قتل المختطفين بغارات طيران التحالف الحلقة (7)

2020-06-29 08:48:57 أخبار اليوم/ متابعة خاصة

 

يتعرض المختطفون المدنيون لأساليب قاسية من التعذيب الجسدي والنفسي ، خاصة في فترات الإخفاء القسري التي تمتد لأشهر في معظم أماكن الإحتجاز، وقد توفي مالا يقل عن سبعين مختطفاً تحت التعذيب أو بسببه كما وثقت رابطة أمهات المختطفين عددا من حالات المختطفين الذين أصيبوا بعاهات مزمنة كالشلل وفقدان السمع أو البصر داخل أماكن الإحتجاز.. نستعرض الحلقة السابعة من التقرير السنوي لرابطة أمهات المختطفين والتي تبين تفاصيل ضحايا السجون وأماكن الإحتجاز التي تم قصفها بغارات طيران التحالف

في 1/9/2019 قصفت طائرات التحالف مبنى كلية المجتمع بمحافظة ذمار الذي كانت جماعة الحوثي تحتجز فيه عدد « 182» مختطفا مدنيا وأسيرا وراح ضحية هذه الحادثة « 134» قتيلا من المحتجزين وجرح عدد «45» منهم ، يذكر أن المبنى كان قد تعرض لقصف التحالف في 7/6/2019 وتهدمت أجزاء كبيرة منه ، ومع ذلك اتخذت منه جماعة الحوثي مكاناً لإحتجاز وإخفاء المختطفين والأسرى مخالفة بذلك القواعد العرقية للقانون الدولي الإنساني منها القاعدة (121) : ( يوضع الأشخاص المحرومون من حريتهم في أماكن بعيدة عن منطقة القتال وتؤمن لهم الرعاية والظروف الصحية)
وتنص اتفاقية جنيف الرابعة في المادة (83) أنه : (لا يجوز للدولة الحاجزة أن تقيم المعتقلات في مناطق معرضة بشكل خاص لأخطار الحرب)
وبحسب إفادات الشهود الذين استمع لهم فريق رصد رابطة أمهات المختطفين أفاد الشاهد (ع.م) أنه في تمام الساعة الثانية عشرة وست دقائق من صباح الأحد 1/9/2019 قصفت طائرات التحالف مبنى كلية المجتمع الذي يحتجز فيه الحوثيون مائة واثنان وثمانون مختطفا وأسيرا بسبع غارات تركزت على المبنى الذي يتألف من دورين ويحتجز فيه المختطفين وتم قصفه بثلاث غارات مباشرة مما أدى الى انهيار الدور الثاني وسقوطه على الدور الاول وقتل جميع من كان فيه ويقدر عددهم ب «95» مختطفا ونجاة بعضاً ممن كانوا في أطراف الدور الأول ولم يسلم الناجين مم ملاحقة العناصر الأمنية لجماعة الحوثي لهم بالأغيرة النارية كما حصل مع الشاهد ذاته.
بالرغم من أن المادة (88) من اتفاقية جنيف الرابعة تنص على : ( تنشأ في جميع المعتقلات المعرضة للغارات الجوية وأخطار الحرب الأخرى مخابئ مناسبة وبعدد كاف لتأمين الحماية اللازمة ، وفي حالات الأنذار بالغارات يسمح للمعتقلين اللجوء اليها بأسرع ما يمكن )
إلا أن سجن كلية المجتمع كان يفتقر لأدنى الاحتياطات الأمنية فضلاً عن أن العناصر الأمنية فيه شرعت في إطلاق الأعيرة النارية لمنع الفارين من النجاة بأنفسهم
وقد استمرت عملية رفع الأنقاض لمدة 7 أيام مع ما رافقها من سوء حفظ الجثث في ثلاجات الموتى وبدون وقد أدى ذلك الى تحلل عدد من الجثث وتغير ملامحها فأشكل على أهالي الضحايا التعرف على جثث أبناءهم وذويهم ثم قدمت اللجنة الدولية للصليب الاحمر الدولي حاوية تبريد لحفظ الجثث في الحاوية مدة ثلاثة أشهر حتى تم الدفن الجماعي بتاريخ 3/12/2019 وبإشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر حيث تم حفر سبعة أخاديد في المقبرة المقابلة لمستشفى ذمار العام ودفن «72» جثة كان بعضها أشلاء.
وقد افرجت جماعة الحوثي عن جميع الجرحى الناجين من قثف كلية المجتمع في المبادرة بتاريخ 30/9/2019 بإستثناء المختطف ( ناظم عبده ثابت - محافظة لحج) والذي اتصل بأسرته بعد القصف بأسبوعين ليطمنهم بأنه من الناجين من القصف ولكنه لم يطلق سراحه بعد.
وقد اصدرت رابطة أمهات المختطفين تقريرا خاصا بحادثة قصف سجن كلية المجتمع بعنوان «القبر الكبير» تضمن عددا من شهادات الناجين وأهالي الضحايا، كما عرج التقرير على ضروف الإحتجاز في يجن كلية المجتمع وعلى موقف قوات التحالف من الحادثة وكيفية تعامل جماعة الحوثي مع الضحايا وأهاليهم .

* ومن ضحايا كلية المجتمع:*
> عبد المطلب محمد عبدالله الإدريسي 41 ً عاما ـ محافظة تعز
اختطفه مسلحون تابعون لجماعة الحوثي بمحافظة حجة مديرية الشاهل ـ والتي كان يعمل فيها مساعد طبيب في أحد مراكزها الطبية ـ بتاريــخ 2016/6/31 بينما كان في أحد المساجد ينتظر وقت الإفطار في احد ايام شهر رمضان المبارك وتم اقتياده الى سجن في محافظة حجة ثم نقل الى سجن مجهول وسمح له بالاتصال لأسرته فأخبهم أنه لا يعلم مكان احتجازه وظل مخفيا ً لمدة ثلاثة أشهر ثم نقل الى كلية المجتمع وكان يسمح له فقط بالتواصل هاتفيا مع أسرته لطلب إرسال مبالغ مالية له ولم يكن يسمح لأسر المختطفين بالزيارة في سجن كلية المجتمع.
وكون الضحية مساعد طبيب فقد حاول مساعدة زملائه المختطفين في تشخيص الأمراض التي كانوا يصابون بها وهوأول من كشف عن الإصابة بمرض السل الرئوي بين أوساط المحتجزين في كلية المجتمع ونظرا لرجاحة عقله وسداد رأيه كان الضحية مرجعا لزملائه ومتحدثا باسمهم أمام العناصر الأمنية لجماعة الحوثي.
وتحكي زوجة الضحية: بعد قصف مبنى كلية المجتمع بتاريــخ 2019/9/1 ذهب شقيق زوجي للبحث عنه في مستشفى ذمار العام ووجد صورته معلقة على جدران المستشفى ضمن صور القتلى من الضحايا فاتصل بوالدته وخالته وطلب منهما الحضور للتعرف على الجثة التي كانت قد تغيرت بسبب سوء حفظ الجثث وتم التعرف عليها واستلامها، وتم دفنه في المقبرة المقابلة لمستشفى ذمار.

> محمد علي عبده البسباس 27 ً عاما – محافظة تعز
اختطفه مسلحون يتبعون جماعة الحوثي عند نقطة تفتيش الدحي في تعز، وهو في طريقه لشراءبعض الإحتياجات المعيشية لأسرته بتاريــخ 2015/11/1 تم احتجازه في مدرسة الحياة في حي المطار بتعز، ثم نقل الى بيت علي محسن أحد السجون السرية لجماعة الحوثي بصنعاء وظل لمدة خمسة أشهر مخفياً قسراً ، ثم نُقل الى السجن المركزي بصنعاء ظل فيه أكثر من ثلاث سنوات تعرض طيلة فترة احتجازه لعدد من الإنتهاكات أبرزها احتجازه مع المختلين عقليا في السجن المركزي لعدة أشهر، ثم أخبره المشرفون الحوثيون أنه ضمن صفقة تبادل جماعية وتم نقله إلى مدينة الصالح ولكن اتفاقية التبادل لم تتم فنُقل الضحية إلى سجن كلية المجتمع بذمار وكان اخر اتصال له بأسرته بتاريــخ 2019/8/5 أخبرهم أنه متواجد في سجن كلية المجتمع بذمار وطلب منهم ارسال بعض المال له.
وأفاد شقيقه : عندما بلغنا خبر قصف كلية المجتمع بذمار ذهبت للبحث عنه فلم أجده بين الجرحى ولم أجد صورته بين صور القتلى ولكني وجدت بعض أشلاء أخي وقد تعرفت عليها من خلال رجل واحدة من جثته كان عليها اثار عملية جراحية فقمت بدفن تلك الرجل في مقبرة بذمار.

> أنس ياسين الحمادي 25 عام، سليمان ياسين الحمادي 23 عام
كانا يقيمان في العاصمة صنعاء وقررا السفر إلى سيئون للبحث عن فرص عمل وأثناء مرورهما بنقطة (أبوهاشم ) التابعة لجماعة الحوثي تم توقيفهما واخفاؤهما في سجن رداع ولم يسمحوا لهما مطلقا بالتواصل مع أسرتهما والتي شرعت بالبحث عنهما بعد انقطاع التواصل معهما فقدمت بلاغات لوزارة الداخلية وقامت بنشر صورهما في الصحيفة الرسمية كمفقودين،ثم فوجئت الأسرة باتصال منهما بعد ثلاثة أشهر فأخبرهم أنس أنه تم نقلهما من سجن رداع الذي احتجزا فيه مدة ثلاثة أشهر إلى سجن في مدينة إب و أن الزيارة ممنوعة عليهما ثم تم نقلهما إلى سجن كلية المجتمع بذمار وأيضا لم يسمح للأسرة بزيارتهما، حاول والدهما بشتى الطرق الإفراج عنهما فاستخرج الضمانات من عاقل الحارة ومشايخ ونافذين ولكن محاولاته باءت بالفشل فتوفي قهرا وكمدا بعد عام من اختطاف ولديه.
قالت والدتهما: (في تاريــخ 2019/8/23 تلقينا الإتصال الأخير من أنس وتحدث فيه عن اشتياقه لطعام من صنعي وخصوصا الكعك والعشار -أكلة يمنية- والسمن البلدي، ثم فجعت بخبر قصف كلية المجتمع بعد أسبوع من اتصال أنس الأخير وحاولنا التواصل مع قيادات حوثية في سجن ذمار ومع الصليب الأحمر في صنعاء ولكن دون جدوى حتى نشر الحوثيون أسماءالضحايا في منشور رسمي صادر عن اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى التابعة لرئاسة هيئة الأركان في وزارة الدفاع يفيد بمقتل ”142 ”من المحتجزين ومن ضمنهم أبنائي الإثنين أنس وسليمان الحمادي ).
وعند المطالبة بجثتيهما أفاد المعنيون أنه لا توجد جثث ولا حتى أشلاء لهما وتم دفنهما ضمن الأشلاء والجثث المجهول في الدفن الجماعي مطلع ديسمبر 2019.

> إبراهيم حزام العليمي 36 ً عاما - محافظة تعز
أختطف الضحية في شهر نوفمبر 2018م من نقطة تفتيش (تتبع جماعة الحوثي) بمحافظة ”ذمار“ عندما كان في طريقه إلى محافظة تعز، وتم اقتياده إلى السجن المركزي ”بمحافظة إب“ ثم نقل الى سجن كلية المجتمع بمحافظة ذمار، وكان أخر اتصال له بأسرته قبل قصف السجن بشهر لطلب مبلغ من المال، وذكرت والدة الضحية: (أنه بعد قصف السجن ذهب والده وإخوانه للبحث عنه فوجدوا صورته ضمن صور القتلى ولكنهم لم يتمكنوا من استلام جثته إلا بعد أربعة أيام من مقتله وقد كانت متغيرة المعالم وبدأت بالتحلل بسبب سوء حفظ الجثث).
وتم دفن الضحية في مسقط رأسه في محافظة تعز .

 حسان مهيوب صالح 43 ً عاما - محافظة تعز
كان الضحية يعاني من اضطرابات نفسية وفي 2015/9/14م، وبينما هو يمشي في الشارع أثناء اشتباكات بين طرفي الصراع في تعز أطلق أحد الحوثيين (صاروخ لو) قريبا منه فأصيب بشظايا فجاء مسلحون حوثيون واقتادوه إلى سجن كلية الصالح متهمين إياه أنه يتبع المقاومة أوكما كانوا يطلقون عليهم (الدواعش) وظل الضحية مدة عام ونصف في سجن الصالح ثم نقل الى السجن المركزي بصنعاء كونه يحتوي على مصحة للذين يعانون من اضطرابات عقلية ونفسية وظل لمدة عامين ونصف كان يصل في بعض الأيام إلى فقدان التمييز ثم تمت إعادته إلى سجن الصالح ثم نقل إلى كلية المجتمع واتصل بأسرته قبل القصف بأسبوعين يطلب منهم إرسال مبلغ من المال وذكر ابن الضحية أنهم حين علموا بخبر القصف ذهبوا إلى مستشفى ذمار ووجدوا اسمه ضمن كشف القتلى إلا أنهم بحثوا عنه ضمن الجثث و لم يجدوا له أثرا.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد