بعد دخول الطيران المسير في خط المواجهة..

هل أصبح الجيش الوطني لقمة سائغة أمام معادلة اختراقه واستنزافه؟

2020-09-09 11:10:55 أخبار اليوم/ متابعة خاصة



سطلت مصادر إعلامية يمنية الضوء، على المحاولات المستميتة للنيل من قوات الجيش الوطني التي تخوض معارك دامية في أكثر من جبهة في شمال وجنوب وشرق الجغرافيا اليمنية، في الوقت الذي يتكثر فيه أعداء الجيش الوطني وتحوطه الخيانات والتواطؤ.


جاء ذلك في نقاش لبرنامج «المساء اليمني» على قناة «بلقيس» الفضائية، تطرق فيه إلى المرحلة الخطيرة التي تعيشها قوات الجيش الوطني، وكيف بات هدفا لحسابات أطراف كثيرة، خاصة بعد دخول الطيران المسير في خط المواجهة، وتعرض قوات الجيش في شقرة التابعة لمحافظة أبين من قصف جوي بطيران مسير سقط فيه أكثر من عشرة جنود ما بين قتيل وجريح.

وناقش البرنامج الذي عرض يوم الأحد الماضي، واطلعت عليه صحيفة «أخبار اليوم» أبعاد قصف الطيران الإماراتي المسير على الجيش في أبين.

وبحسب تقرير «المساء اليمني»، فأن دخول الطيران المسير خط المواجهات يفتح تأويلات كثيرة حول من يقف خلف الهجوم، خصوصا وأن الجيش أصبح خصما لأطراف عدة، ما بين المواجهات مع مليشيات الانتقالي المدعومة إماراتيا، وحرب مليشيا الحوثي التي تتمركز بالقرب، فضلا عن خذلان الشرعية وتواطؤ السعودية.

صمت الشرعية
ولفت إلى أن في القصف الأخير الذي تعرضت له قوات الجيش، تذهب أصابع الاتهام نحو الإمارات التي قدمت سلاح الطيران المسير للانتقالي ليدخل خط المواجهة ضد الجيش الوطني والشرعية، بحسب مصدر عسكري.

وأضاف: «رغم كل ذلك، يبدو صمت الشرعية إزاء استهداف جيشها الوطني أكثر مرارة، إذ يذهب كثيرون إلى أن خذلان الشرعية كان قد بدأ منذ أول استهداف للجيش الوطني تحت مبرر أخطاء التحالف، مرورا بقصف الإمارات مئات الجنود على أبواب عدن أواخر أغسطس 2019».

وعن الوضع في محافظة أبين، قال المحلل السياسي شفيع العبد، إن جبهة أبين تتعرض للكثير من عمليات الاستفزاز من قبل مليشيات المجلس الانتقالي، وتفتقر إلى الكثير من الدعم الذي يمكنها من حسم المعركة.

وأضاف العبد، خلال حديثه لبرنامج «المساء اليمني» على قناة «بلقيس» مساء أمس، أن المجلس الانتقالي يحظى بالكثير من الدعم ويتلقى التمويل والسلاح الحديث والنوعي.

وأشار إلى أن الوضع في أبين هو تعبير عن حالة جمود من طرف الشرعية، ذاهبا بالقول إلى أن الشرعية لم يعد لها أي نية لحسم المعركة من خلال ما تبديه من تمسك باتفاق الرياض.

علاقة الإمارات والحوثي
وحول ما إذا كانت الهجمات على محافظة أبين لها علاقة بما يجري في مأرب وهجوم الحوثي عليها، أوضح العبد أنه كلما تعرض الحوثي لضغط في الجبهات من قبل الجيش الوطني، تحاول الإمارات عبر وكلائها فتح جبهات أخرى للشرعية لتخفيف الضغط على الحوثي.

وتابع «هناك حالة من التكامل ما بين مشروع الحوثي والانتقالي، كون الحوثي يتلقى تمويله من إيران، فيما الانتقالي ممول من الإمارات، وكما هو واضح فإن العلاقة بين طهران وأبوظبي ليست بالسيئة»، حد قوله.

وأردف «تخفيف الضغط على الحوثي من قبل الإمارات من خلال فتح جبهات لمواجهة الشرعية لم يعد يخفى على أحد، وبالتالي هذا يعطي انطباعا لا يقبل الشك أن هناك حالة من التنسيق تنتج من الداعم الرئيسي لهذه المليشيات «.

إنقاذ الانتقالي
بدوره، الناشط الحقوقي والسياسي عادل الحسني قال إن المواجهات في محافظة أبين لم تتوقف، بل تصاعدت خلال الفترة الأخيرة، خاصة بعد دخول الطيران المسير خط المعركة.

وأشار إلى أن دخول الطيران المسير خط المعركة جاء بعد تلقي مليشيات الانتقالي ضربات موجعة خلال الأيام الماضية بعد اختراقها للهدنة، لافتا إلى أن الإمارات زودت الانتقالي بطائرات مسيرة بعد تلقيه خسائر، في محاولة لإنقاذه، بحسب الحسني.

وعن تكافؤ القوة بين الشرعية والمجلس الانتقالي في محافظة أبين، أوضح الحسني أن الانتقالي يمتلك سلاحا نوعيا تلقاه من الإمارات، وشحنات الأسلحة تصل إليه بشكل مستمر عبر ميناء عدن والزيت، بالإضافة إلى تلقيه دعما بالأفراد من الساحل الغربي وطارق صالح، مقابل ذلك إمكانيات ضعيفة لدى الجيش الوطني.

وتابع « رغم الإمكانيات الضعيفة للجيش الوطني، إلا إنه يملك من المعنويات ما تمكنه من السيطرة على أبين والوصول إلى عدن وحسم المعركة، لكن يظل القرار العسكري مرتبطا بالقرار السياسي في الرياض».

وحول من يقف وراء استهداف الجيش الوطني في محافظة أبين بطائرة مسيرة، أكد مستشار وزير الداخلية عبدالرحيم العولقي أن دولة الإمارات هي من تقف وراء الهجوم عبر أدواتها المتمثلة في المجلس الانتقالي.

ولفت إلى أنهم أبلغوا الجانب السعودي الموجود على الأرض لمراقبة وقف اطلاق النار بين الجانبين بهذا الاستهداف، وطلب منهم الجانب السعودي مهلة للتحقيق فيما حدث، مضيفا أن فريق الشرعية أبلغ القيادات العليا في الرياض مما حدث في منطقة الشيخ سالم من استهداف للجيش.

وتابع: «لدينا أمل أن يقوم الأشقاء في المملكة العربية السعودية في التحقيق واتخاذ قرار حاسم إزاء العدوان الإماراتي في منطقة الشيخ سالم».

 دافع سياسي
الناشط السياسي عبدالسلام بن عاطف جابر، قال إن ما يحدث في أبين هي اشتباكات طبيعية ومحدودة لا ترقى إلى المستوى المعروف عسكريا، وبالتالي لا تستحق هذا الضجيج الكبير والدعاية لها، حسب قوله.

وبشأن دخول الطيران المسير خط المعركة في أبين، قال جابر أن هذا طبيعي، كونه يحق أن يملك كل طرف الحصول على السلاح واستخدام ما يناسبه في أرض المعركة، كون الواقع واقع معركة، مضيفا أن اتفاق وقف إطلاق النار معناه وقف الخطط الهجومية وليس وقف إطلاق النار العادي.
وأشار إلى أن إشعال الجبهة بمناوشات خفيفة نادرا ما يكون بهدف الدفع نحو تحريك العمل السياسي فوق الطاولة.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد