ملفات اقتصادية عالقة دعم الجيش غائب.. أوضاع معيشية صعبة وانهيار للعملة واحتجاجات شعبية تتوسع:

متى تخرج حكومة الكفاءات السياسية من عنق الزجاجة !!

2021-03-10 08:08:47 اخبار اليوم/تقرير خاص

 



لا زالت حكومة الكفاءات السياسية برئاسة الدكتور /معين عبد الملك عالقة في عنق الزجاجة.. ومُذ عودتها الى العاصمة المؤقتة عدن نهاية ديسمبر العام الفارط وحتى اليوم وهي تتأرجح وتترنح في ذات الزجاجة ولم تستطع الخروج منها لتبدأ عملها وتؤتي ثمارها ويشعر بخطواتها الايجابية كل المواطنين في المحافظات المحررة .

حكومة الكفاءات السياسية تشكلت حسب اتفاق الرياض الموقع بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا وعادت الى العاصمة عدن التي تسيطر عليها أمنيا مليشيات الانتقالي الجنوبي، وذلك لاستكمال تنفيذ ما تبقى من بنود اتفاق الرياض، ووضعت آمال عريضة وكبرى على هذه الحكومة من حيث إعادة تطبيع الحياة ومعالجة الملفات المختلفة سياسيا واقتصاديا وأمنيا وإصلاح كل الاختلالات المالية والعمل على ترتيب الاوضاع بما يضمن تحسين الخدمات وإنقاذ الوطن من هاوية الفشل والسقوط وانفاذ المواطن من معاناة الظروف المعيشية الصعبة .

ومن المؤسف ان حكومة الكفاءات السياسية فشلت فشلا ذريعا في اثبات وجودها او تحقيق اي انجاز او نجاح لها على ارض الواقع طيلة الاشهر الماضية ,بل لا زالت مغلقة على نفسها داخل قصر معاشيق الرئاسي في مدينة عدن .

خدمات غائبة وغضب شعبي

الاوضاع على كل المستويات تنهار.. اقتصاديا الاوضاع تصل لمستوى مخيف.. الاسعار والغلاء الفاحش يجتاح كل المواد الغذائية.. انهيار العملة يستمر ويتواصل بسرعة فائقة دون اي تدخل حكومي او معالجات عاجلة لإيقاف هذا الانهيار او القيام بخطوات لإنقاذ الريال اليمني والحفاظ على قيمته.. ذلك ان انهيار قيمة الريال معناه.. انهيار شامل لكل شيء.. والوصول لحالة خطيرة تهدد المجتمع اليمني برمته ..
غير ذلك لم تقم حكومة الكفاءات باي معالجات للملفات الحساسة والهامة مثل استكمال تنفيذ اتفاق الرياض.. ما يتعلق بالجانب العسكري والأمني.. وايضا ملف الجيش الوطني ورواتبهم المتأخرة منذ شهور.. بالإضافة الى ان جمود الحكومة داخل القصر الرئاسي وسط هذه الاوضاع والظروف المعيشية الصعبة ساهم في زيادة الاحتقان الشعبي والغضب لدى المواطنين الذين لم يستطيعوا الصبر أكثر على تردي الخدمات وغيابها تماما ما ادى الى اندلاع احتجاجات شعبية واسعة وغضب كبير في عدن ولحج وابين وحضرموت تنديدا بغياب الخدمات وانطفاء الكهرباء منذ أيام وعجز الحكومة عن معالجة أزمة الكهرباء وغياب الديزل وعدم قدرتها على توفيره منذ أيام ما ادى الى انقطاع الكهرباء منذ أيام على عدن ومعظم المحافظات المحررة .
 


متى تتحرك الحكومة  

على عاتق حكومة الكفاءات مهام ومسؤوليات كبرى وحتما بات عليها ان تعالج وتتحمل كل أخطاء وملفات الحكومات السابقة التركة الثقيلة التي عليها.. وبالتأكيد فان قيادتها واعضائها يدركون ويعرفون حجم المسؤوليات عليهم وتحملوا هذه المسؤولية ادراكا لما ينتظرهم قادما.. بيد ان الغريب ان الحكومة لم تقم باي تحركات او خطوات عملية لحلحلة الملفات العالقة امامها وتتطلب سرعه مناقشتها والعمل على\

 وضع الحلول لها والانتقال من ملف الى اخر لمعالجته وهكذا.. لكن الحكومة لم تقف امام اي ملف ولم تناقش اي ملف يخص قضية هامة او متعلق بأمر اهم.. فلا زالت الملفات المختلفة امام الحكومة معلقة.. بدون حلول.. بدون اي قرار او حتى اطلاع ..


من ملف استكمال تنفيذ اتفاق الرياض الى ملف الجيش الوطني ورواتب الجيش المتأخرة.. الى متطلبات معركة مأرب وعدم دعم الجيش الوطني في مأرب باي شيء.. الى انهيار العملة وقفز اسعار العملات امام الريال الى مستوى مخيف.. وغياب اي معالجات حكومية.. الى غياب الخدمات.. واندلاع الاحتجاجات الشعبية احتجاجا على فشل الحكومة.. الى غياب اي تحرك عملي او ميداني لأعضاء الحكومة على أرض الميدان ..


الحكومة لليوم أسيرة للعجز.. ورفيقة للفشل.. وحكومة عاجزة عن تحقيق اي انجاز او نجاح بسيط او صغير.. لا يوجد شيء يجبرنا او يدفعنا الى الاعتراف بان الحكومة حققته او انجزته طيلة الشهور الماضية غير الاجتماعات المتواصلة داخل القصر.. وإطلاق الوعود الرنانة.. والتصريحات الاعلامية.. التي لا تعالج مشكلة.. او توقف مسلسل انهيار الريال.. او توقف اسعار المواد الغذائية.. او تصرف رواتب.. او تولع الكهرباء.. وتعيد الخدمات الغائبة !


وامام كل هذا الفشل والعجز نتساءل مع المواطنين متى تتحرك الحكومة وتغادر قصر معاشيق وتبدا ممارسة مهامها بحق وحقيقه ..وتغادر مربع الخوف ..او التردد لتقوم بمعالجات سريعة وعاجلة لكل الملفات العالقة ..وايضا للوقوف بصدق امام حالة الانهيار المقلق لانهيار الريال اليمني ما سيكون له من اثار كارثية على حياة المواطنين .

الجيش ومعركة مأرب

عجزت الحكومة تماما عن معالجة ملف الجيش الوطني ورواتبهم المتأخرة منذ شهور طويلة ومطالباتهم بتوفير الأسلحة والذخائر والمتطلبات العاجلة ..وامام عجز الحكومة زادت معركة مأرب من احراج الحكومة اذ وقفت موقف المتفرج كاي عاجز مشلول ..رغم ان المعركة الكبرى في مأرب ضد مليشيات

 الحوثي هي معركة الجمهورية والوطن ومن الواجب الأخلاقي والقيمي ان يكون للحكومة موقفا قويا ومشرفا في دعم مأرب وأبطال الجيش الوطني ورجال القبائل الذين يدافعون عن الجمهورية والدولة

اليمنية بيد ان الحكومة خيبت كل الآمال ووضعت نفسها موضع مؤسف وفي موقف شديد الاحراج ..فلم تقم باي خطوة لدعم المعركة واكتفت بالتصريحات ومساندة الأبطال في معركة مأرب بالمساندة الكلامية والتصريحات فقط لا غير ولم تقم باي خطوات عملية لتوفير الدعم المالي لإسناد الجيش والقبائل او توفير الأسلحة للجيش ..وفشلت الحكومة فشلا ذريعا في دعم الجيش ومعركة مأرب في اختبار حقيقي عملي وميداني اصاب اليمنيين بالألم والشعور بخيبة الأمل في هذه الحكومة .

استكمال اتفاق الرياض
ومن الملفات الهامة التي اهملتها الحكومة القابعة داخل الأبواب المؤصدة والغرف المغلقة في قصر معاشيق الرئاسي بعدن هي متابعة تنفيذ ما تبقى من اتفاق الرياض والخاص باستكمال بنود الشق العسكري والأمني من الاتفاق ..واكتفاء الحكومة بمتابعة ما يحدث من خلف ستار العجز ونوافذ الخوف ..


وما عدا تعيين مديرا لأمن مدينة عدن متوافق عليه لم يتم تحقيق اي خطوات اخرى وظلت الاوضاع العسكرية والامنية تراوح مكانها بلا اي تقدم او تحرك ..والملفت ان الاوضاع الامنية في العاصمة عدن والمحافظات المجاورة تشهد انفلاتا امنيا وسيطرة العصابات عليها اذ ما زالت المليشيات المسلحة التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي هي المتحكمة بكل تفاصيل العملية الامنية في المدن وترفض تماما التخلي عن السلاح او الانسحاب من المدن وفق الاتفاق ..وازاء كل هذا الاستهتار والاستهزاء من قبل الانتقالي بالحكومة وعدم تنفيذ الاتفاق او استكمال بنودة وقفت الحكومة كالعادة موقف العاجز والفاشل امام كل ما يحصل ..واظهرت الحكومة ان استكمال بنود اتفاق الرياض بات يعتبر من سابع المستحيلات وفق ما يشهده أرض الواقع .



احتجاجات شعبية

 
وتسبب العجز الواضح لحكومة الكفاءات السياسية في مجمل ما يخص الشعب والمواطن من حيث الاحتياجات المطلوبة والخدمات المفترضة.. وعديد مطالب الى اندلاع احتجاجات شعبية وغضب واسع.. تنديدا واحتجاجا بعجز الحكومة في توفير الخدمات وغياب كلي لأساسيات الحياة ..


وشهدت العاصمة عدن ومحافظات لحج وأبين وحضرموت خلال الأيام الماضية موجة من الاحتجاجات الشعبية الواسعة والغاضبة والتي انتشرت في الشوارع وقامت بقطع الشوارع وإحراق الإطارات احتجاجا على غياب الكهرباء منذ أيام وانقطاعها عن عدن والمحافظات بسبب انعدام مادة الديزل لمحطات الكهرباء .


وخرج المواطنين الغاضبين يشكون بمرارة ووجع ما وصلت اليه الاوضاع والظروف المعيشية الصعبة ويقول كثير محتجين " لا كهرباء.. لا ماء.. لا رواتب.. لا خدمات.. الاسعار نار.. الغلاء يقتلنا.. والريال ينهار.. ولا أحد يلتفت الى ما يعانيه المواطن الغلبان.. الحكومة تتفرج على ما يعيشه المواطنون من اوجاع ولا تتحرك ولا تعمل شيء لإنقاذنا من هذه الظروف والاوضاع المأساوية .


ورغم اندلاع موجة الغضب والاحتجاجات الشعبية حيال كل هذا الوضع الذي يعيشه ابناء الوطن بيد ان الحكومة لا زالت تتفرج ..على ما يحدث ..وستظل تتفرج الى ان يحين الوقت الذي لن تستطيع معه استمرار فرجتها اذ ان الغاضبين والمحتجين لن يتوقفوا في الشوارع فالغضب مثل كرة الثلج ومع استمرار هذا الفشل الحكومي فالأكيد ان كرة ثلج الغضب ستكبر والاحتجاجات ستتوسع ..وهذا انذار يتكرر للحكومة بان عليها مغادرة عنق الزجاجة ..فالوطن يشهد اوضاعا مريرة وظروفا معيشية مأساوية للمواطنين يتطلب تحركا عاجلا لإنقاذ ما يمكن انقاذه قبل ان نصل الى مرحلة اخطر واخطر ...

    

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد