قالت مجلة أمريكية إن إيران بدأت تختنق نتيجة تفشي كورونا والعقوبات الأمريكية المشددة والتراجع الحاد في أسعار النفط، محذرة من أن عدد الوفيات جراء الإصابة بالفيروس سيكون ضخمًا ما لم تبادر واشنطن إلى تخفيف العقوبات.

ولفتت مجلة ”الشؤون الخارجية“ في تقرير نشرته أمس الجمعة إلى تقديرات إيرانية بأن عدد ضحايا فيروس كورونا قد يصل إلى ضعف الضحايا الإيرانيين في الحرب مع العراق بين عامي 1980 و 1988 وأنه يمكن أن يترواح بين 250 ألفا و 500 ألف وفاة.

وأوضحت أن إيران بحاجة إلى زيادة عدد وحدات العناية المركزة في المستشفيات من 7200 إلى 27 ألف وحدة وإضافة 30 ألف سرير و10 آلاف جهاز تنفس.

وأشارت إلى أن إيران تحتاج لتحقيق ذلك إلى إنفاق مليار دولار على الأقل في القطاع الصحي وتجنيد أكثر من 60 ألف كادر طبي واستثمار مبالغ إضافية ضخمة لحماية المواطنين الفقراء والشركات الصغيرة بعد أن أدى تفشي كورونا إلى تعطيل أكثر من مليون شركة وفقدان 20% من الوظائف واعتماد نحو 60% من الأسر الإيرانية على المعونات.

ورأى التقرير أن إيران غير مؤهلة للتعامل بوضعها الحالي مع كارثة تفشي كورونا وأن العقوبات الأمريكية زادت الأمر سوءًا، مضيفا أن ”هبوط أسعار النفط في الفترة الأخيرة أسهم في شل الاقتصاد الذي يعاني أصلًا من العقوبات.“

ورأى التقرير أن هذه التطورات تعني أن ”إيران بدأت تختنق وأصبح وقف الوباء وإنقاذ حياة الناس خارج طاقتها“ مشيرًا إلى طلب طهران قرضًا بقيمة 5 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي وتخصيصها 5 مليارات أخرى من الميزانية لمساعدة الشركات الصغيرة التي توفر عددًا كبيرًا من الوظائف للمواطنين.

واعتبر التقرير أن تلك المبالغ غير كافية للتعامل مع أزمة كورونا معربًا عن اعتقاده أن إيران بحاجة لضخ 5 مليارات أخرى لمساعدة الأسر لمدة 5 أشهر وشراء معدات طبية مشيرًا إلى أن هذه النفقات تتزامن مع أزمة مالية واقتصادية خانقة إضافة إلى عجز ضخم في الميزانية يبلغ حوالي 15 مليار دولار في العام المالي الجاري.

ولفت التقرير إلى أن الإدارة الأمريكية لا تزال تتردد في تخفيف العقوبات وأنها مصرة على إلقاء اللوم على النظام الإيراني مشددًا على ضرورة مساعدة إيران في مواجهة وباء كورونا خاصة في الحصول على المعدات الطبية الضرورية.

وقال: ”يجب على الولايات المتحدة أن تعترف بدورها في تفاقم الأزمة الإنسانية التي تهدد حياة عدد كبير من المواطنين في إيران.. ومن أجل تفادي كارثة إنسانية ينبغي على واشنطن تخفيف العقوبات على إيران وخاصة رفع القيود عن جزء من الأموال المجمدة وتعليق العقوبات لفترة قصيرة لأن الوقت بدأ ينفد بالنسبة لكثير من الإيرانيين الذين هم بحاجة إلى مساعدة طبية وإنسانية عاجلة“.

وختم التقرير قائلًا: ”ادعت الإدارة الأمريكية دائمًا أنها تدعم الشعب الإيراني.. والآن سيحكم هذا الشعب على مدى استعداد الولايات المتحدة للمساعدة في هذه الأزمة الإنسانية.. ولذلك فإن تخفيف العقوبات على شراء المواد الغذائية والطبية بشكل عاجل بات ضرورة ملحة“.