القتل تحت التعذيب " الحلقة "5"

2020-06-25 07:30:11 أخبار اليوم/ متابعة خاصة

 

تبدو السجون وأماكن الإحتجاز خاضعة لأمزجة وإجراءات إداراتها غير ملتزمة بقانون تنظيم السجون والتشريعات اليمنية وكذلك التشريعات الدولية ، ويبدو منحنى هذه الإنتهاكات غير ثابت ، وذلك من خلال النظرة العامة لإنتهاكات جهات الإختطاف والإعتقال التعسفي والإخفاء القسري

نستعرض هنا الحلقة الخامسة من التقرير السنوي لرابطة أمهات المختطفين والتي توضح الإنتهاكات التي اقترفتها الأيادي الظالمة بالإعتداء على الحق في الحياة بشتى أنواع التعذيب رغم تنافى هذا السلوك لدى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية

 

الإعتداء على الحق في الحياة
تنص المادة (3) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أن (لكل فرد الحق في الحياة والحرية وفي الأمان على شخصه ) كما نص العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية في المادة (6) (الحق في الحياة حق ملازم لكل إنسان وعلى القانون ان يحمي هذا الحق ولا يجوز حرمان أحد من حياته) كما رصدت رابطة أمهات المختطفين في العام 2019م، ”158“ حالة وفاة داخل السجون تنوعت ما بين القتل تحت التعذيب أو الوفاة بسبب الإهمال الطبي أو قتل المختطفين بغارات طيران التحالف كما هو موضح في الجدول التالي

.... جدول......

القتل تحت التعذيب

من أبشع الجرائم تلك التي تمارس ضد المعتقلين وعديمي الحرية هو التعذيب إذ يقدم منتهكو حقوق الإنسان على تعذيب أفراد لإتزاع اعترافات من المعتقلين في جريمة تصنف ضد الإنسانية فقد توفي”20“ مختطفا تحت التعذيب خلال العام 2019 جميعهم كانوا مخفيين قسراً ومعظمهم يقبعون
في أماكن احتجاز سرية وغير معروفة وتم التواصل مع بعض الأسر وإبلاهم بوفاة مختطفهم في حين رفضت بعض جهات الإنتهاك تسليم الجثة بعد إخبار الأسرة بوفاة المختطف تحت التعذيب.

ومن الحالات التي وثقتها فرق الرصد التابعة لرابطة أمهات المختطفين :

 يحيى هادي صالح النمشة 50 عاما ـ محافظة حجة

كان الضحية يحيي هادي صالح النمشة يعمل معلما في إحدى مدارس مديرية كشر بمحافظة حجة وفي الأحداث التي شهدتها المحافظة مطلع العام 2019 بين عناصر جماعة الحوثي ومجموعة من أهالي المديرية خرج الضحية قاصدا ً النزوح إلى العاصمة
صنعاء بتاريــــخ 17/3/2019 ولكن مسلحين تابعين لجماعة الحوثي احتجزوه أثناء مروره بإحدى نقاط التفتيش واقتادوه إلى سجن الأمن السياسي بمحافظة عمران شمال اليمن ولم يسمحوا لأسرته بالتواصل معه أو زيارته ولم تصلهم أي أخبار عنه سوى أنه محتجز في عمران، وفي تاريــــخ 4/5/2019 تم التواصل مع أسرته وإبلاغهم بضرورة الحضور لإستلام جثته.

وبحسب ماقال أحد أقاربه: (وجدنا آثار التعذيب على جثمان يحيي حيث كانت جثته متورمة ووجه أزرق اللون، وأظافره جميعا منزوعة)، واشترط المسلحون عدم تصوير الجثة.

 محمد قايد صالح شاطر 34 ً عاما ـ محافظة ذمار :

كان الضحية يحمل شهادة في الفن التشكيلي ولكنه بسبب الأوضاع الإقتصادية والمعيشية اضطر للعمل كبائع متجول في مدينة عدن، وفي الأحداث التي شهدتها مدينة عدن منتصف العام 2019 تم اختطاف الضحية من نقطة تفتيش على مدخل مدينة عدن بتاريــــخ 24/6/2019 من قبل مسلحين يتبعون اللواء الخامس التابع للحزام الأمني بمحافظة عدن كونه ينتمي للمحافظات الشمالية، وتلقت أسرته اتصالاً هاتفياً بتاريــــخ 27/6/2019 من مجهول أبلغهم بأن محمد قايد شاطر محتجز في سجن تابع للحزام الأمني منذ ثلاثة أيام، وعلى الفور قامت أسرته بالبحث عنه بعد وساطات محلية و مجتمعية ولكن هذه الجهود لم تثمر إلا بعد مضي ثلاثة أشهر من الإخفاء القسري والتعذيب الوحشي الذي تعرض له الضحية فتم الإفراج عنه بفدية مالية مقدارها 500 ألف ريال بتاريــــخ 23/9/2019 يقول أخوه :
(بعد استلامنا لشقيقي تم نقله مباشرة إلى مستشفى ذمار العام نظراً لحالته الصحية الحرجة، وقد تحدث إلينا بصعوبة عن التعذيب الذي تعرض له، وبدت لنا آثاره إذ كان هناك آثار لطلق ناري على إحدى قدميه وخلع جميع أظافره وآثار التعذيب بالكهرباء على جسده وخاصة منطقة السرة وتوقف الكليتين عن العمل بحسب الأطباء الذين قاموا بفحصه فور وصوله إلى المستشفى )، وبسبب التعذيب الذي تعرض له توفي الضحية بعد ستة أيام من الإفراج عنه.

وطلبت أسرة الضحية من مستشفى ذمار العام إصدار تقرير طبي يفيد بوفاة الضحية نتيجة التعذيب الذي تعرض له على يد التشكيلات المسلحة في عدن إلا أن إدارة المستشفى رفضت إصدار هذا التقرير دون سبب واضح.


 (س. ص. ج) 41 ً عاما -صنعاء

كان الضحية أحد النشطاء السياسين ، وقد تعرض للإعتقال سابقا من قبل جماعة الحوثي ثم أفرج عنه، وبعد أحداث ديسمبر 2017 والتي أودت بحياة الرئيس السابق قام الحوثيون باختطاف الضحية على خلفية تضامنه مع الرئيس السابق وتم الإفراج عنه بعد دفع فدية مالية تقدر بأكثر من 10 عشرة ملايين ريال.

و ذكر أحد أقارب الضحية أن الحوثيون قاموا باعتقال اثنين من أبناء الضحية وإيداعهم سجن البحث الجنائي بالعاصمة صنعاء في يوليو 2019 لإجباره على تسليم نفسه وهو ما قام به الضحية فعلاً وتم اقتياده واحتجازه في سجن الأمن السياسي – صنعاء بتهمة اشتراكه في قتل ابراهيم الحوثي شقيق زعيم جماعة الحوثي ليواجه هنالك سلسلة من التعذيب الوحشيي المتواصل لأكثر من شهرين أفضى ذلك التعذيب الى وفاته، وفي يوم الثلاثاء 17 سبتمبر 2019م، تم إبلاغ اسرة الضحية بوفاته وأن عليهم الحضور لإستلام جثته وبعد حضورهم لإستلام الجثة طلب منهم التوقيع على أوراق تثبت أنه توفي وفاة طبيعية.

أحد أقارب الضحية يقول:
أجبرنا على التوقيع على الأوراق التي تزعم انه توفي وفاة طبيعية وبعد استلامنا للجثة وجدنا عليها كل أنواع الحروق والبقع الداكنة والثقوب المتفاوتة والتي تدل على ان الجاني وحش على صورة بشر بعدها تم دفن الضحية ومنع الحوثيون أي تجمعات لدفن الجنازة أو إقامة عزاء.

زيد أحمد ناصر النمشة 40 ً عاما - محافظة حجة

يحكي عم الضحية : خرج زيد كالعادة إلى جوار منزله بمنطقة العبيسة في 10/2/2019 والتي كانت تشهد اشتباكات بين جماعة الحوثي وأبناء المديرية ـ وكان زيد في حالة نفسية سيئة حيث كان يعاني من مرض نفسي ينتابه أحيانا إلى حالة اللا شعور بما يفعل فقام أحد قناصة الحوثيين بإطلاق النار عليه و منع المجاورين من إسعافه حيث ظل ينزف لمدة ساعتين حتى استطاعت قريباته من النساء إسعافه إلى عيادة أحد الأطباء في منطقة المحابشة القريبة منا و قد أخبرنا الطبيب أن الضحية أصيب بكسر في الفخذ وآخر في الساق بفعل الطلق الناري ولم تتمكن أسرته من نقله إلى صنعاء ليتلقى الرعاية الطبية اللازمة لحالته بسبب الأوضاع الأمنية في المنطقة وانتشار نقاط التفتيش والتي كانت تختطف الجريــــح والمسعف وفي تاريــــخ 10/3/2019 اقتحم الحوثيون المنطقة التي يتلقى فيها الضحية العلاج وقاموا باختطافه واقتياده إلى مكان مجهول، ولم نعلم عنه شيئا حتى أخبرنا أحد أبناء المنطقة وكان قد أفرج عنه من سجون الحوثيين أن زيد قتل تحت التعذيب وأن الحوثيون ادعوا أنه أصيب بجلطة أدت الى وفاته رغم أنه كان سليما بيننا وقد كان بدأ بتحريك رجله المصابة ولم تمض نصف ساعة من استدعائه خارج العنبر حتى أخبرونا بموته بسبب جلطة ولكننا علمنا أنه تم قتله تحت التعذيب ولا تزال جثته في ثلاجة المستشفى العسكري بصنعاء، واشترطوا تسليمها لوالده توقيعه على تقرير يفيد بأن موته كان بجلطة رافضين عرضه على طبيب شرعي.

 (ع.ع.م) 30 عاما - محافظة الحديدة :

داهم مجموعة مسلحين يتبعون جماعة الحوثي منزله في الساعة الحادية عشرة صباحاً بتاريــــخ
7/5/2017م، بقيادة المدعو أبو بشار وقاموا باختطافه واقتياده إلى مدرسة الشيخ علي سالم لتحفيظ القرآن والتي اتخذتها جماعة الحوثي سجناً لإحتجاز معارضيها و تعذيبهم وبعد محاولات من والد الضحية في إقناع وساطات محلية من وجهاء القرية في التدخل والتوسط له بزيارة ابنه وكان قد مضى على اختطافه عشرين يوما رفض الحوثيون السماح له برؤية ابنه مدعيين أنه ثبتت عليه قضايا وتهم وفي أحيان أخرى يزعمون أنه تم نقله إلى جهات عليا حسب زعمهم، وكانت قد وصلت بعض الأخبار إلى أهله أن شخصا عذبه الحوثيون حتى توفي وتم دفنه في مقبرة بزبيد ولم يتسن للأسرة معرفة هوية المجني عليه، وبعد عام حاول والده معرفة مصير ابنه المختفي بعد دفع مبالغ مالية تقدر ب400 ألف ريال وأخبروه أن ابنه محتجز في السجن المركزي بصنعاء فسافر إلى صنعاء ولكنه لم يصل إلى نتيجة فعاد إلى الحديدة وفي مايو 2019م، جاء شيخ القرية وأحد المشرفين الحوثيين ومعهم مبلغ 500 الف ريال وبعض المواد الغذائية إلى والد الضحية و أبلغوه أن ابنه توفي فأغمي على والد الضحية من شدة الصدمة و غادروا المنزل وهم يعدون الأسرة أنهم سيحضون جثته في اليوم التالي وعلمت الأسرة من مصادر موثوقة أن الضحية توفي بعد عشرة أيام فقط من اختطافه بسبب تعرضه للتعذيب بالصعق الكهربائي الشديد وعالي الفولتية وبعد فترة استدعى الحوثيون شقيق الضحية وعرضوا عليه جثة غير واضحة المعالم على أنها جثة شقيقه المتوفي فلم يتعرف عليها فرفض استلامها

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد