في بيان إعلان الحرب:

المجلس الانتقالي يقرع طبول الحرب في أبين ويدعو قواته الجنوبية لرفع الجاهزية!!

2021-04-12 08:04:13 اخبار اليوم / تقرير خاص

  

 

تبدو سيناريوهات المرحلة القادمة في الجنوب تسير بخطوات متسارعة في اتجاه التصعيد المنذر بالعودة إلى واقع الحرب والمواجهات العسكرية التي يعد لها المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا لتفجير الأوضاع في محافظات أبين وشبوة والسعي نحو استفزاز قوات الجيش الوطني وتكرار الاعتداءات عليهم في مناطق التماس.

ويظهر التصعيد الخطير للمجلس الانتقالي الجنوبي عبر بيان صادر عنه خلال الأيام الماضية دعا فيه ميلشياته المسلحة المدعومة من دولة الإمارات إلى الاستعداد القتالي ورفع حالة الجاهزية القتالية في عدن وابين وشبوة لمواجهة التحديات.

ولم يشر بيان الحرب الذي أطلقه الانتقالي الجنوبي إلى ماهية "التحديات" ورفع الجاهزية لماذا ولمن بالضبط، لكن في المجمل فأن المجلس الانتقالي الجنوبي أعلن بيان الحرب بكل وضوح وامام الجميع كما ويهدد الحكومة الشرعية والدولة والتحالف والسعودية بشكل خاص بأنهم عازمون على تنفيذ سيناريو عسكري قادم وخيارات قتالية غير معروفة من خلال بيانهم لكن لم يكشف عنه بوضوح بيد انها رسالة للسعودية بكل تأكيد سيتم فهمها.

 

الانتقالي وبيان الحرب

وفي بيان المجلس الانتقالي الجنوبي دعا، قواته للاستعداد لمواجهة ما وصفها بـ"التحديات" و"جميع الاحتمالات" وعاد المجلس الانتقالي الجنوبي، للتصعيد الكلامي مجددا ضد الحكومة الشرعية.

وقال المجلس الانتقالي الجنوبي في بيانه إن "الاعتداءات المستمرة من قبل مليشيا الإخوان الإرهابية على قوات الحزام الأمني في مديرية أحور، وخبر المراقشة في مديرية خنفر، تهدف إلى فرض واقع جديد على الأرض لمصلحة قوى الإرهاب وتمكينها من التحرك والوصول بحرية إلى الساحل والمناطق الأخرى" حد زعمه.

واعتبر بيان الانتقالي الجنوبي أن "تلك الاعتداءات تهدف إلى تفجير الوضع وخلط الأوراق في تحدٍ سافر لاتفاق الرياض، وجهود التهدئة الهادف لتهيئة الظروف لعملية التسوية الشاملة".

وأضاف البيان بأن "ما تشهده جبهة طور الباحة في محافظة لحج من استحداثات وحشود وعمليات تجنيد، واستحداث لمعسكرات وفتح الطرق لصالح مليشيات الإخوان، تبعاً لأجندات مشبوهة وأعمال غير مشروعة، ضمن مخطط إعلان الحرب على الجنوب، وجهود التحالف العربي والمجتمع الدولي ومقتضيات الحل السياسي اللازمة".

واستنكر المجلس الانتقالي الجنوبي "الأعمال الهادفة لخلق الفوضى وإقلاق السكينة العامة".

ودعا المجلس الانتقالي "القوات الجنوبية إلى أن تكون على أهبة الاستعداد لمواجهة هذه التحديات، واتخاذ ما يلزم من إجراءات، وإبقاء جميع الاحتمالات مفتوحة وعلى أكثر من صعيد، للدفاع عن مكتسبات شعب الجنوب".

كما دعا الأجهزة الاستخباراتية المحسوبة عليه، إلى "رصد جميع التحركات والتجمعات المشبوهة وأعمال التهريب، ومحاولات نقل الأسلحة إلى العاصمة عدن، وإبلاغ التحالف بما يلزم في هذا الجانب".

وطالب المجلس الانتقالي بـ"تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين وترشيد ممارسات بعض الوزراء المُخلة بالشراكة واستحقاقات الوظيفة العامة، وكذا المناصب القيادية العسكرية والأمنية والمدنية وحق التأهيل والتعليم الجامعي والابتعاث الخارجي وفقا للمعايير الصحيحة، بعيداً عن التوظيف السياسي والانتفاع الحزبي والتفرّد بالقرار من دون وجه حق".

اعلان حرب 

تعيش محافظة أبين التي شهدت العام الفائت معارك محتدمة، حالة من التوتر، على وقع تجدد المواجهات بين قوات الجيش الوطني ومليشيات الحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي مؤخراً، ما ينبئ باحتمالية تفجر الوضع العسكري على نطاق أكثر اتساعاً.

ويرى مراقبون أن المجلس الانتقالي يمهد الطريق الى اعلان الحرب مجددا في محافظات أبين وشبوة في مواجهة قوات الجيش الوطني تنفيذا لمخطط واجندة اماراتية بكل تأكيد ورغبتها الاكيدة في توجيه ميلشياتها وادواتها المسلحة باتجاه التقدم في ابين في اتجاه شبوة .

 

مؤكدين ان الإمارات ترى في بقاء مديريات في ابين ومحافظة شبوة خارج سيطرتها ولا تخضع لها او للمجلس الانتقالي تهديدا لمشروعها واهدافها في السيطرة التامة على الجنوب بالكامل .وبالتالي بقاء شبوة بعيدة عن طموح وجموح الامارات والانتقالي الجنوبي يثير فيهم رغبة متوحشة في إعلان الحرب والعودة للمواجهات المسلحة مع قوات الجيش في سبيل تحقيق هذا الطموح المجنون لاستعادة شبوة واحكام سيطرتها عليها رغم ان ثمن ذلك سيكون التضحية بألاف الرجال من ابناء اليمن وإسالة دماء اليمنيين على قارعة الطريق في سبيل رغبة إماراتية دموية متوحشة ومطامع في تنفيذ اجنداتها .

بيان المجلس الانتقالي بمثابة اعلان حرب وتهديد بان الجنوب قادم على مآلات وسيناريوهات مرعبة تتحكم فيه المليشيات المسلحة التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي وتدير كل الموقف الإمارات من خلف ستار .

 

رسالة مبطنة

ثمة من يطرح الاسئلة عن مغزى بيان الانتقالي الجنوبي في هذا التوقيت وتهديده برفع جاهزية قواته المسلحة وميليشياته في الجنوب والحديث عن مخاطر وتحديات تحدق بهم وشعب الجنوب حسب البيان "ذلك أن هذا الكلام الكبير والعبارات المطاطية تعتبر سخيفة واعذار واهية ذلك ان المجلس الانتقالي هو المسيطر الفعلي على الجنوب العاصمة عدن وابين ولحج بقوة السلاح منذ انقلابه على الحكومة الشرعية في 2019م بقوة السلاح وفرض مشروعه الانفصالي وسيطرته على المؤسسات الحكومية الإيرادية ونهب الأموال وفرض ميلشياته المسلحة على العاصمة والمحافظات الاخرى .

وهذا كله ينفي ان هناك مؤامرات او خطط او تحديات في الأفق فالانتقالي هو الحاكم والمسيطر على كل شيء حتى حكومة الكفاءات السياسية التي تشكلت بعد اتفاق الرياض وأصبح فيها الانتقالي شريكا فيها لم يسمح لها بالبقاء في عدن او ممارسة مهامها على ارض الواقع اذ ان الشريك الانتقالي لا يريد شراكة أحد ولا يسمح لاحد بتقاسم الجنوب معه فهو يريد ابتلاع الجنوب بالكامل حسب مشروعه وداعمه الإماراتي.

وبالتالي فإن بيان الانتقالي عبارة عن رسالة مبطنة للمملكة العربية السعودية راعية اتفاق الرياض والضامن وقائدة التحالف يهدف من خلالها الى ايصال أهداف خفية للسعودية عبر بيان التصعيد والتهديد بالعودة لإشعال فتيل القتال والمواجهات العسكرية.

ويبدو من خلف سطور البيان ان الانتقالي مهدد بخسران بعض المكاسب التي تخصه بموافقة السعودية واراد التصعيد حاليا باتجاه الحكومة الشرعية والهدف الفعلي هي السعودية للفت الانتباه لكن هذا التهديد والتصعيد يعتبر كارثي اذ ان المجلس الانتقالي الجنوبي يراهن ويهدد باسم الجنوب وابناء المحافظات الجنوبية ويتلاعب بقضايا وطنية لتحقيق اهداف خاصة به وهنا الفعل والممارسة الاخطر في جعل الجنوب ومحافظاته مسرحا داميا لتصفية الحسابات وعدم اكتراث بالنتائج والخسائر البشرية وهذا فعل دموي ميليشياوي ينتهجه الانتقالي بالجنوب ومحافظاته.

 

رغبة الإمارات الدموية

 بيان المجلس الانتقالي الجنوبي يأتي متسقا مع الرغبة الاماراتية المتوحشة في جعل الجنوب والمحافظات الجنوبية ساحة لحروب مستمرة ومشتعلة تسيل فيها الدماء وتلعلع فيها الرصاص وأصوات القذائف والمدافع.. وهكذا كلما تهدأ الاوضاع تحرك الامارات ادواتها وتعمل على سياسة التصعيد والتهديد الدائم وارسال رسائل بان الرصاص هو الشيء الوحيد المتوفر في الجنوب والقتل المجاني وعود كبريت قابل للاشتعال باي لحظة من قبل الإمارات باستخدام المجلس الانتقالي وأدواته ومسلحيه القابلين للسحب والطرق بحق "الصرفة " حتى لو ادى ذلك الى احراق الجنوب بكله وتدمير المدن وقتل الناس.

وليس ببعيد كميات الأسلحة التي وصلت للانتقالي الجنوبي عبر شحنات بحرية أرسلتها دولة الإمارات إلى العاصمة عدن من ميناء المخا اذ تم وصول الشحنات الى الميناء هناك وتحميلها عبر قوات طارق صالح وارسالها الى عدن للانتقالي وهذا يعزز من تهور الانتقالي الى اعلان الحرب بعد كل هذه الاستعدادات والاسلحة الكبيرة والكثيرة والمتنوعة من اسلحة خفيفة وثقيلة وصواريخ حرارية وذخائر ما يؤشر الى فرضية ان الامارات تفضل خيارات المواجهة المسلحة مع قوات الجيش الوطني في الطريق الى استعادة محافظتي شبوة وابين بقوة السلاح.

         مواجهات مسلحة في أبين

وعلى الصعيد الميداني اندلعت مواجهات مسلحة بين قوات الأمن الخاصة ومليشيا الحزام الأمني التابعة للانتقالي في منطقتي خبر المراقشة ومفرق الوضيع بمحافظة أبين.

وجاءت المواجهات عقب كمين مسلح نصبه مجاميع مسلحة من مليشيا الحزام الأمني المدعومة إماراتيا، لقائد قوات الأمن الخاصة في أبين العقيد محمد العوبان بمنطقة خبر المراقشة، ما أدى لمقتل شقيقه صلاح العوبان وبعد الحادث خرجت حملة أمنية من القوات الحكومية خرجت لملاحقة الجناة، ما تسبب بوقوع المواجهات التي استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وتمكنت الحملة من تطهير منطقة خبر المراقشة.

      استنفار الانتقالي

وإثر معارك ابين قال المجلس الانتقالي الجنوبي" ان الهجمات التي استهدفت عددا من أفراد قوات الحزام الأمني التابعة له في محافظة أبين خل هدفها تحويل المنطقة الى بؤرة نشطة للإرهاب.

وأوضح البيان، أن محاولات من وصفها بـ (مليشيات الإخوان) السيطرة على المواقع العسكرية، هدفه احكام القبضة على مديرية أحور والوصول إلى الشريط الساحلي، لتأمين وصول الدعم لعناصر الإرهاب من الخارج وتحويل المنطقة إلى بؤرة نشطة للإرهابيين.

وأدان البيان الممارسات المخالفة للتهدئة ووقف إطلاق النار ومحددات اتفاق الرياض، داعيا قيادة التحالف العربي إلى سرعة وقف هذه الخروقات والهجمات التي تستهدف ما أسماه بـ (القوات الجنوبية) لفرض واقع جديد على الأرض لا يخدم الاستقرار في المنطقة.

وحذّر البيان القوات الحكومية من مغبة التصعيد، الذي يعد انتهاكا لبنود اتفاق الرياض، مشددا على أن المجلس لن يقف مكتوف الأيدي إزاء ذلك التصعيد الذي سيجعل كل الخيارات مفتوحة أمام القوات المسلحة الجنوبية في كل مكان لحماية وحداتها ومنتسبيها.

ولفت الى استعداد قوات المجلس لأي محاولات لتهريب السلاح والبشر عبر السواحل الحدودية والبرية ونقل السلاح الى ارض الجنوب والعاصمة وعدن، بقصد ارباك الوضع الأمني وإقلاق السكينة العامة وتفجير الوضع داخليا بمساندة الخلايا النائمة وعصابات الارهاب المدعومة من بعض الاقطاب في السلطة بتمويل خارجي.

موقف السعودية

مثل كل مرة يقوم الانتقالي الإماراتي بالتصعيد الكلامي والعسكري وتحشيد ميلشياته وإطلاق تهديداته الإعلامية بالونات اختبارية لرد الفعل من قبل السعودية وهذا طبعا بإيعاز من الإمارات للوصول الى الهدف من وراء ذلك.

ذلك ان الانتقالي الجنوبي الذي أصبح شريكا أساسيا في حكومة الكفاءات السياسية وشريكا للشرعية اليمنية بعد ان وقع اتفاق الرياض بالشراكة ها هو يسير عكس كل ما تم الاتفاق عليه وعكس اتفاق الرياض وبرغم الدعوة السعودية الاخيرة للحكومة والانتقالي بالحضور الى العاصمة الرياض لاستئناف مشاورات استكمال اتفاق الرياض غير ان الانتقالي يعمل في المقابل على التصعيد العسكري والأمني فيما يشبه التحدي للسعودية وعدم اعترافه باتفاق الرياض او رغبتهم في استكماله.

وإذا كان المجلس الانتقالي الجنوبي يقوم بهذه الممارسات والسلوكيات وهو الشريك الاساسي للشرعية ويتحول الى خصم شرس وعدو حقيقي للشرعية والحكومة وبالتالي يكون سببا رئيسيا في تحويل محافظات الجنوب بالكامل الى ساحات حروب لا تنتهي ودعوات للنفير والجاهزية القتالية التي لا تتوقف وباستمراره يبحث عن العدو الدائم ليعلق عليه ترهاته ومحاولاته المجنونة الى ابتلاع الجنوب بالكامل متسقا في هذا المشروع الشيطاني مع مليشيات الحوثي الانقلابية الإرهابية ليكملان مع بعض المهمة القذرة في تقاسم اليمن شمالا وجنوبا.

   

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد