"غريفيث" كذبة أبريل في زمن كورونا.. الحراك السياسي البيولوجيا لكبح قوات الجيش الوطني شمالاً وجنوباً

2020-04-11 10:19:30 أخبار اليوم/ تقرير

 

 

مابين تاريخ الـ 5 والـ 10 من أبريل، تتزاحم الأحداث في السياسية والعسكرية على الساحة اليمنية، بين تأكيد تسجيل أول حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا جنوب شرقي اليمن، والتي سبقها مبادرة وقف إطلاق النار بادر به التحالف العربي، وبدأت منذ الخميس، وتستمر لأسبوعين، لتفرغ لمواجهة جائجة "كورونا"، وتزامن مع عودة التوتر إلى محافظات الجنوب اليمني من خلال أدوات ابو ظبي التي صعدت ضد السلطات المحلية في سقطرى وشبوة، المتوافقة مع الإعلان الأممي الذي كشف عنة "غريفيث"، وصفها بيانه بأنها مبادرة أممية شاملة لوقف الحرب باليمن، تهدف إلى تعزيز جهود مواجهة كورونا،

 

وبين المعادلة العسكرية التي فرضتها القوات الحكومية باستعادتها زمام المبادرة ومعاودتها الى موقع المهاجم بتحريرها لمناطق واسعة في محافظة البيضاء وعقبة "ُثرة" بأبين، وصروح وهيلان بمأرب، وصولا الى استعادة السيطرة على معسكر اللبنات الاستراتيجي، بالجوف، واستعادة مساحات واسعة شرقي الحزم.

 

ما يجهله الكثير بحسب خبراء في الشأن اليمني، أن مجمل تلك الأحداث التي حدثت خلال 5 أيام فقط، هو انعكاس لتلك العملية العسكرية التي أطلقتها القوات الحكومية لمكافحة وباء النفوذ الحوثي الذي بداء بالتفشي في المناطق الشمالية والشرقية للبلاد ويسعى للمتد جنوباً، مستغلاً أنشغال العالم والمجتمع الدولي في جائجة "كورونا"، يقول البعض.  

 

ويضيف آخرون إن تسلسل الإحداث بهذا الشكل الدارامتيكي الذي بداء بتسجيل أول حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا جنوب شرقي اليمن، والتي سبقها مبادرة وقف إطلاق النار بادر به التحالف العربي، وبدأت منذ الخميس، وتستمر لأسبوعين، والمتزامن عودة التوتر إلى محافظات الجنوب اليمني من خلال أدوات أبو ظبي، في ضل حالة التقاربات المحرمة بين الإمارات وإيران عبر حلفائها باليمن، ودعوات الأممية لوقف اطلاق النار كمرحلة أولية لتدشين ما وصفته بالمبادرة الأممية الشاملة لوقف الحرب، هي محاولة لكبح جموح الانتصارات التي حققتها قوات الجيش في البيضاء وهيلان صروح بمأرب والجوف وتعز ضد حلفاء إيران (الحوثيون) وعدم تأثير تلك الانتصارات على شهية القوات الحكومية ضد حلفاء الإمارات في أبين نحو العاصمة المؤقتة عدن، في محاولة إقليمية ودولية لإبقاء خارطة النفوذ العسكري كما هي ولو بشكل مؤقت بما يضيق على الحكومة الشرعية صلاحية نفوذها في شمال وجنوب اليمن.

 

هي كذبة "غريفيث" في شهر أبريل، التي تدعوا إلى السلام لموجهة كذبة "كورونا" القادمة من أحد عواصم الدول العربية المشاركة في التحالف العربي، في ضل هذا التوقيت التي تعيش فيه قوات الجيش نخب انتصاراتها لفرض وجودها العسكري والسياسي في الجغرافيا اليمنية، يصفها الشارع المؤيد للشرعية اليمنية.

 

في هذه الورقة تستعرض صحيفة "أخبار اليوم" تسلسل الأحداث السياسية والعسكرية منذ تدشين قوات الجيش علمياتها العسكرية ضد مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة إيرانيا في عدة محافظات، وتوجهها الجدي للقضاء على مليشيا مايعرف بالانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، في أبين، مروراً بمبادرة التحالف العربي بوقف أطلاق النار، وانتهاء بحادثة تسجيل أول حالة إصابة مؤكدة في محافظة حضرموت، في هذا التوقيت الحساس، الذي يحرص الكثير من الجهات الفعالة في الحرب باليمن أن تبقي كابوس الانقلاب الحوثي، والانتقالي الجنوبي جاثما على صدر الشعب اليمني، يؤكد مراقبين

 

* تسلسل زمني

.هناك مقولة تفيد بأن "ليس هناك دخان بدون نار"، هكذا واجهة القوات الحكومية التصعيد الحوثي، في عدة جبهات في وسط وشمال وشرقي اليمن.

 

ودشنت الحكومة اليمنية عملية مكافحة النفوذ العسكري للجماعة الانقلابية، والذي كان قد تفشى في كثير من جغرافيا النفوذ للحكومة الشرعية.

 

في 8 أبريل من العام الحالي أعلنت قوات الجيش اطلاق عملية واسعة في محافظة الجوف والبيضاء ومأرب وتعز وأبين، في محاولة لتعزيز نفوذها العسكري الذي تقلص في ضل التعنت والاستغلال الحوثي المستفيد من التماهي الأممي والتقارب مع بعض دول التحالف العربي.

 

الجوف

الأربعاء 8 أبريل 2020، أعلنت قوات الجيش الوطني، استعادة السيطرة على "معسكر اللبنات" الإستراتيجي في محافظة الجوف شمالي اليمن.

 

وذكر المركز الإعلامي للقوات المسلحة أن قوات الجيش تمكنت الأربعاء من استعادة "معسكر اللبنات" الإستراتيجي بشكل كامل وتطهير عدد من المواقع والجبال في مناطق اللبنات العليا والسفلى، وإحراز تقدم كبير في سلسلة جبال الندر، وصولاً إلى جبال الجدفر والأقشع والبرش شرق الحزم عاصمة محافظة الجوف.

 

وأشار المركز أن قوات الجيش تتقدم باتجاه مدينة الحزم وانهيار كبير في صفوف مقاتلي جماعة الحوثي الانقلابية وفرار جماعي لعناصرها، مخلفة العشرات من جثث قتلاها في جبال وشعاب المنطقة

 

ومن شأن السيطرة على المعسكر تأمين محيط محافظة "مأرب" النفطية، التي تعد مقرا للقوات الحكومية، وكذا تأمين الطرق المؤدية إلى جبهات القتال في مناطق أخرى بالجوف.

 

وكان القائم بأعمال المنطقة العسكرية السادسة اللواء الركن "أمين الوائلي"، قد أكد أن المعارك شرقي مدينة الحزم بمحافظة الجوف ما هي إلا بداية لسلسلة عمليات سيتم تنفيذها في الأيام القادمة لاستعادة محافظة الجوف بالكامل وصولاً إلى صعدة وصنعاء.

 

البيضاء

الأربعاء, 8 أبريل, 2020، أطلقت قوات الجيش الوطني عملية عسكرية لتحرير مديرية مكيراس بمحافظة البيضاء وسط البلاد، من مليشيا الحوثي الانقلابية.

 

وبحسب مصادر عسكرية، فأن لواء "الأماجد" التابع لقوات الجيش الوطني اللواء أطلق عملية لتحرير مكيراس من قبضة مليشيات الحوثي، بعد استكمال الترتيبات العسكرية واللوجستية".

 

وأوضحت المصادر، أن لواء "الأماجد" يستعد منذ 5 أشهر لتحرير مكيراس، والأسبوع الماضي تم تزويده من قبل التحالف العربي، بمعدات عسكرية كبيرة بينها دبابات ومدرعات.

 

وكانت، قوات الجيش الوطني قد سيطرات، الاثنين 6 أبريل، على مواقع مهمة في البيضاء، في عملية عسكرية ضد مليشيا الحوثي الانقلابية.

 

وذكر اللواء الركن "مفرح بحيبح" قائد محور بيحان، في تصريح صحفية، إن قواته بدأت عملية عسكرية واسعة مسنودة بقوات التحالف/ هدفها تحرير البيضاء بشكل كامل خلال الأيام القليلة المقبلة.

 

وأضاف أن المليشيا الحوثية تلقت هزيمة ساحقة في سلسلة جبال "دير"، التي تعد محور ارتكاز لـ3 مديريات إستراتيجية، وهي "نعمان" و"قانية" و"الملاجم"، ومهدت لالتحام ألوية الجيش بجبهتي قانية والملاجم.

 

وأكد المسؤول العسكري أن جبال "دير" تعد أهم جبال الملاجم الاستراتيجية الواقعة شرقي المحافظة، وتحريرها يفتح بوابة عبور لتحرير البيضاء بالكامل.

 

وحسب المسؤول العسكري، فإن عددا من الألوية العسكرية بمحور بيحان اتجهت صوب تحرير مفرق "عفار" ثم الطريق "الدولي" باتجاه مديرية "السوادية"، أعقاب معارك ضارية كبدت الانقلابيين عشرات القتلى والجرحى.

 

* محاور العملية

من جانبه قال العميد علي الكليبي أركان حرب محور بيحان قائد اللواء 19 مشاة، في تصريحات صحيفة، إن عملية تحرير البيضاء الواسعة انطلقت من محورين قتالين، يتجه الأول من خلال جبهة الملاجم للالتحاق بالمحور الثاني في جبهة قانية، لتوحيد القوات العسكرية وبدء مرحلة ثانية وهي انتشار الوحدات العسكرية.

 

وتملك محافظة البيضاء أهمية استراتيجية كبيرة وسط اليمن، إذ تربط 5 محافظات وهي جسر عبور آخر للعاصمة المختطفة صنعاء، وتعد ثالث عملية عسكرية للجيش اليمني خلال 24 ساعة, وتحريرها يمثل خسارة كبيرة للمتمردين، إلى جانب فتح أوسع جبهة لمحافظة ذمار، أكبر معاقل التجنيد للحوثيين.

 

وبهذه الانتصارات العسكرية تكون القوات الحكومية والمقاومة تقترب من الخط الازفلتي الرابط بين محافظتي صنعاء والبيضاء والممتد إلى مأرب في منطقة عفار.

  

وتتمتع البيضاء بموقع استثنائي، إذ تتشارك حدودها مع 8 محافظات يمنية مهمة، هي شبوة وأبين ولحج والضالع من محافظات الجنوب، وإب وذمار ومأرب وصنعاء من محافظات الشمال، وكانت مفتاح صنعاء الذي فتحت به بوابة الجنوب في حرب صيف 1994 من جبهة مكيراس البيضاء.

 

أبين

في خضم تلك الانتصارات في البيضاء ردت جماعة الحوثي الانقلابية كعادتها بستهداف قوات الجيش الوطني بمعسكر لواء الأماجد في مديرية لودر شمالي شرق محافظة أبين بصاروخ كاتيوشا.

 

وبحسب مصادر، فأن صاروخ كاتيوشا سقط في مبنى الدائرة الفنية للواء الأماجد شرق لودر أسفر عن إصابة عددا من الجنود دون تحديد حصيلة أولية دقيقة للهجوم.

 

ويأتي الهجوم الصاروخي للحوثيين بعد أقل من ساعتين من بدء تحرك قوات لواء الأماجد صوب الطريق الجبلي المؤدي إلى مديرية مكيراس لبدء عمليات تحرير المدينة من مليشيا الحوثي التي تسيطر عليها منذ العام 2014.

 

* مبادرة حوثية

في المقابل حاولت جماعة الحوثي الانقلابية التقليل من الضربات العسكرية التي تتلقاها مليشياتها في البيضاء والجوف ومأرب وصعدة بإطلاقها في 8 أبريل 2020، مبادرة للمبعوث الأممي لليمن "مارتن غريفيث" تتضمن وقفا نهائيا لإطلاق النار في اليمن ورفع كامل للحصار والبدء بعملية سياسية مزمنة، في ضل التخادم الأممي مع الانقلابية الحوثيين

 

كشف القيادي الحوثي محمد الحوثي رفض جماعته أي تجزئة للتسوية السياسية، مشددا على تمسك الحوثيين باشتراط رفع الحصار بشكل كامل مع التزامهم بما تضمنته وثيقة المبادرة المقدمة من الجماعة.

 

ودعت الوثيقة التي نشرتها قناة "الجزيرة" لإعلان الوقف الشامل والنهائي للحرب باليمن، وإيقاف كل الأعمال العسكرية البرية والبحرية والجوية، وإنهاء الوجود الأجنبي في كل الأراضي اليمنية وإنهاء أي وجود عسكري يمني بالأراضي السعودية.

 

* التخادم الإماراتي الحوثي

في ضل التقاربات المحرمة التي يقودها ولي العهد الإماراتي "محمد بن زايد" مع النظام الإيراني من خلال التودد مع حلفاء طهران في المنطقة الشرق أوسطية.

 

وبالتزامن مع تحقيق قوات الجيش الوطني لانتصارات كبيرة عقب إطلاقه لعملية عسكرية ضد جماعة الحوثي في محافظات البيضاء والجوف ومأرب، عادت حالة التوتر إلى محافظات الجنوب اليمني إذ قامت أدوات ابو ظبي بالتصعيد ضد السلطات المحلية في أرخبيل سقطرى وشبوة.

 

* سقطرى

هاجمت مليشيات ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة إماراتيا، الثلاثاء 7 أبريل، منزل محافظ أرخبيل سقطرى رمزي محروس عقب توتر بميناء الأرخبيل.

 

وبحسب المصادر فإن حراسة المحافظ اشتبكت مع المهاجمين وتمكنت من إحباط الهجوم والقبض على مجموعة من المهاجمين ولا تزال تلاحق الفارين.

 

وقالت المصادر إن مليشيات "الانتقالي" اختطفت مدير ميناء سقطرى رياض سعيد بعد رفضه محاولة مجاميع مسلحة دخول الميناء بالقوة.

 

وذكرت المصادر أنه تم الإفراج عن مدير ميناء سقطرى بعد تحذير باستخدام القوة وجهته السلطة المحلية للخاطفين وتدخلات من مشايخ وأعيان بالمحافظة.

 

الأربعاء 8 أبريل 2020، اتهمت السلطة المحلية في محافظة أرخبيل سقطرى الإمارات العربية المتحدة بمحاولة اغتيال المحافظ رمزي محروس.

 

وقالت السلطة المحلية والسلطات الأمنية والعسكرية في سقطرى -في بيان لها- إن عناصر مسلحة تابعة لمليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا أقدمت صباح اليوم على تنفيذ عملية إرهابية غادرة في محاولة اغتيال محافظ أرخبيل سقطرى رمزي محروس وهو في طريقه إلى مقر عمله في مدينة حديبو.

 

وأكدت السلطة المحلية أنها ستضرب بيد من حديد في سبيل فرض النظام والقانون وتعزيز أمن المواطنين ومؤسسات الدولة في الأرخبيل.

 

وأضافت أنها لن تسمح "للخارجين عن القانون والجماعات المسلحة بفرض أجندتها ومشاريعها التخريبية مهما كان الثمن"، مشيرة إلى أن تلك العمليات الإرهابية لا تسكتها بل تزيدها قوة وصلابة وإيمانا لمواجهة دعاة الفوضى والتخريب.

 

ووفقا للبيان، فإن هذه العناصر التي وصفتها بـ"الارهابية" تبادلت إطلاق النار مع حراسة المحافظ وقوات أمنية، ونتج عن الاشتباكات إلقاء القبض على ثلاثة من المهاجمين وفرار الباقين، لافتة إلى أنه يجري تعقبهم للقبض عليهم وتقديمهم للمحاكمة.

 

شبوة

الأربعاء, 8 أبريل 2020، اتهم المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم من دولة الإمارات، المملكة العربية السعودية بإفشال اتفاق الرياض الموقع بين المجلس والحكومة اليمنية، الذي رعته المملكة في 5 نوفمبر/ تشرين أول الماضي.

 

وقال الانتقالي، في بيان، إن التحالف يدعم السلطات المحلية في شبوة لإفشال اتفاق الرياض، مشيرا إلى أن القوات الحكومية في شبوة اعتقلت رئيس المجلس في المحافظة، علي السليماني، وأربعة من مرافقيه، واقتادتهم إلى جهة مجهولة.

 

وبحسب البيان، فإن هذا التصرف يُضاف إلى جملة من الخروقات المتتالية لاتفاق الرياض، الذي داست عليه سلطات شبوة بتواطؤ من قيادة التحالف المتمركزة في مطار عتق والداعمة لها.

 

وأردف "إذا كان اتفاق الرياض يمثل فعلًا سياسات المملكة، فعلى قوات التحالف في شبوة تهيئة الظروف والمناخات الملائمة لتنفيذه".

 

وكنت الأجهزة الأمنية اعتقلت "السليماني" بعد معلومات عن تمويله ووقوفه خلف بعض المجاميع المسلحة التي تهاجم نقاط الجيش والأمن في بعض المديريات.

 

وكان القيادي التابع للانتقالي الجنوبي "السليماني" يشرف على عمليات ما تسمى بالنخبة الشبوانية المدعومة من الإمارات والتي قامت باستهداف أنبوب النفط خلال الفترة الماضية بأكثر من عملية تخريبية.

 

وفي وقت سابق رصدت الأجهزة الأمنية بمحافظة شبوة تحركات القيادي "السليماني" خلال الفترة الماضية حيث التقى بعدد من المطلوبين الأمنيين والمتهمين بالاعتداء على أنبوب النفط.

 

* تسريبات وتأكيد

في هذا الوقت الذي تحدثت فيه جماعة الحوثي الانقلابية عن مبادرة للسلام في اليمن، كشفت وكالة رويترز، إن التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن سيعلن عند منتصف ليل الأربعاء 8 أبريل، وقف عملياته العسكرية على مستوى البلاد لدعم مبادرة الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار.

 

ونقلت الوكالة عن ثلاثة مصادر مطلعة قولهم إن وقف القتال، المتوقع أن يبدأ تنفيذه يوم الخميس، تمت الموافقة عليه لأسباب منها تجنب أي انتشار محتمل لفيروس كورونا المستجد في اليمن والذي لم يسجل بعد أي حالة إصابة بالفيروس.

 

وتأتي موافقة الأطراف على وقف إطلاق النار بعد إحراز قوات الجيش الوطني انتصارات في الجوف والبيضاء، في ظل تكبيد الحوثيين خسائر فادحة.

 

وفي وقت متاخر من مساء الأربعاء، 08 أبريل, أعلن المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف في اليمن العقيد الركن تركي المالكي، وقفا شاملا لإطلاق النار في اليمن لمدة أسبوعين لمواجهة تبعات تفشي فيروس كورونا.

 

وقال المالكي إن وقف إطلاق النار يبدأ اعتباراً من الخميس الموافق 9 أبريل الجاري، في الساعة (1200) بالتوقيت المحلي لمدة أسبوعين، وقابلة للتمديد بهدف تهيئة الظروف الملائمة لتنفيذ دعوة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن لعقد اجتماع بين الحكومة الشرعية والحوثيين، وفريق عسكري من التحالف تحت إشراف المبعوث الأممي لبحث مقترحاته بشأن خطوات وآليات تنفيذ وقف إطلاق النار بشكل دائم في اليمن، وخطوات بناء الثقة الإنسانية والاقتصادية، واستئناف العملية السياسية بين الأطراف اليمنية للوصول إلى مشاورات بين الأشقاء اليمنيين للتوصل إلى حل سياسي شامل في اليمن.

 

وبحسب المالكي فإن قيادة القوات المشتركة للتحالف تجد الفرصة مهيأة لتضافر كافة الجهود للتوصل إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار في اليمن، والتوافق على خطوات جدية وملموسة ومباشرة للتخفيف من معاناة الشعب اليمني.

 

من جانبه سفير المملكة العربية السعودية في اليمن، محمد آل جابر، عقّب على الإعلان بسلسلة تغريدات قال فيها "تهدف مبادرة قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن لوقف إطلاق النار لمدة أسبوعين استجابة لدعم جهود المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث مواجهة جائحة الكورونا في اليمن وعقد اجتماع بين الحكومة اليمنية والحوثيين وفريق عسكري من التحالف لمناقشة مقترحاته بشأن التوصل لوقف إطلاق النار دائم في اليمن وخطوات بناء الثقة".

 

وأضاف "تقف المملكة إلى جانب الشعب اليمني الشقيق اقتصاديا وإغاثيا وصحيا لمواجهة فيروس الكورونا ولهذا خصصت 500 مليون دولار لخطة الاستجابة الانسانية للأمم المتحدة لليمن منها مبلغ 25 مليون دولار لمكافحة الكورونا".

 

وأردف "يجب على الحوثيين الاستجابة لمبادرة تحالف دعم الشرعية في اليمن لوقف إطلاق النار لرفع المعاناة عن الشعب اليمني في المناطق الخاضعة لسلطته وخاصة من مخاطر فيروس الكورونا ومنع انتشاره، واثبات عدم ولاءهم لإيران أو تحمل مسؤولية رفضه أمام الشعب اليمني الأصيل الذي لم ولن يقبل التبعية لأحد".

 

وحتى مساْ الأربعاء 8 أبريل 2020م، لم يسجل اليمن،أي إصابة بكورونا.

  

*الانتهاكات الحوثية

مأرب

قبيل بدء عملية وقف إطلاق النار التي أعلن عنها التحالف في اليمن، شنت جماعة الحوثي الانقلابية في وقت متأخر من مساء الأربعاء 8 أبريل، قصفا عشوائيا استهدف أحد الأحياء السكنية وسط مدينة.

 

وقال مصدر محلي إن مقذوفا حوثيا وقع في حي سكني وسط مدينة مأرب هز انفجاره المدينة.

 

وفي السياق اتهم الجيش الوطني، الخميس 9 أبريل ، جماعة الحوثي الانقلابية بـ"خرق" وقف إطلاق النار، واستهداف مواقع قواته في إحدى مديريات محافظة مأرب شرقي البلاد.

 

وقال موقع "سبتمبر نت" الناطق باسم القوات المسلحة اليمنية، إن قوات الجيش بدأت بالالتزام بتوجيهات الرئيس عبدربه منصور هادي التي تقضي بالاستجابة لدعوة وقف إطلاق النار.

 

وأضاف أنه "منذ الساعات الأولى لسريان وقف إطلاق النار، قام مسلحو جماعة الحوثي بقصف مواقع قوات الجيش في جبهات صرواح وهيلان غربي محافظة مأرب، بالمدفعية الثقيلة".

 

ولفت إلى أنه بالتزامن مع ذلك، قام الحوثيون بحشد عناصرهم وآلياتها القتالية في الجبهات ذاتها.

 

وبحسب موقع الجيش، وجه الرئيس هادي بالاستجابة لدعوة وقف إطلاق النار الذي يجري سريانه اعتباراً من اليوم الخميس، في تمام الساعة (12.00) بالتوقيت المحلي/ (9.00 ت. غ)، استجابة لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة (أنطونيو غوتيريش) لمواجهة تبعات انتشار فيروس كورونا.

 

أبين

وفي يوم الخميس، ٩ أبريل ٢٠٢٠، شنت جماعة الحوثي الانقلابية قصفاً مكثفاً على مواقع قوات الجيش والمقاومة في أسفل "عقبة ثرة" الجبلية بمديرية مكيراس التابعة لمحافظة أبين (جنوب اليمن)، غداة إعلان التحالف الذي تقوده السعودية وقف إطلاق النار لمدة أسبوعين في جبهات القتال البلاد.

 

وقال مصدر محلي، إن مليشيا الحوثي قصفت من مواقع تمركزها في قمة سلسلة ثرة الجبلية مواقع قوات الجيش والمقاومة الجنوبية بـ20 قذيفة هاون سقطت جميعها في مواقع متفرقة من نطاق سيطرة المقاومة وسط وأسفل العقبة الفاصلة بين مديريتي لودر في أبين ومكيراس التابعة إداريًا لمحافظة البيضاء.

 

ولم ينتج عن القصف أضرار مادية أو بشرية.

 

وفي نفس السياق تصدت الدفاعات الأرضية للواء الأماجد، المدعوم من السعودية، لطائرتين استطلاعيتين مسيرتين أطلقها الحوثيون وحلقتا فوق معسكر لواء الأماجد شرق مدينة لودر.

 

الحديدة

إلى ذلك قال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، الخميس، إن جماعة الحوثي خرقت وقف إطلاق النار، بقصف مدينتي مأرب (شرقا) والحديدة (غربا).

 

وأضاف الإرياني أن "الحوثي ترد على دعوات تحالف دعم الشرعية لوقف النار بإطلاق صاروخ استهدف أحياء سكنية في مأرب، وقصف مناطق محررة بالحديدة، مع الدفع بعناصرها في محاولة يائسة لاستعادة السيطرة على معسكر اللبنات شرقي الجوف (شمالا)".

 

وأضاف في سلسلة تغريدات عبر تويتر أن "التصعيد الذي يأتي بعد ساعات من مبادرة تحالف دعم الشرعية بوقف إطلاق نار شامل لمدة أسبوعين، يؤكد عدم جدية مليشيا الحوثي".

 

كما حمّل المبعوث الدولي لليمن مارتن غريفيث المسؤولية الكاملة عن "تصعيد الحوثيين في مختلف جبهات القتال واستمرار جرائمهم بحق اليمنيين".

 

* تعز

الجمعة, 10 أبريل, 2020 قتل 13 مسلحاً حوثياً، في مواجهات مع الجيش بمحافظة تعز، جنوب غرب اليمن.

 

ونقلت الأناضول عن قائد اللواء 17 مشاة العميد ركن عبد الرحمن الشمساني، قوله إن 13 مسلحاً حوثياً قتلوا وأصيب 7 آخرين، خلال هجوم شنه مقاتلي الجماعة على مواقع اللواء في منطقة الضباب غرب تعز.

 

وقال الشمساني إن هجوم مقاتلي الحوثي الانقلابية، على مواقع اللواء 17 مشاة استمر أربع ساعات، مشيراً إلى أن عملية التصدي له خلفت قتيلين من قوات الجيش.

 

واتهم الشمساني جماعة الحوثي بعدم الاكتراث لدعوات التهدئة الأممية، والتفرغ لمواجهة وباء كورونا، معتبراً مهاجمة الحوثيين مواقع الجيش في تعز خرقا للهدنة ومحاولة إفشالها.

 

* الشرعية تستجيب

في موازاة دعوات السلام التي يراد بها باطل لوقف تقدمات وانتصارات قوات الجيش الوطني في مأرب والجوف والبيضاء وأبين، وانتهاكات الجماعة الحوثية الانقلابية المدعومة إيرانيا.

 

أعلنت الحكومة الشرعية استجابتها لمبادرة التحالف العربي بوقف إطلاق النار بدءًا من اليوم الخميس.

 

وقال نائب رئيس الجمهورية علي محسن الأحمر، خلال اجتماع إلكتروني عقده مع المبعوث الأممي مارتن غريفث، إن توجيهات رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي تقضي بالاستجابة لدعوة الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار بدءا من الخميس 9 أبريل، وفق ما ذكرت "سبأ" الرسمية.

 

وأضاف الأحمر أن سلامة اليمنيين ومصلحتهم ضمن أولويات الشرعية، مشيراً إلى تخصيص مبالغ مالية لتفعيل الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا.

 

ودعا نائب الرئيس المجتمع الدولي إلى الإسهام في دعم اليمن أسوة بالدول الأخرى بما يمكنها من الاستعداد لأي مخاطر صحية محتملة.

 

* ترحيب أممي

وفي ذات الاتجاه توالت ردود الفعل العربية والأممية والدولية على مبادرة وقف أطلاق النار باليمن، حيث رحب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث بإعلان التحالف وقف إطلاق نار أحادي الجانب الذي يبدأ في التاسع من نيسان/أبريل لمدة أسبوعين، ويشمل جميع العمليات العسكرية البرية والبحرية والجوية في اليمن.

 

وقال غريفيث إن إعلان وقف إطلاق النار يأتي لدعم عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة، وبناءً على دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار في عموم البلاد لتجنب المخاطر الجسيمة للانتشار المحتمل لفيروس كوفيد-19 في اليمن.

 

وعبر غريفيث عن امتنانه للسعودية والتحالف لتمييزهم لحساسية المرحلة التي تمر بها اليمن، وتجاوبهم مع الطبيعة الحرجة لهذه المرحلة.

 

بدورة رحب أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش بـ"إعلان المملكة العربية السعودية، باسم تحالف دعم الشرعية ، وقف إطلاق نار من جانب واحد في اليمن".

 

جاء ذلك في بيان أصدره المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، ستيفان دوغريك، ووصل الاناضول نسخة منه.

 

وقال غوتيريش، إن الإعلان "يمكن أن يساعد في تعزيز الجهود نحو السلام وكذلك استجابة البلاد لوباء كورونا المستجد (كوفيد-19)".

 

على الصعيد العربي رحبت كلاً من الأردن والسودان، وموريتانيا، الخميس، بقرار التحالف العربي وقف إطلاق النار باليمن، واصفاه إياه بأنه "خطوة هامة" من أجل تهيئة الظروف للوصول إلى اتفاق سلام شامل ودائم، ومنطلقا لحوار عادل، ينهي معاناة الشعب ويحفظ للبلاد وحدتها وسيادتها.

 

* موقف دولي

ورحب السفير الأمريكي لدى اليمن، كريستوفرهنزل، بإعلان التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن، وقف إطلاق النار من جانب واحد.

 

ودعا السفير الأمريكي كافة الأطراف إلى إنهاء القتال في اليمن والجلوس على طاولة الحوار.

 

وفي السياق رحب الاتحاد الأوروبي، الخميس بإعلان قيادة قوات تحالف دعم الشرعية وقف إطلاق النار في اليمن.

 

وقال الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية فى الاتحاد جوزيب بوريل -فى بيان أوردته وكالة أنباء (آكى) الإيطالية -إنه من الضرورى أن توقف الأطراف المحلية المنخرطة فى الصراع جميع الأعمال العدائية على الفور وتبدأ المحادثات بحسن نية تحت رعاية الأمم المتحدة.

 

وجاء في بيان بوريل "يشجع الاتحاد الأوروبي الأطراف على المشاركة الحقيقية والبناءة والامتناع عن أي أعمال أحادية الجانب قد تقوض الهدف".

 

* موعد مع الجائحة

الجمعة، 10 أبريل 2020، اليمن يسجل أول إصابة بكورونا، حيث أعلن محافظ حضرموت اللواء فرج سالمين البحسني، اليوم الجمعة، عن تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا المستجد في اليمن بمدينة الشحر.

 

وقال المحافظ في تعميم له إن المصاب من جنسية غير يمنية وقد اختلط مع العديد من الأشخاص الموظفين في إحدى الدوائر الحكومية.

 

ودعا المحافظ لاتخاذ إجراءات احترازية سريعة ومشددة في المحافظة المطلة على بحر العرب.

 

ووفقا، لمصادر محلية لموقع "الموقع بوست" فأن مدير ميناء الشحر أصيب بفيروس كورونا بعد مخالطته عدد من الأجانب من أرباب السفن وطواقمها وهو الآن يحظى بالرعاية الصحية في الحجر الصحي.

 

وأشارت المصادر إلى أن عشرات الحالات من العاملين في ميناء الشحر يشتبه إصابتها بكورونا ويتم الآن عزلها للحجر الصحي.

 

* الخلاصة

لا يستعبد كثير من المراقبين أن يكون وصول فيروس "كورونا" إلى اليمن هجوماً بيولوجيا،ً من خلال تواطئ بعض قيادات سلطات حضرموت مع احد دول الإقليم الخليجي، لتشتيت الحكومة الشرعية وقواتها عن هدفها في مكافحة وباء النفوذ الحوثي المدعوم إيرانيا، ونفوذ مايعرف بالانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، وفي ضل التخادم بين أبوظبي وطهران باليمن.

 

رواد هذا الفريق استغربوا من وصول الفيروس إلى اليمن وتاريخ الأعلان عنه في هذا التوقيت، التي تحقق فيه قوات الجيش انتصارات غير مسبوقة، متسألين عن عدم مبالة سلطات حضرموت بإغلاق ميناء الشحر، رغم إغلاق جميع المنافذ البرية والجوية.

 

ودعا المراقبون إلى إجراء تحقيقات قانونية مع المتساهلين في قضية إغلاق المنافذ البحرية بعد قرار الحكومة اليمنية بضرورة إغلاق المنافذ بشكل كامل.

  

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد