رسالة إلى قيادات تعز العسكرية والمدنية

2020-01-18 06:49:08 أخبار اليوم/ متابعات

لا أظن أن أحدا يشاهد ما يجري في تعز ولا يستفز.. المحافظة تتعرض لهجمة شرسة من قبل قوى متربصة لم تتوقف عن نسج المؤامرات واستهداف المحافظة للإيقاع بها وتصفية نضالها الوطني وادخالها حالة صراع لانهائي ضمن مخطط استنزاف لم يتوقف.. لكن في المقابل، يبدو أن المسؤولين والقيادات العسكرية والأمنية والمدنية تمنح مثل هذه المخططات الذرائع



وتساعد بشكل واع أو غير واع في تمكين تلك المساعي التخريبية بأدائها غير المسؤول وعدم ادراك حساسية اللحظة.
لسنا بحاجة دائما للتذكير بأن المسؤول الذي لا يقوم بواجبه كما يجب يستطيع ببساطة تجنيب نفسه والمحافظة المزيد من المآزق وتقديم استقالته على الفور.
من المعيب والمحزن أيضا بعد اربع سنوات من قرار دمج أفراد المقاومة في الجيش الوطني أن بعض هؤلاء يتحولون الى بنادق قطاع طرق أقل ما يقال عنهم أنهم لا يقلون خطرا على تعز عن الحوثيين والقوى المتآمرة والمتربصة الأخرى.
قدمت تعز الدم والأرواح لمشاهدة ثمرة هذه التضحيات في ترتيب أوضاع المحافظة والعمل على استتباب الامن وحماية الحق العام والخاص، وهناك جهود كبيرة تبذل من أجل ذلك، لكن بضعة نفر من العصابات والبلاطجة يحولون تلك الجهود الى هباء والقادة يتفرجون بشكل مخجل.
يا أخوة ويا أصدقاء ويا رفاق: استيقظوا من سباتكم، إن لم يستطع القادة العسكريون ضبط أفرادهم ومنع البلطجة بحق الناس فهم ليسوا جديرين بمواقعهم ويضرون بتعز ويقدمون خدمات مجانية لأعدائها.
القائد الذي يتحول الى ساتر لحماية بلاطجة أو توفير غطاء لمثل هؤلاء يسيئ لدماء الشهداء والجرحى ولصبر تعز الطويل في مواجهة محنة الحرب وكارثيتها، ويطعنها في الظهر.
تعز مستهدفة من خارجها وهناك من يسعى الى تمزيقها وبعثرة وحدتها والنيل من مستقبلها، لكن أفضل من يمنحه الفرصة تلو الأخرى لاستهداف تعز وفتح الثغرات في صلابتها هم القادة العاجزون عن حماية الناس والذين لا يستشعرون مسؤولياتهم.
اذا كنتم تتعاملون بهذه السلبية والمؤامرات على تعز من كل حدب وصوب، فماذا ستفعلون حين تكون الأوضاع مستتبة؟
إن لم تستنفروا ضمائركم الآن فمتى ؟
تكرار الكثير من الحوادث المسيئة والمخجلة، لم يعد له من تفسير سوى أن هناك من يتخادم مع مخططات استهداف تعز من داخلها.
استمرار عصابات البلطجة وبعض المحسوبين على الجيش في ممارسة الانتهاكات بحق الناس والسطو على الأراضي والممتلكات الخاصة يجعلنا أمام واقع مر ومفزع وفاضح أيضا.
نعلم جيدا الظروف التي تعمل فيها الأجهزة الأمنية والعسكرية، لكن ذلك لا يبرر البتة وجود هذه الظواهر، كما أن الواقع يقول أن معظم الانتهاكات يرتكبها محسوبون على الجيش، وهذا يؤشر بشكل واضح الى أن القيادات اخفقت طيلة الفترة الماضية في ضبط ومحاسبة أفراد وحداتها وألويتها العسكرية، أو أن هذه القيادات ضالعة في كل مايحدث!
نأمل من قيادة السلطة المحلية والجيش والأجهزة الأمنية أن تقف بحزم أمام ظاهرة تكاد تقصم ظهر تعز.
ان لم تحترموا تضحيات آلاف الشهداء والجرحى، وتضعوا اعتبارا لهذه الاثمان الباهضة التي دفعتها تعز في الحرب من أجل المستقبل طيلة السنوات الماضية فاخجلوا قليلا من اولئك الجنود في المتارس الذين يحمون تعز ويحمونكم وسط زمهرير الشتاء القارس، بينما تقفون عاجزين أو متواطئين أمام مجموعة من البلاطجة وعيال الشوارع الذين لطخوا صورة المحافظة الناصعة في النضال.
يجب أن تظل تعز قاطرة النضال اليمني من أجل الخلاص من مليشيا الانقلاب الحوثي ومن كل أشكال الفوضى.
هل سنصغي لضمائرنا قبل ان يقع الفأس في الرأس؟
اللهم اني بلغت .. اللهم فأشهد..

علي المعمري
محافظ تعز السابق

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد