نشاهد اليوم صورة عالمية بعنوان "السير في الضباب" لـ الفنانة البولندية Małgorzata Szura Piwnik وفيه يظهر من بعيد رجل وكلبه يسيران في ضباب كثيف.

تقول الفنان عن الصورة "لقد التقطت هذه الصورة في يوم ضبابي، بالقرب من منزلي حيث توجد شجرة بلوط كبيرة قديمة، وفى هذا اليوم كان الجو غير عادى، ومن بعيد رأيت شخصًا يمشى مع كلبه، كان المزاج غامضًا وسينمائيًا للغاية".

وبالفعل النظر إلى الصورة يدعو لتأمل قصة كاملة خلف الرجل وكلبه، كأنهما عائلة واحدة، من بعيد تشعر كأن الرجل محنى الرأس بينما الكلب يرفع رأسه ويسير للأمام بثقة أكبر من صاحبه.

يسيران متوازيين، المساحة التي بينهما قد توحى بدرجة من التباعد، لكنه في الوقت نفسه، لا تعنى وجود قطيعة، هما قادمان من طريق طويل، ويسيران نحو المجهول، كما يوحى الجو الضبابي بالتعب، بالحمل الثقيل الذي يلقى ظلاله على كل شيء، حتى على شجرة البلوط القوية.

أبدعت الفنانة عندما التقطت الصورة من بعيد ولم تهتم بملامح الرجل، لأن الضباب حتما الذي يغلف كل شيء، كان سيبدو تافها لو تمكنا من رؤية ملامح الرجل.

والشجر أيضا، بطل في هذه الصورة، وهنا لدينا شجرتان، إحداهما بعيدة شاحبة يبدو أن الضباب في سبيله لإخفائها تماما، والأخرى قوى واضحة تتحدى.