الإخفاء لدى التشكيلات الأمنية والعسكرية بعدن الحلقة (14)

2020-07-07 09:19:41 أخبار اليوم/ متابعة خاصة


الحرب في اليمن لها تأثيرات ونتائج سلبية كثيرة تضررت منها فئات المجتمع كلها، فقد طالت الإختطافات والإعتقالات كافة شرائح المجتمع، من صحفيين وأكادميين وطلاب وعمال ، معارضين سياسين وناشطين في مجال العمل الإنساني سواءً من الرجال أو النساء، ولم تقتصر هذه الإنتهاكات على الأفراد فقط بل إن جهات الإنتهاك المتمثلة بجماعة الحوثي والتشكيلات العسكرية والأمنية بعدن قد أقدمت على الإختطاف الجماعي للمدنين ، واستمرت هذه الإنتهاكات رغم توقيع الأطراف اليمنية على اتفاق السويد الذي رعته الأمم المتحدة والذي يقضي بإطلاق شامل لجميع المحتجزين لدى جميع الأطراف
نستعرض هنا الحلقة الرابعة عشر من التقرير السنوي لرابطة أمهات المختطفين والتي تبين تفاصيل الاختطافات والإخفاء القسري لدى التشكيلات الأمنية والعسكرية في عدن والتي طالت المدنيين وغيرهم
رصدت الرابطة ”5“ حالات تعرضت للإخفاء القسري من قبل التشكيلات الأمنية والعسكرية خلال العام 2019 فيما لا يزال ”38“ مخفيا في أماكن احتجاز تابعة للتشكيلات الأمنية والعسكرية منهم ”24“ مخفيا ً منذ العام 2016.
• قامت التشكيلات الأمنية والعسكرية باعتقال عدد من المواطنين المدنيين وإخفائهم في معتقلات سرية.
• لم تتمكن عائلات الضحايا من التواصل مع المخفيين أو حتى الإطمئنان على أنهم لا يزالون على قيد الحياة.
• احتجز هؤلاء المخفيون دون تهمة رسمية أو إجراءات قانونية.
• تعرضالمخفيون (بحسب شهادةأحد المفرج عنهم ) لأساليب قاسية من التعذيب الجسدي والنفسي والعنف الجنسي كما يوضعون في الحبس الإفرادي لفترات طويلة.
• يرفض القائمون على التشكيلات الأمنية والعسكرية التعامل مع مذكرات الإفراج من النائب العام.
• لا يسمح للمنظمات أو الهيئات الحقوقية زيارة أماكن الإحتجاز والإطلاع على أوضاع المخفيين .
• أبرز أماكن الإحتجاز التي قامت التشكيلات الأمنية والعسكرية بإخفاء المعتقلين فيها ( قاعة وضاح ومقر إقامة مدير الأمن وسجن التحالف) .

محمد سعيد عمر مقدح القميشي (17 ً عاما)
صالح سعيد عمر مقدح القميشي (24 ً عاما)
جاء ثلاثة جنود ومعهم ضابط إلى منزلهم بمدينة عدن لإعتقال محمد بطلب من مدير الأمن في عدن شلال علي شائع بتاريــــخ 2/4/2016 فذهب معهم والد محمد مصطحباً ابنه إلى قسم شرطة الشعب ليسلمه لإدارة الأمن بنفسه، فأخبروه بأن ابنه مطلوب للتحقيق، وافق على بقاء إبنه لدى إدارة الأمن بعد اعطائه استلاماً رسمياً بالضحية الذي ظل في إدارة الأمن ليومين فقط ثم تم إخفاؤه لمدة شهر وعشرة أيام لتكتشف أسرته أنه محتجزاً في معسكر طارق بعدن .
في 24/7/2016 في الساعة الخامسة إلا ربــع جاءت سيارتان ”هايلوكس غمارتين» والأخرى ”بايس أمريكية الصنع“ وأطلقوا النار أمام مطعم كريسبي بالمنصورة والذي كان يعمل فيه صالح ( الشقيق الأكبر للضحية) وقاموا باعتقاله، ثم ذهب المسلحون إلى البيت وقاموا بكسر باب البيت ودخلوا باحثين عن الأخ الأصغر ولكنهم لم يجدوه.

تم اقتياد صالح إلى حوش ( اللواء شلال ) مدير أمن عدن وجاءوا بشقيقه محمد وظل الشقيقان مدة عشرين يوما في مقر إقامة مدير الأمن والذي كان يستخدم لإخفاء المعتقلين وتعذيبهم ثم تم نقلهما إلى سجن التحالف.

وبعد وساطات قبلية لمشائخ شبوة التي تنتمي لها أسرة الشقيقين تم اعادتهما إلى سجن المنصورة والسماح لعائلتهما بالزيارة في 24/8/2016 وظهرت عليهما آثار التعذيب وخصوصا صالح الذي كان واضحا عليه التعذيب والجروح في وجهه، ولم يمر عليهما سوى أسبوعين في سجن المنصورة حتى أعيد إخفاؤهما بتاريــــخ 10/9/2016 في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل.

تحكي والدته ( ذهب والدهما ومعه وكيل محافظة شبوة وأربعة من المشايخ إلى مدير أمن عدن السابق شلال علي شائع، قال لهم شلال بأن التحالف طلبهم منه وهو قام بأخذهم إلى التحالف للتحقيق معهم ولن يستغرق ذلك سوى أسبوع أو اثنان بالكثير، ثم قال بأنه في حال ثبتت براءتهما سيطلقون سراحهما ومن ثبتت إدانته سيحول إلى النيابة العامة لتكملة إجراءات المحاكمة، ثم لم يقل شيئا بعد ذلك ) .

قدمت الأسرة العديد من الأوراق للصليب الأحمر وإدارة الأمن والنيابة العامة ووزير العدل ووزير الداخلية ورئيس الجمهورية كذلك ولكن دون جدوى إلى الآن .

>>مشتاق جلال محسن 20 ً عاما ـ عدن
خرج الضحية مع اثنين من رفاقه عرص يوم الأربعاء 28/8/2019 الى مديرية ( خور مكسر ) بعدن والتي كانت تشهد يومها اشتباكات بين عناصر المجلس الإنتقالي والحكومة الشرعية فأصيب الضحية بحسب شهادة أصدقائه بشظايا جراء إطلاق النار على مقربة منهم فهرب اصدقاؤه بسبب خوفهم من الإصابة بإطلاق النار العشوائي تاركين الضحية ملقي على الأرض.
وبعد أن هدأت الإشتباكات قامت أسرته بالسؤال عنه في سجون مدينة عدن ولكن جميع القائمين على السجون كانوا ينفون وجوده لديهم ولا تزال الأسرة حتى الآن تبحث عنه ولم تحصل على أي معلومات مؤكدة عنه.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد