يستعد مجلس الأمن الدولي لعقد اجتماع طارئ مساء أمس الجمعة لمناقشة التصعيد في سوريا، وشهد يوم أمس اتصالات هاتفية بين الرئيس التركي/ رجب طيب أردوغان ونظيريه الروسي والأميركي وزعماء آخرين، وكذلك اجتماعا بين وفدين روسي وتركي.

ومن المتوقع أن يبدأ مجلس الأمن اجتماعا الساعة 21,00 بتوقيت غرينتش، حسبما صرح الرئيس الدوري لمجلس الأمن السفير البلجيكي مارك بيكستين دي بويتسفيرف، والذي قال إن الاجتماع يأتي بطلب من الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وبلجيكا وإستونيا وجمهورية الدومينيكان، والتي أعلن عدد منها الدعم لتركيا عقب مقتل 33 من جنودها بنيران النظام السوري.

وكانت تركيا قد ردت على الهجوم الذي شنه النظام المدعوم من روسيا في محافظة إدلب الليلة الماضية، ما تسبب بمقتل 20 جندياً سورياً.

بوتين وأردوغان

كما ذكر الكرملين أن بوتين وأردوغان شددا- في اتصال بينهما- على الحاجة لاتخاذ تدابير إضافية لتهدئة الوضع في شمال غربي سوريا، كما أعربا عن قلقهما الشديد إزاء تصعيد الوضع، واتفقا على تكثيف المشاورات بين الوزارات ذات الصلة، والعمل على إمكانية عقد قمة بينهما في الخامس أو السادس من مارس/آذار.

من جانبه، أكد رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية/ فخر الدين ألطون أن أردوغان أكد بشكل واضح وصريح خلال الاتصال على أن "دماء الشهداء الأتراك لن تذهب سدى، وأن كل عنصر للنظام هو هدف مشروع لتركيا سيتم استهدافه".

وأضاف إن أردوغان شدد على أن أنقرة تنتظر إجبار النظام على الامتثال لمذكرة سوتشي، وأنه أشار خلال حديثه مع بوتين إلى مسؤولية روسيا المتمثلة بإيقاف النظام بموجب الاتفاق.

وأوضح ألطون أن أردوغان أجرى- مساء أمس الجمعة- اتصالات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون. كما دعا ألطون المجتمع الدولي إلى فرض منطقة حظر جوي شمالي سوريا.

اجتماع تركي روسي

وفي أنقرة، أفادت مصادر مطلعة أن اللقاءات بين الوفدين التركي والروسي لليوم الثالث على التوالي، لبحث التطورات وسبل حل الأزمة، انتهت بعد ساعتين من المباحثات.

وكان على رأس الوفدين كل من سادات أونال نائب وزير الخارجية ونظيره الروسي سيرغي فيرشينين، وبحضور خبراء من وزارة الدفاع وهيئة الأركان وجهاز الاستخبارات من البلدين.

وقالت مصادر مطلعة إن اجتماع أمس الجمعة انعقد بطلب روسي، مضيفة أن الوفد التركي أكد خلاله ضرورة إعلان وقف إطلاق نار فوري ومستدام في محافظة إدلب شمالي سوريا، وانسحاب النظام إلى حدود اتفاق سوتشي المبرم عام 2018 بين تركيا وروسيا.

وذكرت الرئاسة التركية أن أردوغان أجرى اتصالا أمس الجمعة بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، وأنهما اتفقا على اتخاذ خطوات إضافية عاجلة لمنع المأساة الإنسانية في إدلب، كما أكد أردوغان لترامب تصميم تركيا على تطهير المنطقة المحددة بموجب اتفاق سوتشي من قوات النظام.. وقال البيت الأبيض إن الرئيسين اتفقا في الاتصال على ضرورة وقف النظام السوري وروسيا وإيران الهجمات في إدلب.