تاريخ الصحابة.. هل تأخر الإمام علي في مبايعة الصديق على الخلافة؟

2020-02-25 01:10:21 أخبار اليوم/ متابعات

 

يعرف الجميع أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه والإمام علي كرم الله وجهه، من أبرز الشخصيات الإسلامية، ومن أسس الدولة التي انتشرت العالم وحققت إمبراطورية كبرى، فالصديق أول من آمن من الرجال، والإمام أول من آمن من الصبيان، وهما أهل فضل، لكن كيف كانت العلاقة بينهما، ولماذا تأنى الإمام في مبايعة الصديق على الخلافة؟

تتفق الكتب المنصفة في التاريخ أنه كانت هناك بيعتان:

البيعة الأولى، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: (لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قام خطباء الأنصار، فجعل الرجل منهم يقول: يا معشرالمهاجرين، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استعمل رجلاً منكم قرن معه رجلاً منا، فنرى أن يلي هذا الأمر رجلان، أحدهما منكم، والآخرمنا، قال: فتتابعت خطباء الأنصارعلى ذلك، فقام زيد بن ثابت فقال: إن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان من المهاجرين، وإن الإمام يكون المهاجرين، ونحن أنصاره كما كنا أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فقام أبوبكر - رضي الله عنه - فقال: جزاكم الله خيراً يا معشر الأنصار، وثبت قائلكم، ثم قال: أما لو فعلتم غير ذلك لما صالحناكم، ثم أخذ زيد بن ثابت بيد أبي بكر فقال: هذا صاحبكم فبايعوه، ثم انطلقوا.

فلما قعد أبوبكر على المنبر نظر في وجوه القوم فلم ير علياً فسأل عنه، فقام ناس من الأنصار فأتوا به، فقال أبو بكر: ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وختنه، أردت أن تشق عصا المسلمين؟ فقال: لا تثريب يا خليفة رسول الله، فبايعه.

ثم لم ير الزبير بن العوام فسأله عنه حتى جاؤوا به. فقال: ابن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحواريه، أردت أن تشق عصا المسلمين؟ فقال مثل قوله: لا تثريب يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبايعاه.

قال الحاكم: (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه).

وقال البيهقي: (قال أبو علي الحافظ: سمعت محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول: جاءني مسلم بن الحجاج فسألني عن هذا الحديث: فكتبته له في رقعة وقرأته عليه فقال: هذا حديث يسوي بدنة، فقلت: يسوي بدنه، بل يسوي بدرة!)

وقال ابن كثير: (هذا إسناد صحيح).

البيعة الثانية:

كانت فاطمة - رضي الله عنها - أشد الناس توجعاً لوفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث حزنت لفراق والدها صلى الله عليه وسلم حزناً شديداً، وأخذت تذبل - رضوان الله عليها - من جراء ذلك يوماً بعد يوم، حتى توفيت بعد ستة أشهر من وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال ابن كثير عن توجع فاطمة - رضي الله عنها -: (ويقال: إنها لم تضحك في مدة بقائها بعده عليه السلام، وأنها كانت تذوب من حزنها عليه، وشوقها إليه).

وقد أدى ذلك إلى كثرة ملازمة علي - رضي الله عنه - لأم الحسنين - رضوان الله عليهم أجمعين - وقلة ملازمته لأبي بكر الصديق - رضي الله عنه - فأشاع المنافقون أن علياً - رضي الله عنه، كاره لخلافة الصديق - رضي الله عنه - مما دفع علياً إلى تجديد بيعته لأبي بكر الصديق بعد وفاة فاطمة - رضوان الله عليهم أجمعين - وذلك حسماً منه لمادة الفتنة، ورداً عملياً على هذه الشبهة.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد