عشية إحياء الذكرى الـ 72 لنكبة فلسطين، قدم الشعب الفلسطيني شهيدا فلسطينيا آخر على مذبح الحرية في إطار مقاومة الاحتلال والصفقات التآمرية لتصفية القضية الفلسطينية.

وفي هذه الذكرى الأليمة رفرفت أمس الرايات السود والأعلام الفلسطينية فوق أسطح منازل الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة وداخل الخط الأخضر والبعثات الدبلوماسية، تعبيرا عن الأحزان في الذكرى الـ 72 للنكبة، والرفض الكامل للمشاريع التصفوية للقضية الفلسطينية وفي مقدمتها الخطة الأمريكية التي أصبحت تعرف باسم «صفقة القرن». وتقتصر النشاطات لهذا العام على الفعاليات الرقمية بسبب تفشي جائحة كورونا ومنعا لانتشارها.
وتتزامن هذه المناسبة الأليمة مع حلول الذكرى الثانية لنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس المحتلة، وذلك يوم 14 مايو/ أيار من عام 2018، في مخالفة واضحة للقوانين الدولية.

وفي هذه المناسبة أيضا ينطلق في منتصف هذا اليوم مهرجان فلسطين الدولي هذه السنة رقميّا تحت شعار «على طريق القدس».

ومن المرتقب أن يجري إحياء هذه التظاهرة الفنية الرقمية بمشاركة 300 فنّان من دول عربية وإسلامية. ويجدّد المهرجان في دورته السادسة تأكيد «حقّ الشّعب الفلسطيني في العودة إلى دياره»، وأن «فلسطين هي القضية المركزية للأمّة».
وتحت اسم «فلسطين في البال»، انطلقت في بيروت حملة إعلامية لتسليط الضوء على القضية الفلسطينية باعتبارها قضية الأمة المركزية، ولتذكير العالم بتضحيات الشعب الفلسطيني في الذكرى الثانية والسبعين للنكبة.
وقال منسق الحملة الاعلامي احمد الحاج لـ«المركز الفلسطيني للاعلام»: انّ انطلاق الحملة هو للتأكيد على انّ الذاكرة ما زالت حيّة، وفلسطين لم تغادر البال ولا الحواس.
وأطلق الرئيس الفلسطيني محمود عباس في خطاب له أمس فعاليات إحياء الذكرى، وقال»إن صناع نكبتنِا أرادوا أن تكونَ فلسطين أرضا بلا شعب لشعبٍ بلا أرض، وراهنوا أنَ اسمَ فلسطين سيمحى من سجلاتِ التاريخ، ومارسوا من أجلِ ذلكَ أبشعَ المؤامراتِ والضغوطِ والمجازرِ والمشاريعِ التصفوية، التي كان آخرها ما يسمى صفقة القرن». وأضاف «لكن كل ذلكَ تكسرَ بفضلِ اللهِ على صخرةِ هذا الشعبِ الفلسطينيِ العظيم». وأكد أنه «رغمِ كلِ العقبات، ورغمِ كلِ السياسات والإجراءات والانتهاكات الاحتلاليةِ العدوانية، نسير بخطىً واثقة، نحو استعادةِ حقوقِنا كاملة، وإزالةِ هذا الاحتلالِ البغيضِ عن أرضِنا المباركة». وتابع «مسيرتنا المباركةُ هذِه لن تتوقف حتى نرفعَ راياتِ فلسطينَ فوقَ المسجدِ الأقصى المباركِ وكنيسةِ القيامةِ في القدسِ عاصمتنا الأبدية».
وقالت جامعة الدول العربية، في بيان صدر عن الامانة العامة في هذه المناسبة، ان هذه الذكرى تأتي هذا العام في وقت تزداد فيه معاناة الشعب الفلسطيني مع انتشار فيروس كورونا، الى جانب ممارسات وسياسات الاحتلال «الاسرائيلي» المتسارعة لاستغلال هذا الظرف، لتحقيق مخططاته في التوسع الاستيطاني، وضم اجزاء من الضفة الغربية المحتلة، واحكام السيطرة على سكان القدس الشرقية، واستكمال عمليات التطهير العرقي ضد المواطنين الفلسطينيين في الاغوار، وتهديد حياة الاسرى في سجونه، وممارساته المتصاعدة قتلا، وهدما، وتهجيرا.
وتزامنا مع هذه الذكرى أطلقت الحركة الإسلامية في الداخل حملة رقمية ومشروعًا لتوثيق مساجد فلسطين تحت عنوان «خير الذاكرة».
وقالت الحركة الاسلامية داخل أراضي 48 إن ذلك يأتي إيمانًا منها بأن مساجد فلسطين ومقدساتها هي خير من يحكي روايتها، وخير خارطة دالّة على تاريخ وهوية المكان وسكانه، ومع الذكرى الـ 72 لنكبة شعبنا الفلسطيني لإطلاق مشروع جديد تحت اسم «مساجد ومقدّسات فلسطين – خير الذاكرة».
وتحت عنوان «يافا ذاكرة تحمي المستقبل» دعا النائب سامي أبو شحادة عموم الشعب الفلسطيني إلى جولة رقميّة في مدينة يافا، يقوم بإرشادها عبر تقنية البث المباشر على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» اليوم الجمعة ابتداءً من الساعة الثالثة بعد الظهر.
وأشار أبو شحادة في تصريح لـ«القدس العربي» أن هذه الجولة تأتي في الذكرى الثانية والسبعين على النكبة وسقوط مدينة يافا، تعزيزًا لتمسّك الشعب الفلسطيني بالذاكرة الجماعية والرواية التاريخية التي يؤسس عليها واقعه ومستقبله.
ويقوم أبو شحادة، وهو باحث في تاريخ يافا الحديث، بإرشاد الجولة التي تبدأ من ميناء يافا وتستمر إلى البلدة القديمة إلى أن تنتهي في دوار الساعة. وتتخلل الجولة ثلاثة محاور رئيسية هي: تاريخ مدينة يافا الحديث، صعود المدينة كمركز ثقافي اقتصادي وسياسي، وأحداث النكبة في مدينة يافا.
وميدانيا واصلت قوات الاحتلال اعتداءاتها على الشعب الفلسطيني، فبعد إعدام فلسطينيين وجرح 4 آخرين في مخيم الفوار في محافظة الخليل أعدمت أمس شابا آخر بزعم انه دهس جنديا اسرائيليا قرب إحدى مستوطنات الخليل.
وواصلت أمس أيضا تنكيلها بأهالي بلدة يعبد شمال الضفة انتقاما لمقتل جندي بحجر. ولليوم الثالث على التوالي تواصلت حملة الاعتقالات هناك.