يخططون لإضاعة اليمن.. تمزيقه وتقسيمه وتسليمه للمليشيات المسلحة الانقلابية !!

الوطن في مهب الرياح

2021-04-24 12:21:20 اخبار اليوم/ تقرير خاص

 

   

تعالت الأصوات وارتفعت الصيحات وخرجت البيانات وتكررت الدعوات الدولية والأممية ومن كل اتجاه المتعلقة بإيقاف معركة مأرب وهجوم المليشيات الحوثية المستمر على المدينة منذ أسابيع طويلة وايقاف غزوته عليها لما لها من تداعيات خطيرة وكبيرة على كل الأصعدة والمستويات بيد ان كل تلك الدعوات والبيانات والأصوات قابلتها مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيا بأذن من طين واخرى من عجين كعادتها وسلوكها الإجرامي الدموي في أي تحرك ينشد السلام او ايقاف المعارك او الجنوح للسلم فتقابله بمزيد من التصعيد العسكري والاستهداف الصاروخي للمدن والساكنين والمدنيين والنازحين وهو ما يتم طيلة الفترة الماضية من عمليات هجومية كبرى واطلاق الصواريخ على مارب حتى مخيمات النازحين لم تسلم من صواريخهم وإجرامهم .

وعلى الرغم من كل المواقف الدولية والأممية غير ان مليشيات الحوثي المدعومة من إيران ما زالت ماضية في الانتحار على أبواب مأرب وتدفع بالمغرر بهم من ابناء اليمن الى محرقة الموت في جبهات مأرب المشتعلة وذلك بفضل أبطال الجيش الوطني ورجال المقاومة وابناء القبائل الذين يضحون بحيواتهم من أجل الدفاع عن محافظتهم وسقوطها في يد مليشيات الحوثي الإيرانية .

ووسط كل هذا التوتر المحيط بالوضع في بلادنا غير أن المواقف الأمريكية المدعومة والمؤيدة لها من قبل الأمم المتحدة تسير في مسارات متغيرة عن الواقع والوضع في بلادنا من حيث أن هجوم الحوثي على مارب مستمر وتصعيده العسكري هناك لم يتوقف وغزوته الارهابية على المدينة تتصاعد أكثر وأكثر طالما ان المواقف الأمريكية والأممية لم تتجاوز سياق البيانات والدعوات لإيقاف الهجوم الحوثي فقط ولم يتحول إلى افعال وتحركات على الأرض أو الواقع.

وهذا الضعف الامريكي او التماهي الاممي مع ما يحدث في مارب من تصعيد عسكري وقتالي ومحاولة حوثية للسيطرة على المدينة يمنح المليشيات الحوثية فرصة اخرى لمواصلة هجومها بغية تحقيق هدفها المدمر على مارب حتى ولو كان الثمن التضحية بدماء الاف اليمنيين من المغرر بهم .

غطاء أميركي وأممي

ما يبدو واضحا من قراءة للمواقف الأمريكية والأممية وسياقاتها في الفترة الاخيرة يظهر ان التحركات الامريكية تصب في اتجاه مساندة المليشيات الحوثية المدعومة إيرانيا في استكمال غزوتها وحربها على مدينة مأرب وذلك لاعتبارات كثيرة من حيث أهمية المدينة وما تمثله من قوة للشرعية ولليمن بشكل عام وللمشروع الوطني والجمهوري ومقاومتها لمشروع الحوثي يعتبر النقطة الاخيرة قبل انهيار وسقوط اليمن بالكامل بيد مليشيا الحوثي .

ويبدو جليا من حيث تراجع الموقف الأمريكي وتحركات المبعوث الأمريكي لليمن ان الادارة الامريكية باتت تتلاعب بالملف اليمني والصراع الحرب كورقة رابحة في مفاوضاتها مع ايران فيما يتعلق بمفاوضات الملف النووي ..ذلك ان الامريكان عمدوا مؤخرا الى عدم مواصلة الضغط على الحوثيين لإيقاف حربهم على مأرب بل صمتوا وتواروا عن الأنظار تماما ما اعتبره الحوثيين فرصة لمواصلة هجومهم على المدينة بكل قوة وبلا توقف .

وتؤكد المواقف المتغيرة و المتعاملة مع الملف اليمني أن الامريكان ربما يكونون اعطوا المليشيات الحوثية فرصة أخرى كمثل سابقتها لمواصلة هجومها على مأرب حتى اسقاطها والسيطرة عليها كآخر معقل للشرعية على الأرض في المحافظات الشمالية ..واعتبار سيطرة الحوثي على المدينة ربما تكون فاصلا في مسار الحرب وعديد مسارات ربما ستكون لها اتجاهات محددة تعد لها الادارة الامريكية .وليس ببعيد ان الادارة الامريكية باتفاق مع إيران على استمرار معركة مأرب الى ما لا نهاية وعلى الحوثي الاستمرار لإسقاط المدينة خاصة وان ايران هي من تقود مسار المعركة وتسعى بكل قوة للانتصار فيها وتدفع بكل قوتها والمقاتلين لتحقيق النصر واسقاط المدينة .وعلى الرغم من الفشل الذريع الذي منيت به المليشيات الحوثية في المعركة طيلة الفترة الماضية وفشل كل الخطط الحربية والعسكرية في اسقاط مأرب غير أن إيران مصممة على كسر شوكة مأرب واسقاطها مهما تم تقديمه من ثمن او تم خسارته من يمنيين ..وهو ما يؤكد أن إيران من تقود المعركة وهناك اتفاقات سرية تقف خلف هذا التدافع باتجاه هذه المعركة ودفع كل هذه الاثمان .واذا عرف السبب بطل العجب !!

الموقف الأمريكي متطابق إيرانيا ومتناسق تماما مع المليشيات الحوثية في اسقاط مأرب عبر تكرار الفرص المتعددة للحوثي لمواصلة معركة مأرب ومنحها الغطاء المناسب لاستمرار المعركة لإكمال السيطرة على أخر محافظة شمالية وهي المحافظة الغنية بالنفط والغاز ومن تعتبر آخر معقل للشرعية والحكومة وبسقوطها تحكم مليشيات إيران اليمن شمالا وتعتبر الحاكم الرئيسي والفعلي لكل المحافظات وهذا يسير حسب تفاهم أمريكي إيراني وتنفيذ حوثي على الأرض وبنفس التماهي الامريكي مع الرغبة الإيرانية هناك تغاضي أممي مع هذه السيناريوهات المرعبة لتمكين المليشيات الحوثية الايرانية من احكام السيطرة على اليمن الشمالي بالكامل .

ويخطئ من يعتقد ان مليشيات الحوثي ستكتفي في حال اسقاطها لمارب والتوقف هناك بل ستواصل مسيرتها الدموية التدميرية نحو الجنوب لاحتلال المحافظات الجنوبية .!!

                             التحالف وغطاء الانتقالي

وبنفس القدر الذي يتم التحكم في مسارات الحرب في الشمال و باتجاه إعادة تقسيم مربعات الحرب حسب المخطط الكبير ..هناك في الجنوب المليشيات المسماة المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة اماراتيا والتي تحظى بدعم كامل من التحالف العربي سعوديا واماراتيا باتجاه السيطرة التامة على الجنوب واعتباره سلطة الأمر الواقع والمتحكم الفعلي على الأرض اذ يتم رسم مسار التقاسم القادم في هذا الاتجاه الخطير بمنح الانتقالي الفرصة الكاملة باعتباره صاحب السلطة والقوة العسكرية التي ستحكم الجنوب وفق المخططات في مسار تقاسم اليمن شمالا وجنوبا .

التحالف العربي يمنح المجلس الانتقالي الجنوبي الغطاء للمضي قدما في مشروعه الانفصالي دون وضع الاعتبار الى ان المحافظات الجنوبية ليست بكاملها تحت سيطرة وسطوة هذا المجلس الإماراتي الذي سيمضي في مشروعه برغبة تدميرية دموية لا تختلف عن مسارات الحوثي الدموي في الشمال .

ويبدو جليا الى تناسق مسارات التقاسم شمالا وجنوبا ونفس المشكاة يخرج منها مليشيا مسلحة انقلابية

و بتواجد غطاء امريكي أممي لمليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا لإكمال سيطرتها على الشمال يستمرون في مهاجمة مأرب لإسقاط اخر قلاع الجمهورية .

وبغطاء التحالف العربي لمليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة إماراتيا يسير مشروع الانفصال على قدم وساق نحو تحقيق مشروع التقاسم وتمزيق اليمن .

   اليمن في مهب الرياح

يخططون ويتآمرون ويتفقون خلف طاولات الغدر والخيانة على إضاعة اليمن وتقسيمه وتمزيقه وتسليمة على طبق من جمر الى المليشيات المسلحة الارهابية الانقلابية التي تحظى بدعم إيراني وإماراتي لجعل اليمن قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في أي وقت وارض قابلة للاشتعال واطلاق النار متى ما تم إشعال عود الكبريت فيها .

اليمن يسير في مهب الرياح وسط كل هذه المؤامرات التي تتم صياغتها خلف الابواب المغلقة وفوق طاولات مفاوضات البيع والشراء لتقاسم النفوذ والمناطق والسعي للسيطرة على هذا وذاك و كل ومصالحة فيما تضيع تماما مصلحة اليمن و اليمنيين اذ يتم اعتبارها في آخر الاهتمامات لدى كل اللاعبين في الملف اليمني .

يخططون ويسعون لإضاعة اليمن وتدمير ما تنقى فيه ويسيرون في نفس مسارات التقاسم لتمزيق الوطن وتقسيمه هكذا بكل وقاحة لا حدود لها .

ذلك انهم يعملون على تمكين مليشيا الحوثي من حكم الشمال بغطاء أمريكي وأممي .. فيما يمنح الجنوب للمجلس الانتقالي الجنوبي الاماراتي بغطاء التحالف العربي ...وبنفس الوقت يتناسى الجميع الوطن بذاته واليمنيين جميعا وتضحياتهم ودمائهم التي سالت دفاعا عن هذا الوطن المفقود وجمهوريته المنهوبة وتاريخه الذي شوه بممارسات عملاء ايران وعيال ايرلو وعيال الإمارات جنوبا .

الوطن يضيع واليمن في اخطر وضع يواجهه ومستقبله اصبح على كف عفريت طالما ومعنا حكومة فضلت النوم والاسترخاء .. وشرعية نائمة .. وأحزاب تناست أدوارها وغابت مواقفها ..وقيادات وطنية توارت عن الأنظار والمشهد وتعتقد ان صمتها في الوقت الحالي هو الاصح ..بينما ان صمتهم وخوفهم يعتبر جبن وعدم تسجيل مواقف وطنية لإنقاذ ما يمكن انقاذه من هذا الوطن .

 صمتكم خيانة.. هروبكم جبن وخوف وذل

متى ستصحون من نومكم و سباتكم لأجل اليمن .. وطنكم الذي يتعرض للخطر الماحق ومشاريع التقسيم والتقاسم !

اذا استمرت قيادات الأحزاب السياسية والقيادات الوطنية والسياسيين بهذا السبات المريب والصمت القاتل تجاه ما يحيق بالوطن من مخاطر ومخططات فانهم يعتبرون مشاركون في سيناريو الخيانة لوطنهم ومشاركين في تقسيم اليمن وتمزيقه هكذا بكل وقاحة ...

وإلا بماذا نفسر صمتهم جميعا وتخاذلهم وخوفهم من الانتصار للوطن .. وتسجيل مواقف الدفاع عن اليمن الذي يستحق منا أن نحافظ عنه ونصونه ونمنع أي مشاريع لتمزيقه وتقسيمه .!!

 خط الدفاع الأخير عن الوطن

لا زال الجيش الوطني بمساندة رجال المقاومة الشعبية ورجال القبائل هم خط الدفاع الأخير عن الوطن الجمهوري والدفاع عن الجمهورية المفقودة والوطن المغدور من السقوط في قبضة المليشيات الحوثية المدعومة ايرانيا ومحاولاتها الحثيثة والساعية الى اسباغ مشروعها الفارسي المقيت التدميري والدموي على الوطن بالكامل بقوة السلاح .

سيظل جيشنا الوطني ومقاومتنا الشعبية وقبائل اليمن هم الامل الاخير وحائط الصد أمام مشروع الحوثي .. وبعزيمة الرجال الشرفاء وحميتهم الوطنية وشموخهم ووطنيتهم يحملون على أكفهم الأمل الأخير للجمهورية والدفاع عنها بكل شرف وفداء ..يواصلون صمودهم لمنع سقوط مأرب القلعة الجمهورية الحصينة ويقاومون برجولة كل زحوفات الحوثيين باتجاه المدينة .وفي جبهات مأرب انكسر المشروع الحوثي وصمود الرجال تحطم امال الحوثيين ونثق أن هؤلاء الرجال هم املنا الاخير والباقي للحفاظ على الجمهورية والدفاع عنها .

حكومة تتفرج

ومثلما ما زل اليمنيون يثقون في أبطال الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل في اسقاط أوهام الحوثي والدفاع عن الجمهورية هناك حكومة وشرعية تتفرج على معركة مأرب بكل برود ولا مبالاة ولم تقدم أي شيء لدعم الابطال في جبهات العزة والشرف والكرامة رغم ما تم خلال الأسابيع الماضية من معارك حامية الوطيس ودفاع مستميت من الابطال في جبهات مأرب .

صمت الحكومة وموقفها السلبي تجاه ابطال الجيش والمقاومة في جبهات مارب مخيب ويبعث على القهر لكن الى متى ستظل هذه الحكومة والشرعية في موقف المتفرج على ما يحدث .. ولم تقدم أي دعم مالي او عسكري للإبطال في الجبهات يعزز من موقفهم ومعركة الدفاع عن الوطن الجمهورية .

الى متى يا حكومة

إلى متى

إلى متى

سلبيتكم قاتلة

اهمالكم مدمر

تخاذلكم عن دعم الأبطال في المعركة الوجودية لا يوجد كلمة من أنها تعتبر خيانة كبرى للوطن ولمعركة الجمهورية ولا غير !!

     

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد