ضحايا غارات طيران التحالف لسجن كلية المجتمع في ذمار الحلقة (9)

2020-07-01 08:30:21 أخبار اليوم/ متابعة خاصة

 

استخدمت جهات الإنتهاك المتمثلة بجماعة الحوثي والتشكيلات العسكرية والأمنية بعدن أساليب التعذيب الجسدية القاسية، التي طالما استخدمتها بشكل ممنهج لإنتزاع معلومات، أو لإجبار المختطفين والمعتقلين على قول ما تمليه، واستخدموا الحرمان من الرعاية الطبية وسيلة للتعذيب، وللضغط على الضحايا المختطفين لدى جماعة الحوثي ، وإدارة صفقات لمبادلة المختطفين المدنيين بمقاتلين ينتمون إلى جماعة الحوثي..
في هذه الحلقة من التقرير السنوي لرابطة أمهات المختطفين نستعرض بقية أحداث سجن كلية المجتمع في ذمار وتفاصيل الضحايا الذين قتلوا بسبب ضربات طيران التحالف لهذا السجن، حيث أصدرت رابطة أمهات المختطفين تقريرا حقوقيا حمل عنوان ”القبر الكبير» في نوفمبر 2019م، الذي رصد ووثق جريمة استهداف طيران التحالف لسجن كلية المجتمع بذمار.

نستكمل تفاصيل بقايا الضحايا المختطفين بسجن كلية المجتمع في ذمار الذين تعرضوا لقصف لغارات طيران التحالف ..

 إبراهيم عبد العزيز فرحان خالد 21 عاما - محافظة تعز
أختطف الضحية بتاريــــخ 15/7/2017 من نقطة تفتيش تتبع جماعة الحوثي في شارع الستين الشمالي بتعز بعد أن أجبره المسلحون على النزول من السيارة التي كان يستقلها، واقتادوه إلى سجن مدينة الصالح الذي ظل محتجزا فيه مدة سبعة أشهر، ثم نقلوه إلى سجن في محافظة إب ظل فيه عاما كاملا، ثم نقلوه إلى سجن كلية المجتمع بمحافظة ذمار، وكان أخر تواصل له بأسرته عبر اتصال قبل القصف بأربعة أيام طلب منهم إرسال مبلغ من المال كمصاريف، يقول والد الضحية : (بعد أن علمنا بخبر القصف ذهب ابني للبحث عن أخيه لكنه لم يجد جثته فقالوا له أن إبراهيم كان في الدور الثاني وأن جميع من كانوا هناك قتلوا وتحول معظمهم إلى أشلاء ) وتم دفنه في الدفن الجماعي في ذمار.

 عماد الدين عبد الناصر الوهاشي 19 ً عاما - محافظة البيضاء
اختطفت جماعة الحوثي عماد الدين عندما كان السابعة عشرة من عمره من منزله في محافظة البيضاء بتاريــــخ 1/10/2017 واقتادته إلى السجن المركزي بالبيضاء ـ كما علمت أسرته فيما بعد ـ ولم يسمحوا للضحية بالاتصال لأسرته ثم نقل إلى سجن الأمن السياسي ثم أعيد إلى السجن المركزي ولم تعلم أسرته عن تنقلاته أو تواريــــخ تلك التنقلات بسبب عدم السماح لهم بزيارته أو التواصل معه ثم نقل إلى كلية المجتمع بذمار وسمح له باتصال لوالده أخبره في الاتصال بأن هناك تبادل قريب للأسرى والمعتقلين برعاية الصليب الأحمر.

وبحسب إفادة والد الضحية حيث قال: (عندما سمعت بخبر قصف مبنى كلية المجتمع توجهت إلى ذمار للبحث عن ولدي ولكني لم أعثر على ابني ضمن الناجين ولم أعثر أيضا على جثته فاتصل بي أحد أتباع جماعة الحوثي وطلب مني مبلغا من المال وحاول إيهامي أن ابني عماد في صنعاء يتلقى دورة ثقافية، ولكني في اليوم الخامس تلقيت تأكيدا من زملاء عماد الناجين أنه كان ضمن ضحايا القصف وتعرف أحد زملائه على جثته والتي كانت قد تغيرت بسبب بقائها تحت الأنقاض لأربعة أيام ثم وضعها في ثلاجة الموتى في مستشفى ذمار العام وهي لا تعمل مما أدى إلى تحلل بعض الجثث وانبعاث رائحة الجثث فأخذت جثته ودفنته في مسقط رأسه بالبيضاء ) .

 إبراهيم فؤاد علي عبده قائد 22 عاما - محافظة تعز
اختطف الضحية بتاريــــخ 1/12/2016 من نقطة تفتيش تتبع جماعة الحوثي في منطقة ماوية، واقتادوه إلى سجن مدينة الصالح بمحافظة تعز، ثم نقلوه إلى سجن كلية المجتمع بمحافظة ذمار، ظل فيه ثمانية أشهر، ثم أعادوه إلى سجن مدينة الصالح، ثم نقلوه إلى السجن المركزي بصنعاء ثم أعادوه إلى سجن كلية المجتمع بذمار مرة أخرى، وظل فيه حتى تاريــــخ القصف، ويحكي والده أنه ظل لمدة عامين وهو لا يعلم عن ابنه شيئا من تاريــــخ اختطافه وحتى نقله إلى السجن المركزي بصنعاء وكان أخر اتصال له قبل القصف باثنى عشر يوما طلب منهم مبلغا من المال كمصاريف، وبعد القصف ذهب عمه للبحث عنه ولم يجد جثته بين القتلى ولا بين الجرحى ولا حتى بين صور الضحايا.

 محمد معروف النواب 25 ً عاما - محافظة ذمار
كان محمد يعمل بائعا متجولا لبيع المثلجات ( الآيسكريم ) وذهب للعمل في مأرب بحكم أنها محافظة حارة وسيجد الآيسكريم رواجا هناك وعندما أراد العودة إلى صنعاء كون أسرته تقيم فيها تم احتجازه في نقطة أبو هاشم في رداع بتاريــــخ 5/1/2018 وظل محتجزا في سجن رداع مدة شهرين ثم نقل إلى السجن المركزي بذمار واستطاع والده زيارته مرتين واتصل لوالدته وهو يشكو لها نقص الغذاء الحاد في السجن وتقول والدته: (بعد مضي شهر على نقله إلى السجن المركزي بذمار اتصل أحد العناصر الأمنية في السجن المركزي بنا وطلب منا إرسال مبلغ ”53000“ مقابل الإفراج عنه وبالفعل أرسلنا له المبلغ المطلوب رغم ظروفنا المعيشية القاسية ولكننا فوجئنا بنقله إلى سجن كلية المجتمع بدلا عن الإفراج عنه وكانت الزيارات ممنوعة والسماح بالاتصال نادر جدا ) .

أصيب الضحية بالسل الرئوي نتيجة العدوى التي انتشرت في السجن وساءت حالته واتصل لأسرته قبل القصف بأسبوعين وحدث والدته عن معاناته من المرض وعن هزال جسمه بفعل نقص التغذية، وبعد القصف ذهب والده للبحث عنه فوجد صورة ابنه ضمن صور القتلى المعلقة وبعد شهرين استلم جثة ولده وقام بدفنها.

 أديب علي محمد أحمد الفتيح 36 عاما - محافظة تعز

اختطف الضحية في 14/2/2015 من نقطة تفتيش تتبع جماعة الحوثي في الحوبان واقتادوه إلى سجن مدينة الصالح وأخفي فيه مدة ستة أشهر ثم نقل إلى سجن كلية المجتمع بذمار وظل فيه لمدة عام ثم نقلوه إلى سجن الأمن القومي ظل فيه ثلاثة أشهر وبعد ذلك أعادوه إلى سجن الصالح بتعز لمدة ثلاثة أيام وقبل القصف باثني عشر يوما أعادوه إلى سجن كلية المجتمع، وبعد القصف ظهرت صورة الجثة في قناة المسيرة التابعة للحوثيين، وعند البحث عن الجثة لم تجدها أسرته.

كما رصدت الرابطة ووثقت شهادات بعض الناجين من الحادثة:
يقول (ع. م) 26 ً عاما - محافظة ذمار
وهو أحد ي الناجين من قصف كلية المجتمع : ( في الساعة الثانية عشرة منتصف الليل وبعد أن أطفئت الأنوار وكان كل واحد منا على فراشه إذ بطيران التحالف يضرب على سجن الكلية بثلاثة صواريــــخ في وقت واحد حتى سقط المبنى الأعلى على الأسفل وكان في الدور الأول ”95“ من المختطفين والأسرى ويعتقد أنهم قتلوا جميعا وكنت أنا في الدور الأول ف الأطراف قريبا من الشبابيك التي فتحت بفعل الضغط فخرجت وهربت من المبنى وكان معي بعض الزملاء الهاربين ولاحقتنا غارات الطيران فيما كان يبدو أنه تعمد واضح في استهداف الناجين وقتل بعض الهاربين في تلك الغارات وظللت أجري هاربا ومعي اثنان من المختطفين ولكنهم قبض عليهم قبل أن ندخل من بوابة المحافظة وشرع أحد المسلحين في ملاحقتي وهو يطلق النار ونجوت بأعجوبة منه بالجري المتعرج والشقلبة حتى وصلت إلى شوارع المدينة فاختفيت عن الأنظار حتى داويت جراحي الناتجة عن شظايا الرصاص المتفجر ولكني ظللت خائفا لا أستطيع النوم من شدة الصدمة ومن قلق الإعادة إلى السجن حالة عرف عني الحوثيبن شيئا حتى قرأت اسمي في قائمة القتلى التي أصدرتها الجماعة واستطعت بعدها الوصول إلى مناطق تحت سيطرة الحكومة الشرعية .

(ع.أ.أ) 25 ً عاما - محافظة إب
تم اختطافه في يوم الخميس الموافق 29/2/2016 وهو في طريقه من مدينة تعز متجها نحو مدينة القاعدة من نقطة تفتيش مفرق شرعب وتم اقتياده إلى ادارة أمن التعزية وظل هناك يومين ثم احتجازه في سجن مدينة الصالح لمدة أربعين يوما ً ثم نقلوه الى سجن كلية المجتمع بذمار ومكث فيه قرابة عامين وهناك ظل الى يوم قصف السجن من قبل طيران التحالف وتحدث عن نفسه: كنت منتظرا للموت شعور لا يمكن وصفه وكأني في حلم وشعرت اني لن أخرج وأنا على قيد الحياة، شعور مؤلم وأنا أرى الناس يموتون من حولي لا أريد ان أتذكر ذلك لأني أتعب وأمرض أريد أن أنسى .

كان (ع.أ.أ) ضمن الجرحى الذين تم اسعافهم للمستشفى حيث أفاد أنه ظل بين الانقاض قرابة ثلاث ساعات حيث جرحت ساقه وتورمت.

وفي المستشفى ظل يومين ونصف للعلاج الذي وبحسب افادته كان شكليا ً أكثر منه واقعيا حيث كان يتم التظاهر بالإهتمام بعلاجهم إذا كانت هناك كاميرات او منظمات تطلع على أوضاعهم وإذا ما ذهبت الكاميرات والتصوير والمنظمات أهملوهم.

تعرضوا للتعنيف عند انتشالهم وقت الحادث حيث كانوايقولون لهم من الذي ضرب عليك؟!! من الذي قتلكم؟!! وكذلك في المستشفى حيث كان يقول لهم المشرفون الحوثيون ذلك.
ويقول الضحية: بعد يومين في المستشفى نقلوني الى سجن الغربية بذمار وظلت هناك مدة اسبوعين وتلقيت هناك بعض الرعاية الصحية.

وبعدها تم نقلي الى السجن المركزي بصنعاء حيث ظللت هناك مدة أسبوعين الى أن جاء قرار العفو العام وتم الإفراج عني بتاريــــخ 30/9/2019
رد إعادة توجيه

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد