استنزاف متواصل..

كيف تستغل ميليشيا الحوثي "القبيلة" لتعويض خسائرها في جبهات القتال؟

2020-03-22 02:42:34 أخبار اليوم/ متابعات

 

ما تتعرض له القبيلة اليمنية وأبنائها من استنزاف وترهيب واستهداف ممنهج من قبل مليشيات الحوثي المدعومة من إيران، لم يعد سرّاً أو خبراً في وسائل الإعلام يقبل الأخذ والرد، بل أصبح واقعاً معاشاً وحقيقة تجاهر وتتفاخر بها الجماعة على الدوام.

فمنذ انقلاب مليشيات الحوثي على الدولة، وضعت عينها على القبيلة، كقوة بشرية وقتالية رابحة بيدها، فهي تستقطب أبناء القبائل وتجندهم للقتال في صفوفها، وتزج بهم في محارق الموت في جبهات القتال المختلفة منذ سنوات عدة، أسفرت عن خسائر بشرية تصل إلى آلاف القتلى والجرحى الذين سقطوا في المعارك مع قوات الجيش الوطني وغارات التحالف العربي.

واستخدمت ميليشيا الحوثي كل السبل والوسائل لإخضاع القبائل في مناطق سيطرتها وتوظيف قوتها وسلاحها للقتال معها، بينما ما زالت تستخدم مع القبيلة الأساليب ذاتها التي كانت تستخدمها دولة حميد الدين بما في ذلك الرهائن والخطف، ومصادرة الأملاك، وشراء الولاءات وتقديم الإغراءات، كما أن سياسة فرق تسد واحدة من أهم السياسات التي تستخدمها لإخضاع القبائل.

خسائر مهولة

ونتيجة للخسائر الكبيرة التي تكبدتها مليشيات الحوثي في معاركها الأخيرة مع قوات الجيش في جبهات نهم والجوف وصرواح، جعلت القبائل تخشى على تمتنع عن إرسال أولادها إلى محارق الموت.

إلا أن الميليشيا المدعومة إيرانياً لجأت للتهديد والوعيد، خصوصاً مع عجزها عن تحشيد وتجنيد مقاتلين جدد، والتهديد بتفعيل ما تسمى بوثيقة الشرف القبلية: التي أجبرت القبائل على توقيعها 2015م، ومن الملاحظ أن عزوف القبائل ونفورها من المليشيات الحوثية ما تقوم به المليشيات ضد مشائخ قبليين كانوا من المساهمين في دخول المليشيات صنعاء.

وأحدث الاعترافات الحوثية في هذا الجانب، ما ورد على لسان القيادي الحوثي المدعو ضيف الله رسام (مسؤول ملف القبائل في هيكل مليشيا الحوثي) خلال لقاء تلفزيوني فبراير 2020 على قناة اللحظة الفضائية الموالية للحوثيين.

"رسام" وهو رئيس كيان المليشيات الحوثية المسمّى بـ"مجلس التلاحم القبلي" هدد خلال اللقاء بتجنيد أبناء القبائل الذين وصفهم بـ"المتخاذلين" غصباً باسم "الغرم القبلي".. مهدداً باتخاذ أبناء القبائل الذين يرفضون القتال مع المليشيات بوضعهم دروعاً بشرية، قائلاً: "من لم يدي غرمه سنسير بهم ونديهم دروع بشرية ونهلكهم".

مشروع استنزاف

وعملت ميليشيات الحوثي الانقلابية على تفتيت النسيج الوطني والاجتماعي، ووضعت تغيير المشايخ والانقلاب عليهم ضمن أولوياتها، خصوصاً في مناطق الطوق المحيطة بصنعاء، وأنشأت ما يسمى مجلس التلاحم القبلي.

تهديدات رسام الذي ينتمي لمحافظة صعدة ويدين بالولاء والطاعة لزعيم المليشيات، توحي نية مبيتة من زعيم المليشيات المدعو عبدالملك الحوثي لاستنزاف ما تبقى في القبائل اليمنية من روح وشباب، ويزج بهم في محارق الموت.

ولاقت تصريحات رسام ردود فعل غاضبة من نشطاء يمنيين، معتبرين أن هذه الأساليب ليست غريبة على المليشيات، خصوصاً استخدام المواطنين دروعاً بشرية فقد فعلوها بالفعل مسبقا.

الكاتب سام الغباري قال في تعليقه "ضيف الله رسام من جملة مشايخ تم فرضهم كعائلات خلال حكم يحيى حميد الدين، وهو من أصول فارسية"، موضحاً بقوله "التلاعب الخطير بخارطة المشايخ القبليين في ‎اليمن وخصوصًا في العُمق القبلي لمناطق أزال، كوّن لنا هذه الشخصيات الاجتماعية المتواطئة على الدوام مع الإمامة، لأنه مدين لها بظهوره، وحليفها دومًا".

ليس ببعيد يقول الكاتب الصحفي سامي نعمان،: "ويأبى الله إلا أن يفضحهم بألسنتهم.. القيادي في ميليشيات الحوثي الارهابية ضيف الله رسام يتوعد بتجنيد المدنيين "المتخاذلين" قسرا واتخاذ البقية دروعا بشرية..".

وأضاف في تغريدة بصفحته على تويتر: "حدثوني عن داعش، إن الحوثي أخطر وألعن على اليمنيين من داعش لأنه داعش إرهابية تكرس إرهابها لليمنيين وتصرف السياسة للعالم المنافق".

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد