في عمل فني هو الأول من نوعه، أفتتح في محافظة مأرب شمال شرقي اليمن، الاثنين، أول معرض للفنون التشكيلية للسيدات في المحافظة ومرسم حر تشارك فيه 15 فنانة تشكيلية شابة هاوية والذي يستمر خمسة أيام، يعكس مساه الحرب الدائرة في اليمن.

المعرض يضم 65 لوحة تشكيلية فنية من صنع السيدات، تحكي عن الحرب والسلم في اليمن وتعكس معاناة الشعب اليمني بسبب انتهاكات مليشيا الحوثي الانقلابية، وكذا تطلعات المواطنين للسلام المنشود واستعادة مؤسسات دولته وكرامته من مليشيا سلالية كهنوتية تدعي حقها الإلهي في حكم الشعب ونهب خيرات البلد واستعبادها باسم الإله للناس واستباحة دمائهم وأموالهم وإعراضهم، بحسب المنظمين للمعرض.

وكان في مراسيم الافتتاح وكيل محافظة مأرب للشئون الإدارية عبدالله "احمد الباكري" ومعه مدير عام مكتب الثقافة بالمحافظة "علي بقلان.

من جانبه أشاد الوكيل "الباكري" بالمعرض الذي نظمه المرسم الحر، في المحافظة لأول مرة، إلى جانب أهميته في تمكين المرأة التي تعتبر هي المتأثر الأكبر في هذه الحرب الظالمة، للإسهام الفعال من خلال الإعمال الفنية في المعركة الوطنية وحشد الطاقات للدفاع عن الوطن والجمهورية واستعادة مؤسسات الدولة وإنهاء الانقلاب، إلى جانب التعبير عن قضايا النساء وقضايا المجتمع، وتوثيق المراحل النضالية وتطلعات المواطنين والشارع اليمني للسلام المنشود.

بدورة ذكر مدير المرسم "محمد صوفان" أن مدينة مأرب، المكتظة بالمواطنين من جميع مناطق اليمن، بات "المرسم الحر" واحة للفن التشكيلي بما يحتويه من من لوحات ورسومات، تعكس الموروث الفني، وتحكي ملاحم من التاريخ والنضال اليمني المستمر منذ القدم.

كما أنه غدا ملتقى للشباب والشابات المبدعين، ومعرض فني يجسد المعاناة والتحديات التي تواجه اليمنيين في سبيل استعادة دولتهم والأمن والاستقرار.

وأضاف أن "المرسم الحر" ابتداء بإمكانيات بسيطة منذ شهرين وأقيمت ورشات عمل ودورات تأهيل.

وأشار صوفان إلى وجود إقبال كبير على المعرض في أول يوم للفعالية والتي تستمر حتى ١٤مارس من أبناء وقبائل مأرب و من طلاب الجامعات والمدارس والموهبين.

ولفت مدير المرسم، "نطمح مستقبلا إلى إنشاء معهد للفنون التشكيلية يضُم تخصصات فنية بينها الرسم والنحت والموسيقى والتصوير والتمثيل والسيناريو.

من جانبه أكد المهندس طعبده صالح" إن إقامة معرض لرسوم التشكيلية لأول مره في مدينة مأرب يعكس حجم الاستقرار الذي تنعم به المحافظة....مؤكدا انبهاره بالعمل الفني الذي تقدمه الفتيات المشاركات في المعرض من خلال عرض لوحات فنية تجسد معاناة النازحين وكوارث الحروب وتحمل في طياتها السلام. 

 مضيفا أن ما يميز الفنان هو إصراره وتحديه الظروف الناشئة بهدف الاستمرارية انطلاقاً من إيمانه بأن الفن في زمن الحرب رسالة يجب أن تتحدى كل الصعوبات والمعوقات لتوصل مضمونها القائم على نشر قيم الجمال وحب الحياة والتطلع لغد أجمل.

ووفقا لمنظمي المعرض فأن افتتاح المعرض الفني للسيدات في محافظة مأرب، يتزامن مع الانتصارات العسكرية التي تحققها قوات الجيش الوطني في محافظة الجوف، التي هي بحاجة ماسة للدعم المعنوي في هذه الفترة الحرجة من تاريخ اليمن,, بالإضافة إلى أن توقيت افتتاح المعرض يتوافق مع التحديات العسكرية والأمني التي تحدق في المحافظة في اتجاهين محلية و إقليمية.

ويضيف المنظمون، وتتمثل هذه المخططات الخارجية بمحاولة بعض دول الجوار الإقليمي لليمن بإفشال تجربة مأرب المدنية، وهو ما تطرق له المشاركون في رسوماتهم الإبداعية التي تسرد شريط مأرب التي لاتؤمن إلى بالدولة والنظام والدستور.

وينوه المنظمون، إلى أن توقيت الافتتاح تزامن ايضا مع أطماع داخلية ممول خارجية تحاول العبث بمقدرات مأرب من قبل جماعة الحوثي الانقلابية، التي تتوهم بالسيطرة على هذه المدينة الاستراتيجية

هذا ويعتبر كثير من المراقبون أن افتتاح هذا المعرض النسوي في محافظة كانت يروج بأنها ضد حقوق المراءاة اليمنية يمثل انتصارا حقيقي لإرادة الحياة على إرادة الحرب والموت في تجربة مأرب الفريدة، والتي تجهض كل المخططات المحلية والإقليمية التي تحدق بها من كل صوب.