عيد بنكهة الموت .. صنعاء الغارقة في لُجّيّ كورونا وظلمات الحوثي عيد بنكهة الموت

2020-05-30 08:59:23 أخبار اليوم / تقرير خاص



من بين أزقة شوارعها وأحيائها العتيقة، تنبعث راحة الموات، جراء قاتل تاجي خفي يتربص بسكانها.. في صنعاء قبوراً تنبش وجنائز تشيع، وعويل رجالاً يدوي في المكان، ونيح نساء وأبناء يجلل في المدينة، حزنا على ذويهم الذين فارقوهم جراء فيروس كورونا، الذي يتفشئ بسرعة تفشي الإخبار عنه في هذه المدينة الموبؤئة.. لاشيء في صنعاء سوى الحزن والبكاء الذي يروي الثرى في هذه المناسبة الربانية (عيد الفطر المبارك)، ومليشيا الحوثي الانقلابية التي تتجار بأرواح قاطني صنعاء، لتوسيع نطاق قبضتها القمعية، في التعامل مع جائحة عجز العالم على مواكبتها كملف سياسي وأمني، واقتصادي، غير مستشعرة بحجم الكارثة الصحية التي تحدق بسكان العاصمة، ومحيطها الجغرافي.


يوميات صنعاء الغارقة في لُجّيّ الاستبداد الحوثي ظلمات بعضها فَوْقَ بعض، يغشيها الوباء مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ الحرب والفقر والجوع، ونظامها الصحي المنهار.

*مؤشر كإرثي
تكشف التقارير الطبية المسربة خلال الأسبوعين الماضين كارثة طبية تواجه سكان العاصمة صنعاء، جراء تفشي فيروس كورونا في أوساطهم، وسط تكتم سلطات الانقلاب الحوثي عن الرقم الحقيقي لعدد المصابين، وتنصلها عن القيام بواجباتها بحكم أمرها الواقع في صنعاء في مجابهة الجائحة التي تضرب المدينة، من خلال فرض أجراءت وقائية تقلص نسبة الخطر على سكان العاصمة المنكوبة.

 ووفقا للتقارير فأن فيروس كورونا يتفشي بشكل مخيف ومرعب، في ظل عجز متعمد من قبل سلطات الانقلاب الحوثي، لاحتواء الوباء بعد تزايد أعداد الإصابات والوفيات.

وأكدت، أن رقعة انتشار الفيروس في صنعاء التي تضم كثافة سكانية كبيرة، توسع رغم حالة الإنكار التي تنتهجها مليشيا الحوثي في تعاملها مع الوباء. رغم اعترافها الأخير الذي كشفت عنه مساء الجمعة وأكدت خلال بيان صادر عن وزارة الصحة التابعة للمليشيا أن الفيروس متفشي وأن الأرقام كبيرة ولكنها تعمدت إخفائها كي لا تثير حالة هلع لدى المواطنين.

وتشير التقارير والمعلومات الواردة من صنعاء إلى أن فيروس كورونا قد تمكن من اختراق أروقة مايعرف بـ «المجلس السياسي الاعلي» التابع للجماعة الانقلابية، وإصابة عدد من قياداته البارزة. كما تشير إلى أن مديريات الأطراف «معين، السبعين، الثورة، بنى الحارث» أكثر مديريات أمانة العاصمة تأثراُ بالجائحة التي باتت تضرب المدينة المسكونة بالمليشيا والوباء معاً..

وتناقل عدد من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي معلومات وأسماء لعدد من الشخصيات الاجتماعية ماتوا خلال الأيام القليلة الماضية في العاصمة اليمنية صنعاء.

وفي سياق متصل أشارت إلى أنه تم تسجيل «1000» حالة مؤكدة خلال الأسبوع الأخير.

وبالحديث عن الأرقام حاولت «أخبار اليوم» التقصي من خلال عدد من الأطباء العاملين في صنعاء وعدد من الكادر الصحي الذي يعمل فيما يسمى بفرق الاستجابة وآخرين يعملون لدى منظمات دولية، وخرجت بحصيلة مخيفة تشير إلى أن أعداد الإصابات في أمانة العاصمة وحدها قد كسرت حاجز الـ «3300» حالة إصابة مؤكدة، في حين تجاوز عدد الوفيات الـ «500» حالة، الأمر الذي يكشف حقيقة الوضع الكارثي الذي تعيشه صنعاء مع إصرار المليشيا على التستر على الأرقام الحقيقية..
التقارير الواردة نوهت بأن الأيام القادمة ستكون كارثية في أمانة العاصمة صنعاء، خاصة وأن الوباء قد تفشى دون إن تتخذ سلطات المليشيا في صنعاء، الإجراءات الوقائية الحقيقية منذ اكتشاف أول حالة إصابة، مطلع إبريل المنصرم أي قبل نحو من شهرين تقريباً.

وأضافت، ذهبت سلطات الانقلاب الحوثي للنفي الحالة المصابة، بعد التأكد منها مخبريا وحجز أفراد أسرة الحالة المصابة والطاقم الطبي الذي تعامل معها وإخضاعهم للحجر الصحي.

وكانت الحكومة اليمنية الشرعية قد أطلقت في 25 من شهر مايو الحالي، نداء استغاثة للمجتمع الدولي لإنقاذ سكان صنعاء، معتبرة العاصمة “مدينة منكوبة بعد أن تفشى فيها فيروس كورونا”، محذرة من “تكتم” جماعة الحوثي المسيطرة على العاصمة.

جاء ذلك في بيان نشرة وكيل وزارة الصحة في الحكومة الشرعية، «عبدالرقيب الحيدري»، على حسابه في موقع فيسبوك، بعنوان “صنعاء الجريحة منكوبة مرتين”.

وبحسب الحيدري: “لقد باتت صنعاء مدينة منكوبة بعد أن تفشى كورونا، ونحن اليوم ندق ناقوس الخطر”.
وأضاف: “كل الأنباء والتقارير الواردة من العاصمة صنعاء المختطفة، تؤكد تصاعد أعداد المصابين بالفيروس بشكل مخيف، وتصاعد أعداد الوفيات تبعاً لذلك”.

من جانبه قال وزير الإعلام معمر الارياني الثلاثاء إن، ال‏مليشيا الحوثية تستنسخ طريقة النظام الإيراني في إدارة ملف ‎كورونا عبر التوظيف السياسي للوباء العالمي، وإخفاء البيانات والمعلومات عن المنظمات الدولية والرأي العام المحلي.
وأضاف الوزير في تصريح نشرته وكالة الأنباء الرسمية «أن المعلومات الواردة من العاصمة المختطفة صنعاء ومناطق سيطرة المليشيا الحوثية حول عدد الوفيات والإصابات بفيروس ‎كورونا خلال الأيام الماضية، تحمل مؤشر كإرثي عن مستوى تفشي الفيروس وانعدام الرعاية الطبية، في ظل استمرار المليشيا الحوثية في سياسة الإنكار وتعريض حياة الملايين للخطر».واتهم الوزير ميليشيا الحوثي بأنها تقوم بـ «تصفية المصابين والمشتبه بإصابتهم، والتساهل بالإجراءات الاحترازية والوقائية، وإنكار حقيقة وحجم تفشي الوباء رغم إصابة كبار قياداته».

وأشار الارياني إلى الخطر الذي يهدد ملايين اليمنيين في مناطق سيطرة المليشيا الحوثية جراء تفشي فيروس كورونا المستجد، واستنساخ المليشيا النموذج الإيراني في مواجهة الوباء.

وفي وقت سابق طالبت الأمم المتحدة السلطات الصحية التابعة للحوثيين في صنعاء بالإفصاح عن حقيقة تفشي الفيروس، ومكاشفة الرأي العام بالواقع، وقامت المنظمة بسحب نحو 100 موظف أجنبي من أصل 158 إلى إثيوبيا، وفقا لوكالة «العمل الإنساني» المعنية بأخبار الإغاثة.

ولم تعلن مليشيا الحوثي منذ السادس من مايو الماضي إلاّ عن 4 حالات إصابة بفيروس كورونا من بينها حالة وفاة وحالتي شفاء، غير أن تقارير غير رسمية تحدثت عن مئات الإصابات وعشرات الوفيات وسط تكتم مليشيا الحوثي.

من ماسبق يطرح البعض عدة أسئلة عن الأسباب الرئيسية التي تقف خلف عدم إفصاح الجماعة الحوثية عن الإحصائيات الحقيقية لعدد الإصابات بفيروس كورونا في العاصمة صنعاء، والمناطق الخاضعة لسيطرتها، رغم إدراكها المسبق بحجم الكارثة الصحية التي تواجه المواطنين؟.

في هذه الورقة البحثية تحاول صحيفة «أخبار اليوم» أن تستعرض بعض الأسباب الخفية التي تمنع جماعة الحوثي الانقلابية من نشر الإحصائيات الدقيقة والحقيقية لعدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا في العاصمة صنعاء، والمناطق الخاضعة لسيطرتها، في ضل التزايد المخيف لعدد الحالات المصابة وعدد الوفيات جراء كورونا.
لكن قبل الإجابة نستعرض الأتي:

*قيادات حوثية مصابة
لم تسلم الجماعة الحوثية من سوات اعملها وعدم شفافيتها بشأن تفشئ فيروس كورونا في العاصمة صنعاء، فكانت ابرز قيادتها أول من يلدغ من هذا القاتل الخفي «كورونا».
مصادر إعلامية كشفت، يوم الاثنين الماضي الموافق 25 ماي، عن إصابة بعض قيادات الحوثي البارز بفيروس كورونا.

وذكرت المصادر أن القيادي الحوثي البارز نائب رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى وعضو اللجنة الثورية العليا التابعة لمليشيا الحوثي «سلطان السامعي» قد أُصيب بفيروس كورونا.
وقالت المصادر إن السامعي قد تم نقله، إلى احد مستشفيات صنعاء وسط تكتم الجماعة الانقلابية الشديد.
وسبق وأن تسترت المليشيا عن إصابة مدير مكتب مهدي المشاط، «أحمد حامد»، الذي لا زال يخضع للعلاج في الحجر الصحي.

وبإصابة السامعي يكون هو ثانية شخصية داخل ما يسمى المجلس السياسي الأعلى يصاب بفيروس كورونا.
وفي السياق انضم وزير الصحة التابع للانقلابيين الحوثيين «طه المتوكل»، إلى وكب القيادات الحوثية المصابة بفيروس كورونا، بعد زيارة قام بها إلى مستشفى الكويت الذي يستقبل الحالات المشتبه إصابتها بالفيروس، بحسب مصادر موقع «المصدر أونلاين» تجدر الإشارة إلى أن هناك العديد من قيادات مليشيا الحوثي مصابين بفيروس كورونا وأن هناك حالات قد توفت بينهم قضاة وأكاديميين وسط تكتم المليشيا على ذلك..
وتناقل عدد من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي معلومات وأسماء لعدد من الشخصيات الاجتماعية ماتوا خلال الأيام القليلة الماضية في العاصمة اليمنية صنعاء.

ونشر النشطاء مجموعة من الأسماء والتي كانت كالتالي:
عضو مجلس النواب/ عبد الرحمن عبد الله المحبشي
الشاعر/ حسن عبد الله الشرفي
السفير/ىعبد الواحد هزاع طاهر العديني
القاضي/ فضل عبد الله الآنسي
القاضي/ محمد يحيى بدر الشرفي
الشيخ/ حزام البخيتي
رجل الأعمال/ عبد الإله الخطيب
رئيس الدائرة الإعلامية بمجلس النواب/ قائد محمد قائد
اللواء المهندس/ أحمد عبد الله شريم
اللواء/ علي أحمد هاجر
الشيخ/ مقبل عبد الرب الشهاري
الحاج/ حسن قاسم غلاب
العميد/ أحمد الجندبي
في حين ذكرت مصادر محلية وناشطون أن ستة أشخاص من موظفي مصلحة الضرائب بصنعاء ماتوا جراء إصابتهم بفيروس كورونا.
المصادر أكدت، وفاة مدير مركز السنينة الطبي بمديرية معين، في حين رصد ناشطون وفاة أربع مدرسات في ذات المديرية يوم الأربعاء.

*الوضع الصحي
أن جائحة كورونا لا تعرف حدوداً مادية أو اجتماعية، وقد تسببت بانهيار كاملاً لأنظمة صحية ضعيفة فعلياً في مناطق صراعات مثل اليمن.

وكانت مصادر طبية، قد حذرت من كارثة تنتظر العاصمة صنعاء وبعض المناطق الشمالية، وتنذر بوصول البلاد إلى مرحلة الانفجار الكبير وتفشي الإصابات بشكل يفوق قدرة القطاع الصحي، في ظل تضليل الحوثيين للرأي العام وإخفاء المعلومات حول تفشي فيروس كورونا في مناطق سيطرتها.

وفي 21 مايو, 2020، نشر موقع الجزيرة نت، بعض الأرقام للحالات المصابة والمتوافية جراء فيروس كورونا في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الانقلابيين الحوثيين.

التقرير تتبع حقيقة الوضع على الأرض، بعيدا عما تعلنه سلطات الانقلاب الحوثي في صنعاء؛ حيث كشف أطباء ومصادر خاصة للموقع عن أن عدد الإصابات التي تم التأكد منها بلغت حتى ذلك اليوم، أكثر من خمسمئة حالة، في حين بلغ عدد الوفيات أكثر مئتين، رغم أن سلطات الحوثيين لا تعترف سوى بتسجيل أربع حالات فقط.ووفقا للتقرير، يؤكد أطباء يعملون في مستشفى الكويت بصنعاء، أن المستشفى يعالج حاليا أكثر من أربعمئة حالة مصابة بالفيروس، ويتم دفن الوفيات بإشراف أحد الأطباء بعد غسلهم بمادة كورلكس للتعقيم.

وحسب الأطباء، فإن مستشفى زايد في صنعاء يمثل ثاني المستشفيات التي يتم فيها حجر الحالات المشتبه في إصابتها بكورونا، حيث يوجد فيه عشرات الحالات من دون رعاية صحية.

وحول عدم إفصاح الأهالي عن وفياتهم بالمرض، تحدثت الجزيرة نت لأفراد من عائلات بعض ممن توفوا بالفيروس، وأكدوا أن الحوثيين قاموا بتهديدهم بالتخلي عن رعاية مرضاهم أثناء إصابتهم، إضافة إلى تهديدهم بالسجن في حال تحدثوا عن وفاة أقاربهم بالفيروس.

وحصلت الجزيرة نت على كشوف لعدد من المصابين الذين تأكدت إصابتهم بأعراض كورونا في المختبر المركزي القريب من مستشفى الكويت، الذي تحوّل إليه الحالات المصابة بصنعاء.

وعلى صعيد متصل أطلقت الطواقم الطبية في كل من مستشفى زايد والكويت والسعودي الألماني بصنعاء، الأربعاء 27 مايو، استغاثة عاجلة لسلطات مليشيا الحوثي والمنظمات الدولية العاملة في صنعاء، بعد امتلاء غرف العناية المركزة في المستشفيات الثلاثة بالحالات المصابة بفيروس كورونا دون الإعلان عن ذلك رسميا من قبل المليشيا، وفقا لموقع «المدار برس» نقلا عن مصادر طبية بصنعاء.

المصادر كشفت، أن الثلاثة المستشفيات لم تعد قادرة على استقبال أي حالات جديدة وأنه يتم حالياً إرسال جميع الحالات إلى مستشفى العلوم والتكنولوجيا الذي يعاني هو الآخر من إصابة عدد من أفراد طاقمه الطبي بالفيروس وخضوعهم للحجر الصحي.

وذكرت أن أدرة الثلاثة المستشفيات دعت سلطات مليشيا الحوثي لتوجيه دعوة للمجتمع الدولي والمنظمات الدولية للتدخل العاجل لإنقاذ أرواح الناس في العاصمة صنعاء، في ظل تفشي الوباء، ودعت المليشيا لإعلان حالة الطوارئ في أمانة العاصمة.

من ما سبق يتضح حجم الكارثة الطبية التي تطوق سكان العاصمة صنعاء، والتي لاتستثني حتى قيادات الانقلاب الحوثي.

 لكن ماهي الأسباب الخفية التي تمنع جماعة الانقلابية من نشر الإحصائيات الدقيقة والحقيقية لعدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا في العاصمة صنعاء، والمناطق الخاضعة لسيطرتها، وتزايد عدد الحالات المصابة وعدد الوفيات بشكل مخيف جراء فيروس كورونا؟

*طقوس للجبايات
مع الصمت المطبق من قبل الحوثيين بشأن عدم الإفصاح عن الوضع الطبي أو عن حجم عدد الحالات الحقيقية للمصابين بوباء كورونا، وعن الغموض الكبير الذي يكتنف ذلك وأسباب تجاهل الحوثيين للإفصاح عن ذلك.

استطاعت جماعة الحوثي الانقلابية من تحويل، خطورة فيروس «كورونا» إلى مناسبة لفرض الجبايات المضاعفة، وإرهاب السكان باستعراض قوتهم العسكرية، والتلاعب ببيانات الإصابات وحالات الاشتباه، ما جعل سكان صنعاء يعيشون أياما عصيبة من الرعب، في انتظار اعتراف الميليشيا بحقيقة الحالات المصابة والمشتبه بها.
استغلال الجماعة الحوثية المدعومة إيرانيا لجائحة كورونا، تنوع بين ابتزاز التجار اليمنيين وبعض الشركات الخاصة لفرض مزيد من الإتاوات والجبايات لتمويل مجهودها الحربي، والذي انعكس سلبا على معاناة المواطنين في المناطق القابعة تحت سيطرتها مع اقتراب عيد الفطر المبارك.

تعتقد مصادر مطلعة بأن جمع الأموال في رمضان أبرز سبب لرفض الحوثيين الإقرار بعدد الإصابات المؤكدة.
فرمضان هو شهر الجبايات التي تعتمد عليها الميليشيات ومشرفوها في تغطية نفقاتهم وتحركاتهم ورواتبهم من خلال مبالغ الزكاة والضرائب السنوية والتي تحصل في هذا الشهر.والإعلان عن عدد الإصابات سيؤدي إلى إغلاق المتاجر، وما يترتب على ذلك من توقف عمليات البيع والشراء. تقول المصادر: «هذا الأمر سيجعل الحوثيين غير قادرين على تحصيل أي مبالغ من التجار، وهي بالنسبة لهم خسارة لا يمكنهم تعويضها بسهولة».

إلى ذلك امتنعت الجماعة الحوثية الانقلابية في نشر التوعية الإعلامية من مخاطر فيروس كورونا على المستوى الإعلامية بسيتثناء بعض الإعلانات التلفزيونية والإذاعية في المؤسسات التابعة لها.

وعلى المستوى الصحي والتعقيم على مستوى الإحياء، ذكرت مراسل صحيفة «أخبار اليوم» أن جماعة الحوثي الانقلابية فرضت على المحلات التجارية بعض الرسوم والإتاوات تحت ذريعة التعقيم في الإحياء السكنية.

وفرضت جماعة الحوثي الانقلابية على بعض الشركات الكبرى وشركات الاتصالات الخاصة مثل شركة «سبافون»، القيام بعملية التعقيم في شارع الزبير وشارع نواكشط وشارع بغداد والأحياء السكنية المجاورة للشركة.
ويتسأل السكان في صنعاء عن الدعم المالي والصحي الذي تقدمة بعض المنظمات الدولية العاملة في المناطق الخاضعة للانقلابيين، والدعم المقدم من مكتب الصحة العالمي للحوثيين في مكافحة كورونا.

 حرب شعواء
شنت جماعة الحوثي الانقلابية في العشر الاوخر من شهر رمضان المبارك حرب شعواء ضد القطاع التجاري بشقية الحكومي والخاص، في محاولة لحوثنتهما، مستغلة تفشى فيروس كورونا بصنعاء.

ويعزوا مراقبون أن تلك المناسبة التي اتخذتها جماعة الحوثي لجمع الجبايات والإتاوات وامتناعها عن فرض الإجراءات الوقائية هي القنبلة البيولوجية التي تسببت في تفشي فيروس كورونا في العاصمة صنعاء.

ووفقا للتقارير فأن مديريات معين التي تحتضن عدد من الأسواق التجارية كسوق هائل التجاري وسوق السنينة بالإضافة إلى أربعة أسواق لمادة القات في هائل ومنطقة السنينة التي تعود بمبالغ طائلة للجماعة كانت بؤرة لانتشار الفيروس خلال شهر رمضان المبارك.

وبالتالي، فإن اعتراف الحوثيين بحقيقة ما يجري في مناطق سيطرتهم سيحتّم عليهم فرض تدابير لإبطاء انتشار الفيروس تشمل بالضرورة إيقاف النشاط التجاري في ذروة الموسم، والحد من التفاعل الاجتماعي، ما سيكون له أثر فوري على أرباحهم المالية، وسيهدد مصادر الجماعة المالية ويقوّض جهودهم وعملهم على تجنيد وتعبئة المقاتلين

*عسكرة القطاع الصحي
من ضمن الأسباب التي تقف خلف الإستراتيجية الكارثية التي اعتمدتها جماعة الحوثي الانقلابية القائمة على التعتيم على انتشار الفيروس، هي محاولة عسكرة القطاع الصحي في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

يرى مراقبون أن الإستراتيجية الكارثية القائمة على التعتيم من قبل الانقلابيين الحوثيين، تهدف إلى تعزيز قبضة الجماعة وتأثيرها على القطاع الصحي باليمن، خاصة مع تصاعد التفاعلات ما بين الجماعة الانقلابية والنظام الإيراني، لإعادة تشكيل النظام الصحي بنمط يتوافق مع أيدلوجيتهم الطائفية، في ضل الجائحة التي تعصف بالعالم، خاصة وان الجماعة تعاني من خطر تراجع «معامل التأثير» في المناطق الخاضعة لسيطرتها في حال لم تؤمن استجابة احتوائية لتداعيات جائحة كورونا.

وتلجا الجماعة المدعوم إيرانيا، إلى تبني إستراتيجية تقوم على التكتيم وعدم الشفافية، لإظهار نفسها أمام الرأي العام الدولي والمحلي، بأنها قادرة على احتواء الفيروس، في الوقت الذي تمنع فيه المستشفيات الخاصة والحكومية من إدلاء بأي معلومات عن مدى وحجم الكارثة الصحية.وفي حال مخالفة أي قطاع صحي لبرتوكول الجماعة الحوثية، فأن النتائج ستكون سافرة عن سطو الأخير على هذا الكيان الصحي، وهيكلته وإعادة إنتاجها وفق معاير الجماعة، استنادا على البنية التحتية المتوفرة سابقا، والتركيز على استعمالها بفاعلية لأغراض أخرى تخدم الأجنداتها الخاصة، فضلا عن إمكانية الربط الشبكى بهرم الجماعة.

في المقابل منحت جائحة كورونا دفعاً للجماعة الحوثية، لعسكرة القطاع الصحى وذلك بتحويل المساعدات الطبية، إلى مليشياتها واستغلال الأزمة كأداة لمكافأة شبكات الرعاية والمجتمعات التابعة لديها وتعزيزها.ثمة تخوف كبير من قبل بعض المصادر الطبية، من أن تطوع الجماعة الحوثية في زمن كورونا، القطاع الصحى لإحكام سيطرتها فى ظل تراخى الحكومة الشرعية، وانشغال المجتمع الدولية بمكافحة الوباء.

*دفع مسبق
تشير بعض التسريبات الإعلامية أن كوفيد-19، أعاد تشكيل مسار التفاعلات الإقليمية بين الانقلابيين الحوثيين وبعض دول التحالف العربي الذي تخشى من دفع التكلفة الإنسانية الباهظة التي ستسببها الجائحة بحكم حربها على اليمن.
التسريبات تقول إن تفشي فيروس كورونا في العاصمة صنعاء بهذه السرعة المخيفة وعدم نشر الانقلابيين الحوثيين للإحصائيات الدقيقة بشأن الحالات المصابة والمتوفية، أعطى فرصة للأخير بأن يفتح باب للتطبيع مع النظام السعودي لتخفيف التكلفة على الرياض التي تقود التحالف، والتي ستتحمل التكلفة الإنسانية جراء هذا التفشي للفيروس بحكم حصارها المطبق المفروض جغرافيا الحوثيين.

وترمي الجماعة الحوثية من تلك التفاعلات مع النظام السعودي الذي تقرءا فيه في المرحلة الحالية، بدء اختمار إنهاء حربة باليمن، جراء تنامي التداعيات الاقتصادية، الانخفاض الملحوظ في أسعار النفط ، إلى ترسيخ سلطته الأمنية في الجغرافيا المسيطر عليها ومل فراغ الحكومة الشرعية، المنشغلة بالعبث الإماراتي جنوب البلاد، مقابل الصمت على تفشي الفيروس الذي تتحمل تبعاته المملكة السعودية.. نستنتج من ما سبق إن هناك من يدفع الثمن لتكميم أفواه الانقلابين الحوثيين، من قبل قوى في التحالف العربي فيما يتعلق بنشر الإحصائيات الصحيحة لكورونا في الشمال اليمن, في مقابل استثمار سياسي حوثي لجائحة كورونا على حساب الملف الإنساني في العاصمة صنعاء وماجورها.لكن من عواقب إعادة ترسيم تفاعلات الجماعة الانقلابية مع قوى التحالف العربي، أنها بذلك الفعل، تدحض فرضيات إعادة توطئة السلام في اليمن.

ساحة تخادم
في خضم ذلك يقرا فريق أخرى، توقف عمل معظم المنظمات الدولية ووكالات الإغاثة الدولية، التي سحبت معظم موظفيها من اليمن في هذه الأوقات العصيبة على المواطن اليمن، من زاوية التخادم ألأممي مع الانقلابين الحوثيين.
ويقول رواد هذا الفريق، في الوقت الذي يتبادل فيها الطرفين، لعبة الاتهامات ( الحوثيين والمنظمات الدولية)، فأن هناك هدف أخرى يسعى الطرفان أليها وهو استثمار الجائحة وتفشي الوباء بين سكان صنعاء، كورقة سياسية تفاوضية للحوثيين، وابتزازية مالية من قبل المنظمات للقيادة في التحالف العربي، على غرار وباء «الكوليرا».

*التسليم للاستبداد
كشفت مجريات الأحداث المتعلقة بتعامل الحوثيين مع تفشي فيروس كورونا في العاصمة صنعاء وبعض المناطق الخاضعة لسيطرتها أن، الجماعة الانقلابية تتعامل مع الجائحة كملف أمني.ووفّر الوباء للحوثيين، فرصة للتعسف وإساءة استخدام القرار وتقليص الحريات المدنية، بحسب مصادر حقوقية.وكانت منظمة «سام» للحقوق والحريات قد عبرت في وقت سابق عن قلقها البالغ من تعامل مليشيا الحوثي مع الجائحة كملف أمني.
جاء ذلك في بيان صحفي للمنظمة التي تتخذ من جنيف مقرا لها، قال فيه: « أن جائحة كورونا منحت للأجهزة الأمنية والأمن الوقائي التابع لسلطة الأمر الواقع (الحوثيون)، سلطة التتبع والاعتقال والإبلاغ والحجر على المشتبه إصابتهم بعيداً عن المؤسسات الصحية».
في موازاة ذلك قال سكان في العاصمة صنعاء، إن سلوك الحوثيين مع حالات الاشتباه بكورونا يوحي بأنهم يتعاملون مع المريض وكأنه مجرم أو مطلوب للعدالة، وهو ما سيدفع الكثير إلى إخفاء إصابته خشية من ردة فعل الميليشيا ولانعدام ثقة السكان بقدرة السلطة الصحية للميليشيات على التعامل مع الإصابة.وشددت منظمة «سام» على ضرورة تسليم المليشيا ملف كورونا للجهات الصحية، ووقف تدخل المسلحين، والممارسات التي من شأنها بث الخوف وسط المجتمع، وتجعل المدنيين يفقدون الثقة بالمؤسسات الصحية، وتساهم في تفشي الوباء.

 * الخلاصة
يرى خبراء، أن هناك فلسفة حوثية في زمن تفشي وباء كورنا، قائمة على السيف والزيف، العصا والإيديولوجيا الداخلية، في التحكم بسكان العاصمة صنعاء، ممزوج بنكهة من الخوف والرهبة، مما ينعكس في تجليات قاسية تصل حد التسليم التام للاستبداد والعبودية الطوعية للمليشيا الحوثية.

ويضيف الخبراء، أنه وفي مثل أوضاع الكوارث، توظف الجماعة الانقلابية ذراعيها معا، الدعائية والقهرية، لترسّخ المزيد من التسلط والهيمنة، لكسب مربعات ومساحات جديدة في معركة الضبط والتحكم بالمواطنين بصنعاء، في ضل تفشي كورونا، مع تسويق ناعم وصاخب يدّعي أن كل ذلك شيء طبيعي وعادي، ليقع الانزياح التدريجي – في غفلة من الجميع – نحو إكساب الاستثناء والطارئ صبغة الدوام والاستقرار.

فاستجابة الحوثيين لجائحة كورونا تنسجم بالكامل مع عدم اكتراثهم بحياة الناس، فقد سعوا طوال سنوات الصراع إلى إثراء أنفسهم وترسيخ قوتهم بدلاً عن تأمين الخدمات العامة الأساسية أو دفع رواتب موظفي القطاع العام. وبالنسبة لقادة الحوثيين، يشكّل فيروس كورونا تهديداً لمواردهم وليس تهديداً لحياة اليمنيين.
وتكتمهم على تفشي الفيروس في مناطق سيطرتهم ليس سوى محاولة تفتقد إلى البصيرة وتهدف إلى حماية مصادر تمويلهم وتأمين المزيد من المقاتلين معهم، حتى ولو كان هذا على حساب ملايين الأرواح بحسب الكاتب الصحفي «أسامة الروحاني».ما يحصل اليوم يمكن فهمه كمتاجرة بخوف النّاس من قبل الانقلابيين الحوثيين، وقلقهم للسيطرة عليهم وعلى الشّارع وعلى النظام الصحي المنهار باليمن.. الاستثمار الحوثي في جائحة كورونا غير أبهة باروح المواطنين قائمة على إعادة ترسيم تفاعلاتها، مع قوى التحالف العربي، لدحض فرضيات إعادة توطئة السلام في اليمن.
في الأخير فأن المعطيات تثبت أن هناك تربح سياسي ومالي بين المنظمات الدولية ووكالات الإغاثة الدولية والانقلابيين الحوثيين، على غرار وباء «كوليرا»، بشرط تحطيم الرقم القياسي السابق في عدد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا في العاصمة صنعاء ومحيطها.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد