فيما فتح وحماس يؤكدان أن المصالحة بعيدة عن الوصاية والرعاية من أي طرف

عريقات يشن هجوما حادا على أبو الغيط: فقد مصداقيته وأمانته

2020-09-30 09:35:10 أخبار اليوم/وكالات

 

 

لم يعجب القيادة الفلسطينية موقف الأمين العام للجامعة العربية، من ملف المصالحة والتطبيع العربي مع الاحتلال، وشنت عليه هجوما عنيفا، بسبب إعلانه الاستياء من اجتماع فتح وحماس الأخير في تركيا، الذي أسس لتفاهمات المصالحة الحالية، ودفاعه عن الاتفاق الذي وقعته الإمارات مع إسرائيل، في الوقت الذي أعلنت فيه حركتا فتح وحماس، اللتان تخوضان حاليا مباحثات لإنهاء حقبة الانقسام، عن منهجية فلسطينية جديدة، تقوم على أساس “الحوار الثنائي” للتصالح، بدون وصاية ورعاية أو تدخل أي كان.

الهجوم الفلسطيني هذه المرة على أحمد أبو الغيط والذي يمثل أرفع شخصية دبلوماسية عربية في هذا الوقت، يشير إلى امتلاء مخزون الصبر لدى الفلسطينيين، على ما شهدته المنطقة مؤخرا من تغيرات ومواقف عربية تصب في مصلحة الاحتلال، في ظل عجز الجامعة العربية عن اتخاذ مواقف تحمي قراراتها، ولجوء مسؤوليها بدلا من إدانة اتفاقيات التطبيع، التي تخالف نص مبادرة السلام العربية، للذهاب صوب الدفاع عنها.

وقد بدأ الهجوم الفلسطيني الغاضب على الموقف العربي، بهذا الشكل الحاد من خلال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، الذي قال إن أبو الغيط قد “فقد مصداقيته وأمانته ليكون أمينا عاما لجامعة الدول العربية”، ودعاه لأن يقدم استقالته بشكل فوري.

وشدد عريقات على أن أبو الغيط قد أعلن بـ “شكل فاضح وصارخ” تأييده لرؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترمب التي شكلت نقطة ارتكاز للاتفاقات التي وقعت بين الإمارات والبحرين من ناحية وإسرائيل (سلطة الاحتلال) من الناحية الأخرى.

وقد رفض عريقات الاتهام الموجه لدولة فلسطين بالانحياز لأحد المحاور في المنطقة، والمقصود منه تركيا حسب اتهامات أبو الغيط، إذ قال عريقات: “إن فلسطين تتمسك بالقرار الوطني المستقل، ولن تكون قربانا يقدم في معابد اللؤم والتمحور السياسي في هذه المنطقة، لأن فلسطين والقدس أكبر من المحاور، ولا يمكن لفلسطين إلا أن تكون جزءا من منظومة الأمن العربي”.

وتناول الاجتماع ملف اتفاقيات التطبيع التي وقعتها الإمارات والبحرين، والتي تمثل مخالفة لميثاق الجامعة العربية، ومبادرة السلام العربية.

ويشير الهجوم الذي شنه الدكتور عريقات، باسم القيادة الفلسطينية، إلى أن الأمور بين منظمة التحرير وجامعة الدول العربية ذاهبة نحو التصعيد، بما يفتح المجال أمام كل الاحتمالات، خاصة بعد أن رفضت فلسطين تسلم رئاسة الجامعة العربية مؤخرا، على خلفية اتفاقيات التطبيع العربية الأخيرة مع الاحتلال، وعجز الجامعة خلال اجتماع وزاري عن إدانة تلك الاتفاقيات التي تحالف نص مبادرة السلام العربية.

وقد بدا الأمر أكثر وضوحا، في تصريحات مستويات قيادية فلسطينية، قالت إن الجامعة العربية تأتمر بأموال الدول النفطية الخليجية، التي وقعت اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل، أو تلك التي ساندتها.

وكان أبو الغيط خرج في مقابلة على قناة “سكاي نيوز عربية” التابعة للإمارات، ادعى خلالها أن معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل قيدت مخططات الحكومة الإسرائيلية لضم أراض في الضفة الغربية، ودعا لتحرك فلسطيني عقب معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل.

وبشأن لقاء حماس وفتح الذي استضافته تركيا، قال الأمين العام للجامعة العربية: “كنت أتصور أن وفد حماس يسافر إلى رام الله ويجتمع بالأخوة في رام الله، أو وفد السلطة يسافر إلى غزة ويجتمع هناك أو في القاهرة أو أي دولة عربية مستعدة لاستضافة هذا الاجتماع”.

من جانبه أكد الرجوب باسم حركتي فتح وحماس أنه لا خلاف على دور مصر إطلاقا، وقال: “لا نستطيع أن نستغني عن دورها الإقليمي فيما يتعلق بالوحدة الفلسطينية، والاتفاق على آليات المتابعة، وفي مشروعنا الوطني”، لكنه قال إن هناك “منهجية جديدة” تتم الآن بـ “الحوار الثنائي الفلسطيني، وبدون وصاية ورعاية وبدون تدخل من أي كان”، وقال الرجوب: “إن حركة حماس متفقة معنا على دور مصر الريادي، وأبلغنا المسؤولين المصريين بذلك، وأن حوارنا فلسطيني – فلسطيني”.

وقد أكد ذات الموقف القيادي في حماس، حسام بدران، حين قال إن اللقاء بين حركته وفتح كان “في ضيافة الإخوة في تركيا ولم نكن تحت رعايتهم، بمعنى أنّ الحوار كان فلسطينيًا- فلسطينيًا خالصًا”، وأضاف: “نحن نقيم حوارًا فلسطينيًا – فلسطينيًا صرفًا بدون تدخّل من أحد، واللقاءات جرت في مقري السفارة الفلسطينية في بيروت، والقنصلية الفلسطينية في إسطنبول”، وأوضح بدران أن التقارب مع حركة فتح بدأ قبل 3 أشهر، وأن ما سرّع هذا التقارب هو ما وصلت له القضية من محاولة تصفية من خلال صفقة القرن، ومخطط الضم، ومشاريع التطبيع.

وجاءت هذه التصريحات الإيجابية من كلا الطرفين، في ظل استمرار الأجواء الإيجابية السائدة حاليا، والتي تؤسس لطي صفحة الانقسام.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد