الاعتداء على الحق في الحرية الحلقة (10)

2020-07-02 08:44:14 أخبار اليوم/ متابعة خاصة

 

منذ بداية الحرب انتهجت أطراف النزاع كبت الحريات واختطاف واعتقال المدنين ، بالرغم أن التشريع اليمني يحظر الإعتقالات التعسفية بأي شكل، واعتبرها جريمة جسيمة لا تسقط بالتقادم، ويعاقب عليها كل من يمارسها أو يأمر بها أو يشارك فيها، حيث تتعامل جماعة الحوثي ضد المدنين المختطفين تعاملاً بشع وخارج عن القوانين والتشريعات وتستخدم معهم التعذيب وتمتهن كرامتهم الإنسانية.. نستعرض هنا الحلقة العاشرة من التقرير السنوي لرابطة أمهات المختطفين والتي تبين سوء تعامل الخاطفين مع المدنيين المختطفين والمعتقلين ومخالفة القوانين التي تكفل الحريات لهولاء المعتقلين

الإختطاف والإعتقال
• فيما نص الدستور اليمني في المادة (48/أ) : تكفل الدولة للمواطنين حريتهم الشخصية وتحافظ على كرامتهم وأمنهم ويحدد القانون الحالات التي تُقيد فيها حرية المواطن ولا يجوز تقييد حرية أحد إلا بحكم من محكمة مختصة. ويحظر الدستور الاعتقالات والتفتيش والاحتجاز بخلاف من يتم القبض عليهم من الاشخاص متلبسين أو بناء على أمر قضائي ، أو أمر من النيابة العامة.
• ونصت المادة (11) من قانون الاجراءات الجزائية: الحرية الشخصية مكفولة ولا يجوز اتهام مواطن بارتكاب جريمة ولا تُقيد حريته إلا بأمر من السلطات المختصة.
• وذكرت المادة (3) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان: لكل فرد الحق في الحياة والحرية وسلامة شخصه.
وفي العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، المادة (1/9) : لكل فرد حق في الحرية والامان على شخصه، ولا يجوز توقيف أحد أو اعتقاله، ولا يجوز حرمان أحد من حريته إلا لأسباب ينص عليها القانون، وطبقا للإجراء المقرر فيه.
• وينص قانون العقوبات ن اليمني أيضا ، على: فرض عقوبة السجن لفترة تصل لخمسة أعوام بحق المسؤولين الذين يحرمون الاشخاص من حرياتهم بالخطأ.
• لا تزال عجلة الإختطافات مستمرة من قبل جماعة الحوثي وكذلك التشكيلات العسكرية والامنية في المحافظات الجنوبية، والاجهزة الامنية التابعة للحكومة الشرعية في المحافظات التي تقع تحت سيطرتها.
حيث رصدت ووثقت رابطة امهات المختطفين تلك الاختطافات والاعتقالات للعام 2019 كما في الجدول

شهادات ووقائع
(م.ع.أ)21 عاماً - محافظة إب
تم اختطافه في 2019/2/11 من أحد فنادق مدينة إب أثناء إقامة حفل زفاف لأخته في الفندق فجاء أحدهم وافتعل مشكلة معه بادعائه أن الضحية مدين له بمبلغ من المال وأثناء المشادة تدخل أحد مشرفي جماعة الحوثي مع مرافقيه وقام بضرب الضحية واستدعى عددا من المسلحين على متن ثلاث مركبات عسكرية قامت بتطويق الفندق واقتياد الضحية إلى سجن الأمن السياسي بمحافظة إب ولا يزال محتجزا فيه.

(ح. س. م )طالب أول ثانوي مواليد 1999م
كان الضحية يسكن بمنطقة الحيمة مديرية التعزية بمحافظة تعز، وفي شهر نوفمبر قامت جماعة الحوثي بمداهمة عدة منازل، وفي يوم 2019/11/21 جاء طقم حوثي عليه خمسة أشخاص مسلحين وبالقرب من منزل الضحية وهو على دراجته النارية، قاموا بإنزاله من على دراجته النارية، وأخذوه بعد سحب هاتفه المحمول منه.
بحث شقيقه عنه في سجن الصالح بمنطقة الحوبان بتعز، وحاول معرفة سبب اختطافه، فأخبره الحوثيون بأنهم وجدوا في هاتفه مقاطع فيديوهات للمقاومة.
فقامت عائلته بالبحث عنه في سجون صنعاء وذمار، وأخبرهم قيادي حوثي أنه سيعلمهم بمكانه مقابل 200 ألف ريال، وعند اعطاءه للمبلغ قال لهم: لا تتعبوا أنفسكم بالبحث عنه هو في سجن الصالح.

(ف.ع.ن) 24 ً عاما – محافظة حجة
اختطفته جماعة الحوثي بتاريــخ 2019/3/10 وهو نازح بسبب الإشتباكات الأمنية في محافظة حجة في تلك الفترة.
قدمت أطقم عسكرية وقامت باختطافه بعد محاصرة المنزل الذي كان فيه، وتم اخفاؤه لمدة ثلاثة أشهر في محافظة حجة، نُقل بعدها إلى أمانة العاصمة صنعاء وذهبت الأسرة للبحث في سجون أمانة العاصمة ولكنها لم تجد جواباً وكل من كان يقابل الأسرة من مشرفي السجون التي ذهبت إليها الأسرة ينكرون وجوده لديهم.
وبعد مرور سبعة أشهر من اخفائه سمحوا لأسرته بزيارته وكان ذلك في سجن سري في شملان شمال أمانة العاصمة، ولم تتجاوز مدة الزيارة عشر دقائق .
وبعد شهرين تقريبا سمحوا بزيارة أخرى لاسرته حيث أحضروه إلى سجن الامن السياسي بصنعاء ولم تتجاوز الزيارة مدة العشر دقائق ايضا، ومن حينها لم يسمح للأسرة بزيارة أخرى، وكل ما سمح به هو اتصال الضحية لأسرته عبر الهاتف لطلب بعض النقود ومستلزمات للمختطف يستلمها أحد العناصر الأمنية في مكان عام لأخذها من الأسرة .

(ج. ع. ح) مدرس 60 ً عاما - محافظة تعز
خرج الضحية من منزله في منطقة هجدة بمديرية مقبنة محافظة تعز بتاريــخ 2019/2/14 الساعة 11 ليلا لشراء دواء لوالدته، فاعترضه طقم حوثي عليه أربعة مسلحين واختطفوه وتم إخفاؤه لشهرين، بحثت عنه عائلته وكانت تذهب الى سجن الصالح باستمرار للبحث عنه، لكن مشرفي السجن ينكرون انه في السجن، وعند خروج أحد المختطفين أخبر عائلته بتواجده داخل سجن الصالح، لكن مشرفي الحوثي لا زالوا منكرين تواجده داخل السجن.

(ع.د.ب) 46 ً عاما - محافظة إب
كان الضحية يعمل معلما بإحدى مدارس مديرية ب السبرة بمحافظة إب وفي يوم السبت 2019/3/16 جاء عدد كبير من مسلحي جماعة الحوثي على متن مركبات عسكرية وقاموا بتطويق المدرسة واقتحموا الفصل الدراسي الذي كان فيه الضحية واقتادوه أمام الطلاب الذين أصيبوا بالفزع لرؤية المسلحين يقتادون معلمهم، وأخفى الضحية قسرا ولم تعلم أسرته بمكان احتجازه إلا بعد ثلاثة أشهر من اختطافه حيث تم إخبارهم أنه محتجز في الامن السياسي بمحافظة إب.

(ح.ح.س) 18 ً عاما - محافظة مأرب
تحكي والدة الضحية: اعتقل ابني في 2019/5/3 من أمام مقر القوات الخاصة حيث كان ابني أمام بقالة بجوار منزل مدير التحريات يتناول بسكويت وعصير، فطلب مدير التحريات من ابني اسمه فرفض في البداية ثم أعطاه اسماً مستعارا، وحدثت بينهما مشادة كلامية، فذهب بإبني الى الأمن الخاص، وسلمه إليهم وبقي مخفياً لمدة أسبوع في الامن الخاص، ثم تم نقله إلى الأمن السياسي وتم إخفاؤه لمدة شهر ونصف، ووجهت إليه تهمة أنه مخرب ثم عادوا ليقولوا إنه مشتبه به فقط ، وبعدها سمحوا له بالاتصال بنا في تاريــخ 2019/8/4 وبقي محتجزا لديهم عشرة أشهر.
وفي 2019/12/18 سافرت بنفسي من صنعاء إلى مأرب، لزيارته وبقيت فيها شهرين لمتابعة إطلاق سراحه، واستطعت الحصول على فرصة للقاء رئيس النيابة مع عدد من المنظمات الحقوقية، قدمت فيها مذكرة لزيارة ابني ، وشكوى عن اعتقاله، وتواصلت مع عدد من الشخصيات والوسطاء، وفي 2020/2/19 ذهبت لإستلام ابني وكانت فرحتي لا توصف وكأني ولدت من جديد.

المختطف (س.ح.ل) 24 ً عاما - محافظة الحديدة
تحكي والدته فتقول: في 2019/1/20 وابني في محل للحلاقة قريب من بيتنا، جاءت سيارة تاكسي ونزل منها ثلاثة مسلحين وأخذوا ابني بالقوة، علمنا بعد ذلك من بعض الوسطاء بعد عشين يوم من الإختطاف والاخفاء أنهم يتبعون جماعة الحوثي وأنه محتجزا في سجن الأمن السياسي بالحديدة ، وفي يونيو من العام 2019 نقله الحوثيون إلى سجن حنيش، وقد عرف عن سجن حنيش أنه تمنع فيه الزيارات والاتصالات أو إدخال الطعام أو الأموال.
لكنه وبعد أربعة أشهر في أكتوبر 2019 سمح لنا بالزيارة مرة واحدة في الشهر، وادخال بعض الطعام، لم تكن الزيارة في مبنى السجن بل أتوا به لأجل الزيارة إلى غرفة في مبنى سجن البحث الجنائي عندما زرته لأول مرة كان شاحبا ونحيلاً ، فما يقدم لهم من طعام لا يكفيهم أبدا يشكون من نقص الغذاء داخل سجن حنيش.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد