نلقى الضوء على كتاب "أنت قوة مذهلة" لـ جين سينسيرو، والذى تقدم فيه سبعة وعشرين فصلًا مفعمة بقصص جذابة تثير الإلهام فى النفس وبنصائح حكيمة وبتمرينات سهلة وببعض التعابير الحادة التى ترد من حين لآخر.

ويقول الكتاب فى مقدمته:

القدر القليل الذى كنت أعرفه عن عالم المساعدة الذاتية/العالم الروحانى، كنت أراه سخيفًا إلى حد غير معقول، شيء يفوح برائحة اليأس والقنوط، وبرائحة الحماسة الكنسية العمياء، والمعانقات غير المرغوب فيها من جانب أشخاص غرباء لا يتمتعون بأى جاذبية، ولا حاجة إلى القول أننى كنت أيضًا ضيّقة الصدر، شديدة التبرم إزاء كل ما يتعلّق بالرب.

لكنى كنت أجد، فى الوقت عينه، أن فى حياتى أشياء كثيرة أريد تغييرها، ولو أننى كنت قادرةً على اختراق موقفى المتعالى ذاك، لتمكّنت حقًّا من الاستفادة من بعض العون الذى كان متوفرًا من حولى، أعنى بهذا أننى كنت أبلى بلاء حسنًا، نشرت كتابين، وكان لى أصدقاء رائعون كثر وأسرة تحبنى وشقة وسيارة مقبولة، وكان لدى طعام وأسنان وملابس ومياه شرب نظيفة! كانت حياتى رخيّة سهلة مقارنة بحياة أكثر البشر الذين يعيشون على هذا الكوكب. لكن ذلك كلّه ما كان شيئًا قادرًا على إثارة إعجابى إذا ما قارنته مع ما كنت قادرةً عليه. 

لا يدور الكلام هنا بالضرورة عن جنى ملايين الدولارات، أو المساهمة فى حل مشكلات ملايين الناس فى هذا العالم، أو توصلك إلى تقديم عرضك المسرحى الخاص، إلا إذا كان هذا ما تريده حقًا. فمن الممكن تمامًا أن يكون هدفك بسيطًا كل البساطة… رعاية أسرتك أو النجاح فى زراعة بعض أزهار التوليب.

‫الأمر كله متعلّق بالوصول إلى وضوح تام فى ما يتعلّق بالأشياء التى تجعلك سعيدًا، وتجعلك تشعر بأنك حى حقًّا، ثم خلق هذه الأشياء بدلًا من الزعم بأنك غير قادر على امتلاكها، أو الزعم بأنك لا تستحقها… أو الزعم بأنك شخص غبيّ، مدَّعٍ، جشع، ويريد أكثر مما حصل عليه بالفعل، أو التظاهر بأنك تصغى إلى ما يقول أبوك أو خالتك إن عليك فعله.

‫ الأمر كله متعلّق بأن تكون لديك الشجاعة الكافية لإظهار ذلك الوجه من شخصيتك، الوجه الأكثر تألقًا وسعادة وقوة… أى بإظهار ما تعتقد بأنه صورتك الحقيقية.