هي إرادة الحياة تنتصر دائماً، هذا ما أكدته الحجة المسنة ايمان احمد سلام النهاري بانتصارها على فيروس كورونا ،
كسرت هذه المرأة اعتقاداً شائعاً بأن كبار السن اكثر عرضة للموت وأنهم يعانون اكثر من مضاعفات فيروس كورونا في حال اصيبوا به


تبدو ملامح السعادة مريومةً على وجه ايمان في لحظات وداعها للكادر الطبي اثناء مغادرتها مركز العزل العلاجي في المستشفى الجمهوري بمدينة تعز.

خرجت ايمان الى الحياة من جديد بعد اسبوعين فقط من اصابتها بفيروس كورونا، لتقول «اشعر بسعادة لاتوصف أنني خرجت وتماثلت للشفاء لأني كنت يأئسة من الشفاء وكنت اتحدث مع نفسي كيف سأقاوم هذا الفيروس ؟ لكن حاليآ الحمدلله تحسنت واشعر براحة جيدة».

أصيبت ايمان بعدوى الفيروس من زوجها الذي فارق الحياة بسبب الفيروس ، لكن ايمان لاتعرف بوفاة زوجها اثناء مكوثها بالعزل العلاجي ،أُخفي عليها نبأ وفاة زوجها من ذو اول يوم نقل اليها الفيروس ، وهكذا بقيت المسكينة طيلة فترة العزل على أمل أن تقابل زوجها من جديد.

ظلت تدعو له بالشفاء وتطلب كل من ساعد بشفائها الدعاء لزوجها قائلة «نحن جسداً واحداً لا يمكن أن نفترق».
تقول إيمان «دخلت مركز العزل العلاجي وكنت مصابة بفيروس كورونا ، كنت لا استطيع أن اتنفس ابداً ، كنت على الاكسجين وبعض الاحيان ، كنت افقد الوعي والآن الحمدلله بعد الجهود الكبيرة التي بذلوها لنا اشكرهم كلاً على حده من ممرضين واطباء ودكاترة وعاملين وجميعهم ».

وصلت ايمان الى مركز العزل وهي في حالة حرجة تستمد البقاء على قيد الحياه من اسطوانة الاكسجين ومتابعة الطواقم الطبية ، حيث تلقت الرعاية الكاملة على مدى اسبوعين وهيا ملقاه على سرير العزل العلاجي في المستشفى الجمهوري دون حراك ، عدى الاستنجاد بالطاقم الطبي الذي تناوب لانقاذها كغيرها من الحالات المصابة ..

يقول الدكتور «»مختار المليكي»» مدير مركز العزل العلاجي في المستشفى الجمهوري
« الحمدلله تحسنت ايمان بعد حوالي 16يوم من دخولها الى مركز العزل العلاجي ، الحمدلله اليوم بتخرج الى منزلها وتواصل بقية علاجها في المنزل إن شاء الله وسيكون هناك متابعة واشراف مننا «
ويتابع بالحديث ليقول «»بعد ان كانت حالتها سيئة ، وبعد أن كان مستوى الاكسجين فيها على مستوى 80% اليوم هي في حالتها الطبيعية ومستوى الاكسجين فيها 94%وهذا مؤشر ايجابي والحمدلله «»
تغلبت ايمان على الفيروس رغم كبر سنها البالغة من العمر 65سنة لتبدل كل تلك الاشاعات التي بعثت الرعب والهلع بين الناس وجعلت منهم ضحايا للفيروس
بدوره مدير مكتب الصحة العامة والسكان -بتعر الدكتور راجح المليكي تحدث قائلاً : هذه ليست اول حالة تغادر المركز متماثلة للشفاء، هناك مجموعة من الحالات غادرت المركز متماثلين للشفاء، لكن كان التركيز على هذه الحالة كونها امرأة وكبيرة في السن وغالباً كبار السن ماتكون المضاعفات لديهم شديدة
ويضيف المليكي القول « بدوري كمدير لمكتب الصحة العامة والسكان بمدينة تعز أوجه رسالة لكل المواطنين اذا وصل الينا المريض سواءً من كبار السن او صغار السن في بداية الحالة ووضعه مازال قابل للسيطرة يمكن أن نبذل كل الجهود وننقذه للحياة «
لم تكن ايمان الا واحدة من بين اكثر من 15 حالة شفاء من الفيروس جميعها ستتعزز ثقة الناس بالقطاع الصحي بتعز بشكل خاص واليمن بشكل عام.