الاختطافات الجماعية الحلقة (11)

2020-07-04 09:58:13 أخبار اليوم/ متابعة خاصة

 

عملت رابطة أمهات المختطفين منذ تأسيسها مع المنظمات الدولية والمحلية المعنية بحقوق الإنسان وغيرها لتحسين ظروف الإحتجاز ، وإطلاق سراح المختطفين والمعتقلين ، حيث تعرض المختطفون المدنيون لأساليب قاسية من التعذيب الجسدي والنفسي وخاصة في فترات الإخفاء القسري التي تمتد لأشهر في معظم أماكن الإحتجاز، وقد توفي مالا يقل عن سبعين مختطفاً تحت التعذيب أو بسببه ، كما وثقت الرابطة عددا من حالات المختطفين الذين أصيبوا بعاهات مزمنة كالشلل وفقدان السمع أو البصر داخل أماكن الاحتجاز ..

في هذه الحلقة من التقرير السنوي لرابطة أمهات المختطفين ، نستعرض تفاصيل الإختطافات الجماعية التي قامت بها جماعة الحوثي في المناطق التي تحت سيطرتها حيث كانت هذه الاختطافات الجماعية وسيلة لإخافة المواطنين ، وبث الرعب في قلوبــهم، ونورد هنا شهادات وقع أصحابها ضحايا لحملات وكذلك نستعرض الإختطافات التي طالت المدنيين أثناء التنقل بين المحافظات عبر نقاط التفتيش التي تتبع جماعة الحوثي.

رصدت رابطة أمهات المختطفين (14) حملة اختطاف جماعية قامت بها جماعة الحوثي في مناطق سيطرتها وقد وصل عدد من تم احتجازهم في حملات الاختطاف الجماعي إلى أكثر من ”223“ مختطفا وتأكدت رابطة أمهات المختطفين من إطلاق سراح ما يقارب ”144“ منهم، وكانت التهم الموجهة إليهم هي إقامة عزاء لمتوفين في مناطق تابعة للحكومة الشرعية والتنقل بين المحافظات أو رفضهم دفع جبايات مالية كبيرة أو استلام رواتبهم من محافظات الشرعية أو رفض التجنيد ويعد ذلك مخالفا ً للقانون اليمني والقوانين الدولية.

لقد كانت هذه الاختطافات الجماعية وسيلة لإخافة المواطنين ، وبث الرعب في قلوبــهم، ونورد هنا شهادات وقع أصحابها ضحايا لحملات اختطافات جماعية:

(م.ع.هـ) محافظة ذمار
اختطفت جماعة الحوثي (م.ع.هـ) في العام 2017 وتعرض للإخفاء القسري لمدة عام كامل ولم تعلم أسرته بمكان احتجازه إلا بعد مُضي قرابة العام حيث كان محتجزا في سجن كلية المجتمع، ولم يُسمح لأسرته بزيارته مطلقا بل تعرضت الأسرة للإبتزاز المالي بمبلغ 900 الف ريال من قبل مشرفين حوثيين مقابل وعود بالكشف عن مكانه، ثم تم اطلاق سراحه في صفقة تبادل أسرى وبموجب تلك الصفقة تم انتقاله إلى محافظة مأرب ولكن الضحية خرج وحالته الصحية متدهورة للغاية بسبب ما تعرض له فترة اختطافه فنقل إلى سيئون وأجريت له عملية دعامة للقلب وبعد سبعة اشهر من اجراء العملية أصيب بجلطة وتوفي على اثرها في مدينة مأرب ودفن فيها وأقيم له العزاء بتاريــــخ 19/10/2019 في محافظة ذمار حيث تقيم اسرته وكان العزاء في صالة الجملي وفي الساعة الثانية والنصف ظهرا ً جاءت عدة اطقم واقتادت جميع من حضر لتقديم واجب العزاء للأسرة بالاضافة لأهل الميت وذويه وكان عددهم قرابة ”110“ أشخاص واحتجزتهم في قسم شرطة الوحدة بذمار ومن ثم بدأ التحقيق معهم حتى الساعة الثانية عشر منتصف الليل وتم إطلاق سراح جميع من لا تربطهم صلة قرابة للميت واستبقاء خمسة من أقاربه من ضمنهم ابنه وبرر الخاطفين ذلك لتكون أسرة الميت عبرة لمن يفتح عزاء لأي مرتزق (يقصدون بذلك من هم في مناطق الشرعية) وتم إجبار ابنه على دفع مبلغ 200 الف ريال كغرامة على فتحه عزاء لوالده المتوفي في محافظة مأرب.

وفي حالة مشابهة في أمانة العاصمة قامت جماعة الحوثي باحتجاز أكثر من ”20“ شخصا جاؤوا لتقديم العزاء في وفاة (ح.م) المنضم للجيش الوطني في محافظة مأرب.

الإختطاف أثناء التنقل بين المحافظات
تنص المادة (57) من الدستور اليمني على أن:
• حرية التنقل من مكان إلى آخر في الأراضي اليمنية مكفولة لكل مواطن، ولا يجوز تقييدها الا في الحالات التي يبينها القانون لمقتضيات أمن وسلامة المواطنين وحرية الدخول إلى الجمهورية اليمنية والخروج منها ينظمها القانون، ولا يجوز إبعاد أي مواطن عن الاراضي اليمنية أو منعه من العودة إليها.

• وينص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أنه: لكل فرد الحق في حرية التنقل، و في اختيار محل إقامته داخل حدود كل دولة، وينص العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية على أن: لكل فرد يوجد على نحو قانوني داخل إقليم دولة ما حق حرية التنقل فيه وحرية اختيار مكان إقامته.

• تنتشر نقاط التفتيش على مداخل المحافظات اليمنية ويتوسع تنصيب تلك النقاط حتى يشمل المديريات والأرياف والشوارع الرئيسية والفرعية داخل المدن، ولا يقتصر دور تلك النقاط على مجرد تأمين الوضع داخل البلاد، بل أنها استُخدمت لإختطاف المواطنين أثناء تنقالتهم ، ومن أبرز هذه النقاط التي استخدمت في احتجاز المعارضين وتغييبهم ”نقطة أبو هاشم» في رداع بمحافظة البيضاء، ونقطة الحوبان في محافظة تعز، ونقطة سنبان في محافظة ذمار وتتبع هذه النقاط جماعة الحوثي ، ونقطة الفلج في مدخل مدينة مأرب وتتبع الحكومة الشرعية، والنقاط الممتدة في مداخل مدينتي عدن ولحج وتتبع التشكيلات الأمنية والعسكرية، وبالرغم من أن القانون اليمني قد نص على حرية التنقل وجعلها ضمن الحريات الشخصية المكفولة لكل فرد إلا أن جهات الإنتهاك على اختلافها مارست الإختطاف والتوقيف لفترات تتراوح بين الساعات والأعوام ، ولم تستثني من ذلك الأطفال والنساء.

(س.ع.ف) - محافظة حجة مديرية حجور
تقول : في 23/4/2019 كنت مسافرة مع زوجي إلى محافظة مأرب، وفي نقطة ذمار التابعة لجماعة الحوثي، تم توقيفنا واقتيادنا إلى سجن ذمار، واحتجزوني أنا وزوجي ليلتين، وكنت حينها حامل في الشهر الثامن، ولم يراعوا وضعي الصحي، وكانوا طوال الليل يركلون باب الغرفة التي احتجزونا داخلها بقوة لتخويفنا، فلم نستطع النوم، وهددوا زوجي انهم سوف يقومون بعزلي عنه في سجن انفرادي، وأنهم سوف يحققون معي!
طلب زوجي منهم أن يتصل لأخي ليأتي فيعيدني إلى صنعاء لأن وضعي الصحي لا يحتمل ظروف هذا الإحتجاز لكنهم قاموا بالسخرية والإستهزاء بي.

وبعد يومين ونحن في السجن أخذوا رقم اخي واتصلوا به، وجاء اخي وأخرجني من السجن وعاد بي الى صنعاء وقد أخذوا مني كل ما أملك في حقيبتي والتي كان بداخلها مبلغ 200 ألف ريال، و15 جرام ذهب، وذاكرتين فيها صوري الشخصية، ومنعوا أخي من زيارة زوجي !
وصلت إلى صنعاء وأنا في حالة إغماء من سوء تعاملهم إضافة إلى حزني على زوجي ، وجلست بالمستشفى شهرا كاملا تحت المراقبة الطبية بسبب تدهور صحتي ، وأنجبت ابنتي وكانت كذلك مريضة بسبب ما تعرضت له أثناء شهر حملي الأخير ولم أستطع إرضاعها بسبب حالتي النفسية.


(غ. ع. ق) 22 ً عاما - محافظة إب
كان الضحية يعمل في محافظة مأرب وقد كان في طريقه إلى محافظة إب لقضاء الأجازة بين أهله وتم اختطافه بتاريــــخ 4/3/2019 في نقطة تفتيش تابعة لجماعة الحوثي في نقيل الخشبة ما بين الضالع وإب وأخفي قسرا لمدة أربعة أشهر ثم علمت أسرته بأنه محتجزاً في سجن الأمن السياسي في إب ولا يزال فيه .

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد