليات إنفاذ القانون ، يجب أن يقتصر استخدام القوة المميتة على الحالات التي تكون فيها الضرورة القصوى ووفاقا لمبدأ التناسب. يجب أن تقتصر على حالات الملاذ الأخير، كرد فعل على تهديد وشيك بالموت أو إصابة خطيرة.939 إن استخدام القوة الذي لا يتوافق مع هذه المبادئ وينتج عنه الموت يرقى إلى الحرمان التعسفي من الحياة بموجب القانون الإنساني الدولي 940، عندما - في سياق نزاع مسلح - يقوم أحد أطراف النزاع بقتل مدني عن قصد، فإن هذا يرقى إلى القتل العمد

أو القتل في نزاع غير دولي.941 يعتبر القتل جريمة حرب .

  1. لدى فريق الخبراء أسباب معقولة للاعتقاد بأن القوات المسلحة اليمنية، في 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2018 ، استخدمت القوة المفرطة في إطلاق النار بالذخيرة الحية على المتظاهرين المسالمين الذين لا يمثلون أي تهديد لحياتهم أو إصابات خطيرة. قد يكون الأفراد مسؤولين جنائيا عن جرائم الحرب لهذه الأفعال.
  1. الاختفاء القسري محظور بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني ، ولا سيما باعتباره انتهااكا لحظر الحرمان من الحرية تعسافا ولحظر التعذيب943. يمنع القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني الاعتقال التعسفي944. تعتبر حالات الحرمان من الحرية تعسفية مخالفة لأحكام القانون الدولي ، ومعظمها تلك المتعلقة بالحق في محاكمة عادلة أو غيرها من الضمانات الإجرائية ، وكذلك الاعتقالات القائمة على ممارسة الحريات الأساسية. إن حرمان شخص من الحق في محاكمة عادلة قد يعتبر جريمة حرب في نزاع غير دولي945. التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة ممنوع منعا باتا بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني ، وقد يؤدي إلى مسؤولية جنائية فردية عن جرائم الحرب .
  1. لدى فريق الخبراء أسباب معقولة للاعتقاد بأن المملكة العربية السعودية والحكومة اليمنية مسؤولتان عن الاختفاء القسري والاعتقال التعسفي للأفراد الذين يُعتقد أنهم معارضون سياسيون. في إحدى الحالات، لدى الفريق أسباب معقولة للاعتقاد بأن المملكة العربية السعودية وحكومة اليمن مسؤولتان عن التعذيب وسوء المعاملة ، مما قد يؤدي إلى مسؤولية جنائية عن جرائم الحرب المتمثلة في التعذيب والمعاملة القاسية أو اللاإنسانية.
 

VII . التحليل الجنساني والعنف القائم على نوع الجنس

 
  1. المقدمة
  2. أثّر النزاع المسلح على النساء والفتيات والرجال والفتيان بأشكال مختلفة بسبب عدم المساواة الكامنة في المجتمعات المحلية في اليمن. ولطالما كان المجتمع اليمني أبوياا، حيث يعيش الكثير من النساء والفتيات، وبخاصة اللواتي ينتمين الى الأقليات أو المجتمعات الريفية، في أوضاع غير متكافئة وخطيرة للغاية. وقد أدت تصرفات أطراف النزاع إلى تفاقم هذا الوضع عبر استغلال تلك الأطراف للمعايير الجنسانية بغية تعزيز أهدافها. وقد أثر ذلك أيضا على المكاسب التي تحققت في تمكين النساء والفتيات قبل النزاع، مما أدى إلى تعثّر الإنجازات السابقة، أو حتى الى عكسها في بعض الحالات. وقد ظهرت مواطن ضعف جديدة أمام العنف القائم على النوع الجنساني بسبب النزوح، والفقر والعنف العشوائي. وقد انهار الدعم المحدود أصلاا الذي يوفره نظام العدالة الجنائية لمواجهة العنف في عام 2019. وتشكل بعض الجهات الفاعلة المكلفة بإنفاذ القانون والقوات المسلحة والجماعات المسلحة تهديدا مباشرا لأمن المرأة، علما أن الأطراف قد عرقلت وأعاقت شبكات الحماية في مناطق رئيسية.
 
  1. كان لهذا الوضع عواقب وخيمة قصيرة المدى على الحقوق الأساسية للنساء والفتيات والفتيان والرجال، لا سيما على أولئك الذين يعانون من أشكال متعددة من التمييز ومواطن الضعف. وتشمل هذه الحقوق الحق في الحياة، والبقاء، والتنمية؛ والحماية من العنف، والإصابة والإيذاء، بما في ذلك العنف الجنسي؛ والحرية والأمن الشخصي؛ والحق في الصحة والغذاء والتعليم. هذه الحقوق مكفولة بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان بما في ذلك اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة التي انضّم اليها اليمن وجميع أعضاء التحالف باستثناء السودان. علاوة على ذلك، من المرجح أن تخلّف انتهاكات الحقوق هذه إرثاا طويل الأجل من ترسيخ لعدم المساواة والتمييز والعنف القائم على النوع الجنساني. كما يمكن إيجاد الحمايات ضمن القانون الدولي الإنساني بما في ذلك القانون الدولي الإنساني العرفي.
 
  1. 2 . وضع النساء والفتيات في اليمن
 
  1. قبل النزاع، كانت النساء والفتيات يعشن بالفعل في مجتمع فقير وغير متكافئ. إذ يحتل اليمن المرتبة الأسوأ في العالم بين جميع البلدان في مؤشر عدم المساواة بين الجنسين التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤشر الفجوة بين الجنسين في المنتدى الاقتصادي العالمي، والتدابير المركبة لحقوق النساء والفتيات في الصحة والتعليم، والمشاركة الاقتصادية والسياسية، والحماية من العنف القائم على الجنس947. ويُظهر دليل التنمية البشرية )HDI( لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن اليمن هو أحد أكثر البلدان فقرا في العالم. ومن خلال التصنيف حسب الجنس، يظهر أن الاختلافات بين الرجال والنساء فيها أعلى درجة من عدم المساواة بين البلدان، وأ ّن تأثير الحرب على متوسط العمر المتوقع، والتعليم، ومستوى المعيشة للمرأة هو ضعف ما هو عليه بالنسبة للرجال 948. وتُظهر استطلاعات منظمة العمل الدولية لعام 2014 أن القوى العاملة تضم 6 بالمئة فقط من النساء مقابل 65 بالمئة من الرجال، ولا سيما في الزراعة، حيث تتقاضى النساء أجورا أقل بكثير، مع مشاركة العديد من النساء الأخريات في المناطق الريفية في زراعة الكفاف وإعداد الطعام فضلاً عن لعب دور رئيسي في التغذية.
  1. عّزز القانون التشريعي اليمني الدور التبعي للنساء والفتيات في المجتمع. وينص قانون الأحوال الشخصية لعام 1992 على أن الأقارب الذكور يتمتعون بحقوق الوصاية ("الولاية") على المرأة طوال حياتها. كما ينص على أن الزوج هو رب الأسرة المعيشية القانوني وله الحق في أن تطيعه زوجته؛ كما يجب أن يكون لديه "الوصول" إليها دائما وتسمح له بممارسة الجنس معها متى شاء؛ وأن تمتنع عن عصيان أوامره، وأن دورها الأساسي في المجتمع هو العمل المنزلي. تسافر النساء خارج المنزل فقط "لأسباب مشروعة" مثل المسؤوليات المنزلية وتوفير الرعاية، ومع "محرم" يرافقها950. يعتبر تعدد الزوجات للرجال حتى أربع زوجات قانونيا، ولا يوجد حد أدنى لسن الزواج، والآباء هم الوصيون القانونيون الوحيدون على الأطفال، وحقوق الطلاق للنساء محدودة 951. وينص قانون العقوبات على أن شهادة المرأة تساوي نصف شهادة الرجل؛ يتلقى الرجال عقوبات مخففة لقتل قريبات منهم إذاكان الدافع استعادة "الشرف"؛ يجّرم "الفجور"، مثل التنقل بدون وجود وصي ذكر أو الارتباط مع رجل من غير الأقارب من الذكور؛ الإجهاض مجّرم؛ إلا أن تشويه الأعضاء التناسلية للإناث لا يتم تجريمه.
  1. تستند هذه الأحكام إلى العادات والتقاليد الأبوية. ويستند القانون العرفي إلى نظام شبيه بالطبقات يمنح الرجال امتيازات وحقوق الوصاية الموسعة على النساء وغير اليمنيين وعلى مجموعات الأقليات، وغيرهم من الأشخاص "المستضعفين" 953. تأتي الأدوار التقليدية للرجال داخل هذا النظام مع توقع التصرف بعنف والقتال من أجل أداء دورهم كأوصياء، وخاصة رجال الطبقة العليا من خلفية قبلية. الأدوار التقليدية للمرأة هي إلى حد كبير منزلية وإنجابية وتستند إلى الأسرة. يتضمن هذا النظام عدم المساواة والتمييز على أساس الجنس، والأوضاع القبلية، والدينية، والطبقية، والعنصرية، مما يجعل النساء والفتيات من أصل أفريقي، و "المّهمشات" ، وأولئك اللواتي يعشن في المناطق الريفية الأكثر تهمي اشا وحرماانا وضعفا أمام العنف القائم على النوع الجنساني 954. هذا موجود على نطاقات مختلفة في جميع أنحاء اليمن، ولكنه الأكثر وضوحا في المناطق الريفية والشمالية التي تقع الآن وإلى حد كبير تحت سيطرة سلطات الأمر الواقع والتي هي تقليديا أكثر محافظة من المناطق الجنوبية.
  1. يتم تبادل حقوق الوصاية على النساء والفتيات بين الذكور من خلال الزواج. ويدفع العريس المهر لوالد العروس، وبعد ذلك تنتقل الوصاية على العروس من الوالد إلى الزوج. كما أ ّن زواج الأطفال مستشٍر في اليمن، والزواج قانوني في أي عمر، ويمنع الاتصال الجنسي قانونا قبل سن البلوغ. ويوفّر زواج الفتيات في سن مبكرة مصدرا للدخل لعائلة العروس، وتعتبره بعض العائلات شكلاً من أشكال الحماية، حيث ترفع عنها عبء توفير حاجات بناتها، خاصة في الأسر الفقيرة أو حيث تعجز الفتيات عن الوصول إلى التعليم. ويزيد الاختلال النسبي في العمر والسلطة بين الزوج والزوجة من خطر العنف العائلي، ترافقه شرعية الجماع مع الفتيات اللواتي "بلغن سن البلوغ" بالكاد، ويشمل الاعتداء الجنسي على الأطفال كممارسة.
  2. يرتبط العنف القائم على نوع الجنس الذي يرتكبه من هم خارج الأسرة ضد النساء والطفلات بنظام الوصاية. فعندما يارتكب هذا العنف من جانب رجال من خارج الأسرة، يتعرض شرف "الأوصياء" الذكور واحترامهم للذات وأمنهم العاطفي للخطر. وهذا يجلب وصمة العار، والمخاطر المترتبة على وضعهم تعني أن هؤلاء الرجال ينظمون بشدة الحياة الجنسية الخاصة بالنساء والفتيات958 . في سياق عدم المساواة وعدم التمكين المستشريان، تصبح المرأة أو الفتاة معتمدة اعتمادا نفسيا على الرجل، والعديد من النساء يكتمن هذه الوصمة والخوف من العار، مما يجعلهن أكثر عرضة للخطر، إما من جانب "الأوصياء" الذكور الذين يمارسون السلطة عليهن، أو عندما يفقدن دعمهم له ّن. تؤّدي هذه العوامل إلى إدامة دورات الوصم بالعار، والمعايير الجنسانية السلبية، والضعف والعنف القائم على النوع الجنساني. علاوة على ذلك، هذه العوامل تم ّكن الرجال اليمنيين في مواقع السلطة من استخدام الجنس والنوع الجنساني للسيطرة على النساء والفتيات، وتجعل النساء والفتيات، والذكورة والحياة الجنسية للذكور، أهدافاا بالوكالة يستهدفها أطراف النزاع.
  1. اليمن بلد فيه تنّوع، وقد تمّ بناء العادات والتقاليد والقوانين الخاصة به مع مرور الوقت وتطبيقها بطرق مختلفة في مختلف المجتمعات والمناطق والعائلات. تاريخيا، وجدت بعض النساء طرقا لتمكين أنفسهن بالرغم من هذه المعايير. فاليمن معروف بقياداته النسائية على جميع مستويات المجتمع، بما في ذلك ضمن لجان الوساطة القبلية والمنظمات غير الحكومية. في كانون الثاني / يناير 2014، وضع مؤتمر الحوار الوطني بقيادة نساء ورجال في اليمن، توصيات لإلغاء العديد من هذه العادات والقوانين التمييزية. وقد جلب ذلك أملاا جديدا للمرأة في اليمن، ولكن بسبب النزاع الذي

نشب بعد ذلك بوقت قصير، لم يتم سن هذه التدابير.

. 3. تأثيرالصراع على المعاييرالنوع الجنساني

 

"تزوجنا في نفس الشهر الذي احتُجز فيه.كان المعيل الوحيد لأمه وأخواته ولي. اختفاؤه ترك أثرا كبيرا من الناحية العاطفية والمالية. يجب أن أبقى على قيد الحياة وأن أتأكد من بقاء أسرته، لذلك تعلّمت كيفية صنع المجوهرات محلية الصنع بمواد منزلية وبدأت ببيعها في الشوارع."

زوجة أحد ضحايا الاختفاء القسري، اختفى لأكثر من سنة960

 

  1. من العام 2014 إلى العام 2019، بينما كان 82 بالمئة من المصابين بشكل مباشر بسبب القتال من الرجال والأولاد، أثرت الأزمة الإنسانية والانتهاكات ذات الصلة التي ضربت المرافق الصحية، والتغذية والإسكان الآمن، بشكل غير متناسب على النساء والفتيات. فمن بين الـ 24.1 مليون يمني الذين يحتاجون إلى الحماية أو المساعدة الإنسانية، 18.2 مليون هم من النساء والأطفال. ومن بين 3.3 مليون نازح حاليا، 83 بالمئة هم من النساء والأطفال، مع حوالي ٥٣ بالمئة من النساء والفتيات. 962 نتيجة لذلك، في عام 2019، أفاد صندوق الأمم المتحدة للسكان أن معظم الأسر الآن تقودها إناث، حيث أن 21٪ من الأسر تقودها فتيات دون سن 18، وهن أكثر عزلة وعرضة للفقر بسبب عدم المساواة وعدم التمكين الاقتصادي المستشريين. هذه الحالة من الضعف تشمل جميع أفراد الأسرة. علاوة على ذلك، تعدد الزوجات يعني أن إصابة رجل واحد يمكن أن يكون له آثار عبر العديد من الأسر. وقد وثق فريق الخبراء حالاتي اغتيال حيث ترك الرجلان المتوفيان وراءهما سبع زوجات يقمن برعاية الأطفال وقد وجدن أنفسه ّن فجأة ضعفاء اقتصادياا.964 بالإضافة إلى ذلك، تم الإبلاغ عن رفض الأقارب الذكور العمل في مهن ذات دخل منخفض يعتبرونها غير مناسبة للرجال والفتيان. إن الضغط الاجتماعي المعياري للمحافظة على تبعية المرأة على أولياء الأمور الذكور يزيد بالفعل من خطر بقاء النساء والفتيات في علاقات مسيئة واستغلالية، ومن المرجح أن يزيد من هذا الأمر تعرضهن المتزايد للضعف بسبب الحرب. هذه العوامل، وبخاصة النزوح وما يرتبط به من نقاط ضعف، وضعت أعباء اجتماعية اقتصادية كبيرة على

النساء والفتيات.

625.أخبرت نساء من خلفيات أقل ضعفاً فريق الخبراء ٔبأنهن خولن للأضطلاع بهذه المسؤوليات الجديدة، حيث حرصن على تأمين العمل لأنفسهن من خلال العمل الحر، مثل بيع الأشياء في الشوارع أو العمل في الزراعة966. أ ّكدت عدة نساء من النساء الأكثر عرضة للخطر لفريق الخبراء، وهذا يتماشى مع نتائج عدد من الدراسات الاستقصائية الثانوية ومجموعات التركيز الموثوقة، أن هناك اعتماد متزايد على استراتيجيات التعامل السلبية، بما في ذلك الاستغلال الجنسي وعمالة الأطفال وزواج الأطفال .

"يجب أن أطعم طفلي ورعايته بطريقة ما، ولم يعد لدي أي عمل. بدأت أذهب مع أي رجل يدفع لي ثمن الحليب والحفاضات للطفل. لقد فكرت في الانتحار. انا بحاجة الى مساعدة ".

ناجية من العنف الجنسي والاستغلال 

  1. ذكر شهود أن أنظمة القانون العرفي الأبوية والعادات التمييزية المرتبطة بها قد عاودت الظهور خلال الفترة 2019-2016 في المناطق التي أصبحت تحت تأثير سلطات الأمر الواقع والحكومة والقوات المدعومة من الإمارات العربية المتحدة. هذا الأمر اصبح شائعا في عدن والمناطق الجنوبية، وداخل صنعاء، علما بانه سبق وأن تم التخلص منه. الرجال المسلحون من المناطق الريفية، وكثير منهم من القبائل ويتمتعون بمزايا الأعراف الراسخة، تمّ تمكينهم من جانب أطراف النزاع. عندما وصلوا إلى المناطق وتولّوا السيطرة، أحضروا معهم قواعد أبوية. وأدى تقويض الأطراف لهيمنة الدولة إلى استبدال الدولة باللجان القبلية. عادت وبرزت عادات وقوانين خاصة بالنساء والفتيات تفرض عليهن السفر مع ولي أمر، فضلاا عن فرض قيود على الملابس وعقوبات لعدم ارتداء النقاب،وإعادة ظهور جرائم "الفجور" التيكان قد تم التخلص منها في عدن والمراكز الحضرية.
  1. منذ عام 2016، فرضت سلطات الأمر الواقع بشكل متزايد القواعد والقوانين الأبوية، مع تفسير صارم، من خلال استخدام مؤسسات الدولة ومن خلال الخطاب العام، كوسيلة للسيطرة على النساء والفتيات والحّد من مشاركتهن السياسية. في عام 2018، بدأت النساء بتنظيم مظاهرات عامة ضد سلطات الأمر الواقع في صنعاء بسبب مخاوف من تعّرض الرجال للقتل أو الاحتجاز بشكل أكبر. منذ عام 2018، فرضت سلطات الأمر الواقع في الوقت نفسه قوانين تلزم المرأة بالتنّقل برفقة محرمكوصي، فضلاا عن فصل الرجال والنساء غير المتزوجين.كما هددوا أو أغلقوا الشركات التي لم تطبق هذه المتطلبات، مما قلّل من مساحات الحوار الإيجابي والتفاهم بين الرجال والنساء.
  1. في العامين الأخيرين، اتهمت أطراف النزاع النساء بالدعارة والاختلاط والفجور باستخدام مصطلحات مهينة كجزء من تهديداتهم العامة ومضايقتهم ضد المعارضين. في صنعاء، استخدمت سلطات الأمر الواقع مثل هذه التهديدات والمضايقات عند قمع المظاهرات العامة التي تضّم نساء ووجهت مثل هذه الاتهامات ضد النساء كوسيلة لـ "إضفاء الشرعية" على الاحتجاز التعسفي للنساء والفتيات. في اليمن، مث ُل هذه الاتهامات والاعتقالات العامة لها عواقب وخيمة على النساء والفتيات، وتع ّمق وصمة العار المفروضة أصلاا على النساء العاملات خارج المنزل. هذا يؤدي الى تطبيع استخدام هذه الإساءة المزرية، بما في ذلك نشر تصّور عن النساء والفتيات على أنهن عاهرات محتملات، وتعزيز الفكرة الأبوية المتمثلة في أن سلوكهن وحياتهن الجنسية تتطلب سيطرة الأوصياء الذكور.كل هذا يزيد من مخاطر العنف المنزلي، ويثني النساء والفتيات عن الحركة خارج المنزل، ويمنع مشاركتهن في المجالين الاقتصادي والسياسي.
  1. أفاد شهود أنه من المتوقع الآن من الرجال والفتيان التصّرف بعنف، بوصفهم مقاتلين وأوصياء، بطريقة لم يكونوا عليها قبل النزاع. ويعود ذلك أولاا إلى عودة الأعراف والقوانين القديمة، مما يفرض هذه التوقعات على الرجال، ويرتبط بضغط الأقران للمشاركة في "المجهود الحربي". في الوقت نفسه، تسببت الأزمة الإنسانية في إضعاف الرجال والفتيان اقتصادياا مع محدودية فرص العمل972 . في الفترة 2015-2019، تمكنت أطراف النزاع من ايجاد منفذ لهم من خلال التجنيد، فيما تمّت عسكرتهم من خلال الخطابات الدينية والبطريركية.

" أ صبح الرجال وقوداا للحرب، فهم لا يريدون القتال بالضرورة، لكن ليس لديهم خيار، إما لأنهم مجبرون على القتال، أو يشعرون بالضغط للقيام بذلك ليكونوا رجالاا صالحين للعائلة، أو لأنهم يفضلون القتال بدلاا من أن يموت أطفالهم من الجوع."

امرأة ناشطة في مجال مكافحة العنف على أساس الجنس تعمل مع الرجال والأولاد

  1. منذ بداية النزاع، شّكلت الأطراف ودعمت مجموعات مسلحة من الرجال والفتيان غير المدربين، ثم وضعتهم في مناصب قوة نسبية للقيام بمهام مدنية في مناطق منزوعة السلاح ساباقا. وتشمل هذه المجموعات الحزام الأمني وقوات النخبه الشبوانيه والنخبة الحضرمية، والميليشيات التابعة للحكومة، واللجان الشعبية التابعة للحوثيين، الذين حلوا محل قطاع الأمن المدني. الى جانب زيادة حالات الضعف هذه، فقد زاد خطر الاختطاف والعنف الجنسي بحق النساء والفتيات 975. وأدى انتشار الأمن إلى تقليص الحريات الأساسية للنساء والفتيات، بما في ذلك حرية الحركة، والى ثنيهن عن التحرك في الأماكن العامة، مع تشجيع النساء اللواتي كان لديهن خيار رفض ارتداء الحجاب على ارتدائه، سواء بمحض إرادتهن أو كسبب منطقي يستخدمه أقاربهن الذكور لمنعهن من الاستقلال عنهم. 
  1. لقد أثر الاضطراب في التعليم، والفقر، والبطالة الجماعية، وزيادة حالات الصحة العقلية، بما في ذلك الاكتئاب، على الرجال والأولاد أيضا.977 فإلى جانب إعادة إرساء العادات التمييزية، وتفاقم الذكورة السامة والإفلات من العقاب، وعرقلة برامج التوعية وتغيير السلوك لدى الرجال والفتيان، تزايد خطر استخدام الرجال للعنف العائلي للحفاظ على سيطرتهم داخل الأسر وللتعويض عن فقدان سيطرتهم الاقتصادية وتغيير أدوار الجنسين 978. وتزيد هذه العوامل مجتمعة من الخطر الطويل الأجل لجيل المستقبل من الرجال والفتيان المستعدين لإدامة العنف القائم على الجنس والتمييز الأوسع ضد النساء والفتيات. 
  1. عملت المرأة اليمنية في قطاع الأمن قبل الصراع وما زالت تعمل لدى كلا الجانبين. في 2019-2017، شكلت سلطات الأمر الواقع في صنعاء قوة أمنية جديدة للنساء تعمل بهدف واضح مفاده قمع المشاركة السياسية للمرأة وارتكاب انتهاكات بحقها. وتتألف قوة الأمن النسائية هذه، والتي يشار إليها في الخارج باسم "الزينبيات"، من العديد من النساء اللواتي انضممن بموافقة منهن إلى هذه القوات لتحقيق مكاسب مالية أو لأسباب شخصية.979 مطلوب مزيد من التحقيق

لمعرفة ما إذا تم إكراه أو استغلال هؤلاء النساء.

 
  1. إ ّن عودة المعايير التي تتحكم بالحياة الجنسية، والتأثير الاستقطابي للنزاع، واستهداف من يُنظر إليهم على أنهم لا يتفقون مع المعايير المجتمعية المحافظة، ساهمت كلها في خلق بيئة صعبة أصلاا بالنسبة للأشخاص الذين ليسوا متباينين جنسيا. فالتمييز ضد مجتمع الميم في اليمن يسبق النزاع. بموجب قانون العقوبات اليمني، المثلية الجنسية يعاقب عليها بالإعدام. منذ ظهور النزاع في عام 2014، ذُكر أن المثليين جنسيا تعرضوا لمزيد من عمليات القتل والتهديد والعنف الجنسي من قبل أفراد المجتمع 981. وليس معروفا إذا كانت الأطراف المتصارعة قد ارتكبت مباشرة أعمال عنف أو

مضايقة ضد مجتمع الميم؛ وهذا يتطلب مزيدا من التحقيق.

  1. 4 . تأثير النزاع على الحماية والعدالة الجنائية
 
  1. قبل النزاع ، كانت النساء والفتيات يحصلن على بعض الحماية من العنف القائم على نوع الجنس وعلى دعم العدالة الجنائية لهن بفضل النشاط المستمر من جانب الشبكات المجتمعية المحلية التي تقودها نساء. منذ عام 2017، تعترض سلطات الأمر الواقع في صنعاء بانتظام أنشطة الحماية أو زيادة الوعي بالعنف القائم على نوع الجنس تقوم بها هذه المنظمات المحلية أو الدولية. ترفض مؤسسات سلطة الأمر الواقع السماح ببرامج الحماية والتوعية على العنف القائم على النوع الجنساني، حيث تتم مضايقة وتهديد الموظفين، واتهامهم بالدعارة، والإغارة على أماكن عملهم، واحتجاز موظفيهم. وقد أدى ذلك إلى تفكيك شبكات الحماية والوقاية، وتعريض النساء والفتيات لمزيد من الخطر والضرر، مع إثنائهن عن متابعة المساءلة، ومنع التدابير طويلة الأجل لمكافحة العنف القائم على النوع الجنساني 982. كما تلقى فريق الخبراء تقارير عن قيام أفراد الجماعات المسلحة في المحافظات الجنوبية الخاضعة لسيطرة الحكومة والإمارات العربية المتحدة بمضايقة العاملين في مجال الحماية.
 
  1. وصلت فريق الخبراء تقارير عن انهيار دعم نظام العدالة الجنائية لمناهضة العنف القائم على نوع الجنس منذ اندلاع النزاع، وأن أجهزة إنفاذ القانون داخل الحكومة والسلطات القائمة بحكم الأمر الواقع قد رفضت في فترة 2018-2019 التحقيق في قضايا العنف القائم على نوع الجنس ومحاكمة مرتكبيها. وفي بعض الحالات التي تم التحقيق فيها، أعيد تحويل الضحايا الى ضحايا من جديد، وحيث يتم الإعلان عن الحالات، تم استخدام ذلك أحيانااكأداة سياسية 984. في حالات العنف الجنسي التي وثقها فريق الخبراء، وقد ارتكبها المقاتلون، أو حراس المعتقلات أو قوات إنفاذ القانون، لم يُق ّدم أي من الجناة إلى العدالة. علاوة على ذلك، لم يتلق فريق الخبراء أي معلومات تشير إلى أن انتهاكات العنف القائم على نوع الجنس المحددة في تقريره لعام 2018 قد تم التحقيق فيها ومعالجتها من قبل الأطراف التي تُعتبر مسؤولة عنها.
 
  1. في حالتين في عدن، أفادت التقارير أن موظفي إنفاذ القانون اللذين كانا من الجناة قد تزوجا من الناجيتين من العنف القائم على نوع الجنس985 . وفي حالة أخرى في عدن، تم اغتصاب ابنة إحدى الامهات التي، ولدى إبلاغ الشرطة بذلك، قوبلت بتهديدات واغتُصبت هي نفسها. 986 في حالات اختطاف للفتيات في صنعاء، منعت سلطات الأمر الواقع التحقيقات، وحمت الجناة، وحّولت الناجين مجددا الى ضحايا.987 مع عودة الأعراف والقوانين القديمة، قد تحصل زيادة الاعتماد على الأشكال التقليدية للوساطة وعلاج للعنف القائم على النوع الجنساني، مثل التعويض المادي للأقارب الذكور 988. هذه الوساطة تديم عدم المساواة، وتقوض الثقة في آليات الحماية والمساءلة، وتضمن بقاء الانتهاكات غير موثقة. وقد أدت هذه العوامل مجتمعة إلى ندرة الخيارات أٔمام الناجين والأسر لطلب الانتصاف والحماية والمساءلة.
  2. 5 . العنف على اساس النوع الجنساني
 
  1. تتعرض النساء والفتيات كما الرجال والفتيان، نتيجة للنزاع والسياق المعياري، لخطر جميع أشكال العنف على اساس النوع الجنساني. كان العنف القائم على النوع الجنساني مستشريا وواسع الإنتشار قبل النزاع ، خاصتاً العنف المنزلي وزواج الأطفال ، وأٔفادت عدد من الدراسات الاستقصائية الثانوية الموثوقة والمقابلات ومجموعات التركيز، التي تمثل النساء في عدد من المحافظات ، أن أعلى خطر للعنف القائم على اساس النوع الجنساني بين النساء والفتيات في اليمن كان بين عامي 2016 و2019 هو العنف العائلي الذي يرتكبه أفراد الأسرة، وأن هذاكان في زيادة انتشار خلال النزاع.990 منذ ظهور الحرب، وثّق صندوق الأمم المتحدة للسكان ارتفااعا مستمارا في الناجيات اللواتي يصلن إلى خدمات العنف القائم على النوع الجنساني، على الرغم من العوائق المتعددة التي تحول دون الإبلاغ والتحديات المتزايدة التي تواجه هذه الخدمات، مع ارتفاع يصل إلى 70 بالمئة في بعض المحافظات991. في الفترة 2018-2019 ، قّدر صندوق الأمم المتحدة للسكان أن 3 ملايين امرأة وفتاة معرضات لخطر العنف القائم على النوع الجنساني، وأن

120،000 امرأة وفتاة معرضات لخطر القتل نتيجة لأشكال مختلفة من العنف .

ا ٔ) النزوح

  1. يمثل النزوح غير المتناسب للنساء والأطفال عامل خطر رئيسي لجميع أنواع العنف القائم على النوع الجنساني ، سواء في بيئات مضيفة أكثر أمنا أو في تجمعات سكانية غير آمنة وغير رسمية. في اليمن، لجأ ثلث النازحين على الأقل إلى المباني العامة والمهجورة مع وجود عوامل حماية محدودة، ولا يوجد نظام رسمي للمخيمات. بالإضافة إلى ذلك ، عادت العديد من النساء والفتيات النازحات البالغ عددهن مليون شخص إلى منازلهن ليجدن أماكن غير آمنة993 . خلال الفترة 2018- 2019 ، تلقى الفريق تقارير لم يتم التحقق منها عن عنف جنسي ، بما في ذلك الاستغلال الجنسي المرتكب ضد النازحين داخليا من قبل مرتكبين مرتبطين بعدة أطراف في النزاع، وكذلك إدارة المخيمات، والمجتمعات المضيفة، وغيرهم من النازحين .

ب) العنف الجنسي ضد الأشخاص المهمشين

  1. في المجموع ، تحقق الفريق من 37 حالة من حالات العنف الجنسي المرتبط بالنزاع في الفترة من 2016 إلى 2019 ضد أفراد المجتمعات الضعيفة والمهمشة على أيدي الجماعات المسلحة في جنوب اليمن.995 وكان هذا يتألف من اغتصاب 19 امرأة مختلفة، وستة أولاد، وفتاة واحدة، ومحاولة اغتصاب فتاتين وامرأة، والاعتداء الجنسي على رجل وصبي، وخطف ست نساء كرهائن. وتضمن ذلك الاغتصاب المهبلي والشرجي والشفوي، بما في ذلك الاغتصاب بالعضو الذكري والإغتصاب بالأشياء، والاغتصاب الجماعي، واستخدام الأسلحة. وقد وقع عدد من هذه الأحداث في مرأى من الآخرين، بما في ذلك أفراد الأسرة.
 
  1. كانت 24 من هذه القضايا ضد اللاجئين والمهاجرين من أصل صومالي أو إثيوبي ، وست منها ضد أفراد من مجتمعات "المهمشين" ، وثلاثة ضد أولئك الذين ينتمون إلى أصول إثنية أو طائفية غير محددة من اليمن ولكن لديهم نقاط ضعف محددة أخرى. الجناه مرتكبي هذا العنف الجنسي ، هم أعضاء في الحزام الأمني المدعوم من الإمارات العربية المتحدة وافراد من اللواء المدرع الخامس والثلاثين، والذين كانوا ساباقا ضمن ميليشيات المقاومة وتم ضمهم من قبل الحكومة إلى قواتها في الفترة بين 2016-2019 دون أي تدريب أو تدقيق أو إشراف داخلي وقامت الحكومة اليمنيه والإمارات العربية المتحدة بوضع هؤلاء الاشخاص في مناصب السلطة والقوة ضد السكان الأكثر ضعفا وبشكل متزايد الضعفاء الذين يحتاجون إلى الحماية.
  1. تحدثت اللاجئات والمهاجرات إلى الفريق عن الفقر، وعدم الحصول على سكن آمن، والسلوك العدواني المستمر لقوات الحزام الأمني ضد مجتمعهن، والعبء العقلي لسنوات من التمييز ، وفي بعض الحالات ، النجاة من الاغتصاب المتكرر. وكانت بعض الأمهات العازبات نتيجة لعمليات الاغتصاب هذه ، تحدثن عن وصمة العار التي فرضها عليها المجتمع المضيف اليمني 996. وتحدث أشخاص من مجتمع "المهمشين" عن تصور المجتمعات غير "المهمشة" لهم بأنهم بمثابة عبيد مما يعني أن الإساءة إليهم كانت أكثر قبولاا 997. في إحدى الحالات ، تضمن ذلك لغة تعسفية ومهينة استخدمها الجناة خلال العنف الجنسي، تشير إلى أن المرأة "مختلة جنسيا" ووصفها بمصطلح "الأخدام" 998المحتقر. والأعراف والقوانين الموصوفة أعلاه تتضمن مفهوم أن النساء والأطفال من أفريقيا وأصول "المهمشين" هم "أقل قيمة" من تلك التي من القبائل اليمنية، ويعني أن هذه المجموعات لا تحصل على نفس الحماية عن طريق التوسط القبلي، وتمكين الجناة والمساهمة في الإفلات من العقاب.
  1. وبالنظر إلى الأدلة التي تم الحصول عليها، والمكانة المهمشة لهؤلاء الناجين في اليمن، والدور الجنساني السائد "للوصاية" للرجال عليهن وعلى النساء بشكل عام ، في سياق الإفلات من العقاب على نطاق واسع بالفعل ، لدى الفريق أسباب معقولة للاعتقاد بأن قوات الحزام الأمني وافراد من اللواء 35 المدرع تستهدف الضحايا على أساس طائفتهم أو طبقتهم أو أوضاعهم المهمشة الأخرى. علاوة على ذلك ، في عام 2019، كانت نسبة متزايدة من النساء والأطفال عرضة للخطر وعرضة للعنف القائم على نوع الجنس، وقامت قوات الحزام الأمني باحتجاز واسع النطاق للمهاجرين بمن فيهم النساء والأطفال، وتلقى فريق الخبراء تقارير عن العنف الجنسي من قبل الجماعات المسلحة المرتبطة في المناطق المجاورة وضد النازحين. كما تواصل الأطراف نشر جماعات مسلحة مماثلة في جنوب وغرب اليمن .
  1. يلزم إجراء مزيد من التحقيقات بشأن حجم وطبيعة هذا العنف الجنسي المستهدف الذي ترتكبه هذه الجماعات وغيرها من الجماعات المسلحة في المجتمعات المهمشة، بما في ذلك النازحون، الخاضعين لسيطرة الحكومة، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وسلطات الامر الواقع.

جـ. العنف الجنسي في الإعتقال

 

"في كل مرة لم أعترف أو لم أقل شيئاا بالطريقة التي يريدونها بالضبط قام بإدخال عضوه الذكري في فمي. لم يكن لدي أي دعم نفسي ولم أرى أي طبيب. ما زلت متضرراا للغاية."

معتقل سابق في قاعدة البوريقه التابعة للتحالف1000

 
  1. وخلال الفترة من 2016 حتى 2019 استخدمت أطراف النزاع العنف الجنسي في الاعتقال للتعذيب والإيذاء الجسدي والصدمات والإهانة ولإخضاع المعتلقين. تحقق الفريق من 23 حالة عنف جنسي رهن الاعتقال لدى عدة أطراف.

ويشمل ذلك 12 حالة عنف جنسي في مرافق الاعتقال التابعة لسلطات الأمر الواقع بما فيها العنف الجنسي ضد خمس نساء وستة رجال وفتى واحد. في الحالات المتعلقة بالرجال والأولاد، تم ضرب الخصية أو ربطها أو تعليق أشياء ثقيلة عليها، وتم استخدام الُعري القسري. في حالة واحدة من النساء، تم الاعتداء عليها على الفرج من خلال ملابسها. كما كانت هناك تهديدات بالاغتصاب، وتهديدات لاغتصاب زوجات المعتقلين، فضلا عن تقارير لم يتم التحقق منها حول اغتصاب فتيات .

  1. ويشمل ذلك أيضا ما لا يقل عن 12 حالة اغتصاب لستة رجال وفتى واحد في مرافق الاعتقال التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة ، فضلاا عن اعتداءات جنسية أخرى ، وُعري قسري. تعرض المعتقلون للاغتصاب شفهيا وشرجيا، بما في ذلك الاغتصاب بالعضو الذكري والاغتصاب بالأشياء والاغتصاب الجماعي. وشملت الاعتداءات الجنسية ضرب خصيات المحتجزين1002. بالإضافة إلى ذلك، في عام 2018، تحقق الفريق من أنه في آذار/ مارس 2018، تم تجريد ما يقرب من 200 معتقل من ملابسهم في مجموعة بينما قام موظفو دولة الإمارات العربية المتحدة بفحص شرجهم عنوة. خلال هذا البحث، تم اغتصاب العديد من المحتجزين بالاصابع وبأدوات وعصي.
 
  1. ذكر المحتجزون أن العنف والتهديدات المستخدمة كانت تتصاعد وأن التهديد النهائي كان الاغتصاب. عندما لم تنجح سلطات الأمر الواقع أو المحققون الإماراتيون بوسائل أخرى ، فإنهم كانوا يسيئون معاملة المحتجزين جنسيا بشدة. في جميع الحالات المذكورة أعلاه ، استخدم العنف الجنسي لإكراه المعتقلين على الإدلاء باعترافات أو للامتثال للمطالب. الاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي على مرتكبيها هي في المقام الأول وسيلة لكسب السلطة والسيطرة. استخدم المحققون والحراس هذه الأساليب ضد الرجال والأولاد من أجل "خصيهم" وإذلالهم لتحقيق أهدافهم.
 

د. أخذ النساء كرهائن

 

  1. وفي الفترة 2018-2019، وثّق فريق الخبراء اتجاها ناشئا يتمثل في أخذ النساء والفتيات كرهائن على نحو مستهدف، وهناك حالات تم التحقق منها ارتكبها عدد من الأطراف. قام أفراد في قوات الأمن ومقاتلي الحوثي التابعة لسلطات الأمر الواقع في صنعاء والحديدة باختطاف واحتجاز سبع نساء وفتيات مختلفات لفترات تصل إلى ثمانية أشهر لإجبار الأقارب على قبول مطالبهم. في إحدى الحالات، فعلوا ذلك لإجبار منشق حوثي على الاستسلام. وفي حالات أخرى ، احتجزوا النساء والفتيات بتهمة السفر دون وصي محرم واحتجزوهن كفدية 1003. في حالة أخرى، اختطف جيش الحكومة اليمنية امرأة وابنها الرضيع لإجبار إرهابي مشتبه به على تسليم نفسه للسلطات، ثم تم إجبار المرأه على طلاق الشخص المشتبه به، مع ما يترتب عليها من آثار عميقة عليها 1004. إن اختطاف النساء والفتيات يعرضهن لخطر العنف الجنسي ويجلب دلالات ووصمة عار معينة في اليمن، مما يعرضهن لمزيد من خطر العنف القائم على النوع الجنساني.
  1. وهناك أيضا تقارير لم يتم التحقق منها عن انتهاكات أوسع نطاقا تتعلق بالاعتقال ضد النساء في مرافق الإعتقال الخاضعة لسيطرة جميع أطراف النزاع، بما في ذلك العنف الجنسي في الاعتقال. هذه التقارير تتطلب المزيد من التحقيق.

ه. النساء المدافعات عن حقوق الإنسان

 

"الشيء الذي أزعجهم حقاا هو عملي في مجال حقوق المرأة. قالوا لي أن أتوقف ، ضايقوني ثم اعتقلوني. كانت هناك أيام من الاستجوابات المستمرة والابتزاز والاتهامات بالدعاره والتهديدات ضد عائلتي. كان مؤلما عاطفيا ومرهقا. في إحدى الليالي جاء الحارس المسلح. دعاني بـ "الفتاة السيئة" بينما جردني من ملابسي واعتدى علي جنسياا بينما كنت أبكي. كانت أطول وأسوأ ليلة في حياتي."

مدافعة عن حقوق المرأة

 

  1. قبل أيلول/سبتمبر 2014 ، قادت النساء في اليمن المظاهرات في الشارع بالاضافة الى مطالب بالتغيير التدريجي. بحلول بداية عام 2019، توقف كل هذا تحت سيطرة وإكراه أطراف النزاع.1007 تحقق الفريق من العديد من انتهاكات العنف القائم على النوع الجنساني بناءا على أدلة تم الحصول عليها من ما لا يقل عن 40 من الناشطات والمدافعات عن حقوق الإنسان والصحفيين ، إما استهدافهن أو زملائهن فكان على أساس النوع الجنساني أو بسبب العمل في مجال حقوق المرأة، أو تفاقمه على أساس جنساني. وشمل ذلك المضايقة الجنسية والتهديدات بالاغتصاب واتهامات الدعارة والاحتجاز والاعتداء على مكان سكن المرأه وطردها من العمل والعنف الجنسي. وقعت هذه الانتهاكات خلال الفترة 2015-2019، واستمر وقوع العديد منها على مدار عدة سنوات واستمرت منذ التقرير السابق للفريق. من بين ما ذكر، كانت 20 امرأة على قيد الحياة من هذا الاعتداء في الفترة من تموز/يوليو 2018 إلى حزيران/يونيو 2019 الإنتهاكات ارتكبت من قبل جميع أطراف النزاع، ويلاحظ عادة في حالات متعدده توحد اطراف النزاع المتباينة عندما يتعلق الأمر بقمع النساء الناشطات . 

"نتيجة للوقوف مع مطالبتنا بمستقبلنا، وإنهاء المجاعة ومنع الأطفال من الموت ، أصبحت أنا وعائلتي الآن عرضة لخطر الاعتقال أو القتل ، وأنا غير قادرة على التحدث إليهم. اضطررت إلى الفرار من البلاد ولا أستطيع العودة إليهم. لقد تم إيقاف تعليمي والآن اعيش كلاجئة ، أكافح من أجل إيجاد طريقة لمواصلة حياتي وتعليمي والحصول على

مستقبل."

إمرأة تبلغ من العمر 18 عاًما، شاركت في مظاهرات 6 تشرين الاول/أكتوبر 2018

  1. 65 وفي العديد من الحالات ، قدمت النساء أدلة على حدوث انتهاكات في سلسلة من المظاهرات التي تقودها النساء ضد سلطات الأمر الواقع في صنعاء. حدث ذلك خلال ما لا يقل عن خمسة مظاهرات في عام 2017 واثنان على الأقل في عام 2018 ، حيث تعرضت ما يزيد عن 300 امرأة وفتاة للعنف والترهيب، بما في ذلك كشف النقاب من قبل سلطات الأمر الواقع، وتفاقمت بسبب تهديدات الاغتصاب والاعتداء الجنسي واتهامات بالدعاره.
  1. تم تنظيم مظاهرتين في عدن من قبل أقارب المحتجزات للإفراج عن أفراد عائلاتهم، المظاهره الاولى في عام 2017 والثانيه في عام 2019 ، قوبلت المظاهرتين بالعنف من قبل قوات الحزام الأمني 
  1. تلق الفريق أي اضا تقارير عن وجود اتجاه ناشئ للسلطات القائمة بحكم الأمر الواقع، حيث احتجزت عدداً كبيراً من النساء على أساس إنتمائهن السياسي او معارضة ملموسة، ، و تم اإستخدام التهم الرسمية المتمثلة في الدعارة "لإضفاء الشرعية" على هذا الأمر ومنع النساء الاخريات من المشاركة السياسية. تمكنت المجموعة من التحقق من حالة واحدة لامرأة ظلت مختفية لأكثر من ثمانية أشهر بهذه الطريقة، وكانت لهذه التهم عواقب وخيمة على أسرتها. وحقق الفريق في قضية أخرى من هذا القبيل وصفت فيها امرأة تعرضها للاغتصاب في مناسبات متعددة على مدى أشهر بعد محاضرات مؤيدة للحوثيين ومحاضرات عن الدين. ووصفت أن الشيء نفسه حدث مع ناشطات أخريات، وذكرت أن هذه الاعتداءات تحدث داخل شبكة أوسع من المنشآت السرية التي تحدث فيها هذه الممارسات.
 
  1. كان للانتهاكات التي ارتكبتها أطراف النزاع ردا على أعمال النساء المتعلقه بممارسة الحق في حرية التعبير وحرية التجمع، عواقب وخيمة على حقوق المرأة، وأدت إلى إحداث تأثير مخيف وإلى وقف المظاهرات الناشئة التي تقودها النساء في صنعاء وعدن.
 

و. التأثير على الضحية

 

"لدي ندوب نفسية. ما زلت أعاني من توتر ما بعد الصدمة وتفكك ذهني وعقلي. بعد مرور أكثر من عام ، ما زلت أشعر بألم في ضلعي عند الذهاب إلى المرحاض، ولا يبدو أن أعضائي تعمل بشكل طبيعي. أنا أيضا مصاب بصدمة نفسية. لم أتمكن مطلقاا من الذهاب إلى الطبيب دون علم أسرتي" .

معتقل سابق

 
  1. تعرض الناجون من العنف الجنسي لصدمة شديدة وتدهور في الصحة العقلية والاكتئاب والتفكير بالانتحار وإصابات طويلة الأجل للأعضاء التناسلية والأعضاء الداخلية وغيرها من الأذى الجسدي الخطير. في إحدى الحالات تم تعذيب أحد الناجين من الاغتصاب حتى الموت.
 
  1. وفي اليمن، كانت وصمة العار بالنسبة للناجين وافرد عائلاتهم تشكل مصدر قلق بالغ. إن الكشف عن مثل هذا العنف يهدد بأن يتم نبذهم من قبل العائلات ، وأن يتعرض أفراد الأسرة للضحية مرة أخرى. في كثير من الحالات ، لم يتمكن الناجون من الكشف عن العنف لأي شخص بسبب وصمة العار والخوف من الانتقام، وقد وفر الفريق الفرصة الأولى لهم للقيام بذلك .
 
  1. قوبل الذين سعوا إلى المقاضاة باللامبالاة والانتقام وعدم الانصاف 1016 . في حالة الناجين من المجتمعات المهمشة ، قد يكون وضعهم عاملاا في رفض الأطراف للتحقيق في القضايا وملاحقتها. لم ُيحاسب اي من مرتكبي جرائم أعمال العنف الجنسي التي تم توثيقها في تقارير فريق الخبراء.
 
  1. كما أخبر الناجون الفريق بانهم لم يتمكنوا من الوصول إلى الدعم النفسي الاجتماعي 1017. وذكر أحد الناجين أنه لم يستطع القيام بذلك بسبب عدم وجود خدمات للعنف الجنسي خاصة بالرجال1018. بموافقة الناجين، تمكن الفريق من إحالة 11 شخصا من الناجين للحصول على الدعم النفسي والاجتماعي. ودعا بعض الناجين إلى الحصول على تعويضات مالية ، مشيرين إلى أنه على الرغم من أنه لا يمكن أن يعوضهم بالكامل، إلا أنه سيساعد على إعادة بناء حياتهم وحياة أسرهم .
  
  1. 6 . التأثير على المشاركة السياسية

 

  1. هناك تقاليد قوية باليمن فيما يتعلق بالناشطات والقائدات على جميع مستويات المجتمع. إن

إدراك مشاركتهن الكاملة كعاملات للعدالة والتغيير أمر أساسي لتحقيق العدالة للجميع ومنع

النزاعات في المستقبل 1020. تلقى فريق الخبراء تقارير من الناشطات والقيادات تدرك أن إنشاء

المجموعة الاستشارية النسائية )WAG( لعملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة كان خطوة مهمة

في عملية لايزال يسيطر عليها الرجال ، رغم إن هذه المجموعه تلعب دوراً إيتشارياً فقط.

 
  1. في مواجهة الاتجاه العام لقمع المدافعات عن حقوق المرأة وتقليص مساحة المشاركة

السياسية، بغض النظر عن الاطراف المتنازعه، تمكنت بعض النساء من اغتنام مساحات محدودة

ولكن حاسمة للمشاركة السياسية. اتخذت النساء زمام المبادرة في التوسط للإفراج عن مئات المعتقلين

على المستوى المحلي والاستراتيجي حيث فشلت الأطراف المتنازعه في ذلك 1022. تلعب مجموعات

التضامن التي تقودها النساء والشبكات المجتمعية والمنظمات غير الحكومية المحلية على المستوى

الشعبي دورا رئيسيا في الوساطة في النزاعات والحماية والأدوار الإنسانية .

 
  1. وقبل الصراع ، في الفترة 2011-2014 ، قادت النساء والفتيات مطالب التغيير المجتمعي التدريجي لجميع اليمنيين. شاركت النساء في مؤتمر الحوار الوطني )NDC( وفي مفاوضات مباشرة مع أولئك الذين سعوا للحفاظ على العادات التمييزية. لقد لعبت المرأه دورا بارزا في اعداد مسودة دستور عام 2015 وساهمت في الغاء أجزاء من قانون الأحوال الشخصية، وقوننت حقوق المساواه، وفرضت حدا أدنى لسن الزواج و وأقرت كوته نسائيه 30 بالمئة في الحكومة. تظل هذه الأحكام غير منفذة من قبل أطراف النزاع. 1024 في عام 2019، قام أحد الشهود الذين قاموا

أي اضا بالمشاركة بمؤتمر الحوار الوطني بإبلاغ الفريق بما يلي.

 

والآن أرى أنه كان من المحتم أن يتدخل الحوثيون أو شخص آخر في مرحلة ما. ما كان يجب أن يحدث في ذلك الوقت ان يتم ايجاد حل للنزاع يأخذ بالاعتبار النوع الجنساني. ولكي يكون أي سلام مستقبلي مستداماا ، نحتاج إلى قلب "اختلال التوازن بين الجنسين في القوة" من أجل إحلال سلام دائم."

مشاركة في مؤتمر الحوار الوطني

 
  1. 7 . استنتاجات
 
  1. بالإضافة إلى النتائج التي توصل إليها الفريق في حالات محددة من العنف على اساس النوع الجنساني في هذا التقرير، يجد الفريق أن الحكومة اليمنية وأعضاء التحالف وسلطات الأمر الواقع مسؤولون عن انتهاكات القانون الدولي لحقوق الإنسان. يوجد أسباب معقولة للاعتقاد بأن أطراف النزاع انتهكت وفشلت في احترام وحماية حقوق النساء والفتيات بما يتعارض مع المواد 1-3 و 5 و 8 و 13-16 من اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة. ويشمل ذلك الفشل في حماية النساء والفتيات من العنف على اساس النوع الجنساني، والفشل في مقاضاة العنف القائم على النوع الجنساني وعدم حماية المدافعين عن حقوق المرأة. كما انتهكت أطراف النزاع المادة 26 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية التي تحظر التمييز، بما في ذلك على أساس الجنس، في الحماية المتساوية للقانون. بالإضافة إلى انتهاكات القانون الدولي لحقوق الإنسان المبينة في هذا الفصل، يوجد انتهاك للحق في الحرية والأمن الشخصي، من خلال الاعتقال التعسفي واحتجاز الرهائن 1026؛ انتهاك حظر التعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة 1027؛ وانتهاك الحريات الأساسية، ولا سيما الحق في حرية التعبير والتجمع 1028. ترقى هذه الأفعال أي اضا إلى انتهاكات القانون الإنساني الدولي1029 وقد تؤدي إلى مسؤولية جنائية عن جرائم الحرب المتمثلة في الاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي والتعذيب والمعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو الاعتداء على الكرامة الشخصية واحتجاز الرهائن .
 
  1. في آٓب/أغسطس2018،كان رد التحالف على الفريق فيما يتعلق بإدعاءات العنف الجنسي هو أن التحالف ملتزم بجميع الإجراءات القانونية ذات الصلة، وأنه لم يتلق قط ادعاءات تتهم موظفيه بالعنف الجنسي والجنساني، وأن الموظفين كانوا مدربين ومؤهلين وفقا للقواعد العسكرية الدولية. أرسل الفريق أسئلة متابعة إلى التحالف يطلب تفاصيل عن هذه الإجراءات والتدريب. لم يستجب التحالف في وقت كتابة هذا التقرير. علاوة على ذلك، إذا تم الافتراض أن التحالف لم يتلق ادعاءات بمثل هذا العنف قبل آب/أغسطس 2018، فقد قدم الفريق للتحالف وقائع واضحة في تقريره الصادر في آب/ أغسطس 2018 إلى مجلس حقوق الإنسان. يدعو فريق الخبراء التحالف وجميع أطراف النزاع إلى إجراء تحقيقات شاملة ونزيهة وشفافة في النتائج التي ذكرها في تقاريره.
 
  1. يشير الفريق بأن هذه الادعاءات بالعنف القائم على اساس النوع الجنساني، والتي تم التحقق منها في هذا التقرير تمثل مؤشرات على وقوع أعمال عنف إضافية من جانب جميع أطراف النزاع والتي تتطلب تحقيقات إضافية.

VIII . تأثير النزاع المسلح على الأطفال

  1. مقدمة
 
  1. يؤثر النزاع المسلح في اليمن تأثير مدمرا على تحقيق الأطفال لحقوقهم الأساسية. وتشمل هذه الحقوق على الحق لـ: الحياة ،البقاء والنمو؛ الحماية من العنف، الإصابة والإيذاء، بما في ذلك العنف الجنسي، وكذلك الزواج المبكر والزواج القسري؛ الحرية والأمن الشخصي؛ عدم التجنيد في القوات المسلحة أو الجماعات المسلحة؛ وكذلك الحق في الصحة والغذاء والتعليم. هذه الحقوق والحماية مكفولة بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان، بما في ذلك اتفاقية حقوق الطفل (التي سيتم الاشاره اليها لاحقا بـ "اتفاقية حقوق الطفل")، واليمن طرف فيها1031. في حالة النزاع المسلح مثل النزاع في اليمن، يحق للأطفال على قدم المساواة الحصول على الحماية بموجب القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني العرفي.
 
  1. انتهاكات الحق في الحياة

 

"لم أجد جثة ابني ، لقد استلمت قدمه فقط، أو ما يمكن أن يكون أشلاء قدمه لدفن شيء رمزي".

[والد طفل يبلغ من العمر 11 عاًما قُتل خلال غارة جوية شنتها قوات التحالف في 09 أغسطس 2018 في صعدة]

 

  1. وفي جميع حالات الهجمات التي استهدفت المدنيين تقريبا والتي وثقها فريق الخبراء، كان الأطفال من بين الضحايا. لقد قُتلوا وُشِّوهوا بشكل أساسي نتيجة الغارات الجوية ، وأي اضا نتيجة حوادث القصف والقنص. أفاد الأمين العام أنه في الفترة من 1 أبريل 2013 إلى 31 ديسمبر 2018 ، قُتل 776 2 طفلاا (1940 فتى و 787 فتاة و 49 طفلاا غير محدد جنسه) وأصيب 732 4 طفلاا (3490 فتى و 1،242 فتاة) نتيجة النزاع المسلح في اليمن . علما أن غالبية ضحايا الأطفال سقطوا بسبب غارات التحالف الجوية ، تليها أعمال الحوثيين.
 
  1. في عام 2016، حذف الأمين العام للأمم المتحدة قوات التحالفكواحد من أطراف النزاع الذي يقوم بقتل وتشويه الأطفال1033 نتيجةا لبعض التدابير المتخذة في عامي 2016 و2017 للحد من تأثير النزاع على الأطفال. وورد أن ذلك تضمن تغييرات في قواعد الاشتباك وإنشاء فريق مشترك لتقييم الحوادث مكلف بمراجعة جميع الحوادث التي تنطوي على إصابات بين المدنيين وتحديد الإجراءات التصحيحية.
 
  1. يعرب فريق الخبراء عن أسفه لأنه على الرغم من التدابير المذكورة أعلاه ، فقد أشار الأمين العام الى وجود زيادة في عدد ضحايا الأطفال في اليمن في عام 2018 مقارنة بعام 1034.2017 فعلى سبيل المثال ، في 9 آب/ أغسطس 2018، في سوق منطقة ضحيان، حي مجز، محافظة صعدة، أصاب التحالف حافلة تقل 50 طفلاا على الأقل ، وجميعهم دون سن 14 عااما ،كانت الحافلة متوقفة على الطريق السريع في السوق. تحقق الفريق من أن الهجوم أسفر عن مقتل 11 صبيا تتراوح أعمارهم بين 10 و 15 سنة كانوا في الحافلة وفي السوق و رجلين على الأقل. كذلك تحقق أنه أصيب ما لا يقل عن 12 صبيا. علما بأن التقارير التي تلقاها الفريق تشير إلى أن عدد الضحايا أكبر من العدد الذي تم التحقق منه، من بينها تقارير الأمم المتحدة التي تشير إلى مقتل 39 صبيا وجرح 47.
 
  1. ومما يثير القلق بوجه خاص النيران غير المباشرة لأسلحة ُتحدث أثارا واساعا والاستخدام العشوائي للألغام الأرضية، بما في ذلك الألغام الأرضية المضادة للأفراد، وتأثيرها المقلق على الأطفال. 1035 إن ضعف الأطفال وتركيبتهم تجعلهم أكثر عرضة للوفاة بعد الانفجارات مقارنة بالكبار مما يجعل إعادة تأهيلهم أكثر صعوبة1036. تشير التقارير إلى أن عدد ضحايا الألغام الأرضية من الاطفال والموثقة في تقرير الأمين العام قد بلغت 728 ضحية - 149 قتيلاا (123 فتى و 26 فتاة) و 579 جريحا (478 فتى و 101 فتاة) من 2013 إلى 10372018 . على سبيل المثال فبينما كان مقاتلوا الحوثييون - صالح ينسحبوا من عدن ولحج في عام 2015 ، قاموا بزرع ألغام أرضية في المناطق التي كانت خاضعة لسيطرتهم في السابق. ففي 24 سبتمبر 2015، في منطقة قبيطة في لحج، داس طفل يبلغ من العمر 13 عااما على لغم أرضي مضاد للأفراد وانفجر به مباشره، مما أدى إلى بتر ساقه اليمنى1038. كما هو الحال في هذه الحالة، فقد خلص فريق الخبراء إلى أنه في معظم الحالات التي أصيب فيها الأطفال، غّيرت الإصابات حياتهم وخضعوا فيكثير من الحالات لعمليات جراحية. (للاطلاع على مزيد من المعلومات عن حوادث القصف والألغام الأرضية، انظر فصول عن معركة عدن وتعز والحديدة).
 
  1. بالإضافة إلى ذلك، تحقق فريق الخبراء من مقتل أطفال صغار على يد قناصة الحوثيين- صالح في عدن في عام 2015 وعلى يد القناصة الحوثيين في تعز في عام 2019. كما تلق فريق الخبراء مزاعم أخرى عن قناصة تسببوا في إصابات أطفال في تعز والتي لا تنسب إلى أي طرف معين في النزاع. على سبيل المثال، في 30 حزيران/ يونيو 2017، قُتل صبي يبلغ من العمر 8 سنوات برصاص قناص خارج منزله في شمال غرب مدينة تعز عندما كان هو وأمه قد عادوا هناك لجمع بعض مقتنيات بعد ترحيلهم إلى وسط تعز بعد القتال في منطقتهم. 1039 (للحصول على معلومات إٕضافية عن حوادث القنص، انظر الفصول عن تعز ومعركة عدن).
  2. تأثرت حقوق الأطفال الأساسية في الحياة والحماية من العنف والإصابة والإيذاء بشكل كبير، وفي بعض الحالات انتهاك من قبل أطراف النزاع. بالإضافة إلى الإصابات الجسدية، من المرجح أن يؤدي تعرضها لأحداث تهدد الحياة ، في كثير من الحالات ، ممكن ان تؤدي إلى اضطرابات الصحة العقلية طويلة الأجل. بالنظر إلى الطبيعة المطولة للنزاع في اليمن ، يجب على أطراف النزاع فورا اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية الأطفال ، بما في ذلك ضمان وجود تدابير وقائية وتخفيفية أثناء العمليات العسكرية. لضمان حماية الأطفال ، ويجب أن تحترم هذه العمليات أي اضا القانون الدولي الإنساني، وخاصة مبادئ التمييز والتناسب والحذر اثناء الهجوم.
 
  1. تجنيد الأطفال في القوات المسلحة أو الجماعات المسلحة واستخدامهم في القتال من قبل أطراف النزاع
 
  1. قام فريق الخبراء بتوثيق تجنيد واستخدام أطفال دون سن 18 عااما من قِبل جميع أطراف النزاع منذ أيلول/ سبتمبر 2014 بما فيهم الأطفال تحت سن الـ15 عااما. وشمل ذلك 33 تقريارا مباشارا عن أطفال الذين تم تجنيدهم، وفي بعض الحالات استخدموا في الأعمال العدائية من قبل القوات والجماعات المسلحة في اليمن منذ أيلول/ سبتمبر ٢٠١٤.
 
  1. يحتوي كل من القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان على أحكام تتعلق بالتجنيد في القوات أو الجماعات المسلحة واستخدام الأطفال في الأعمال العدائية. في حين تنص المادة 1 من اتفاقية حقوق الطفل على أن الطفل هوكل إنسان دون سن 18 عااما ، فإن تجنيد واستخدام الأطفال الذين لم يبلغوا 15 عااما فقط ممنوع بموجب القانون الدولي الإنساني .
 
  1. فيما يتعلق بتجنيد الأطفال واستخدامهم في أعمال القتال بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان، اليمن عضو في البروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل بشأن اشتراك الأطفال في النزاعات المسلحة ، (يشار إليه لاحقا "البروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل") ، الذي يفرض حظرا على التجنيد الإجباري واستخدام الأطفال في الأعمال العدائية لجميع الأطفال دون سن 18 عااما. اليمن أي اضا طرف في اتفاقية العمل الدولية المتعلقة بحظر أسوأ أشكال عمل الأطفال والإجراءات الفورية للقضاء عليها (رقم 182) . أقرت اليمن قانوانا وطنياا مشابهاا يتضمن حظارا على تجنيد واستخدام الأطفال دون سن 18 عااما كجنود1045. ومع ذلك ، لا يجّرم القانون اليمني تجنيد الأطفال دون سن 18 1046عااما واستخدامهم في أعمال عدائية ، ويسمح القانون الجنائي الدولي بمحاكمة من ينتهكون هذه المحظورات بتجنيدهم واستخدامهم للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً .
 
  1. في 23 يناير 2019 ، خضع اليمن للمراجعة الدورية الشاملة الثالثة (يشار اليها لاحقا باسم "المراجعة الدورية الشاملة") أمام مجلس حقوق الإنسان1048. أشارت الحكومة اليمنية إلى أنها أيدت التزامات باريس لحماية الأطفال من التجنيد غير القانوني أو الاستخدام من قبل القوات المسلحة أو الجماعات المسلحة. وأفادت الحكومة أيضا أن الدولة قبلت الالتزامات المتعلقة بحقوق الطفل وحمايتها بموجب استراتيجية مكافحة تجنيد الأطفال وتعزيز تسريحهم وإعادة تأهيلهم. أبلغ اليمن مجلس حقوق الإنسان خلال الاستعراض الدوري الشامل أن أحد هذه التدابير هو التوقيع في كانون لأول/ ديسمبر 2018 على خارطة الطريق لخطة العمل للعام 2014، والتي روجت لها الأمم المتحدة لحماية الأطفال في النزاعات المسلحة .
 

تجنيد واستخدام الأطفال من قبل القوات المسلحة اليمنية والجماعات المسلحة التابعة لها

 

676.في عامي 2015 و 2016 ، جندت المقاومة الجنوبية عشرات الأطفال في عدن. قال جندي طفل سابق لفريق الخبراء إن المجموعات جندته في سن الثانية عشرة.1050 وقال الطفل إن والده سمح له فقط العمل بنقطة تفتيش ، وعدم الانضمام إلى المعركة. قال الطفل بأن "نقطة التفتيش كانت موجودة خلف الخط الأمامي ... الخط الأمامي لا يبعد أكثر من 200 متر عن طريق العقبة حيث قام 10 من أصدقائي بدوريات. على الخط الأمامي نفسه ، على بعد 200 متر ، تم نشر 10أطفال آخرين ". 1051فيما يتعلق بدوره ، أضاف الطفل :

 

"كان دوري هو تفتيش ملابس وحقائب الناس ، وخاصة النساء. كل يوم كنت أسمع إطلاق النار وشعرت بالانفجارات ولكن نقطة تفتيشنا لم تكن مستهدفة مباشرة. كانت مسؤوليتي العثور على المتعاونين والحوثيين. في إحدى المرات ، فتشت امرأة وعثرت على أموال وقنابل."

 

  1. 67 تلقى فريق الخبراء أدلة دامغة حول التجنيد "القسري" و "الطوعي" لما لا يقل عن 27 طفلاا لا تتجاوز أعمارهم 13 عااما من قبل القوات المسلحة اليمنية وكذلك من قبل الحزام الأمني المدعوم من الإمارات العربية المتحدة ، الوية العمالقة ، وقوات النخبه الشبوانيه ، وذلك منذ عام 1053 2017. من بين هؤلاء الاطفال ، ما لا يقل عن 22 طفلاا - بعضهم لا يتجاوز عمره 13 عااما - تم تجنيدهم بواسطة الحزام الأمني والوية العمالقة – وتم استخدامهم في الأدوار القتالية طوال الحملة العسكرية في الحديدة عام 2018. وفاقا إلى المعلومات التي جمعها فريق الخبراء ، توفي خمسة اطفال وأصيب خمسة آخرون. ومن بين الأطفال الخمسة الذين قُتلوا ، أحدهم تم تجنيده في سن 16 عااما ، كان على وشك العودة إلى المنزل بحلول نهاية كانون الأول/ ديسمبر 2018 حيث تلقى راتبه ووافقت الأطراف على وقف إطلاق النار. استلم والد الطفل جثة ابنه في 24 كانون الأول/ ديسمبر والذي أصيب بعيار ناري عيار 23 ملم في بطنه. أخبر الأب فريق الخبراء بهذه التجربة :
 

"[ابني] كان جثة هامده ... اللواء العاشر أحضره إلى المستشفى، لقد انهرت عندما قال لي الضابط" انا لله وانا اليه راجعون ... "تفحصت الجثة. لقد أصيب بطلق ناري عيار 23 ملم في بطنه وخرجت كل احشاءه (خارج بطنه) ،لقد كان التاريخ 24 ديسمبر 2018 ... لم يتمكنوا من استعادة الجثث إلا في اليوم الثالث ، في 23 ديسمبر وفقط بعد تكثيف التحالف للغارات الجوية. أخبرني أن ابني توفي بسبب النزيف وعدم الاهتمام. كان خطأ ابني أنه ولد في بلد متخلف ، بلد لا يعرف قيمة الأطفال ولا يحترم مشاعرهم. وُلد في بلد به ميليشيات وحكومة فاسدة."

 

678.تمت مقابلة ثلاثة جنود اطفال ممن تم تجنيدهم في عمر 14 و 15 و 17 عااما بواسطة الحزام الأمني وألوية العمالقة حيث افادوا أنهم شاركوا في الهجوم في المخا، ثم في هجوم الحديدة1055. ذكر أحد من أجريت معهم المقابلات التالي:

"لم أتخيل أبداا أنني سوف أنضم إلى القوات المسلحة أو الجيش. كان حلمي أن أصبح معلم ... عندما سقط الحوثيون، قررت البحث عن وظيفة بأي طريقة لمساعدة أسرتي في نفقات المنزل. ارتفعت الأسعار ولم يكن راتب والدي كافياا. في بداية عام 2016 ... قررت الالتحاق ، وساعدني أقاربي لأن معظمهم في الجيش، كان عمري ما يقارب 15 سنة. التحقت بالجيش وذهبت إلى التدريب في محافظة عدن لمدة 4 أشهر."

 

679.أوضح أحد الضحايا ، الذي تم تجنيده في أبين ، وهو في سن 15 عااما ، أن التجنيدكان يتم بمعظمه من قِبل شخص في القرية مسؤول عن تلك الأمور (لم يتم ذكر اسمه) ، لكنه أي اضا "تم حثه للانضمام إلى القوات "من قبل الأصدقاء والأقارب. تم نقل الطفل مباشرة إلى الجبهة الأمامية. يتذكر ذلك لأنها"معركته الأولى" وكان يرى العديد من الوفيات .

 

680.أجرى فريق الخبراء مقابلات مع ثلاثة شهود أخبروا عن تجنيد صبي يبلغ من العمر 14 عااما على يد قوات النخبة الشبوانية في شبوة في سبتمبر 2018 كجزء من حملة تجنيد إجباري. قُتل الطفل في يناير 2019 أثناء مداهمة قرية في الحجر بمحافظة شبوة. أفادت المصادر أنه تم تجنيد أربعة أطفال على الأقل دون سن 16 عااما من قبل قوات النخبة الشبوانية في يناير 1058.2019 681.في فبراير 2019 ، قُتل صبي يبلغ من العمر 17 عااما، تم تجنيده في وقت مبكر من عام 2018 في تعز ، جراء لغم أرضي بالقرب من الحدود الشمالية بين اليمن والسعودية. أخبرت أسرته فريق الخبراء أنه تم تجنيده من خلال قوات المقاومة / القوات المسلحة اليمنيه، التي انضم إليها من الحوبان. أبلغت العائلة فريق الخبراء أن بطاقة هوية الصبي أظهرت بوضوح عمره. وأبلغت مصادر أخرى فريق الخبراء أن القوات المسلحة اليمنية تتحقق من بطاقات الهوية وشهادات الميلاد .

 

682.لدى فريق الخبراء أسباب معقولة للاعتقاد بأن أفراد في القوات المسلحة اليمنية ، والجماعات المسلحة التابعة لها، بما في ذلك جماعات المقاومة والحزام الأمني المدعوم من الإمارات العربية المتحدة، وألوية العمالقة، وقوات النخبه الشبوانية، قاموا بتجنيد الأطفال دون سن الخامسة عشرة وفي بعض الحالات، تم استخدامهم للمشاركة في الأعمال العدائية. تعتبر هذه الأعمال انتهاكات خطيرة للقانون الدولي الإنساني، وقد تؤدي إلى مسؤولية جنائية فردية عن جرائم الحرب. لقد فشلت الأطراف المذكورة أعلاه أي اضا في الامتثال للقانون الوطني والدولي فيما يتعلق بالتجنيد القسري واستخدام الأطفال دون سن 18 عااما للمشاركة في الأعمال العدائية. فيما يتعلق بالتجنيد الطوعي للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 15 عااما ، يلاحظ الفريق أنه يبدو وأن الأطراف لم تمتثل للضمانات المنصوص عليها في البروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل.

 

تجنيد واستخدام الأطفال من قبل جماعة الحوثي المسلحة

 

683.يلاحظ فريق الخبراء أن الممارسة المتبعة المتمثلة في تجنيد الأطفال من قبل جماعة الحوثي المسلحة مستمرة.1062 خلال الفترة المشمولة بالتقرير، من أيلول/ سبتمبر 2014 إلى حزيران/ يونيو 2019، قام الفريق بتوثيق 12 حالة تجنيد أطفال جديدة واستخدامهم، لا تتجاوز أعمارهم 12 عااما. لقد استخدم الحوثيون الأولاد في القتال وفي نقاط التفتيش ولزرع الأجهزة المتفجرة1063. تم تجنيد هؤلاء الأطفال في محافظات عدن وعمران وصعدة وصنعاء وتعز في الفترة 2015-2018. ووفاقا للمعلومات الواردة، شارك أربعة على الأقل من هؤلاء الأطفال (من عمر 14 إلى 16 عااما) في القتال، واستخدم طفل واحد عمره 12 عاماً كحمال.

 

 684.ومع ذلك ، يبدو أن تجنيد الحوثيين هو أكثر بكثير مما تمكن فريق الخبراء من التحقق منه. وفاقا لما ذكره الأمين العام ، من بين 3034 طفلاا تم تجنيدهم خلال الحرب في اليمن ، تم تجنيد ١٩٤٠(64 بالمائة) من قبل الحوثيين.1065 في مايو 2019 ، أبلغت سلطات الأمر الواقع فريق الخبراء أن الحد الأدنى للسن الذي حدده القانون للتجنيد العسكري في اليمن هو 18 عااما. كما ذكرت سلطات الأمر الواقع أنها أعطت تعليمات بعدم تجنيد أطفال تقل أعمارهم عن 18 عاماً.

 

685.خلال معركة عدن في عام 2015 ، أفاد شهود عيان أنهم رأوا أطفاالا جنوادا مع الحوثيين في عدن وحولها. على سبيل المثال ، قال أحد الشهود إن الأطفال كانوا يحرسون نقاط التفتيش في منطقتي الحوطه وزنجبار.1066 وفقا للمصادر، تم تجنيد بعض هؤلاء الأطفال من نفس المناطق.1067 في عام 2016 ، في تعز ، يقال إن مقاتلي الحوثيين كانوا يقومون بتجنيد الأطفال واستخدامهم في ساحة المعركة. على سبيل المثال ، طفل يبلغ من العمر 13 عااما تم تجنيده في عمران تم اعتقاله من قبل القوات الموالية للحكومة في تعز .

 
  1. في ديسمبر / كانون الأول 2017 وخلال عام 2018، استخدم الحوثيون الأطفال خلال المعارك في منطقة بيحان (البيضاء)، وفي شبوة 1069 وفي الضالع. في كانون الأول/ ديسمبر 2017 ، انسحب الحوثيون من منطقة بيحان. كان الأطفال من بين الضحايا. كما تم اعتقال العشرات من الأطفال1070. وفي حالة أخرى وثقها الفريق ، ألقت القوات المسلحة اليمنية القبض 1071 على أحد الأطفال الحمالين الذين تقل أعمارهم عن 15 عااما كان يدعم الحوثيين ونُقل إلى مأرب. في وقت كتابة هذا التقرير ، كانت السلطات الحكومية تحاول الوصول إلى والدي الطفل .
  1. قدم الشهود معلومات إضافية عن أساليب تجنيد الحوثيين وكذلك عن أساليب تلقينهم في المدارس1073. بينما في حالات معينة، تم اختطاف الأطفال وإجبارهم على الانضمام إلى مقاتلي الحوثي1074 ، وفي حالات أخرى لاحظ فريق الخبراء أن الأطفال إما تبعوا أفراد أسرهم المقاتلين أو أفراد مرتبطين بالقوات وذلك بعد برامج التدريب الإيديولوجية. في مناسبات أخرى، انضم الأطفال إلى الحوثيين لدعم أسرهم ماليا1075 . وذكر الشهود أي اضا أنه في كل حي، هناك أشخاص يجذبون الأطفال وويستدرجوهم للانضمام إلى الجماعة المسلحة. في صنعاء، هؤلاء الاشخاص الذين يجندوا هم أعضاء في اللجان الشعبية أو يزعمون أنهم أعضاء في اللجان الشعبية ، والتي أبلغت سلطات الأمر الواقع أنها جزءاا رسمياا من الجماعة الحوثية المسلحة.

688.هناك طريقة أخرى تستخدم لتجنيد الأطفال هي "تلقين العقائد". ففي المدارس العامة والخاصة، يقوم الضباط بإلقاء محاضرات منتظمة للأطفال حول "الملازم"1077. أخبرت إحدى الامهات فريق الخبراء بأن لديها كوابيس حول مستقبل ابنها. لقد إطلع مع أطفال آخرين في صفه بصنعاء على صور أطفال ميتين، تم تقطيعهم، اعتادوا تشجيعهم على القتال. تلقى فريق الخبراء رواية مباشرة لمعلم سابق تم إلقاء القبض عليه لأنه رفض تعبئة الشباب والتعاون في حملة لتجنيد الأطفال في عمران. وفاقا للشاهد ، لدى الجماعة الحوثية المسلحة سياسة لتجنيد الأطفال، والتي يتم تنفيذها بطريقة منظمة

ومنتظمة.

  1. لدى فريق الخبراء أسباب معقولة للاعتقاد بأن الجماعة الحوثية المسلحة قامت بتجنيد الأطفال دون سن الخامسة عشرة ، وفي بعض الحالات ، استخدموهم للمشاركة في الأعمال العدائية. تعتبر هذه الأعمال انتهاكات خطيرة للقانون الدولي الإنساني، وقد تؤدي إلى مسؤولية جنائية فردية عن جرائم الحرب. بالإضافة إلى ذلك، انتهك الحوثيون القانون الوطني والقانون الدولي لحقوق الإنسان الذي يحظر تجنيد الأطفال دون سن 18 عاماً.

التزامات الأطراف بموجب المادة ٦(3) من البروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل

690.لغاية الآن ، لم يتلق فريق الخبراء سوى القليل من المعلومات عن أي إجراء اتخذته مباشرة الحكومة اليمنية والقوات التابعة لها والجماعات المسلحة لضمان تسريح الأطفال1079 ونزع سلاحهم وإعادة تأهيلهم وإعادة إدماجهم في المجتمع.1080 الفريق ليس على علم بأي إجراءات اتخذتها أطراف النزاع للإفراج عن الأطفال. التدبير الوحيد الذي يدركه الفريق هو أنه في بعض الحالات ، وبعد ان تم أسراطفال شاركوا في ٔأعمال عدائٔية، يقال إنهم بموافقة مسبقه من والديهم ،قامت القوات المسلحة اليمنية بارسال هؤلاء الأطفال إلى مركز انشئ من قبل منظمة غير حكومية من أجل "إعادة تأهيل" الجنود الأطفال في مدينة مأرب .

  1. تم إنشاء هذا المركز في عام 2017 في مدينة مأرب ، ويتم تمويله من مركز الملك سلمان للإغاثة، وهو مؤسسة خيرية في المملكة العربية السعودية. 1082 ووفقا للمعلومات التي تلقاها الفريق1083، يتم اختيار الأطفال بواسطة عمال ميدانيين في مناطق مختلفة، معظمهم من مخيمات النازحين داخليا في مآرب و"مراكز الاحتجاز" التي تديرها القوات الحكومية. يقبل المركز الأطفال فقط طالما أن والديهم قد وافقوا على ذلك. صرح الأشخاص الذين تمت مقابلتهم بأن معظم الاطفال الجنود الذين تمت معالجتهم من قبل المركز هم حوثيين، ولكنكان عدادا من الأطفال مرتبطين ساباقا

بالقوات المسلحة اليمنية والجماعات التابعه لها.

692.في حين وصف أحد الشهود هذا المركز بأنه المكان الوحيد "المعتمد" من قبل الحكومة اليمنية لتقديم مثل هذه الخدمات، من غير الواضح مستوى الرقابة الحكومية على أنشطة المركز وأي تنسيق إضافي مع وكالات حماية الطفل، بما في ذلك وكالات حماية الطفل التابعة للأمم المتحدة الدعم المقدم لأولئك القادرين على الوصول إلى المركز هو جزء أساسي من إعادة تأهيلهم. ومع ذلك ، يلاحظ الفريق أن تحديد هؤلاء الأطفال كجنود سابقين قد يسبب لهم وصمة عار ، مما يؤدي إلى نتائج عكسية لإعادة ادماجهم. وفي هذا الصدد ، الفريق يؤكد على دعوة الأمين العام إلى جميع الأطراف لتعزيز مشاركتها مع الأمم المتحدة لوضع واعتماد إجراءات تشغيل موحدة للإفراج عن الأطفال المرتبطين بأطراف النزاع وإعادة إدماجهم ومنحهم إمكانية الوصول الفوري إلى الجهات الفاعلة في حماية الأطفال المدنيين لتسهيل إطلاق سراح هؤلاء الأطفال وإعادة إدماجهم في مجتمعاته .

 
  1. 4 . انتهاكات الحق في الحرية والأمن الشخصي والحماية من العنف
 

"لقد تم إلقاء القبض علي مباشرة قبل امتحاناتي النهائيه ، لذلك ليس لدي أمل في إنهاء تعليمي. كنت طالبا جيدا. لقد باعت أسرتي منزلها لإنقاذ حياتي ... الأشخاص الذين ألقوا القبض علي جرحوني وأخافوني ، وأخذوا تعليمي وحياتي مني"

الناجي من التعذيب بما في ذلك الاعتداء الجنسي البالغ من العمر 16 عاًما من قبل سلطات الأمر الواقع الاعتقال

 

693.وجد فريق الخبراء حالات أطفال محرومين من حريتهم بسبب ارتباطهم المزعوم بأطراف معارضة. يوفر القانون الدولي الإنساني حماية خاصة للأطفال المحتجزين الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً. ويوفر القانون الدولي لحقوق الإنسان حماية إضافية للأطفال المحتجزين تحت سن الـ18 أولاا، لا يجوز احتجاز الأطفال إلا كتدبير أخير ولأقصر فترة زمنية مناسبة، ويجب اخذ مصلحة الطفل بعين الاعتبار كاولويه اولى. يجب احتجاز الأطفال في مرافق منفصلة عن المحتجزين البالغين.

 
  1. في كانون الأول/ ديسمبر 2017، اعتقلت القوات المسلحة اليمنية والجماعات التابعة لها الأطفال الذين يقاتلون إلى جانب المقاتلين الحوثيين في منطقة بيحان بمحافظة شبوة، وتم نقلهم إلى احد السجون في مأرب دون توجيه تهم إليهم. 1093 في حين قام الفريق بتوثيق التعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة التي ارتكبتها قوات الحزام الأمني المدعومة من دولة الإمارات العربية المتحدة، وجد الفريق أن صبياا يبلغ من العمر 15 عااما اعتقلته قوات الحزام الأمني في عدن في أيار/ مايو 2019 توفي في الاحتجاز نتيجة التعذيب1094. ومما يثير القلق الشديد عدد الأطفال المحتجزين في عدن في سجن بير أحمد الثاني الخاضع لسيطرة قوات الحزام الأمني التي تدعمها الإمارات. في هذا المرفق، لايزال هناك 11 طفلاا على الأقل مرتبطين ساباقا بالحوثيين محتجزين بمعزل عن العالم الخارجي، دون أي تهم رسمية، بعضهم منذ العام ٢٠١٥.
 

695.حسب المعلومات المباشرة، قام مقاتلو الحوثي بتعذيب الأطفال في صنعاء، بما في ذلك الاعتداء الجنسي. في مايو 2015 تم القبض على صبي يبلغ من العمر 16 عااما من قبل الحوثيين واحتُجز لمدة عامين في سجن الأمن السياسي في صنعاء. لم يتم توجيه أي تهم ضد الطفل، وتم استجوابه مراارا، وضربه على خصيتيه وبكابلات معدنية، وتعرض للكهرباء. لقد تم الضغط عليه للاعتراف بان له علاقه مع حزب الإصلاح. ونتيجة التعذيب ، بما في ذلك العنف الجنسي خلال الفترة 2015-2017 ، أصيب الطفل بالشلل وبعد عدة أشهر من إطلاق سراحه ، تعافى جزئياً فقط .

 

696.لدى الفريق أسباب معقولة للاعتقاد بأن قوات الحزام الأمني المدعومة من الإمارات العربية المتحدة والجماعة الحوثية المسلحة وسلطات الأمر الواقع قد انتهكت الحق في الحرية والأمن الشخصي ، أي من خلال الاعتقالات التعسفية واحتجاز الأطفال ، بما في ذلك انتهاك حقوق الطفل، بالاضافة الى حقوق المحاكمة العادلة ، وكذلك التعذيب وغيره من اصناف سوء المعاملة. من خلال هذه الأفعال، انتهكوا أي اضا الحماية المحددة الممنوحة للأطفال بموجب اتفاقية حقوق الطفل، والتي تقيد احتجاز الأطفال كتدبير أخير ولأقصر فترة زمنية مناسبة.

 

697.كما يتضح من الأجزاء الأخرى من هذا التقرير ، فإن الانتهاكات الخطيرة لحقوق الطفل تنشأ عندما يتعرضون للاحتجاز التعسفي ويتعرضون لمختلف أشكال التعذيب وغيره من اصناف سوء المعاملة ، بما في ذلك العنف الجنسي. عندما تنتهك حقوقهم في سياقات مثل هذه ، تكون الندوب عميقة وتستغرق سنوات للشفاء.

 

العنف الجنسي

  1. قام فريق الخبراء بتوثيق حوادث العنف الجنسي ضد الأولاد المحتجزين من قبل الإمارات العربية المتحدة وسلطات الأمر الواقع (انظر الى الفصل الخاص بتحليل النوع الجنساني والعنف القائم على نوع الجنس في الفصل الخاص بذلك). في كلا السياقين، بين عامي 2016 و 2019، وثق الفريق اغتصاب أربعة أولاد وفتاة واحدة على أيدي قوات الحزام الأمني. وثق الفريق كذلك اغتصاب صبيين وفتاه، ومحاوله اغتصاب فتاة، والاعتداء الجنسي على صبي من قبل افراد من اللواء 35. (أنظر إلى الفصل حول عدن والجنوب).
 

699.تلقى فريق الخبراء أي اضا بشكل منفصل تقارير عن أعمال عنف جنسي ضد الأطفال، وخاصة الصبيان، في محافظة تعز. يشمل الجناة أشخا اصا يُزعم أنهم أعضاء في مجموعات تابعة للقوات المسلحة اليمنية. في وقت كتابة هذا التقرير ، لم يكن الفريق قد أنجز التحقيقات في انتماء الجناة ، أو في الجهود التي بذلتها السلطات لمحاكمة الجناة المزعومين.

 

700.هذه الأفعال التي يرتكبها أفراد في سلطات الأمر الواقع وقوات الحزام الأمني المدعومة من الإمارات العربية المتحدة وافراد من اللواء 35 تشكل انتهاكات للقانون الإنساني الدولي بموجب المادة 3 المشتركة بين اتفاقيات جنيف التي تحظر المعاملة اللاإنسانية والبروتوكول الإضافي الثاني الذي يحظر العنف في الحياة، والصحة والرفاه البدني أو العقلي للأشخاص. 1098 هذه الافعال قد تؤدي إلى مسؤولية جنائية عن جرائم الحرب المتمثلة في ارتكاب الاغتصاب أو أي شكل آخر من أشكال العنف الجنسي ، والاعتداء على الكرامة الشخصية.1099 ويلاحظ الفريق أي اضا أن هذه الأفعال ترقى إلى انتهاكات لقانون حقوق الإنسان بموجب اتفاقية حقوق الطفل1100 من خلال أطر الحق في التمتع بأعلى مستوى ممكن من الصحة البدنية والعقلية.

 الطفل والزواج المبكر والقسري

701.في حين تحظر اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة زواج الأطفال 1102 ، فإن قانون حقوق الطفل اليمني 45 لا يعالج مسألة زواج الأطفال ولا يحدد الحد الأدنى لسن الزواج. أظهرت التقارير التي استعرضها فريق الخبراء أن الزواج من الأطفال والزواج المبكر والزواج القسري قد زاد خلال فترة الصراع. في عام 2013 ، على سبيل المثال ، اي قبل النزاع ، أظهرت الدراسة الاستقصائية الوطنية للصحة والديمغرافية في اليمن أن 31.9 في المائة من النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 20 و 24 سنة تزوجن قبل سن 18 عااما وأن 9.4 في المائة تزوجن قبل بلوغ سن 15 عااما1103. في 2017، وجدت دراسة استقصائية عن زواج الأطفال أجرتها اليونيسف في ست محافظات في اليمن أنه نتيجة للصراع أصبح زواج الأطفال آلية اعتياديه تكيفت معها الأسر. رغم أن الدراسة محدودة ، فقد وجد أن 72.5 في المائة من المجيبين أشاروا إلى أنهم تزوجوا قبل بلوغهم سن 18 عاماً.

 

702.أوضح من أجريت معهم مقابلات من قبل الفريق أن "زواج الأطفال" ممارسة شائعة في اليمن ، ويعزى ذلك إلى حد كبير إلى الفقر وتفاقمه وبسبب النزاع المسلح. قام الفريق بتوثيق الحالات التي شعر فيها الآباء - وخاصة بين الأسر الفقيرة والمشردة ، وبالتالي في حالة الضعف المالي والجسدي - بأنهم مضطرون إلى تزويج بناتهم في سن 11 عااما لتزويدهم بالمأوى والامن الاقتصادي. لانهم لا يمكنهم توفيره بأنفسهم، وهذا يخفف عنهم في الوقت نفسه الضغط من اجل إطعام وحماية شخص أخر في العائلة.

 

703.تلق الفريق روايات مباشرة من خمس فتيات متزوجات في سن 11 و 14 و 15 و 17 سنة.1105 في إحدى الحالات ، أجبر والد فتاة تبلغ من العمر 11 عااما على الزواج من رجل يبلغ من العمر 30 عااما، علما بانه متزوج من زوجة اخرى ولديه أطفال آخرون. نتيجة الجماع الجنسي ، تم إدخال الفتاة إلى المستشفى بسبب نزيف حاد وإصابات1106. في حالة أخرى، أجبرت طفلة تبلغ من العمر 14 عااما على الزواج من ابن عمها الذي كان أكبر من عمرها 11 عااما، وتعرضت للعنف المنزلي الوحشي 

704.ويساور الفريق القلق لأنه، خلال النزاع، لم تتم حماية الحقوق الأساسية للفتيات لأنهن تعرضن لمزيد من العنف وخطر الاستغلال، بما في ذلك العنف المنزلي والجنسي. انظر الفصل الخاص بالعنف القائم على النوع الاجتماعي لمزيد من التفاصيل.

  • انتهاكات الحق في الصحة والبقاء والتنمية

 

705.خلال النزاع في اليمن ، انُتهكت الحقوق الأساسية للأطفال ، فمن الحقوق التي تم إنتهاكها من قبل أطراف النزاع ، الحق في الحياة، والصحة ، العيش مع الأسرة والمجتمع ، وتنمية شخصية الطفل ، ورعايته وحمايته . 1108 بالإضافة إلى أحكام القانون الدولي الإنساني التي تحمي خدمات الرعاية الصحية ، تفرض المادة 24 من اتفاقية حقوق الطفل التزااما قوايا من جانب الدول الأطراف لضمان إتاحة الخدمات الصحية وغيرها من الخدمات ذات الصلة وإتاحتها لجميع الأطفال ، مع إيلاء اهتمام خاص للمناطق التي تعاني من نقص الخدمات والسكان.

  1. شهدت اليمن تدمير أو إغلاق للمنشآت الصحية نتيجة لـ: الهجمات والاستخدام العسكري والعنف وانعدام الأمن، الافتقار إلى المخصصات المالية لتشغيل المرافق ؛ ندرة الإمدادات وتعطيل سلاسل الإمداد ؛ نقص الموظفين وخاصة الموظفين المتخصصين وذلك بسبب عدم دفع رواتب العاملين في القطاع الصحي وهجرة الكادر الطبي المدرب.
 

الاستخدام العسكري للمرافق الطبية

 

707.لا يجوزاستخدام المنشآت الطبية شاملاا الوحدات الطبية ووسائل النقل من اجل حماية الأهداف العسكرية من الهجمات أو استخدامها خارج وظيفتها الإنسانية.1110 لقد وثّق فريق الخبراء الاستخدام العسكري المباشر للمرافق الطبية منذ بداية النزاع ، والتي تسببت بتقويض توفير خدمات الرعاية الصحية. وقد أدى ذلك في كثير من الأحيان إلى هجمات من جانب الأطراف المعارضة.

للحصول على أمثلة ، راجع فصول معارك عدن والحديدة في هذا التقرير.

هجمات أثرت على المرافق الطبية

 

708.بموجب قواعد القانون الدولي الإنساني، يتمتع العاملون في المجال الطبي والمرافق والبنيه التحتيه الأساسية والذين تم تكليفهم بالقيام بأنشطة ذات طبيعة طبية حصرية بحماية خاصة. هذا يعني أنه حتى في الحالات التي قد تشكل فيها هدفاا عسكريا في وقت معين (على سبيل المثال بسبب الاستخدام العسكري من قبل طرف في النزاع) ، فإن الهجوم ضدهم لن يكون قانونياا إلا بعد توجيه تحذير مسبق لهم، مع ترك فترة زمنية لتصحيح الوضع من حيث المبدأ وبعد بقاء التحذير المذكور دون إدراك.

 

709.وجد فريق الخبراء أن الحصول على الرعاية الصحية في اليمن لا يزال قليل بسبب الاضرار التي سببتها الأطراف وتدميرها لهذه المرافق الصحية. وفاقا للأمين العام للأمم المتحدة، تم تنفيذ 119 هجواما على المنشآت الطبية والعاملين خلال الفترة ما بين 2015-.201٨ كذلك وثق فريق الخبراء حالات الاستخدام العسكري للمرافق الطبية، والتي غالبا ما أدت إلى هجمات من قبل الأطراف الأخرى. في تقرير سابق لفريق الخبراء تمت الاشاره الى عده هجمات ذات صلة، بما في ذلك الهجمات الجوية للتحالف التي نُفذت في عامي 2015 و 2016 ضد منشآت أطباء بلا حدود في محافظتي صعدة وحجة. 1112وفي الآونة الأخيرة، حقق الفريق في غارة جوية شنتها قوات التحالف في 11 حزيران/ يونيو 2018 على مركز علاج الكوليرا التابع لمنظمة أطباء بلا حدود في مديرية عبس بمحافظة حجة. علما بان المركز لم يكن قد تم افتتاحه بعد حيث تم إنشاءه حديثاا ليتم افتتاحه بمجرد بدء "موسم الكوليرا". كان المرفق يستوعب ما يقارب 50-60 سريراً.

 

710.في مدينة الدريهمي، بمحافظة الحديدة، تم تدمير وحدة الأمومه والطفولة الوحيده الموجوده في المدينه تدميرا جزئياً خلال غارة جوية شنتها قوات التحالف في 11 أكتوبر 2018. 1114 علم الفريق خلال مقابلاته أنه في نفس اليوم تم قصف مستشفى ريفي من قبل أطراف مجهولة. ونتيجة لذلك، تُركت مدينة الدريهمي دون مرافق وخدمات لمساعدة النساء أثناء الحمل والولادة. تعرض مركز التغذية العلاجية في مستشفى الكتاف الريفي في صعدة لأضرار بسبب غارة جوية شنتها قوات التحالف في ٢٦ مارس 2019 في المنطقة المجاورة للمستشفى

 

 . 711.إن الغارات المذكورة أعلاه، إذا ثبت أنها هجمات متعمدة ضد مرافق الرعاية الصحية ، قد تؤدي إلى مسؤولية جنائية فردية عن جريمة الحرب والمتمثلة في مهاجمة الأشياء المحمية عمدا.

 

الحصول على الصحة

 

712.قلل النزاع من عدد المرافق الطبية العاملة، لا سيما تلك التي تقدم الرعاية للأطفال. وفاقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، فإن 20 بالمئة فقط من المرافق الصحية تقدم رعاية صحية متكاملة للأم والطفل. يتمثل أحد العوامل الإضافية التي تحد من الوصول إلى المرافق الصحية العاملة هو نقص الموظفين - وخاصة الموظفين المتخصصين، وذلك بسبب عدم دفع رواتب العاملين في المجال الصحي وهجرة الكوادر الطبية المدربة. انظر إلى الفصل حول الانتهاكات المتعلقة بالوضع الإنساني لمزيد من التفاصيل. يوجد 10 عاملين صحيين لكل 10 آلاف شخص في اليمن - أي أقل من نصف معيار منظمة الصحة العالمية الأدنى. يعني استنزاف القوى العاملة الصحية والمرافق الصحية أن جودة الرعاية الصحية وتوافرها قد تم تقويضهما بشكل عام وقد يستمر تحت الخطر لعقود بعد النزاع.

 

713.قام الخبراء بتوثيق الحالات التي منعت فيها أطراف النزاع الغذاء من الوصول إلى المدنيين، مما أدى إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي في البلاد (أنظر فصل "التجويع كأسلوب من أساليب القتال"). وفاقا لمقدمي الخدمات الإنسانية، واعتباارا منكانون الأول/ ديسمبر 2018،كان يوجد 3.2 مليون شخص يحتاجون إلى علاج بسبب سوء التغذية الحاد، من ضمنهم مليوني طفل دون سن الخامسة و 1.14 مليون امرأة حامل ومرضعة. في بداية الأزمة، كان 850 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد و160 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد جدا.1119 في حين أن انعدام الأمن الغذائي هو أحد الأسباب التي تفسر العدد الكبير من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في اليمن، فإن عدم كفاية فرص الحصول على الخدمات الصحية يظل أحد الأسباب الكامنة وراء سوء التغذية. (راجع الفصل المتعلق بـ"الوضع الإنساني" لمزيد من التفاصيل في ما يتعلق بالتحالف الذي يفاقم الأزمة).

 

714.بالإضافة إلى الافتقار إلى الرعاية الصحية الجيدة، فقد تأثر الأطفال في اليمن بالأمراض المعدية واصبح يوجد تحديد او عدم امكانية الحصول على لقاحات منقذة للحياة، مما يجعلهم عرضة لخطر متزايد للاعتلال والوفيات المتعلقة بالأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات.1120 وفقا للمعلومات التي تلقاها الفريق، فأن أطراف النزاع منعوا تنفيذ برامج مكافحة الأمراض. على سبيل المثال، في شهر تموز/ يوليو 2017، كان يوجد نصف مليون جرعة من لقاح الكوليرا جاهزة لإحضارها إلى اليمن. سمحت الحكومة اليمنية والحوثيون فقط للقاحات بالدخول إلى اليمن في كانون الأول/ ديسمبر 2017 وبدأت حملة التطعيم فقط في أيار/ مايو 2018 في الجنوب، وفي آب/ أغسطس 2018 في شمال البلاد.1121 بحلول الوقت الذي وصلت اللقاحات إلى البلاد، كان الوباء قد أثر على الملايين. في 31 آب/ أغسطس 2018، كان قد مات بالفعل 2407 شخ اصا (حوالي 53 في المائة من الأطفال دون سن 14 عااما) وكان يوجد 1،162،558 حالة مشتبه فيها.

 
  1. 6 . انتهاكات الحق في التعليم
 
  1. يجب تزويد الأطفال المتأثرين بالنزاع المسلح بالرعاية والمساعدات التي يحتاجون إليها، ولا سيما التعليم. يُفهم الحق في التعليم بمعناه الواسع، على النحو المنصوص عليه في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (سيتم الاشاره اليه لاحقا باسم "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان")، والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية (سيتم الاشاره اليه لاحقا باسم "العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية")، الحقوق المدنية والسياسية (سيتم الاشاره اليه لاحقا بـ "العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية") واتفاقية حقوق الطفل. أخفقت أطراف النزاع في الوفاء بالتزاماتها فيما يتعلق بالحق في التعليم ، في منع المدارس من أن تكون متاحة ومتاحة للأطفال، بما في ذلك من خلال الهجمات على المدارس، والتي غالبا ما ينجم عن استخدامها لأغراض عسكرية.
 

الهجمات على المدارس

 

716.لقد شعرت المدارس والطلاب بشكل مباشر بتأثير الاتجاه المتزايد للنزاع المسلح الذي اندلع في المناطق المأهولة بالسكان. قام فريق الخبراء بتوثيق الحوادث التي قتل فيها أطفال وأصيبوا أثناء تواجدهم في المدرسة أو أثناء مغادرتهم مدرستهم. على سبيل المثال، في حادثة واحدة في صوان، صنعاء حيث انه بتاريخ 7 نيسان/ ابريل 2019 انفجرت منشأة عسكرية حوثيه تقع بالقرب من مدرسة، وفشل مقاتلي الحوثي من اتخاذ الاحتياطات الممكنة، مما أسفر عن مقتل 10 طلاب على الأقل (ثماني فتيات وصبيان) وإصابة العشرات1125. في حالة أخرى ، في 26 أبريل 2019 ، في تعز ، نتيجة قصف الحوثي للمناطق المأهولة بالسكان، قُتلت طالبة وأصيبت اثنتان أثناء مغادرتهما المدرسة

 

. 717. تأثرت المدارس بالغارات الجوية. في 4 كانون الأول/ سبتمبر 2015، قصفت مدرسة حسين فايد مجالي في محافظة صعدة ليلا. أفادت المصادر أن تدميرها أثر على 1،057 طالباا على الأقل.

 

في الآونة الأخيرة، في 13 حزيران/ يونيو 2019، في الصباح ، تعرضت مدرسة القطينات الابتدائية الواقعة في منطقة باقم، محافظة صعدة، لضربة جوية للتحالف "ضربة مزدوجة". بينما أصيبت المدرسة بأضرار جسيمة، لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات كون الأطفال كانوا في عطلة. 1127 لم يتمكن فريق الخبراء من التأكد من أن المدرسة كانت مستخدمة بطريقة ما في الوقت الذي جعلت فيه هدفاً عسكرياً .

 
  1. كما تعرضت المدارس التي تستضيف النازحين داخليا لهجوم جوي. في 9 يوليو / تموز 2015 في فترة ما بعد الظهر، أصابت غارة جوية نفذتها قوات التحالف مدرسة مصعب بن عمر في منطقة طهرور بمحافظة لحج، مما أدى إلى مقتل 11 ناز احا وإصابة 19 آخرين1128. وقت الغارة الجوية، كانت المدرسة توفر المأوى لـ 12 عائلة نازحة فرت من القتال في الحوطة المجاورة.1129 لا يزال مبنى المدرسة في حالة دمار ويتم تنظيم الفصول الدراسية حالياا في خيام.
 

719.كذلك تعرضت المرافق التعليمية للأطفال ذوي الإعاقة للخطر وذلك في جميع مناطق النزاع.

في 20 أبريل / نيسان 2016 في صنعاء، قُصفت مدرسة داخلية للبنات المكفوفات من قبل طرف

مجهول، مما أدى إلى إغلاق المدرسة. في وقت الهجوم ، كانت المدرسة الداخلية تستضيف 60 فتاة،

تتراوح أعمارهن بين 6 و 18 عااما، تم إرسالهن إلى المنازل أو إعادة تعيينهن في مدارس أخرى كلما كان ذلك ممكنا .

الاستخدام العسكري للمدارس

 

720.من بين العديد من الغارات الموثقة على المدارس منذ العام 2015، وجد الفريق أن بعض تلك المدارس أصبحت أهدافاا عسكرية نتيجة لاستخدامها غير الشرعي من قبل أطراف النزاع ، وبالتالي قد تكون هذه الهجمات قانونية. على سبيل المثال، في 14 تموز/ يوليو 2015، ألحقت غارة جوية شنتها قوات التحالف أضرارا بالغة بمدرسة ابتدائية في عدن التي يستخدمها الحوثيون منذ نيسان/ أبريل 2015 لأغراض عسكرية، بما في ذلك كمرفق اعتقال لأفراد أسر المقاومة الجنوبية1132. كما أصبحت المرافق التعليمية للأطفال ذوي الإعاقة هدفاا لاستخدامهم العسكري. في 5 كانون الثاني/ يناير 2016، تعرض مركز نور لرعاية وتأهيل المكفوفين، في صنعاء، حيث تم استخدامه من قبل مقاتلي الحوثي - صالح ، للضرب والتدمير جراء غارة جوية شنتها قوات التحالف. في أيلول/ سبتمبر 2017، الساعة الثالثة عصارا، تعرضت مدرسة في قضاء باقيم في صعدة للتدمير جراء غارة جوية شنتها قوات التحالف.كانت المدرسة تستخدمكسجن من قبل الحوثيين.

 
  1. وقت كتابة هذا التقرير، وجد الفريق أن ما لا يقل عن 20 مدرسة في الحديدة وتعز وصعدة تستخدمها القوات المسلحة اليمنية وقوات الحزام الأمني المدعومه من الإمارات العربية المتحدة والقوات السودانية والحوثيون. تستخدم "قوات التحالف" حالياا لأغراض عسكرية مدرستي الوحدة عريش والوحدة حسن بن علي في المخا وتعز. قوات التحالف السودانية تستخدمها حالياا ثكنات مثل "7 يوليو" و "الشهيد عبد الله الصلغي" في المخا. في موزع، تعز، توجد "قوات التحالف" في مدرسة الشهداء الابتدائية (حوالي 700 طفل اعتادوا على هذه المدرسة) ، ومدرسة عبد الرحمن رفيقي ومدرسة الجيل الجديد. بعض هذه المدارس كانت تستخدم من قبل الحوثيين. على سبيل المثال ، تم استخدام مدرسة الجيل الجديد كسجن من قبل الحوثيين حتى عام 2017.
 
  1. في مدينة تعز، أفادت المصادر أن القوات المسلحة اليمنية بدأت الانسحاب من بعض المدارس وفاقا للالتزامات التي تم التعهد بها بموجب إعلان المدارس الآمنة.1136 على سبيل المثال، انسحب اللواء 35 مؤخارا من مدرسة سبأ للبنين في مديرية المظفر - لكنهم ما زالوا موجودين في مدرسة هايل1137. ذكرت المصادر أنه على الرغم من الاستخدام العسكري لهذه المدارس، فقد حاولت الحكومة اليمنية عدم متابعة تعليم الأطفال وأعادت تخصيص هؤلاء الطلاب للمدارس المجاورة.
 

723.يوفر التعليم أثناء النزاع المسلح الحماية الاجتماعية والبدنية للأطفال ويقلل أي اضا من الآثار النفسية والاجتماعية للحرب على الأطفال. يساور فريق الخبراء مخاوف من أن أطراف النزاع قد فشلت في اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتجنب انشاء مواقع عسكرية بالقرب من المدنيين ولم تراعي التمييز بين المواقع المدنية والعسكرية عند استخدام المدارس اثناء العمليات العسكرية ، والأمران هما انتهاك لمبدأ التمييز. منعت أطراف النزاع الأطفال من ادراك حقهم الأساسي في التعليم، على النحو الذي يكفله كل من القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان.

 

الحصول على التعليم

 
  1. أدت الانتهاكات الموضحة أعلاه الى تزايد الخوف بين الأطفال من الالتحاق بالمدارس1139، وبين المعلمين لحضور الفصول الدراسية، وبين الآباء لإرسال أطفالهم إلى المدرسة – وخاصة الفتيات،1140 مما أضعف نظام التعليم في اليمن ككل1141. وقد تفاقم هذا الوضع بسبب عدم دفع رواتب المعلمين، مما أدى إلى عدم كفاية عدد المعلمين المؤهلين في المدارس.1142 حتى عندما لا يتم منع الأطفال من الذهاب إلى المدرسة، الا ان جودة التعليم في اليمن تأثرت 1143. أخبر المعلمون غير مدفوعي الأجر فريق الخبراء بأن عليهم البحث عن عمل آخر من أجل دعم أسرهم1144 . وفي محاولة لمعالجة هذه المشكلة، ذكرت اليونيسيف في 10 آذار/مارس 2019 أنها بدأت في دفع حوافز شهرية تعادل 50 دولارا من دولارات الولايات المتحدة لهؤلاء المدرسين والموظفين في المدارس.
  1. أبلغ المعلمون في المناطق الخاضعة لسيطرة سلطات الأمر الواقع فريق الخبراء بالتحديات الإضافية. ذكر ما لا يقل عن ثلاثة مدرسين قابلهم الخبراء أنهم قُبض عليهم أو اضطروا إلى الفرار من هذه المناطق لأنهم رفضوا تدريس المناهج الحوثية ومواصلة التعاون في حملة الحوثي المستمرة لتجنيد الأطفال. أخبر أحد المعلمين المجموعة أنه طُلب منه تعبئة الشباب، بما في ذلك زيارة المنازل ومحاضرات خاصة حول التعاليم المتعلقة بالحوثيين. قال معلم آخر: "أنا مدرس ولن أحرض على العنف أو أشعله". من الواضح أن سلطات الأمر الواقع قد استخدمت نظام التعليم لتلقين الطلاب، وتجنيدهم في الجماعة المسلحة، من خلال فرض مناهج دراسية إضافية تسهم في القوالب النمطية للأطراف الأخرى في النزاع، وكذلك الدول كطرف ثالث والتي لا تشارك بشكل مباشر في الصراع الداخلي.

726.يلاحظ الفريق بقلق بالغ أن النزاع زاد من استبعاد فئات معينة من الأطفال من المدارس1147. يختلف وصول الفتيات إلى التعليم حسب العمر والمنطقة. مع انقطاع المساعدة المالية للأشخاص ذوي الإعاقة ، من بين أمور أخرى ، تم إهمال الاحتياجات المحددة للأطفال ذوي الإعاقة وإمكانية حصولهم على التعليم. تم اعلام الفريق أنه في تعز ، على سبيل المثال ، يواجه أطفال "المهمشين" ، عندما يتمكنون من الذهاب إلى المدرسة ، التمييز وكثير منهم لا يستطيعون تحمل كلفة الزي الرسمي . سيواصل الفريق مراقبة وضع أطفال "المهمشين" في اليمن وحصولهم على حقوقهم الأساسية (لمزيد من المعلومات، انظر الفصل عن وضع الفئات الضعيفة)

  1. أفاد من أجريت معهم المقابلات أن العائلات بشكل عام من المحتمل أن تبقي بناتها في المنزل بسبب انعدام الأمن و / أو نقص الموارد. في الواقع ، عند مراجعة البيانات التي جمعتها اليونسكو، لاحظ الفريق أنه ، في يونيو 2019 ، هناك 2,307,414 طفلاا في مرحلة المراهقة والشباب خارج المدارس منهم 1,397,418 من الإناث (60٪) والباقي 909،996 من الذكور. عدد الفتيات غير الملتحقات بالمدارس أكبر في مناطق النزاع المستمر والمناطق الريفية. على سبيل المثال ، حصل الفريق على معلومات عن عدد الطلاب المسجلين في تعز للفترة 2018-2019 وصعدة لعام 2016-2017. في محافظة صعدة ، كان 40 في المائة من الطلاب المسجلين في المدارس الابتدائية من الإناث ، مقارنة بـ 34 في المائة من الطلاب من الإناث في المدارس الثانوية. بلغ معدل الطالبات في المدارس الابتدائية في مديريات الحشوة والصفراء وقطابر وكتاف 34 في المائة، مقارنة بـ 14 في المائة في المدارس الثانوية . 

728.في حين قبل النزاع ،كان هناك عدد من الاستراتيجيات الأخرى لزيادة المشاركة التعليمية للفئات المهمشة1156 ، بما في ذلك التصديق على اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وبروتوكولها الاختياري، في عام 2014، 45 في المائة من أطفال المدارس الابتدائية المصابين بإعاقة كانوا خارج المدرسة. أثر النزاع الحالي بشكل أكبر على حصول الأطفال ذوي الإعاقة على التعليم. على الرغم من عدم وجود بيانات واضحة عن عدد الأطفال ذوي الإعاقات المختلفة داخل وخارج المدارس في اليمن، فقد أُبلغ فريق الخبراء أنه نتيجة انقطاع منافع الرعاية الاجتماعية ، فإن التحديات التي يواجهها الأطفال ذوو الإعاقة من أجل التمتع بحقهم في التعليم قد تفاقمت .

  1. 7 . الملاحظات الختامية حول تأثير النزاع على الأطفال
 

729.تمكن فريق الخبراء من الاطلاع على شهادات الأطفال الناجين التي تضمنت دلائل واضحة على وجود الاضطراب النفسي. لقد أصيب هؤلاء الأطفال بجروح أو كان لديهم أقارب من الدرجة الاولى ممن قُتلوا و ُجرحوا؛ تم تجنيدهم في القوات المسلحة أو الجماعات المسلحة نفسها؛ تم فصلهم عن عائلاتهم و/ أو أجبروا على رعاية إخوتهم لأن أفراد أسرهم قد انفصلوا أو ماتوا.

  1. وبالإضافة إلى ذلك ، فقد الأطفال المتأثرون بالنزاع مصادر هامة للدعم الاجتماعي لرفاههم، وخاصة المدارس. أُجبر الأطفال في اليمن ، في سن مبكرة، على المساهمة في دخل الأسر، بما في ذلك الجنود الأطفال ، مما أدى إلى تغييرات كبيرة في دور الأطفال داخل الأسرة والمجتمع. يجب معالجة هذه القضايا لمنع الأطفال من الانخراط في دورات العنف المستمرة.

731.انتهكت أطراف النزاع على نطاق واسع الحماية التي يتمتع بها الأطفال بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني. لا بد من اعادة التأكيد وبشكل جدي على ضرورة الالتزام بإحترام القانون الدولي ويتبع ذلك إجراءات ملموسة لاستعادة المناخ الذي يمكن من خلاله أن ينمو الأطفال في اليمن دون أن يتفاقم مصيرهم بسبب النزاع المسلح المستمر.

  1. IX . قضايا مواضيعية

 

أ. الانتهاكات المتعلقة بالحالة الإنسانية

 

  1. مقدمة عن الأزمة الإنسانية الحالية
 

732.في آذار/مارس 2019، أعلن برنامج الغذاء العالمي أن اليمن تواجه "أكبر أزمة غذائية في العالم".ووفاقاً لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية OCHA )،فان هناك ما يقارب نصف السكان يعانون من سوء التغذية في بداية عام 2019، ومنهم من يعاني من سوء التغذية الحاد، وهناك 230 مديرية (من أصل 333) تواجه خطر المجاعة .1163 في حزيران/ يونيو 2019، تم تأكيد وجود الحالات الشبيهة بالمجاعة في عشرات الأماكن في جميع أنحاء اليمن من قبل منسق الإغاثة في حالات الطوارئ 1164. هناك ما يقدر بنحو 24.1 مليون شخص في حاجة إلى المساعدة للبقاء على قيد الحياة في بداية عام 2019 1165 ، أي ما يقرب من 80 في المائة من السكان. ومن بين الـ 24.1 مليون شخص الذين يحتاجون إلى الحماية أو المساعدة الإنسانية ، كان هناك 18.2 مليون امرأة وطفل 1166. وفاقا لمقدمي الخدمات الإنسانية، اعتباارا من كانون الاول/ ديسمبر 2018، كان هناك 3.2 مليون شخص يحتاجون إلى علاج بسبب سؤ التغذية الحاد، بما في ذلك أكثر من مليوني طفل دون سن الخامسة و 1.14 مليون من النساء والفتيات والحوامل والمرضعات المصابات بسوء التغذية، مع احتمال إصابة 144,000 امرأة بمضاعفات الولادة.

 

733.تحدث فريق الخبراء إلى اثنين من الآباء الذين فقدوا حديثاا أطفالهم الصغار وذلك بعد عدة أسابيع من العلاج من سوء التغذية الحاد في صعدة .1168 قال أحدهم: "كان يوسف نحيافا وضعيافا للغاية. لم تستطع الأم إرضاعه - لم يكن لديها حليب لإعطائه. لم يكن يزن حتى ثلاثة كيلوغرامات وهو في عمر عشرة أشهر. لقد توفي العام الماضي، ووفاقا للطبيب،كان ذلك بسبب سوء التغذية. ليس لدينا مستوصف في قريتنا، لذا نقلته عائلتي إلى تشدان، على الحدود مع المملكة العربية السعودية. مكث هناك لمدة أربعة أيام ثم مات. ذهب إلى هناك عدة مرات لكنه توفي في المرة الأخيرة. نحن نعيش في غمر، وهي منطقة فقيرة. لم أتلق قط مساعدة من سلات الطعام. لقد طلبنا ولكن السلطات هنا لا تجيب "

 
  1. في حين أن انعدام الأمن الغذائي هو أحد أسباب معاناة عدد كبير من الأطفال من سوء التغذية في اليمن، إلا أن عدم كفاية فرص الحصول على الخدمات الصحية لا يزال سبباا أساسياا آخر لسوء التغذية. أثر الافتقار إلى المرافق الصحية في بعض المناطق، والعوائق التي تحول دون حرية تنقل سكان بعض المناطق بسبب الأعمال العدائية المستمرة، والأضرار التي لحقت بمرافق الرعاية الصحية بسبب القتال بين اطراف النزاع، على المرافق الأساسية الصحية غير الكافية بالفعل (انظر الى قسم تدمير البنية التحتية المدنية أدناه).
  1. أكدت السلطات الصحية في اليمن تفشي الكوليرا في تشرين الأول/أكتوبر 2016 1170، وقد انتشرت منذ ذلك الحين، وبحسب تقارير، هذا الوضع يتفاقم بسبب عدم توفر المياه النظيفة للشرب والري، فضلاا عن سوء صيانة نظم إدارة النفايات 1171. حتى عام 2019، تم بالفعل الإبلاغ عن العديد من حالات الكوليرا لعام 2019 كما في عام 2018 (380,000 حالة مشتبه بها). في 8 تموز/ يوليو 2019، أبلغ مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن 460,000 حالة يشتبه في أنها مصابة بالكوليرا قد تم تسجيلها بالفعل في عام 2019، بما في ذلك حوالي 200,000 طفل 1172. وبحسب ما يقال توفي 193 طفلاا على الأقل بسبب أمراض مرتبطة بالكوليرا في عام 2019 1173. وفقا لمنظمة أطباء بلا حدود(MSF) ، "بالفتره ما بين كانون الثاني/ يناير وآذار/ مارس 2019، ازدادت حالات الكوليرا المشتبه فيها زيادة حادة في اليمن، حتى قبل بدء موسم الأمطار، مما يثير مخاوف من تفشيها على نطاق واسع " 1174. أشارت منظمة أطباء بلا حدود كذلك إلى زيادة عدد مرضى الكوليرا الذين عولجوا من 140 إلى 2,000 مريض أسبوعياا بين كانون الثاني/ يناير وآذار/ مارس.
  1. بحلول عام 2019، كانت الاحتياجات الإنسانية في اليمن أعلى بنسبة 60 في المائة مما كانت عليه قبل اندلاع الحرب. في عام 2014، تم بالفعل إعلان اليمن أزمة إنسانية واسعة النطاق، حيث يحتاج أكثر من نصف السكان إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية 1175. أدى النزاع إلى تفاقم نقاط الضعف الموجودة مسباقا والتي شملت الاعتماد الكبير على الغذاء والإمدادات الطبية وواردات الوقود، وكذلك على التحويلات المالية من القوى العاملة في الخارج. حدد فريق الخبراء التدابير التي اتخذتها أطراف النزاع، بالإضافة إلى عدم وجود التدابير المناسبة، التي ساهمت في تدهور الوضع الإنساني في اليمن، في انتهاك للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
  1. التجويع كأسلوب من أساليب القتال
 

737.في أيار / مايو 2018، أدان قرار مجلس الأمن 2417 استخدام التجويع كاسلوب من اساليب القتال، وكذلك المنع غير القانوني من ايصال المساعدات الإنسانية وحرمان المدنيين من المواد التي لا غنى عنها لبقائهم على قيد الحياه اعتمد بالإجماع، واعتبر هذا القرار علامة فارقة لأنه أقر بالصلة بين النزاع وانعدام الأمن الغذائي . في إدانة لا لبس فيها "استخدام تجويع المدنيين كأسلوب من اساليب القتال في عدد من حالات النزاع . وأشار إلى حظر حرمان المدنيين من المواد التي لا غنى عنها لبقائهم على قيد الحياه والالتزام بالسماح بالتسهيلات الإنسانية وتيسيرها.

  1. يحظر القانون الدولي الإنساني بشكل صارم تجويع السكان المدنيين كأسلوب من أساليب القتال، في النزاعات المسلحة الدولية وغير الدولية، على النحو المنصوص عليه في قانون المعاهدات والمعترف بها بموجب القانون الدولي الإنساني العرفي1180 . القاعدة ملزمة لكل من الدول والجماعات المسلحة من غير الدول ولا تنص على أي استثناء في حالة الضرورة العسكرية الملحة. إذا كان السكان يعانون من مشقة لا مبرر لها بسبب نقص الإمدادات الضرورية لبقائهم (على سبيل المثال بعد الحصار)، يجب السماح بتوفير إمدادات الإغاثة وتيسيرها.

739.يُفهم التجويع عمواما على أنه عمل على إخضاع الناس للمجاعة ، والذي يُعرف بدوره بأنه الندرة الشديدة والعامة للغذاء، أو النقص الشديد في الغذاء . إن المؤشرات المستخدمة لوصف حالة ما على أنها مجاعة تختلف وفاقا لأصحاب المصلحة. أيضا، لقد ثبت أن المجاعة ليست مجرد مسألة توافر الغذاء، ولكن الوصول إلى الغذاء. وبالتالي ، يمكن أن تحدث المجاعة حتى عندما يكون الطعام متا احا، وعندما يكون الوصول إلى الغذاء وقدرة السكان على الحصول على الغذاء معرضة للخطر، سواء كان ذلك بناءا على المعايير الاجتماعية أو الوسائل المالية يُعرف مصطلح "المجاعة" على أنه المعاناة الشديدة أو الموت الناجم عن نقص الغذاء ، وأما مصطلح التجويع لا يعني بالضرورة الموت.

740.وكان هذا الفهم المشترك لمفهوم التجويع بمثابة أساس لمفاوضات عناصر الجرائم للمحكمة الجنائية الدولية. هنا تم الاعتراف بأن جريمة التجويع سوف تتجاوز الحرمان من الماء والغذاء، في تغطية الحرمان أو عدم كفاية الإمداد بالمواد الضرورية للبقاء، والتي تشمل المواد غير الغذائية التي لا غنى عنها مثل الأدوية والبطانيات 1184. وفي هذا الصدد، يعتبر البروتوكول الإضافي الثاني الإمدادات الغذائية والطبية بمثابة مواد لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين على قيد الحياه، بينما يذكر البروتوكول الإضافي الأول أيضاً الملابس والفراش ووسائل الإيواء.

741.تُفهم أساليب القتال عمواما على أنها التكتيكات أو الاستراتيجية المستخدمة في الأعمال العدائية ضد العدو في أوقات النزاع. وهذا يعني أنه من أجل اعتبار التجويع - التي تُعَّرف بأنها الحرمان من المواد الأساسية لبقاء المدنيين على قيد الحياه - انتها اكا للقانون الدولي الإنساني ، يجب استخدامها كاستراتيجية لهزيمة الطرف الآخر في النزاع. في نطاق العمليات العسكرية، قد يتم انتهاك حظر التجويع من خلال الحصار كاسلوب من اساليب القتال ، والمنع التعسفي من ايصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحتاجين، وكذلك مهاجمة مواد لا غنى عنها لبقاء السكان على قيد الحياه.

  1. ويتضح من الصلة بين حظر التجويع وحظر الهجمات على المواد التي لا غنى عنها للبقاء على قيد الحياه أن كلا الحظرين يظهران في نفس الأحكام ذات الصلة في البروتوكولين الإضافيين. 1186 ترتبط أي اضا بالأحكام المتعلقة بايصال المساعدات الإنسانية لأنه، عندما يكون هناك نقص في المواد التي لا غنى عنها ، يجب على الأطراف التصريح وتيسير إجراءات الإغاثة الدولية ، 1187طالما أنها تمتثل للمتطلبات المنصوص عليها في القانون، من أجل الوفاء بالتزاماتها المنصوص عليها في المادة 14 من البروتوكول الإضافي الثاني. لا يمكن التذرع بالضرورة العسكرية لتبرير تجويع السكان المدنيين. ويمكن أن تشكل انتهاكات القانون الدولي الإنساني الأخرى انتهاكات لحظر التجويع، لا سيما الهجمات ضد الأشياء التي لا غنى عنها لبقاء السكان على قيد الحياه، وكذلك منع ايصال المساعدات الإنسانية.
  1. كان نطاق الشرط المتمثل في نية تجويع السكان المدنيين موضع تفسيرات مختلفة. يقول البعض إن التجويع يجب أن يكون الهدف الأساسي لعملية ما من أجل انتهاك القانون الدولي الإنساني، بينمايزعم البعض الآخر أنه حتى لو كان التجويع الناتج فقط بشكل عرضي، فإنه لا يزال ينتهك روح القانون الدولي الإنساني.
  2. فيما يتعلق بالهجمات ضد المواد التي لا غنى عنها لبقاء السكان على قيد الحياه، بناءا على صياغة كل من الأحكام ذات الصلة في البروتوكولين الإضافيين الأول والثاني1189، فإن القصد الأعم لتجويع السكان ليس ضروريا عندما تمنع العمليات السكان من المواد الضرورية للبقاء على قيد الحياه "لغرض محدد هو منع السكان المدنيين أو الطرف الاخر من المواد ذات القيمه الحيوية، أيا كان الدافع" . تعني صياغة المادة 54 من البروتوكول الإضافي الأول أنه يكفي وجود نية لإتلاف أو تدمير أو إزالة المواد لحرمان المدنيين من القيمه الحيوية، على سبيل المثال المساهمة المحدده في بقاء السكان على قيد الحياه.
  1. ينطبق المنطق نفسه عند إعاقة الإغاثة الإنسانية عن عمد، مع نتيجة تجويع السكان. في الواقع، يجب على أطراف النزاع أن تسمح وتيسر المرور السريع ودون عوائق للإغاثة الإنسانية للمدنيين المحتاجين، شريطة أن تكون عمليات الإغاثة حياديه وإنسانية بطبيعتها وتخضع لحق الأطراف في السيطرة. يعتبر عدم الموافقة على ايصال المساعدات الإنسانية والذي يؤدي إلى التجويع، تعسفيا، وبالتالي فهو غير قانوني. 

746.بالنسبةللحصارالعسكريكاسلوبحربوكذلكالحصارالبحريوالجوي،فإن التحديد بغض النظر عن الغاية فهو اقل وضوحا وخاضعا للنقاش بين العلماء والممارسين. وهنا أي اضا، قد تحمي نفس قواعد القانون الدولي الإنساني السكان المدنيين من التجويع، حتى لو لم يتم عن قصد.

 

يجب أيضاً دراسة مبدأ التناسب في الهجوم . قد يصل التجويع أي اضا إلى شكل من أشكال المعاملة اللاإنسانية. إذا أدى ذلك إلى الموت، فقد يصل إلى حد القتل العمد للمدنيين. كما أن التجويع ينتهك القانون الدولي لحقوق الإنسان، بما في ذلك الحق في الغذاء والماء، وكذلك الحق في الصحة.

 
  1. في السياق الحالي، أفيد أن حوالي 80 في المائة من سكان اليمن بحاجة إلى نوع من المساعدة الإنسانية من أجل البقاء على قيد الحياه. هناك مخاوف من أن جميع أطراف النزاع قد استخدمت التجويع كأسلوب من أساليب القتال في اليمن من خلال مهاجمة المواد التي لا غنى عنها لبقاء السكان على قيد الحياه، وفرض الحصار أو استخدام الحصار العسكري كتكتيك، وإعاقة إيصال المساعدات الإنسانية. وقد تفاقمت آثار هذه الأفعال بسبب عدم احترام الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ولا سيما الحق في مستوى معيشي لائق والحق في العمل.
 
  1. يعتبر التجويع كأسلوب من أساليب القتال جريمة حرب في النزاعات المسلحة الدولية وغير الدولية. في حين أن نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية باعتباره التجويع جريمة حرب في النزاعات المسلحة الدولية فقط ، فإنه يُعترف به أي اضا باعتباره جريمة حرب في نزاع مسلح غير دولي بالاستناد إلى القانون الإنساني الدولي العرفي.تحدد المحكمة الجنائية الدولية نية الجاني في تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب القتال كعنصر من عناصر الجريمة 1200. في هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أنه بالنسبة للمحكمة الجنائية الدولية، يتم إعطاء النية اللازمة عندما "يعني الشخص

التسبب في هذه النتيجة أو يدرك أنه سيحدث في سياق الأحداث العادية" . بالنسبة للتجويع كأسلوب من أساليب القتال، فإن الجزء الثاني من الجملة، والذي لا يتطلب إثبااتا صارما للرغبة في التجويع، قد يمثل في الواقع المعيار الأنسب .في الواقع ، سيكون من الصعب القول بأن الأطراف لم تكن على علم بحالات التجويع المحتملة في اليمن، بالنظر إلى مقدار التقارير العلنية حول أزمة الغذاء والتهديد بالمجاعة، على الأقل منذ نهاية عام 2016.

  1. ومن أجل مواصلة دراسة المسؤولية الجنائية الفردية عن جريمة التجويع، ستكون هناك حاجة إلى مزيد من المعلومات عن العنصر الشخصي للجريمة. ستحتاج التحقيقات الإضافية أي اضا إلى التركيز على إظهار الصلة بين طريقة الحرب المعرضة للخطر (استهداف المواد التي لا غنى عنها، أو الحصار أو الحصار العسكري كأسلوب قتال، ومنع ايصال المساعدات الإنسانية للمدنيين المحتاجين) ومعاناة السكان كنتيجة للمنع.
 
  1. وفي هذا السياق ، يجدر أيضا إعادة التأكيد على الدعوة القوية التي وجهها مجلس الأمن في القرار 2417. ويحث القرار الدول "على إجراء تحقيقات مستقلة وكاملة وحياديه وفعالة ضمن ولايتها القضائية في انتهاكات القانون الدولي الإنساني المتعلق باستخدام تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب القتال، بما في ذلك المنع غير القانوني من ايصال المساعدات الإنسانية للسكان المدنيين في النزاعات المسلحة ".
  1. الهجمات ذات تأثير على المواد الأساسية لبقاء السكان على قيد الحياة

 

  1. تعد الهجمات التي تشنها جميع أطراف النزاع مؤثرة على المواد التي لا غنى عنها لبقاء السكان اليمنيين على قيد الحياه مصدر قلق خاص في نطاق الأزمة الإنسانية الحالية.
 
  1. دمرت غارات جوية شنتها قوات التحالف بشكل خاص الأراضي الزراعية ومرافق المياه والبنية الأساسية للموانئ. يصف تقرير نشرته مؤسسة السلام العالمي في أكتوبر 2018 كيف تأثرت المناطق الزراعية بهجوم التحالف، باتباع "استراتيجية واضحة لضرب موارد الحياة الريفية" . يوضح التقرير كيف تم ضرب الأهداف الزراعية في صعدة في حزيران/ يونيو 2015، وخاصة المزارع والأراضي الزراعية، وتوسع هذا الأمر ليشمل مناطق أخرى في تموز/ يوليو وآب/ أغسطس 1208.2015 ويشير التقرير إلى أن هذه الضربات كانت ممنهجة".
 
  1. يتضمن التقرير كذلك دراسة حالة عن تهامة، توضح كيف ضرب التحالف مرافق السلطة المسؤولة عن صيانة البنية التحتية الأساسية للري بين آب/ أغسطس وتشرين الأول/ أكتوبر 2015، مما ساهم في انخفاض حاد في الإنتاج الزراعي الذي يعتبر "سلة الخبز" للبلاد 0تظهر دراسة حالة ثانيةكيف تأثر الصيد الحرفي على ساحل البحر الأحمر بالغارات الجوية التي شنها التحالف، والتي أدت إلى مقتل الصيادين وتدمير منشآت الصيد. على وجه الخصوص، تُظهر الخرائط الواردة في التقرير تأثر موانئ تفريغ الأسماك على طول ساحل البحر الأحمر بشكٍل خاص.
 
  1. ومن الحوادث البارزة الأخرى التي تؤثر على وصول السكان اليمنيين إلى الإمدادات الأساسية التدمير الذي حدث في أغسطس/ آب 2015 عندما شنت قوات التحالف غاره جوية على الرافعات العملاقة الأربعة لتفريغ البضائع في ميناء الحديدة، وكذلك على الات الرصيف. في شباط/فبراير ٢٠١٨، تم في النهاية السماح للرافعات الجديدة بالدخول إلى الحديدة.
 
  1. نظر فريق الخبراء في تقارير أخرى عن غارات جوية شنتها قوات التحالف في الفترة بين عامي 2015 و 2019 على مرافق أغذية ومياه لا غنى عنها، ولا سيما في محافظات الحديدة وصعدة وحجة وصنعاء. فيما يتعلق بتدمير منشآت الإنتاج الزراعي والغذائي وبيعه وتخزينه، تضمنت هذه الحوادث 14 غارة جوية أصابت معظم الأسواق المزدحمة؛ 19 حادثة ضربات جوية على المزارع أو العمال الزراعيين؛ ثماني حوادث غارات جوية ضربت منشآت لتجهيز الأغذية أو تخزينها؛ و 12 حادث غارات جوية على عمليات نقل المواد الغذائية المدنية. واستقصى فريق الخبراء كذلك عن ست حوادث إضافية ضربت فيها غارات جوية للتحالف مرافق إمدادات المياه، مثل آبار المياه ومضخات المياه ومصنع لتعبئة المياه وخزان مياه وشاحنة مياه. (للحصول على تفاصيل حول عينة من هذه الحوادث التي حقق فيها فريق الخبراء، راجع الفصول حول معركة الحديدة وصنعاء ومناطق أخرى تحت سيطرة سلطات الأمر الواقع. راجع أيضا 39/43/ A/ HRC وتقارير المفوضية السابقة للاطلاع على أنماط هذا القصف)
 
  1. حقق فريق الخبراء أيضا في 11 حادثا أصاب الصيادين، مما أسفر عن مقتل 43 صيادا و 49 جريحا وفقد 19 آخرين. وفقا لتقرير صادر عن جمعية الصيادين 1212، منذ نشر التقرير الأول لفريق الخبراء، كانت هناك ثماني غارات جوية على قوارب الصيادين قبالة ساحل الحديدة. وبحسب ما ورد أسفرت هذه الحوادث عن مقتل 17 صياادا وإصابة 15 آخرين.كما هو موضح في الفصل الخاص بالحديدة، فإن مجتمع الصيد على الساحل الغربي لليمن قد تأثر بشدة بالنزاع كما وتأثرت سبل عيش الناس بشكل كبير. من الواضح أن هذه الاحتياجات ذات الصلة بالأغذية تتفاقم في المنطقة. لمزيد من التفاصيل، راجع الحالة الرمزية للحديدة.
 
  1. إن الألغام الأرضية التي يزرعها الحوثيون في الأراضي الزراعية والمراعي تحد من الزراعة وإنتاج الغذاء. وثّق فريق الخبراء أي اضا حالات انفجار الألغام في الأراضي الزراعية وقصف الحوثيين الذي أثر على إنتاج الغذاء. لمزيد من التفاصيل، راجع - عند الاقتضاء - الأقسام المتعلقة بالألغام الأرضية والقصف وتدمير الاعيان المحمية في فصول الحالة الرمزية لهذا التقرير.
 

أ) الاستنتاجات القانونية

 
  1. إن أفعال أطراف النزاع التي أثرت على المواد التي لا غنى عنها لبقاء السكان على قيد الحياه، فاقمت الحالة الإنسانية التي تعتبر خطيرة بالفعل، وقد تصل إلى حد انتهاكات القانون الدولي الإنساني، وقد تؤدي إلى مسؤولية جنائية عن جرائم الحرب.
 
  1. في جميع أنواع النزاعات، بما في ذلك النزاعات المسلحة غير الدولية، ُيحظر مهاجمة أو تدمير أو إزالة أو تحويل المواد عديمة الفائدة التي لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين على قيد الحياه . يُعّرف هذا الحظر في البروتوكول الإضافي الثاني بأنه نتيجة طبيعية لحظر التجويع. في الواقع، قد تكون مثل هذه الهجمات بمثابة تجويع إذا كان لها تأثير على تجويع السكان المدنيين. من المتعارف عليه أن المادة 14 من البروتوكول الإضافي الثاني يتم تُف َّسرها مثل ما يقابلها في البروتوكول الإضافي الأول (المادة 54 (2))، وهو أكثر تفصيلاا . هذا الأخير يبين المواد التي لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين على قيد الحياه على أنها تشمل الغذاء ومناطق زراعية لإنتاج المواد الغذائية والمحاصيل والماشية ومنشآت مياه الشرب والإمدادات وأعمال الري. في حين أن الاستخدام العسكري لمثل هذه المواد ليس محظورا في حد ذاته ، الا انه يعرضها لمخاطر تدمير كبيرة وبالتالي فإن الاستخدام العسكري مشكوك فيه افيما يتعلق باحترام مبدأ التمييز والالتزام بحماية المدنيين من الأخطار الناجمة عن العمليات العسكرية . تحظر المادة 54 (2) من البروتوكول الإضافي الأول تغيير أو إزالة المواد التي لا غنى عنها لبقاء السكان على قيد الحياه "لغرض محدد يتمثل في منع السكان المدنيين أو الطرف المعادي من المواد ذات القيمه الحيوية، أياكان الدافع".
 
  1. استخدمت جميع أطراف النزاع في اليمن ونفذت هجمات مؤثرة على المواد لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين على قيد الحياه. عند مهاجمة الاعيان المحمية، فأن هذا يصل إلى حد انتهاكات القانون الدولي الإنساني. هذه الأعمال تنتهك الحماية العامة الممنوحة للأعيان المدنية. بالإضافة إلى ذلك، من أجل انتهاك الحظر المتعلق بالمواد التي لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين على قيد الحياه، يجب أن تكون هذه الهجمات قد نفذت بهدف حرمان السكان المدنيين من المواد ذات القيمة الحيوية، أيا كان الدافع. في معظم الحالات التي تقصى عنها فريق الخبراء، يوجد حاجة إلى مزيد من التحقيقات لتحديد الهدف. ومع ذلك، فإن المعلومات المتعلقة بظروف هذه الهجمات، وفي بعض الحالات، تكرارها، تدل على هدف الهجمات.
  1. الهجمات على المرافق الطبية والكوادر الطبية
 
  1. لقد اضيف عبئا جديدا على الهياكل الأساسية الصحية الضعيفة والهشة بالاساس في اليمن، تمثل بتدمير المرافق الطبية أو تضررها خلال الأعمال القتالية. ومما زاد الطين بله الاستخدام العسكري لهذه المرافق من قبل جميع أطراف النزاع. وفاقا للأمين العام للأمم المتحدة، بين عامي 2015 و2018، تم تنفيذ 119 هجواما على منشآت طبية في اليمن .1217 قام فريق الخبراء بتوثيق العديد من الحوادث التي تمت خلال النزاع وحيث لحق بالمرافق الصحية أضرار أو دمار. على سبيل المثال، أثار فريق الخبراء، في تقريره الأول، مخاوف جدية بشأن عملية الاستهداف التي طبقها التحالف، في أعقاب الغارات الجوية التي أصابت منشآت أطباء بلا حدود في محافظتي صعدة وحجة في عام 2015 و 2016، على التوالي.1218 في استنتاجاتها، خلصت منظمة أطباء بلا حدود إلى أن الهجوم الذي وقع في 15 آب/ أغسطس 2016 أثر على مستشفى عبس وكان بمثابة هجوم من قبل التحالف على منشأة محمية وأنه تجاهل للطبيعة المحمية للمرفق الطبي 1219. وفاقا لمنظمة أطباء بلا حدود، في حين أن إصلاح الأضرار المادية قد يكون بسيطاا نسبياا، فقد كان من الصعب ج ادا إعادة بناء ثقة الناس في العودة والبحث عن الخدمات الصحية. صرحت منظمة أطباء بلا حدود، "إن قصف المستشفى في أغسطس / آب 2016 لم يدمر المبنى فحسب، بل دمر أي اضا ثقة الناس. استغرقت إعادة بناء تلك الثقة أشهارا."
 
  1. في حادثة أخرى أثرت على منشأة تابعة لمنظمة أطباء بلا حدود، في 2 ديسمبر/ كانون الأول 2015، قيل إن غارة جوية شنتها قوات التحالف على مقربة من عيادة طبية تابعة لمنظمة أطباء بلا حدود في الحوبان شرق تعز، مما أسفر عن إصابة تسعة أشخاص، من بينهم معلم صحي تابع لمنظمة أطباء بلا حدود وحارس تابع لها 1221. توفي شخص واحد بعد يوم من إصابته.
 
  1. حديثا، حقق فريق الخبراء في حادثة تدمير مركز علاج الكوليرا في مديرية عبس، محافظة حجة، التي أنشأتها منظمة أطباء بلا حدود وأصابتها غارة جوية للتحالف في 11 حزيران/ يونيو 2018. وكان من المقرر افتتاح المرفق في بداية "موسم الكوليرا" المتوقع بعد ذلك بوقت قصير، علما بأن المركز يستوعب ما يقارب من 50-60 سريرا. كانت المنشأة فارغة في وقت الهجوم، لكن الهجوم الجوي جعل المركز غير فعال تمااما. وبالتالي، لم يكن من الممكن إفتتاح المركز كما هو مخطط في بداية موسم الكوليرا 2019 لمعالجة الزيادة الحادة في حالات الكوليرا (انظر القسم الخاص بالغارات الجوية فيوالفصل الخاص بصنعاء والمناطق الشمالية).
 
  1. وشملت الحوادث الأخرى التي حقق فيها فريق الخبراء تلك التي وقعت خلال معركة عدن في عام 2015، حيث حقق فريق الخبراء في العديد من الهجمات التي شنتها جميع أطراف النزاع والتي ضربت خلالها المرافق الطبية وسيارات الإسعاف والكوادر الطبيه. تضررت المرافق الطبية أيضا بسبب القتال في المناطق المجاورة لها. أدى استخدام المستشفيات لأغراض عسكرية إلى إعاقة الوصول إلى الرعاية الصحية في عدن في عام 2015 (لمزيد من التفاصيل، راجع الفصل الخاص بمعركة عدن (آذار/مارس – تموز/يوليو 2015). في مدينة الحديدة، قام الفريق بالتحقيق في كيفية احتلال مستشفى 22 مايو. وكيف دمره الحوثيون في تشرين الثاني/ نوفمبر 2018 (لمزيد من التفاصيل، راجع الفصل الخاص بمعركة الحديدة (2018-2019). وثق فريق الخبراء حوادث أخرى وقعت في 2018-2019، مثل التدمير الجزئي لوحدة الأمومة والطفوله، في مدينة الدريهمي، محافظة الحديدة، في أعقاب غارة جوية شنتها قوات التحالف في 11 تشرين الأول/ أكتوبر 2018 (لمزيد من التفاصيل، راجع الفصل الخاص بمعركة الحديدة). في محافظة صعدة، حقق فريق الخبراء في غارة جوية شنتها قوات التحالف على متجر في المنطقة المجاورة لمستشفى كتاف الريفي، وهو مرفق تدعمه منظمة رعاية الأطفال، في 26 آذار/ مارس 2019 (لمزيد من التفاصيل، راجع الفصل الخاص بصنعاء والشمال).
 
  1. في تعز، وثّق فريق الخبراء الأضرار المستمرة التي لحقت بالمنشآت الطبية بسبب القتال (للاطلاع على التفاصيل، راجع الفصل الخاص بتعز). تعرضت احدى المستشفيات العامة الرئيسية في المدينة، مستشفى الثورة، الواقع في الشمال الشرقي من المدينة، للقصف وإطلاق النار، خاصة في عام 2015. وأفاد المستشفى أن هذا القصف ادى إلى مقتل أحد موظفي الإسعاف في 20 نيسان/ أبريل2015 . إصابات المرضى في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، والأضرار التي لحقت في أجزاء مختلفة من المبنى وسكن الكادر الطبي، بما في ذلك: وحدة العناية المركزة في 26 نيسان/ أبريل 2015 ،1224 أقسام طب الأسنان وطب الأطفال في 5 مايو 2015، قسم الحروق والجراحة في 20 حزيران/ يونيو 2015، وقسم العمليات في 25 تشرين الأول/ أكتوبر 2015. 1225 واصلت المستشفى تقديم الرعاية الطبية المجانية طول فترة النزاع "ضمن الحدود المتاحة". 1226 أصيب مستشفى المظفر في منطقة الأشرفية بمدينة تعز بأضرار جسيمة من حريق كبير وقع في 23 آذار/ مارس 2019 خلال مواجهات عنيفة بين كتائب أبو العباس والقوات المسلحة اليمنية.1227 ووفقا لتقارير، قام مسلح تابع للحكومة بالتمركز في منزل يقع أمام المستشفى أصاب خزانات وقود الديزل بالمستشفى.
 

أ) ا لاستنتاجات القانونية

 
  1. إن المنشآت الطبية محمية على وجه التحديد بموجب القانون الدولي الإنساني. جنبا إلى جنب مع الطاقم الطبي، يجب احترام وحماية الوحدات الطبية ووسائل النقل في جميع الأوقات. إن استخدامها لأغراض عسكرية قد ينتهك بالفعل الحماية الخاصة التي تستحقها الوحدات الطبية. 1229 يجب ألا تكون هدفاا للهجوم، طالما انها لا تستخدم في ارتكاب أعمال ضارة بالعدو. في مثل هذه الحالة، ممكن أن تصبح أهدافاا عسكرية مشروعة وتفقد حمايتها بعد إصدار تحذير يتم تجاهله . يعد توجيه الهجمات المتعمدة ضد الوحدات الطبية المحمية جريمة حرب في النزاعات المسلحة غير الدولية.
 
  1. لدى فريق الخبراء أسباب معقولة للاعتقاد بأن الحماية المحددة للوحدات الطبية قد انتهكت من قبل جميع أطراف النزاع، من خلال استخدام هذه المرافق لأغراض عسكرية، وعدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتلافي إلحاق الضرر بهذه الوحدات، دون تمييز الهجمات وتلك التي قد تكون موجهة إلى هذه الوحدات. قد تؤدي هذه الهجمات العشوائية التي تستهدف المنشآت الطبية إلى مسؤولية جنائية فردية عن جرائم الحرب.
 
  1. الحصار والحصار العسكري كأسلوب حرب

 أ) حصار التحالف المفروض على اليمن

 
  1. إن قيود الوصول الى اليمن المفروضة من قبل التحالف، مثل الحصار البحري وإغلاق مطار صنعاء الدولي، كلاهما فرضا قيودا على الواردات وحرية التنقل، والمساهمة بشكل كبير في تدهور الاقتصاد اليمني وعززا الازمه الإنسانية الحالية، بما في ذلك زيادة عرقلة إيصال إمدادات الإغاثة.
 
  1. بعد مشاركته في اليمن في عام 2015، فرض التحالف قيود على الدخول الى المياه الإقليمية اليمنية، والتي تصل إلى حد الحصار البحري الفعلي. تحتاج كل سفينة تسعى إلى دخول المياه اليمنية إلى تصريح بعد تفتيش لجنة الإخلاء والعمليات الإنسانية التابعة للتحالف. كذلك في أيار/مايو 2016، تم إنشاء آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش في اليمن (UNVIM) بناءا على طلب من الحكومة اليمنية لضمان الامتثال لنظام الجزاءات الذي أنشأه قرار مجلس الأمن 2216 (2015). وفاقا لذلك، فإن آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش في اليمن هي المسؤولة عن تخليص السفن التجارية التي تسعى إلى دخول اليمن عبر موانئ لا تخضع لسيطرة الحكومة، والتأكد من أنها لا تحتوي على أسلحة.
 
  1. وقد أدت هذه الإجراءات من قبل التحالف التي تم إبقاءها وأصبحت مزدوجة مع آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش، توصلت إلى إلى تباطؤ كبير في دخول البضائع إلى اليمن، مما زاد من تكلفتها. وكان لهذا تأثير مدمر على الاقتصاد الذي يعتمد بشكل أساسي على الواردات، كما يتضح من حقيقة أن كمية الواردات قد انخفضت بالفعل بشكل كبير منذ بضعة أشهر في النزاع .1233 كما أثرت القيود التدريجية التي أدت إلى الإغلاق التام لمطار صنعاء على الرحلات الجوية التجارية في آب/ أغسطس 2016 بشكل كبير على حركة الأشخاص من وإلى اليمن، وكان لها تأثير كبير على حقرالمحتاجين إلى رعاية صحية متخصصة في الخارج.
 
  1. في تشرين ثاني/ نوفمبر 2017، فرض التحالف حصاارا تااما على اليمن لمدة ثلاثة أسابيع. بعد إطلاق الصاروخ الباليستي من قبل الحوثيين على المملكة العربية السعودية في 4 تشرين ثاني/ نوفمبر 2017، أعلنت المملكة العربية السعودية بعد يومين من الحادثه إغلاق جميع الموانئ الجوية والبحرية والبرية في اليمن، مما أدى إلى حبس 27 مليون شخص فعلياا وحبس 500 ألف طن متري من الغذاء والوقود، و 1,476 طن متري من المساعدات . بعد 10 أيام، أعيد فتح مطار عدن وميناءها البحري، إلى جانب الموانئ البحرية في المخا والمكلا والمعبر البري مع المملكة العربية السعودية في الوديعة. أمر التحالف بإعادة توجيه جميع الواردات عبر تلك الموانئ . في 23 تشرين ثاني/ نوفمبر 2017، أعيد فتح موانئ الحديدة والصليف لتقديم المساعدة الإنسانية المحدودة. بالنظر إلى أن حوالي 80 في المائة من جميع واردات اليمن تتدفق عبر هذين المينائين وأن حوالي ثلثي سكان اليمن يعيشون في المناطق التي يخدمها مطار صنعاء مباشرة، "فإن الإغلاق المستمر للموانئ يضع عبئا هائلا على توافر الغذاء في السوق ويزيد بشكل كبير من خطر المجاعة على نطاق واسع في اليمن ".
  1. وعلى الرغم من تخفيف الحصار، فقد أدى الإغلاق بالفعل إلى تفاقم الأزمة بشكل كبير. "ستة عشر يواما قطعت جزء من البلد من جميع الواردات مما كان له تأثير مدمر على أكبر أزمة إنسانية في العالم. ارتفعت أسعار المواد الغذائية، مما جعل الطعام الرئيسي بعيادا عن متناول العديد من الناس. تواجه وكالات الإغاثة والقطاع الخاص أعباء مالية بسبب تأخر السفن الراسية خارج الحديدة في المياه العميقة؛ تكاليف تصل إلى أكثر من 10,000 دولار من دولارات الولايات المتحدة لكل سفينة في اليوم الواحد. سوف يتحمل المستهلكون اليمنيون هذه التكاليف الإضافية في نهاية المطاف، والذين هم بالفعل فقراء ومجهدون ماليا. 1237 أدت القيود المفروضة على واردات الغذاء والوقود والإيرادات التجارية إلى تفاقم حالة انعدام الأمن الغذائي بالإضافة إلى إضعاف الاقتصاد اليمني بشكلكبير.كان لتأخير صهاريج الوقود وتحويلها تأثير مهم، ليس فقط على الاقتصاد، ولكن أي اضا على الزراعة والصحة، لأن الوقود ضروري لتشغيل مولدات المستشفيات ولضخ المياه إلى المنازل وللري .1238 في حين تم تخفيف الحصار تدريجيا، فإن بعض القيود الموضوعة في نوفمبر 2017 لا تزال قائمة حتى وقت إعداد هذا التقرير. على سبيل المثال، ظل ميناء الحديدة مغلاقا أمام حاويات الشحن (باستثناء حالة واحدة في العام 2018).

ب) الحصار العسكري كأ سلوب قتال من قبل الحوثيين والقوات المسلحة اليمنية

 

  1. أدى الحصار العسكري المستخدم كأسلوب قتال من قبل الحوثيون حول مدينة تعز منذ آب / أغسطس 2015 والحصار الذي قيل عنه حول حجة منذ نهاية عام 2018 إلى تفاقم الوضع الإنساني، بما في ذلك منع إيصال المساعدات الإنسانية بشكل كبير .

تعز

  1. في أغسطس 2015، سيطر مقاتلو الحوثي صالح على المنطقة المحيطة بتعز، وأغلقوا معظم الطرق المؤدية من وإلى المدينة عدة أشهر، مما أعاق إيصال المساعدات الإنسانية والغذاء والإمدادات الطبية للمدنيين في المدينة. تسبب "النقص الحاد" في الغذاء في "زيادة حادة في أسعار المواد الغذائية"، مما جعل بعض المواد الغذائية الأساسية، مثل الدقيق والأرز، غير ممكن شرائها بالنسبة لمعظم السكان 1239. ومما زاد الطين بلة أن هؤلاء السكان أنفسهم لم يتمكنوا من الوصول إلى إمدادات المساعدات المجانية عندما وصلت المنظمات الإنسانية إلى مناطقهم 1240. (راجع مزيد من القيود المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية أدناه). ومع استمرار الحصار، استنفدت المخزونات الغذائية داخل المدينة وارتفعت أسعار المواد الغذائية . وبدلاا من ذلك، بدأ الناس يعتمدون على المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية التي يتم جلبها عبر طريق جبل طالوق، والذي أصبح يُعرف باسم "طريق الموت" أو "طريق الحمير" بسبب رحلة العبور الغادرة.كذلك ارتفعت أسعار الأدوية والسلع الاستهلاكية بسبب زيادة تكلفة نقل البضائع إلى المدينة عبر نقاط التفتيش1241. (للحصول على تفاصيل إضافية، انظر الى الفصل المتعلق بتعز، قسم "حصار تعز")

حجة

  1. خلال شهرين على الأقل قبل اندلاع الأعمال العدائية الناشطة في حجور في يناير 2019، كانت هناك تقارير تفيد بأن الحوثيين قد طوقوا المدينة، وأقاموا نقاط تفتيش عند نقاط الدخول المختلفة وفرضوا قيودا مختلفة، مما أدى الى خلق "حصار". عندما اندلعت الأعمال العدائية، لم تعد السيارات تدخل حجور. وأفيد أنه تم حظر دخول الماء والغذاء، بالإضافة إلى العديد من العوائق التي تحول دون إيصال المساعدات الإنسانية. بسبب عدم توفر المساعدات الإنسانية، كان من المستحيل على الجهات الفاعلة في مجال الإغاثة تقدير عدد النازحين داخليا في حجة، المعروف أنها المحافظة التي تستضيف أكثر النازحين داخليا. أُبلغ فريق الخبراء أنه تم السماح مرة أخرى للسلع التجارية بدخول حجور بمجرد سيطرة الحوثيين على المدينة، في حين أن الجهات الفاعلة في مجال الإغاثة الإنسانيةكانت لا تزال غير قادرة على الوصول إلى المنطقة بشكل مستمر لاستئناف عملياتها بحلول وقت كتابة هذا التقرير. (لمزيد من التفاصيل، راجع الفصل الخاص بصنعاء والمناطق الشمالية، القسم الخاص بحجة).

الدريهمي  

776.يوجد مزيد من دواعي القلق تتعلق بالتقارير الأخيرة التي تفيد بأن القوات المسلحة اليمنية والجماعات التابعة لها تمنع الوصول إلى مدينة الدريهمي في محافظة الحديدة. بالفعل، يبدو أن منطقة الدريهمي التي لا تزال تحت سيطرة الحوثيين كانت تحت الحصار من قبل القوات المسلحة اليمنية والجماعات التابعة لها. وبحسب ما ورد يزداد تعقيد الوصول إلى هذه المنطقة بسبب وجود الألغام الأرضية. لم يستطع فريق الخبراء تحديد العدد الدقيق للأفراد الذين ما زالوا يعيشون في مناطق الدريهمي، وبالتالي الاحتياجات المحددة لسكانها، على الرغم من أن التقديرات الموثوق بها تشير إلى حوالي 1,800 شخص. كما أن عدم وصول الجهات الفاعلة في المجال الإنساني لإجراء تقييم مستقل للوضع يمثل مشكلة أي اضا. سيواصل فريق الخبراء التحقيق في الوضع. (للحصول على تفاصيل إضافية، راجع الفصل حول الحديدة).

أ) الاستنتاجات القانونية

  1. إن عمليه التطويق والحصار1242 والحصار كأسلوب قتال جميعها ليست محظورة في حد ذاتها بموجب القانون الدولي الإنساني، طالما أن الغرض منها هو تحقيق هدف عسكري ولا يتم فرضه بهدف تجويع السكان المدنيين1243. ومع ذلك، فإن آثار هذه القيود هي التي تحتاج إلى دراسة لتحديد ما إذا كانت هذه - في أي حالة معينة - وسيلة مشروعة للحرب.

778.أكد فريق الخبراء في تقريره الأول أنه يوجد أسباابا معقولة للاعتقاد بأن القيود المختلفة التي فرضها التحالف، بما في ذلك الحصار الفعلي في تشرين ثاني/ نوفمبر 2017، تنتهك مبدأ التناسب. استنتج الفريق هذا على أساس أنه لا يوجد فائدة عسكرية ممكن أن تبرر هذه المعاناة الشديدة والمستدامة لملايين الناس.1244 وبالإضافة إلى ذلك، وبالنظر إلى تأثير هذه القيود على العمليات الإنسانية، وجد الفريق أنها تنتهك إلتزام الأطراف بالسماح بتسهيل مرور الإغاثة الإنسانية دون أي عوائق للمدنيين المحتاجين وتيسير ذلك .

  1. فيما يتعلق بالحصار الكامل الذي فرض في تشرين الثاني / نوفمبر 2017، هناك أيضا مخاوف من أن تكون هذه التدابير بمثابة عقاب جماعي. يحظر القانون الدولي الإنساني العقوبات الجماعية، بما في ذلك النزاعات المسلحة غير الدولية .1246 ومع أن العقوبة الجماعية غير محددة من الناحية القانونية، فإنها تُفهم عمواما على أنها عقوبة مفروضة على الأشخاص بسبب أفعال لم يرتكبوها. وتُفرض هذه العقوبة على الأشخاص المتضررين استجابة لأفعال أو أخطاء، سواء أكانت حقيقية أو متصورة، من جانب طرف أو كيان آخر. إن تفاعلية العقوبة تتميز عن غيرها من الأعمال غير القانونية. وبالتالي، فإن التوقيت أساسي في تحديد ما إذاكان الفعل قد يشكل عقاابا جماعياا. وتفرض العقاب الجماعي المشقة أو المعاناة أو الأذى على الأشخاص الذين لا يتحملون مسؤولية فردية عن الأفعال التي أدت إلى الفعل التفاعلي للطرف ضدهم. وهو لا يشمل الأحكام القانونية فحسب، بل يشمل أي اضا العقوبات والمضايقات من أي نوع سواء إداري أو من خلال إجراءات الشرطة أو غير ذلك 1247. تم اعتبار الحصار أثناء النزاعات المسلحة عقاابا جماعياً. العقاب الجماعي ينطوي على نية للمعاقبة، والتي غالبا ما يكون من الصعب استنتاجها من الأحداث والمعلومات المتوفرة.
  1. في حين أن التوقيت يشير إلى أن الحصار كان بمثابة رد فعل فوري للتحالف على الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون على المملكة العربية السعودية، إلا أن النية لمعاقبة السكان الأوسع على هذه الأعمال التي بحاجة إلى إثبات. إن عدم فعالية التدابير الرامية إلى تحقيق هدف عسكري محدد، على النحو المشار إليه في تقييم التناسب الموصوف أعلاه، وحقيقة أنها لم يتم رفعها على الرغم من التأثير الواضح والمدّمر على السكان المدنيين، يميل إلى الإشارة إلى أن الغرض منها قد يؤدي أي اضا إلى انه تم توجيهها نحو الضغط على السكان المدنيين، مما قد ينطوي على جانب عقابي. على وجه الخصوص، حقيقة أنه لا يمكن لأي حاوية، باستثناء حاوية واحدة، أن تدخل ميناء الحديدة حتى وقت كتابة هذا التقرير منذ فرض الحصار في عام 2017، وحقيقة أن الهدف العسكري المطلوب قد يتحقق بالفعل بواسطة التفتيش بواسطة خلية الاجلاء والعمليات الانسانية EHOC، توحي ببعض النوايا العقابية. ومع ذلك ، فإن هذا العنصر يحتاج إلى مزيد من التحقيق. وينطبق نفس المنطق على حالات استخدام الحصار كاسلوب قتال، حيث يتم فرض قيود على الوصول من قبل الحوثيين (تعز وحجة) والقوات المسلحة اليمنية (الدريهمي).
  1. إن القيود المفروضة على الوصول المذكورة أعلاه - أي الحصار وغيره من التدابير التي اتخذتها قوات التحالف واوضاع الحصار العسكري التي فرضها كل من الحوثيين والقوات المسلحة اليمنية - قد أعاقت العمليات الإنسانية بشكل كبير، مما حد بشكل كبير من تنقل موظفي الإغاثة أو الإمدادات إلى أو داخل اليمن. بالنظر إلى هذا التأثير، لدى فريق الخبراء أسباب معقولة للاعتقاد بأن أطراف النزاع، في فرض عمليات الإغلاق هذه، تنتهك التزامهم بالسماح بتسهيل مرور الإغاثة الإنسانية دون أي عوائق للمدنيين المحتاجين وتيسير ذلك. انتهك هذا الالتزام أي اضا قيوادا أخرى، مثل القيود البيروقراطية والتدخلات في العمليات الإنسانية.
  1. مزيد من القيود المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية
 

782.في حالات النزاع، غالباا ما تبرر القيود المفروضة على إيصال المساعدات الإنسانية بوجود أسباب أمنية . في اليمن، لا تشكل العمليات العسكرية والأعمال القتالية المستمرة سوى جزء صغير من حوادث الوصول (حوالي 5 إلى 6 في المائة) 1249 . في حين أن تغيير الخطوط الأمامية قد يكون مشكلة خاصة في بعض المناطق، في مناطق أخرى، يتأثر وصول المساعدات الإنسانية بشكل رئيسي بالقيود البيروقراطية1250. ويشمل ذلك حالات الرفض أو التأخير في تسليم التأشيرات وتصاريح الإقامة وتصاريح السفر من جانب كل من حكومة اليمن وسلطات الأمر الواقع. إن رفض أو تأخير كل من الحكومة اليمنية وسلطات الأمر الواقع للتوقيع على اتفاقات فرعية هو عائق رئيسي آخر أمام عمليات

الإغاثة.

  1. كانت جميع الأطراف مسؤولة أيضا عن التأخير في منح الموافقة على الواردات وحركة المعدات الأساسية. كما أدت متطلبات التخليص التي وضعها التحالف في كانون الأول/ ديسمبر 2018 على حركة المساعدات الإنسانية إلى تأخير الإجراءات عند نقطة تفتيش ذباب في تعز.1251 تم تسجيل مزيد من التأخير في تشرين الأول/ أكتوبر 2018، عندما تم إصدار إجراءات جديدة للتخليص في صنعاء. على الطريق بين عدن والحديدة، شكلت عمليات التخليص الجمركي في إب أي اضا تحديات كبيرة وتأخيرات مكلفة.
  1. بالإضافة إلى فرض قيود مرهقة على عمال الإغاثة ، صادرت سلطات الأمر الواقع الغذاء والإمدادات الطبية. تدخل سلطات الأمر الواقع في العمليات الإنسانية واسع الانتشار 1254. في آذار/ مارس 2019، أمرت سلطات الأمر الواقع جميع المنظمات غير الحكومية الدولية العاملة في مديرية حجة بالانتقال الى مدينة حجة (راجع الفصل الخاص بصنعاء والمناطق الأخرى التي تسيطر عليها سلطات الأمر الواقع، قسم حجة). في حزيران/ يونيو 2019، أبلغ مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية كيف أُجبرت سلطات الأمر الواقع عدة منظمات غير حكومية دولية إلى تعليق أنشطتها، بما في ذلك في أجزاء من محافظتي الحديدة وحجة. وبحسب ما ورد شملت القضايا التي تكمن وراء هذه الوقائع وجود نزاعات حول تقاسم قوائم المستفيدين النقدية والإبلاغ عن الأنشطة الإنسانية . يشكل هذا التدخل مخاطر جسيمة على المبادئ الإنسانية وحماية المستفيدين.

785.في 20 أيار/ مايو 2019، حذر برنامج الأغذية العالمي من أنه سيبدأ تعليق عملياته في المناطق التي تسيطر عليها سلطات الأمر الواقع، إذا لم يستطع الوصول بشكل مستقل إلى المحتاجين. وفاقا لبرنامج الأغذية العالمي: " يتم منع العاملين في المجال الإنساني من الوصول إلى السكان الذين يعانون من الجوع، كما تعرضت قوافل المساعدات الإغاثية للعرقلة، وتدخلت السلطات المحلية في عملية توزيع المساعدات الغذائية. والأهم من ذلك، يتم وض ُع العراقيل، على نحو متكرر، أمام قيامنا بتنفيذ عملية اختيار المستفيدين بشكل مستقل، وكذا أمام الطلب الخاص بتنفيذ نظام التسجيل الآلي البيومتري (نظام البصمة)، والذي من شأنه أن يُتيح للبرنامج تحديد واختيار الأشخاص الأكثر احتياجا وضمان أنهم هم أنفسهم الذين يحصلون على المساعدات الغذائية ". في1256 17 حزيران/ يونيو 2019، أشار المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي ديفيد بيسلي، في خطابه أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لعدم السماح للبرنامج للعمل بشكل مستقل، وأعلن أن البرنامج سيبدأ قريبا تعلياقا تدريجياا للمساعدات الغذائية، إذا لم يتلق على الفور الضمانات الضرورية من سلطات الأمر الواقع بأن الاتفاقات حول تسجيل المستفيدين واستهداف المستفيدين ونظام التسجيل الآلي البيومتري (نظام البصمة) ستحترم. وأشار إلى أن القضايا متعددة، وشملت صعوبات في استيراد المعدات، وكذلك الموافقة على تأشيرات للموظفين. وأبرز كذلك بينما نقوم بإطعام أكثر من 10 ملايين شخص شهريا ،كشف البرنامج عن "وجود ادلة جدية أن بعض المواد الغذائية يتم تحويلها وتوجيهها إلى الأشخاص الخطأ"، مش ايرا أي اضا إلى أنه تم تحويل الغذاء من أجل الربح أو لأغراض أخرى: "سيدي الرئيس، يجري التلاعب بمساعدتنا الغذائية، ونحن مُنعنا من إصلاحها. سيدي الرئيس، اسمحوا لي أن أكون واضحا هنا: الأطفال يموتون الآن ونحن نتحدث بسبب هذا التدخل وعدم تمكننا من الوصول ".

786.بعد بضعة أيام، في 20 حزيران/ يونيو 2019، أصدر برنامج الأغذية العالمي بياانا صحفياا أعلن فيه أنه بدأ تعلياقا جزئياا للمساعدات في اليمن، قيل إنه أثر على 850,000 شخص، مش ايرا إلى الفشل في التوصل إلى اتفاق مع سلطات الأمر الواقع لمنع تحويل الغذاء. وفاقا لبرنامج الغذاء العالمي، "تم اتخاذ القرار كملجأ أخير بعد توقف المفاوضات المطولة حول اتفاق لإدخال ضوابط لمنع تحويل الغذاء بعيدا عن بعض أكثر الناس ضعافا في اليمن".

  1. علاوة على ذلك، كان عدم الوصول إلى مطاحن البحر الأحمر في مدينة الحديدة مشكلة رئيسية من حيث إيصال الأغذية لأنها كانت تحتوي - قبل أن تبدأ الأعمال العدائية في الحديدة – على ربع مخزون البرنامج داخل البلد. أي ما يكفي من القمح لإطعام 3.7 مليون شخص لمدة شهر واحد . مع وصول الأعمال الحربية إلى موقع الطواحين، فقد برنامج الأغذية العالمي الوصول إلى الموقع في سبتمبر 2018 واضطر إلى استخدام مخزونات القمح الأخرى بالإضافة إلى الاستيراد لتغطية الاحتياجات الغذائية للسكان اليمنيين. في حين أن القتال المستمر ق ّدم تفس ايرا منطقياا للعوائق التي تعترض الوصول، إلا أن رفض الحوثيين المستمر إتاحة الوصول إلى الموقع من كانون الثاني/ يناير إلى أيار/ مايو 2019 في أعقاب اتفاقية استوكهولم كان يفتقر إلى تبرير واضح. ظل الوصول إلى الموقع بمثابة نقطة دفاع مستمرة للأمم المتحدة ، إلى أن تم منح إذن الوصول إلى المطاحن في نهاية المطاف في 5 أيار/ مايو 2019. حالة إمدادات مطاحن البحر الأحمر، ولا سيما الكمية الإجمالية للقمح التي لا تزال صالحة للاستهلاك البشري، ولا يزال يتعين تحديدها في وقت كتابة هذا التقرير 
  1. وأفيد أيضا بأن العنف ضد العاملين في المجال الإنساني والأصول والمرافق يمثل عقبة أمام إيصال المساعدات الإنسانية. منذ أيلول/ سبتمبر 2014، سجلت قاعدة بيانات أمن عمال الإغاثة ما مجموعه 62 عاملاا في المجال الإنسانيكضحايا الهجمات في اليمن (59 موظافا وطنياا و 3 موظفين دوليين)، بمن فيهم 27 عاملاا قُتلوا و 20 جريحاا وخطف 15 آخرين .1262 أحد هؤلاء الضحايا كان مبعوث اللجنة الدولية للصليب الاحمر حنا لحود، الذي قُتل بالرصاص في تعز في 21 أبريل / نيسان 2018 (راجع الفصل حول تعز، القسم الخاص باستهداف موظفي الإغاثة الإنسانية).

أ) الاستنتاجات القانونية

 

  1. يتمتع موظفو المساعدة الإنسانية ومواد الإغاثة الإنسانية بحماية محددة بموجب القانون الدولي الإنساني. يجب على أطراف النزاع ، بما في ذلك النزاعات غير الدولية، احترام وحماية العاملين في المجال الإنساني ومواد الإغاثة الإنسانية 1263. بموجب هذه القاعدة، لا يتمتع موظفو الإغاثة الإنسانية بالحماية من الهجوم فحسب، بل وأيضا من المضايقات والترهيب والاحتجاز التعسفي 1264. من إحدى جرائم الحرب توجيه الهجمات المتعمدة ضد الأفراد أو المنشآت أو المواد أو الوحدات أو المركبات المستخدمة في مهمة مساعدة إنسانية وفاقا لميثاق الأمم المتحدة، ما دام يحق لهؤلاء الأفراد أو المواد الحصول على الحماية الممنوحة للمدنيين / الاهداف المدنية بموجب القانون الدولي الإنساني.
 
  1. وينص القانون الدولي الإنساني كذلك على أن أطراف النزاع يجب أن تسمح وتيسر مرور الإغاثة الإنسانية دون عوائق للمدنيين المحتاجين، شريطة أن تكون هذه الإغاثة ذا طبيعة محايدة وأن تجري دون تمييز معاكس . للأطراف الحق في السيطرة على العمليات الإنسانية . ومع ذلك، فإن مثل هذه الرقابة لن تعوق بشكل تعسفي التسليم الفوري لإمدادات الإغاثة. لا يجوز حجب الموافقة لأسباب تعسفية، ولا يجوز تبرير القيود المفروضة على الأنشطة الإنسانية إلا في حالة الضرورة العسكرية الملحة وعلى أساس مؤقت.

791.لدى فريق الخبراء أسباب معقولة للاعتقاد بأن جميع أطراف النزاع تنتهك التزاماتها بالسماح وتيسير مرور الإغاثة الإنسانية دون أي عوائق للمدنيين المحتاجين. عندما تكون الاحتياجات الإنسانية سائدة كما هو الحال في اليمن، ومن المعروف أن الناس يتضورون جوعا، فإن هذا يثير أيضا مخاوف جدية فيما يتعلق بإمكانية استخدام التجويع كأسلوب من أساليب القتال.

  1. التدابير التي تؤثر على الحقوق الاقتصادية والاجتماعية

 

  1. الوضع الاقتصادي الكارثي هو المحرك الرئيسي للأزمة الإنسانية في اليمن. ساهمت عدة عوامل - بالإضافة إلى التدابير الموضحة أعلاه - في الانكماش المتواصل للاقتصاد اليمني منذ بداية النزاع.
  1. حتى قبل اندلاع النزاع، كان لليمن أدنى ناتج محلي إجمالي للفرد في الشرق الأوسط . على مؤشر التنمية البشرية، فقد احتل المرتبة الأسوأ أداءا بين الدول في مجالي الصحة والتعليم، حيث تراجع من المركز 161 في عام 2014 إلى 178 في العام 1270.2018 تعتمد اليمن اعتما ادا كب ايرا على التجارة الدولية. قبل النزاع ، كانت اليمن تستورد 90 في المائة من طعامها، و 85 في المائة من الإمدادات الطبية ومعظم الوقود . يعد الحد من الصادرات والواردات الأساسية بسبب قيود الوصول الموضحة أعلاه ، وخاصة الحصار الذي يفرضه التحالف، العامل الرئيسي في تراجع الاقتصاد. آليات التفتيش والازدحام في الموانئ والبنية التحتية المدمرة هي عوامل مهمة تسببت في ارتفاع أسعار المواد الغذائية. أدت التأخيرات الكبيرة في واردات الأغذية وارتفاع الأسعار إلى زيادة تكلفة الغذاء إلى الحد الذي أصبح فيه بعي ادا عن متناول معظم السكان، على الرغم من توفر الغذاء في الأسواق .
  1. إن الانخفاض السريع للعملة بسبب التضخم يضاف إلى زيادة سعر الواردات. في ظل عدم وجود أرقام رسمية، يقدر البنك الدولي أن التضخم قد استمر في الارتفاع بينما تقلص الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 39 في المائة منذ عام 2014 وبداية الحرب 1273. نظارا لأن التضخم المتصاعد أعاق بشكل كبير القدرة الشرائية لجزء كبير من السكان، أصبح من الصعب على العائلات اليمنية التي تعيش على أو تحت خط الفقر على نحو متزايد توفير الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والمياه، مما زاد من تفاقم الأزمة 1274. وفاقا لبيتر ساليسبري ، صحفي ومحلل اقتصادي سياسي، "تأتي الأزمة الاقتصادية في وقت تكافح فيه وكالات الإغاثة والتجار والمؤسسات الحكومية ، لأسباب متنوعة، لتقديم السلع الأساسية التي تشتد الحاجة إليها، وعندما ترتفع الأسعار لدرجة أن نسبة كبيرة من السكان ببساطة لا يستطيعون تحمل نفقات الطعام، وذلك في جزء صغير منه لأن الاقتصاد بشكل كلي قد توقف.

795.وفاقا لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة ، في اليمن في فبراير 2019 ، "يظل الحد الأدنى لتكاليف سلة الطعام للبقاء على قيد الحياة أعلى بأكثر من 110 في المائة مما كان عليه قبل تصاعد النزاع في مارس .2015" وعبر تسمية الوضع ب "مجاعة الدخل"، صرحت ليز غراندي، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، بأن "مفتاح ايقافكل ذلك هو ضمان حصول الناس على ما يكفي من المال لشراء ما يحتاجون إليه للبقاء على قيد الحياة" . لا يمكن تعويض الاعتماد على الاستيراد عن طريق المساعدات الإنسانية وحدها.

  1. وقد تفاقم انخفاض قيمة الريال اليمني بسبب استمرار طباعة النقود من قبل الحكومة اليمنية . ساعدت سلسلة من عمليات ضخ الأموال من المملكة العربية السعودية على استقرار سعر الصرف، لكن أسعار صرف السوق السوداء لا تزال تحوم فوق السعر الرسمي . استمرت أسعار الصرف المبالغ فيها في السوق السوداء بسبب نقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن من قبل الحكومة اليمنية في سبتمبر 2016. وفي الواقع، فإن انتقاله ترك البنك المركزي أضعف بكثير على المستوى الوطني، حيث أصبح غير قادر للعب دور عامل للاستقرار الاقتصادي . هذا حرض اليمنيين كذلك على الاعتماد على أنظمة تحويل الأموال غير الرسمية ، وزيادة المساهمة في السوق السوداء والفساد السائد في اقتصاد الحرب .كما قوضت عملية إعادة التوطين مصداقية البنك الوطني على المستوى الدولي .
  1. وكنتيجة ملموسة للغاية، أدى نقل الحكومة اليمنية للبنك المركزي إلى عدم دفع رواتب لمئات الآلاف من موظفي الخدمة المدنية الحكوميين، بمن فيهم المعلمون والكوادر الطبيه، الذين يعملون في المناطق التي تسيطر عليها سلطات الأمر الواقع. في 23 أيلول/ سبتمبر 2016، أقر الرئيس هادي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أن نقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن قد يؤدي إلى عدم دفع رواتب موظفي القطاع العام في أيار/ مايو 2019، ذكر مركز صنعاء أن مئات الآلاف من موظفي الخدمة المدنية لم يتلقوا رواتب منتظمة لمدة ثلاث سنوات، أي منذ نقل البنك المركزي . في أيار/ مايو 2019، أكد اتحاد غرف التجارة والصناعة في اليمن أن عدم دفع رواتب الموظفين كان أحد أهم العوامل التي تعمق الأزمة الاقتصادية والإنسانية في اليمن .1287 في 29 أيلول/ سبتمبر ٢٠١٦ ، حذرت مجموعة الأزمات الدولية بالفعل من أن "الجهود المبذولة لتحريك البنك المركزي اليمني ستزيد على الأرجح من مخاطر الإفلاس والجوع".
  1. لقد انهار نظام الإيرادات الضريبية الحكومية، لأن السلطات القائمة بحكم الأمر الواقع كانت تتبع ممارسات صارمة لجمع الضرائب لتمويل الجهود الحربية . أدت هذه القيود المالية الإضافية التي يتعرض لها السكان اليمنيون إلى تعميق الأزمة الإنسانية، لا سيما لأنها شلت الطبقة الوسطى، التي كانت منظمات المعونة الإنسانية المحلية تعتمد عليها بشكل رئيسي في تبرعاتها النقدية.
  1. في 3 أيلول/سبتمبر 2018 ، أصدرت الحكومة اليمنية المرسوم 75 ، كمحاولة لتنظيم واردات الوقود. وفاقا لهذا المرسوم ، يمكن فقط لمستوردي الوقود الذين تمت الموافقة عليهم من قبل اللجنة الاقتصادية التي أنشأتها الحكومة استيراد الوقود إلى اليمن. يقال إن هذه اللوائح "استبعدت العديد من التجار الحوثيين من استيراد الوقود." 1291 في 19 شباط/ فبراير 2019، أعرب وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، أثناء إحاطة مجلس الأمن، عن مخاوفه بشأن تأثير المرسوم 75 الذي " يواصل عرقلة واردات الوقود التجارية، وهي ضرورية لضخ المياه والحفاظ على تشغيل مولدات المستشفيات، من بين وظائف مهمة أخرى 1292 ". وأضاف كذلك أن أربع سفن تحمل ما يعادل نصف شهر من واردات الوقود التجارية تم منعها من دخول من قبل الحكومة اليمنية بموجب المرسوم 75.
  1. كما هو موضح في هذا الفصل، ساهمت عدة تدابير اتخذتها السلطات في الأزمة الاقتصادية والإنسانية. "هذه أزمة من صنع الإنسان. العديد من العوامل الاقتصادية واللوجستية المقيدة لا تحركها الطبيعة العنيفة للحرب بل القرارات السياسية التي تتخذها أطراف النزاع . 1294"يشعر الفريق بالقلق من فشل كل من حكومة اليمن وسلطات الامر الواقع للوفاء بالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان، لا سيما فيما يتعلق بالحق في العمل، والحق في مستوى معيشة لائق، بما في ذلك الحق في الغذاء، والحق في الماء، والحق في الصحة.

أ) الاستنتاجات القانونية

الحق في العمل

801.تضمنت المادة 6 من العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية حق العمل، أي حق كل فرد في فرصة لكسب رزقه من خلال العمل الذي يتم اختياره أو قبوله بحرية ، بينما تضمنت المادة 7 شروط عمل مواتية. وتشمل هذه الدفعات التي توفر أجور عادلة لجميع العمال، فضلا عن العيش الكريم للعمال وأسرهم. لا يتم تحديد "العيش الكريم" من خلال العمل الذي يؤديه عامل فردي، كما هو الحال بالنسبة للأجور. إن العوامل المحددة لـ "العيش الكريم" هي التكاليف الخارجية مثل تكاليف المعيشة وغيرها من الظروف الاقتصادية والاجتماعية السائدة، بحيث يمكن للعمال وأسرهم التمتع الكامل بحقوقهم المنصوص عليها في العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

 
  1. إن عدم دفع رواتب موظفي الخدمة المدنية الذين يعيشون في مناطق خاضعة لسيطرة سلطات الأمر الواقع هو انتهاك مباشر للحق في العمل وكسب أجر عادل. تنتهك كل من الحكومة اليمنية وسلطات الأمر الواقع التزاماتها في مجال حقوق الإنسان في هذا الصدد، لأنها لا تتخذ جميع الخطوات اللازمة لتخفيف عواقب انتقال البنك المركزي من صنعاء إلى عدن. علاوة على ذلك، اتخذت الحكومة اليمنية، التحالف وسلطات الأمر الواقع ، جميعها اجراءات - كما هو موضح في هذا الفصل - أدت إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية في اليمن، ولا سيما التي ساهمت في انخفاض العملة اليمنية. لقد ساهموا جمياعا في حرمان قطاعات كبيرة من السكان في اليمن من العيش الكريم.
 

 الحق في الغذاء

 

803.الحق في الغذاء مكفول بموجب المادة 11 من العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية كجزء من حق كل فرد في مستوى معيشي لائق. ترى لجنة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية أن المحتوى الأساسي للحق في الغذاء الكافي يعني توافر الغذاء وإمكانية الوصول إليه، أي "توافر الغذاء بكمية ونوعية تكفيان لتلبية الاحتياجات الغذائية للأفراد، وخالية من آثار المواد الضارة ، ومقبولة ضمن ثقافة معينة؛ وإمكانية الوصول إلى هذا الطعام بطرق مستدامة ولا تتعارض مع التمتع بحقوق الإنسان الأخرى". ويوضح كذلك أن "التوافر يشير إلى الإمكانيات إما للتغذية مباشرة من الأراضي المنتجة أو من الموارد الطبيعية الأخرى، أو لنظم التوزيع والتجهيز والسوق التي تعمل بشكل جيد والتي يمكن أن تنقل الأغذية من موقع الإنتاج إلى حيث تكون هناك حاجة إليها وفاقا مع الطلب"، في حين أن إمكانية الوصول تشمل كلاا من إمكانية الوصول الاقتصادي والمادي. الحق في الغذاء الكافي قد يتحقق تدريجيا. ومع ذلك، يقع على عاتق الدول التزام باتخاذ الإجراءات اللازمة للتخفيف من حدة الجوع وتخفيفه على النحو المنصوص عليه في المادة 11، الفقرة 2، حتى في أوقات الكوارث الطبيعية أو غيرها من الكوارث.

 

804.تنتهك المادة 11 "عندما تفشل الدولة في ضمان، على الأقل، الحد الأدنى من المستوى الأساسي المطلوب للتحرر من الجوع".1إذا زعمت الدولة أنها غير قادرة على الوفاء بهذا الالتزام لأسباب خارجة عن إرادتها، فيجب إثبات أن هذا هو الحال، وكذلك "سعت دون جدوى للحصول على دعم دولي لضمان توافر وإمكانية الوصول إلى الغذاء اللازم. "على سبيل المثال، يمكن أن يمثل منع ايصال المساعدات الغذائية الإنسانية في نزاع غير دولي انتها اكا للحق في الغذاء. يجب على الدول الأخرى "الامتناع في جميع الأوقات عن حظر المواد الغذائية أو التدابير المماثلة التي تهدد ظروف إنتاج الغذاء والحصول على الغذاء في البلدان الأخرى. لا ينبغي أب ادا استخدام الغذاء كأداة للضغط السياسي والاقتصادي."

  1. بناءا على ما تقدم، لدى فريق الخبراء أسباب معقولة للاعتقاد بأن جميع أطراف النزاع تنتهك الحق في الغذاء. في ضوء انعدام الأمن الغذائي المتفشي، فشلت الحكومة اليمنية في احترام وحماية وإعمال الحق في الغذاء، بالتنسيق مع التحالف لمنع الواردات بشكل ناشط، وإعاقة إيصال الإغاثة الإنسانية فورا، ومن خلال جميع التدابير الأخرى التي تفاقم الأزمة الاقتصادية والإنسانية. ويشمل ذلك التدابير المتخذة في نطاق سير الأعمال العدائية، مثل الحصاركاسلوب من اسالب القتال والأضرار التي لحقت بالمواد الأساسية لبقاء السكان. التحالف، في فرض الحصار والقيود ذات الصلة على الواردات، وكذلك من خلال تدمير الاعيان الضرورية لضمان الإنتاج الغذائي الأساسي، ينتهك أيضا حق سكان اليمن في الغذاء، في انتهاك للقانون الدولي لحقوق الإنسان. وأخيرا، تنتهك سلطات الأمر الواقع التزاماتها فيما يتعلق بالحق في الغذاء، وفي إعاقة إيصال المساعدات الإنسانية، ومن خلال جميع التدابير الأخرى المتخذة التي تؤدي إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية والإنسانية، بما في ذلك تدمير الأراضي الزراعية ومرافق إنتاج الأغذية.

الحق في الماء

806.يعتبر الحق في الماء مشمولاا بالمادة 11 من العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، لأنه ضروري لضمان مستوى معيشي لائق.1303 وفاقا للجنة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فإن حق الإنسان في المياه "يمنح الجميع الحصول على مياه كافية وآمنة ومقبولة ومتاحة فعلياا وبأسعار معقولة للاستخدام الشخصي والمنزلي.1304 " كمية كافية من المياه الصالحة للشرب ضرورية لمنع الموت بسبب الجفاف، للحد من مخاطر الأمراض ذات الصلة بالمياه ولتوفير متطلبات النظافة الشخصية والمنزلية للاستهلاك والطبخ.

  1. في أعقاب تفكير مشابه للحق في الغذاء ، لدى فريق الخبراء أسباب معقولة للاعتقاد بأن الحق في الماء قد انتهك بالمثل من جانب أطراف النزاع. هذا صحيح بشكل خاص فيما يتعلق بالتدابير التي أدت إلى تدمير أو إتلاف مرافق المياه، وغيرها من التدابير التي تحد من الوصول إلى المياه النظيفة للشرب والري، بما في ذلك تلك التي تحد من الوصول إلى الوقود اللازم لمضخات المياه. كما يتضح من تفشي وباء الكوليرا، الذي يقال إنه مرتبط بنقص الوصول إلى المياه النظيفة للشرب والري، فإن الحق في الماء والحق في الغذاء مرتبطان بشكل وثيق بالحق في الصحة.

 الحق في الصحة

 

  1. يرتبط الحق في الصحة ارتباطاا وثياقا بكل من الحق في الغذاء والحق في الماء، فضلاا عن الحقوق الاقتصادية، على سبيل المثال الحق في العمل. لكي يكون الفرد قادارا على إعمال الحق في الصحة، سيحتاج المرء إلى تغذية كافية (الحق في الغذاء)، الترطيب (الحق في الماء)، والدخل الكافي (الحقوق الاقتصادية) لتحمل هذا الغذاء والماء ومستوى أساسي من الرعاية الصحية. بينما ترتبط المادة 12 من العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بوضوح بحقوق الإنسان الأخرى التي تم بحثها أعلاه، فإنها تحدد صراحاة حاقا مميازا في الصحة وتحدد الخطوات التي ينبغي على الدول اتخاذها لتحقيق تقدم تدريجي، إلى أقصى حد من الموارد المتاحة، بأعلى مستوى يمكن بلوغه من الصحة، بما في ذلك الأمهات والأطفال صحة الطفل النظافة البيئية؛ الوقاية والعلاج والسيطرة على المرض؛ والخدمات

الطبية والاهتمام للجميع.

  1. لدى فريق الخبراء أسباب معقولة للاعتقاد بأن كل من الحكومة اليمنية وسلطات الأمر الواقع قد انتهكت الحق في الصحة لفشلها في ضمان الخدمات الأساسية، فضلاا عن تنفيذ برامج مكافحة الأمراض، مما جعل السكان عرضة للمخاطر وللأمراض التي يمكن الوقاية منها. من المحتمل أن يؤثر عدم دفع رواتب العاملين الصحيين في المناطق الخاضعة لسيطرة سلطات الأمر الواقع على إعمال الحق في الصحة. أخيراً، انتهكت جميع أطراف النزاع الحق في الصحة خلال العمليات العسكرية، أي من خلال تدمير مرافق الرعاية الصحية أو إتلافها واستخدامها لأغراض عسكرية.
 

كارثة بيئية تلوح في الأفق: ناقلة تخزين وتفريغ النفط العائمة ( FSO ) - رأس عيسى

 

  1. أصدر منسق الإغاثة في حالات الطوارئ تحذيرات متكررة بشأن خطر "كارثة بيئية" تطرحها ناقلة النفط FSO، وهي منشأة عائمة للتخزين والتفريغ على بعد ثمانية كيلومترات قبالة ساحل ميناء رأس عيسى في البحر الأحمر. هذا المرفق ، الذي يحتوي على 1.1 مليون برميل من النفط، لم يتم صيانته منذ عام 2015. وفاقا للخبراء، فإن التسرب من FSO Safer سيتضمن أكثر من أربعة أضعاف كمية النفط التي تم إطلاقها في تسرب نفط إكسون فالديز عام .1989 منذ سبتمبر٢٠١٨، سعت الأمم المتحدة لإجراء تقييم للناقلة.
  1. على الرغم من احتمال وقوع كارثة بيئية، لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن كيفية التعامل مع ناقلة النفط. يبدو أن المشكلة الرئيسية تتوقف على ما يجب عمله بالنفط، حيث يشير الحوثيون إلى أنه يجب بيعه في الأسواق الدولية ويلوم التحالف الحوثيين لرفضهم تفريغ النفط. بينما يبدو أن كلا الطرفين يريدان أن يكون لهما رأي بشأن ما يجب فعله بالنفط، يبدو أن كلاهما في وضع يسمح لهما بإلقاء اللوم على الطرف الآخر في حالة حدوثكارثة بيئية مخيفة.

812.في منتصف حزيران / يونيه 2019، ورد أن وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارك لوكوك، تلقى موافقة خطية أولية من سلطات الأمر الواقع للشروع في مهمة تقنية لتقييم ناقلة النفط المتحللة. شريطة أن يستمر الحوثيون في تسهيل هذا العمل، كان ينبغي لفريق التقييم أن يبدأ عمله بحلول نهاية حزيران/ يونيو 1309.2019 في إحاطته إلى مجلس الأمن، في 18 تموز/ يوليو 2019، أبلغ مارك لووك المجلس أن سلطات الأمر الواقع استمرت في تأخير التقييم الفني للأمم المتحدة..

  1. سيكون تأثير تسرب النفط من الناقله على سكان اليمن وبلدان أخرى حول البحر الأحمر ذا طبيعة وأبعاد لا يمكن تخيلهما. حقيقة أنه تم منع الوصول إلى فريق التقييم هو أمر غير مفهوم. يحث فريق الخبراء كلا الجانبين على تزويد الجهات الفاعلة في الأمم المتحدة بالوصول اللازم لتقييم الوضع والقيام بأي عمل لمنع وقوعكارثة تلاحق اليمن والمنطقة لعدة أجيال.
  1. في حالة وقوع كارثة بيئية، فإن عدم وجود تدابير من جانب الأطراف لمنع مثل هذا الحدث سيكون بمثابة انتهاك آخر لالتزاماتها بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان، بالنظر إلى أن وجود بيئة ملائمة وصحية هو شرط مسبق لتحقيق العديد من حقوق الإنسان الأخرى، لا سيما الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المذكورة أعلاه.
 

ب. أثر النزاع على الأقليات والمهاجرين

 

  1. انتهاكات حرية الدين والمعتقد بين البهائيين
 

815.في ظل سيطرة سلطات الأمر الواقع على معظم الأجزاء الشمالية من اليمن، قام فريق الخبراء بتوثيق انتهاكات استهدفت البهائيين في اليمن بشكل خاص. وتلقى الفريق أي اضا مزاعم عن استهداف الحوثيين لأفراد يعّرفون عن أنفسهم كملحدين على أساس المعتقد. وقد جمع الفريق ادعاءات أخرى عن وجود أحد أفراد طائفة دينية في الاختفاء القسري ويعاني من التعذيب في أحد مراكز الاحتجاز التابعة للحوثيين. وتمّ حجب المعلومات المتعلقة بقضيته لأسباب تتعلق بأمنه وأمن مجتمعه.

 

أ) استهداف البهائيين من جانب سلطات الأمر الواقع

 

816.وثّق فريق الخبراء ثلاث حالات اعتقال واحتجاز تعسفيين بحق أفراد من الطائفة البهائية في صنعاء. قُبض على الأفراد الثلاثة (رجلان وامرأة) خلال نشاط خاص بالطائفة في صنعاء في 10 آب/أغسطس 2016، حيث أُفيد عن حضور حوالي 60 مشاركا، معظمهم من البهائيين والبعض الآخر ُوصفوا على أنهم "أصدقاء الجماعة". وقد اقتحم الفعالية أفراد من القوات الأمنية – جميعهم ملثّمون ومسلحون حسب ما أُفيد – حيث أخذوا جميع المشاركين إلى أماكن احتجاز بينها مرفق احتجاز الأمن الوطني وأماكن أخرى مجهولة. في حين أفرج عن معظم المشاركين، بينهم الأطفال والنساء، في الأيام التي أعقبت عملية الاعتقال، بقيت مجموعة من 11 شخصياً (بينهم ثلاث نساء) رهن الاحتجاز لمدة شهر تقريباا. تمّ اعتقال أحدهم لمدة ثلاثة أشهر ونصف، بينما تم إطلاق سراح آخرين في مراحل مختلفة قبل ذلك. ولم توجه أي تهم إليهم لكن أُفيد بأنّه تمّ إجبار المحتجزين على التوقيع على ضمانات بأنهم لن يستأنفوا أي أنشطة مجتمعية بعد إطلاق سراحهم. لم يتمكنوا من الوصول إلى محاٍم أو الاتصال بأسرهم خلال فترة الاحتجاز. بالإضافة إلى ذلك، لم يتم إبلاغهم بأسباب احتجازهم.

 

817.قام فريق الخبراء بتوثيق حالة رجلين بهائيين اعتُقلا واحتُجزا لمدة ثلاثة أيام في آذار/مارس 2015 بدون توجيه ُتهم إليهما. وعندما سأل أحدهما عن أسباب اعتقاله، أُفيد بأنه تم إجابته: "لأنك بهائي."

 
  1. في 17 نيسان/ أبريل 2017، أصدرت سلطة النيابة الجنائية في صنعاء أمرا بالقبض على 25 شخ اصا، وأُفيد بأنها قائمة تضم أكثر من 20 بهائياا. واستدعى المدعي العام الأفراد عبر الهاتف في بعض الحالات، فيما اختبأ آخرون بعد أن سمعوا بالقائمة وبأن أسماءهم واردة فيها. وقد أُفيد بأنه تمّ اعتقال خمسة بينما بقي الآخرون مختبئين منذ ذلك الحين. وتضمنت القائمة إسم فتاة واحدة عمرها دون 18 عااما1316. ووصلت فريق الخبراء معلومات،كما نظر في الوثائق الرسمية وبيانات الأمم المتحدة التي تشير إلى أن الاتهامات الموجهة ضد رجل بهائي، حامد كمال بن حيدرة والذي يتم احتجازه منذ العام 2013 والذي حكم عليه بالإعدام في العام 2018، تتمحور حول معتقداته.

819.في ما يخص قضية بن حيدرة وقضايا أخرى، لدى فريق الخبراء مخاوف جديّة حول استهداف

البهائيين على أساس معتقداتهم. ففي خطاب متلفز يعود إلى آذار/ مارس 2018، شجب عبد

الملك الحوثي1318 عدادا من المعتقدات التي تشن برأيه "استهدافا عدوانيا" ووشي اكا للمجتمع اليمني

وحربا خطيرة وعنيفة ضد الإسلام، وهو تهديد يدعي أنه ولد أثناء النزاع. ركز زعيم الحوثيين فيكلمته

على العقيدة البهائية التي وصفها بأنها "الوافد الشيطاني" الواصل حديثاا إلى اليمن، والذي ترعاه وتحضنه إسرائيل من أجل محاربة الإسلام. كما هاجم في الخطاب نفسه أديان ومعتقدات أخرى، منها الأحمدية والإلحاد والتبشير بالنصرانية. صحيح أن خطاب عبد الملك الحوثي لم يستهدف أعضاء معيّنين من الطوائف الدينية المختلفة التي ذكرها، واستهدف المعتقد البهائي وليس أتباعه، لكن كلماته تثير مخاوف جدية، لا سيما في ضوء النزاع الحالي حيث تزايدت المشاعر الطائفية. كما أ ّن منصبه كزعيم ديني وسياسي داخل الحركة يزيد من خطورة بياناته. وكون الحوثيين قد احتجزوا البهائيين بشكل تعسفي في صنعاء قبل أن يلقي خطابه، فإ ّن هذا الخطاب يكتسب وزناا أكبر وقد يؤثّر على الأفراد البهائيين الذين كانت أسماؤهم معلنة آنذاك. يعتبر إصدار أمر بالاعتقال بحق البهائيين العشرين والاعتقالات التي وثقها فريق الخبراء مؤشرا على وجود نمط لاستهداف البهائيين من جانب سلطات الأمر الواقع.

 

820.في رّد خطّي على الأسئلة التي طرحها فريق الخبراء بشأن أفراد الطائفة البهائية، ردت سلطات الأمر الواقع قائلةا بأن تهم التخابر والاتصال غير المشروع مع دولة أجنبية حملت في الرسالة إسم "الكيان الصهيوني"، ُوّجهت ضد 20 فردا ينتمون الى المعتقد البهئي. ووفاقا لرّد سلطات الأمر الواقع، تندرج هذه الاتهامات تحت قانون الجرائم والعقوبات رقم 12 (1994) بشأن اعتبارها جريمة من جرائم أمن الدولة الخارجية التي تصيب الشخصية القانونية للدولة بالخطر أو الضرر ويعاقاب عليها بموجب المادة 128 من قانون الجرائم والعقوبات. ويلاحظ فريق الخبراء أن المادة 128 تحمل عقوبة الإعدام. كما ذكرت سلطات الأمر الواقع أن المتهمين يخضعون حاليا لمحاكمة علنية وأنه تمّ احترام حقهم في الدفاع وأنه أطلق سراح الأغلبية باستثناء ثلاثة أفراد، وفقا لقرارات المحكمة. وأكدت سلطات الأمر الواقع أن التهم الموجهة ضد هؤلاء الأفراد لا علاقة لها بمعتقدهم. وفي رسالة منفصلة، ذكرت سلطات الأمر الواقع أن الدستور اليمني يكفل حرية الدين والمعتقد، مضيفة أنّه لا توجد "أقليات عرقية أو لغوية أو دينية في اليمن باستثناء الطائفة اليهودية."

  النتائج

821.يضمن القانون الدولي لحقوق الإنسان حرية الفكر والوجدان والدين. وعلى غرار الحريات الأساسية الأخرى، يجوز تقييد حرية الفرد في إظهار دينه أو معتقداته، ولكن وفاقا لما ينص عليه القانون فقط ومتى كان ذلك ضرورياا لحماية حقوق الآخرين وحرياتهم، ولحماية الأمن القومي، والسلامة العامة، والنظام، والصحة والأخلاق. بالإضافة إلى ذلك، ينص القانون الدولي لحقوق الإنسان على عدم التمييز، ويتعين على أصحاب الواجب احترام وضمان حقوق الأفراد الخاضعين لولايتهم القضائية بدون تمييز من أي نوع، بما في ذلك على أساس الدين.

822.ويكفل القانون الدولي لحقوق الإنسان الحق في الحرية والأمن الشخصي وينص على عدم تعريض أي شخص للاعتقال أو الاحتجاز بشكل تعسفي1325. كما يحظّر القانون الدولي الإنساني الاحتجاز التعسفي1326. وتُعتبر حالات الحرمان من الحرية تعسفية عندما تأتي نتيجةا لممارسة الحريات الأساسية، فضلاا عن الاحتجاز على أساس تمييزي. في الحالات الموصوفة أعلاه، توجد أسباب معقولة للاعتقاد بأنه تمّ احتجاز أعضاء الطائفة البهائية على أساس المعتقد. وعليه، لدى فريق الخبراء أسباب معقولة للاعتقاد بأن سلطات الأمر الواقع قد احتجزت أفرادا من الطائفة البهائية تعسافا.

  1. "مجتمع"المهّمشين"
 

"حين أتت الحرب، كانت بالنسبة لنا حكم بالموت. حين تركنا بيوتنا ونحن مكرهون، تلك البيوت التي احتضنت فقرنا وشبعنا وكانت بلسم لجرحنا...وحين وصلنا ألى أماكن ليست أماكننا حيث بعض الناس لم يتقبلنا بل رفض أن نعيش في أرضه مؤقتا حتى تنتهي الحرب ونعود لديارنا... كانت الفاجعة حيث شعرنا أننا نعيش في غربة داخل غربة بينما نحن في وطننا."

نازح من مجتمع "المه ّمشين"، تعز

 

823.إّن عبارة "المهمشين" هي تسمية أعطيت لأقلية اجتماعية في اليمن تعاني من التمييز القائم على النسب. ويُشار إلى "المهمشين" في بعض الأحيان بمصطلح سلبي هو "الأخدام". ويُقّدر عددهم بما بين خمسمائة ألف و3.5 مليون فرد وفي حين أن القوانين اليمنية لا تميز ضد "المهمشين"، إلا أن ترسيخ وصمة العار الاجتماعية والأساطير المحيطة بهم أدت جميعا إلى عزلهم المستمر عن بقية المجتمع اليمني. وعلى الرغم من إلغاء أنظمة الطبقية الاجتماعية رسمياا مع حلول الجمهورية في اليمن بقي "المهمشون" محصورين في الأحياء الفقيرة في معظم المدن، من غير أن يتمكنوا من التزاوج بسهولة مع يمنيين آخرين. ويعمل معظمهم في التنظيف، مثل وظائف التنظيف العامة، وجمع القمامة وتكنيس الشوارع.

    

824.كان "المهمشون" من بين الذين خرجوا إلى الشوارع في احتجاجات الربيع العربي في العام 2011 وكانوا ممثلين في مؤتمر الحوار الوطني حيث تمّ اقتراح قوانين توفر لهم الحماية، غير أنه لم يتم تبنّيها بسبب النزاع، مما ش ّكل خطوة تراجع كبيرة كان لها تأثير سلبي على مجتمع "المه ّمشين" في جميع أنحاء اليمن. ومع تطّوره في تعز على سبيل المثال، أّدى تراجع الأموال العامة وعدم دفع الرواتب الى التأثير سلبا على جميع وظائف "المهمشين" الذين كانوا يعملون في البلدية، فبقوا بدون دخل لمدة عامين تقريباا حسبما ورد من معلومات.1331 وفي الأماكن حيث نزحت عائلات من "المه ّمشين"، مثل ح ّجة وتعز، أضطروا بسبب وضعهم الاجتماعي للذهاب إلى مشارف المدن ولم يستفيدوا مثل غيرهم من النازحين من الهياكل المجتمعية الموجودة لاستضافة النازحين1332. بالإضافة إلى ذلك، تلقى فريق الخبراء عدادا من الادعاءات بأن "المهمشين" كانوا إما من بين أولئك الذين تم تجنيدهم قسرا في جماعات مسلحة، أو انضموا اليها طواعا من أجل الحوافز الاقتصادية.

 

825.إّن عدم انتماء "المهمشين" إلى النظام القبلي اليمني قد جعلهم أكثر عرضة للخطر خلال النزاع، حيث أن النظام القبلي قد لعب دورا حيوياا في توزيع المساعدات وتخصيصها على مستوى الجماعات، وخاصة في المواقع حيث عملت فيها المنظمات الإنسانية "عن بعد"، وبالتالي استحال عليها مراقبة التوزيعات مباشرة. وتلقى فريق الخبراء مزاعم تفيد بإزالة عائلات "المهمشين" من عمليات التقييم وقوائم التوزيعات في تعز أو أنها تلقت سلل غذائية أقل من العدد المخصص لها. خلال الأيام الأولى من "حصار" تعز على أيدي مقاتلي الحوثيين - صالح، انتقل العديد من "المهمشين" الذين كانوا يقيمون داخل المدينة حتى ذلك الحين إلى منطقة الحوبان التي تخضع حالياا لسيطرة سلطات الأمر الواقع. وواصل معظمهم العيش في مستوطنات عشوائية. وقد عانى البعض من عمليات النزوح المتعددة حيث لم يُسمح لهم بالعيش على أراض خاصة وانتقلوا إلى مناطق نائية وبريّة. تلقى فريق الخبراء ثلاثة تقارير تفيد عن مقتل "مهمشين" بنيران القناصة على الخطوط الأمامية في تعز أثناء محاولتهم كسب عيشهم، مثل غسل السيارات عند نقاط العبور. وفي إحدى الحالات، أُفيد عن والدة شاب أصيبت برصاص قناص أثناء محاولة إنقاذ ابنها الذي أصيب في تلك اللحظة. وأصبح الوصول إلى المدارس والجامعات أكثر صعوبة، حيث أغلقت الطرق المؤدية إلى تعز أثناء النزاع، مما أجبر الناس على القيام برحلات طويلة ومكلفة، وكان "المهمشون" من بين العديد من الطلاب الذين لم يتمكنوا من تحّمل التكاليف. وصف مستجوبون لفريق الخبراء مدى المعاناة اليومية خلال النزاع، بما في ذلك الصعوبات في قبول أطفالهم في المدرسة، أو حتى عدم قدرتهم على شراء "ملابس نظيفة" لهم.

 

826.بينما أطاح النزاع بحياة جميع اليمنيين، فقد أثر على "المهمشين" وعلى فئات ضعيفة أخرى، بطرق غير متناسبة. تُظهر الحالات التي وثقها فريق الخبراء أن "المهمشين"، أثناء البحث عن آليات للتغلب على آثار النزاع على حياتهم، تعرضوا لمخاطر إضافية، مثل العمل بالقرب من الخطوط الأمامية، أو الانتقال إلى مناطق غير صالحة للسكن، أو الانضمام الى جماعات مسلحة مختلفة. ويسلّط هذا القسم الضوء على المخاطر التي يتعرضون لها نتيجة للتمييز المستشري الذي يواجهونه والذي تفاقم بسبب النزاع، فضلاا عن حاجتهم إلى مزيد من الحماية من جانب جميع أطراف النزاع في ضوء تزايد حالة ضعفهم.

 

أ) الاعتقال والاحتجاز التعسفي، الوفاة بسبب الإصابات نتيجة التعذيب

 

827.حقق فريق الخبراء1340 في 10 حالات مزعومة (فتيان، وامرأة، وسبعة رجال) من الاعتقال والاحتجاز التعسفيين والتعذيب والعنف الجنسي ضد أفراد من مجتمع "المهمشين" في تعز. وفي حالتين تم إطلاق سراح المحتجزين بعد فترة طويلة من الإختفاء القسري والتعذيب ، وتوفيا بعد فترة وجيزة، نتيجة للإصابات التي ألحقت بهما أثناء الإحتجاز بحسب ما أفيد . في جميع الحالات ، لعبت مواطن الضعف الاجتماعية والإقتصادية التي يواجهها الضحايا بصفتهم من "المهمشين" دوراً أساسياً في تتعريضهم لمخاطر انتهاكات حقوق الإنسان، أو في تفاقم حالتهم.

 

828.في إحدى الحالات التي وثقها فريق الخبراء1341، أفيد عن قيام عناصر من الحوثيين بأخذ شاب من "المهمشين" من شوارع تعز، على مقربة من المكان الذي كان يعمل فيه في تنظيف السيارات. تمّ اتهامه بالعمل لمصلحة "الجانب الآخر"، وأشير إليه باسم "الداعشي"1342. أخفي قسرا، وتعّرض للعنف الجنسي وغيره من أشكال التعذيب، مما أدى إلى إلحاق ضرر شديد في خصيتيه وكليتيه نتيجة الضرب. وأُفيد بأنه أطلق سراحه عندما وجده فاعل خير في السجن ودفع مبالغ ماليه لإطلاق سراحه. وتوفي في النهاية في المستشفى، نتيجةا لإصاباته المستمرة التي تفاقمت بسبب عدم توفر الرعاية الطبية العاجلة. وقد استعرض فريق الخبراء لقطات مصّورة للضحية حيث يروي محنته في المستشفى قبل وفاته. وأدى ضعفه الاجتماعي والاقتصادي إلى تفاقم حالته الطبية لأن أسرته لم تكن قادرة على تحمل تكاليف الرعاية الطبية المطلوبة.

 

829.كما حقق فريق الخبراء1343 في قضية رجل من "المهمشين" أفيد أنه توفي نتيجة لحالته الطبية بعد التعذيب. كما أُفيد عن قيام الحوثيين بخطف الضحية 1344 من منزله في الحوبان في 4 أبريل / نيسان 2017 أمام أسرته وأطفاله ومع أحد أبناء ع ّمه. تم احتجازه في سجن الحوبان (سجن صالح) ثم نُقل إلى سجن الأمن السياسي في صنعاء. لم تتمكن أسرته من رؤيته طوال فترة احتجازه. وعلى غرار العديد من الأشخاص الذين يُعتقد أنهم لا يدعمون الحوثيين، فقد اُتهم أي اضا بأنه "داعشي" (راجع فصل تعز لمزيد من التفاصيل). كان مريضا جدا لدى إطلاق سراحه، وتم نقله إلى المستشفى بعد فترة وجيزة، حيث تبّين أنه فقد رئته اليسرى. وتوفي نتيجة لحالته الطبية. لقد تحقق فريق الخبراء من اختفائه القسري من غير أن يستطيع التأكد من سبب وفاته تماما. وورد أن الحوثيين اختطفوا ثمانية أفراد آخرين من العائلة نفسها، وجميعهم من الرجال، في الحوبان. ثلاثة منهم كانوا لا يزالون مختفين وقت كتابة هذا التقرير. وأُفيد بأنه تم احتجازهم جميعا بدون توجيه تهم إليهم. تلقى فريق الخبراء تقارير تفيد بأن الحوادث كانت مرتبطة بالضغط الذي مارسه الحوثيين لتجنيد الرجال بالقوة.

 

فرض الحوثييون التجنيد الاجباري والتجنيد للقوات المسلحة اليمنية بقيادة المملكة العربية السعودية " ما في أي عمل وأخي راح قال لأمي "دعيلي ياما وأنا انشالله اجمعلك فلوس واروح أسعدك

ما كتب الله." انه يسعدنا... يوم الدفن أمي ما شفته. لليوم هذا وهي تبكي..."

  شاب من مجتمع "المهمشين" يتحدث عن شقيقه الذي مات وهو يقاتل مع طرف من أطراف النزاع

 

830.قام فريق الخبراء بتوثيق حالة من محاولات التجنيد القسري من جانب الحوثيين في منطقة الحوبان في تعز. تحدث الرجل الذي فّر مع عائلته بأكملها بحثاا عن الأمان عن الضغط الذي مارسه المقاتلون الحوثيون على مجموعة مؤلفة من 21 عائلة من "المهمشين" الذين يعيشون في الحوبان. تم الضغط على العائلات كي ينضم رجل أو رجلان منها إلى صفوف الحوثيين1345. وتلقى فريق الخبراء أي اضا تقريارا لم يتم التحقق منه عن رجل من "المهمشين" كان يحاول الهرب من التجنيد القسري للحوثيين الذين ُزعم أنهم حاولوا أي اضا تجنيد مجموعة من المهمشين في منطقة إب في العام ٢٠١٦.

831.وثّق فريق الخبراء حالة صبي يبلغ من العمر 17 عااما، ذهب من الحوبان حيثكان قد نزح خلال الحرب مع أسرته، إلى مدينة تعز، لأنه سمع أ ّن القوات المسلحة اليمنية تقوم بالتجنيد وبدفع أجوركي ينضّم الفتيان والشبان. وأفيد أنه انضم وبعض الأصدقاء من مجتمع "المهّمشين". تم إرساله على الفور للقتال، بدون تدريب، إلى حدود المملكة العربية السعودية، إلى مكان شهد على قتال عنيف بين القوات المسلحة اليمنية تحت قيادة المملكة العربية السعودية والمقاتلين الحوثيين. قتل بعد أربعة أشهر في انفجار لغم أرضي. يقال إن الشاب كان يقاتل مع القوات المسلحة اليمنية، تحت القيادة السعودية. ووفاقا للمصادر، تم دفع راتبه ورواتب الجنود الذين انضموا إلى تلك الجبهة بالريال السعودي، مما خلق حافازا للشباب للانضمام. وأكد فريق الخبراءكذلك أنه تم تجنيد الشاب من خلال "وسطاء" في مدينة تعز.

832.وثّق فريق الخبراء أي اضا حالة أحد المجندين من مجتمع "المهمشين" في مدينة تعز، انضم طواعا إلى القوات المسلحة اليمنية، حيث أُفيد بأنه كان يلعب دور غير قتالي في إدارة العمليات السعودية مقابل حوافز اقتصادية أي اضا. تلقى فريق الخبراء تقارير عن قيام السعوديين بعمليات تجنيد في أجزاء مختلفة من اليمن، من خلال "وسطاء" محليين ُزعم أنهم كانوا يقومون بتجنيد ونقل الجنود إلى الجبهات الشمالية. صحيح أن التجنيد طوعي في طبيعته، لكن وفقا للافادات التي جمعها فريق الخبراء، تستهدف عمليات التجنيد هذه على وجه التحديد الرجال والفتيان الضعفاء من الأسر الفقيرة، بما في ذلك "المهمشين". وتح ّدث أحد المجندين الذي قابله فريق الخبراء عن الحالة المأساوية التي كان يعيشها هو وعائلته بسبب النزاع. وقال:"لم يكن لدي حلّ آخر".

 
  • حالة المهاجرين واللاجئين
 

833.على الرغم من اتساع نطاق الصراع الذي دّمر البلاد منذ أربع سنوات وتسبّب في نزوح ملايين الأشخاص داخل البلاد، ظلت اليمن وجهة للمهاجرين، معظمهم من الإثيوبيين، حيث خاطر الآلاف منهم بحياتهم من خلال عبور البحر من القرن الأفريقي كل شهر. وصل هؤلاء المهاجرون بالاجمال إلى الشواطئ الجنوبية لليمن، حيث حاول معظمهم الوصول إلى المملكة العربية السعودية بحثاً عن فرص عمل وهرباا من عدم الاستقرار السياسي في بلدانهم.

 

834.في العام 2019، أفيد عن ارتفاع حاّد في أعداد المهاجرين الذين يصلون الى اليمن1348. وفاقا للمنظمة الدولية للهجرة، دخل عشرة آلاف وخمسة وأربعين مهاجرا الى اليمن في حزيران/ يونيو وحده، بينهم ألفان وثلاث نساء و723 فتى و348 فتاة. كانت الغالبية العظمى من الإثيوبيين، مع عدد قليل من الصوماليين (977 في المجموع). وأُفيد عن وصول وافدين جدد من النيجيريين إلى اليمن في العام 2019. وبهذه الأرقام، ق ّدر عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى اليمن في الفترة من كانون الثاني/ يناير إلى حزيران/ يونيو 2019 بحوالي ٨٤،378 وهو تدفق هائل لم يردعه النزاع أو حتى عمليات احتجاز المهاجرين في جميع أنحاء البلاد.

 

835.نظر فريق الخبراء في حالة المهاجرين في اليمن، نظرا للضعف الذي يتعّرضون له ولمعرفة درجة تأثير النزاع على المهاجرين العالقين في اليمن والذين أُفيد بأنهم عانوا من عدم الوصول إلى الخدمات المختلفة، وبخاصة الحماية. المهاجرون الذين تحركهم الرغبة في الوصول إلى المملكة العربية السعودية غالبا ما يعبرون الأراضي اليمنية بشكل شبه مستحيل، من أقصى الجنوب إلى الشمال، مرورا بعدد من المناطق الخاضعة لسيطرة جماعات مسلحة مختلفة، مما يعّرضهم لمزيد من المخاطرعلى طول الطريق. وقد جمع فريق الخبراء روايات عن المهاجرين العالقين في مأرب وتعز وحجة. وتشير التقارير1لى أن المهاجرين تعرضوا لخطر متزايد حيث اتهمهم طرفا النزاع معا بالتعاون مع الطرف الآخر والتجنيد لصالحه، مما زاد من ضعفهم. وأثّر عدم الوصول إلى اليمن بشكل كبير على قدرة الفريق على توثيق مزاعم انتهاكات حقوق الإنسان التي تحدث ضد المهاجرين والتحقق منها، وذلك بسبب الصعوبات في الوصول إلى مجتمعات المهاجرين والتواصل معهم داخل البلاد.

أ) اعتقال المهاجرين والمخاطر المتزايدة بشأن الحماية

836.جمع فريق الخبراء تقارير عن تزايد أعداد المهاجرين الذين يواجهون الاعتقال التعسفي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية وكذلك في المناطق الخاضعة لسيطرة سلطات الأمر الواقع. وحقق الفريق في مزاعم من هذا النوع في عدن ولحج وأبين وصنعاء وصعدة. وبالنسبة لأولئك المهاجرين العالقين في صنعاء وفي الأجزاء الشمالية من اليمن، مثل حجة أو صعدة، ذُكر أن العديد منهم قاموا بالفعل بالعبور إلى المملكة العربية السعودية قبل إعادة ترحيلهم.1355 وسمع فريق الخبراء من المقابلات عن ظروف الاحتجاز السيئة التي يتعّرض لها المهاجرون في كل من صنعاء وصعدة. وأفيد عن ظهور علامات سوء المعاملة على بعض المهاجرين الذينكانوا محتجزين ساباقا في الشمال، رغم أن فريق الخبراء لم يتحقق من هذه التقارير أو يتأكد من سببها مع نهاية فترةكتابة هذا التقرير بسبب عدم إمكانية الوصول.1356 وذُكر أ ّن قلة الطعام وغياب القدرة على رعاية المهاجرين يسهمان في تدهور ظروف الاحتجاز.

837.في تقريره في العام 2018، وجد فريق الخبراء أسباابا معقولة للاعتقاد بأن قوات الحزام الأمني ارتكبت أعمال عنف جنسي، بما في ذلك الاغتصاب ضد المهاجرين واللاجئين الأفارقة في منطقتين في عدن: مركز احتجاز المهاجرين في البريقة وفي حي البساتين. تمّ إغلاق مرفق المهاجرين، لكن تم افتتاح مرفق جديد في العام 2019، حيث تم احتجاز ما يقدر بنحو خمسة آلاف شخص من إريتريا وإثيوبيا بين 21 نيسان/ أبريل و30 أيار/ مايو، بينهم رجال ونساء وفتيات وفتيان. شعر الفريق بمخاوف من إمكانية ظهور حالات في المرفق الجديد مماثلة لتلك التي سادت في العام ٢٠١٨ .

 
  1. وثّق فريق الخبراء1358 احتجاز 63 مهاجرا إثيوبياا (بينهم 37 امرأة) وصلوا إلى الشماتين، وهي مديرية في محافظة تعز في 10 أبريل / نيسان 2019 ، تلاهم 13 صومالياا بعد بضعة أيام. قامت الأجهزة الأمنية بأخذ جميع الوافدين الجدد في تعز ووضعتهم في "الاحتجاز"، على الرغم من أن السلطات المحلية أبلغت فريق الخبراء أنهم لم ُيحرموا من حريتهم بل تم تزويدهم "بمكان لإيوائهم".1359 وأفيد عن قيام السلطات المحلية بتزويد المهاجرين الذين وجدوا أنفسهم في تعز، بالطعام، فضلاا عن الحصول على الرعاية الصحية لعدد قليل ممن كانوا في حالة صحية سيئة عند وصولهم. وأصدرت السلطات دعوة لوكالات الأمم المتحدة للمجيء وأخذ المهاجرين، لكنها لم تحصل على رّد. بعد ذلك، قامت الأجهزة الأمنية بمرافقة المجموعة كاملةا الى خارج محافظة تعز، ونحو الطريق إلى عدن. لم يتمكن الفريق من الحصول على معلومات إضافية عن مكان وجودهم. يثير هذا الحادث، مثله مثل الحوادث الأخرى، مخاوف بشأن آليات الحماية القائمة الخاصة بالمهاجرين في اليمن، وإمكانية وصولهم إلى الخدمات الإنسانية والحماية، والمخاطر التي تتضاعف لدى عبورهم أجزاء مختلفة من اليمن.

ب) الاعتقال والاحتجاز التعسفي للاجئين من جانب سلطات الأمر الواقع

  1. حقق فريق الخبراء في ثلاث حالات من اعتقال اللاجئين الصوماليين على أيدي سلطات الأمر الواقع. شارك اثنان على الأقل في لجنة اللاجئين لدعم الصوماليين وغيرهم من اللاجئين في اليمن. وقعت الاعتقالات في أوقات مختلفة في كانون الأول/ديسمبر 2018. وورد أنه يوجد المزيد من الاعتقالات المتعلقة بالقضية. وبقي أحد اللاجئين رهن الاحتجاز حتى وقت كتابة هذا التقرير، بدون توجيه تهم إليه. تم اعتقاله أمام منزله واحتُجز في البداية في سجن الثورة.

ثم نُقل إلى مركز التأشيرات والهجرة والاحتجاز، حيث تعّرض للتهديد بالترحيل وقت كتابة هذا التقرير. تشير التقارير إلى أنه تمّ اعتقاله فقط لقيامه بأعمال المناصرة.

  1. التمييز بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان

840.يكفل القانون الدولي لحقوق الإنسان مبدأ عدم التمييز. حيث يتعين على أصحاب الواجب احترام وضمان حقوق الإنسان لجميع الأفراد الموجودين ضمن ولاياتهم القضائية بدون تمييز من أي نوع، على أساس العرق أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو غيره أو الأصل القومي أو الاجتماعي أو الممتلكات، أو الولادة، أو غيرها من الاوضاع. وتماشيا مع الالتزام باحترام حقوق الإنسان وحمايتها وإعمالها، لا يهدف هذا المبدأ المتقاطع إلى ضمان عدم اتخاذ خطوات تمييزية بالتدابير فقط، بل أي اضا حماية الأفراد من التمييز من جانب كيانات أخرى واتخاذ خطوات إيجابية باتجاه هذا التأثير. ينص القانون الدولي الإنساني أي اضا على حظر أي تمييز ضار في تطبيقه، سواء كان قائماً على العرق أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو المعتقد أو الرأي السياسي أو غيره أو الأصل القومي أو الاجتماعي أو الممتلكات أو الولادة أو غيرها من الأوضاع، أو على أي معايير أخرى مماثلة.

جـ. الاستخدام العسكري وتدمير المواقع الدينية والثقافية

  1. يوجد في اليمن ترااثا ثقافياا فريادا يرجع تاريخه إلى آلاف السنين. هناك أربعة مواقع مدرجة في

قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ("اليونسكو")، ويوجد 10 مواقع أخرى على القائمة الأولية، ومئات من المواقع الثقافية المتنوعة في جميع أنحاء البلاد، والتي تتراوح بين المتاحف والمكتبات ودور المحفوظات والمواقع الأثرية والقلاع، وصولا إلى المواقع الدينية والطبيعية .

  1. إن الملكية الثقافية محمية بشكل خاص في أوقات النزاعات المسلحة. وفاقا للقانون الدولي الإنساني، يجب على أطراف النزاع احترام الممتلكات الثقافية وعليها توخي الحذر بشكل خاص لتفادي إلحاق الضرر بهذه الممتلكات في العمليات العسكرية. وكذلك لا يجوز أن تكون أن الممتلكات ذات الأهمية الكبرى للتراث الثقافي هدفاا للهجوم إلا إذا اقتضت الضرورة العسكرية ذلك. بالإضافة إلى ذلك، يحظر البروتوكول الإضافي الثاني بشكل مطلق "لارتكاب أية أعمال عدائية موجهة ضد الآثار التاريخية أو الأعمال الفنية أو أماكن العبادة التي تشكل التراث الثقافي أو الروحي للشعوب، واستخدامها في دعم المجهود الحربي". هذا الشرط لا ينطبق إلا على الأشياء ذات الاهمية الاستثنائية والقيمة العالمية، من أجل "الحفاظ على تراث البشرية."
  1. تعتبر اتفاقية لاهاي لعام 1954 لحماية الممتلكات الثقافية في حالة نشوب نزاع مسلح (المعروفة باسم "اتفاقية 1954") وبروتوكولها الثاني الذي تعد اليمن طرفاا فيه ، وكذلك معظم دول التحالف، ذات أهمية أي اضا في هذا السياق . إن الحماية التي توفرها الاتفاقية وبروتوكولها الثاني أوسع من الأحكام المذكورة أعلاه في القانون الدولي الإنساني، بمعنى أنها تنص بشكل خاص على شروط محددة للإعفاءات على أساس الضرورة العسكرية الملحة، وكذلك إقامة نظام معزز لحماية ممتلكات ثقافية معينه على وجه التحديد. يجوز وضع الممتلكات تحت حماية معززة إذا لم تستخدم لأغراض عسكرية، ويجب على الأطراف الامتناع عن جعل هذه الممتلكات هدفاا للهجوم، وعن أي استخدام لها أو محيطها المباشر دعما للعمل العسكري.
 
  1. أخيراً، يعتبر توجيه هجمات بشكل متعمد ضد الاعيان المخصصة للأغراض الدينية أو التعليمية أو الفنية أو العلمية أو الخيرية ، والمعالم التاريخية ، شريطة ألا تكون أهدافاا عسكرية، جريمة حرب، ويسري ذلك أي اضا خلال النزاعات المسلحة غير الدولية.
 
  1. تدمير التراث الثقافي اليمني

 

  1. دمرت أطراف النزاع اعيان خاضعة للحماية كممتلكات ثقافية كما وألحقت بها أضرارا ، مثل المعالم التاريخية والمباني الأثرية والدينية ذات الأهمية الثقافية والدينية لليمن والعالم. حدث هذا من خلال الهجمات المتعمدة أو العشوائية ، أو بسبب قربها من الأهداف العسكرية. استخدام هذه الممتلكات الثقافية لأغراض عسكرية ، وازالة حمايتها من الهجوم ، هو أيضا أحد الأسباب الرئيسية للتدمير. مع استمرار النزاع ، تستمر تصرفات الأطراف في تعرض التراث الثقافي اليمني للخطر المباشر وخطر الاختفاء.
 
  1. ساهمت جميع أطراف النزاع في تآكل مواقع التراث الثقافي في جميع أنحاء اليمن وإلحاق الضرر بها. وأُبلغ فريق الخبراء بأن اليونسكو تتقاسم مع جميع أطراف النزاع إحداثيات مواقع التراث الثقافي.1374 ومع ذلك، أدت الغارات الجوية إلى خسائر خاصة في المدن، بما في ذلك المدن القديمة في صعدة وصنعاء. مدينة صنعاء القديمة مع هندستها المعمارية الفريدة وتراثها الإسلامي، والتي تم إدراجها على أنها موقع للتراث العالمي منذ العام 1986، قد تأثرت جراء الغارات الجوية منذ بداية النزاع الأضرار التي حدثت خلال الأشهر الأولى من النزاع وحده قد أدت بالفعل إلى إلحاق أضرار بمئات المباني، مما جعل لجنة التراث العالمي تضعها على قائمة التراث العالمي المعرض للخطر في تموز/ يوليو 1376.2015 كما لحقت بتعز وقلعة القاهرة أضرار كبيرة القلعة، التي يعود تاريخها إلى الحقبة العثمانية، هي إحدى أكثر المواقع التاريخية شهرة في اليمن.
 
  1. وكانت مدينة صعدة من أكثر المدن تضررا من حيث مستويات التدمير، في جميع أنحاء اليمن، ويعزى ذلك في الغالب إلى الغارات الجوية. وقد أثار بيان صادر عن المتحدث باسم التحالف في أيار/مايو 2015، يشير إلى أن مدينة صعدة بأكملها هدف عسكري، شواغل خطيرة بالنسبة للمدنيين والتمييز بين الأهداف المدنية والأهداف العسكرية. وشمل الدمار الذي تعرضت له مدينة صعدة مواقع التراث الثقافي، مثل المدينة القديمة التاريخية ومسجد الإمام الهادي التاريخي الذي ُدمر جزئيا جراء غارة جوية في 9 أيار/ مايو 2015، وهو يحمل أهمية خاصة للمعتقد الزيدي في اليمن.
 
  1. ُدمرت قلعة براقش القديمة 1379، وهي موقع اثري محمي في محافظة الجوف، خلال السنة الأولى من النزاع. في حين أن فريق الخبراء لم يتمكن من تحديد الجهه التي تحمل عليها المسؤولية، لاحظ الشهود الذين زاروا الموقع الأضرار التي لحقت بالقلعة نتيجة القصف خلال عام 2015. كما تم نسب هذا الضرر بواسطة اليونيتار – يونوسات. ظهرت صورة مؤرخة 29 أكتوبر 2015 ، على نقيض للصورة التي تعود الى 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2013 ، تُظهر تدمير الهيكل في القلعة والعديد من الحفر في المنطقة المجاورة مباشرة للقلعة القديمة.
  1. خلال المواجهات التي وقعت في عدن في عام 2015، تم تدمير مسجد الحسيني الشيعي في منطقة كريتر الخاضعة لسيطرة مقاتلي الحوثي-صالح جزئياا خلال غارة جوية شنتها قوات التحالف في 16 تموز/ يوليو 2015. وكان مسجد الحسيني مسجد عدن الشيعي الشهير، قد بني في نهاية القرن التاسع عشر. كان للمسجد أهمية دينية وتاريخية وثقافية خاصة للأقلية الشيعية في عدن. حسب المعلومات الواردة لفريق الخبراء، تم إغلاق المسجد طوال الحرب ولم يستخدم لأغراض عسكرية. بمجرد أن استولت المقاومة الجنوبية على المنطقة، أعادوا تسميته بمسجد شهداء السنة.
  1. تم تدمير مسجد الفازة الصوفي في الحديدة في حزيران/ يونيو 2018 بينما كانت المنطقة تحت سيطرة ألوية العمالقة التي تدعمها الإمارات العربية المتحدة. وجد فريق الخبراء أسباابا معقولة للاعتقاد بأن عناصر ألوية العمالقة كانوا مسؤولين عن التدمير المتعمد لهذا الموقع الديني التاريخي في القرن السابع، والذي لم يكن له سبب عسكري واضح. (للحصول على معلومات إضافية، انظر الى الجزء حول معركة الحديدة)
  1. تستخدم أطراف النزاع في اليمن بانتظام الأهداف المدنية في الأنشطة العسكرية، بما في ذلك تلك التي تتمتع بحماية خاصة مثل المواقع الدينية والثقافية. في عدد من الحالات،كان لهذا تأثير على إزالة الحماية التي كانت تتمتع بها هذه الواقع، وضبابية التمييز بين الأهداف المدنية والأهداف العسكرية، وغالباا ما يؤدي إلى إتلاف أو تدمير تلك المواقع، مما يزيد من الإضرار بالتراث التاريخي والثقافي لليمن. لا علم للفريق أن أي تحذير مسبق قد تم توجيهه قبل مهاجمة تلك المواقع.
 
  1. في بداية الحرب ، تم قصف المتحف الوطني في تعز، خلال فترة احتلال الحوثيين له، من قبل قوات المقاومة، التي سيطرت عليه في آب/أغسطس 2015. في 4 شباط/فبراير 2016 ، قصف الحوثيون المتحف مما تسبب في حدوث اضرار واسعة النطاق.
 
  1. وبالمثل، في عدن، سيطر مقاتلو الحوثي - صالح على المتحف العسكري، الذي يعود بناؤه إلى العام 1918 ، وأنشأو فيه مستودعا عسكريا ومرفق اعتقال سري . بالإضافة إلى نهب المتحف من قبل الحوثيين،1383 ضربت غارة جوية للتحالف المتحف في 16 تموز/ يوليو 2015 ، مما أدى إلى تدمير الجناح الشمالي الشرقي للمتحف.
 
  1. الانتهاكات
 
  1. لدى فريق الخبراء أسباب معقولة للاعتقاد بأن جميع أطراف النزاع لم تحترم الممتلكات الثقافية على النحو الذي يقتضيه القانون الدولي الإنساني. في حين أن فريق الخبراء لم يتمكن من تحديد ما إذا كان تدمير المسجد من قبل التحالف في منطقة كريتر ينطوي على انتهاك لمبادئ التمييز أو التناسب أو الاحتياطات، يبدو أن المسجد في الحديدة قد دمر من قبل ألوية العمالقة في غياب أي ضرورة عسكرية ، وبالتالي في انتهاك للقانون الدولي الإنساني. قد يثير هذا الفعل مسؤولية جنائية فردية عن جريمة الحرب المتمثلة في توجيه هجوم متعمد على مبنى تاريخي مخصص للدين. الحوثيون، في استخدامهم للمتاحف في كل من تعز وعدن للقيام بأنشطة عسكرية، تسببوا في تدميرها الجزئي عبر إزالة حمايتها وتحويلها إلى أهداف عسكرية، وهو ما يرقى إلى انتهاك الالتزام باحترام الممتلكات الثقافية ورعاية خاصة لتجنب الأضرار التي لحقت بها. لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الضربات التي قامت بها قوات المقاومة والتحالف على المتاحف تمتثل للشروط المنصوص عليها في البروتوكول الثاني لاتفاقية لاهاي لعام 1954 في شأن التنازل على أساس الضرورة العسكرية الملحة.
  1. الحالات المثيرة للقلق
 
  1. يعرب فريق الخبراء عن قلقه فيما يتعلق بوضع مدينة زبيد القديمة - عاصمة اليمن من القرن الثالث عشر إلى القرن الخامس عشر - وأرخبيل سقطرى، وكلاهما مدرج كمواقع في قائمة التراث العالمي لليونسكو.
  1. أوجد النزاع ظروفا وضعت الممتلكات الثقافية في جميع أنحاء اليمن في خطر، وزبيد على سبيل المثال. تلقى فريق الخبراء تقارير تفيد بأن مجموعة كبيرة تضم أكثر من 1000 مخطوطة كانت موجودة في متحف زبيد قد أزيلت منه، ويوجد مخاوف بشأن حمايتها وصيانتها. هذا هو واحد من العديد من الأمثلة على المعلومات التي تلقاها فريق الخبراء كيف أدى النزاع إلى الارتباك وسوء الإدارة والمنازعات حول كيفية التعامل مع الممتلكات الثقافية اليمنية .
  1. لم ينجو أرخبيل سقطرى، الواقع عند مفترق الطرق بين القرن الأفريقي وخليج عدن من النزاع. نظارا لموقعه ذي الأهمية العالمية المتميزة بسبب تنوعه الحيوي مع النباتات والحيوانات الغنية والمتميزة ، فقد تم إدراج جزيرة سقطرى في قائمة اليونسكو للتراث العالمي في عام 2008. ومنذ نهاية عام 2015، كانت الجزيرة تخضع لمستويات متفاوتة من السيطرة من قبل الإمارات العربية المتحدة. وفاقا للمعلومات التي تلقاها الفريق1387، تعرضت سقطرى منذ ذلك الحين إلى التدهورالبيئي الجسيم والنهب والفساد، بما في ذلك من مشاريع بناء من الامارات العربية المتحدة.
  1. X. المساءلة

 

  1. مقدمة

858.يقدم هذا الجزء بحثا في الآليات المتاحة لتحميل أطراف النزاع المسلح مسؤولية انتهاكات القانون الدولي المذكورة في هذا التقرير، لا سيما فيما يتعلق بتلك التي قد تؤدي إلى المسؤولية الفردية عن الجرائم الدولية.

أ. مسؤولية أطراف النزاع المسلح

 

859.يتعين على أطراف النزاع المسلح اتخاذ إجراءات لمنع ارتكاب انتهاكات للقانون الدولي الإنساني ولوقف هذه الخروقات التي حدثت:

 

أ. الإجراء الوقائي: يلزم اتخاذ تدابير من جانب أطراف النزاع لضمان أن المقاتلين على وجه الخصوص يكونوا على دراية بالقانون الواجب التطبيق

 

 ب. أثناء النزاع: الطرف الذي عانى من انتهاكات القانون الدولي الإنساني يمكنه مناشدة المجتمع الدولي أن يقوم بكل ما في وسعه لوضع حد للانتهاكات. في بعض الأحيان كان ذلك فعالاً، على الرغم من إنه قد يستغرق بعض وقت .

 

ج. بعد الحدث: من الواضح أن الدولة تتحمل مسؤولية انتهاكات القانون الدولي الإنساني المنسوبة إليها.1390 وهذا يشمل شرط تقديم تعويض كامل عن الخسارة أو الضرر الناجم.1391 في حين أن المنطق يشير أي اضا إلى أن جماعات المعارضة المسلحة تتحمل مسؤولية انتهاكات القانون الدولي الإنساني التي يرتكبها أعضاؤها، إلا أنه من غير الواضح ما هي تداعيات هذه المسؤولية.1392 تشكل الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني جرائم حرب.1393 الأفراد

مسؤولون جنائيا عن جرائم الحرب التي يرتكبونها.

 
  1. يتعين على أطراف النزاع المسلح اتخاذ الخطوات اللازمة لمنع ارتكاب انتهاكات للقانون الدولي الإنساني ووضع حد لمعاقبة مرتكبيها. ويشمل ذلك التزااما بالتحقيق في جرائم الحرب التي يُزعم أن قواتها المسلحة ارتكبتها أو كانت على أراضيها، وإذا لزم الأمر مقاضاة المشتبه فيهم.
 

861.في حين تم إحراز تقدم في تفعيل هذه الالتزامات، تبقى مجالات مهمة لا يزال يتعين توضيح محتوى الالتزام فيها. على سبيل المثال، يتطلب الالتزام بقمع انتهاكات القانون الدولي الإنساني إجراء تحقيق. ليس من الواضح ما إذا كان الشرط ناتجاا عن حادثة يكون من الضروري فيها أولاا تحديد ما إذا تم ارتكاب جريمة حرب، أم أنها ناجمة فقط عن شيء تم وصفه بالفعل على أنه جريمة حرب. يتم تقديم الأمر الأول على أن يكون الرأي الصحيح منطقيا. المسألة الأخرى التي تتطلب توضيحا هي ما الذي يشكل "تحقياقا" لأغراض تلبية هذا الشرط. من الواضح أنه من الضروري مراعاة السياق الذي قد يلزم إجراء أي تحقيق فيه. على وجه الخصوص، يجب تحديد مدى إرتباط تعريف القانون الدولي الإنساني بالتحقيق بالتعريف الوارد في قانون حقوق الإنسان .

.

862.تجدر الإشارة إلى أن هذه الصيغة تتطلب القيام بارتكاب جرائم حرب محتملة على أراضي دولة للتحقيق في ما حدث، بما في ذلك الحالات التي يُفترض أنه تم ارتكاب هذه الحوادث فيها من قبل أعضاء في جماعة مسلحة غير تابعة للدولة.

 

863.إذاكان التحقيق مطلوباً بحسب الظروف ، فيجب على طرف النزاع عادةً أن ينظر في ثلاث مسائل:

أ. ماذا الذي تم فعله لمعرفة إذا حصل انتهاك للقانون؛

ب. هل تم انتهاك القانون بالفعل؛

 ج .هل تم اتخاذ أي إجراء تصحيحي تبين أنه ضروري.

 
  1. يوجد عدد من الثغرات المحددة التي يمكن الوقوع فيها عند التحقيق في انتهاكات القانون الدولي الإنساني. الأول هو التوصل إلى استنتاجات قانونية سابقة لأوانها دون توفر الأدلة اللازمة. على سبيل المثال، عندما يؤدي تدمير منزل ما إلى مقتل 15 شخ اصا يحتمون في داخله، لا يمكن تحديد ما إذا كان ذلك خرقاا للقانون الدولي الإنساني ما لم يتم الإجابة على الأسئلة التالية:

أ. ما الذيكان يستهدفه الطرف المهاجم؟

 

ب . ما المعلومات التي كانت متاحة لطرف النزاع في ما يتعلق بالأغراض من استخدام المنزل؛

 

ج . ثالثاا، ما هي المعلومات المتاحة لطرف النزاع في ما يتعلق بوجود أشخاص غير مقاتلين في المنزل وفي المناطق المجاورة له؛

 

د . في تلك الظروف، هل كان يحق للطرف المهاجم الاعتماد على المعلومات التي بحوزته؛

 

 ه . عند اختياركيفية مهاجمة المنزل، هل أخذ الطرف المهاجم في الحسبان مخاطر إلحاق الأذى بالأشخاص المعروف أنهم موجودين في المنطقة المجاورة؛

 

 و. هلكان الهجوم في الواقع موجاها ضد هدف آخر، وإذاكان الأمركذلك، فهلكان تدمير المنزل و/ أو السكان الذينكانوا بداخله متوقاعا ومتناسباا مع الميزة العسكرية الملموسة والمباشرة المتوقعة أم أنه لم يكن متوقعاً .

 
  1. في بعض الحالات، قد يكون من المهم أي اضا معرفة ما إذاكان الضرر الكلي ناجم عن عدة هجمات منفصلة على مدار أيام عديدة أو نتيجة هجوم واحد فقط. بالنسبة للجزء الأكبر، تتوفر هذه المعلومات فقط لدى الطرف المهاجم. في حين قد يبدو أنه من السهل تحديد نتيجة الهجوم،1400 لكن، بالإجمال، لا يمكن التوصل لأي استنتاج بناءا على النتيجة فقط.
 

. ب) مسؤولية الدولة عن الانتهاكات

 

  1. إن انتهاكات القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان تؤدي إلى مسؤولية الدولة . في حال ارتكب الفعل أجهزة الدولة التي تتضمن قواتها المسلحة وأفراد أو كيانات مخولة بسلطة حكومية. ويعزى الانتهاك أيضا إلى الدولة إذا ارتكبه أشخاص أو مجموعات تعمل بناءا على تعليمات الدولة أو تحت إشرافها أو سيطرتها.
 
  1. وفاقا للقانون الدولي الإنساني بالتحديد، تصلح هذه القواعد أي اضا في حالة النزاع المسلح الدولي وغير الدولي. يكمن السؤال ضمن نزاع مسلح غير دولي، فيما اذا المجموعات المسلحة غير التابعة للدولة، خاصة إذا تولت هذه الكيانات دور سلطات الأمر الواقع، لديها مسؤولية مماثلة كمجموعة. في حين أن القانون الدولي الإنساني لا ينظم هذه المسألة، يبدو أن مشاريع مواد لجنة القانون الدولي حول مسؤولية الدولة تترك بعض المجال لمسؤولية الكيانات غير الحكومية. تعزو مشاريع المواد صراحة هذه المسؤولية إلى الحركات التمردية التي تنجح في نهاية المطاف في إنشاء دولة جديدة (مشروع المادة 10). في مثل هذه الحالات، تنسب أعمال الكيان غير الحكومي في النهاية إلى الدولة الجديدة. ومع ذلك، في الحالات التي لا تُؤ ّسس فيها دولة جديدة، يظل من المثير للجدل ما إذا كانت المسؤولية يمكن أن تعزى إلى الكيانات غير الحكومية في حد ذاتها.1403 ومع ذلك، أكد بعض علماء القانون أن الكيانات المسلحة من غير الدول مسؤولة عن الأفعال التي يرتكبها أعضاؤها1404، وهو تفسير يبدو معقولاا، لا سيما عندما تكون الكيانات من غير الدول مزودة بأجهزة لديها القدرة على التصرف نيابة عن هذه الكيانات، على غرار هيكل الدولة. هذا هو النهج المعتمد في هذا التقرير فيما يتعلق بسلطات الأمر الواقع في اليمن.
 
  1. يحق لضحايا انتهاكات حقوق الإنسان الحصول على تعويضات فعالة وسريعة، بما في ذلك التعويضات وضمانات عدم التكرار. وبالمثل، يتعين على الدولة المسؤولة عن انتهاكات القانون الدولي الإنساني تقديم تعويض كامل عن الخسارة أو الضرر الناجم.1405 في حين أن القانون الدولي يضع مسؤولية التعويضات على الدولة، يوجد اعتراف متزايد بضرورة قيام الكيانات غير الحكومية بتقديم تعويضات هذا مهم بشكل خاص عندما تعتبر هذه الكيانات سلطات فعلية.
 

 ج) المسؤولية الجنائية الفردية

 
  1. تشكل الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني جرائم حرب. يتحمل الأفراد مسؤولية جنائية عن جرائم الحرب التي يرتكبونها كما يُطلب منهم أن يعصوا أي أوامر بارتكاب جريمة حرب واضحة. يتحمل القادة مسؤولية جنائية عن انتهاكات القانون الدولي الإنساني المرتكبة بموجب أوامرهم. قد يكونوا أي اضا مسؤولين عن الانتهاكات التي يرتكبها أشخاص تحت قيادتهم حيث كانوا يعلمون أو كان يجب أن يكونوا على علم بأن الانتهاكات تمت أو كانت سُترتكب ولم يتخذوا التدابير اللازمة والمعقولة في قدرتهم لمنع ارتكابها. يتحمل القادة أي اضا مسؤولية أنه عرفوا أو يجب أن يكونوا على علم بأن الانتهاكات قد ارتكبها أشخاص تحت قيادتهم للإبلاغ عن الأمر إلى السلطات المختصة للتحقيق، وعند الاقتضاء، القيام بالملاحقة القضائية.
 
  1. تنطبق المسؤولية الجنائية الفردية عن انتهاكات القانون الدولي على أفراد القوات المسلحة التابعة للدولة والجماعات المسلحة من غير الدول. في سياق اليمن، هذا ينطبق على جرائم الحرب. بموجب القانون الدولي الإنساني، يقع على عاتق الدول الالتزام بالتحقيق في جميع مزاعم جرائم الحرب التي ارتكبتها قواتها المسلحة أو رعاياها، وكذلك تلك المزعوم ارتكابها على أراضيها. عندما يتوفر دليل كاف، على هذه الدول واجب محاكمة المسؤولين. ثم يُطرح السؤال عما إذا كانت الكيانات المسلحة من غير الدول ملزمة بالالتزام نفسه. يعتمد هذا التقرير النهج القائل بأنه عندما يصل الكيان غير الحكومي إلى مستوى كا ٍف من التنظيم المطلوب لإدارة محاكم عاملة، فهو ينبغي أن يكون ملزما بالإلتزام بالمحاكمة عندما يوجد أدلة كافية. هذا هو الحال فيما يتعلق باليمن وواجب سلطات الأمر الواقع في الملاحقة القانونية للجرائم التي ارتكبتها الجماعات المسلحة العاملة في الأراضي التي تسيطر عليها.
 
  1. يشمل الالتزام باحترام وحماية وتنفيذ الالتزامات الدولية لحقوق الإنسان الالتزام بتوثيق والتحقيق في مزاعم انتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان وضمان مساءلة الجناة. وينطبق هذا بنفس القدر على جميع أصحاب واجبات الالتزامات بحقوق الإنسان، وهذا يعني في السياق الحالي، حكومة اليمن وأعضاء التحالف وسلطات الأمر الواقع.
 
  1. للوفاء بمعايير القانون الدولي، يجب أن تكون التحقيقات في انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني مستقلة ونزيهة وفورية وشاملة وفعالة وذات مصداقية وشفافة. في حالة وجود أدلة كافية، يجب النظر في القضايا من قبل محكمة مختصة ومستقلة ونزيهة ومنشأة بموجب القانون. وبالتالي، يجب على الدول أن تضمن أن تشريعاتها المحلية توفر الأساس القانوني اللازم لتمكين المحاكم المحلية من ممارسة الولاية القضائية على النحو الواجب على الحالات التي توجد فيها أدلة كافية على وجود جريمة دولية، وفاقا للمبادئ المعمول بها في القانون العرفي وقانون المعاهدات.
 

. 87٣. تتمتع الدول الثالثة أي اضا بالحرية في منح محاكمها الجنائية الولاية القضائية على الجرائم الدولية، بما في ذلك جرائم الحرب1417. من المفضل أن يكون الجناة المزعومون ضمن اختصاص دولة المقاضاة. سيتم النظر بشكل منفصل في مسألة ما هي قدرة الدول الثالثة على مطالبة أطراف النزاع بضمان الامتثال للقانون الدولي الإنساني.

 
  1. آليات المساءلة المتوفرة

 

  1. يبحث هذا القسم في آليات المساءلة التي وضعها الأطراف الرئيسية في النزاع والجهات المسؤولة العاملة حالياا، أي اللجنة الوطنية للتحقيق التابعة للحكومة اليمنية وفريق تقييم الحوادث المشترك التابع للتحالف. ويبحث كذلك ما إذا كانت سلطات الأمر الواقع قد وضعت أي آلية للمساءلة ولمحاسبة مرتكبي انتهاكات القانون الدولي. كما هو موضح أعلاه، يتم تطبيق معايير مماثلة على كيانات الدولة وسلطات الأمر الواقع، نظارا لممارسة الأخيرة للولاية القضائية والسيطرة الفعالة على أجزاء من الأراضي اليمنية.
 

أ) ا للجنة الوطنية للتحقيق التابعة للحكومة اليمنية

 
  1. بينما كان يوجد محاولات من قبل السلطات القضائية في الحكومة اليمنية لمعالجة انتهاكات القانون الدولي التي يُزعم أنها وقعت في نطاق النزاع، إن النظام القضائي اليمني أضعف كث ايرا بسبب النزاع وتأثر بالأعمال العدائية وانعدام الأمن والتهديدات المختلفة ضد العاملين فيه وعدم وجود سلطة فعلية للحكومة، خاصة في أجزاء من جنوب اليمن.
 
  1. تأسست اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن – يُشار إليها لاحقا بإسم "اللجنة الوطنية" – باعتبارها "آلية وطنية مستقلة" بموجب مرسوم رئاسي صدر في العام 2012 ومرسومان آخران في العامين 2015 و2017 مع تفويض الإبلاغ والتحقيق في جميع ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة في جميع محافظات اليمن والتي وقعت منذ كانون الثاني/ يناير 2011 حتى "يحين الوقت أن تستعيد الدولة السيطرة الكاملة على أراضي اليمن." القضايا التي تحقق فيها اللجنة الوطنية يتم إحالتها إلى القضاء الوطني "كي يتم تقديم مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان إلى العدالة وحتى يتلقى الضحايا التعويضات."
 
  1. منذ وقت كتابة التقرير الأول لفريق الخبراء في آب/ أغسطس 2018، أصدرت اللجنة الوطنية التقرير الخامس للفترة من 1 شباط/ فبراير 2018 حتى 31 تموز/ يوليو 2018 والتقرير السادس من 1 آب/ أغسطس 2018 حتى 31 كانون الثاني/ يناير 2019. أشار التقرير الخامس إلى أن اللجنة الوطنية أكملت تحقيقها في 1900 ادعاء متعلاقا بأكثر من 30 نواعا من الانتهاكات.1421 في التقرير السادس، ارتفع هذا العدد إلى أكثر من 2500 تحقيق مكتمل في حوادث الادعاءات التي تراقبها اللجنة الوطنية1422. في تقريريها الأخيرين، أشارت اللجنة الوطنية أي اضا إلى التقدم المحرز، بالإشارة خاصةا إلى زيادة المراقبين في جميع المحافظات وتطبيق معايير جديدة فيما يتعلق بحفظ المعلومات .كما ذكرت اللجنة الوطنية الدعم المستمر لبناء القدرات الذي تتلقاه، بما في ذلك من مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان.
  2. تشير تقارير اللجنة الوطنية إلى ادعاءات انتهاكات ارتكبتها أطراف النزاع المختلفة. ويشمل ذلك الحوثيين والتحالف والقوات المسلحة اليمنية وكذلك الولايات المتحدة بسبب مزاعم تتعلق بضربات الطائرات المسيرة. تشير التقارير أي اضا إلى انتهاكات من جانب الجهات المسؤولة عن حقوق الإنسان، أي الحوثيين والحكومة اليمنية. بموجب القانون الدولي الإنساني، فإن الانتهاكات التي تم التحقيق فيها في آخر تقريرين هي قتل وجرح المدنيين وتجنيد الأطفال وزرع الألغام والهجمات على الاعيان الثقافية واستهداف المنشآت الطبية والتهجير القسري وحصار المدنيين وغيرها من العوائق التي تحول دون إيصال الإغاثة الإنسانية. وفيما يتعلق بالقانون الدولي لحقوق الإنسان، فإن الانتهاكات التي تم التحقيق فيها هي القتل خارج نطاق القضاء والاعتقالات التعسفية والاختفاء القسري والتعذيب وسوء المعاملة وتفجير المنازل. كما تضمن التقرير الخامس قسما عن حرية الحركة و"حرية الفكر أو المعتقد." في حين أن معظم الانتهاكات الموضحة في التقارير تتضمن حالات يزعم ارتكابها من جانب جميع الأطراف الرئيسية أو المسؤولة، فإن مواضيع مثل تجنيد الأطفال وزرع الألغام والتهجير القسري وهدم المنازل لا تشمل سوى حالات منسوبة إلى الحوثيين. جميع الحالات التي تم التحقيق فيها في القسم الخاص بحرية الحركة تتعلق بنقاط التفتيش التي تديرها قوات الحزام الأمني. 879. يوجد مخاوف من أن اللجنة الوطنية لا تتوافر فيها المعايير الدولية الموضوعة لضمان المساءلة، كون الافتقار إلى الشفافية مشكلة سائدة تمنع تحليل المعلومات وهو أمر حاسم للسماح بفهم عمل النظام.
 

الاستقلالية

 
  1. أنشئت اللجنة الوطنية بموجب قرار رئاسي وهي تقدم تقاريرها مباشرة إلى الرئيس الذي يعين أي أعضائها التسعة. لا توجد معلومات عامة حول المعايير التي يتم بموجبها اختيار هؤلاء الأعضاء التسعة. كذلك، لا يوجد معلومات عامة حول التمويل الخاص باللجنة الوطنية. هذه العناصر في حد ذاتها تثير التساؤلات حول استقلالية وشفافية اللجنة الوطنية. ومن دواعي القلق الأخرى في ما يتعلق بالشفافية، تظل المعايير التي تستخدمها اللجنة الوطنية لتحديد أي حالة معينة سيتم اختيارها لتضمينها في تقاريرها الدورية تبقى غير واضحة.

الحياد

 
  1. بالرغم من التحسن الملحوظ في التقارير الأخيرة من حيث إعداد تقارير أكثر توازنا، وشمولها العديد من الادعاءات بحدوث انتهاكات من قبل التحالف و/ أو الحكومة اليمنية، إلا أنه من دواعي القلق أن اللجنة الوطنية تعتبر بعض الانتهاكات لا يرتكبها سوى الحوثيين فقط. في الواقع، ووفاقا للمعلومات التي جمعها فريق الخبراء، فإن معظم أنواع الانتهاكات التي تنسبها اللجنة الوطنية إلى الحوثيين فقط، هي انتهاكات ارتكبتها أي اضا قوات التحالف و/ أو القوات اليمنية، كما هو الحال مع تجنيد الأطفال وتدمير المباني السكنية. بالتالي، لا تزال المخاوف بشأن حيادية اللجنة الوطنية قائمة. نظارا لموقعها في عدن، وعدم تعاون الحوثيين معها، تواجه اللجنة الوطنية تحدايا بحكم طبيعتها في الوصول إلى المعلومات، وهذا قد يكون له تأثير أي اضا على فعاليتها.
 

الشفافية

 
  1. المعلومات التي قدمتها اللجنة الوطنية في التقرير كأساس لاستنتاجاتها حول انتهاكات محددة وإسنادها كذلك، ظلّت غير كافية لتمكين فريق الخبراء من تقييم ما إذا كانت اللجنة الوطنية قد أخذت في الاعتبار جميع العناصر اللازمة لإثبات حدوث انتهاك. في أغلب الحالات المفصلة في تقريريها الخامس والسادس، أثبتت اللجنة الوطنية أن الحادثة المبلغ عنها قد وقعت بالفعل، وأي اضا مسؤولية أي طرف في النزاع أو جهة مسؤولة. ولكن، في معظم الحالات المفصلة في التقارير، لم يكن يوجد أي عناصر تسمح باستخلاص النتائج المتعلقة بشرعية الإجراءات المطروحة ولم يوجد أي تحليل

قانوني. هذه النقطة بالذات ملفتة للنظر فيما يخص القضايا المتعلقة بالقانون الدولي الإنساني، حيث إن اللجنة الوطنية لا تذكر بالفعل حقائق عن حوادث محددة، على سبيل المثال طبيعة الهدف، وذلك من شأنه أن يسمح بتقييم الشرعية بموجب القانون الدولي الإنساني. بالنسبة لمعظم الحوادث المنسوبة إلى التحالف، أشارت اللجنة الوطنية إلى أنها لا تزال تنتظر رادا من التحالف على تحقيقها. وهذا يثير مخاوف إضافية فيما يتعلق بالفعالية والدقة والمصداقية.

 

  المصداقية والدقة

 
  1. في الحالات التي يتم فيها ذكر الأساس القانوني المستخدم لتقييم حادثة معينة، لا يكون ذلك دائاما دقياقا من حيث القانون الدولي. بالنسبة لمعظم الحوادث المفصلة في تقاريرها، لا توفر اللجنة الوطنية الأسس اللازمة للسماح لفريق الخبراء من التحقق عما إذا كانت الاستنتاجات قد استندت إلى تحليل قانوني سليم على أساس القانون الدولي. وبالتالي، لدى فريق الخبراء مخاوف بشأن ما إذاكانت اللجنة الوطنية تفي بالمعايير المطلوبة من الدقة والمصداقية.

الفعالية

 
  1. أخيراً ، يبدو أنه يوجد عدد من التحديات التشغيلية التي تؤثر على اللجنة الوطنية في فعاليتها، لا سيما فيما يتعلق بعدم تعاون الحوثيين. كذلك واقع أن مقرها في عدن يجعل الوصول إلى اللجنة الوطنية غير ممكن فعلياا للعديد من الأفراد الذين يعيشون في المناطق النائية أو المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين. أما من ناحية الفعالية، فيوجد حاجة إلى مزيد من المعلومات عن آلية إحالة القضايا إلى المدعي العام اليمني لأن هذا يهدف إلى ضمان أن الانتهاكات التي رسختها

اللجنة الوطنية سيتم التعامل معها من قبل سلطة قضائية مختصة. وهنا، حتى لو كان ثمة دليل على وجود آلية إحالة فعالة، فإن أوجه القصور في النظام القضائي اليمني - خاصة في ما يتعلق بضمانات الإجراءات القانونية الواجبة كما هو محدد في تقارير فريق الخبراء – ستكون مصدر قلق إٕضافي فيما يتعلق بالمساءلة الفعالة.

 

الاستنتاج

 

  1. في الختام، يلاحظ فريق الخبراء أن تقارير اللجنة الوطنية أصبحت أكثر توازناا مع مرور الوقت مع التحقيق في الانتهاكات المزعومة المرتكبة من طرفي النزاع كليهما. أظهرت جهود إعادة الهيكلة مؤخرا التي بذلتها اللجنة الوطنية أي اضا التزامها تجاه المساءلة الأكثر فعالية. اللجنة الوطنية هي هيئة ضرورية للتصدي لظاهرة الإفلات من العقاب في اليمن. تحقيقا لهذه الغاية، يجب أن تكون مستقلة هيكليا ووظيفيا. ومع ذلك، قد لا تفي اللجنة الوطنية، في شكلها الحالي، بالمعاييررالتي حددها القانون الدولي لضمان المساءلة، نظارا لأنها مضمنة في الهيكل الحكومي.
 
  1. إن مساهمة اللجنة الوطنية فيما يتعلق بالتحليل وتقصي الحقائق أمر بالغ الأهمية في مكافحة الإفلات من العقاب في اليمن. من الضروري إذن أن تكون اللجنة الوطنية محايدة في تقييم سلوك جميع الأطراف، وأن تكون فعالة في تحقيقاتها، وأن تكون نتائجها مدعومة بتحليل قانوني شامل يستند إلى القانون الدولي. يكرر فريق الخبراء عرضه بالتعاون رسمياا مع اللجنة الوطنية من أجل العمل بشكل متكامل لضمان المساءلة عن انتهاكات القانون الدولي من قبل جميع أطراف النزاع والجهات المسؤولة.
 

ب) الفريق المشترك لتقييم الحوادث

 

  1. أنشئ التحالف الفريق المشترك لتقييم الحوادث في آب/ أغسطس 2016، بدعم من الولايات المتحدة. تتمثل مهمته في التحقيق في الانتهاكات المزعومة التي ارتكبها التحالف خلال العمليات في اليمن. يجب عليه أي اضا "التحقيق في الحوادث المثيرة للقلق وتحديد الدروس المستفادة وإعطاء نظرة عن أنماط الضرر المدني". وفاقا لمنظمة هيومن رايتس ووتش،كان الفريق المشترك لتقييم الحوادث يتكون في الأصل من 14 فرادا من الدول الأعضاء الرئيسية في التحالف. لديه تفويض للتحقيق لتبيان الحقائق وجمع الأدلة ورفع تقارير وتقديم توصيات حول "المطالبات والحوادث" خلال عمليات التحالف في اليمن." في مذكرة مشتركة موجهة إلى فريق الخبراء في 8 آب/ أغسطس 2018، أشارت البعثات الدائمة لليمن والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة إلى أن الفريق المشترك لتقييم الحوادث ضم ممثلين عن عدد من الدول الأعضاء في التحالف. وبحسب المذكرة المشتركة أيضاً، إن المساءلة تتم وفاقا للقوانين المعمول بها في دول التحالف المعنية، وأن الحكومة اليمنيةكانت تضمن المساءلة كذاك .
 
  1. إلا أن النظر في المعلومات المتاحة يثير مخاوف من أن الفريق المشترك لتقييم الحوادث لا يفي بالمعايير التي حددها القانون الدولي لضمان المساءلة. يظل غياب الشفافية العقبة الرئيسية أمام إجراء تقييم شامل لهذه الآلية.
 

ا لاستقلالية والحيادية

 
  1. وفاقا للمعلومات التي جمعها فريق الخبراء، يبدو أن الفريق المشترك لتقييم الحوادث، المنشأ بموجب مرسوم ملكي، يقدم تقاريره مباشرة إلى وزير الدفاع في المملكة العربية السعودية. هذا يثير مخاوف واضحة بشأن الاستقلالية. وبالفعل، طلب فريق الخبراء الحصول على معلومات من أجل تقييم كيفية ضمان الاستقلالية والحياد من قبل الفريق المشترك لتقييم الحوادث، ولم يتلق أي معلومات من التحالف. يثير هذا أي اضا مخاوف قوية بشأن إحترام الشفافية كما يتطلب القانون الدولي. بالرغم من طلبه الرسمي إلى كل من الحكومة اليمنية والتحالف، لم يتلق فريق الخبراء أي معلومات حول المنهجية والعملية التي اتبعها الفريق المشترك لتقييم الحوادث لاختيار ومراجعة حوادث الإصابات بين المدنيين. استفسر فريق الخبراء تحديدا عن الأسس لتحديد ما إذا ينبغي فتح تحقيق رسمي أو ينبغي إغلاق القضية وتدابير مساءلة أخرى في حالات تكون الملاحقة القضائية غير مناسبة. في حين أنه من المعروف أن الفريق المشترك لتقييم الحوادث يتلقى شكاوى من اللجنة الوطنية والأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، لا يُعرف سوى القليل عن معايير اختيار الحالات التي سيراجعها الفريق المشترك لتقييم الحوادث. وبالمثل، من غير الواضح كيف يقع الاختيار على الحالات التي ستُنشر استنتاجاتها في البيانات الصحفية أو ما إذا كان يوجد قضايا أخرى غير تلك المنشورة قد تم دراستها بالفعل. إن حقيقة عدم وجود أي تجميع دوري لاستنتاجات الفريق المشترك لتقييم الحوادث هو إشكالية، بمعنى أنه لا يوجد سجل عام شامل للنتائج والاستنتاجات. هذه مسألة أخرى تُعنى بالشفافية. أخيراً، لم يعثر فريق الخبراء على أي معلومات تتعلق بآلية الإحالة المحتملة من الفريق المشترك لتقييم الحوادث إلى النظام القضائي في اليمن أو في الدول الأعضاء في التحالف.
 

الدقة والمصداقية

  1. بالإضافة إلى استعراض أكثر من 70 حادثة حقق فيها الفريق المشترك لتقييم الحوادث في ولايته الأولى، استعرض فريق الخبراء – في ولايته الحالية – أحدث استنتاجات الفريق المشترك لتقييم الحوادث المنشورة في وسائل الإعلام بين 1 تموز/ يوليو 2018 و30 حزيران/ يونيو 2019 في أٔكثر من 40 حالة. للأسف، لم يصل رد من التحالف على طلب فريق الخبراء معرفة المستجدات في القضايا التي تم النظر فيها وملخص النتائج قبل المهلة الزمنية للانتهاء من كتابة هذا التقرير. على الرغم من التقدم الملحوظ على مر السنين في ما يتعلق بالمعلومات المقدمة وكذلك زيادة في إدراك "الأخطاء"، يظل التحليل المنشور في البيانات الصحفية في معظم الحالات موجزا للغاية وفيه تكرار ولا ياسمح لأحد باستنتاج ما إذا كانت التحقيقات قد تمت على مستوى المعايير الدولية، مما يثير مخاوف خطيرة بشأن الدقة والمصداقية. بقيت النتائج المتعلقة بادعاءات وقوع إصابات أو أضرار في صفوف المدنيين مقسمة إلى ثلاث فئات من الاستنتاجات: أ) خطأ بشري (معظمها معلومات استخباريه خاطئة) أو خطأ فني ب) لم يكن التحالف هو مصدر الهجوم؛ ج)كان المستهدف هدفا عسكريا. بينما نجد في بعض الحالات أن الفريق المشترك لتقييم الحوادث إنتقد الخسائر في الأرواح أو الأضرار التي لحقت بالبنى التحتية المدنية وأوصي بنوع من المساعدة، يبدو أنه فقط في اثنين من البيانات الصحفية التي تم النظر فيها توصل إلى استنتاج مفاده أن الدول الأعضاء في التحالف ربما انتهكت القانون الدولي الإنساني. عبر هاتان الحالتان اللتان اعترف بهما الفريق المشترك لتقييم الحوادث بعدم احترام قواعد الاشتباك، تم الإقرار ضمناا بعدم احترام مبدأ الاحتياطات في الهجوم. تتعلق هذه النتائج بالغارة الجوية على حافلة وسوق محلي في صعدة في 9 آب/ أغسطس 2018 (انظرأدناه)والغارةالجويةعلىخيمةزفاففيحجةفي24نيسان/أبريل2018 1427(انظر التقرير الأول 39/43/GEE A/HRC الفقرة 32).
 
  1. لدى فريق الخبراء مخاوف بشأن أحكام القانون الدولي الإنساني الذي تم التذرع به لتبرير بعض الإجراءات وأيضا التحليل القانوني الذي يدعم هذه النتائج.1428 ما يثير القلق على وجه الخصوص أنه بمجرد قيام الفريق المشترك لتقييم الحوادث بالتأكد من وجود هدف عسكري مشروع، فإنه لا يشير إلى تحليل التناسب الضروري. في الواقع، وفاقا لمبدأ التناسب، يشترط القانون الدولي الإنساني ألا تكون الإصابات المدنية العرضية أو الأضرار الجانبية المتوقعة التي تلحق بالأهداف المدنية مفرطة فيما يتعلق بالميزة العسكرية الملموسة والمباشرة المتوقعة. وبناءا على ذلك، يجب على القوات المسلحة التفكير في الميزة العسكرية التي يتوقع أن يقوم بها أي هجوم مقابل الإصابات أو الأضرار المتوقعة في صفوف المدنيين والتأكد من أن الهجوم المحدد لا يؤدي إلى خسائر مدنية مفرطة. لا يوجد أي مؤشر على هذا التحليل في الملخصات المنشورة للفريق المشترك لتقييم الحوادث والتي خلصت في معظم الحالات إلى أن مسار العمل كان قانونياً بمجرد تحديد الهدف بإعتبارة مشرواعا. ومع ذلك، فإن هذه الشرعية لن يكون معترف بها إذا لم يتم احترام مبدأ التناسب. فيما يتعلق بمبدأ الاحتياطات في الهجوم، فقد تم الإبلاغ عن تدابير احترازية في بعض الحالات، مثل توقيت الهجوم والتأكد من عدم وجود مدنيين، ولكن لا يوجد تحليل منهجي لاحترام هذا المبدأ أي اضا. في ضوء ذلك، لدى فريق الخبراء مخاوف بشأن ما إذا كانت دقة ومصداقية عمل الفريق المشترك لتقييم الحوادث تفي بمتطلبات آلية المساءلة لتلبية معايير القانون الدولي. وهذا أي اضا يؤكد على وجود مخاوف بشأن حياد الآلية.
 

الفعالية

 

  1. عند كتابة هذا التقرير، لم يتلق فريق الخبراء أي معلومات رادا على استفساراته حول عدد القضايا المحالة إلى السلطات الوطنية وتلك التي أدت إلى ملاحقات قضائية وعدد الإدانات.كما أن الافتقار إلى الشفافية بشأن هذه المسألة يثير تساؤلات حول فعالية هذه الآلية من حيث المساءلة. حتى لوكانت ملاحقات قضائية تأخذ مجراها، وفاقا لوكالة الأنباء السعودية، فقد صدر عفاوا ملكياا في 10 حزيران/ يوليو 2018 لجميع الجنود السعوديين المنتشرين في اليمن المتورطين في "عملية استعادة الأمل"، مما أدى الى إعفاءهم من العقوبات العسكرية والتأديبية الخاصة بهم "فيما يتعلق ببعض قواعد الضبط والربط العسكري."1429 على الرغم من أنه لا يزال من غير الواضح ما هي القواعد المشار إليها، إلا أنه يثير مخاوف أخرى من حيث الفعالية والمصداقية.
 
  1. في الحالات التي أقر فيها الفريق المشترك لتقييم الحوادث بحدوث إصابات مدنية أو أضرار بالبنية التحتية المدنية خاصة في الحالات التي حددت فيها "أخطاء تقنية" (ثلاث حالات1430) أو "أخطاء بشرية غير مقصودة" (حالتان1431)، فقد أوصى بتقديم المساعدة للضحايا. وقد تم التوصية بهذه المساعدة أي اضا في الحالات التي لم يتم فيها الاعتراف بأية أخطاء، ولكن تم تقييم حدوث أضرار جانبية. في حين أن مثل هذه التوصيات للمساعدة هي خطوة مرحب بها، إلا أنه لا يزال من غير الواضح كيف تتم متابعة هذه التوصيات، وما إذا كان يوجد آلية محددة قد وضعت لضمان ذلك. يجدر الإشارة أي اضا إلى أن الفريق المشترك لتقييم الحوادث أوصى بتقديم المساعدة "الطوعية"، أي المساعدة التي لا ترتبط بالضرورة بأي اعترافات أو تقر بها، وبالتالي لا ترقى إلى مستوى التعويضات. من هذا المنطلق، في بعض الحالات التي حقق فيها فريق الخبراء، يوجد مخاوف من أن يكون الهدف من المدفوعات هو إسكات الضحايا أو الشهود.
 
  1. أكد تحليل لنتائج الفريق المشترك لتقييم الحوادث في حالتين تم التحقيق فيهما من قبل فريق الخبراء على عدد من المخاوف التي تم تسليط الضوء عليها أعلاه، الحالتين هما:
 

هجوم على مركز علاج الكوليرا، مديرية عبس، حجة، 11 حزيران/ يونيو 2018

 

  1. في هذه الحادثة (انظر التفاصيل والتحليل في الفصل الخاص بصنعاء والمناطق تحت سيطرة سلطات الأمر الواقع، قسم الضربات الجوية) أقر الفريق المشترك لتقييم الحوادث بوجود خطأ من قبل التحالف على مستوى جمع المعلومات الاستخبارية. في النتائج التي توصل إليها في 16 كانون الثاني/ يناير 2019، ومع ذلك، ألقى الفريق المشترك لتقييم الحوادث باللومٍعلى منظمة أطباء بلا حدود لفشلها في طلب إدراج الموقع على قائمة عدم الاستهداف "في انتهاك للمادة 12 (3) من البروتوكول الإضافي الأول". كما ذكر أن صور الأقمار الصناعية لم تثبت أي دليل على وجود شارة مميزة على سطح المستودع أو على المباني المجاورة "في انتهاك للمادة 5 من الملحق الأول للبروتوكول الإضافي الثاني". يبدو أن هذا تطبيق غير دقيق لقانون المعاهدات بالنظر إلى أن البروتوكول الإضافي الأول ينظم النزاعات المسلحة الدولية فقط، كما إنه تفسير خاطئ لنطاق التطبيق والعواقب للأحكام المذكورة، بالإضافة إلى القانون الدولي العرفي ذات الصلة. خلافاا لتطبيق الفريق المشترك لتقييم الحوادث، فإن المادة 12 (3) موجهة إلى أطراف النزاع، والحكم هو عبارة عن اقتراح لطريقة لزيادة الحماية، وتجاهله لا يخفف من مسؤولية طرف النزاع والتي هي ضمان احترام وحماية الوحدات الطبية في جميع الأوقات. تهدف المادة 5 من الملحق الأول والمتعلقة باستخدام الشارة المميزة إلى مساعدة الجيوش في الوفاء بمسؤولياتها الخاصة بتحديد الأهداف المدنية المحمية على وجه التحديد. إن تفسير الفريق المشترك لتقييم الحوادث لهذه الأحكام يعكس، وبشكل خاطئ، العبء ويلقيه على المدنيين ليظهروا أنفسهم بوضوح للأطراف المهاجمة ضمن نزاع مسلح. بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن الفريق المشترك لتقييم الحوادث أعطى تقيي اما متناق اضا حول التواصل بين التحالف ومنظمة أطباء بلا حدود نظارا لأن منظمة أطباء بلا حدودكانت قد أبلغت التحالف بتحركاتها من وإلى منطقة الضربة في عدد من المناسبات بإعتراف الفريق المشترك لتقييم الحوادث. ومع ذلك، فإن الفريق المشترك لتقييم الحوادث ألقى باللوم على منظمة أطباء بلا حدود لعدم طلبها رسميا إدراج الموقع في قائمة عدم الاستهداف. وحتى إذا لم تطلب منظمة أطباء بلا حدود أن يُدرج الموقع كمرفق طبي في قائمة عدم الاستهداف، وهو أمر يمكن تفهمه لأن الموقع لم يكن يعمل كمرفق طبي بعد، يرى فريق الخبراء أن لدى التحالف معلومات وافرة تشير إلى أن المنشأة كانت تستخدم من قبل منظمة أطباء بلا حدود، بما في ذلك عند وقت الهجوم.
 

 الهجوم على حافلة وسوق في ضحيان، مجاز، صعدة، 9 آب/ أغسطس 2018

 

  1. حادثة أخرى حقق فيها فريق الخبراء وقدم الفريق المشترك لتقييم الحوادث بعض التحليل القانوني عنها وهي الضربة الجوية يوم 9 آب/ أغسطس 2018 في صعدة على حافلة تقل حوالي 50 طفلاا. أكثر الأرقام تحفظاا والتي تم التأكد منها من قبل فريق الخبراء تؤكد أن الضربة قتلت ما لا يقل عن 11 طفلاا وشخصين بالغين. صرح المستشار القانوني للفريق المشترك لتقييم الحوادث الفريق منصور أحمد المنصور في مؤتمر صحفي في 1 أيلول/ سبتمبر 2018 1432 أن الغارة الجوية لم تكن ضرورية لمنع أي هجوم وشيك، وكان ينبغي إجراءها ساباقا عندماكانت الحافلة في مكان مفتوح لتجنب الأضرار الجانبية. ثم ذكر لاحقا أن حقيقة الأمر كان بسبب تأخير في معدات الطائرة الحربية، تلاه تأخير في وقت لاحق في إصدار أمر بإلغاء العملية. أقر كذلك بأنه لم يصدر تحذير مسبق إلى هيئة سلاح الجو المنفذة بشأن احتمال حدوث أضرار جانبية. وفي بيان صحفي صدر في نفس اليوم،1433 أشار الفريق المشترك لتقييم الحوادث إلى وجود أخطاء في الامتثال لقواعد الاشتباك، وإلى أنه ينبغي اتخاذ الإجراءات القانونية لمحاسبة المسؤولين عن الأخطاء وإلى أنه ينبغي النظر في منح المساعدة للمتضررين.
 
  1. في حين أقر الفريق المشترك لتقييم الحوادث فعلياا بأن التحالف انتهك مبدأ الاحتياطات في الهجوم لأنه استهدف الحافلة بينما كانت قريبه من السوق المحلية، إلا أنه من المذهل أن الفريق المشترك لتقييم الحوادث لم يشكك في قانونية استهداف حافلة تقل حوالي 50 طفالا، حتى لو تواجد أهداف عسكرية على متن القافلة. في تحليله، أغفل الفريق المشترك لتقييم الحوادث عن الإشارة إلى أي أطفال ووصف الحافلة بأنها "هدف عسكري"، بناءا على الحقيقة المزعومة المتمثلة في أن أربعة قادة حوثيين كانوا موجودين داخلها. وهذا يثير مخاوف بشأن عملية تحديد الأهداف المستهدفة للتحالف ومدى احترامها لمبدأ التناسب. كما يؤكد أي اضا مخاوف فريق الخبراء من أن الفريق المشترك لتقييم الحوادث يفشل في تقييم مشروعية الضربات استناادا إلى مبدأ التناسب.
 

جـ) المساءلة من جانب سلطات الأمر الواقع

 
  1. بسبب عدم توفر المعلومات، لم يتمكن فريق الخبراء من تقييم ما إذا كانت الانتهاكات المزعومة من قبل الحوثيين يتم النظر والتحقيق فيها فعلياا بواسطة أي نوع من آليات المساءلة. في ردها على قائمة القضايا التي أرسلها فريق الخبراء في كانون الثاني/ يناير 2019، أكدت سلطات الأمر الواقع أن جميع "العمليات العسكرية" من قبل "قواتها المسلحة" تخضع للتقييم بعد التنفيذ. وأفادوا كذلك أن "القضاء العسكري" كان مسؤولاا عن المساءلة تمشيا مع قانون العقوبات العسكري (اليمني) وقانون الإجراءات الجنائية العسكرية وكذلك اللوائح التي تنص على فرض عقوبات إدارية على الموظفين العسكريين. دون الكشف عن المعلومات المتعلقة بعدد الحالات التي تم التحقيق فيها (إن وجدت)، أعلنت سلطات الأمر الواقع أنه لم يثبت على أي من أفراد "قواتها المسلحة" مسئولية انتهاك قانون حقوق الإنسان أو القانون الدولي الإنساني. هذا التأكيد، في حد ذاته، يثير مخاوف قوية بشأن ما إذا كان يوجد أي آلية للمساءلة معمول بها للتحقيق في مثل هذه الحالات المزعومة ومقاضاة مرتكبيها، ويشير إلى نقص صارخ في المساءلة.

د) الاستنتاج

 
  1. بعد مراجعة شاملة لنتائج آليات المساءلة المتاحة للعامة أو التي قدمها الأطراف إلى فريق الخبراء، فإن لدى الفريق مخاوف جدية بشأن الافتقار السائد للمساءلة عن انتهاكات القانون الدولي من جانب جميع أطراف النزاع في اليمن، والعديد منها والتي قد تصل إلى حد جرائم الحرب. يبدو أن تركيز اللجنة الوطنية للتحقيق ينصب على ما إذا كانت حوادث معينة قد حدثت بالفعل وعلى إسنادها دون تقديم تفاصيل عن التحليل القانوني الذي سيتيح للمرء الاستنتاج ما إذا كانت الانتهاكات قد وقعت. لم يتوصل فريق تقييم الحوادث المشتركة علنا إلى استنتاج مفاده أن التحالف يمكن أن يكون مسؤولاا عن أي انتهاكات للقانون الدولي المزعومة (باستثناء الاعترافين الضمنيين باحتمال الفشل في احترام مبدأ الاحتياطات في الهجوم)، على الرغم من الاعتراف - في حالات قليلة - بحدوث الأخطاء البشرية والتقنية. أخ ايرا، أنكر الحوثيون وجود أي منتهكين للقانون الدولي بين صفوفهم، رغم أن فريق الخبراء لم يتلق أي دليل على وجود آلية تحقق فعلياا في مزاعم الانتهاكات.
 

. 900. فريق الخبراء ليس على علم بأن جناه مزعومين خضعوا للمساءلة من قبل أطراف في النزاع عن جريمة مرتبطة بالنزاع، على الرغم من توجيه طلب معلومات بهذا الشأن إلى حكومة اليمن وأعضاء التحالف وسلطات الأمر الواقع. في حالات قليلة، جمع فريق الخبراء أدلة على أن الحكومة اليمنية حاولت محاسبة جناة مزعومين من خلال بدء التحقيقات، بما في ذلك إنشاء لجان خاصة لهذا الغرض .ومع ذلك، فقد أضعفت هذه التحقيقات بسبب الافتقار إلى القدرات والخوف من الأعمال الانتقامية. بناءا على ذلك، يبدو أن أياا من أطراف النزاع ليس على استعداد أو قادر على إجراء تحقيقات أو محاكمات في انتهاك لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، لا سيما بالنظر إلى جرائم الحرب المزعومة.

 
  1. في غياب أي ولاية قضائية دولية قيد النظر في الوضع في اليمن، يوصي فريق الخبراء مجلس حقوق الإنسان بتجديد وتعزيز ولايته فيما يتعلق بجمع وحفظ الأدلة.
 
  1. مسؤولية الدول الثالثة

 

  1. وفاقا للمادة 1 المشتركة في اتفاقيات جنيف الأربع، على الدول الأطراف واجب ليس فقط احترام الاتفاقيات، ولكن أي اضا ضمان احترامها في جميع الظروف. تم تفسير هذا البند على أنه ينص، "يجب على الدول، سواء كانت محايدة أو متحالفة أو عدوانية، أن تفعل كل ما في وسعها بشكل معقول لضمان احترام الاتفاقيات من قبل الآخرين الذين هم أطراف في نزاع". الالتزام باحترام وضمان الاحترام لا يقتصر على اتفاقيات جنيف، بل يمتد ليشمل كامل القانون الدولي الإنساني. بالتحديد، من المعترف به الآن كقانون عرفي ألا تشجع الدول انتهاكات القانون الدولي الإنساني من جانب أطراف النزاع المسلح، ويجب عليها ممارسة نفوذها، إلى أقصى حد ممكن، لوقف هذه الانتهاكات.
 
  1. من المسلّم به كذلك عمواما أن واجب ضمان احترام اتفاقيات جنيف الأربع والقانون الدولي الإنساني عمواما يشمل التزامات سلبية وإيجابية.1436 فيما يتعلق بالالتزامات السلبية، يُتوقع من الدول الأطراف أن تمتنع عن أي سلوك معين، أي يجب ألا تشجع أو تساعد في انتهاك الاتفاقية. بالنسبة للالتزامات الإيجابية، يجب على الأطراف اتخاذ إجراءات معقولة لتحفيز الدول التي تنتهك الاتفاقيات على التصرف وفاقا للقانون الإنساني الدولي .
 
  1. حقيقة أن التزامات القانون الدولي الإنساني يمكن اعتبارها "سارية على الجميع" أي أن جميع الدول لها مصلحة قانونية في احترامها. ويمثل هذا أسا اسا آخر للالتزام باحترام وضمان احترام القانون الدولي الإنساني، على النحو المعبر عنه في المادة 1 المشتركة من اتفاقيات جنيف.
 
  1. في أقل الأحوال قد يتطلب هذا من الدول أن تثير مخاوف. إن واجب إثارة المخاوف بشأن الامتثال من دون اعتباره عملاا غير ود ايا قد يكون مستم ادا من طابع كافة إلتزامات القانون الدولي الإنساني السارية على الجميع1438. إذا كانت إلتزامات القانون الدولي الإنساني ليست ذات طبيعة ثنائية فحسب ولكنها تمثل تعهدات تجاه المجتمع الدولي ككل، يجب أن يتمتع أعضاء هذا المجتمع بمقام للتعبير عن القلق بشأن عدم الامتثال. فيبقى التساؤل مفتوحا حول ماهية أو شكل هذا "المجتمع". قد يُعتقد أن هذا يتضمن المجتمع دولتين تعملان سوايا،كما هو الحال مثالا في جزء ممثل لجانب من الأمم المتحدة أو دول فردية.
 
  1. في أي ظروف يمكن للأطراف الثالثة أن تطلب أمارا ما من أطراف النزاع، بسبب مخاوف من احتمال انتهاك القانون الدولي وما الذي ممكن أن تطلبه؟ من المفترض، أن كل ما قد يؤدي إلى إجراء تحقيق شرعي من قبل طرف ثالث يتطلّب في الوهلة الأولى أي اضا نشاطاا من قبل الطرف الذي يتم توجيه التحقيق إليه. يكون من المفاجئ أن يطلب طرفاً ثالثاً إجراء تحقيق في حين لا يكون طرف النزاع نفسه ُمطالباً بإجراء تحقيق من قبل. ومع ذلك، قد يطرأ موقف ما، حيث لاٍيتسنى لطرف النزاع إجراء تحقيق أو معالجة مسألة، وبل يقرر أن التحقيق ليس ضروريا، في ظروف كان ينبغي في الواقع إجراء تحقيق فيها. في حين يكون من الاستثنائي أن تستطيع أٔطراف ثالثة على تأكيد ارتكاب جريمة حرب فقط على أساس نتيجة الهجوم، يمكنها الإشارة إلى وجود اسباب وجيهة للقلق من إمكانية ارتكاب جريمة حرب. في العديد من الحالات، قد يوجد ما يبرر إثارةالقلق أو حتى التأكيد على أن "الهجوم ضد A غير قانوني إلا إذا تمكن الطرف B من إظهار X و Y وZ ."
 
  1. تجدر الإشارة هنا إلى أننا نتعامل مع القانون المدني وليس القانون الجنائي وأننا نتعامل مع الحد الأدنى لإثارة المخاوف بدلاا من معيار الإثبات لتحديد المسؤولية. يجب على الأساس المعقول الذي تكون الدولة ملزمة بموجبه بإثارة شواغلها أن يكون "دليالا موثوقاا" على احتمال حدوث انتهاك. في هكذا ظروف وبحكم المنطق، ينبغي أن يكون للدولة الحق في الرد. تعتمد طبيعة هذا الرد على السؤال المطروح. حيث، على سبيل المثال، يتم التعبير عن القلق عند اختيار أهداف معينة، لن يكون كافيا لطرف النزاع الرد بعبارات عامة بأنه يستهدف الأهداف العسكرية فقط. قد يكون الرد

العام مناسباا فيما يتعلق باستفسار عام ولكن ليس فيما يتعلق بسؤال معين.

 
  1. عندما تكون نتيجة معينة في حالة معزولة هي أساس القلق المعبر عنه، عندها يجب أن يشير المخالف المحتمل إلى سبب الإجراء أو سبب اتخاذ الإجراء المعين بذلك الشكل. عندما تثير مسألة مخاوف بشأن نمط من الهجمات أدى في كل حالة من الحالات المحددة إلى نتيجة غير قانونية محتملة، فإن المشكلة قد لا تتعلق بالهجمات الفردية فقط. بدلاا من الفعل الفردي المحتمل للفعل الخاطئ، يثير هذا احتمال وجود نمط منهجي للفعل غير المشروع أو فشل منهجي في عملية صنع القرار. في هكذا حالة، يحتاج الطرف الذي يتم استجوابه إلى إجراء تحقيق يشمل كل من الإجراءات الفردية المحددة وإمكانية أن تكون جزءاا من نمط ما. يجب أن يكون للطرف الثالث الحق في الحصول على تفسير أوفى، نظارا للنطاق الأكبر للانتهاك المحتمل. مع مراعاة قيود المسائل الحقيقية المتعلقة بالأمن القومي، يجب أن تكون نتائج التحقيق معروفة للطرف الثالث.
 
  1. يوجد نوع آخر من المواقف التي تتطلب المزيد من التحقيق المتعمق وهو مكان حدوث نتيجة خاطئة واضحة وحيث كان للمخالف المزعوم سيطرة كاملة وحصرية على جميع الأحداث ذات الصلة.1439 المثال الأكثر وضوحا هو عندما يتم احتجاز شخص سليم ثم يموت في الأسر.

في حين أنه لا يوجد سبب مبدئي لماذا يجب أن يقتصر هذا الأمر على سياق الاحتجاز، فإن التفرد في السيطرة على الأحداث أمر مطلوب ويوحي بأنه يكون قابلاا للتطبيق فقط من حين إلى آخر في سياق النزاع المسلح.

 
  1. شكل عام يوجد مشكلة معينة تنشأ في حالات النزاع وهي أن جميع المعلومات ذات الصلة تظل عملياا في أيدي طرف واحد. هذا العامل بالذات قد يتطلب المزيد من الشفافية في نوع التحقيق الذي يجب إجراؤه.
 
  1. يجب اتخاذ خطوات استباقية أخرى لوضع حد للانتهاكات التي ترتكبها أطراف النزاع وبذل العناية الواجبة للقيام بتنفيذ هذا. تتمتع الدول الثالثة بحرية الاختيار بين مختلف التدابير الممكنة، طالما أنها مصممة لضمان احترام القانون. هذا يعني على سبيل المثال الاعتماد المستمر لإجراء الذي ثبت حتى الآن أنه غير فعال لضمان احترام القانون لم يعد يعتبر مناسباا. ومن الأمثلة على التدابير المشاركة في الحوار الدبلوماسي، وتقديم المساعي الحميدة، وتقديم المساعدة القانونية والإحالة إلى الهيئات الدولية. ومع ذلك، يمكن أن تكون التدابير أي اضا أقوى وتتضمن تدابير الرد بالمثل، مثل القيود التجارية وتعليق المعونة أو اتفاق التعاون.
 
  1. تختلف التدابير التي من المتوقع أن تتخذها الدول الثالثة وفاقا لمستوى التأثير الذي تمارسه الدولة على طرف النزاع. في اليمن، تزداد مسؤولية اتخاذ التدابير مع ارتفاع مستوى التأثير الذي تتمتع به دولة معينة على الحكومة اليمنية أو أعضاء الائتلاف أو الحوثيين. هذا مهم بشكل خاص للدول - بالإضافة إلى أعضاء التحالف الذين يشاركون مباشرة كأطراف في النزاع - الذين يقدمون الدعم بشكل مباشر أو غير مباشر، لطرف في النزاع من خلال مشورة الخبراء والاستخبارات والتدريب والدعم اللوجستي و/ أو نقل الأسلحة. لذلك، فيما يتعلق بالوضع في اليمن، فإن

لمسؤولية الدول الثالثة أهمية خاصة إن كان الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا والجمهورية الإسلامية الإيرانية أو غيرها في ضوء التأثير الذي تمارسه هذه الدول على أطراف النزاع.

 
  1. إن مسألة نقل الأسلحة توضيحية بقدر ما تنطوي على التزامات باتخاذ تدابير سلبية وإيجابية. فمن ناحية، يتطلب الالتزام بضمان الاحترام أن تمتنع الدول عن نقل الأسلحة "إذا كان هناك توقع، استنادا إلى حقائق أو معرفة بأنماط الماضي، أن هذه الأسلحة ستُستخدم لانتهاك ]القانون الدولي الإنساني[". يتطلب هذا الالتزام إجراء تقييم قبل أي نقل للأسلحة. وتشمل التدابير الإيجابية الأخرى ذات الصلة وضع شروط على هذه الأسلحة أو الحد منها أو رفضها.
 
  1. وبالمثل، تحظر معاهدة تجارة الأسلحة لعام 2013، التي أصبحت فرنسا والمملكة المتحدة أطرافا فيها، نقل الأسلحة التقليدية أو المواد ذات الصلة إذا كانت الدولة الطرف على علم بأنها ستستخدم هذه الاسلحة في ارتكاب الفظائع الجماعية، بما في ذلك جرائم الحرب. في حالات أخرى، يتعين على الدول أن تنظر في احترام القانون الدولي الإنساني من قبل الدولة المستوردة قبل التصريح بتصدير الأسلحة التقليدية. وفاقا للقانون الدولي، وكما هو منصوص عليه صراحة في مشاريع مواد لجنة القانون الدولي بشأن مسؤولية الدولة والتي تعتبر تعبيرا عن القانون الدولي العرفي، فإن الدول ملزمة بالتعاون لإنهاء – من خلال الوسائل القانونية – أي خرق خطير للقانون الدولي. تعتبر انتهاكات خطيرة من جانب دولة لالتزام ناشئ بموجب قاعدة قطعية من القانون الدولي العام. من المتفق عليه عمواما أن حظر العدوان والإبادة الجماعية والعبودية والتمييز العنصري والجرائم ضد الإنسانية والحق في تقرير المصير، فضلاا عن القواعد الأساسية للقانون الدولي الإنساني ، ترقى إلى مستوى القواعد القطعية للقانون الدولي. وواجب التعاون هذا ينطوي ضمنا على التزام الدول بموجب ميثاق الأمم المتحدة بتعزيز الاحترام والمراعاة العالميين لحقوق الإنسان والحريات ، كما أشارت صراحةا جميع المعاهدات الدولية الأساسية لحقوق الإنسان. بالإضافة إلى ذلك، يعد التعاون الدولي عنصرا أساسيا في إعمال الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
 
  1. الدول الثالثة ملزمة أي اضا بعدم الاعتراف بموقف قانوني بسبب الوضع الناشئ عن انتهاك خطير للقانون الدولي، أو بعدم تقديم مساعدة في الحفاظ على هذا الوضع.1458 وعلاوة على ذلك، فإن الدولة التي تساعد دولة أخرى عن عمد بهدف تيسير ارتكاب هذا الفعل غير المشروع دوليا تكون مسؤولة دوليا عن القيام بذلك، شريطة أن يكون الفعل غير مشروع إذا كان قد ارتكب من قبل الدولة المساعدة نفسها.1459 وفاقا لذلك، فإن الدول التي تساعد عن قصد أو تساعد أطراف النزاع في اليمن في ارتكاب الانتهاكات ستكون مسؤولة عن التواطؤ في انتهاكات القانون الدولي الإنساني ذات الصلة.
 

الاستنتاجات

 
  1. كما هو الحال في العديد من النزاعات الأخرى، يبدو أن المادة 1 المشتركة في اتفاقية جنيف لا يتم النظر فيها بشكل كاف من قبل الدول الثالثة التي لا تشارك مباشرة في النزاع في اليمن، ولا سيما الدول التي تمارس أو قد تمارس تأثيرا محددا على أطراف النزاع. وبشكل أكثر تحديدا، يوجد شك في ما إذا كانت المملكة المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا والجمهورية الإسلامية الإيرانية تتخذ جميع التدابير المعقولة لضمان احترام القانون الدولي الإنساني في اليمن. يمكن قول الأمر ذاته بالنسبة لجميع الدول التي تنقل الأسلحة إلى أطراف النزاع في اليمن. مع عدد التقارير العلنية التي تزعم وقوع انتهاكات خطيرة للقانون الدولي الإنساني وغالباا ما تثبت وقوعها، لا يمكن لأي دولة أن تدعي أنها لا تدرك وقوع مثل هذه الانتهاكات في اليمن. كما يتضح من تقريري فريق الخبراء، ارتكبت أطراف النزاع في اليمن انتهاكات قد تؤدي إلى مسؤولية جنائية عن العديد من جرائم الحرب.
 
  1. بالنسبة إلى الدول الأطراف في معاهدة تجارة الأسلحة، بمجرد معرفة الدولة الطرف بأن نقل الأسلحة سيُستخدم في ارتكاب جرائم حرب في اليمن سيكون كافيا لانتهاك المعاهدة. وفاقا للمادة 6 (3): "لا ترخص الدولة الطرف أي نقل للأسلحة التقليدية المشمولة بالمادة 2 (1) أو من المواد المشمولة بالمادة 3 أو المادة 4، إذا كان لديها علم وقت الإذن بأن الأسلحة أو المواد تُستخدم في ارتكاب الإبادة الجماعية أو الجرائم ضد الإنسانية أو الانتهاكات الجسيمة لاتفاقيات جنيف لعام 1949 أو في الهجمات ضد الأهداف المدنية أو المدنيين المحميين على هذا النحو أو غيرها من جرائم الحرب على النحو المحدد في الاتفاقات الدولية التي هي طرف فيها."
 
  1. بالنسبة لجميع الدول، بما فيها تلك التي ليست أطرافاا في معاهدة تجارة الأسلحة، قد تؤدي عمليات نقل الأسلحة إلى دول أعضاء في التحالف إلى مسؤولية الدولة بمعنى أنها قد تنتهك إلتزام الدول بالتعاون من أجل وضع حد لأي خرق خطير للقانون الدولي بما في ذلك الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني. في بعض الحالات، يمكن أن يكون توفير الأسلحة أو الدعم اللوجستي لطرف في النزاع بمثابة مساعدة أو مساندة طرف النزاع، عن علم، في ارتكاب فعل غير مشروع دولياا، وبالتالي تكون الدولة الموفرة للسلاح مسؤولة عن هذا الفعل. وهذا يعّرض الأفراد في هذه البلدان لخطر المسؤولية الجنائية عن المساعدة والتحريض على جرائم الحرب. ما إذا كانت شروط الضلوع تنطبق، لا سيما بالنسبة لجرائم الحرب، فيما يتعلق بالدول التي تزود اليمن بالأسلحة، فهذا أمر لم يتم تحديده بعد .
 
  1. بناءاا على أسس قانونية مختلفة، لا تزال مسألة قانونية نقل الأسلحة من جانب فرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة ودول أخرى إلى أطراف النزاع اليمني محل شك. هذا السؤال هو حاليا موضوع ضمن إجراءات محاكم محلية ومناقشات برلمانية مختلفة. بصرف النظر عن نتائج هذه الإجراءات، يشير فريق الخبراء إلى أن إمداد الأسلحة المستمر لأطراف النزاع في اليمن يطيل الصراع ومعاناة السكان.
 
  1. XI . الاستنتاجات والتوصيات

 

أ. الاستنتاجات

 
  1. أطراف النزاع في اليمن مسؤولة عن مجموعة من انتهاكات حقوق الإنسان وانتهاكات القانون الدولي الإنساني. ُيحتمل أن يصل بعض هذه الانتهاكات إلى مستوى جرائم الحرب.
 
  1. كان التأثير الفعلي لهذه الانتهاكات على حياة المواطنين اليمنيين هائلاا وواسع النطاق وأصاب القصف والغارات الجوية الأشخاص الاعتياديين في حياتهم اليومية، غالباا دون سابق إنذار في المناطق التي لا تشهد قتاالا نشطاا ومستمرا، مما خلق شعورا بأنه لا يوجد مكان آمن للاختباء من القتال. الألغام الأرضية التي خلّفها الحوثيون تقتل وتشوه الناس بعد مرور فترة طويلة على انتهاء المعارك. الحصار والحصار العسكري كاسلوب قتال والهجمات التي تؤثر على المواد الأساسية لبقاء السكان على قيد الحياه والعوائق التي تحول دون إيصال المساعدات تحرم السكان من المواد الضرورية بينما يمر اليمن بأزمة إنسانية غير مسبوقة. يتم إعتقال الناس واحتجازهم وإخفائهم بشكل تعسفي وهم عرضة للتعذيب وسوء المعاملة بما في ذلك العنف الجنسي وفي بعض الحالات التي وثقها فريق الخبراء فقد مات أشخاص في مرافق احتجاز أطراف النزاع أو بعد وقت قصير من إطلاق سراحهم. يعيش السكان في حالة خو ٍف من الاعتقال أو الاستهداف بأي شكل من الأشكال لاعتبارهم معارضين. تنشط أطراف الصراع في تجنيد الأطفال بما في ذلك عن طريق القوة. المدنيون غير القادرين أو غير الراغبين في دعم قضية طرف النزاع المسيطر على منطقة إقامتهم يعانون من عقوبات منتظمة. تقوم أطراف النزاع بمراقبة الناشطين والصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان والعاملين في المجال الإنساني عن كثب وتفرض قيوادا عليهم في عملهم، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى وقف الخدمات التي يقدمونها للأشخاص المحتاجين. جميع هذه الأفعال ترقى الى مستوى انتهاك حقوق الشعب اليمني، وكثير منها يرقى إلى مستوى انتهاكات القانون الدولي، بما في ذلك الجرائم الدولية.
 
  1. في أماكن الصراع المسلح حيث الخطوط الأمامية ظلت هادئة نسبيا لسنوات، مثل تعز، كان استمرار استخدام أساليب الحصار التي تجعل الحياة لا ُتحتمل بالنسبة للمدنيين أمر متعذر تبريره، وعلى نحو متزايد أصبح التأثير شديد على السكان وهذا يتضح أكثر مع مرور الوقت. كذلك يُعتبر الاستمرار في ممارسات تؤثر على جميع السكان مثل فرض القيود على السلع التجارية وتأخير وتحويل المساعدات الإنسانية التي تؤدي إلى تجويع السكان بشكل واضح، أمور لا تُغتفر بكل بساطة. لا يزال يُعرف اليمن على أنه "أسوأ أزمة إنسانية في العالم" والتي هي "من صنع الإنسان"، ورأى فريق الخبراء أدلة كثيرة على هذا. إن استمرار هذا الوضع بظل معرفة أطراف النزاع بالآثار الواضحة لأساليبها على بقاء السكان قد دفع فريق الخبراء إلى الاستنتاج أن هذه الأفعال قد ترقى إلى مستوى الانتهاكات للقانون الدولي وحتى الجرائم الدولية.
 
  1. كان التقدم الذي حدث على مستوى المفاوضات الهادفة إلى التوصل إلى تسوية سياسية في العام 2018 مشجعا وأسفر عن اتفاق ستوكهولم لوقف إطلاق النار في الحديدة واتفاقيات حول ثلاثة موانئ تجارية رئيسية بالإضافة إلى مذكرة بيان التفاهم حول تعز وخطة لتبادل الأسرى. لكن تنفيذ الاتفاق كان أقل نجا احا بكثير. في حين ساعد وقف إطلاق النار في الحديدة في الحد من تفاقم الأزمة الإنسانية الكارثية التي تواجه اليمن، بدلاا من استغلاله كفرصة للتركيز على التسوية السياسية، حّولت أطراف النزاع جهودها ومواردها لتعزيز الجبهات الأمامية في مناطق أخرى. المعارك مستمرة ويفر المدنيون من منازلهم غالباا في ظروف قاسية ويواجهون رحلات مستحيلة ودائما يتأثر الفارون والباقون على حد سواء بالاستخدام العشوائي للأسلحة التي تدمر العائلات وسبل العيش.
  2. حدد فريق الخبراء عددا من الأفراد الذين قد يتحملون المسؤولية عن الانتهاكات والجرائم المحتملة. يجب أن يتم التحقيق مع هؤلاء الأفراد المعنيون بغرض الملاحقة القضائية. وقد أُبلغت أسمائهم إلى مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان بسرية تامة.
 
  1. أدى فشل الأطراف في الإقرار بأي نوع من المسؤولية عن الانتهاكات ورفضها اتخاذ أي خطوات ذات مغزى لتصحيح المواقف الناتجة عن أفعالها، إلى انعدام المساءلة على نطاق واسع، مما شجع على زيادة دائرة عدم الاكتراث بحقوق السكان اليمنيين وحّرض على الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة في اليمن. لدى الحكومة اليمنية مسؤولية معالجة الانتهاكات على وجه السرعة. تتحمل سلطات الأمر الواقع والدول الأعضاء في التحالف بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة مسؤولية جسيمة ويجب عليها اتخاذ إجراءات ضد المسؤولين داخل صفوفها. يقع العبء أي اضا على المجتمع الدولي، وخاصة الدول التي لها تأثير على أطراف النزاع، لإدانة واتخاذ خطوات مناسبة لمنع حدوث الانتهاكات ومساعدة اليمن عبر ضمان محاسبة مرتكبي الجرائم. كما أن استمرار تزويد الأسلحة لأطراف النزاع في اليمن يؤجج الصراع ويزيد من معاناة السكان.
 
  1. تمت مناقشة الخطوات المطلوبة للتصدي لانتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي في اليمن بشكل مستمر ولم يعد يوجد أي مبرر لعدم اتخاذ خطوات ذات مغزى للتصدي لها. قام فريق الخبراء و مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان بصياغة توصيات ملموسة في التقارير المقدمة إلى مجلس حقوق الإنسان ( ,33/38/A/HRC/30/31, A/HRC 42/17/A/HRC/36/33, A/HRC39/43, and A/HRC) مثلها مثل العديد من منظمات المجتمع المدني الدولية والوطنية. يجب تنفيذ هذه التوصيات على الفور.
 
  1. مع استمرار معاناة السكان، من الواضح تماما إستحالة إنهاء معاناة الشعب اليمني من دون سلام، وهو سيتحقق فقط عبر تسوية سياسية عن طريق التفاوض تتضمن تدابير لضمان المساءلة عن انتهاكات حقوق الإنسان. وبدون مثل هكذا تسوية، يكون مصير اليمن الاستمرار في دائرة العنف والانتهاكات الخطيرة للقانون الدولي. على المجتمع الدولي الالتزام بدعم اليمن في تحقيق سلام مستدام.
 

ب. توصيات

 

  1. إلى جميع أطراف النزاع في اليمن:
  2. يجب أن يمتثل جميع أطراف النزاع في اليمن بالتزاماتها بموجب القانون الدولي لحماية المدنيين وتقليل تأثير النزاع المسلح عليهم. تحقياقا لهذه الغاية، ينبغي على جميع أطراف النزاع:

أ) وقف جميع أعمال العنف الموجهة ضد المدنيين؛

 

ب) التأكد من إمتثال جميع العمليات العسكرية لمبادئ التمييز والتناسب والاحتياط في الهجوم؛ ووقف جميع الهجمات التي تستهدف المدنيين أو العشوائية بطبيعتها أو التي تسبب خسائر فادحة في أرواح المدنيين أو التي تلحق أضراارا بالأعيان المدنية؛ جـ) وقف جميع أعمال القتل التعسفي والاحتجاز التعسفي والتعذيب وسوء المعاملة وحالات الاختفاء القسري؛ د) وقف ارتكاب العنف الجنسي والجنساني ضد النساء والفتيات والرجال والفتيان؛ هـ) وقف أي تدابير تؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية؛ على وجه الخصوص، الوقف الفوري للهجمات ضد المواد التي لا غنى عنها لبقاء السكان على قيد الحياه؛ اتخاذ الخطوات اللازمة لإزالة القيود غير المتناسبة على الدخول الآمن والسريع للإمدادات الإنسانية وغيرها من السلع التي لا غنى عنها للسكان المدنيين؛ و) السماح وتسهيل المرور السريع وإزالة العوائق أمام الإغاثة الإنسانية للمدنيين المحتاجين، وهي ذات طابع محايد ويتم إجراؤها دون أي تمييز ضار، رهنا بحقهم في السيطرة؛ السماح وتيسير الوصول الحر وغير المقيد إلى جميع أنحاء اليمن للصحفيين الوطنيين والأجانب والعاملين في مجال حقوق الإنسان للتحقيق بالانتهاكات والاساءات المزعومة والإبلاغ عنها؛ ز) وقف ومنع تجنيد واستخدام الأطفال في النزاع المسلح؛ ضمان تسريح ونزع سلاح جميع الأطفال الذين تم تجنيدهم و/ أو استخدامهم لأغراض عسكرية؛ تنفيذ تدابير فعالة لإعادة تأهيلهم وتعافيهم البدني والنفسي وإعادة إدماجهم في المجتمع.

 
  1. 2 . إلى حكومة اليمن:

 

  1. يجب على الحكومة اليمنية، بما في ذلك السلطات المدنية والقوات المسلحة اليمنية حسب الاقتضاء، أن تمتثل للالتزامات بموجب القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان. تحقيقا لهذه الغاية، بالإضافة إلى التوصيات المذكورة أعلاه لجميع أطراف النزاع، ينبغي على الحكومة:
 

أ) الاعتراف بدور القوات المسلحة اليمنية والجماعات التابعة لها في ارتكاب انتهاكات للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك العنف الجنسي والجنساني والانتهاكات ضد الأطفال؛

 

ب) إصدار تعليمات واضحة وعامة وصريحة إلى جميع فروع القوات المسلحة اليمنية وغيرها من قوات الأمن تحظر حظرا تاما التعذيب والاغتصاب والعنف الجنسي والانتهاكات ضد الأطفال وغيرها من انتهاكات حقوق الإنسان؛ أمر القوات المسلحة اليمنية وجميع قوات الأمن بالامتثال للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، حسب الاقتضاء؛

 

جـ) العمل على وضع حد للإفلات من العقاب وضمان المساءلة الكاملة عن انتهاكات القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني والجرائم المنصوص عليها في القانون الدولي من خلال متابعة جميع الادعاءات الموثوقة بانتهاكات واساءات وجرائم من خلال تحقيقات سريعة وفعالة وشاملة، وموثوقة ومستقلة ونزيهة تراعي الفوارق بين الجنسين، ومساءلة مرتكبيها تمشيا مع القواعد والمعايير الدولية لحقوق الإنسان؛ تضمين تركيز محدد على التحقيق مع ومقاضاة ومعاقبة الجناة المباشرين ورؤسائهم المتورطين في أعمال العنف الجنسي والجنساني والانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال؛ على وجه التحديد ضمان إجراء تحقيقات في الادعاءات التي أثيرت في تقارير فريق الخبراء؛

 

د) ضمان إجراء تحقيقات نزيهة وشفافة في جميع المزاعم الموثوقة بانتهاكات حقوق الإنسان وانتهاكات القانون الدولي الإنساني والجرائم الدولية التي يرتكبها أعضاء التحالف ونشر نتائجها؛ ضمان المساءلة بما في ذلك، عند الاقتضاء، المحاكمة من جانب سلطة قضائية مختصة للمتورطين في جرائم الحرب؛

 

ه) وضع إجراء يسمح للأفراد بالإبلاغ عن حالات الاختفاء القسري وضمان التحقيق في البلاغات بشكل مستقل عن القوات المسلحة اليمنية واتخاذ الجهود لإيجاد الضحية ومحاسبة الجناة أيا كانوا؛

 

و) اعتماد سياسة شاملة ومجموعة من التدابير المتعلقة بإعمال الحق في تعويض ضحايا عن الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني؛ ضمان تقديم التعويض من قبل الحكومة اليمنية أو التحالف عن الوفيات والإصابات والأضرار غير المشروعة في صفوف المدنيين، وضمان وجود نظم للمدنيين لطلب مثل هذا التعويض؛

 

 ز) تعزيز استقلالية وموارد وقدرة اللجنة الوطنية للتحقيق في الانتهاكات المزعومة لحقوق الإنسان؛ ضمان تمتع اللجنة بالإمكانية والقدرة على التحقيق في جميع الانتهاكات المزعومة؛

 

 ح) ضمان وصول الناجين، وخاصة في حالات العنف الجنسي والتعذيب، إلى دعم طبي مجاني وسري يتضّمن الدعم النفسي والنفسي الإجتماعي أو الرعاية الصحية العقلية حسب الاقتضاء؛ دمج هذا الدعم في الرعاية الاجتماعية الأوسع نطاقا وطويلة الأجل وفي الدعم الذي تقدمه الدولة للأشخاص المستضعفين؛

 

 ط) إنهاء جميع حالات المضايقة والاضطهاد ضد المدافعين عن حقوق الإنسان والمحامين والصحفيين والناشطين وغيرهم من أعضاء المجتمع المدني بسبب ممارستهم السلمية لحقوقهم في حرية التعبير وتكوين الجمعيات والتجمع؛

ي) ضمان الوصول الفعال لجميع الأطفال إلى جميع الخدمات العامة الأساسية، بما في ذلك التعليم والرعاية الصحية؛ إيلاء اهتمام خاص لأولئك الأطفال الذين فقدوا مقدمي الرعاية الأولية خلال النزاع؛ توفير الدعم النفسي والمساعدة الصحية العقلية للأطفال المتأثرين بالنزاع كأولوية؛

 

ق) اتخاذ الخطوات المناسبة، قدر الإمكان، لضمان إعمال الحق في مستوى معيشة لائق للسكان، ولا سيما النساء والأطفال؛ ضمان الوصول الفعال إلى الخدمات الأساسية بما في ذلك حماية المجتمعات الضعيفة بما في ذلك المهاجرين والأشخاص ذوي الإعاقة والمسنين، واتخاذ تدابير إيجابية لضمان عدم تأثر هذه الجماعات بالنزاع بشكل غير متناسب.

 

  1. إلى سلطات الأمر الواقع

 

  1. يتعين على سلطات الأمر الواقع، بما في ذلك الجهات الفاعلة المسلحة التابعة لها، حسب الاقتضاء، أن تمتثل للالتزامات بموجب القانون الدولي الإنساني، وفي المناطق الخاضعة لسيطرتها، للقانون الدولي لحقوق الإنسان. تحقياقا لهذه الغاية، بالإضافة إلى التوصيات المذكورة أعلاه إلى جميع أطراف النزاع، ينبغي على سلطات الأمر الواقع:
 

أ) وقف الاستخدام العشوائي للألغام الأرضية المضادة للمركبات ووقف كل استخدام الألغام الأرضية المضادة للأفراد؛ تحديد أو إزالة أو تدمير الألغام أو حتى جعلها عديمة الضرر على المدنيّين

 

 ب) الاعتراف بدور الأشخاص المرتبطين بالحوثيين في ارتكاب انتهاكات للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك العنف الجنسي والجنساني والانتهاكات ضد الأطفال؛

 

 جـ) إصدار تعليمات واضحة وعامة وصريحة إلى جميع الجهات ذات الصلة التي تقع تحت سيطرة سلطات الأمر الواقع، بحظر التعذيب والاغتصاب والعنف الجنسي والانتهاكات ضد الأطفال وغيرها من الانتهاكات لحقوق الإنسان؛ أمر جميع الجهات الفاعلة بما في ذلك قوات الأمن بالامتثال للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، حسب الاقتضاء؛

 

 د) العمل على وضع حد للإفلات من العقاب وضمان المساءلة الكاملة عن انتهاكات القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني والجرائم بموجب القانون الدولي من خلال متابعة جميع الادعاءات الموثوقة عن هكذا انتهاكات وجرائم وإساءات من خلال تحقيقات سريعة وفعالة وشاملة، وموثوقة ومستقلة ونزيهة تراعي الفوارق بين الجنسين، ومساءلة مرتكبيها تمشيا مع القواعد والمعايير الدولية لحقوق الإنسان؛ تضمين تركيز محدد على التحقيق والمقاضاة والمعاقبة على الجناة المباشرين ورؤسائهم المتورطين في أعمال العنف الجنسي والجنساني والانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال؛ ضمان إجراء تحقيقات على وجه التحديد في الادعاءات التي أثيرت في تقارير فريق الخبراء؛

 

هـ) وضع إجراء يمكن للأفراد من خلاله الإبلاغ عن حالات الاختفاء القسري، وضمان التحقيق في التقارير بشكل مستقل، مع اتخاذ المجهود لإيجاد الضحية ومحاسبة الجناة أاياكانو؛

 

 و) اعتماد سياسة شاملة ومجموعة من التدابير المتعلقة بإعمال الحق في تعويض ضحايا الانتهاكات الخطيرة والإساءات لحقوق الإنسان؛ ضمان تقديم تعويض عن الوفيات والإصابات والأضرار التي لحقت بالمدنيين بشكل غير مشروع، وضمان وجود نظم للمدنيين لطلب مثل هذا التعويض؛

 

ز) ضمان وصول الناجين، وخاصة في حالات العنف الجنسي والتعذيب، إلى دعم طبي مجاني وسري، بما في ذلك الدعم النفسي والنفسي الإجتماعي أو الرعاية الصحية العقلية حسب الاقتضاء؛

 

ح) إنهاء جميع حالات المضايقة والاضطهاد ضد المدافعين عن حقوق الإنسان والمحامين والصحفيين والناشطين وغيرهم من أعضاء المجتمع المدني، بسبب ممارستهم السلمية لحقوقهم في حرية التعبير وتكوين الجمعيات والتجمع؛

ط) ضمان الوصول الفعال لجميع الأطفال إلى جميع الخدمات العامة الأساسية، بما في ذلك التعليم والرعاية الصحية؛ إيلاء اهتمام خاص لأولئك الأطفال الذين فقدوا مقدمي الرعاية الأساسيين أثناء النزاع؛ توفير الدعم النفسي والمساعدة الصحية العقلية للأطفال المتأثرين بالنزاع كأولوية؛

 

ي) وقف انتهاكات الحريات الأساسية والتأكد من السماح للأشخاص بممارسة حقوقهم السلمية في حرية الفكر والمعتقد والرأي والتعبير والتجمع وتكوين الجمعيات؛

ك) التوقف عن استخدام خطاب الكراهية، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالدعوة إلى الكراهية العنصرية أو الدينية التي تشكل تحريضا على التمييز أو العداوة أو العنف؛

 

ل) ضمان الوصول الفعال إلى الخدمات الأساسية بما في ذلك حماية المجتمعات الضعيفة والمهاجرين والأشخاص ذوي الإعاقة والمسنين، واتخاذ تدابير إيجابية لضمان عدم تأثر هذه الجماعات بالنزاع بشكل غير متناسب.

 

  1. إلى التحالف، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة
 
  1. يتعين على دول التحالف، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بوصفهما قائدين للتحالف، الامتثال للالتزامات بموجب القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان. تحقياقا لهذه الغاية، بالإضافة إلى التوصيات المذكورة أعلاه لجميع أطراف النزاع، ينبغي على التحالف:
 

 أ) الاعتراف بدور قوات المملكة العربية السعودية وقوات الإمارات العربية المتحدة والجماعات المسلحة التابعة لها في ارتكاب انتهاكات للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني؛

 

ب) إصدار تعليمات واضحة وعامة وصريحة لقوات التحالف بضرورة الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك اتخاذ جميع التدابير الممكنة لحماية المدنيين من الأذى أثناء العمليات العسكرية؛ زيادة الوعي بأن التعذيب والاغتصاب والعنف الجنسي والانتهاكات ضد الأطفال وغيرها من انتهاكات حقوق الإنسان محظورة حظرا تاما؛

 

ج) تعزيز استقلالية وقدرة الفريق المشترك لتقييم الحوادث، بما في ذلك ضمان التحقيق في جميع الادعاءات الموثوقة بانتهاكات حقوق الإنسان والجرائم الدولية التي يرتكبها أعضاء التحالف بصورة نزيهة وشفافة؛

 

د) التأكد من أن الفريق المشترك لتقييم الحوادث يقدم بيانات علنية منطقية تشرح نتائج كل واحد من تحقيقاته؛ هـ) ضمان المساءلة عن الانتهاكات، بما في ذلك، عند الاقتضاء، مقاضاة السلطة القضائية المختصة لموظفي الحكومة المدنية والعسكريين على جميع مستويات القيادة المتورطة في جرائم الحرب؛

 

و) تقديم تعويض عن الوفيات والإصابات والأضرار التي لحقت بالمدنيين بشكل غير مشروع، والتأكد من وجود نظم لإبلاغ المدنيين بنتائج التحقيق وطلب التعويض أو غيرها من أشكال التعويض؛

 

ز) تتبع الضحايا المدنيين من عمليات التحالف العسكرية بشكل منهجي كجزء من عمليات تقييم الأضرار بعد المعارك؛ شرح الأساس لتحديد ما إذا كان الشخص الذي قُتل أو أُصيب في عملية تحالف مدني؛ تقديم تحديثات عامة منتظمة حول عدد الإصابات في صفوف المدنيين الناجمة عن عمليات التحالف العسكرية؛

 

 ح) مراجعة الإستنتاجات حول الضحايا المدنيين باستمرار لفهم نتائج الضرر الذي يلحق بالمدنيين واستخدام المعلومات لإنشاء الدروس المستفادة لمنع حصول مثل هذه الحوادث في المستقبل؛

 

ط) إغلاق على الفور جميع مرافق الاعتقال السرية وتسليم الحكومة اليمنية جميع المحتجزين الخاضعين لسيطرة دول التحالف أو الجماعات المسلحة التابعة لها الذي لا يتوافق احتجازه مع قوانين اليمن أو القانون الدولي .

 
  1. إلى الدول ذات النفوذ على أطراف النزاع في اليمن

 

  1. ينبغي على هذه الدول أن تتخذ جميع التدابير المعقولة المعدة لضمان احترام القانون الدولي الإنساني من جانب جميع أطراف النزاع، مع مراعاة مستوى نفوذها.
 
  1. يجب على الدول أن تحظر التصريح بأي عمليات نقل أسلحة إلى أطراف النزاع في اليمن بالنظر إلى الخطر السائد في إمكانية استخدامها في ارتكاب انتهاكات خطيرة للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان أو تيسير ارتكابها ويجب عل الدول الامتناع عن توفير أٔسلحة لهذه الأطراف يمكن استخدامها في النزاع.
 
  1. إلى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي
 
  1. ينبغي على المجتمع الدولي، بما في ذلك الدول والمنظمات الإقليمية والدولية، أن يشجع ويدعم جميع الجهود، ولا سيما من جانب المبعوث الخاص للأمين العام إلى اليمن، للتوصل إلى وقف للأعمال القتالية وتحقيق سلام مستدام وشامل ولضمان المساءلة عن الانتهاكات والجرائم الخطيرة.
  
  1. يجب على المجتمع الدولي، من خلال الأمم المتحدة، استخدام جميع الوسائل الدبلوماسية والإنسانية وغيرها من الوسائل السلمية لمساعدة اليمن في الوفاء بمسؤوليته عن حماية شعبه من جرائم الحرب وانتهاكات القانون الدولي لحقوق الإنسان.
 
  1. ينبغي على مجلس حقوق الإنسان ضمان أن تظل حالة حقوق الإنسان في اليمن على جدول أعماله من خلال تجديد ولاية فريق الخبراء.
 
  1. ينبغي على مجلس حقوق الإنسان أن يطلب من فريق الخبراء تقديم تقارير دورية إلى المجلس وجمع الأدلة على الانتهاكات المزعومة والمحافظة عليها.
  2. ينبغي على مجلس حقوق الإنسان أن يضمن أن الموارد المقدمة إلى فريق الخبراء تسمح بتنفيذ ولايته بفعالية، بما في ذلك ضمان استمرارية الأمانة.
 
  1. ينبغي على مجلس حقوق الإنسان أن يحث مجلس الأمن على التأكيد على أبعاد حقوق الإنسان للنزاع في اليمن والحاجة إلى ضمان عدم الإفلات من العقاب على أخطر الجرائم .
 
  1. ينبغي على المنظمات الإقليمية ذات الصلة أن تضع استراتيجيات لضمان المساءلة عن مرتكبي الجرائم بموجب القانون الدولي في اليمن، بما في ذلك من خلال التواصل المستمر مع اليمن ودعم آلية العدالة الدولية.
 
  1. يجب على الدول الأعضاء ممارسة الولاية القضائية للتحقيق مع مرتكبي الجرائم الخطيرة المرتكبة في اليمن ومقاضاتهم بموجب القانون الدولي.
  

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد