تقرير حقوقي يرصد ما يتعرض له المعتقلون تعسفيا والمختفون قسرا من تعذيب وحشي ومعاملة قاسية في أحد سجون مليشيا الحوثي في تعز

معتقل الصالح 3

2020-02-16 04:20:07 أخبار اليوم/ تقرير



ارتكبت ميلشيا الحوثي في سجن الصالح أعمالاً وحشية تنتهك الكرامة والحقوق الفردية للسكان، اذ تم تغييب المئات من النشطاء والخصوم والمعارضين والمدنيين..
هكذا أصبح يعرف، مكان يسكنه الرعب، وحكايات لم تكشف بعد، وفي لحظات كثيرة في التاريخ البشري لا يخترع الإنسان المسميات أو المصطلحات بوعي منه أو اختيار.. وتسمية سجن الصالح واحدة من التسميات التي فرضت نفسها بوطأتها وجبروتها على ذاكرتنا، فلم نجد أمامها من حيلة سوى التدوين كناقل أمين. هذا السجن الوحشي واحدة من أشد المدونات رعبا في ذاكرة الضحايا، وتستحق العمل على تسجيلها كواحدة من أشد لحظات التاريخ الإنساني قتامة ووحشية.





تيسير السامعي
صحفي حكى لـ «سام» ذكرياته في سجن الصالح الذي اعتقل فيه بالقول: «هذا السجن سيء للغاية، أغلب الذين اعتقلوا في تعز يتم ترحيلهم إلى هذا السجن، الذي كان عبارة عن مدينة سكنية قبل تحويله من قبل الحوثيين إلى سجون خاصة، ويضيف السامعي يفتقر السجن إلى أبسط المقومات الإنسانية، لا فرش ولا أغطية فمعظم المعتقلين ينامون على البلاط، وإذا ما حصلوا على بطانية فهي صغيرة وقذرة للغاية، أغلق الحوثيون شبابيك السجن ولم يبقوا في الشباك غير فتحة صغيرة، وبالنسبة للصرف الصحي فهو سيء للغاية وقد تفشت حشرات معدية مثل «الكتن والكنم» بشكل فظيع جدا، كما أن النظافة لغرف السجن لا تتم، ولا يسمح الحوثيون للسجناء بالنظافة ولا يوفرون لهم أدواتها.
ويضيف الصحفي السامعي: بالنسبة للطعام فما يقدم للسجناء قليل وسيء جدا، كما لا يسمح بإدخال الطعام للسجين من ذويه، تشعر بالجوع داخل السجن ولا تجد ما تأكله، العناية الصحية أيضاً منعدمة تماما، فإذا ما حدث للسجين أي طارئ لا يجد من يعالجه، هناك شخص يزعم أنه مساعد طبيب وهو لا يفقه بالطب وإذا حضر إلى المريض لا يعطيه غير المهدئات البسيطة بعد معاناة شديدة، هنالك تعمد في إذلال السجناء وإهانتهم خصوصاً السجناء من أبناء تعز.
ويشرح الصحفي السامعي التجربة القاسية التي عاشها في هذا السجن لأكثر من خمسة أشهر في العام 2017 وما سمعه من شهادات لبقية المحتجزين فيه بالقول: (التحقيقات غالباً يتخللها تعذيب وممارسات غير أخلاقية، فقد عايشت سجناء واستمعت لمعاناتهم فبعضهم تعرض للتعذيب والإهانة والبعض تعرض للتحرش الجنسي وأشياء فظيعة جداً»
وطالب الصحفي المفرج عنه ضمن صفقة تبادل للمحتجزين مع القوات الحكومية كل المنظمات الدولية بزيارة هذا السجن الذي لم تزره المنظمات من قبل، وتحدث أن غياب المنظمات الدولية وخصوصاً الصليب الأحمر الدولي قد ساهم في زيادة معاناة السجناء في السجن، وأعاب على المنظمات الدولية تقصيرها في متابعة السجناء وعدم زيارتهم.
شوقي الخليدي
يبلغ من العمر 25 عاماَ يحكي فصول معاناته: «استقبلتني الأمنيات التابعة لسجن الصالح استقبال قوي «باللطم والركل واللكم» وأدخلوني السجن وجسمي كله محمر من آثار الضرب، اعتقلت في نقطة العيار منطقة البرح في 22 أغسطس 2016، وأنا أنوي الذهاب إلى العاصمة صنعاء لمواصلة تعليمي في مجال الهندسة في إحدى الجامعات ، أخذوا مني لا بتوب وتلفون سيار ونقلوني منتصف الليل وقد غطوا على عينيّ وكلبشوا يدي إلى سجن محكمة مقبنة، ثم أنزلوني وقاموا بالتحقيق معي، وكانوا يطلقون الرصاص إلى جواري، ويريدون اعترافات مني، فشعرت بالخوف والرعب وشاهدت الموت أمامي ولم أكن أتوقع إنهم سيفعلون بي مثل ذلك، أثناء ذلك سمعوا صوت طيران فأعادوني إلى غرفة السجن في المحكمة وغادروا من جنبي، وفي اليوم الثاني تم نقلي إلى سجن مدينة الصالح.
أضاف الخليدي بعد ان استقبلوني باللطم والزبط والدكم لمدة خمس دقائق في سجن الصالح استدعاني شخص اسمه درهم ويلقب بـ»أبو مجاهد» وناداني بالداعشي ثم قام بالتقاط صور لي وقال هذه الصور سنُذِل بها أسرتك، وبدأ بتعذيبي جسدياً إذ كان يمسك بشعر رأسي ويدقه على حديد في جدار السجن، ثم أدخلوني إحدى الأقسام حتى استدعوني للتحقيق بعد منتصف الليل، وبمجرد أن أجلسني المحقق خبطني على ظهري وفخذي، وقام بفتح أمان البندق ووضع فوهته على ظهري وقال لي اعترف، فقلت على ماذا، أنا طالب في صنعاء وسأحضر كل ما تريدونه من إثبات، فقال لي اعترف أنك داعشي، واستمروا بالتحقيق حتى الساعة الثالثة صباحاً، قاموا بتعليقي من قدمي إلى الجدار ورأسي متدلي إلى الاسفل وضربوني بمؤخرة البندقية على ظهري، وكان يوجد على جدار الغرفة آثار دم فقالوا لي إما أن تعترف أو سنقتلك مثلما قتلنا أصحابك كان منظر تلك الدماء وتهديدهم لي تعذيب نفسي، وعند الثالثة صباحاً سمعوا صوت طيران فقطع ذلك الصوت التحقيق معي وأعادوني إلى السجن ونمت بعد ذلك الإرهاق والتعب، فاستيقظت عند طلوع الشمس وإذا بجواري سجناء كلهم مختلين عقلياً وبغير ملابس، حاولت أن أستوعب الأمر ولم أستطع ومثل لي ذلك المشهد رعباً شديداً.
وعن تعذيبه نفسياً بالمختلين عقلياً يستطرد الطالب الجامعي بالقول:(كان المختلون عقلياً المحتجزون في «الصالح» واحدا من أساليب التعذيب النفسي التي استخدمها الحوثيون في السجن ضد المعتقلين الآخرين، وفي اليوم الثاني من احتجازي نقلوني إلى إحدى الأقسام هو عبارة عن صالة واسعة مكثت فيها شهرا كاملا، كانوا يطلقون على تلك الصالة بالسجن العام، وفيها سجناء متنوعون، وبعد شهر نقلوني إلى سجن أسموه بسجن «الدواعش» وكان أغلب السجناء فيه ناس مثقفين وحملة شهادات جامعية متنوعة بين الطب والتربية والهندسة، كان الحوثيون يقولون لنا قبل نقلنا إلى هذا القسم أننا سنلتقى بسجناء سعوديين وإماراتيين، لكن ما شاهدته هو عكس ذلك، فانبسطت للسجناء في هذا القسم وكنا نتبادل الحديث ونضحك ونمارس طقوس نحاول أن نبتهج بها فاغتاظ الحوثيون من ذلك، فأحضروا سجناء مختلين عقلياً لديهم طاقة عالية من النشاط ولا ينامون مثلنا ويظلوا يتخاصمون ويصرخون مع بعضهم، إضافة إلى سجناء فيهم حالات نفسية وأمراض عصبية، كنا نشاهدهم وهم يُقطّعون ثيابهم، ويقومون بسحبنا من اقدامنا ونحن نيام. طالبنا ادارة السجن بإخراج «المجانين» من بيننا، لكنهم رفضوا، قررنا الاضراب عن الطعام لمدة خمسة ايام فقاموا بإخراج مجنون واحد فقط وتركوا البقية جوارنا، فكان المختلين عقلياً متسخين وتسكن الحشرات الضارة أجسادهم).
ويقول الخليدي إنه تم نقله بعد ذلك إلى سجن كلية المجتمع في ذمار، وفيه بدأت الضغوطات عليه وعلى أسرته لإحراج القوات الحكومية حتى تقوم بمبادلته بأسير حرب من الحوثيين، وهو ما حدث، وأضاف: مكثت في سجون الحوثي ستة أشهر شاهدت مالم أتخيله ووجدت مالم أكن اتوقعه كنت أتمنى الضحك والابتسامة، لكن للأسف حرمونا من ذلك، ومنعوا علينا كل وسائل الترفيه داخل السجن سواء سمر أو تجمع أو حلقة دراسية أو قرآنية.
صدام محمد سعيد
من مديرية مشرعة وحدنان، ذكر لفريق «سام» حكايته مع التعذيب والمعاملة القاسية في سجن مدينة الصالح، قال أنه اعتقل السابعة من مساء الأحد الموافق 15نوفمبر 2015، في منطقة الحوبان من قبل مسلحين حوثيين وقوات صالح حينها، اقتادوه إلى سجن مدينة الصالح، أخذوا سيارته أيضاً وهي محملة بأسطوانات الغاز المنزلي ومبلغ تسعمائة وعشرين ألف ريال، أودعوه غرفة خاصة لمدة خمسة أشهر، يضيف صدام «تعرضت للتعذيب الشديد، نفذوا بحقي عمليات إعدام ميدانية وهمية، كان يتم عصب عينيّ وإطلاق الرصاص بجواري، وإلقائي على الأرض وأنا معصوب العينين ومكبل بالقيود، وتشغيل طقم «والتفحيط» بجواري ويتبادل السجانون الحديث بينهم أنه سيتم دهسي، كانوا يقولون لي لن نفرج عنك ولن نقتلك بسهولة، استمريت على هذه الوضعية من التعذيب لخمسة أشهر قبل نقلي إلى سجن كلية المجتمع في ذمار وتعرضت فيه لتعذيب متعدد الصنوف، ونُقلت إلى السجن المركزي في أمانة العاصمة وتم الإفراج عني في منتصف شهر فبراير 2017 دون إعادة سيارتي والمبالغ المالية التي نهبت مني».
عبد الحميد جعفر.. حكاية الوجع الكبير
عبد الحميد جعفر تربوي وناشط، مكبل في محبسه وهو مكسور القدم. اعتُقل مساء يوم الأربعاء 24اغسطس 2016، استخدم الحوثيون القوة لاعتقاله وصابوه بطلقات نارية في رجله، وتم نقله إلى سجن مدينة الصالح.
التقينا ابنته «ربا» وهي ناشطة حقوقية بارزة في تعز، قالت لنا: « اعتُقل والدي بسبب نشاطه الثوري الداعم للمقاومة الشعبية والمناوئ للحوثيين، ونشاطه الإعلامي على وسائل التواصل الاجتماعي، منذ اعتقال والدي وحتى اليوم في ديسمبر 2018، لم أتمكن لا أنا ولا أي فرد من أسرتي من زيارة والدي، إذ أن ظروف احتجازه سيئة للغاية، وتتعامل إدارة السجن مع والدي بقسوة وتمييز عن بقية السجناء، علمنا من سجناء أُفرج عنهم من سجن الصالح أن والدي يقبع في بدروم مظلم، لا يصل له أحد إلا في حالة إن أرادوا تعذيب سجين فينقلونه إلى الزنزانة التي يقبع فيها والدي أو غرف بجوارها، كونها الأكثر عتمة والأكثر سرية والأكثر تعذيباً لمن يتم وضعه فيها، قالوا لنا إذا تم نقلهم إلى زنزانة بجانب زنزانة والدي فانهم يسمعون صراخه أثناء تعذيبه»تم الإفراج عن الأستاذ عبد الحميد في 19 ديسمبر 2019، ضمن صفقة تبادل محتجزين بين الجيش الوطني ومليشيا الحوثي والتقرير على وشك الصدور فقام باحثوا «سام» بالنزول الميداني والالتقاء بعبدالحميد جفر وتوثيق قضية اختطافه وتعذيبه، روى جعفر قصته لـ «سام»: بينما كنت مقيلا أتناول القات في مزرعتي جوار منزلي في قريه الخرائب بمنطقه الجندية بمديرية التعزية وفي حدود الساعة الرابعة عصرا من تاريخ 20 اغسطس 2015، أتى رجل (جاسوس تابع لمليشيا الحوثي) على أنه يريد أن يستأجر مزرعة الدجاج التابعة لي، جلست معه وقمت بواجب ضيافته وأحضرت له القات والشاي ومرَّ حولي نصف ساعه بجلوسي معه، قال :- سأتصل لبقيه الشركاء لكى يتم فحص وزيارة المزرعة قلت له طيب، وبعد حوالي عشر دقائق من اتصاله بهم أتى شخصان أحدهما قائد والآخر مرافق له، وكان هناك أكثر من عشره أشخاص يختبئون خلف المنزل وعندما قررت الذهاب معهم إلى المزرعة وبدأت أمشي معهم، وكنت أتقدمهم وهنا كانت الفاجعة ( يصمت قليل وتبدأ دموع الوجع تتجمع في عيونه ولكن كبرياء الرجال تأبى ان تسمح لها بالنزول) وضع القائد مسدسه في رأسي والمرافق وضع الآلي في بطني.. قلت لهم ماذا تريدون مني؟ قالوا لي: انت مطلوب في مدينه الصالح وطلبوا مني التلفون الصغير فأعطيتهم إياه دون مقاومه وبعد حوالي دقيقتين طلبوا مني التلفون الكبير لكني رفضت أن أعطيهم لأنه يحمل جميع صور ابنتي الكبيرة في يوم عرسها، رميت التلفون إلى يد زوجتي وبنفس الوقت تلقيت ضربة في الرأس من قبل المشرف وطلقة نارية في الفخذ الأيسر فوقعت طريح الأرض، قام المشرف بالتهجم على زوجتي وإطلاق النار باتجاهها وسلبها التلفون ( يصمت قليل ويغمض عيناه ولكن في هذا المرة دموع الوجع والقهر تتساقط من عينيه وتتغلب على كبرياء الرجال فيبكى بشده)
يواصل عبد الحميد حديثه لـ «سام» ويقول كنت أنزف وأقول لهم أعطوني أي شي أربط قدمي وأوقف النزيف ’ فيرد المشرف ويقول لأصحابه: لا أحد يقترب منه، لأنه سيفجر نفسه، وأنا لا أرتدي غير ثيابي. كانت زوجتي تصرخ بكل صوتها وتقول قتلوا عبد الحميد، وطفلي الذي يبلغ من العمر ٥ سنوات كان يصيح ويبكي، لم يتحمل الصدمة من الموقف الذي حدث أمامه.
استمر جراحي بالنزف، ولم يساعدني منهم أحد، فقمت بخلع قميصي وقطعته، وربطت على مكان الإصابة، حضر ثلاثة أشخاص من أبناء قريتي، حاولوا مساعدتي، فاعتقلهم الحوثيون إلى جواري، أخذوني إلى مشفى ريفي في مفرق ماوية، وتم أخذ الثلاثة الآخرين إلى سجن مدينة الصالح، وألحقوني بهم بعد أن أجريت لي إسعافات أولية، وأدخلوني غرفة بدون أي أدوية، كانت الدقيقة تمر أطول من ليلة كاملة، والساعة أكثر من سنة، كنت أشعر بآلام جراحي وألم القهر، وأتساءل مالذنب الذي ارتكبته ليعاملوني بهذه القسوة؟
يتوقف عبد الحميد عن الحديث ويقول لا أريد أن أتذكر ما حصل لي في السجن. وبعد مدة من الصمت يفتح عيناه ويواصل الحديث: (كان أي شخص يتواصل بي تحت سيطرتهم يعتقلوه، أرسلوا اكثر من ١١ طقم عسكري إلى الشارع أمام منزلي واعتقلوا كل شخص يمر من هناك، وفي حوالي العاشرة من مساء ذلك اليوم تم تهجير زوجتي وأولادي من المنزل وتم اقتحامه وكسر الأقفال ونهب ما في المنزل من ذهب ونقود ووثائق ملكية وأشياء أخرى، وفي حوالي الحادية عشر ليلا اتصل بي أحد أصدقائي من عمال مصنع الصابون في الجند لكى يطمئن علي بعد سماعه خبر إصابتي وكان الكل يعتقد أني قتلت فقاموا باعتقاله هو و١٥ شخص من عمال المصنع حتى وصل عدد المعتقلين إلى ٦٠ شخص وكانوا يقولون هذه هي العصابة الإرهابية التابعة لعبد الحميد جعفر.
في صباح اليوم الثاني نقلوني إلى مستشفى الثورة في مدينة إب حيث أجريت لي عمليه جراحية بعد أن ظللت أذوق مرارة الألم طوال الليلة الماضية. وبعد خمس ساعات من خروجي من غرفة العمليات أعادوني إلى السجن، وضعوني في غرفة ضيقة جدا، لا يوجد حمام ولا تهوية، والمكان مملوء بالحشرات وبقايا طعام متعفن وقاذورات، ومنعوني من الحصول على العلاج أو المهدئات وبقيت على هذه الحال. (يبكي بشده وحرقه يواصل حديثه المتقطع مع حشرجة الصوت) بقيت على هذه الحال ستة أشهر، كنت اتلقى في اليوم كل أنواع التعذيب النفسي والمعنوي، افتقدت أبسط حقوقي الإنسانية، كان يوصل لي باليوم وجبتين فقط وجبة الغداء، قليل من الأرز مع أربعة أقراص خبز، ووجبة العشاء نصف علبة زبادي، وثلاثة أقراص خبز، ولتر إلا ربع من ماء الشرب، ولتر ماء للوضوء، كان الذهاب للحمام ممنوع، وكنا نتبرز في علب الزبادي. (في هذه اللحظة دخل عبد الحميد في نوبة بكاء استمرت نصف ساعة، وحين استعاد أنفاسه واصل شهادته لسام) بعد الشهر السادس فتحوا باب الغرفة التي كانوا يحتجزونني فيها بلا تهوية غارقا بين القمامة والحشرات، وجدت في الشقة التي يحتجزونني فيها أكثر من 25 معتقلا كانوا يصفوننا بأننا «الدواعش الكبار»، كان بعض المعتقلين يتعرضون للتعذيب الشديد، بالكهرباء، وبطريقة الشواية، وطرق أخرى عديدة، أنا كنت أتعرض للتعذيب بشكل شهري، مرت الليالي والأيام والأسابيع والشهور والسنين ونحن نموت في اليوم ألف موتة من التعذيب المعنوي والنفسي ومن صور التعذيب النفسي حين قالوا لي أن هناك قذيفة أصابت مستشفى الثورة وقتلت نبض قلبي ابنتي ربا عبد الحميد الذي تعمل في المستشفى، كانت تمر علي الليالي والأيام ويختلط عندي وجع قلبي ووجع جسدي ووجع فكري ووجع قدمي كان النوم يغادرني لأيام ولا يبقى عندي غير الوجع فقط والقهر والحسرة.
بعد حوالي عامين فتح الحوثيون لنا التواصل مع الأهل وفتحوا لنا نافذه نتنفس منها وسمحوا لنا باتصالين فقط في السنة، مرة في عيد الفطر ومرة في عيد الأضحى، كل اتصال لمدة دقيقتين. بعد ذلك اطمأن قلبي أن ابنتي ربا بخير وأن كل كلامهم كاذب ومرت الأيام والشهور والسنين حتى وصل الفرج من رب الكون، وبعد خمس سنين من الفراق والوجع والألم والحسرة والقهر أتى اليوم الذي حضنت فيها نور حياتي ابنتي ربا وأخوتها وكل أهلي.
عيسى عبده قاسم محمد الحليف
يبلغ من العمر 26 عاما، اختطفه الحوثيون من نقطه تفتيش الربيعي مديرية التعزية غرب تعز، على طريق الحديدة، بتاريخ 6 سبتمبر 2016، واستمر في سجون مليشيات الحوثي قرابة ثلاث سنوات حتى أفرج عنه في صفقة تبادل محتجزين بتاريخ 19 ديسمبر 2019.
يقول لـ «سام» في نقطة الربيعي قاموا بأخذ تلفوني وتفتيشه، واطلعوا على محادثات واتساب بيني وبين أحد زملائي في الجامعة عن محاضرات قسم الكيمياء العامة، ووجهوا لي تهمه أني أصنع متفجرات للدواعش وأصنع قنابل، أخذوني إلى مدينه الصالح وهناك تعرضت إلى جميع انوع التعذيب الجسدي والنفسي، تعرضت إلى التعذيب بالكهرباء، كان يستمر التعذيب إلى حوالي أربع ساعات، كنت أتعرض للتعذيب والتحقيق بشكل أسبوعي، عانيت كل أنواع التعذيب والسب والشتم بدون أي ذنب، أنا كان حلمي الوحيد أن أخلص دراستي الجامعية وأن أكون أسره وأعيش بسلام، ليس لي أي علاقه بجميع الأطراف المتصارعة، قضيت اصعب أيام حياتي متنقلا بين سجون المليشيات.
بتاريخ 10 اكتوبر 2016 نقلوني إلى سجن في مدينه ذمار لا أعرف ما اسمه، وكان في ذلك السجن يتم ربط الأيادي والأرجل وتصليبي متزامنا بتعذيب وشدة البرد وزمهريها، كانت أقسى أيام عمري، تمنيت أني لم أخلق في هذا الحياة، ولم أعيش في هذا الدنيا، وكنت أردد ياليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا، واستمريت في سجن ذمار إلى 2 مايو 2017، حيث قاموا بتحولي إلى سجن الشرقية في محافظه ذمار، وكان هذا السجن أشد قسوة من سابقيه، كان هنا التعذيب نفسى أكثر ما هو جسدي.
كنت أجلس مع نفسي وأسألها: هل هذا هو سبب أني حملت القلم؟ هل هذا هو جزائي لأني أحلم بأن أطور مجتمعي وأن أرفع اسم اليمن عاليا؟
كنت اشعر بالجوع والعطش فأطلب حبه روتي وقليل ماء فأتلقى الضرب واللطم واحتجازي في الحمام لماذا طلبت ابسط حقوقي! كنت أمرض ولم أجد حتى حبه بندول يارب خذني اليك لكي ارتاح عمري ماتمنيت الموت لأني تعبت من الموت وأنا حي.
وبعد ذلك وفي تاريخ 27 يوليو 2019 اعادوني إلى سجن مدينه الصالح في مدينه تعز، وكانوا يحققوا معي وكنت أقول لهم اقتلوني وريحوني من الحياة.كان مقرر لي وجبتين باليوم و٧٥ مل من الماء لمدة ٢٤ ساعة، الكدمة تصل لنا وهي معفنة، كانت حياتنا قاسية بكل ما تعنيه الكلمة، وصلت إلى حاله نفسية صعبة جدا جدا، وكنت أفكر أن أنتحر وأرتاح من كل هذا.
كنت أقول لهم أعطوني مبررا لكل ما يحصل لي، حاكموني، اقتلوني، لأني وصلت إلى حاله تشبع تام من الوجع، حالة تشبع من القهر والوجع، وصل جسمي حالة أنه لا يشعر بكل العذاب كنت في كله دقيقة وأنا اقول يارب.. دموعي تتساقط على مدار الساعة مما وصلت إليه، ما هو الذنب الذي ارتكبته لكي يحصل لي هذا؟ أنا بعمري ما آذيت أحد ولم أقتل حتى طير!وفي تاريخ 19 ديسمبر 2019 بعثت لي حياه من جديد والله في هذا اليوم كأني ولد من جديد شممت ريحه الهواء الطلق الذي حرمت منه لمدة تزيد عن ثلاث سنوات.
 محمد الحاج.... من القوة إلى الاعاقة
محمد خالد محمد الحاج 34 عاما، مديرية التعزية محافظة تعز، اختطف من مكان عمله في الحوبان بتاريخ 5 مارس 2018، قال لفريق «سام»: كنت أعمل (حمال) في إحدى العمائر المجاورة لمصنع السمن والصابون بالحوبان، أكافح لكى أعيش وأوفر لقمه عيش لي ولأمي وإخوتي الايتام فقد كنت أنا سندهم الوحيد، وضحيت بسعادتي من أجل أمي وإخوتي الأطفال، وفي تاريخ 5 مارس 2018، أتى شخص يدعى أبو علي الشامي يسأل عن إسمي فأجبته، وكنت قد فرحت معتقدا انه يبحث عن عامل، واني ساجد عنده عمل ، وكانت هنا الإهانة الذي لم أتعرض لها طول حياتي (يصمت وبدا صوته يحشرج...ويواصل الصمت يغمض عيناه) بدأ بصفعي على الوجه بدون أي سبب أو مبرر غير أني قلت له أنا الشخص الذي تبحث عنه، كان جواره ثمانية مسلحون عمروا السلاح في وجهي، ثم أخذوني إلى مدينه الصالح، وأدخلوني غرفة صغيرة جداً جداً لا أستطيع أنام فيها، كانت رائحتها نتنة، وبينما أنا كذلك كنت أتذكر أمي، وأتساءل، هل تناولت عشاءها، من سيعطيها الدواء؟
لم أتناول الطعام إلى اليوم التالي، كان مقررا للسجين في اليوم وجبتين، الأولى وقت الغداء، أربعة أقراص خبز وقليل من الأرز والإدام، مطبوخ بشكل رديء، والعشاء قليل من الفاصوليا، هي أيضا مطبوخة بشكل رديء، كانت مالحة جدا ربما من أجل ألا نأكلها.
مرت الساعات والأيام حتى صار لي أربعة أيام في المعتقل وأمي لا تعرف عني أي شيء وأنا لا أعلم ماذا تأكل ولا ما تشرب، وفي اليوم الرابع قررت أن أواصل وردي من الصيام، فقد كنت أصوم الإثنين والخميس، وكنت أتسحر على الماء الذي يصرف لنا، وكان نصيبي منه لتر إلا ربع، صُمت يوم الخميس، 9 مارس 2018، وفي اليوم نفسه بعد العصر أخذوني للتحقيق، وكان أول سؤال لي: اعترف ان انت داعشي، قلت لهم ما معنى كلمة داعشي، أنا مجرد عامل حمال، وليس لدي حتى تلفون حديث أبحث فيه عن هذا الاسم، فقاموا بتغطية عيوني وتكبيل يدي وتعليقي، وبدأوا بضربي، تعرضت ساعتها لأكثر من 30 لكمة، كان الدم يسل من أنفي، وهم يواصلون تعذيبي، ربطوا أصابع أقدامي وكانوا يشدون كل أصبع في اتجاه، حتى أصبت بالإغماء فضربوني على رأسي بقارورة ماء مثلج حتى صحوت، وكنت كلما أصبت بالإغماء ضربوني بالقارورة مجددا. (توقف الشاهد عن الحديث فأعطيناه ساعة ليستريح فيها من سرد الذكريات الموجعة ثم واصل شهادته) عندما أقترب وقت أذان المغرب طلبت منهم ماء لكي أفطر قال لي أحدهم: تفطر! انت صائم؟ انت كلب، أنت يهودي، أنت خنزير، وواصل تعذيبي حتى أغمي علي، واستمر التعذيب بهذه الطريقة من الساعة الرابعة عصر وحتى الحادي عشر ليلا، وفي حدود الحادية عشر ليلا أمروا بعض المعتقلين ان ينزلوني في المحفة لعندهم ولم أفيق من الإغماء إلا في اليوم التالي، وشفت نفسي بين ٣٠ معتقل في شقة، أخبروني أين أنا وتعرفت عليهم.
بقيت في السجن يتذكرني الحوثيين كل يوم إثنين ويوم خميس، للتحقيق معي وتعذيبي، وهي الأيام التي يعرفون أني أصوم فيها. (يدخل الشاهد في نوبة بكاء، ويتوقف عن الحديث لنصف ساعة ثم يواصل تسجيل ذكرياته المرة) صرت معاق لا أستطيع الوقوف على قدمي لوحدي دخلت السجن وأنا مثل الاسد وخرجت وانا معاق (يبكي بحرقة ودموعه تتساقط بغزارة) يواصل كلامه ويقول « اي حياه سأعيشها الان بعد ما صرت معاق وصارت أمي تتسول في الشوارع؟ بعد أن كانت تقول متى اشوفك عريس أمامي وافرح فيك، أمي لم تصحُ من هول الصدمة التي أصيبت بها حين شاهدت حالتي.
مشتاق الفقيه
معتقل سابق يقول لـ «سام» : مساءَ السبت 30 أبريل 2016، كانت بداية الرحلة التي أرهقتني، وأرهقت أهلي وأحبتي، كان ذلك المساء مفتتح لــ (282) يوماً من الوجع لي وللكثير من الأحباب والرفاق، يبتدئ بهذه الجملة الحاكية لقصة اعتقاله من قبل الحوثيين، ورميه خلف قضبان سجن مدينة الصالح، ويضيف لــ «سام» نمت أول ليلتين في دكان صغير وضعني فيه الحوثيون، مظلم لا يوجد به سوى فتحة صغيرة للتنفس، نقلوني بعد ذلك إلى معتقل الصالح، لما بدأ الطقم بالانطلاق صوب الحوبان، أيقنت أن مرحلةً جديدة من المعاناة بدأت، لم أستطع توقّع ماهيتها وكيف ستكون، فقط كنت مرتعباً وقلقاً على أهلي ووالدتي «المصابة بالقولون» أكثر من قلقي على نفسي. ويضيف مشتاق أمضيت بقية الأسبوع في سجن الاستقبال بالصالح، ونظراً للازدحام كنت أنام الليل في الصالة بين مختلٍ عقلياً ومصابٍ بحالةٍ نفسية، وبعد منتصف ليل الجمعة 6مايو تم استدعائي للتحقيق، ونقلوني لسجن جديد مخصّص لـ «الدواعش».
ويصف معاناته النفسية بالقول كان الأمر في بدايته صعباً للغاية، فلم أكن أتصور أن تحجز حريتي ذات يوم بين أربعة حيطان، لكني كنت مجبراً ولن يجدي معي التذمر والتضجر وكان عليَّ الصبر على ما أنا فيه.
قسم «الدواعش» الذي أودعت فيه لم يكن فيه حتى فرد واحد أُسِر اثناء القتال، لقد كانوا جميعاً معتقلين من الشوارع والنقاط الامنية، بشبهة تافهة أو بلاغ كيدي، التقيت في السجن بشرائح مختلفة من المعتقلين ما بين خطيب المسجد والمعلم والجندي والشيخ والمثقف والبناء والنجار والحداد والسائق والعامل والمجانين وذوي الحالات النفسية.
يحكي مشتاق الفقيه عن معاناة السجناء التي عايشها خلال أكثر من نصف عام في سجن الصالح والمعاملة القاسية التي تعرضون لها فقال:( في السجن آهات مغلوب، وأنّات مقهور، ودعوات مظلوم. في السجن قصص تبكي وأخرى تضحك حد البكاء، في الزنزانة تعرفت بداية دخولي إليها على ثلة من الشباب، أحدُهم من سامع تعز، اُعتقل من نقطة الراهدة حيفان، بتهمة مجيئه من مأرب، تعرض هذا للضرب والصعق بالكهرباء ليعترف أنه «عسكري» لكنه كان ينكر. وشاب آخر من مديرية الصلو اُعتقل في جولة «سوفتيل» لأنه كان يرتدي جاكيت عسكري، ولما فتشو «تلفونه» وجدوا فيه صوراً وهو حاملاً بندقية، فضربوه أثناء التحقيق ليعترف. ويتذكر مشتاق ان أحد الشباب من شرعب اُعتقل من نقطة «مصنع السمن والصابون» حين فتشوا مظروفاً أرسله معه أحد الأشخاص مقابل 2000ريال رسوم توصيل، فوجدوا فيه 25 استمارةَ تجنيد للمقاومة، فاقتادوه للسجن بسيارته «الصالون» رفقةَ20مسلح، وكأنهم قبضوا على إرهابي من العيار الثقيل. واضاف كنت شاهداً ايضاً على ما تعرض له الجندي الاسير مراد الحذراني الذي اُسر من منطقة وادي الدحي، والذي تعرض لتعذيب نفسي رهيب، فاستخدمه الحوثيون «كمترس» وكانوا يطلقون النار بالرشاش «المعدل» من فوق ظهره باتجاه مواقع المقاومة، ثم ربطوا على عينيه وأطلقوا النيران باتجاهه لتهديده بالقتل، وفي السجن تعرض لضغط شديد أثناء التحقيق، حيث كانوا يعلقونه من رجليه ويهددون بإلقائه من الأعلى ليعترف لهم أنه داعشي. وتحدث مشتاق لـ «سام» عن الاثيوبي «هجوس برهام معروف» الذي تعرض للاعتقال مرتين من مديرية موزع بتهمة انتمائه لــ «بلاك ووتر» واُطلق سراحه بعد شهرين ونصف»

مقبل الحبشي، القناص الكفيف
المعتقل مقبل محمد حسن الحبشي، كفيف البصر اعتقل من مسجد نوح في منطقة الحوبان الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي، كان مدرسا للقرآن الكريم في المسجد، قال لـ «سام»: جاء الحوثيون إلى المسجد وطلبوا مني تدريس ملازم حسين الحوثي، لكني رفضت، فأمروني أن أردد الصرخة، فقلت لهم مافيش صرخة عندي، فقالوا لي ادع لنا في الصلاة، فقلت لهم أنا لا أدعوا لأحد، فاتهموني بأني داعشي، لأن فكر هذه الجماعة إجرامي لا رحمه فيه فإما تكون معهم أو فأنت إرهابي، لا تحترم اي شيء لا حياة ولا دين، لا يلتمسوا أي عذر لاحد ’ لا رحمه ولا شفقة يعتدوا على اي شخص.. اعتقلوني من المسجد يوم الجمعة بتاريخ 15 يوليو 2016 بعد صلاة التراويح الساعة ثمانية ونصف، أتوا وغطوا على وجهي، وسحبوني سحب، وقالوا لي هل أنت من آل البيت؟ قلت لهم لا، فقالوا أنت شكلك داعشي، سنأخذك إلى بيت خالك ، قاللت لهم بيت خالي في القرية، فأخذوني وحملوني مباشرة إلى سجن الصالح بالحوبان، وقالوا أنت ضيف عندنا لأنك لست مع السيد، استمر حبسي ثلاثة أشهر، ثم نقلوني إلى معسكر الثلاثين أو ما يسمى سجن الثلايا في مفرق عدن، تعرضت للتعذيب داخل سجن الصالح يرشوا عليك ماء ثلج الساعة الثانية بعد منتصف الليل ولا يتركوك تنام، ويضربوك بعصا، أحيانا يستخدموا الكهرباء للتعذيب، ويطلق الرصاص عليك وأنت مغطي الوجه، ويستخدموا أعقاب البنادق بالضرب في مفاصلك، في الرجل والصدر والوجه حتى يسيل الدم من وجهك.في المعتقل يأخذوا جوالك ويمنعوك من التواصل مع أهلك، الصلاة نادرا، والأكل أيام وأيام لا يعطوك، ويرمون الأكل إلى وجهك، السجن يضم العديد من المديريات ولا يخرجون الا مجانين، يتعرضون للضرب والإهانات والسب، في السجن محروم من الهواء والماء ويمنعون الخروج للبراز والبول، ويحرموك من العلاج، تعرضت لحمي الضنك، وفي أيام البرد لا يعطوك أي بطانيات، كانوا يقومون بنزع ثيابي للتفتيش خشية أن أحمل سلاح، اتهموني باني قناص وأنا أعمى، وكل شخص في السجن له تهمة، وعند خروجي أخذوني إلى منطقة موزع ورموني هناك.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد