وحدة الأديان والديانة الإبراهيمية في خدمة بابا الفاتيكان !

2021-03-08 09:31:06 أخبار اليوم/عمر جميل القباطي

 
حط بابا الفاتيكان رحاله في العراق واختار مقولة من إنجيل متّى لتكون شعار رحلته وهي "أنتم جميعكم إخوة", واختار بلدة أور جنوب العراق لتكون أبرز المحطات التي سيحل بها والتي يعتقد أنها مسقط رأس أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام وجمع حوله علماء من المسلمين وأزيديين وصابئة وكلدانيين في تجسيد لمشروع كنيسته المتمثل في "وحدة الأديان" ولسان حاله يقول: ما دامت الديانات الثلاث(اليهودية - النصرانية - الإسلام) تنتسب إلى إبراهيم عليه السلام فعلام إذا كل هذا الشقاق والإخلاف؟ وإذا كان العالم يتجه نحو "وحدة وطنية بحيث أن الاقتصاد أصبح عالمي، و وسائل الإعلام عالمية، و النظام البيئي عالمي، فما ينقصنا هو شي واحد : دين عالمي" وهذا هو مشروع البابا الكبير.
ولأجله زار مصر عام 2018 ثم زار الإمارات بعدها بعام فعرف الناس أنها إحدى مناطق شبه الجزيرة العربية واختفى مصطلح الشرق الأوسط من شريط عناوين الأخبار إذ هي أول زيارة لأول بابا بأول قدّاس في مهد الإسلام، وفي أبو ظبي وقع البابا بمعية إمام الأزهر الشيخ أحمد الطيب وثيقة "الأخوة الإنسانية ضد التطرف"، وأعلنت الإمارات الشهر الماضي أنها بصدد بناء مجمع يضم كنيسة وكنيس ومسجد سيصبح مكانا للتعلم والحوار والعبادة، وسيركز على التقريب بين الناس من جميع الأديان، ولم تكتف بذلك بل اخترعت ما سمته "اليوم العالمي للأخوة الإنسانية" الذي اعتمدته الأمم المتحدة ويصادف 4 فبراير من كل عام.
واستمرت زيارات البابا فزار المغرب بعد زيارته للإمارات، وفي كل مرة يؤكد على نبذ التطرف والإرهاب ويدعو للحوار والإتحاد و“تعزيز التعاون بين الأديان بصورة دائمة و يومية لخلق ثقافات السلام والعدالة وتضميد الجراح من أجل الأرض وجميع الكائنات الحية” وهكذا لن يحقق مشروعه السلام بين البشر فقط بل سيحل السلام كذلك بالكون كله بما فيه من مخلوقات !
ولن يتأتى ذلك إلا بوحدة الأديان وإنشاء دين جديد مناصفة بين الجميع - كما يصوروا - بمسمى "الديانة الإبراهيمية" وهو النبي المتفق عليه والذي يحبه ويحترمه ويبجله الجميع، ولإقناع الناس بهذه الفكرة تم إنشاء مئات الجمعيات والمنظمات في الغرب وحوالي 73 منظمة في الوطن العربي ومدها بجميع ما تحتاجه وتذليل العقبات من طريقها وإفساح المجال لها لإقامة منتديات وورش عمل وبرامج إجتماعية.
*الجميع مستفيد عدا المسلمين*
في عالم الإنسان الذي نعيشه، هناك قوانين لا يمكن أن تتغير أو تتبدل بتتابع الأزمان وتغير الأماكن، من ذلك قانون "الإختلاف" في العقائد والأفكار، وإذا أرادت جهة ما توحيد البشرية فعليها أولا أن تجمعهم كلهم على دين ومعتقد واحد وبعدها سيتسن لها إشاعة الأخوة فيما بينهم، وطبعا لا يمكن بحال تحقيق ذلك، لذا نعرف أن دعوة وحدة الأديان ما هي إلا خرافة بعيدة المنال بعد الشمس من القمر، ولن تبصر النور إلا في أفلام الخيال.
ولا يختلف الأمر مع الديانة الإبراهيمية، فمن مسلمات أي مسلم أن إبراهيم عليه كان حنيفا مسلما وهو الذي سمى المسلمين بهذا الأسم، ولا علاقة له بشريعة اليهود والنصارى المحرفة، ومن الخطايا الكبرى حشر اسمه في اتفاقيات التطبيع مع الكيان الصهيوني، يقول تعالى في سورة البقرة ( وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ).
وبعد هذا كله يتضح أن البابا ومن معه يستترون بشعارات زائفة وخادعة لتحقيق مئارب خبيثة تستهدف الشعوب المسلمة ثقافيا ودينيا وسياسيا.
ثقافيا بإلغاء شيء اسمه مسلم وكافر وتهيئة العقول لقبول أي احد مهما كان ومن أي مكان من شرق الكرة الأرضية أو من غربها من المكسيك أو من اليابان من الأسكا أو من جنوب أفريقيا فحي ومرحبا بالجميع، والأهم هو استقبال وتدليل الكاثوليك الذين شنوا الحملات الصليبية وقتلوا فيها عشرات الآلاف من المسلمين، وارتكبوا المذابح المروعة في الأندلس، وشاركوا في إبادة مسلمي البوسنة في تسعينيات القرن الماضي، ومعلوم ما فعلته فرنسا حاضنة الكاثوليكية في مستعمراتها.
 لكن بلا شك هناك من يغط بأحلام اليقظة والأفكار المثالية، وبينما هم كذلك تبني أمريكا والصين وروسيا والدول الأخرى قواعد عسكرية في دولنا ويرسمون مستقبلنا حسب مصالحهم ونحن بحجة الأخوة الإنسانية نسمح لهم بالعبث وفعل ما يريدون، والعجيب في الأمر حقا هو مبادرات الإمارات "الأخوية" التي بموجبها استوردت جميع الجنسيات، وعاجلة أم آجلا ستعطي بعضهم الجنسية وسيصبحون هم الأكثرية في عملية استيطان جديدة لم يشهد لها التاريخ مثيلا، وليتها تكرمت على أبناء جلدتها من العرب والمسلمين لكنها صنفت كثيرا منهم ضمن قوائم الإرهاب ونست الأخوة ووزارة التسامح التي تتغنى بها !!
أما دينيا فتلك الدعوة وما يصاحبها من حوار تتجاهل قضايا المسلمين كقضية فلسطين ولم يكسب المسلمين من الكنيسة شيئا حتى أنهم لم يعترفوا بأن محمد(صلى الله وعليه وسلم ) نبي ورسول، وهو مكرس فقط لهدم معتقدات لا يختلف فيها اثنان من المسلمين مثل الإقرار بأن اليهودية والنصرانية ليستا محرفتين، والسماح لهم ببناء كنائس حول الكعبة وإلغاء ركيزة العقيدة الإسلامية شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله لتصبح الفكرة الأهم هي الوصول إلى الله تعالى أكان عن طريق اليهودية أو النصرانية أو الإسلام، وهذا يقتضي التكذيب بالقرآن ثم تحريفه في استنساخ لما حدث مع الكنيسة الكاثوليكية حينما ثار عليهم "مارتن لوثر" وأسس مذهبه الإنجيلي، وكذا القدح في التاريخ الإسلامي وعلماء المسلمين وهكذا حتى يتم هدم الدين بأكمله.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد